الأربعاء 01 مايو 2024, 22:52

وطني

الملك: النموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء يطمح لتحويل المنطقة إلى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء


كشـ24 نشر في: 13 مارس 2015

الملك: النموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء يطمح لتحويل المنطقة إلى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء
قال الملك محمد السادس، إن النموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء الذي تبنته المملكة المغربية يطمح بشكل فعلي إلى تحويل هذه المنطقة إلى قطب للتلاقي بين البلدان المغاربية  ودول إفريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف الملك في رسالة وجهها إلى المشاركين في منتدى كرانس مونتانا، المنعقد بالداخلة من 12 إلى 14 مارس الجاري، بأن هذا النموذج التنموي الجديد ينبثق من رؤية سياسية طموحة، قائمة على جيل جديد من الإصلاحات المؤسساتية التي تعتمد الجهوية المتقدمة ركيزة لها.

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران :
 
   " الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول لله وآله وصحبه.
   أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   إنه لمن دواعي سرورنا وسعادتنا أن نتوجه للمشاركين في هذه الدورة لمنتدى "كرانس مونتانا"، التي تلتئم تحت رعايتنا السامية، والتي خصصت أشغالها لإفريقيا، بمشاركة شخصيات من مشارب متعددة، تحظى بصيت عالمي أكيد.
   وإذ نرحب بكم جميعا في المغرب، وبالتحديد في مدينة الداخلة، جوهرة جنوب المملكة، فإنه لا يفوتنا أن نهنئكم على اختياركم الموفق، لاسيما بالنظر للموضوع الرئيسي لمنتداكم.
   فالنموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء، الذي تبنته المملكة، يطمح بالفعل إلى تحويل هذه المنطقة إلى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء.
   وفي هذا السياق، فإن مدينة الداخلة مدعوة لاحتلال موقع محوري ضمن القطب الاقتصادي الإفريقي المستقبلي، المندرج في إطار السعي إلى تعزيز السلم والاستقرار في منطقة جنوب الصحراء.
   وينبثق هذا النموذج التنموي الجديد من رؤية سياسية طموحة، قائمة على جيل جديد من الإصلاحات المؤسساتية التي تعتمد الجهوية المتقدمة ركيزة لها.
   ومن هذا المنطلق، تتطلع المملكة المغربية إلى استثمار الخصوصيات المحلية لكل منطقة من مناطقها، والنهوض بالحكامة المحلية الجيدة، وبلورة سياسات عمومية، على صعيد الجهات، تضمن نجاعة تدخل الدولة وشراكتها مع الجماعات الترابية.
   وفي هذا الإطار، فإن مصير مدينة الداخلة، هو أن تصبح منصة للمبادلات متعددة الأشكال، بين الفضاء الأطلسي، ومنطقتي المغرب العربي والساحل.
   ويشكل التنوع الكبير في الأطراف المشاركة في هذا المنتدى، من مؤسسات رسمية، ومجتمع مدني، وفاعلين اقتصاديين، باختلاف انتماءاتهم وأطيافهم، علاوة على أهمية المواضيع المطروحة للنقاش، عاملا من العوامل التي من شأنها تعزيز ثقتنا في تِلكُم الاختيارات الاستراتيجية، الهادفة إلى انبثاق قارةٍ إفريقيةٍ متضامنة، تتطلع بكل عزم نحو المستقبل الواعد.
   وما ذلكم إلا تقديرٌ منكم للعمل الدؤوبِ الذي نقوم به، في سبيل خدمة قارتنا. فالمغرب ما فَتِئ يَبذُلُ قُصارى جهوده، من أجل قيام قارة إفريقية حديثة وطموحة، ومبادرة ومنفتحة، قارةٍ فخورةٍ بهُويتها، وقوية برصيدها الثقافي، ولها القُدْرة على تجاوز الإيديولوجيات المُتَقَادِمة.
   وفي هذا السياق، نود أن نوجه تحية خاصة للسيد جون بول كارترون، الذي نجح في وضع تجربته الغنية والمتنوعة، في خدمة القضايا النبيلة، من خلال الحوار والتشارك.
   ومما لا شك فيه، أن الاختيار المنطقي والعقلاني لأرض الصحراء المغربية، من لَدُنِ المؤسَّسَةِ المرموقةِ التي يُمثِّلها، يُشَكِّلُ عاملا من عوامل النجاح والتوفيق.
 
     أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   إن موضوع التعاون جنوب-جنوب وتنمية إفريقيا، الذي اختَرْتُمُوه محورا لأشغالكم، يكتسي أهمية بالغة وآنية، ويعكس دون شك، الطموح الذي يَحدونا جميعا، لجعل القارة في صميم الاهتمامات الجيوسياسيةِ الدولية الكبرى.
   وفي هذا الإطار، لا بُدَّ للتعاون جنوب-جنوب أن يأخذ بِعَيْنِ الاعتبار، المُعْطَيات الجديدة التي أتى بها القرنُ الواحد والعشرون، ويُسَايِرَ التوجهاتِ الكبرى التي أفرزتها العولمة، بكل تَجَلِّياتها.
   وفي السياق ذاته، ما فتئنا ندعو إلى تعاونٍ فعالٍ ومتضامنٍ، من خلال التوظيفِ الأمثل للفُرص التي يُتيحُها التعاون الثُلاثي، سواءً على المستوى الإقليمي، أو مع دول الشمال، شريطةَ أن يَنخرط هذا التوجهُ ضمن مقاربةٍ مَبنيةٍ على الاحترام المتبادل والتَّوازن، ومُراعاة مصالح كل الأطراف.
   إن المملكة المغربية، التي جعلت من التعاون جنوب-جنوب رَكيزة من ركائز سياستها الخارجية، تعمل كذلك على تطوير شراكات مُثمرة، عبر انفتاحها بالقَدْرِ المطلوب، مع شركائها في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. وذلكم بالضبط، هو نموذج الشراكة متعددة الأبعاد، القائمة على تعبئة العديد من الأطراف، الذي يَتَوجب عَلينا المُثابرة من أجل النهوض به، لتحقيق المزيد من الرخاء والنماء في إفريقيا.
   إن قارتنا هِيَ التي دَفَعَت أكثرَ منْ غيرها الثمن غاليا، خلال فترة الاستعمار، وإِبَّانَ الحربِ الباردةِ، ولا زالت تُعاني، لِلأَسف الشديد، من آثارهما إلى يومنا هذا.
   فالحدود التي وَرِثَتْها بُلدان القارة عنِ المستعمرِ، لا تزال تُشَكِّل، في الكثير من الأحيان، البُؤَرَ الرَّئيسِيةَ للعديدِ من الاضطرابات والنزاعات، ولا بُدَّ لنا، نحنُ أبناءُ إفريقيا، أن نَبْتَكِرَ السُّبُلَ الكَفيلةَ بتحويلها إلى فضاءات مفتوحة للتلاقي والتبادل المثمر، بين المجتمعات الإفريقية.
   كما تَخْتَرِقُ القارةَ خُطُوطٌ مُتَعَدِّدةٌ للتَّصدُّعَ الاقتصادي والسياسي والثقافي، تَتَسَبَّبُ في اندلاعِ جُملَةٍ من الأزماتِ مُتَعَدِّدة الأشكال، في حين أن تَعَدُّدَ وتَنَوُّعَ ثَرواتها البشرية والطبيعية الهائلة، يَجْدُرُ بِهِما أن يكونا، على العكس من ذلك، أفضلَ حافزٍ على الاندماجِ والتكاملِ بين مكوناتها المجالية، الشيء الذي سَيُسْهِم في محو آثار التجزئة التي تعرضت لها القارة وعانت منها، إِبَّان الاستعمار، وذلك ما كان يعمل على إِذْكَاء التوترات السياسية والعرقية، خلال تلك الفترة.
   وعلاوة على ذلك، تواجه القارة وضعا أمنيا هشا ومُتفاقما. ذلك أن العديد من المناطق الإفريقية، أضحت تعيش اليوم، تحت تهديد أخطار جديدة وعابرة للحدود، مثلَ الإرهابِ والجريمةِ المنَظَّمة، والاتجارِ في المخدرات، والاتجارِ في البَشر، والتطرفِ الديني. وكل هذه التحديات الكبرى، تتطلب منا رداًّ جماعيا، وتَدْعونا للتفكير سَوِيّاً، والتشاورِ بشأن الإشكالية الأمنية.
  ومع ذلك، فإن إفريقيا اليوم، هي أيضا القارة التي تتوفر، أكثر من غيرها، على مُؤهلات مُتعددة الأبعاد، تُتيحُ آمالَ العالم في غد أفضل، مما يبعث على التفاؤل، ويُغَذِّي طموحاتنا وآمالنا المشتركة.
   - فَنِسْبَةُ النمو الاقتصادي في إفريقيا، هي الأعلى منذ سنة 2000، بَينما ارتفع حجم مُبادلات القارة التجارية مع بقية العالم بأكثر من 200 في المائة خلال نفس الفترة.
   - كما سيبلغ عدد سكان القارة مِليارَيْ نَسمة بحلول سنة 2050، الشيء الذي سيمكنها من توظيف هذا الرصيد الديموغرافي الهائل، خاصة الشباب، لتعزيز موقعها على الخريطة الاقتصادية للعالم.
   - وتتوفر القارة على أكبر رصيد من الثروات الطبيعية، التي يتعين استثمارها لخدمة التنمية البشرية المستدامة لساكنتها.
   - وهي أيضا القارة التي تَتَعَزَّزُ فيها، يوما بعد يوم، الديموقراطية والحكامة الجيدة.
   وهذا ما يجعلنا نَخْلُصُ إلى القَوْلِ أن إفريقيا توجد اليوم، في مرحلة مَفْصِلِيًّةٍ من تاريخها، وتحتاج لوضع استراتيجيات وأدواتٍ وآلياتٍ مُبتكَرَة لدعم مسيرتها نحو التقدم.
   ولتحقيق هذا الهدف، لا بد لإفريقيا أن تتحرر، بصفة نهائية، من قيود الفترة الاستعمارية من ماضيها، وتَنْظُرَ بكل عزم، نحو المستقبل، وأن تتحلى بالمزيد من الثقة بنفسها وبقدراتها الذاتية.
   كما يتعين على إفريقيا، أن تعمل على بلورة ودعم شراكاتٍ تعودُ بالنفعِ على جميع الأطراف؛ وعلى الرفعِ من حصتها في خَلْقِ القِيمَةِ على الصعيد الدولي؛ والدفع بالاندماج الاقتصادي الإقليمي إلى الأمام، وخلق فضاءات مشتركة للرخاء، تضمن حرية تنقل الأشخاصِ والسلع.
   كما أن إفريقيا في حاجةٍ إلى الاستثمار على نطاقٍ واسعٍ في بِنياتِها التحتية، وتحسين ظروف عيش مواطنيها.
   وعلاوة على ذلك، فإن إفريقيا في أمَسِّ الحاجةِ إلى مواردِ طاقيَّةٍ لإنجاح جهودها التنموية. وفي هذا المجالِ بالذات، تتوفر القارة على موارد هائلةٍ للطاقةِ المتجددةِ، التي ينبغي تعبئتها لتحقيق التنمية المستدامة.
   وفي هذا الصدد، تَسْتَمِدُّ فِكرَة تطويرِ مشروعٍ خاصٍ بالطاقات المتجددة وَجَاهَتَها، بالنظر للفُرص الغنيةِ التي تُتِيحُها إفريقيا الأطلسية، في مجالي الطاقة الريحية والشمسية.
   ولا تَقِلُّ صواباً عَنْهَا، ضرورةُ تعبئةِ آلياتِ التعاون البَيْنِيِ الإفريقي، فقد عَلَّمَتْنَا دُروسُ التاريخِ، أن التَّرابُطَ والتكافُلَ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، هو شرطٌ أساسيٌ لتحقيق الإقلاع. لذا، فإن المغرب يُدرك تمامَ الإدراكِ، أن أي جهودٍ معزولةٍ لتحقيق التنمية، مَآلُهَا الفَشَل.
    
   أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   يضع المغرب إفريقيا ضمن الأولويات الاستراتيجية لسياسته الخارجية، وهو اختيار ينبع من انتمائه الجغرافي للقارة الإفريقية ومن تاريخه العريق، الذي كان له بالغ الأثر في بناء هويته وتشكيل ثقافته الإفريقية.
   ومن هذا المنطلق، فمن الطبيعي جدا أن يتعزز التوجه الإفريقي للمملكة، جاعلا منها قطبا للاستقرار والتنمية الإقليمية والإشعاع الثقافي والحضاري.
   وقد تجسدت إرادتنا لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة على أكمل وجه، من خلال الزيارات المتوالية التي قمنا بها للعديد من بلدان القارة. حيث مكنت هذه الزيارات من إنجاز مشاريع ملموسة، وإبرام العديد من اتفاقيات التعاون، همت شتى الميادين.
   إن المملكة المغربية التي كانت دوما ترفض تلكم النظرة المتشائمة بشأن حال ومآل القارة الإفريقية، لتدعم وتدافع عن مبدأ العمل بمسعى راسخ ونابع من إرادة حقيقية، من أجل انبثاق "إفريقيا جديدة"، وهو الهدف الذي نتطلع ونصبو إلى تحقيقه ونسعى بكل حزم وعزم لبلوغه.
   إن السياسة الإفريقية للمغرب ترتكز على مقاربة شمولية ومندمجة وإدماجية، ترمي إلى النهوض بالسلم والاستقرار وتشجيع التنمية البشرية المستدامة وصيانة الهوية الثقافية والروحية للسكان، في إطار احترام مبادئ حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا.
   وتتميز هذه السياسة بكونها لا تقتصر حصرا على الفاعلين الحكوميين، بل تتجاوزهم إلى الفاعلين الاقتصاديين من القطاع الخاص، الذين ترسخ إيمانهم وانخراطهم في هذا التوجه، شأنهم شأن كل مكونات المجتمع المدني.
   وبهذا الخصوص، يهدف المغرب إلى دعم جهود البلدان الإفريقية الشقيقة من أجل بناء اقتصادات قوية، من خلال نقل الخبرات وتكوين الموارد البشرية والاستثمار في المجالات الحيوية للاقتصاد وحشد الموارد.
   وعلى صعيد آخر، وبالنظر للأهمية التي تكتسيها التكتلات شبه الإقليمية، ما فتئ المغرب يدعو إلى إحياء اتحاد المغرب العربي، الذي يحتفل هذه السنة بعيد ميلاده السادس والعشرين. كما تضطلع المملكة بدور جد فاعل ضمن تجمع دول الساحل والصحراء، الذي يعقد قمته القادمة على تراب المملكة، علاوة على مواصلة مسار تقاربها المثمر مع العديد من المنظمات الإقليمية بكل من غرب ووسط إفريقيا.
 
   أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   لا يسعنا إلا أن نعبر عن سرورنا بمبادرات منتداكم الرامية إلى النهوض بالتعاون بين بلدان الواجهة الأطلسية للقارة الإفريقية. وفي هذا الصدد، تعد مبادرة إطلاق "نادي إفريقيا الأطلسية"، خلال هذا اللقاء، خير تعبير عن إرادتنا المشتركة لدعم التنمية والاندماج الإقليمي لقارتنا، وتشجيع انفتاحها على واجهتها الأطلسية.
   لقد ظل هذا البعد الهام من العمل الإفريقي المشترك طي الإهمال لفترة طويلة، بينما لا يمكن للمحيط الأطلسي إلا أن يشكل حافزا للتنمية، وجسرا للانفتاح والتفاعل والاندماج بين البلدان الإفريقية المحاذية له.
   وهناك مبادرة أخرى لا بد من التنويه بها، وهي مبادرة إطلاق "منتدى المرأة الإفريقية"، التي ستمنح المشاركات فضاء للحوار وتبادل وجهات النظر. كما تشكل هذه المبادرة مناسبة سانحة للمطالبة بتمتيع المرأة الإفريقية بكامل حقوقها، وحثها على الإسهام الفعال في جهود التنمية لكل بلد على حدة، ذلك أن قارتنا تحتاج إلى حشد كل طاقاتها وتجميع قواها من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
   وفي هذا الصدد، ما فتئنا نولي أهمية خاصة للنهوض بأوضاع المرأة ودعم مشاركتها في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما أننا لا ندخر جهدا في سبيل تحقيق المناصفة بين المواطنات والمواطنين، كما رسخها الدستور الجديد للمملكة.
 
   أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   في الختام، نتوجه بتحية إكبار لمنتدى كرانس مونتانا، ولرئيسه السيد جون بول كارترون، على تخصيص اجتماعات المنتدى لهذه السنة، لإفريقيا والأفارقة. كما لا يفوتنا أن ننوه بالعمل الدؤوب الذي انخرط فيه المنتدى، منذ أكثر من ثلاثة عقود، في سبيل تحقيق التقارب والتعايش بين الثقافات والحضارات.
   وسيجد منتدى كرانس مونتانا في المملكة المغربية، الاستعداد الدائم لتقديم الدعم اللازم، من أجل إعطاء المزيد من الإشعاع لمساعيه، التي تخدم قضايا السلم والتنمية.
   كما نتوجه بالتحية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ولمديرها العام، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، لمساهمتها الفعالة في تنظيم هذه التظاهرة الهامة، ولجهودهما المشكورة من أجل ضمان نجاحها.
   وإذ نرجو أن تتكلل أشغالكم بالتوفيق والنجاح، نتمنى لكم مقاما طيبا في بلدكم الثاني، المغرب.
   والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".

الملك: النموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء يطمح لتحويل المنطقة إلى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء
قال الملك محمد السادس، إن النموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء الذي تبنته المملكة المغربية يطمح بشكل فعلي إلى تحويل هذه المنطقة إلى قطب للتلاقي بين البلدان المغاربية  ودول إفريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف الملك في رسالة وجهها إلى المشاركين في منتدى كرانس مونتانا، المنعقد بالداخلة من 12 إلى 14 مارس الجاري، بأن هذا النموذج التنموي الجديد ينبثق من رؤية سياسية طموحة، قائمة على جيل جديد من الإصلاحات المؤسساتية التي تعتمد الجهوية المتقدمة ركيزة لها.

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران :
 
   " الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول لله وآله وصحبه.
   أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   إنه لمن دواعي سرورنا وسعادتنا أن نتوجه للمشاركين في هذه الدورة لمنتدى "كرانس مونتانا"، التي تلتئم تحت رعايتنا السامية، والتي خصصت أشغالها لإفريقيا، بمشاركة شخصيات من مشارب متعددة، تحظى بصيت عالمي أكيد.
   وإذ نرحب بكم جميعا في المغرب، وبالتحديد في مدينة الداخلة، جوهرة جنوب المملكة، فإنه لا يفوتنا أن نهنئكم على اختياركم الموفق، لاسيما بالنظر للموضوع الرئيسي لمنتداكم.
   فالنموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء، الذي تبنته المملكة، يطمح بالفعل إلى تحويل هذه المنطقة إلى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء.
   وفي هذا السياق، فإن مدينة الداخلة مدعوة لاحتلال موقع محوري ضمن القطب الاقتصادي الإفريقي المستقبلي، المندرج في إطار السعي إلى تعزيز السلم والاستقرار في منطقة جنوب الصحراء.
   وينبثق هذا النموذج التنموي الجديد من رؤية سياسية طموحة، قائمة على جيل جديد من الإصلاحات المؤسساتية التي تعتمد الجهوية المتقدمة ركيزة لها.
   ومن هذا المنطلق، تتطلع المملكة المغربية إلى استثمار الخصوصيات المحلية لكل منطقة من مناطقها، والنهوض بالحكامة المحلية الجيدة، وبلورة سياسات عمومية، على صعيد الجهات، تضمن نجاعة تدخل الدولة وشراكتها مع الجماعات الترابية.
   وفي هذا الإطار، فإن مصير مدينة الداخلة، هو أن تصبح منصة للمبادلات متعددة الأشكال، بين الفضاء الأطلسي، ومنطقتي المغرب العربي والساحل.
   ويشكل التنوع الكبير في الأطراف المشاركة في هذا المنتدى، من مؤسسات رسمية، ومجتمع مدني، وفاعلين اقتصاديين، باختلاف انتماءاتهم وأطيافهم، علاوة على أهمية المواضيع المطروحة للنقاش، عاملا من العوامل التي من شأنها تعزيز ثقتنا في تِلكُم الاختيارات الاستراتيجية، الهادفة إلى انبثاق قارةٍ إفريقيةٍ متضامنة، تتطلع بكل عزم نحو المستقبل الواعد.
   وما ذلكم إلا تقديرٌ منكم للعمل الدؤوبِ الذي نقوم به، في سبيل خدمة قارتنا. فالمغرب ما فَتِئ يَبذُلُ قُصارى جهوده، من أجل قيام قارة إفريقية حديثة وطموحة، ومبادرة ومنفتحة، قارةٍ فخورةٍ بهُويتها، وقوية برصيدها الثقافي، ولها القُدْرة على تجاوز الإيديولوجيات المُتَقَادِمة.
   وفي هذا السياق، نود أن نوجه تحية خاصة للسيد جون بول كارترون، الذي نجح في وضع تجربته الغنية والمتنوعة، في خدمة القضايا النبيلة، من خلال الحوار والتشارك.
   ومما لا شك فيه، أن الاختيار المنطقي والعقلاني لأرض الصحراء المغربية، من لَدُنِ المؤسَّسَةِ المرموقةِ التي يُمثِّلها، يُشَكِّلُ عاملا من عوامل النجاح والتوفيق.
 
     أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   إن موضوع التعاون جنوب-جنوب وتنمية إفريقيا، الذي اختَرْتُمُوه محورا لأشغالكم، يكتسي أهمية بالغة وآنية، ويعكس دون شك، الطموح الذي يَحدونا جميعا، لجعل القارة في صميم الاهتمامات الجيوسياسيةِ الدولية الكبرى.
   وفي هذا الإطار، لا بُدَّ للتعاون جنوب-جنوب أن يأخذ بِعَيْنِ الاعتبار، المُعْطَيات الجديدة التي أتى بها القرنُ الواحد والعشرون، ويُسَايِرَ التوجهاتِ الكبرى التي أفرزتها العولمة، بكل تَجَلِّياتها.
   وفي السياق ذاته، ما فتئنا ندعو إلى تعاونٍ فعالٍ ومتضامنٍ، من خلال التوظيفِ الأمثل للفُرص التي يُتيحُها التعاون الثُلاثي، سواءً على المستوى الإقليمي، أو مع دول الشمال، شريطةَ أن يَنخرط هذا التوجهُ ضمن مقاربةٍ مَبنيةٍ على الاحترام المتبادل والتَّوازن، ومُراعاة مصالح كل الأطراف.
   إن المملكة المغربية، التي جعلت من التعاون جنوب-جنوب رَكيزة من ركائز سياستها الخارجية، تعمل كذلك على تطوير شراكات مُثمرة، عبر انفتاحها بالقَدْرِ المطلوب، مع شركائها في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. وذلكم بالضبط، هو نموذج الشراكة متعددة الأبعاد، القائمة على تعبئة العديد من الأطراف، الذي يَتَوجب عَلينا المُثابرة من أجل النهوض به، لتحقيق المزيد من الرخاء والنماء في إفريقيا.
   إن قارتنا هِيَ التي دَفَعَت أكثرَ منْ غيرها الثمن غاليا، خلال فترة الاستعمار، وإِبَّانَ الحربِ الباردةِ، ولا زالت تُعاني، لِلأَسف الشديد، من آثارهما إلى يومنا هذا.
   فالحدود التي وَرِثَتْها بُلدان القارة عنِ المستعمرِ، لا تزال تُشَكِّل، في الكثير من الأحيان، البُؤَرَ الرَّئيسِيةَ للعديدِ من الاضطرابات والنزاعات، ولا بُدَّ لنا، نحنُ أبناءُ إفريقيا، أن نَبْتَكِرَ السُّبُلَ الكَفيلةَ بتحويلها إلى فضاءات مفتوحة للتلاقي والتبادل المثمر، بين المجتمعات الإفريقية.
   كما تَخْتَرِقُ القارةَ خُطُوطٌ مُتَعَدِّدةٌ للتَّصدُّعَ الاقتصادي والسياسي والثقافي، تَتَسَبَّبُ في اندلاعِ جُملَةٍ من الأزماتِ مُتَعَدِّدة الأشكال، في حين أن تَعَدُّدَ وتَنَوُّعَ ثَرواتها البشرية والطبيعية الهائلة، يَجْدُرُ بِهِما أن يكونا، على العكس من ذلك، أفضلَ حافزٍ على الاندماجِ والتكاملِ بين مكوناتها المجالية، الشيء الذي سَيُسْهِم في محو آثار التجزئة التي تعرضت لها القارة وعانت منها، إِبَّان الاستعمار، وذلك ما كان يعمل على إِذْكَاء التوترات السياسية والعرقية، خلال تلك الفترة.
   وعلاوة على ذلك، تواجه القارة وضعا أمنيا هشا ومُتفاقما. ذلك أن العديد من المناطق الإفريقية، أضحت تعيش اليوم، تحت تهديد أخطار جديدة وعابرة للحدود، مثلَ الإرهابِ والجريمةِ المنَظَّمة، والاتجارِ في المخدرات، والاتجارِ في البَشر، والتطرفِ الديني. وكل هذه التحديات الكبرى، تتطلب منا رداًّ جماعيا، وتَدْعونا للتفكير سَوِيّاً، والتشاورِ بشأن الإشكالية الأمنية.
  ومع ذلك، فإن إفريقيا اليوم، هي أيضا القارة التي تتوفر، أكثر من غيرها، على مُؤهلات مُتعددة الأبعاد، تُتيحُ آمالَ العالم في غد أفضل، مما يبعث على التفاؤل، ويُغَذِّي طموحاتنا وآمالنا المشتركة.
   - فَنِسْبَةُ النمو الاقتصادي في إفريقيا، هي الأعلى منذ سنة 2000، بَينما ارتفع حجم مُبادلات القارة التجارية مع بقية العالم بأكثر من 200 في المائة خلال نفس الفترة.
   - كما سيبلغ عدد سكان القارة مِليارَيْ نَسمة بحلول سنة 2050، الشيء الذي سيمكنها من توظيف هذا الرصيد الديموغرافي الهائل، خاصة الشباب، لتعزيز موقعها على الخريطة الاقتصادية للعالم.
   - وتتوفر القارة على أكبر رصيد من الثروات الطبيعية، التي يتعين استثمارها لخدمة التنمية البشرية المستدامة لساكنتها.
   - وهي أيضا القارة التي تَتَعَزَّزُ فيها، يوما بعد يوم، الديموقراطية والحكامة الجيدة.
   وهذا ما يجعلنا نَخْلُصُ إلى القَوْلِ أن إفريقيا توجد اليوم، في مرحلة مَفْصِلِيًّةٍ من تاريخها، وتحتاج لوضع استراتيجيات وأدواتٍ وآلياتٍ مُبتكَرَة لدعم مسيرتها نحو التقدم.
   ولتحقيق هذا الهدف، لا بد لإفريقيا أن تتحرر، بصفة نهائية، من قيود الفترة الاستعمارية من ماضيها، وتَنْظُرَ بكل عزم، نحو المستقبل، وأن تتحلى بالمزيد من الثقة بنفسها وبقدراتها الذاتية.
   كما يتعين على إفريقيا، أن تعمل على بلورة ودعم شراكاتٍ تعودُ بالنفعِ على جميع الأطراف؛ وعلى الرفعِ من حصتها في خَلْقِ القِيمَةِ على الصعيد الدولي؛ والدفع بالاندماج الاقتصادي الإقليمي إلى الأمام، وخلق فضاءات مشتركة للرخاء، تضمن حرية تنقل الأشخاصِ والسلع.
   كما أن إفريقيا في حاجةٍ إلى الاستثمار على نطاقٍ واسعٍ في بِنياتِها التحتية، وتحسين ظروف عيش مواطنيها.
   وعلاوة على ذلك، فإن إفريقيا في أمَسِّ الحاجةِ إلى مواردِ طاقيَّةٍ لإنجاح جهودها التنموية. وفي هذا المجالِ بالذات، تتوفر القارة على موارد هائلةٍ للطاقةِ المتجددةِ، التي ينبغي تعبئتها لتحقيق التنمية المستدامة.
   وفي هذا الصدد، تَسْتَمِدُّ فِكرَة تطويرِ مشروعٍ خاصٍ بالطاقات المتجددة وَجَاهَتَها، بالنظر للفُرص الغنيةِ التي تُتِيحُها إفريقيا الأطلسية، في مجالي الطاقة الريحية والشمسية.
   ولا تَقِلُّ صواباً عَنْهَا، ضرورةُ تعبئةِ آلياتِ التعاون البَيْنِيِ الإفريقي، فقد عَلَّمَتْنَا دُروسُ التاريخِ، أن التَّرابُطَ والتكافُلَ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، هو شرطٌ أساسيٌ لتحقيق الإقلاع. لذا، فإن المغرب يُدرك تمامَ الإدراكِ، أن أي جهودٍ معزولةٍ لتحقيق التنمية، مَآلُهَا الفَشَل.
    
   أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   يضع المغرب إفريقيا ضمن الأولويات الاستراتيجية لسياسته الخارجية، وهو اختيار ينبع من انتمائه الجغرافي للقارة الإفريقية ومن تاريخه العريق، الذي كان له بالغ الأثر في بناء هويته وتشكيل ثقافته الإفريقية.
   ومن هذا المنطلق، فمن الطبيعي جدا أن يتعزز التوجه الإفريقي للمملكة، جاعلا منها قطبا للاستقرار والتنمية الإقليمية والإشعاع الثقافي والحضاري.
   وقد تجسدت إرادتنا لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة على أكمل وجه، من خلال الزيارات المتوالية التي قمنا بها للعديد من بلدان القارة. حيث مكنت هذه الزيارات من إنجاز مشاريع ملموسة، وإبرام العديد من اتفاقيات التعاون، همت شتى الميادين.
   إن المملكة المغربية التي كانت دوما ترفض تلكم النظرة المتشائمة بشأن حال ومآل القارة الإفريقية، لتدعم وتدافع عن مبدأ العمل بمسعى راسخ ونابع من إرادة حقيقية، من أجل انبثاق "إفريقيا جديدة"، وهو الهدف الذي نتطلع ونصبو إلى تحقيقه ونسعى بكل حزم وعزم لبلوغه.
   إن السياسة الإفريقية للمغرب ترتكز على مقاربة شمولية ومندمجة وإدماجية، ترمي إلى النهوض بالسلم والاستقرار وتشجيع التنمية البشرية المستدامة وصيانة الهوية الثقافية والروحية للسكان، في إطار احترام مبادئ حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا.
   وتتميز هذه السياسة بكونها لا تقتصر حصرا على الفاعلين الحكوميين، بل تتجاوزهم إلى الفاعلين الاقتصاديين من القطاع الخاص، الذين ترسخ إيمانهم وانخراطهم في هذا التوجه، شأنهم شأن كل مكونات المجتمع المدني.
   وبهذا الخصوص، يهدف المغرب إلى دعم جهود البلدان الإفريقية الشقيقة من أجل بناء اقتصادات قوية، من خلال نقل الخبرات وتكوين الموارد البشرية والاستثمار في المجالات الحيوية للاقتصاد وحشد الموارد.
   وعلى صعيد آخر، وبالنظر للأهمية التي تكتسيها التكتلات شبه الإقليمية، ما فتئ المغرب يدعو إلى إحياء اتحاد المغرب العربي، الذي يحتفل هذه السنة بعيد ميلاده السادس والعشرين. كما تضطلع المملكة بدور جد فاعل ضمن تجمع دول الساحل والصحراء، الذي يعقد قمته القادمة على تراب المملكة، علاوة على مواصلة مسار تقاربها المثمر مع العديد من المنظمات الإقليمية بكل من غرب ووسط إفريقيا.
 
   أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   لا يسعنا إلا أن نعبر عن سرورنا بمبادرات منتداكم الرامية إلى النهوض بالتعاون بين بلدان الواجهة الأطلسية للقارة الإفريقية. وفي هذا الصدد، تعد مبادرة إطلاق "نادي إفريقيا الأطلسية"، خلال هذا اللقاء، خير تعبير عن إرادتنا المشتركة لدعم التنمية والاندماج الإقليمي لقارتنا، وتشجيع انفتاحها على واجهتها الأطلسية.
   لقد ظل هذا البعد الهام من العمل الإفريقي المشترك طي الإهمال لفترة طويلة، بينما لا يمكن للمحيط الأطلسي إلا أن يشكل حافزا للتنمية، وجسرا للانفتاح والتفاعل والاندماج بين البلدان الإفريقية المحاذية له.
   وهناك مبادرة أخرى لا بد من التنويه بها، وهي مبادرة إطلاق "منتدى المرأة الإفريقية"، التي ستمنح المشاركات فضاء للحوار وتبادل وجهات النظر. كما تشكل هذه المبادرة مناسبة سانحة للمطالبة بتمتيع المرأة الإفريقية بكامل حقوقها، وحثها على الإسهام الفعال في جهود التنمية لكل بلد على حدة، ذلك أن قارتنا تحتاج إلى حشد كل طاقاتها وتجميع قواها من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
   وفي هذا الصدد، ما فتئنا نولي أهمية خاصة للنهوض بأوضاع المرأة ودعم مشاركتها في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما أننا لا ندخر جهدا في سبيل تحقيق المناصفة بين المواطنات والمواطنين، كما رسخها الدستور الجديد للمملكة.
 
   أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   في الختام، نتوجه بتحية إكبار لمنتدى كرانس مونتانا، ولرئيسه السيد جون بول كارترون، على تخصيص اجتماعات المنتدى لهذه السنة، لإفريقيا والأفارقة. كما لا يفوتنا أن ننوه بالعمل الدؤوب الذي انخرط فيه المنتدى، منذ أكثر من ثلاثة عقود، في سبيل تحقيق التقارب والتعايش بين الثقافات والحضارات.
   وسيجد منتدى كرانس مونتانا في المملكة المغربية، الاستعداد الدائم لتقديم الدعم اللازم، من أجل إعطاء المزيد من الإشعاع لمساعيه، التي تخدم قضايا السلم والتنمية.
   كما نتوجه بالتحية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ولمديرها العام، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، لمساهمتها الفعالة في تنظيم هذه التظاهرة الهامة، ولجهودهما المشكورة من أجل ضمان نجاحها.
   وإذ نرجو أن تتكلل أشغالكم بالتوفيق والنجاح، نتمنى لكم مقاما طيبا في بلدكم الثاني، المغرب.
   والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".


ملصقات


اقرأ أيضاً
رئيس جماعة تمارة يواجه العزل بعد تدخل الوالي على خط تجاوزات في رخص السكن
استفسر الوالي "محمد اليعقوبي"، عامل عمالة تمارة بالنيابة، رئيس جماعة تمارة، التجمعي "زهير الزمزامي"، عبر مراسلة طالب من خلاله بضرورة تقديم توضيحات كتابية حول "بعض التجاوزات والممارسات المتعلقة برخص السكن"، التي تعد مخالفة للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل، وتضر بمصالح الجماعة. وبحسب وثيقة رسمية اطلعت "كشـ24" على نسخة منها، فقد أمهل "اليعقوبي"، رئيس جماعة تمارة مدة 10 أيام من أجل تقديم توضيحات حول عدد من التجاوزات التي تم رصدها (الوثيقة)، قبل تطبيق المادة 64 من القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات، والتي تخول لعامل الإقليم إحالة هذا الملف على المحكمة الإدارية، لطلب عزل المسؤول المعني بالأمر في حالة تبوث ارتكابه للتجاوزات سالفة الذكر. وتنص المادة 64 من القانون التنظيمي رقم 113.14 على أنه إذا ارتكب عضو من أعضاء مجلس الجماعة غير رئيسها، أفعالا مخالفة للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل تضر بأخلاقيات المرفق العمومي ومصالح الجماعة قام عامل العمالة أو الإقليم أو من ينوب عنه عن طريق رئيس المجلس بمراسلة المعني بالأمر للإدلاء بإيضاحات كتابية حول الأفعال المنسوبة إليه داخل أجل لا يتعدى (10) أيام ابتداء من تاريخ التوصل. كما تنص أيضا المادة المذكورة، على أنه إذا ارتكب رئيس المجلس أفعالا مخالفة للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل، قام عامل العمالة أو الإقليم أو من ينوب عنه بمراسلته قصد الإدلاء بإيضاحات كتابية حول الأفعال المنسوبة إليه، داخل أجل لا يتعدى عشرة (10) أيام ابتداء من تاريخ التوصل. ويجوز للعامل أو من ينوب عنه، بعد التوصل والإيضاحات الكتابية المشار إليها في الفقرتين الأولى والثانية أعلاه، حسب الحالة، أو عند عدم الإدلاء بها بعد انصرام الأجل المحدد، إحالة الأمر إلى المحكمة الإدارية وذلك لطلب عزل عضو المجلس المعني بالأمر من مجلس الجماعة أو عزل الرئيس أو نوابه من عضوية المكتب أو المجلس.  وحسب نفس المادة، تبت المحكمة في الطلب داخل أجل لا يتعدى شهرا من تاريخ توصلها بالإحالة، وفي حالة الاستعجال، يمكن إحالة الأمر إلى القضاء الاستعجالي بالمحكمة الإدارية الذي يبت فيه داخل أجل 48 ساعة من تاريخ توصله بالطلب، ويترتب على إحالة الأمر إلى المحكمة الإدارية توقيف المعني بالأمر عن ممارسة مهامه إلى حين البت في طلب العزل، ولا تحول إحالة الأمر إلى المحكمة الإدارية دون المتابعات القضائية، عند الاقتضاء.
وطني

حموشي يستقبل سفير باكستان بالرباط
استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، اليوم الأربعاء بالرباط، سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى المملكة المغربية، محمد سامي الرحمان. وذكر مصدر أمني أن الطرفين استعرضا مجموعة من المواضيع الأمنية ذات الاهتمام المشترك، كما تباحثا بشأن سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية، بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين. ويبرهن هذا الاستقبال، بحسب المصدر ذاته، على مدى انخراط قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في تفعيل مختلف الشراكات الأمنية الثنائية والمتعددة الأطراف، التي تروم تدعيم التعاون الأمني الدولي، كما يجسد حرصه الراسخ على الاستجابة لكل طلبات التعاون التي تعزز التنسيق الأمني بين المملكة المغربية ومختلف الدول الشقيقة والصديقة.
وطني

نقابة موخاريق ترفض رفن سن التقاعد إلى 65 سنة
عبرت نقابة الإتحاد المغربي للشغل، عن رفضها رفع سن التقاعد إلى 65 سنة، وقالت في بلاغ لها، أنها ترفض ”الثالوث الملعون”، المكون من الرفع من السن إلى 65 سنة، الرفع من المساهمات، والتخفيض من المعاشات. ودعت الدولة إلى ضرورة تحمل  مسؤوليتها، في تدبير أنظمة التقاعد، والحفاظ على مكتسبات الموظفين والموظفات وكافة الأجراء. وفي سياق متصل، أوضحت نقابة موخاريق، أن الاتفاق الموقع بين الحكومة والنقابات، تضمن العديد من ”المكتسبات، منها الزيادة العامة في الأجور في القطاع العام والإدارات العمومية والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية بمقدار 1000 درهم صافية على دفعتين الأولى في فاتح يوليوز 2024 والشطر الثاني في فاتح يوليوز 2025؛ الزيادة في مبلغ الحد الأدنى القانوني للأجر في القطاع الصناعي والتجاري والخدماتي (SMIG) بنسبة 10% على دفعتين: 5% ابتداء من يناير 2025 و5% ابتداء من يناير 2026 . وأيضا الزيادة في مبلغ الحد الأدنى القانوني للأجر في القطاع الفلاحي (SMAG) بنسبة 10%، يتم تطبيقها على دفعتين: 5% ابتداء من يناير 2025 و5% ابتداء من يناير 2026. وتخفيض قيمة الضريبة على الأجور بما يحسن دخل عموم الأجراء في القطاع العام والجماعات الترابية والقطاع الخاص، ابتداء من فاتح يناير 2025، بما يترتب عن زيادة صافية في الأجر تتراوح بين 150 درهم و740 درهم. وبخصوص قانون الإضراب، أشارت النقابة إلى أنها ستبقى رافضة لأي قانون لا يضمن حرية ممارسة حق الإضراب وحماية الحرية النقابية والممثلين النقابيين والعمال المضربين.
وطني

الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تنبه المقاولات المستغلة لانتاجات ومجهودات للجرائد
أعلنت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، التي تضم ناشرين عن الصحافة الورقية والإلكترونية، توصلها بشكايات صادرة عن عدد من أعضائها، تتعلق بممارسات بعض مقدمي خدمات رصد ومتابعة الصحافة" تخرق القوانين المغربية وتضر بحقوق ملكيتها الفكرية ومصالحها. وتقوم هذه المقاولات ببيع خدمة توفر لزبنائها نسخا كاملة أو جزئية من مقالات نشرتها الصحف المغربية وذلك على شكل ورقي أو بصيغة "PDF" أو عبر البريد الإلكتروني أو من خلال الولوج إلى قاعدة بيانات تحتوي على نسخ كاملة للجرائد الورقية والإلكترونية دون إذن أو ترخيص من المؤسسات التي تصدرها وتبثها. وبعد القيام بتحرياتها، تأكدت الجمعية من وجود هذه الممارسات وتعرفت على عدد من الشركات التي توفر هذه الخدمة غير القانونية و جمعت مجموعة من الإثباتات بهذا الخصوص. وشددت الجمعية على أن القانون يمنع نسخ أو إعادة نشر أو استنساخ أو أرشفة مقال صحفي تم نشره بشكل ورقي أو إلكتروني بأي وسيلة أو طريقة كانت أو بأي شكل كان سواء تعلق الأمر بمقال متاح للعموم أو مقال مخصص للمشتركين. كما أن ملكية المقالات الصحفية محمية بعدد من القوانين ومنها قانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وقانون الصحافة والنشر والقانون الجنائي. كما تذكرت الجمعية بأن كل شخص أو مقاولة يقوم بهذه الممارسات غير القانونية يعرض نفسه للمساءلة والمتابعة القضائية. ونبهن إلى أن زبناء هذه الخدمات غير القانونية سواء كانوا مقاولات أو مؤسسات خاصة وعمومية وأيضا الإدارات الرسمية يعتبرون شركاء. وقد قامت الجمعية بإعذار عدد من هذه المقاولات لكي تتوقف عن تسويق هذه الخدمة غير القانونية، ولكي تشرع في تعويض الناشرين عن سنوات البيع والترويج غير القانونيين لمحتويات صحفهم الورقية منها والإلكترونية وأعلنت الجمعية باحتفاظها بالحق في اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن الحقوق المشروعة لأعضائها بما في ذلك سلك مسطرة المتابعات القضائية، ودعت الجمعية هذه المقاولات وكذلك زبنائها إلى القيام فوريا بكل ما يضمن امتثالهم للقانون. وأشارت الجمعية في الختام إلى أن هناك مقاولات توفر لزبنائها خدمات رصد ومتابعة الصحافة، تحترم القوانين المغربية وذلك عبر إتاحة إسم الجريدة وعنوان المقال وتاريخ النشر والرابط الإلكتروني فقط للمادة الصحفية وتعتبر على هذا الأساس شريكة للصحافة المغربية.
وطني

الرابطة المحمدية للعلماء تعقد مجلسها الأكاديمي الـ 32 بمراكش
تعقد الرابطة المحمدية للعلماء مجلسها الأكاديمي الثاني والثلاثون، يوم 4 ماي المقبل بمدينة مراكش.وأفاد بلاغ للرابطة، أن انعقاد هذا الجمع العام “يأتي إسهاما في تثبيت دعائم الأمن الروحي لهذا البلد الأمين، وترسيخا لثوابت الهوية الدينية، ونصرة للوحدة الترابية للمملكة الشريفة، تحت القيادة الرشيدة لحامي الملة والدين مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره”. ويضم جدول أعمال المجلس عرض التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2023، وكذا التداول حول سير أعمال المؤسسة، مع عرض برنامج عمل المؤسسة في خدمة ثوابت المملكة المغربية الشريفة، عقيدة ومذهبا وسلوكا، وكذا مشاريع وبرامج المراكز البحثية، والوحدات العلمية، وحصيلة وآفاق منظومة مراكز ووحدات أجيال للتمنيع والمواكبة التابعة للمؤسسة.
وطني

أمراء وشيوخ الإمارات يقضون عطل خاصة بالمغرب
يقضي العديد من أمراء وشيوخ الإمارات العربية المتحدة عطل خاصة في المغرب، وهبطت طائرتان على مدرج مطار الرباط سلا الدولي، زوال السبت الماضي. وكان على متن هاتين الطائرتين العديد من أمراء وشيوخ الإمارات: إحداهما تحمل نقش العائلة المالكة في أبو ظبي، بينما الأخرى مملوكة لشركة طيران الإمارات التابعة لإمارة دبي، نقلا عن تقارير إعلامية. ويعد المغرب من الوجهات المفضلة لحكام الإمارات، حيث يقضون عطل خاصة في أوقات متفرقة من السنة بالمغرب، ويقيمون في قصور وإقامات خاصة بهم بمحيط بحيرة "أم عزة" ضواحي العاصمة الرباط، حيث يفضلون زيارة المدينة المعتدلة في جوها لقضاء عطل متفرقة طيلة السنة. وترتبط الأسرة الملكية بالمغرب بعلاقات ممتازة مع حكام دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما تعكسه الزيارات الرسمية والخاصة بين البلدين.وتعرف العلاقات الإماراتية المغربية تطورا متواصلا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والعلمية والسياحية والأمنية والثقافية والقضائية، بفضل قائدي البلدين. وتمر العلاقات المغربية الإماراتية بأفضل أحوالها، حيث وقع جلالة الملك محمد السادس ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، شهر دجنبر 2023، على العديد من الاتفاقيات الاستثمارية في العديد من المجالات، من بينها الطاقة، والبنية التحتية، ودعم الاستثمار في الصحراء، وخط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب (NMGP).
وطني

الطالبي العلمي يدعو إلى التضامن والتعاون في مجال الهجرة
انتقد راشيد الطالبي العلمي ، رئيس مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، في كلمة بمناسبة افتتاح مناظرة حول موضوع: "الهجرة والاختلالات المناخية: أي تمفصل"، الخطابات المكرِّسة لكراهية الأجانب، وَوَصْم المهاجرينStigmatisation ، وتحويل الهجرة إلى مادة انتخابية وفي المزايدات السياسية وتعليق عدد من المشاكل على مَشْجَبِ الهجرة. وقال إن الأمرَ يتعلق بإقْحام تَعَسُّفي للهجرة - التي هي في الواقع ظاهرةٌ بشريةٌ حضارية تاريخية - في الرهاناتِ الجيوسياسية الداخلية والعابرة للحدود. واعتبر رئيس مجلس النواب أنه عكس ادعاءات المناهضين للمهاجرين، فإن مساهمة المهاجرين في بناء اقتصادات بلدان الاستقبال منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حاسمة.  "وهو ما تُوَاصِلُهُ اليوم الكفاءاتُ العالية التي تساهم في بناءِ النسيجِ الاقتصادي والخدماتي وإشعاع الحركة الرياضية بهذه البلدان، علمًا بأن البلدان مَصْدَرَ الهجرة تُنفق الكثير من أجل تعليم وتكوين هذه الكفاءات، وخاصة الأطباء والمهندسين. ولعلمكم، فإن المغرب ينفق على تكوين الطبيب الواحد أكثر من مليون درهم." وأكد رشيد الطالبي العلمي، على أن الهجرة ينبغي أن تكون منتظمة، نظامية وآمنة، وأن يتم احترام حقوق المهاجرين وكرامتهم، وهو جوهرُ الميثاق العالمي للهجرةَ، ميثاقُ مراكشَ، الذي انبثق عن المؤتمرِ الدولي في 2018 بمشاركة أكثر من 150 بلدًا وبرعايةٍ من الأمم المتحدة في شخص أمينها العام. وفي إفريقيا، تعتبر الاختلالات المناخية عاملا أساسيًا في الهجرات الداخلية والعابرة للحدود، حيث يتسبب الجفاف والتصحر والتراجع المهول للغطاء الغابوي وندرة المياه، وانجراف التربة، وفي أحايين أخرى، الأعاصير والفيضانات، في تنقلاتٍ ونزوحٍ جماعي للأشخاص. ويدفع الفقر والحاجة وفقدَانُ مصدر الرزق الذي يتسبب فيه الجفاف، الكثيرين، وخاصة الشباب، إلى الهجرة خارج أوطانهم، أو الهجرة داخل البلد الواحد. رئيس مجلس النواب قدم مفارقة مثيرة في هذا السياق، فإفريقيا لا تساهم سوى بأقل من 4 % من الانبعاثات المسببة لاحترار الكوكب الأرضي، مع ذلك هي القارة الأكثر تضررا من الاختلالات المناخية الناجمة عن هذه الانبعاثات. ويطرح هذا الوضع سؤال التضامن الدولي من أجل درء انعكاسات الاختلالات المناخية، وتفعيل ما اتفقت عليه المجموعة الدولية في مؤتمراتِ الأطرافِ في اتفاقيةِ الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، خاصة منذ مؤتَمَرَيْ باريس ومراكش. وبحسب رئيس مجلس النواب، فإن العدالةُ المناخية تقتضي توفرَ الإرادةِ السياسية من جانِب البلدانِ الغنية والمانحين الدوليين لتمكينِ البلدان المتضررة من اعتلال البيئة، من التكنولوجيات المُيَسِّرة لقيام اقتصاد أخضر ومُستدام. وأكد رئيس مجلس النواب أنه بإمكان المغرب وأروبا المساهمة على نحو حاسم في قيام وعي جديد يواكب سياسات تتأسس على التضامن والتعاون والاحترام المتبادل من أجل هجرات آمنة، نظامية ومنتظمة كما جاء في "ميثاق مراكش"، ومن أجل التصدي للاختلالات المناخية من أجل تنمية مستدامة.  
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 01 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة