إقتصاد

“المقاطعة”.. هزة عنيفة تنبئ بزلزال سياسي وشيك في المغرب


كشـ24 - وكالات نشر في: 12 يونيو 2018

تواصل حملة المقاطعة غير المسبوقة التي استهدفت منتوجات ثلاث علامات تجارية أساسية بالمغرب إثارة المزيد من الصخب والاهتمام الواسع في الساحة السياسية بالبلاد، حيث أضحت تفرض نفسها بقوة على الحكومة ووزرائها الذين وجدوا أنفسهم من دون سابق إنذار وسط عاصفة هوجاء لا يعرف مآلها.ودخلت الحملة ، التي أعادت النقاش حول علاقة المال والسلطة بقوة إلى المشهد السياسي بالبلاد ، أسبوعها الثامن، ولا توجد مؤشرات لتوقفها في الأفق القريب، الأمر الذي يشكل مزيدا من الضغط على الحكومة بسبب خروج عمال شركة الحليب "سنترال" للشارع مطالبين بإنقاذ مصيرهم ومورد رزقهم الذي أضحى مهددا بعد استغناء الشركة الفرنسية عن أزيد من 900 عامل.وشكل ظهور وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي، في الوقفة الاحتجاجية لعمال شركة الحليب التي استهدفتها المقاطعة، وهو يردد الشعارات،خطئا فادحا، أدى به إلى تقديم طلب إعفائه من مسؤوليته الحكومية ، معلنا بذلك، أنه أول ضحايا المقاطعة ، في انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة من تطورات.طابع سياسيويرى المحلل السياسي محمد شقير، أن حملة المقاطعة "تشكل حركة احتجاج جديدة في تاريخ الاحتجاجات بالمغرب"، مؤكدا أن اللجوء فيها إلى وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى نوع من الارتباك سواء داخل الحكومة أو الشركات الثلاث التي استهدفتها.وقال شقير ل" إيلاف المغرب"، إن المقاطعة إلى جانب طابعها الاقتصادي، كانت لها "رمزية سياسية" من خلال الشركات التي استهدفتها والموجودة في ملكية شخصيات مقربة من السلطة.وأضاف المحلل السياسي المغربي أن الطابع السياسي لحملة المقاطعة يتمثل أساسا في استهداف شركة أفريقيا غاز للمحروقات، التي يملكها عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ( مشارك في الحكومة )، والذي يعد من بين "أغنى الأغنياء بالمغرب ، وأحد المقربين من المربع الملكي، ومن القلائل الذين قاموا باستضافة الملك في أحد إفطارات رمضان".وزاد شقير قائلا ان أخنوش "كان الشخصية المحورية التي أدت إلى الانقلاب على رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران"، مشددا على أن كل هذه المعطيات "تجعل المقاطعة ذات طابع سياسي محض".وسجل المتحدث ذاته بأن استهانة الأطراف المعنية بحملة المقاطعة سواء الحكومة أو رؤساء الشركات التي قوطعت منتوجاتها، أدى طول أمدها إلى "إلحاق أضرار كبيرة بالشركات منها تراجع أسهمها في البورصة والخسائر المالية نتيجة تراكم السلع".زلزال سياسي ثانوأشار شقير إلى أن التغطية الإعلامية لحملة القاطعة التي شملت سلع هذه الشركات المعنية بها، أدى إلى خروج الحكومة بتصريحات تحاول من خلالها امتصاص غضب المقاطعين، والعمل على نوع من استدرار عطفهم بكون الحملة ستؤثر سلبا على معيشة الفلاحين ومع ذلك المقاطعة متواصلة.واعتبر شقير أن الوضع المشحون الناتج عن حملة المقاطعة، جعل من الوارد أن ينجم عن مضاعفاتها تعديل حكومي سيطيح ببعض الرؤوس داخل الحكومة، إلى جانب وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي الذي قدم طلب إعفائه، مثل وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد الذي نعت المقاطعين بالمداويخ ،وهو ما أدى إلى تأجيج المقاطعة".ولم تقف تكهنات الخبير المغربي عند هذا الحد، بل ذهب في تحليله إلى أن الاستغناء عن وزير الفلاحة والصيد البحري أخنوش، يبقى أمرا واردا، ويتوقف على مدى استمرار حملة المقاطعة إلى ما بعد شهر رمضان وتوسعها لتشمل منتجات وشركات أخرى في المراحل المقبلة.وقال شقير: "صانع القرار السياسي إذا أحس أن المقاطعة ستبقى مستمرة يمكن أن يضحي بمجموعة من الرؤوس بما فيها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أخنوش، الذي أصبح يمثل العاكس لهذه الحركية التي يعيشها المغرب"، معتبرا أن حدوث هذا السيناريو سيشكل "زلزالا سياسيا ثانيا يضرب حكومة سعد الدين العثماني، بعد إعفاء أربع وزراء على خلفية أحداث الحسيمة".ولفت شقير إلى أن هناك حالة من الترقب لذكرى عيد العرش ( عيد الجلوس)،الذي يصادف 30 يوليو من كل عام، حيث في حال استمرار المقاطعة يمكن للملك أن يتخذ بعض الإجراءات من بينها تعديل حكومي بالإضافة إلى تعيين مجلس المنافسة الذي يشكل أحد أهم مطالب حملة المقاطعة.السلطة والمالومن التداعيات السياسية الكبرى التي أثارتها حملة المقاطعة، إعادة فتح النقاش حول علاقة زواج السلطة بالمال وارتفاع الأصوات المنادية بالفصل بينهما، وهو أمر استبعد حدوثه المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة.وقال بوخبزة ، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، في اتصال هاتفي مع "إيلاف المغرب" إن من الصعب الحديث عن الاتجاه نحو فصل السلطة عن المال بالمغرب، لاعتبارات متعددة لخصها في أن "الممارسة السياسية مرتبطة في شق كبير منها بجانب المال".وأضاف بوخبزة أن شعار الفصل بين السلطة والمال برز في إطار التحول الذي حدث بعد حركة 20 فبراير لسنة 2011 (النسخة المغربية من الربيع العربي) وتم طرح هذا الشعار بشكل كبير، مسجلا أن هذا الشعار مرتبط بطبيعة اقتصاد المغرب الذي في جزء كبير منه موصول بما يسمى "اقتصاد الريع" ، وهو نوع من المزاوجة بين السلطة والمال.وأفاد المتحدث ذاته، بأن تحدي المزاوجة بين المال والسلطة لا يطرح بالنسبة للنظام السياسي وحده، ولكن "حتى الأحزاب السياسية معنية بهذا الموضوع وهي مطالبة بالقطع معه"، وأبرز أنه مع كل مناسبة انتخابية وبشكل مستمر "تلجأ إلى ما نسميه بالأعيان الذين لهم القدرة المالية والاقتصادية للفوز بالمقاعد".واعتبر بوخبزة أن زواج السلطة بالمال أمر بنيوي بالنسبة للنظام السياسي المغربي، والسلطة كما الأحزاب السياسية تعتمد كثيرا عليه، لذلك يقول: "يصعب الحديث عن فك الارتباط بينهما إذا لم يكن هناك نقاش مفتوح حول طبيعة النظام السياسي في المغرب".بداية فك الارتباطوأشار بوخبزة إلى أنه كلما كان التوجه نحو المزيد من الديمقراطية في المغرب كلما تعمق النقاش حول علاقة السلطة بالمال، مؤكدا أن ما ساهم في طرح الموضوع للنقاش بشكل أوسع وأكبر هو استهداف حملة المقاطعة لأخنوش "لأنه ولج عالم السياسة قادما من مجال المال ورجال الأعمال، وإذا لم يدخل السياسة كان سيكون في منأى عن المقاطعة وتبعاتها".وتوقع الأكاديمي المغربي بأن تستمر التحولات الجارية في الدفع نحو إعادة طرح مسألة ربط السلطة بالمال في المراحل المقبلة، مسجلا أن النظام السياسي المغربي اصبح يتوجه نحو الدمقرطة والمزيد من الانفتاح بعدما كان "موسوما بكثير من الانغلاق ،ولم يكن في فترات سابقة هذا الأمر مطروحا، غالبا ما كانت السلطة تفتح المجال نحو الثراء والثراء يفتح الأبواب للولوج إلى السلطة".وأوضح بوخبزة أن النقاش الدائر صحي بالنسبة للدولة والمجتمع، مؤكدا أن التحولات الكبرى التي جرت في المغرب "دائما تبدأ بطرح الملفات موضوع للنقاش وبعد ذلك يتم إعمال مخرجات هذا النقاش"، مستشهدا بما حدث في الخطة الوطنية لإدماج المرأة وما رافقها من نقاش ساخن في عهد حكومة التناوب برئاسة عبد الرحمن اليوسفي.وسجل بوخبزة بأن النقاش المثار حول مسألة الجمع بين المال والسلطة "قد يفضي إلى إحداث بعض التحولات التي تمهد لاعتماد بعض الإجراءات والخطوات نحو فك الارتباط بين السلطة والمال"، حسب قوله.رهان احتواء المقاطعةوتسارع الحكومة المغربية الخطى على أمل إنجاح محاولاتها المتكررة في احتواء الحملة الغير مسبوقة في تاريخ البلاد والحد من تداعياتها المتواصلة. في غضون ذلك ابرز شقير بأن رهان الدولة في احتواء الحملة يقوم أساسا على "عدم الإستجابة لمطالب هذه الحركة وبالأساس تخفيض أسعار المنتجات التي استهدفتها".وأكد شقير أن صانع القرار يرى أن تحقيق المقاطعة لهدف خفض أسعار المنتجات "يمكن أن يفتح الباب لمقاطعات أخرى ، ويسهم في تجذر فكر المقاطعة ليشمل منتوجات أخرى"، مسجلا أن الترويج لدعوات مقاطعة مهرجان موازين تدخل في هذا الإطار.وأضاف أنه في حال استمرت الحركية سيتم اللجوء إلى عدة إجراءات للتخفيف منها، إما على المستوى السياسي أو الاقتصادي، عبر فتح حوار اجتماعي جديد مع النقابات وهو ما ظهرت مؤشراته من خلال تصريحات رئيس الحكومة التي جاء فيها أن باب الحوار مفتوح أمام النقابات بعد فشل الجولات السابقة، حيث يمكن أن تتم الاستجابة فيه إلى بعض مطالبها.وأيا كانت نتائج وتداعيات حملة المقاطة التي تعيشها البلاد منذ 20 أبريل الماضي، في المستقبل، إلا أنها أثبتت مرة أخرى أن الشعب المغربي قادر على الإبداع في الدفاع عن نفسه ومطالبه أمام تحالف السلطة والمال وإحراج النظام السياسي والاقتصادي بالبلاد ودفعه نحو تغييرات اضطرارية سيكشف المستقبل شكلها وحجمها. 

عبد الله التجاني عن إيلاف

تواصل حملة المقاطعة غير المسبوقة التي استهدفت منتوجات ثلاث علامات تجارية أساسية بالمغرب إثارة المزيد من الصخب والاهتمام الواسع في الساحة السياسية بالبلاد، حيث أضحت تفرض نفسها بقوة على الحكومة ووزرائها الذين وجدوا أنفسهم من دون سابق إنذار وسط عاصفة هوجاء لا يعرف مآلها.ودخلت الحملة ، التي أعادت النقاش حول علاقة المال والسلطة بقوة إلى المشهد السياسي بالبلاد ، أسبوعها الثامن، ولا توجد مؤشرات لتوقفها في الأفق القريب، الأمر الذي يشكل مزيدا من الضغط على الحكومة بسبب خروج عمال شركة الحليب "سنترال" للشارع مطالبين بإنقاذ مصيرهم ومورد رزقهم الذي أضحى مهددا بعد استغناء الشركة الفرنسية عن أزيد من 900 عامل.وشكل ظهور وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي، في الوقفة الاحتجاجية لعمال شركة الحليب التي استهدفتها المقاطعة، وهو يردد الشعارات،خطئا فادحا، أدى به إلى تقديم طلب إعفائه من مسؤوليته الحكومية ، معلنا بذلك، أنه أول ضحايا المقاطعة ، في انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة من تطورات.طابع سياسيويرى المحلل السياسي محمد شقير، أن حملة المقاطعة "تشكل حركة احتجاج جديدة في تاريخ الاحتجاجات بالمغرب"، مؤكدا أن اللجوء فيها إلى وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى نوع من الارتباك سواء داخل الحكومة أو الشركات الثلاث التي استهدفتها.وقال شقير ل" إيلاف المغرب"، إن المقاطعة إلى جانب طابعها الاقتصادي، كانت لها "رمزية سياسية" من خلال الشركات التي استهدفتها والموجودة في ملكية شخصيات مقربة من السلطة.وأضاف المحلل السياسي المغربي أن الطابع السياسي لحملة المقاطعة يتمثل أساسا في استهداف شركة أفريقيا غاز للمحروقات، التي يملكها عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ( مشارك في الحكومة )، والذي يعد من بين "أغنى الأغنياء بالمغرب ، وأحد المقربين من المربع الملكي، ومن القلائل الذين قاموا باستضافة الملك في أحد إفطارات رمضان".وزاد شقير قائلا ان أخنوش "كان الشخصية المحورية التي أدت إلى الانقلاب على رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران"، مشددا على أن كل هذه المعطيات "تجعل المقاطعة ذات طابع سياسي محض".وسجل المتحدث ذاته بأن استهانة الأطراف المعنية بحملة المقاطعة سواء الحكومة أو رؤساء الشركات التي قوطعت منتوجاتها، أدى طول أمدها إلى "إلحاق أضرار كبيرة بالشركات منها تراجع أسهمها في البورصة والخسائر المالية نتيجة تراكم السلع".زلزال سياسي ثانوأشار شقير إلى أن التغطية الإعلامية لحملة القاطعة التي شملت سلع هذه الشركات المعنية بها، أدى إلى خروج الحكومة بتصريحات تحاول من خلالها امتصاص غضب المقاطعين، والعمل على نوع من استدرار عطفهم بكون الحملة ستؤثر سلبا على معيشة الفلاحين ومع ذلك المقاطعة متواصلة.واعتبر شقير أن الوضع المشحون الناتج عن حملة المقاطعة، جعل من الوارد أن ينجم عن مضاعفاتها تعديل حكومي سيطيح ببعض الرؤوس داخل الحكومة، إلى جانب وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي الذي قدم طلب إعفائه، مثل وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد الذي نعت المقاطعين بالمداويخ ،وهو ما أدى إلى تأجيج المقاطعة".ولم تقف تكهنات الخبير المغربي عند هذا الحد، بل ذهب في تحليله إلى أن الاستغناء عن وزير الفلاحة والصيد البحري أخنوش، يبقى أمرا واردا، ويتوقف على مدى استمرار حملة المقاطعة إلى ما بعد شهر رمضان وتوسعها لتشمل منتجات وشركات أخرى في المراحل المقبلة.وقال شقير: "صانع القرار السياسي إذا أحس أن المقاطعة ستبقى مستمرة يمكن أن يضحي بمجموعة من الرؤوس بما فيها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أخنوش، الذي أصبح يمثل العاكس لهذه الحركية التي يعيشها المغرب"، معتبرا أن حدوث هذا السيناريو سيشكل "زلزالا سياسيا ثانيا يضرب حكومة سعد الدين العثماني، بعد إعفاء أربع وزراء على خلفية أحداث الحسيمة".ولفت شقير إلى أن هناك حالة من الترقب لذكرى عيد العرش ( عيد الجلوس)،الذي يصادف 30 يوليو من كل عام، حيث في حال استمرار المقاطعة يمكن للملك أن يتخذ بعض الإجراءات من بينها تعديل حكومي بالإضافة إلى تعيين مجلس المنافسة الذي يشكل أحد أهم مطالب حملة المقاطعة.السلطة والمالومن التداعيات السياسية الكبرى التي أثارتها حملة المقاطعة، إعادة فتح النقاش حول علاقة زواج السلطة بالمال وارتفاع الأصوات المنادية بالفصل بينهما، وهو أمر استبعد حدوثه المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة.وقال بوخبزة ، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، في اتصال هاتفي مع "إيلاف المغرب" إن من الصعب الحديث عن الاتجاه نحو فصل السلطة عن المال بالمغرب، لاعتبارات متعددة لخصها في أن "الممارسة السياسية مرتبطة في شق كبير منها بجانب المال".وأضاف بوخبزة أن شعار الفصل بين السلطة والمال برز في إطار التحول الذي حدث بعد حركة 20 فبراير لسنة 2011 (النسخة المغربية من الربيع العربي) وتم طرح هذا الشعار بشكل كبير، مسجلا أن هذا الشعار مرتبط بطبيعة اقتصاد المغرب الذي في جزء كبير منه موصول بما يسمى "اقتصاد الريع" ، وهو نوع من المزاوجة بين السلطة والمال.وأفاد المتحدث ذاته، بأن تحدي المزاوجة بين المال والسلطة لا يطرح بالنسبة للنظام السياسي وحده، ولكن "حتى الأحزاب السياسية معنية بهذا الموضوع وهي مطالبة بالقطع معه"، وأبرز أنه مع كل مناسبة انتخابية وبشكل مستمر "تلجأ إلى ما نسميه بالأعيان الذين لهم القدرة المالية والاقتصادية للفوز بالمقاعد".واعتبر بوخبزة أن زواج السلطة بالمال أمر بنيوي بالنسبة للنظام السياسي المغربي، والسلطة كما الأحزاب السياسية تعتمد كثيرا عليه، لذلك يقول: "يصعب الحديث عن فك الارتباط بينهما إذا لم يكن هناك نقاش مفتوح حول طبيعة النظام السياسي في المغرب".بداية فك الارتباطوأشار بوخبزة إلى أنه كلما كان التوجه نحو المزيد من الديمقراطية في المغرب كلما تعمق النقاش حول علاقة السلطة بالمال، مؤكدا أن ما ساهم في طرح الموضوع للنقاش بشكل أوسع وأكبر هو استهداف حملة المقاطعة لأخنوش "لأنه ولج عالم السياسة قادما من مجال المال ورجال الأعمال، وإذا لم يدخل السياسة كان سيكون في منأى عن المقاطعة وتبعاتها".وتوقع الأكاديمي المغربي بأن تستمر التحولات الجارية في الدفع نحو إعادة طرح مسألة ربط السلطة بالمال في المراحل المقبلة، مسجلا أن النظام السياسي المغربي اصبح يتوجه نحو الدمقرطة والمزيد من الانفتاح بعدما كان "موسوما بكثير من الانغلاق ،ولم يكن في فترات سابقة هذا الأمر مطروحا، غالبا ما كانت السلطة تفتح المجال نحو الثراء والثراء يفتح الأبواب للولوج إلى السلطة".وأوضح بوخبزة أن النقاش الدائر صحي بالنسبة للدولة والمجتمع، مؤكدا أن التحولات الكبرى التي جرت في المغرب "دائما تبدأ بطرح الملفات موضوع للنقاش وبعد ذلك يتم إعمال مخرجات هذا النقاش"، مستشهدا بما حدث في الخطة الوطنية لإدماج المرأة وما رافقها من نقاش ساخن في عهد حكومة التناوب برئاسة عبد الرحمن اليوسفي.وسجل بوخبزة بأن النقاش المثار حول مسألة الجمع بين المال والسلطة "قد يفضي إلى إحداث بعض التحولات التي تمهد لاعتماد بعض الإجراءات والخطوات نحو فك الارتباط بين السلطة والمال"، حسب قوله.رهان احتواء المقاطعةوتسارع الحكومة المغربية الخطى على أمل إنجاح محاولاتها المتكررة في احتواء الحملة الغير مسبوقة في تاريخ البلاد والحد من تداعياتها المتواصلة. في غضون ذلك ابرز شقير بأن رهان الدولة في احتواء الحملة يقوم أساسا على "عدم الإستجابة لمطالب هذه الحركة وبالأساس تخفيض أسعار المنتجات التي استهدفتها".وأكد شقير أن صانع القرار يرى أن تحقيق المقاطعة لهدف خفض أسعار المنتجات "يمكن أن يفتح الباب لمقاطعات أخرى ، ويسهم في تجذر فكر المقاطعة ليشمل منتوجات أخرى"، مسجلا أن الترويج لدعوات مقاطعة مهرجان موازين تدخل في هذا الإطار.وأضاف أنه في حال استمرت الحركية سيتم اللجوء إلى عدة إجراءات للتخفيف منها، إما على المستوى السياسي أو الاقتصادي، عبر فتح حوار اجتماعي جديد مع النقابات وهو ما ظهرت مؤشراته من خلال تصريحات رئيس الحكومة التي جاء فيها أن باب الحوار مفتوح أمام النقابات بعد فشل الجولات السابقة، حيث يمكن أن تتم الاستجابة فيه إلى بعض مطالبها.وأيا كانت نتائج وتداعيات حملة المقاطة التي تعيشها البلاد منذ 20 أبريل الماضي، في المستقبل، إلا أنها أثبتت مرة أخرى أن الشعب المغربي قادر على الإبداع في الدفاع عن نفسه ومطالبه أمام تحالف السلطة والمال وإحراج النظام السياسي والاقتصادي بالبلاد ودفعه نحو تغييرات اضطرارية سيكشف المستقبل شكلها وحجمها. 

عبد الله التجاني عن إيلاف



اقرأ أيضاً
افتتاح خط جوي جديد يربط الصويرة ببرشلونة
حطت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الإسبانية "Vueling"، الخميس بمطار الصويرة موكادور الدولي، إيذانا بافتتاح خط جوي جديد يربط بين برشلونة ومدينة الرياح. وبهذه المناسبة، أقيم حفل داخل المطار بحضور العديد من المسؤولين والفاعلين السياحيين وممثلي شركة الخطوط الجوية، للاحتفال بتدشين هذا الخط الجوي الجديد الذي يؤكد جاذبية مدينة الرياح بالأسواق العالمية للسفر. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد مدير مطار الصويرة موكادور، عبد المنعم أوتول، بتدشين هذا الخط الجوي الذي تؤمنه شركة الطيران " "Vueling" والذي يربط لأول مرة الصويرة بمدينة برشلونة الإسبانية، بمعدل رحلتين في الأسبوع، مبرزا أن هذا الربط الجديد يعد إضافة نوعية إل العرض الجوي للمطار الذي يشهد دينامية متزايدة خلال السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن عدد المسافرين الذين تنقلوا عبر مطار الصويرة سجل خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، ارتفاعا ملحوظا بنسبة 28 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وعلى مستوى الربط الجوي، ذكر أوتول، بأن مطار الصويرة موكادور يرتبط حاليا بحوالي عشر وجهات دولية، معظمها نحو القارة الأوروبية، إلى جانب الخط الجوي الداخلي الذي يربط الصويرة بالعاصمة الرباط، مضيفا أنه من المتوقع أن تعرف حركة النقل الجوي بالمطار نشاطا متزايدا خلال الموسم الصيفي مع إطلاق خطوط جوية جديدة ستربط المطار بكل من مدينتي نانت الفرنسية وإشبيلية الإسبانية. من جانبه، أكد رئيس المجلس الإقليمي للسياحة، رضوان خان، أن هذا الخط الجوي الجديد سيضفي دينامية جديدة على قطاع السياحة الداخلية، منوها بالولوج المباشر للسياح القادمين من إسبانيا وأسواق أوربية أخرى متصلة عبر برشلونة. وأضاف أن افتتاح هذا الخط سيعزز جاذبية وجهة الصويرة ويدعم الجهود المبذولة من قبل الفاعلين المحليين في مجال الترويج السياحي، مشيدا في هذا الصدد، بدعم الشركاء وضمنهم المكتب الوطني المغربي للسياحة والذي "عمل بنشاط على تعزيز الربط الجوي للمدينة وإبرازها بالأسواق العالمية". من جهتهم، عبر العديد من المسافرين عن ارتياحهم بافتتاح هذا الخط الجديد المباشر، مبرزين مساهمة هذا الخط في ربح الوقت وتوفير الراحة للمسافرين. ويندرج هذا الخط الجوي الجديد ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الوصول إلى الصويرة، المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو والتي تواصل تعزيز إشعاعها الدولي.
إقتصاد

صادرات الأفوكادو المغربية تحقق أرقاما قياسية.. وخبير لـكشـ24: الأمن المائي بالمغرب في خطر
في الوقت الذي يتصدر فيه المغرب قائمة مصدري الأفوكادو إلى إسبانيا خلال الربع الأول من عام 2025، محققا مبيعات تجاوزت 72.8 مليون يورو، ومرسخا مكانته كقوة صاعدة في سوق الفواكه ذات القيمة العالية، يطرح سؤال جوهري حول الكلفة البيئية والمائية لهذا النجاح الزراعي والتجاري. فرغم الظرفية الصعبة التي تعيشها البلاد بسبب الجفاف والتراجع الحاد في الموارد المائية، تواصل مساحات إنتاج وتصدير الخضر والفواكه التوسع، مدفوعة بمنطق السوق أكثر من منطق الاستدامة. وفي هذا السياق، صرح الخبير في الموارد المائية محمد بازة لموقع "كشـ24"، قائلا إن الحديث المتكرر عن الجفاف كمبرر لفقر وهشاشة المناطق القروية وتراجع القطيع، لا يتماشى مع واقع الأرقام التي تظهر في المقابل ارتفاعا مهولا في صادرات الخضر والفواكه، وعلى رأسها الأفوكادو. وأوضح بازة أن هذه الصادرات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه تتوسع بشكل مقلق، رغم الأزمة المائية الخانقة التي تعيشها البلاد، واصفا الوضع بأنه كارثة تمس الأمن المائي والسيادة الغذائية. وأضاف المتحدث ذاته أن المساحة المخصصة للأفوكادو ارتفعت بشكل ملحوظ ما بين 2022 و2024، لتصل حسب تقديره إلى نحو 13 ألف هكتار، أغلبها متمركز في حوض سبو المهدد باستنزاف خطير لمياهه الجوفية، في ظل غياب ترشيد الاستغلال، وغياب احترام الحصص أو معدلات التجدد. وحذر بازة من أن جل الإنتاج يتم بمياه جوفية تستعمل بشكل عشوائي، مبرزا أن الحكومة، وخصوصا وزارة الفلاحة، تقدم أرقاما غير دقيقة حين تتحدث عن تصدير 5% فقط من المياه المخصصة للري، دون توضيح الفارق بين المياه الجوفية والسطحية، أو الإطار الزمني الذي يبنى عليه هذا الرقم. وصرح بأن أقرب تفسير لهذه النسبة هو أنها تخص المياه السطحية خلال سنوات الجفاف فقط، فيما الواقع يكشف أن المياه الجوفية المستعملة في الزراعة سنويا تتجاوز 6 مليارات متر مكعب، بينما لا تتجدد منها سوى حوالي 3 مليارات، ما يعني أن المغرب يستهلك ضعف ما يفترض تجديده، في استنزاف سنوي مقلق للثروة المائية الباطنية. وأشار الخبير إلى أن ما بين مليار ومليار ونصف متر مكعب من هذه المياه يتم فقدانها عبر التبخر من الصهاريج غير المغطاة، وفق دراسة أجريت سنة 2024، مما يفاقم من حجم الهدر، في حين يستخدم الباقي (حوالي 5 مليارات) في إنتاج المنتجات الفلاحية. وأضاف بازة، من هذا الرقم، يتم تصدير أكثر من مليار متر مكعب سنويا عبر الخضر والفواكه، أي ما يعادل أكثر من 20% من استهلاك المياه الجوفية المخصصة للزراعة، وهو ما يعتبر استنزافا مباشرا لثروة مائية غير متجددة. وبخصوص المقارنات المتكررة مع إسبانيا، أوضح مصرحنا، أن هذه المقارنات غير واقعية، لأن القانون الإسباني للمياه يطبق بصرامة، حيث يفرض على من يحفر بئرا دون ترخيص غرامات قد تفضي إلى الإفلاس، في حين تراعى بدقة كميات المياه المتجددة، عكس ما يحدث في المغرب، حيث لا يطبّق القانون بالشكل المطلوب، مما يؤدي إلى ضخ مياه تفوق بكثير القدرة الطبيعية على التجدد. وختم بازة تصريحه بالتحذير من أن استمرار هذا النهج في تدبير الموارد المائية يهدد الاستدامة الزراعية والأمن المائي الوطني، ويجعل الفلاحة المروية، كما تمارس حاليا، غير قابلة للاستمرار على المدى المتوسط.
إقتصاد

المغرب ضمن أرخص الدول من حيث تكلفة المعيشة لسنة 2025
حل المغرب في المرتبة السابعة عربياً ضمن تصنيف “Numbeo” لأرخص الدول من حيث تكلفة المعيشة لسنة 2025، وهو الترتيب الذي يعكس موقع البلاد في خانة الدول ذات الكلفة المتوسطة مقارنة بباقي الدول العربية، وفقاً لمؤشرات الأسعار والقدرة الشرائية ومستوى الدخل. ويستند هذا التصنيف الصادر عن قاعدة البيانات العالمية “Numbeo” إلى معايير متعددة تشمل أسعار المواد الغذائية، وإيجارات السكن، وتكاليف النقل، والخدمات الأساسية، فضلاً عن مؤشرات الدخل الفردي في كل بلد. ويُعتمد على مساهمات مستخدمين محليين يقدمون بيانات واقعية من داخل كل دولة. وجاءت ليبيا في صدارة الدول العربية من حيث انخفاض كلفة المعيشة، متبوعة بمصر في المرتبة الثانية، ثم سوريا في المركز الثالث، تليها الجزائر رابعة، والعراق خامسة، فيما احتلت تونس المرتبة السادسة، متقدمة مباشرة على المغرب. أما المراتب الثلاث الأخيرة في قائمة الدول العشر الأرخص عربياً، فقد ضمت كلاً من الأردن في المرتبة الثامنة، وسلطنة عمان في المرتبة التاسعة، ثم الكويت في المركز العاشر. ويعكس هذا الترتيب التفاوتات الحادة بين الدول العربية في ما يتعلق بتكاليف الحياة اليومية، كما يُبرز تأثير السياسات الاقتصادية والظروف الاجتماعية في تحديد مستوى المعيشة وجودتها. وتجدر الإشارة إلى أن “Numbeo” تُعد من أبرز المنصات العالمية التي توفر مؤشرات محدثة باستمرار حول كلفة العيش في مختلف دول العالم، بناءً على بيانات واقعية ومساهمات مباشرة من المواطنين.
إقتصاد

ارتفاع مبيعات السيارات بأكثر من 36% في النصف الأول من 2025
سجل سوق السيارات أداء إيجابي قوي خلال العام 2025. حيث تم خلال شهر يونيو وحده، بيع 21,309 مركبة، ما يمثل زيادة بنسبة 34.4% مقارنة بشهر يونيو 2024. وبفضل هذا الأداء، بلغ إجمالي مبيعات النصف الأول من عام 2025 112,026 وحدة، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 36% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وفيما يلي تفاصيل المبيعات حسب الفئة: - السيارات الخاصة (VP): تسجيل 99,309 تسجيل جديد، بزيادة قدرها 34%. - المركبات الخفيفة التجارية (VUL): شهدت زيادة ملحوظة حيث تم بيع 12,717 وحدة، بارتفاع قوي بنسبة 54.4%.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة