وطني

المغرب يشدد الخناق على بيع الأدوية على الإنترنت


كشـ24 نشر في: 22 أبريل 2021

"تعاني من الدوالي؟ لديك آلام بالظهر؟ إليك الحل!" لا تكاد تشاهد فيديو على اليوتيوب في المغرب أو بمنصات أخرى حتى تهاجمك إعلانات من هذا القبيل، بعضها مبتذل وخادش للذوق.حلول سحرية، ووعود وردية بالقضاء على شتى أنواع الأمراض. بكبسة زر، ستقدّم طلبك للتوصل بعد أيام فقط بمنتوج شبه طبي إلى باب منزلك، دون الحاجة إلى اللجوء إلى طبيب للكشف.ولاحظ متابعون زيادة مطردة في الآونة الأخيرة للبيع الإلكتروني للأدوية، خصوصا أثناء الحجر الصحي، بما يخالف قانون الصيدلة المغربي الذي يحصر بيع الدواء على الصيدليات المرخصة من طرف وزارة الصحة، والتي يشرف عليها صيدلي حائز على رخصة مزاولة المهنة.خطورة على الصحة العامةفي تصريح لسكاي نيوز عربية، قال الدكتور حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب: "إن القانون 17.04 يمنع بيع الأدوية بطريقة غير مرخصة، ويوضح مسالك بيع الدواء، أي المُصنّع ثم الموزع ثم الصيدلي. ما نلاحظه الآن من بيع للأدوية عبر الأنترنت قد تكون له عواقب وخيمة على صحة المستهلك. إذن فالمسألة محسومة بالنسبة للأدوية."واستطرد المتحدث قائلا: "أما فيما يخص المكملات الغذائية، فقد اشتغلنا منذ سنتين مع الوزارة الوصية حول إعداد قانون يؤطر تداولها، لكن ذلك توقف بسبب الجائحة التي استأثرت بكل الجهود."وأوضح، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، أن هذه الأدوية أو المكملات الغذائية غالبا ما تكون مجهولة المصدر، وليست مخزنة بطرق سليمة، وهذا ما قد يحولها إلى سموم تشكل خطورة على صحة المواطنين.وخلُص حمزة كديرة، إلى أن التسويق العشوائي للأدوية كما هو جار عبر الإنترنت وخاصة منصات التواصل الاجتماعي، يطرح العديد من الإشكالات؛ أولها غياب الوضوح وانعدام تتبع مسار الأدوية، وبالتالي في حال تعرض مستهلك الأدوية المقتناة عبر هذا المسار العشوائي لمضاعفات، فإن تحديد المسؤولية يبقى مبهما. في حين، تكون المسؤولية محددة بشكل دقيق في حالة حدوث مكروه لشخص اقتنى الدواء من القنوات المرخص لها من صيدليات أو مصحات أو غيرها من المؤسسات الصحية المرخص لها والتي تشتغل تحت تأطير ومراقبة وزارة الصحة.النيابة العامة تدخل على الخطأمام هذا الوضع، تستعد النيابة العامة المغربية لحظر تسويق الأدوية عبر الإنترنت، حيث تم إعداد مذكرة بهذا الخصوص وأصبحت جاهزة.وسيضع هذا القرار حدا لتسويق الأدوية المهربة أو المزورة، وكذا إيقاف لتسويق الأدوية عبر الإنترنت بطريقة عشوائية، لما يشكله ذلك من خطورة على الصحة العامة.قال محمد لحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، إن هذا القرار يأتي بعدما تقدمت الكونفدرالية التي يشرف عليها، بعدة شكايات للنيابة العامة، تحذر من خلالها، من تفشي ظاهرة بيع الأدوية في السوق السوداء عموما، وعبر الأنترنت على وجه الخصوص.وأضاف المتحدث، في تصريح لوسائل إعلام محلية، أن هذا القرار المرتقب سيضع حدا لتسويق الأدوية عبر الإنترنت بطريقة عشوائية.وتقدمت الكونفدرالية، في يناير الماضي، بشكوى قانونية أسفرت عن الإطاحة بشبكة إجرامية تنشط في مجال التسويق الرقمي للأدوية، وتمكّنت فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية من حجز كميات كبيرة من الأدوية، بلغت 20 ألف علبة، من بينها أدوية مجهولة المصدر.وتُؤكد المعطيات أن المواد المحجوزة تم إدخالها من خلال المعبر الحدودي الذي يربط شمال المملكة بمدينة سبتة، قبل أن يتم الترويج لها وبيعها عبر شبكة الإنترنت، خارج المقتضيات الجاري بها العمل في هذا النوع من المعاملات التجارية.مطالب متكررة بتدخل السلطاتحذر الدكتور فؤاد بنصغير، أستاذ جامعي وخبير في القانون الإلكتروني، في مقال له بعنوان "بيع الأدوية في الأنترنت: نشاط تجاري خارج القانون؟"، من بيع الأدوية عبر الأنترنت.وحسب الخبير فإن: العديد من الصيدليات التي تبيع اليوم الأدوية عبر الأنترنت هي صيدليات قد تكون مرخصة في بلدان أجنبية، لكن يوجد الكثير منها غير مرخص لها بمزاولة هذا النشاط، بل أن منها من ليست صيدليات على الإطلاق، يشرف عليها أشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصيدلة، تبيع بعض الأدوية التي لم تعتمدها الجهات الصحية المختصة أو قد تبيع حتى الأدوية غير المشروعة."ونبه الباحث إلى أن "هذا الأمر يعتبر بطبيعة الحال مخالفا للقانون تماما، لأن المكان المسموح به في القانون المغربي لبيع الدواء هو الصيدلية المرخصة من قِبل وزارة الصحة."واستدرك الدكتور بنصغير قائلا: "ومع ذلك نقول إننا لسنا ضد الترخيص ببيع الأدوية عبر الأنترنت، لكن قبل ذلك يجب وضع الشروط التقنية والقانونية الخاصة والصارمة، والتي يتوفر المغرب على بعض منها. ولكن مازال أمامه الكثير من أجل تشجيع هذا النوع من النشاط من جهة وحماية المستهلك والصحة العامة من جهة أخرى." منبها إلى "ضرورة التمييز هنا بين النظام القانوني الخاص بنشاط التجارة الإلكترونية للأدوية والنظام القانوني العام الذي يطبق على هذا النشاط".من جانبها، قالت جمعية عالم الصيادلة المغاربة "فارما"، أن وزارة الصحة تغض طرفها عن فوضى بيع الأدوية والمكمّلات الغذائية بشكل غير قانوني، لا سيما عبر الإنترنت.وأكدت الجمعية في ندوة صحفية عن بُعد، صباح السبت 9 يناير الماضي، أن تجارة الأدوية عبر الإنترنت تشكل خطرا وتهديدا حقيقيا على صحة المواطنين.وفي هذا الصدد سجل رئيس الجمعية، محمد سلمي، غياب المراقبة من لدن وزارة الصحة، أو نص قانوني يؤطر هذا النوع من التجارة الإلكترونية، في الوقت الذي يتم تداول كميات أكبر من الأدوية والمكمّلات الغذائية والمواد المعقّمة مجهولة المصدر والمحتوى، ما يضع صحة المغاربة في خطر.كما يشتكي مهنيون من الإعلانات التي تُروج لأدوية مجهولة المصدر، خاصة بعض المواد الحيوية التي تعرف "شُحا" أو انقطاعاً مؤقتاً في السوق الوطنية عبر الصيدليات، أو تلك التي يكثر الإقبال عليها في ظل أزمة كورونا الصحية، على غرار فيتامين "س" والزنك.المصدر: سكاي نيوز

"تعاني من الدوالي؟ لديك آلام بالظهر؟ إليك الحل!" لا تكاد تشاهد فيديو على اليوتيوب في المغرب أو بمنصات أخرى حتى تهاجمك إعلانات من هذا القبيل، بعضها مبتذل وخادش للذوق.حلول سحرية، ووعود وردية بالقضاء على شتى أنواع الأمراض. بكبسة زر، ستقدّم طلبك للتوصل بعد أيام فقط بمنتوج شبه طبي إلى باب منزلك، دون الحاجة إلى اللجوء إلى طبيب للكشف.ولاحظ متابعون زيادة مطردة في الآونة الأخيرة للبيع الإلكتروني للأدوية، خصوصا أثناء الحجر الصحي، بما يخالف قانون الصيدلة المغربي الذي يحصر بيع الدواء على الصيدليات المرخصة من طرف وزارة الصحة، والتي يشرف عليها صيدلي حائز على رخصة مزاولة المهنة.خطورة على الصحة العامةفي تصريح لسكاي نيوز عربية، قال الدكتور حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب: "إن القانون 17.04 يمنع بيع الأدوية بطريقة غير مرخصة، ويوضح مسالك بيع الدواء، أي المُصنّع ثم الموزع ثم الصيدلي. ما نلاحظه الآن من بيع للأدوية عبر الأنترنت قد تكون له عواقب وخيمة على صحة المستهلك. إذن فالمسألة محسومة بالنسبة للأدوية."واستطرد المتحدث قائلا: "أما فيما يخص المكملات الغذائية، فقد اشتغلنا منذ سنتين مع الوزارة الوصية حول إعداد قانون يؤطر تداولها، لكن ذلك توقف بسبب الجائحة التي استأثرت بكل الجهود."وأوضح، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، أن هذه الأدوية أو المكملات الغذائية غالبا ما تكون مجهولة المصدر، وليست مخزنة بطرق سليمة، وهذا ما قد يحولها إلى سموم تشكل خطورة على صحة المواطنين.وخلُص حمزة كديرة، إلى أن التسويق العشوائي للأدوية كما هو جار عبر الإنترنت وخاصة منصات التواصل الاجتماعي، يطرح العديد من الإشكالات؛ أولها غياب الوضوح وانعدام تتبع مسار الأدوية، وبالتالي في حال تعرض مستهلك الأدوية المقتناة عبر هذا المسار العشوائي لمضاعفات، فإن تحديد المسؤولية يبقى مبهما. في حين، تكون المسؤولية محددة بشكل دقيق في حالة حدوث مكروه لشخص اقتنى الدواء من القنوات المرخص لها من صيدليات أو مصحات أو غيرها من المؤسسات الصحية المرخص لها والتي تشتغل تحت تأطير ومراقبة وزارة الصحة.النيابة العامة تدخل على الخطأمام هذا الوضع، تستعد النيابة العامة المغربية لحظر تسويق الأدوية عبر الإنترنت، حيث تم إعداد مذكرة بهذا الخصوص وأصبحت جاهزة.وسيضع هذا القرار حدا لتسويق الأدوية المهربة أو المزورة، وكذا إيقاف لتسويق الأدوية عبر الإنترنت بطريقة عشوائية، لما يشكله ذلك من خطورة على الصحة العامة.قال محمد لحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، إن هذا القرار يأتي بعدما تقدمت الكونفدرالية التي يشرف عليها، بعدة شكايات للنيابة العامة، تحذر من خلالها، من تفشي ظاهرة بيع الأدوية في السوق السوداء عموما، وعبر الأنترنت على وجه الخصوص.وأضاف المتحدث، في تصريح لوسائل إعلام محلية، أن هذا القرار المرتقب سيضع حدا لتسويق الأدوية عبر الإنترنت بطريقة عشوائية.وتقدمت الكونفدرالية، في يناير الماضي، بشكوى قانونية أسفرت عن الإطاحة بشبكة إجرامية تنشط في مجال التسويق الرقمي للأدوية، وتمكّنت فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية من حجز كميات كبيرة من الأدوية، بلغت 20 ألف علبة، من بينها أدوية مجهولة المصدر.وتُؤكد المعطيات أن المواد المحجوزة تم إدخالها من خلال المعبر الحدودي الذي يربط شمال المملكة بمدينة سبتة، قبل أن يتم الترويج لها وبيعها عبر شبكة الإنترنت، خارج المقتضيات الجاري بها العمل في هذا النوع من المعاملات التجارية.مطالب متكررة بتدخل السلطاتحذر الدكتور فؤاد بنصغير، أستاذ جامعي وخبير في القانون الإلكتروني، في مقال له بعنوان "بيع الأدوية في الأنترنت: نشاط تجاري خارج القانون؟"، من بيع الأدوية عبر الأنترنت.وحسب الخبير فإن: العديد من الصيدليات التي تبيع اليوم الأدوية عبر الأنترنت هي صيدليات قد تكون مرخصة في بلدان أجنبية، لكن يوجد الكثير منها غير مرخص لها بمزاولة هذا النشاط، بل أن منها من ليست صيدليات على الإطلاق، يشرف عليها أشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصيدلة، تبيع بعض الأدوية التي لم تعتمدها الجهات الصحية المختصة أو قد تبيع حتى الأدوية غير المشروعة."ونبه الباحث إلى أن "هذا الأمر يعتبر بطبيعة الحال مخالفا للقانون تماما، لأن المكان المسموح به في القانون المغربي لبيع الدواء هو الصيدلية المرخصة من قِبل وزارة الصحة."واستدرك الدكتور بنصغير قائلا: "ومع ذلك نقول إننا لسنا ضد الترخيص ببيع الأدوية عبر الأنترنت، لكن قبل ذلك يجب وضع الشروط التقنية والقانونية الخاصة والصارمة، والتي يتوفر المغرب على بعض منها. ولكن مازال أمامه الكثير من أجل تشجيع هذا النوع من النشاط من جهة وحماية المستهلك والصحة العامة من جهة أخرى." منبها إلى "ضرورة التمييز هنا بين النظام القانوني الخاص بنشاط التجارة الإلكترونية للأدوية والنظام القانوني العام الذي يطبق على هذا النشاط".من جانبها، قالت جمعية عالم الصيادلة المغاربة "فارما"، أن وزارة الصحة تغض طرفها عن فوضى بيع الأدوية والمكمّلات الغذائية بشكل غير قانوني، لا سيما عبر الإنترنت.وأكدت الجمعية في ندوة صحفية عن بُعد، صباح السبت 9 يناير الماضي، أن تجارة الأدوية عبر الإنترنت تشكل خطرا وتهديدا حقيقيا على صحة المواطنين.وفي هذا الصدد سجل رئيس الجمعية، محمد سلمي، غياب المراقبة من لدن وزارة الصحة، أو نص قانوني يؤطر هذا النوع من التجارة الإلكترونية، في الوقت الذي يتم تداول كميات أكبر من الأدوية والمكمّلات الغذائية والمواد المعقّمة مجهولة المصدر والمحتوى، ما يضع صحة المغاربة في خطر.كما يشتكي مهنيون من الإعلانات التي تُروج لأدوية مجهولة المصدر، خاصة بعض المواد الحيوية التي تعرف "شُحا" أو انقطاعاً مؤقتاً في السوق الوطنية عبر الصيدليات، أو تلك التي يكثر الإقبال عليها في ظل أزمة كورونا الصحية، على غرار فيتامين "س" والزنك.المصدر: سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
بمشاركة عشرات الدول.. انطلاق المحطة الأكبر من مناورات “الأسد الإفريقي” بالمغرب
تنطلق الإثنين في المملكة المغربية المحطة الأكبر من مناورات “الأسد الإفريقي وهي واحدة من أربع محطات إفريقية أخرى تشمل تونس والسنغال وغانا، ومن المتوقع أن يشارك فيها 10 آلاف جندي. وتعد مناورات “الأسد الإفريقي” من أكبر التمارين العسكرية متعددة الجنسيات في القارة الإفريقية، ويُشكّل تنظيمها السنوي في المغرب دليلا على الأهمية الاستراتيجية المتزايدة للمملكة في الشراكات الأمنية الإقليمية والدولية. وفي هذا السياق، أفاد الجيش الأمريكي أن مناورات “الأسد الإفريقي 2025” لهذه السنة، ستشهد مشاركة واسعة النطاق، حيث ستنضم أكثر من 20 دولة إلى فعاليات هذا التمرين العسكري السنوي. ويهدف التمرين إلى تعزيز التوافق العملياتي بين القوات المشاركة ، وبناء الجاهزية المشتركة للاستجابة للأزمات والظروف الطارئة في القارة الإفريقية ومختلف أنحاء العالم. كما تتضمن المناورات مجموعة متنوعة من التدريبات، تشمل تمارين القيادة الميدانية، وتمارين بالذخيرة الحية، وعروضًا حية للرماية. وإضافة إلى ذلك، تتضمن الفعاليات تقديم المساعدات الطبية وطب الأسنان والطب البيطري، وتبادل الخبرات في هذا المجال في كل من المغرب وغانا والسنغال.
وطني

إغلاق الحدود في وجه لخصم
قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، صباح الإثنين 12 ماي الجاري، متابعة البطل العالمي السابق في الرياضات القتالية، مصطفى لخصم، الذي يشغل منصب رئيس جماعة إيموزار كندر، في حالة سراح، وذلك على خلفية متابعته في قضية تتعلق بـ“اختلاس وتبديد أموال عمومية”. وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تمت متابعة لخصم في حالة سراح مقابل كفالة مالية قدرها 20 ألف درهم، مع إصدار قرار بإغلاق الحدود في وجهه. وكان مصطفى لخصم، قد قرر في مارس 2025، تقديم استقالته من على رأس المجلس الجماعي لمدينة إيموزار كندر بسبب ما وصفه بـ”البلوكاج” الذي تمارسه السلطة وفق تعبيره على عدد من المشاريع بالمدينة. وأكد لخصم، في مقطع فيديو شاركه في وقت سابق  على حسابه الشخصي بموقع “إنستغرام”، أن السلطة تحاربه وتقوم بعرقلة المشاريع التي يطلقها، مشيرا إلى أن استقالته “لا تأتي بسبب عجزه، بل نابعة من رغبته في تطوير مدينته الأم”.
وطني

الداخلية تستعد لحركة تعيينات واسعة
تشهد كواليس "صالون السياسة" بالعاصمة الرباط حركية لافتة، إثر تسريبات تكشف عن خارطة تغييرات مرتقبة في مناصب المسؤولية على مستوى وزارة الداخلية وعدد من المؤسسات والإدارات والشركات الوطنية الكبرى. وتأتي هذه التحركات في سياق إعادة هيكلة شاملة للإدارة الترابية، تهدف إلى ضخ دماء جديدة في مناصب المسؤولية وتعزيز أداء المؤسسات العمومية. ووفق ما أوردته جريدة "الصباح"، فإن لائحة التعيينات المنتظرة، والتي يُنتظر أن تُعرض على أنظار المجلس الوزاري المرتقب، قد كانت وراء تأجيل انعقاد المجلس الحكومي الأخير. وتشير المعطيات إلى أن وزارة الداخلية ستنال حصة الأسد من هذه التعيينات، التي يُرتقب أن تشمل 27 منصبًا في العمالات والأقاليم والمصالح المركزية للوزارة. ومن بين التغييرات المتوقعة، ترقية عاملين إلى رتبة والي، من بينهم العامل المكلف بالانتخابات، فضلاً عن تعيين أربعة أسماء جديدة في سلك الولاة. أما باقي التعيينات وعددها 21، فستُوزع بين الإدارات المركزية والأقاليم، مع تسجيل حضور بارز للنساء في هذه الحركة. كما ستشمل التغييرات مؤسسات وطنية استراتيجية، مثل بنك المغرب، والخزينة العامة للمملكة، ووكالة طنجة المتوسط، حيث تتوقع التسريبات تعيين فؤاد البريني، الرئيس الحالي لمجلس رقابة الوكالة الخاصة بطنجة المتوسط، على رأس صندوق الإيداع والتدبير. وفي المقابل، يُرجح أن يتولى نور الدين بنسودة، الخازن العام الحالي، رئاسة مجلس رقابة الوكالة، أو يُعين وزيراً منتدباً لدى رئيس الحكومة مكلفاً بإدارة الدفاع الوطني، خلفاً لعبد اللطيف لوديي، الذي يُرشح بدوره لمنصب والي بنك المغرب. وكتبت الجريدة أن هذه التغييرات ستُمكّن وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، من إنهاء مهام عدد من رجال الإدارة الترابية الذين بلغوا سن التقاعد، أو الذين أصبحت أوضاعهم الصحية غير ملائمة لتحمل مسؤولياتهم، في خطوة تهدف إلى تجديد النخب وتفعيل الحركية داخل القطاع. كما يُنتظر أن تضع هذه التعيينات حداً لحالة الشغور التي تطال عدداً من المديريات العامة داخل وزارة الداخلية، من قبيل المفتشية العامة، ومديرية الإنعاش الوطني، ومديرية التعاون الدولي، ومديرية الشبكات العمومية، التي سيتولى مديرها الجديد مهمة الإشراف على الشركات الجهوية لتوزيع الماء والكهرباء. كما ستعرف المديرية العامة للجماعات الترابية توسعاً تنظيمياً بإحداث مديريات خاصة بالتخطيط والتنمية الترابية، والشبكات العمومية المحلية، والمرافق العمومية، والتنقلات الحضرية والنقل، إضافة إلى مديرية تعنى بالمؤسسات المحلية.  
وطني

انهيار عمارة فاس يجر المنصوري والفتيت للبرلمان
جهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن فدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالاً كتابياً إلى كل من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري، وذلك على خلفية حادث انهيار مبنى سكني بمنطقة الحي الحسني في مدينة فاس، والذي أسفر عن وفاة 10 أشخاص وعدد من الجرحى. واعتبرت التامني أن هذا الحادث المؤلم يعكس مرة أخرى ضعف السياسة الحكومية في التعامل مع ملف المباني الآيلة للسقوط، منتقدة ضعف قيمة التعويضات التي لا تغطي حتى مصاريف الكراء المؤقت. كما أشارت إلى أن ما وقع في فاس، كما في مدن أخرى كالدّار البيضاء وطنجة ومراكش، يدل على غياب رؤية استراتيجية شاملة، حيث تظل تدخلات الدولة محدودة ومبنية على ردود أفعال بعد وقوع الكوارث، عوض اعتماد خطط استباقية للوقاية والتأهيل. وانتقدت التامني محدودية برامج الدعم، وغياب البدائل السكنية اللائقة، وتهميش السكان المتضررين، مع غياب إشراكهم في الحوارات المتعلقة بمصيرهم، معتبرة أن الدولة تعتمد مقاربة سلطوية في التعاطي مع هذه الفئة من المباني. وأكدت أن هذا التعامل يفتقر إلى العدالة الاجتماعية والمجالية، ولا يستجيب لانتظارات المواطنين، خاصة في الأحياء الشعبية والمناطق العتيقة، محذرة من التساهل في شروط السلامة مقابل مصالح ضيقة، مما يزيد من المخاطر التي تهدد حياة المواطنين.وطالبت بالكشف عن نتائج التحقيقات الأولية حول حادث فاس، وتقديم معطيات دقيقة حول عدد المباني الآيلة للسقوط على الصعيد الوطني، بالإضافة إلى تقييم فعالية البرامج المعتمدة في هذا المجال، خاصة ما يتعلق بتمويل مشاريع إعادة الإيواء والتأهيل، ومشاركة الجماعات الترابية فيها، وكذا الإجراءات المستعجلة التي تنوي الوزارة اتخاذها لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث وضمان الحق في السكن الآمن واللائق.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة