إقتصاد

المغرب وإسبانيا يستأنفان “أكبر عملية عبور في العالم”


كشـ24 نشر في: 9 مايو 2022

من أجل تنظيم أكبر عملية عبور في العالم، وضع المغرب وإسبانيا ترتيبات "مرحبا 2022"، التي تهم أساسا عبور المغتربين المغاربة بأوروبا، بعد توقف لسنتين بسبب كورونا والأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد.وأنهت سلطات المملكتين الاتفاق على الشروط اللوجستية لعملية "مرحبا 2022"، خلال اجتماع في الرباط، الخميس، للجنة المختلطة المغربية الإسبانية التي ترأسها الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية خالد الزروالي، ووكيلة وزارة الداخلية الإسبانية إيزابيل غويكوتشيا.وأكدت المسؤولة الإسبانية أنه "جرى إنهاء الاتفاق على تفاصيل الخطة الخاصة بمختلف جوانب مرحبا 2022"، مضيفة أن هذه العملية "مثال على التنسيق الجيد بين دول الجوار"، وفق بيان للسفارة الإسبانية.واعتبرت غويكوتشيا أنه مع الحركة البحرية لأكثر من 3 ملايين شخص وأكثر من 700 ألف مركبة على مدى 3 أشهر، تعد "مرحبا" أكبر عملية عبور في العالم، مشددة على أن التعاون مكن من إنجاح هذه العملية منذ عام 1986.تحضير استثنائيخلال اجتماع اللجنة المختلطة المغربية الإسبانية، اتفق على خطة مهمة للإبحار تتيح عروضا بخصوص الطاقة الاستيعابية اليومية لحركة نقل المسافرين والعربات والتناوب والربط البحري.وتقول مديرة الملاحة التجارية بوزارة النقل أمان فتح الله، إن "عملية عبور هذه السنة عرفت تحضيرا استثنائيا نظرا للظرف الوبائي، والتوقف الاضطراري خلال سنتين لعبور المسافرين عبر البحر بين إسبانيا والمغرب".وكشفت فتح الله في تصريح لموقع "ًسكاي نيوز عربية"، أنه "في سياق تحسين الخدمات هذا العام، اعتمد الحجز المسبق للتذاكر في كافة الخطوط البحرية المعنية بعملية العبور، بما في ذلك الخطين طنجة المتوسط-الجزيرة الخضراء، وطنجة المدينة-طريفة، وذلك بهدف معرفة عدد المسافرين مسبقا واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان انسيابية وسلاسة التنقل بين الضفتين".وأوضحت وزارة النقل أنه "في إطار عملية مرحبا 2022 عبئت 32 سفينة على مجمل الخطوط البحرية التي تربط الموانئ المغربية بنظيرتها في كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، وذلك بسعة إجمالية تناهز 478 ألف مسافر و123 ألف سيارة، عبر 571 رحلة أسبوعية.وذكرت الوزارة في بيان أن "الخطوط البحرية مع إسبانيا، التي تمثل 95 بالمائة من رواج المسافرين خلال عملية مرحبا، ستعرف تسخير 23 سفينة، منها 14 سفينة للركاب على الخط الرئيسي طنجة المتوسط-الجزيرة الخضراء، إضافة إلى سفينتين سيتم تخصيصهما لنقل شاحنات البضائع".و"كل هذه السفن ستمكن من توفير 47 رحلة يومية، بسعة تناهز 40 ألف مسافر و11 ألف سيارة، بزيادة قدرها 4 بالمائة مقارنة مع سنة 2019".تخفيف الإجراءاتإلى جانب كل هذه الجوانب اللوجستية، كان التوقف في اجتماع اللجنة المختلطة أيضا على كل ما يتعلق بتدابير الوقاية واليقظة في ضوء السياق الوبائي.لكن يبدو في هذا الإطار، أن استمرار قرار السلطات المغربية بفرض اختبار سلبي على المغاربة المغتربين يقلقهم، إذ سيصطدمون بشرط وجود اختبار سلبي لفيروس كورونا، الذي تبلغ تكلفته في جل الدول أزيد من 600 درهم (نحو 60 دولارا)، وهو ما يعني أن مبلغ الاختبارات لعائلة متوسطة متكونة من 4 أفراد مثلا مكلفة للغاية.ويرى الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، أن "من المعقول جدا أن تكون هناك مطالبات بتخفيف إجراءات السفر وخصوصا عبر الطائرة، إذ لا تزال السلطات تطالب المسافرين بجواز اللقاح واختبار سلبي معا".لهذا "كان من الواجب أن يكون هذا التخفيف منذ أسابيع، لأنه من الجانب الوبائي والطبي وفق المعطيات المتوفرة، ليس هناك إطلاقا ما يبرر استمرار في طلب جواز التلقيح والاختبار السلبي في الآن ذاته"، حسبما يضيف حمضي لموقع "سكاي نيوز عربية".وأوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن "الدول تشدد في مجموعة من الإجراءات عندما يكون لديها تخوف من الضغط على المنظومة الصحية، وتفشي الوباء بشكل سريع".كما اعتبر المصدر ذاته، أن "مطالبة المغاربة والسياح بجواز السفر والاختبار السلبي معا، قد يحرم مغاربة الخارج الذين يخططون لعطلتهم الصيفية من زيارة بلدهم وعائلاتهم"، داعيا إلى "الإسراع في الإعلان عن تخفيف الإجراءات في المطارات على غرار ما هو معمول به في الموانئ".الجالية محفزة للاقتصادومن شأن عودة الربط البحري للمسافرين بين المغرب وإسبانيا واستئناف عملية مرحبا لعبور مغاربة الخارج بالخصوص، أن تكون لها انعكاسات إيجابية على المملكتين.وفي هذا الإطار يذكر أستاذ الاقتصاد بجامعة عبد الملك السعدي في طنجة عبد الرحمن الصديقي، أنه "على المستوى الإسباني الكل يعرف معاناة جهة الأندلس لسنتين على التوالي بفعل تداعيات كورونا والأزمة بين الرباط ومدريد".وتابع الصديقي في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الخسائر قدرت في الجانب الإسباني بأكثر من مليار دولار، من دون الحديث عن الأزمات الاجتماعية التي تسببت فيها هذه الأزمة الاقتصادية، لارتباط مجموعة من الأنشطة في الجانب الإسباني بحركية الجالية المغربية في اتجاه المغرب، أو في اتجاه بلد الاستقرار".كما أن "المغرب بدوره سيستفيد كذلك من العملية، إذ أن فتح الممرات البحرية بين الجنوب الإسباني والشمال المغربي من شأنه أن يشجع جزءا كبيرا من 3 ملايين ونصف مغربي في المهجر لزيارة البلد، كما كانت تفعل قبل حلول كورونا والسياسة"، وفق المتحدث ذاته.ويتوقع أستاذ الاقتصاد أن "يكون رقم مغاربة الخارج الذين سيزورون المملكة هذه السنة أكبر بكثير مما سجل خلال السنتين الماضيتين".وخلص الصديقي إلى أن " الجالية عامل محفز للاقتصاد الوطني بتواجدها في أرض الوطن، من خلال الاستهلاك النوعي الذي تمارسه، وكذلك من خلال مجموع الاستثمارات التي تقوم بها".سكاي نيوز

من أجل تنظيم أكبر عملية عبور في العالم، وضع المغرب وإسبانيا ترتيبات "مرحبا 2022"، التي تهم أساسا عبور المغتربين المغاربة بأوروبا، بعد توقف لسنتين بسبب كورونا والأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد.وأنهت سلطات المملكتين الاتفاق على الشروط اللوجستية لعملية "مرحبا 2022"، خلال اجتماع في الرباط، الخميس، للجنة المختلطة المغربية الإسبانية التي ترأسها الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية خالد الزروالي، ووكيلة وزارة الداخلية الإسبانية إيزابيل غويكوتشيا.وأكدت المسؤولة الإسبانية أنه "جرى إنهاء الاتفاق على تفاصيل الخطة الخاصة بمختلف جوانب مرحبا 2022"، مضيفة أن هذه العملية "مثال على التنسيق الجيد بين دول الجوار"، وفق بيان للسفارة الإسبانية.واعتبرت غويكوتشيا أنه مع الحركة البحرية لأكثر من 3 ملايين شخص وأكثر من 700 ألف مركبة على مدى 3 أشهر، تعد "مرحبا" أكبر عملية عبور في العالم، مشددة على أن التعاون مكن من إنجاح هذه العملية منذ عام 1986.تحضير استثنائيخلال اجتماع اللجنة المختلطة المغربية الإسبانية، اتفق على خطة مهمة للإبحار تتيح عروضا بخصوص الطاقة الاستيعابية اليومية لحركة نقل المسافرين والعربات والتناوب والربط البحري.وتقول مديرة الملاحة التجارية بوزارة النقل أمان فتح الله، إن "عملية عبور هذه السنة عرفت تحضيرا استثنائيا نظرا للظرف الوبائي، والتوقف الاضطراري خلال سنتين لعبور المسافرين عبر البحر بين إسبانيا والمغرب".وكشفت فتح الله في تصريح لموقع "ًسكاي نيوز عربية"، أنه "في سياق تحسين الخدمات هذا العام، اعتمد الحجز المسبق للتذاكر في كافة الخطوط البحرية المعنية بعملية العبور، بما في ذلك الخطين طنجة المتوسط-الجزيرة الخضراء، وطنجة المدينة-طريفة، وذلك بهدف معرفة عدد المسافرين مسبقا واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان انسيابية وسلاسة التنقل بين الضفتين".وأوضحت وزارة النقل أنه "في إطار عملية مرحبا 2022 عبئت 32 سفينة على مجمل الخطوط البحرية التي تربط الموانئ المغربية بنظيرتها في كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، وذلك بسعة إجمالية تناهز 478 ألف مسافر و123 ألف سيارة، عبر 571 رحلة أسبوعية.وذكرت الوزارة في بيان أن "الخطوط البحرية مع إسبانيا، التي تمثل 95 بالمائة من رواج المسافرين خلال عملية مرحبا، ستعرف تسخير 23 سفينة، منها 14 سفينة للركاب على الخط الرئيسي طنجة المتوسط-الجزيرة الخضراء، إضافة إلى سفينتين سيتم تخصيصهما لنقل شاحنات البضائع".و"كل هذه السفن ستمكن من توفير 47 رحلة يومية، بسعة تناهز 40 ألف مسافر و11 ألف سيارة، بزيادة قدرها 4 بالمائة مقارنة مع سنة 2019".تخفيف الإجراءاتإلى جانب كل هذه الجوانب اللوجستية، كان التوقف في اجتماع اللجنة المختلطة أيضا على كل ما يتعلق بتدابير الوقاية واليقظة في ضوء السياق الوبائي.لكن يبدو في هذا الإطار، أن استمرار قرار السلطات المغربية بفرض اختبار سلبي على المغاربة المغتربين يقلقهم، إذ سيصطدمون بشرط وجود اختبار سلبي لفيروس كورونا، الذي تبلغ تكلفته في جل الدول أزيد من 600 درهم (نحو 60 دولارا)، وهو ما يعني أن مبلغ الاختبارات لعائلة متوسطة متكونة من 4 أفراد مثلا مكلفة للغاية.ويرى الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، أن "من المعقول جدا أن تكون هناك مطالبات بتخفيف إجراءات السفر وخصوصا عبر الطائرة، إذ لا تزال السلطات تطالب المسافرين بجواز اللقاح واختبار سلبي معا".لهذا "كان من الواجب أن يكون هذا التخفيف منذ أسابيع، لأنه من الجانب الوبائي والطبي وفق المعطيات المتوفرة، ليس هناك إطلاقا ما يبرر استمرار في طلب جواز التلقيح والاختبار السلبي في الآن ذاته"، حسبما يضيف حمضي لموقع "سكاي نيوز عربية".وأوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن "الدول تشدد في مجموعة من الإجراءات عندما يكون لديها تخوف من الضغط على المنظومة الصحية، وتفشي الوباء بشكل سريع".كما اعتبر المصدر ذاته، أن "مطالبة المغاربة والسياح بجواز السفر والاختبار السلبي معا، قد يحرم مغاربة الخارج الذين يخططون لعطلتهم الصيفية من زيارة بلدهم وعائلاتهم"، داعيا إلى "الإسراع في الإعلان عن تخفيف الإجراءات في المطارات على غرار ما هو معمول به في الموانئ".الجالية محفزة للاقتصادومن شأن عودة الربط البحري للمسافرين بين المغرب وإسبانيا واستئناف عملية مرحبا لعبور مغاربة الخارج بالخصوص، أن تكون لها انعكاسات إيجابية على المملكتين.وفي هذا الإطار يذكر أستاذ الاقتصاد بجامعة عبد الملك السعدي في طنجة عبد الرحمن الصديقي، أنه "على المستوى الإسباني الكل يعرف معاناة جهة الأندلس لسنتين على التوالي بفعل تداعيات كورونا والأزمة بين الرباط ومدريد".وتابع الصديقي في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الخسائر قدرت في الجانب الإسباني بأكثر من مليار دولار، من دون الحديث عن الأزمات الاجتماعية التي تسببت فيها هذه الأزمة الاقتصادية، لارتباط مجموعة من الأنشطة في الجانب الإسباني بحركية الجالية المغربية في اتجاه المغرب، أو في اتجاه بلد الاستقرار".كما أن "المغرب بدوره سيستفيد كذلك من العملية، إذ أن فتح الممرات البحرية بين الجنوب الإسباني والشمال المغربي من شأنه أن يشجع جزءا كبيرا من 3 ملايين ونصف مغربي في المهجر لزيارة البلد، كما كانت تفعل قبل حلول كورونا والسياسة"، وفق المتحدث ذاته.ويتوقع أستاذ الاقتصاد أن "يكون رقم مغاربة الخارج الذين سيزورون المملكة هذه السنة أكبر بكثير مما سجل خلال السنتين الماضيتين".وخلص الصديقي إلى أن " الجالية عامل محفز للاقتصاد الوطني بتواجدها في أرض الوطن، من خلال الاستهلاك النوعي الذي تمارسه، وكذلك من خلال مجموع الاستثمارات التي تقوم بها".سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
ارتفاع سعر الدرهم مقابل الأورو والدولار
أفاد بنك المغرب بأن سعر صرف الدرهم ارتفع بنسبة 0,6 في المائة مقابل الأورو، وبنسبة 0,5 في المائة مقابل الدولار الأمريكي، خلال الأسبوع الممتد من 2 إلى 7 ماي الجاري. وأوضح بنك المغرب، في نشرته الأخيرة حول المؤشرات الأسبوعية، أنه لم يتم خلال هذه الفترة إجراء أي عملية مناقصة في سوق الصرف. وأضاف المصدر ذاته، أن الأصول الاحتياطية الرسمية بلغت، بتاريخ 2 ماي، ما مجموعه 400,7 مليار درهم، مسجلة ارتفاعا بنسبة 3,5 في المائة مقارنة بالأسبوع السابق، وبنسبة 7,1 في المائة على أساس سنوي. وبخصوص تدخلات بنك المغرب، فقد بلغ حجمها، خلال الأسبوع الماضي، ما مجموعه 127,6 مليار درهم في المتوسط اليومي. ويتوزع هذا الحجم بين تسبيقات لمدة 7 أيام بمبلغ 49,1 مليار درهم، وعمليات لإعادة الشراء طويلة الأجل (41,3 مليار درهم)، وقروض مضمونة (37,2 مليار درهم). وعلى مستوى السوق بين الأبناك، بلغ متوسط حجم التداول اليومي 3,1 مليار درهم، واستقر المعدل بين الأبناك في حدود 2,25 في المائة. وخلال طلب العروض ليوم 7 ماي (تاريخ التسوية 8 ماي)، ضخ بنك المغرب مبلغ 43 مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة 7 أيام. أما في سوق البورصة، فقد ارتفع مؤشر "مازي" بنسبة 1,3 في المائة خلال الفترة من 2 إلى 7 ماي، ليصل أداؤه منذ بداية السنة إلى 19,2 في المائة. ويعزى هذا التحسن، بالأساس، إلى ارتفاع مؤشرات "البناء ومواد البناء" بنسبة 1,5 في المائة، و"المشاركة والتطوير العقاري" بـ 4,4 في المائة، و"الموزعين" بـ 6,3 في المائة، و"شركات التأمين" بـ 5,4 في المائة. وفي المقابل، سجل قطاع "الاتصالات" تراجعا بنسبة 1,3 في المائة. أما الحجم الأسبوعي للمبادلات، فقد بلغ 822,4 مليون درهم، مقابل 3 مليارات درهم خلال الأسبوع الذي سبقه، تم إنجاز معظمها على مستوى السوق المركزي للأسهم.
إقتصاد

تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً
تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً، بحسب تقرير صادر عن شركة “أوليفر وايمان” للاستشارات الصناعية والمالية. التقرير كشف أن تكلفة اليد العاملة لإنتاج مركبة واحدة في المغرب لا تتعدى 106 دولارات، ما يجعل المملكة تتفوق على أكثر من 250 مصنعاً حول العالم.في المقابل، وصلت التكلفة في دول مثل رومانيا والمكسيك إلى أكثر من الضعف، فيما سجلت تركيا والصين أرقاماً أعلى بكثير. هذا الفارق يعكس ميزة تنافسية بارزة جعلت من المغرب وجهة مفضلة لعمالقة صناعة السيارات، خاصة الشركات الفرنسية التي وجدت في المملكة بديلاً استراتيجياً لأوروبا. من جهة أخرى، لا يُعزى انخفاض التكلفة في المغرب فقط إلى الأجور المتدنية، بل يرتبط أيضاً بارتفاع الإنتاجية وحداثة المصانع واستقرار سلاسل التوريد. هذه العوامل مجتمعة مكّنت المملكة من تأمين بيئة إنتاجية مرنة تسهم في تقليص عدد ساعات العمل الهندسي، وتخفيض الكلفة النهائية لكل مركبة. بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن المغرب يعتمد نماذج إنتاجية متوسطة وبسيطة تقلل تعقيد التصاميم، وهو ما ينعكس إيجاباً على استقرار المصاريف. كما تستفيد البلاد من بنية لوجستية متطورة، ما يعزز سلاسة عمليات التوريد والإنتاج، على عكس ما تعانيه مصانع أوروبية وأمريكية من ضغوط بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتعقيد النماذج الصناعية. المغرب حقق نمواً ملحوظاً بنسبة 29% في إنتاج السيارات بين 2019 و2024، في وقت شهدت فيه دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا تراجعاً في معدلات الإنتاج. هذه الدينامية الجديدة تدفع نحو توسيع الحضور المغربي في سلاسل القيمة العالمية، خاصة المرتبطة بالسيارات الكهربائية والهجينة. رغم التحديات العالمية في قطاع السيارات، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة تصنيعية منافسة، مستفيداً من موقعه الجغرافي وتكلفته المنخفضة وقدرته على التكيف مع متغيرات السوق الدولية.
إقتصاد

المغرب يتصدر إفريقيا في واردات اللحوم الأمريكية بتجاوز الألف طن شهرياً
شهدت صادرات اللحوم الحمراء الأميركية إلى المغرب قفزة قياسية خلال شهر مارس الماضي، مسجلة مستويات غير مسبوقة من حيث الحجم، وفقاً لما أفاد به الاتحاد الأميركي لتصدير اللحوم (USMEF) استناداً إلى بيانات وزارة الزراعة الأميركية (USDA). وحسب البيان، فقد بلغت واردات المغرب من لحوم الأبقار المعالجة، لا سيما “اللحوم المتنوعة” كأكباد الأبقار، حوالي 1,146 طناً مترياً، وهو أعلى حجم شهري يتم تسجيله منذ بدء تتبع الصادرات الأميركية إلى المملكة، مما يبرز التحول اللافت في نمط الطلب داخل السوق المغربي. هذا النمو يأتي ضمن اتجاه توسعي ملحوظ نحو أسواق القارة الإفريقية، إذ أشار الاتحاد إلى أن دولاً مثل كوت ديفوار والغابون سجلت بدورها ارتفاعاً في واردات اللحوم الأميركية. في المجمل، وصلت صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى إفريقيا خلال شهر مارس إلى 1,550 طناً مترياً، بزيادة سنوية بلغت 73%، بينما تخطّت القيمة الإجمالية 2.9 مليون دولار، أي نمواً بنسبة 123% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وخلال الربع الأول من سنة 2025، بلغ إجمالي صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى القارة 3,658 طناً مترياً، محققة بذلك عائدات قاربت 5.8 مليون دولار، وهو ما يمثل ارتفاعاً سنوياً بنسبة 15% في الكمية و34% في القيمة. ويرجع هذا الأداء المتميز بالأساس وفق موقع ديتافور الاقتصادي، إلى ارتفاع الطلب على “اللحوم المتنوعة”، التي تشكل الأكباد الحصة الأكبر منها، ما يرسّخ مكانة المغرب كأحد الأسواق الواعدة لهذا النوع من الصادرات الأميركية. وتأتي هذه النتائج ضمن جهود أوسع يبذلها الاتحاد الأميركي لتوسيع رقعة أسواقه وتنويع منافذه التجارية، حيث نظم مؤخراً بعثة تجارية إلى غرب إفريقيا شملت ندوة في العاصمة الغانية أكرا، وجمعت مستوردين من 12 دولة إفريقية، في مسعى لتعزيز الروابط التجارية وتوسيع الحضور الأميركي في المنطقة.
إقتصاد

قطاع البناء في المغرب يتجه نحو تسجيل نمو ملحوظ خلال 2025
يستعد قطاع البناء في المغرب لتسجيل نمو ملحوظ بنسبة 3.9% في عام 2025، مدعوماً بمؤشرات إيجابية واستثمارات كبرى، في ظل توقعات بالحفاظ على معدل نمو سنوي متوسط يبلغ 3.8% بين 2026 و2029، وفقاً لتقرير حديث أصدرته شركة Research and Markets. يشهد المغرب انتعاشاً واضحاً في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث أعلن رئيس الحكومة في نونبر 2024 عن ارتفاع بنسبة 50.7% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، لتصل إلى أكثر من 16.2 مليار درهم (حوالي 1.6 مليار دولار). ويُعزى هذا النمو إلى التحسينات الجارية في البنية التحتية، وخصوصاً المشاريع المرتبطة باستضافة المملكة لمجموعة من الفعاليات الرياضية القارية والعالمية، وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم 2030. في هذا الإطار، وقع البنك الإفريقي للتنمية اتفاقية تمويل مع المغرب تشمل قرضاً بقيمة 3.8 مليار درهم، بالإضافة إلى مشروع تكميلي بقيمة 7 مليارات درهم، لتطوير البنية التحتية المرتبطة بالمونديال. وتشمل المشاريع تحسين الحوكمة الاقتصادية، تطوير أنظمة المياه، وإحداث منطقة صناعية كبرى في ميناء الناظور غرب المتوسط. وفي سياق الاستعدادات للمونديال، يُخطط المغرب لتحديث ستة ملاعب قائمة وبناء مجمع رياضي جديد في بنسليمان قرب الدار البيضاء. كما تشمل المشاريع إعادة هيكلة واسعة لـشبكات النقل البري والجوي والسككي، لتتماشى مع المعايير الدولية لاستضافة الحدث الرياضي الأضخم. أعلنت وزارة النقل واللوجستيك في يناير 2025 عن خطة طموحة بقيمة 96 مليار درهم (نحو 9.5 مليار دولار) لتوسيع وتحديث الشبكة الوطنية للسكك الحديدية بحلول عام 2030. وتشمل الخطة: 53 مليار درهم لتطوير قطارات فائقة السرعة 29 مليار درهم لاقتناء 150 قطاراً جديداً 14 مليار درهم لإنشاء 40 محطة حديثة تتوقع الدراسة أن يستمر قطاع البناء المغربي في الاستفادة من هذه المشاريع الوطنية الكبرى، لاسيما في مجالات الإسكان، الكهرباء، والمرافق الرياضية، مما يعزز موقع المغرب كوجهة مفضلة للاستثمار في منطقة شمال إفريقيا.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة