مراكش

المراكشيون يلجئون إلى الفضاءات الخضراء هروبا من وطأة الحرارة


كشـ24 نشر في: 15 يوليو 2017


تعبئة في أوساط الأطر الطبية لاستقبال المرضى الذين يعانون من ضيق في التنفس



لم تعد قشابة المراكشيين واسعة، بل بدأت تضيق كلما تجاوزت الحرارة 46 درجة، وإذا كان الكثيرون من أهل سبعة رجال، يستنجدون بضواحي مراكش، والقيام برحلة إلى منتجع أوريكا، التي تتميز بطبيعة خلابة وجو رطب، أو التوجه إلى مدينة الصويرة للاستمتاع بمياه البحر الباردة، فإن أغلب المراكشيين يحاولون الاحتماء من القيظ الذي تعرفه مراكش، خلال هذه الأيام بكل إمكانياتهم المتوفرة، كالسهر ليلا في الفضاءات الواسعة الخضراء، وتحديدا الأماكن الأكثر استقطابا كالواحة بحي سيدي يوسف وباب الجديد وشارع محمد السادس ومنطقة أكدال لتوفره على النخيل الذي يعلو السماء والإضاءة إلى جانب ساحة ممتدة لكلومترين، حيث العائلات تتسامر على مائدة تحتوي مالد وطاب من أكل وفواكه ومياه باردة.

ويشكل موسم الصيف بمدينة مراكش،  مناسبة للرواج التجاري خاصة لدى بائعي المكيفات الهوائية والمروحات٬ بالنظر إلى ارتفاع عدد الزبناء الراغبين في اقتناء هذه الأجهزة للتخفيف من وطأة الحرارة التي أصبحوا لا يطيقونها.

ارتفاع درجة الحرارة التي تعيش على ايقاعها المدينة الحمراء، منذ بداية الاسبوع الجاري، اضطر سكان المدينة وزوارها الى تغيير عاداتهم من أجل إيجاد الوسيلة الملائمة لتلطيف الجو والتخفيف من أثر الحرارة، حيث يفضل عدد من المواطنين القيام بنزهة في الليل٬ في حين يلجأ آخرون الى رفع تحدي شدة الحرارة،  عبر إعداد برنامج للترويح عن النفس٬ يبتدئ منذ الساعات الاولى من الصباح ٬ باختيار قضاء اليوم  وسط الطبيعة.

وتقتصر الأسر التي لا تتوفر على الإمكانيات المالية للقيام برحلة إلى منتزهات طبيعية مماثلة٬ على قضاء وقتها "مختبئة" في منازلها في جو عائلي٬ وتقاسم لحظات من الفرحة والانشراح. 

أما شباب الأحياء الشعبية بالمدينة القديمة٬ فيختلف برنامجهم عن ذلك٬ حيث يلجأون في مجموعات٬ للاستمتاع بوقتهم في السباحة بأحد المسابح العمومية  بالمدينة٬ إذ يكون ثمن تذكرة الولوج إليها في متناول الطبقة المتوسطة٬ أو الذهاب لقضاء يومهم على ضفاف سد لالة تكركوست الذي يبعد بحوالي 30 كلم عن مراكش .

بعد مغيب شمس مراكش الحارقة،  تجولت "كش 24" في بعض أزقة المدينة العتيقة كابن يوسف وسيدي بنسليمان وسيدي عبد العزيز وحي القصبة، وعاينت عدد من الأسر يهربون من بيوتهم من شدة الحرارة المفرطة، بحثا عن الهواء خارج منازلهم، في إطار مجموعات لاحتساء القهوة أو شرب كؤوس من الشاي والماء البارد. 

ومع غروب شمس كل يوم وطيلة ساعات الليل٬ تتحول المدينة الحمراء،  بفضل سحرها وألوانها ونفحات أزهار النباتات٬ إلى ملاذ لاستقبال آلاف الأشخاص الباحثين على الفضاءات المتميزة والمتوفرة أيضا على أجواء الترفيه والتسلية٬ من أجل قضاء أوقات ممتعة بها خاصة بالفضاءات الخضراء والحدائق٬  استعدادا ليوم آخر حار.

وتشهد  الفضاءات الخضراء التي تشكل المتنفس الحقيقي للمدينة الحمراء وفضاء للاستراحة والترويح عن النفس والاستمتاع بالنسمات العليلة، إقبالا كثيفا منقطع النظير من طرف زائريها، طيلة ساعات الليل،  لكونها أصبحت  ملاذا ووجهة مفضلة للمراكشيين الباحثين عن الهواء"البارد" والخضرة المنعشة، الدين ينتمون إلى مختلف الفئات العمرية من أجل تبادل الآراء حتى وقت متأخر  من الليل، حول مواضيع آنية أو حكي قصص ونكت وطرائف أو المشاركة في لعب الأوراق أو الشطرنج والتي تتخللها فترات لاحتساء القهوة أو شرب كؤوس من الشاي وتناول مأكولات خفيفة جرى تحضيرها لهذه النزهة الليلية.

وشكلت الفضاءات الخضراء فرصة لمجموعات من الشباب عشاق التراث الشعبي المراكشي ، لاصطحاب  آلات موسيقية تقليدية  لعزف أغاني شعبية مستوحاة من الفلكلور المراكشي أو مايعرف ب"التقيتيقات المراكشية" مما يساهم في إضفاء أجواء البهجة  والسرور لدى زوار  هذه الفضاءات الذين يتجاوبون مع هذه الأنغام بشكل عفوي.

ويفضل أغلب زوار هده الفضاءات الخضراء الابتعاد عن ضجيج واكتظاظ الشوارع والمقاهي لقضاء فترة استرخاء واستجمام في إطار مجموعات عائلية لتناول وجبات العشاء في الهواء الطلق ، في الوقت الذي يضطر بعض الزوار الدين يتخذون الفضاءات الخضراء مجالا للنزهة إلى إعداد "الطنجية" الأكلة المفضلة لدى المراكشيين على سائر المأكولات وتناولها بإحدى الفضاءات الخضراء التي تزخر بها مدينة مراكش. 

من جهة أخرى، أكدت مصادر طبية، أنه لتفادي المضاعفات السلبية لدرجات الحرارة المرتفعة، عرفت المؤسسات الاستشفائية بالمدينة الحمراء، تعبئة كبيرة وسط أطرها،  لاستقبال المرضى الذين يعانون من ضيق في التنفس بسبب الحرارة٬ في أحسن الظروف، فضلا عن إعداد برامج تحسيسية حول مخاطر ارتفاع الحرارة لدى الشباب والأشخاص المسنين لمساعدتهم على تجاوز هذه الفترة الحرجة بالنسبة إليهم.

تعبئة في أوساط الأطر الطبية لاستقبال المرضى الذين يعانون من ضيق في التنفس



لم تعد قشابة المراكشيين واسعة، بل بدأت تضيق كلما تجاوزت الحرارة 46 درجة، وإذا كان الكثيرون من أهل سبعة رجال، يستنجدون بضواحي مراكش، والقيام برحلة إلى منتجع أوريكا، التي تتميز بطبيعة خلابة وجو رطب، أو التوجه إلى مدينة الصويرة للاستمتاع بمياه البحر الباردة، فإن أغلب المراكشيين يحاولون الاحتماء من القيظ الذي تعرفه مراكش، خلال هذه الأيام بكل إمكانياتهم المتوفرة، كالسهر ليلا في الفضاءات الواسعة الخضراء، وتحديدا الأماكن الأكثر استقطابا كالواحة بحي سيدي يوسف وباب الجديد وشارع محمد السادس ومنطقة أكدال لتوفره على النخيل الذي يعلو السماء والإضاءة إلى جانب ساحة ممتدة لكلومترين، حيث العائلات تتسامر على مائدة تحتوي مالد وطاب من أكل وفواكه ومياه باردة.

ويشكل موسم الصيف بمدينة مراكش،  مناسبة للرواج التجاري خاصة لدى بائعي المكيفات الهوائية والمروحات٬ بالنظر إلى ارتفاع عدد الزبناء الراغبين في اقتناء هذه الأجهزة للتخفيف من وطأة الحرارة التي أصبحوا لا يطيقونها.

ارتفاع درجة الحرارة التي تعيش على ايقاعها المدينة الحمراء، منذ بداية الاسبوع الجاري، اضطر سكان المدينة وزوارها الى تغيير عاداتهم من أجل إيجاد الوسيلة الملائمة لتلطيف الجو والتخفيف من أثر الحرارة، حيث يفضل عدد من المواطنين القيام بنزهة في الليل٬ في حين يلجأ آخرون الى رفع تحدي شدة الحرارة،  عبر إعداد برنامج للترويح عن النفس٬ يبتدئ منذ الساعات الاولى من الصباح ٬ باختيار قضاء اليوم  وسط الطبيعة.

وتقتصر الأسر التي لا تتوفر على الإمكانيات المالية للقيام برحلة إلى منتزهات طبيعية مماثلة٬ على قضاء وقتها "مختبئة" في منازلها في جو عائلي٬ وتقاسم لحظات من الفرحة والانشراح. 

أما شباب الأحياء الشعبية بالمدينة القديمة٬ فيختلف برنامجهم عن ذلك٬ حيث يلجأون في مجموعات٬ للاستمتاع بوقتهم في السباحة بأحد المسابح العمومية  بالمدينة٬ إذ يكون ثمن تذكرة الولوج إليها في متناول الطبقة المتوسطة٬ أو الذهاب لقضاء يومهم على ضفاف سد لالة تكركوست الذي يبعد بحوالي 30 كلم عن مراكش .

بعد مغيب شمس مراكش الحارقة،  تجولت "كش 24" في بعض أزقة المدينة العتيقة كابن يوسف وسيدي بنسليمان وسيدي عبد العزيز وحي القصبة، وعاينت عدد من الأسر يهربون من بيوتهم من شدة الحرارة المفرطة، بحثا عن الهواء خارج منازلهم، في إطار مجموعات لاحتساء القهوة أو شرب كؤوس من الشاي والماء البارد. 

ومع غروب شمس كل يوم وطيلة ساعات الليل٬ تتحول المدينة الحمراء،  بفضل سحرها وألوانها ونفحات أزهار النباتات٬ إلى ملاذ لاستقبال آلاف الأشخاص الباحثين على الفضاءات المتميزة والمتوفرة أيضا على أجواء الترفيه والتسلية٬ من أجل قضاء أوقات ممتعة بها خاصة بالفضاءات الخضراء والحدائق٬  استعدادا ليوم آخر حار.

وتشهد  الفضاءات الخضراء التي تشكل المتنفس الحقيقي للمدينة الحمراء وفضاء للاستراحة والترويح عن النفس والاستمتاع بالنسمات العليلة، إقبالا كثيفا منقطع النظير من طرف زائريها، طيلة ساعات الليل،  لكونها أصبحت  ملاذا ووجهة مفضلة للمراكشيين الباحثين عن الهواء"البارد" والخضرة المنعشة، الدين ينتمون إلى مختلف الفئات العمرية من أجل تبادل الآراء حتى وقت متأخر  من الليل، حول مواضيع آنية أو حكي قصص ونكت وطرائف أو المشاركة في لعب الأوراق أو الشطرنج والتي تتخللها فترات لاحتساء القهوة أو شرب كؤوس من الشاي وتناول مأكولات خفيفة جرى تحضيرها لهذه النزهة الليلية.

وشكلت الفضاءات الخضراء فرصة لمجموعات من الشباب عشاق التراث الشعبي المراكشي ، لاصطحاب  آلات موسيقية تقليدية  لعزف أغاني شعبية مستوحاة من الفلكلور المراكشي أو مايعرف ب"التقيتيقات المراكشية" مما يساهم في إضفاء أجواء البهجة  والسرور لدى زوار  هذه الفضاءات الذين يتجاوبون مع هذه الأنغام بشكل عفوي.

ويفضل أغلب زوار هده الفضاءات الخضراء الابتعاد عن ضجيج واكتظاظ الشوارع والمقاهي لقضاء فترة استرخاء واستجمام في إطار مجموعات عائلية لتناول وجبات العشاء في الهواء الطلق ، في الوقت الذي يضطر بعض الزوار الدين يتخذون الفضاءات الخضراء مجالا للنزهة إلى إعداد "الطنجية" الأكلة المفضلة لدى المراكشيين على سائر المأكولات وتناولها بإحدى الفضاءات الخضراء التي تزخر بها مدينة مراكش. 

من جهة أخرى، أكدت مصادر طبية، أنه لتفادي المضاعفات السلبية لدرجات الحرارة المرتفعة، عرفت المؤسسات الاستشفائية بالمدينة الحمراء، تعبئة كبيرة وسط أطرها،  لاستقبال المرضى الذين يعانون من ضيق في التنفس بسبب الحرارة٬ في أحسن الظروف، فضلا عن إعداد برامج تحسيسية حول مخاطر ارتفاع الحرارة لدى الشباب والأشخاص المسنين لمساعدتهم على تجاوز هذه الفترة الحرجة بالنسبة إليهم.

ملصقات


اقرأ أيضاً
الاعلان عن انقطاع التيار الكهربائي بهذه الاحياء بمراكش
في إطار التحسين المستمر لجودة الخدمات، تعلن الشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش أسفي إلى علم زبناء جهة مراكش- آسفي أنه سيتم برمجة أشغال صيانة شبكة الكهرباء ما سينتج عنه قطع التزويد بالتيار الكهربائي حسب البرنامج التالي :
مراكش

بحضور الوالي بنشيخي.. انعقاد اجتماع لجنة الإشراف والمراقبة للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع لجهة مراكش آسفي
احتضن مقر جهة مراكش آسفي، صباح يوم الإثنين 30 يونيو 2025، أشغال الدورة العادية للجنة الإشراف والمراقبة للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع لجهة مراكش آسفي، التي ترأسها رشيد بنشيخي، والي جهة مراكش آسفي وعامل عمالة مراكش بالنيابة رفقة سمير كودار رئيس الجهة وبحضور أعضاء اللجنة ومدير الوكالة. وقد خُصصت هذه الدورة لمناقشة والمصادقة على مجموعة من النقاط المدرجة في جدول الأعمال، شملت بالأساس تقديم تعديلمشروع النظام الأساسي المقترح لموظفي الوكالة، إلى جانب دراسة مشروع الميزانية التعديلية رقم 1 برسم سنة 2025.كما تم خلال هذه الدورة تقديم عرض مفصل حول تقدم المشاريع المسندة للوكالة، والتي تشمل عدة قطاعات حيوية، من أبرزها قطاع البنية التحتية الذي يهم تثنية وتأهيل الطرق المصنفة بالجهة وكذا تهيئة الطرق والمسالك السياحية بالمجال القروي، وقطاع الماء من خلال تنفيذ برنامج السدود الصغرى والتلية وتزويد المراكز القروية والدواوير بالماء الصالح للشرب على مستوى الجهة، إضافة إلى مشاريع قطاع التجهيزات العامة.
مراكش

مراكش تحت وطأة الحرارة المفرطة.. ومديرية الارصاد الجوية تدعو للحذر
تعيش مدينة مراكش ومعها عدد من المناطق المغربية موجة حرّ استثنائية، دفعت المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى إطلاق تحذيرات جدية، اليوم الإثنين، بعد تسجيل ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، خصوصًا في المناطق الداخلية والصحراوية. وفي قلب المدينة الحمراء، حيث التنفس يصبح ثقيلًا والزائرون يلتجئون إلى ظلال النخيل وأروقة الأسواق العتيقة، من المرتقب أن تلامس درجات الحرارة سقف 46 درجة مئوية، لتسجل مراكش واحدة من أعلى درجات الحرارة على الصعيد الوطني لهذا اليوم، إلى جانب السمارة وأوسرد التي تتجاوز فيها الحرارة 47 درجة. موجة الحر هذه تأتي في ظل صيف لاهب يضرب مناطق واسعة من المملكة، حيث تتراوح الحرارة بين 42 و44 درجة في مدن مثل سطات، فاس، مكناس، تاونات، وبني ملال، فيما لم تسلم حتى بعض المناطق الساحلية من الظاهرة، إذ يُتوقع أن تسجل القنيطرة 42 درجة، والرباط 35، بينما تنخفض النسب قليلًا في الدار البيضاء (30) والجديدة (33). المديرية العامة للأرصاد الجوية أوصت سكان مراكش وباقي المدن المتأثرة باتخاذ تدابير وقائية خلال ساعات الذروة، التي تمتد من الحادية عشرة صباحًا إلى الثامنة مساءً، وعلى رأسها تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس، والإكثار من شرب المياه، والامتناع عن بذل مجهود بدني كبير، تفاديًا لخطر الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. وتأتي هذه الأجواء الحارقة ضمن سياق مناخي عالمي متقلب، يعرف تكرارًا لظواهر الطقس القصوى، وهو ما يعيد إلى الواجهة النقاش حول التغيرات المناخية وضرورة الإسراع في تفعيل خطط التأقلم المحلي والجهوي. في مراكش، التي لطالما اعتُبرت وجهة سياحية صيفية بامتياز، فرضت الظروف الجوية الاستثنائية إيقاعًا مختلفًا على الحياة اليومية، حيث لجأ كثير من السكان والزوار إلى الفضاءات المكيفة والمسابح والفنادق المغلقة هربًا من الحرارة، في انتظار عودة درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية الطبيعية.
مراكش

وضعية المجال الأخضر تعري هشاشة السياسات البيئية في مراكش
مع حلول فصل الصيف، تعود مراكش لتواجه تحدياً مناخياً متزايد الحدة يتمثل في الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة؛ هذا الواقع الصيفي القاسي، الذي أصبح سمة متكررة، لا يؤثر فقط على راحة السكان والزوار، بل يثير تساؤلات جدية حول مستقبل المدينة في ظل التغيرات المناخية، ويعيد إلى الواجهة بإلحاح ضرورة إيلاء أهمية قصوى لعمليات تشجير شوارعها ومساحاتها الحضرية، كأحد الحلول البيئية المهمة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية. وفي ظل توسع المجال الحضري وارتفاع الكثافة السكانية، تعاني العديد من الأحياء والشوارع في المدينة الحمراء من ندرة المساحات الخضراء ونقص حاد في التشجير، ما يُحول الفضاءات العامة إلى مناطق خانقة تفتقر للظل والتبريد الطبيعي، خاصة في المناطق التي تعرف حركة مرورية وتجارية كثيفة. مراكش، التي كانت تعرف سابقا بجنّاتها المعلقة وبحدائقها المتناثرة، صارت اليوم تودّع بصمت مساحاتها الخضراء، حيث يتم في مشاريع عديدة اقتلاع الأشجار، إما لتوسيع الطرق أو إقامة بنايات جديدة، في غياب رؤية بيئية واضحة أو احترام لمبدأ التوازن بين الإسمنت والطبيعة، مما يُفاقم من تأثير الحرارة، ويُقلّص من جودة الحياة. وفي هذا السياق، يرى مهتمون بالشأن البيئي، أن التشجير ليس ترفا تجميليا، بل ضرورة بيئية وصحية، تساهم في تخفيض درجات الحرارة، وتنقية الهواء، وتوفير فضاءات للراحة والنشاط اليومي، كما يُسهم في رفع قيمة الفضاءات العامة ويعزز من جاذبية المدينة على المستوى السياحي. من جهتهم، يطالب المواطنون بإدماج التشجير ضمن أولويات الجهات المعنية، خاصة في المشاريع الجديدة، مع العناية بالأشجار المتوفرة حاليًا وتوسيع الغطاء النباتي في مختلف الأحياء، بما في ذلك المناطق الهامشية التي غالبًا ما تُستثنى من هذه المشاريع. كما يدعو المهتمون إلى تفعيل شراكات بين الجماعات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص من أجل إطلاق حملات تشجير مستدامة، ومتابعتها بالصيانة والري المنتظم، تفاديًا للمشهد المعتاد لأشجار تُغرس وتُترك لتذبل دون متابعة.  
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 01 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة