تعتبر مدينة مراكش من المدن الأكثر جذبا للسياح سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، بحيث تعرف توافد " البراني " طيلة السنة ما يعكس حركة لا تتوقف بالمدينة الحمراء.
إلا ان المدينة التي كانت تلهم السياح بهدوئها وسلاسة التنقل بداخلها اصبحت تعرف نوعا من الاكتظاظ على مستوى الطرق الرئيسية بها، خصوصا ان كثيرا من شوارع مراكش لم تعرف إعادة تأهيل يواكب التزايد العمراني بها .
فمن منا لم ينزعج من كثرة الوقوف امام الاشارات الضوئية بالدقائق، و من منا لم يلاحظ الازدحام الذي اصبحت تعاني منه مراكش بعد اعادة تهيئة بعض الشوارع تمهيدا بقدوم الحافلات "الكهربائية" .
حقيقة الأمر أن الوضع اصبح معقدا لدرجة غير مقبولة، خصوصا مع قدوم الشهر الفضيل، في غياب استراتيجية واضحة من طرف المسؤولين لإنهاء معاناة مرتادي الطرق بمراكش، امام تكرار طوابير حافلات لفترات طويلة في انتظار زحف بطيء لجحافل السيارات التي لا يجمعها في بعض احيان علاقات تكسر جمود الانظار.
لم تعد أوقات الذروة لها تحديد معين بالمدينة، وأصبحت كل الأوقات ذروة وتعرف اكتظاظا ورواجا للسيارات في مشهد توشك السيارات ان تلامس بعضها في الشارع.
يبدأ اليوم بانتظار طويل امام اشارات ضوئية " مملة " ، في لحظات انتظار تطول، تثيرك ملصقات من قبيل املء وقت الإنتظار بالإستغفار، امام اذكار لن تنسيك ان الملل يتسرب الى عقلك ،و امام ارتفاع درجة الحرارة داخل سيارتك في أشعة الشمس المباشرة التي قد تصل لمستوى " سونا "، ما يتسبب ليس فقط بشعور السائق بالتعب، بل يؤدي أيضاً به الى سرعة فقدان التركيز والانفعال، يأتي الفرج في لون اخضر مبتسم ،لتنطلق السيارات في سرب واحد لتبدأ القصة من جديد مع انقضاء ثواني عند إشارة أخرى .
الانفعال الزائد و المنبهات التي تعلو الفضاء، رغم أن الضوء الأحمر يجبر على التوقف، فالسيارات متراصة والتجاوزات الممنوعة إضافة إلى عدم الاكتراث بإشارات المرور والمشاجرة لأتفه الاسباب مع السائق الذي يشارك الطريق قد تحولت إلى علامات وسلوكيات عديد السائقين، حيث يفقد صاحب السيارة "فن السياقة" ويمارس عدد منهم فنون "التمرد" والبلطجة واستعراض العضلات في الطريق.
امام هذا الوضع الجنوني، لم يتحرك المسؤولون لانهاء هذه الازمة رغم اننا على ابواب موسم سياحي ، ستعرف معه المدينة تزايد أسطول السيارات في المدينة .
الاشارات المرورية تعيق حركة المرور
للإشارات المروريّة، دور مهم في تنظيم حركة المرور حيث تؤمّن الحماية وفق قواعد ونظم مدروسة، يكون فيها تنظيم العبور للسيّارات والمارّة، فالكلّ ينضبط بما تقرّره هذه الإشارة، فمَنْ حقّه العبور يعبر، ومَن يجب عليه الانتظار فإنّه ينتظر دوره.
لكن ما يثير الاستغراب تواجد عدد من الاشارات المرورية ونتحدت هنا على علامة ممنوع المرور او "انتردي" بشوارع ثانوية يمكن ان تكون حلا للازدحام بالشوارع الرئيسة خصوصا بشوارع داخل مقاطعة جليز، فما ان تدخل المنطقة حتى تصادفك العشرات من العلامات تمنعك من المرور.
لا يمكن ان ننفي دور هذه العلامات و اهميتها في تنظيم حركة السير في الشوارع ، لا يكمن ايضا ان ننفي او نؤكد ان وضع العلامات كان بشكل مدروس خصوصا انها تتواجد في بعض الاحيان في مناطق لايوجد ما يمنع مرور السيارات و الدراجات منها .
نجد ان الأمر يتعلق بخصوصية بعض المناطق داخل احياء جليز تلزم المعنيين ببذل جهد لابقاء هذه الاحياء في هدوء تام ، ليبقى الوضع على ما هو عليه ، و يبقى السير وقضاء أوقات إضافية وعصيبة أمام مقود السيارة في انتظار "الاخضر المبتسم".