إقتصاد

المالية العامة: الكلام المباح وغيره


ادريس الاندلسي نشر في: 24 مايو 2022

قواعد التدبير و قواعد العدالة و الفرق بينهما كبير.من بديهيات المالية العامة في بلادنا القول بأن الموارد محدودة و متطلبات الصرف على المرافق العمومية ، من تعليم و صحية و تمويل خلق مناصب شغل و مواكبة تطوير الإقتصاد عبر سياسات قطاعية أساسية، كبيرة و تدفعنا إلى الاقتراض لتغطية ضعف المداخيل الجارية أو لنقول الضرائب و بعض المبالغ الهزيلة.الآتية من المنشآت و المؤسسات العمومية. الصورة قد تقنع الكثير ممن يتوقفون عند قراءة بسيطة و معقدة من الناحية المحاسباتية للمالية العمومية. و سوف يستمرون بحكم ضعف ثقافي و فقر سياسي و غياب بعد إستراتيجي عند عتبة " ويل للمصلين..." المهم هو أن اللجوء إلى سوق المال الوطني و العالمي مكلف و قد يكون خطرا على مستقبل الأجيال نظرا لحجم الدين العمومي .و هنا لا يمكن أن أنفي قدرة وطني على مواجهة مديونيته، ولكن يجب على الجميع أن يعرف أن تكلفة المديونية هي قلب للموازين و تكليف للجميع لحمل ما قد تستفيد منه ثلة قليلة العدد صاحبة عدة و كثيرة الإستفادة. . و لتقريب الواقع إلى الفهم، واقف البرلمان على قانون المالية و أجاز لها أن تقترض مبلغ يزيد بقليل على 105 مليار درهم. و وافق في نفس القانون برسم سنة 2022 على رصد 90 مليار درهم لتسديد أقساط راس المال الديون و ما ستيطلبه الوفاء بأقساط الفوائد و رسوم كل ما تراكم لحجم الديون مع عدم احتساب تكاليف الديون التي تقل مدة سدادها عن سنتين. و بالطبع ستزداد التكلفة لتتجاوز ما سنقترضه. ستستمر الدوامة حيث أصبحنا نقترض من أجل مواجهة مديونيتنا.لنتفق أولا على أن أرقام الميزانية العامة هي ما يمكن اعتباره الممكن في ظل الواقع الحالي. كل الضرائب و مداخيل الرسوم الجمركية لا تغطي إلا ما يزيد بقليل على 60% من حاجيات تمويل كل النفقات التي تتطلبها بلادنا في مجال التسيير و الإستثمار. و ستصل مبالغ ما يرتقب أن تصل إليه مداخيل الضريبة عند نهاية هذه السنة حوالي 231 مليار درهم مقابل نفقات نفقات عادية تتجاوز 270 مليار درهم. هذا بدون احتساب نفقات الإستثمار و اهلاك أقساط ديون الخزينة. و لعل أرقام آخر قانون مالي الذي يؤطر السنة المالية التي نعيشها بعد سنتين كانتا صعبتين بفعل محيط تميز بأزمة صحية و اقتصادية و مالية و اجتماعية، تبين كم هي صعبة طريق الوصول إلى تأمين موارد "هيكلية " و توازي حجم النفقات العمومية. و قد لا توجد دولة حاليا لا تمول عجز ميزانيتها عن طريق الديون. و لكننا قليلا ما نربط الأرقام بالسياسات العمومية وبآثارها على خلق الثروات الوطنية و تقوية العرض في مجال التشغيل.ولكن الميزانية العمومية هي ،في الأساس، قرار تشريعي من أجل وطن و مواطنين و هي كذلك محاولة لترجمة المبادئ الدستورية التي تؤكد على أن الوطن فوق كل المصالح الفئوية و الطبقية. و لكل هذا يمكن القول، و بكثير من الواقعية، أن المشرع ، و المقصود به كافة مكونات المشهد السياسي التي تسيطر على القرار و لها القدرة على صنع الأمل كما أن لها من الإمكانيات على إتقان صناعة الإحباط. قد يجتهد وزير المالية أو وزيري المالية في شرح الأرقام و تبرير حدود و سقف النفقات و قد ينتشي قادة الأغلبية بتمرير القوانين، ولكن هذا التمرين ليس مجرد لعبة سياسية و يا ليتها ارتقت إلى درجة إتقان ممارسة السياسة.القرار المالي العمومي لا يمكن عزله عن ما تعيشه العدالة الإجتماعية و المجالية من مفارقات و ضعف يؤثر بشكل كبير على كل الجهود التي تبذل لتمنيع الإقتصاد في جانبه البنيوي. و لهذا تم العمل لسنوات على إخراج ما يسمى " بالدستور الصغير" و هو القانون التنظيمي للمالية و وضعت فيه أهداف تهم " النتائج و توطين الإستثمار و متابعته و تقييم السياسات و البرامج و المشاريع " ولكن هذا القانون الكبير وقف عند "ويل للمصلين..." و كانت منجزاته منحصرة في قضايا محاسباتية و تدبيرية و تنظيمية دون أن تصل إلى تأثير الفعل على نوعية القرار المالي العمومي و جعل آثاره ذات ثقل على تغيير الإقتصاد و توازنات المجتمع و الحد من الفوارق التي يجمع الكل على كونها من فعل فاعل و هذا الفاعل هو من رفعناه إلى مركز قرار و اقفلنا ابصارنا عن تتبع هجماته على مؤسسات بلادنا. هذا الفاعل يسكت صوت العقل ليقوي موقع ذوي المصالح الكبرى. و لم يشك في هذا الكلام مراجعة الكم الهائل من التعديلات التي تقدم بها فريق أرباب المقاولات في مجلس المستشارين.الميزانية العامة كانت إلى وقت قريب محطة للكلام الجدي حول مستقبل و أصبحت في حاضرنا مجرد جلسات لتباذل ضعيف للكلام و تعبيرات تنم عن درجة أقرب من الأمية إلى العلم بالشيء العام. . النقاش على بنية الضريبة و موجهات النفقة العمومية لم تكن في أي زمن و لن تكون في المستقبل غير منحازة اجتماعيا او اقتصاديا. أن لا تهتم حكومة بالعدالة الضريبية أو أن تحور مضمونها فهذا ليس مجرد تجاوب مع "واقع" بل إختيار لدعم فئة دون أخرى. و لقد رأينا أن أزمة الكوفيد نزلت بردا و سلاما على قلة قليلة و أن قرار ملك البلاد بالتوجه إلى إشراك الجميع، كما ينص الدستور على ذلك، في المجهود التضامني كان له وقع على تجاوز المراحل الأولى من آثار أزمة الكوفيد.الميزانية العمومية هي بنية ضرائب مفروضة، من حيث المبدأ، على الجميع و لكن درجة الغش و التهرب من أداء الواجب لا توازيها إرادة مجتمعية و سياسية للتغيير. و لعل نفس المنطق يمكن من اعماله على مستوى تحليل أهداف توجيه نفقات الإستثمار و تلك التي تختفي محاسباتيا وراء ما يسمى بالحسابات الخصوصية للخزينة و التي يصل دعمها إلى علية القوم في قطاعات اقتصادية مهمة. ولحد اليوم يمكن أن نتساءل بكثير من حسن النية عن آثار صناديق دعم المقاولات الكبرى و الاستغلاليات الفلاحية الكبرى و السياسات الكبرى على التقليل من الفوارق الإجتماعية و المجالية.خلاصة الكلام أن تقييم القرار الحكومي على مدى سنوات ظل غائبا. و سيظل من استفاد من النفقات الضريبية و تحويلات الميزانية و من خيرات صندوق المقاصة و من تحرير الأسعار ومن صندوق دعم الفلاحة هو أكبر المطالبين بالمزيد. و حين يتكلم الفقير و العامل و الفلاح و الموظف يقال له أن "ظهر الحمار قصير". و رغم تدحرجه إلى الأسفل، نطق رئيس الحكومة السابق و المستفيد " الجاحد" من منافع التقاعد المريح جدا رفضه لأي زيادة لدعم القوة الشرائية لصغار الموظفين. و هذا في حد ذاته برنامج "سياسي " لن يزيد حزبه الا غروبا. و لكن الأمر أخطر ، لأن المقبل من الأيام قد يكون أمر كبيرا. الصورة التي ترسمها الحكومة عن نفسها و التي تساهم بعض الصحافة و المؤثرون على الفضاء الأزرق في تكريسها، هي نفي أن الأغنياء يزدادون غنى و الفقراء فقرا.لدينا مجالات كبيرة لصناعة الأمل من خلال المشاريع المهيكلة في المجال الإجتماعي و الصحي و لدينا خارطة طريق لخلق نموذج تنموي جديد و يجب أن تكثف الدولة من تأمين المواطن في مواجهة من تغنيهم الأزمات و لا تبعث في أنفسهم خوفا عن الوطن. قال رئيس الحكومة أنه يعمل و لا يكثر من الكلام و هذا جيد. و لكن الوطن يحتاج إلى من يحقق العدالة الإجتماعية بانتهاج عزل ممارسة السياسة عن مراكمة الثروة لكي تزداد ثروة الوطن حتى يصل إلى مصاف الدول الصاعدة. و هذا يحتاج إلى رجال دولة و ليس لمجرد تقنوقراط يفضلون السكن و السكنى بعيدا عن تراب الوطن و مقام الجدود. نحتاج للكفاءات المغربية و لتكن تقنوقراط و لكن نحتاج أكثر إلى حملهم لهموم و آمال الوطن. " تمغربييت " هي الكلمة ذات الفعل السحري التي تلخص ممارسة السياسة لأنها تختزل مبدأ الوفاء للوطن في التضحية من أجله. أما الخطاب الذي يزين " الواجهة " و يبرر و لا يفتح باب محاربة الفوارق الإجتماعية و المجالية، فلا حاجة لنا به.مغربنا جميعا هو مغرب العيش المشترك الذي تسكنه روح التعاضد و لا يحمل شعار إفقار الغني المنتج للثروة. لكل هذا وجب التعامل مع المال العمومي بمنطق العدالة التي تمت دسترتها بإجماع المغاربة على نهج ملكهم و ضامن وحدة ترابهم و هويتهم. القانون التنظيمي للمالية يجب أن يتم تفعيل مضامينه العميقة و ليس تقزيمه في مجرد آليات محاسباتية كتقليص حجم التكاليف المشتركة و تقليص عدد الحسابات الخصوصية للخزينة ووضع مقاييس لحجم اللجوء للمديونية و غيرها. الأهم هو أن تتم ترجمة السياسة المالية العمومية إلى نتائج و آثار على وضع المواطن في كافة ربوع الوطن . تمركزت الثروات في يد أقلية و اتسعت لتصل إلى مركز القرار الحكومي و البرلماني و هذا ما لا يشكل طموح دعم مغرب الحريات و القانون و بناء الأمل في مستقبل الأجيال المقبلة. دعونا من خطابات من لا يؤمن بالسياسة التي لا تمزج بين السلطة و الدين و المال. والحمد لله نقولها دوما دون أن نتوجه لغيره لشكره على نعمه. لذلك نطلب ممن أراد، عن طيب خاطر و إرادة، ممارسة السياسة كاختيار لمنهج لتدبير الشأن العام، أن لا ينحني و يجعل للأرقام قداسة أرثوذوكسية . المهم هو تنمية البلاد و خدمة المواطنين العباد.

قواعد التدبير و قواعد العدالة و الفرق بينهما كبير.من بديهيات المالية العامة في بلادنا القول بأن الموارد محدودة و متطلبات الصرف على المرافق العمومية ، من تعليم و صحية و تمويل خلق مناصب شغل و مواكبة تطوير الإقتصاد عبر سياسات قطاعية أساسية، كبيرة و تدفعنا إلى الاقتراض لتغطية ضعف المداخيل الجارية أو لنقول الضرائب و بعض المبالغ الهزيلة.الآتية من المنشآت و المؤسسات العمومية. الصورة قد تقنع الكثير ممن يتوقفون عند قراءة بسيطة و معقدة من الناحية المحاسباتية للمالية العمومية. و سوف يستمرون بحكم ضعف ثقافي و فقر سياسي و غياب بعد إستراتيجي عند عتبة " ويل للمصلين..." المهم هو أن اللجوء إلى سوق المال الوطني و العالمي مكلف و قد يكون خطرا على مستقبل الأجيال نظرا لحجم الدين العمومي .و هنا لا يمكن أن أنفي قدرة وطني على مواجهة مديونيته، ولكن يجب على الجميع أن يعرف أن تكلفة المديونية هي قلب للموازين و تكليف للجميع لحمل ما قد تستفيد منه ثلة قليلة العدد صاحبة عدة و كثيرة الإستفادة. . و لتقريب الواقع إلى الفهم، واقف البرلمان على قانون المالية و أجاز لها أن تقترض مبلغ يزيد بقليل على 105 مليار درهم. و وافق في نفس القانون برسم سنة 2022 على رصد 90 مليار درهم لتسديد أقساط راس المال الديون و ما ستيطلبه الوفاء بأقساط الفوائد و رسوم كل ما تراكم لحجم الديون مع عدم احتساب تكاليف الديون التي تقل مدة سدادها عن سنتين. و بالطبع ستزداد التكلفة لتتجاوز ما سنقترضه. ستستمر الدوامة حيث أصبحنا نقترض من أجل مواجهة مديونيتنا.لنتفق أولا على أن أرقام الميزانية العامة هي ما يمكن اعتباره الممكن في ظل الواقع الحالي. كل الضرائب و مداخيل الرسوم الجمركية لا تغطي إلا ما يزيد بقليل على 60% من حاجيات تمويل كل النفقات التي تتطلبها بلادنا في مجال التسيير و الإستثمار. و ستصل مبالغ ما يرتقب أن تصل إليه مداخيل الضريبة عند نهاية هذه السنة حوالي 231 مليار درهم مقابل نفقات نفقات عادية تتجاوز 270 مليار درهم. هذا بدون احتساب نفقات الإستثمار و اهلاك أقساط ديون الخزينة. و لعل أرقام آخر قانون مالي الذي يؤطر السنة المالية التي نعيشها بعد سنتين كانتا صعبتين بفعل محيط تميز بأزمة صحية و اقتصادية و مالية و اجتماعية، تبين كم هي صعبة طريق الوصول إلى تأمين موارد "هيكلية " و توازي حجم النفقات العمومية. و قد لا توجد دولة حاليا لا تمول عجز ميزانيتها عن طريق الديون. و لكننا قليلا ما نربط الأرقام بالسياسات العمومية وبآثارها على خلق الثروات الوطنية و تقوية العرض في مجال التشغيل.ولكن الميزانية العمومية هي ،في الأساس، قرار تشريعي من أجل وطن و مواطنين و هي كذلك محاولة لترجمة المبادئ الدستورية التي تؤكد على أن الوطن فوق كل المصالح الفئوية و الطبقية. و لكل هذا يمكن القول، و بكثير من الواقعية، أن المشرع ، و المقصود به كافة مكونات المشهد السياسي التي تسيطر على القرار و لها القدرة على صنع الأمل كما أن لها من الإمكانيات على إتقان صناعة الإحباط. قد يجتهد وزير المالية أو وزيري المالية في شرح الأرقام و تبرير حدود و سقف النفقات و قد ينتشي قادة الأغلبية بتمرير القوانين، ولكن هذا التمرين ليس مجرد لعبة سياسية و يا ليتها ارتقت إلى درجة إتقان ممارسة السياسة.القرار المالي العمومي لا يمكن عزله عن ما تعيشه العدالة الإجتماعية و المجالية من مفارقات و ضعف يؤثر بشكل كبير على كل الجهود التي تبذل لتمنيع الإقتصاد في جانبه البنيوي. و لهذا تم العمل لسنوات على إخراج ما يسمى " بالدستور الصغير" و هو القانون التنظيمي للمالية و وضعت فيه أهداف تهم " النتائج و توطين الإستثمار و متابعته و تقييم السياسات و البرامج و المشاريع " ولكن هذا القانون الكبير وقف عند "ويل للمصلين..." و كانت منجزاته منحصرة في قضايا محاسباتية و تدبيرية و تنظيمية دون أن تصل إلى تأثير الفعل على نوعية القرار المالي العمومي و جعل آثاره ذات ثقل على تغيير الإقتصاد و توازنات المجتمع و الحد من الفوارق التي يجمع الكل على كونها من فعل فاعل و هذا الفاعل هو من رفعناه إلى مركز قرار و اقفلنا ابصارنا عن تتبع هجماته على مؤسسات بلادنا. هذا الفاعل يسكت صوت العقل ليقوي موقع ذوي المصالح الكبرى. و لم يشك في هذا الكلام مراجعة الكم الهائل من التعديلات التي تقدم بها فريق أرباب المقاولات في مجلس المستشارين.الميزانية العامة كانت إلى وقت قريب محطة للكلام الجدي حول مستقبل و أصبحت في حاضرنا مجرد جلسات لتباذل ضعيف للكلام و تعبيرات تنم عن درجة أقرب من الأمية إلى العلم بالشيء العام. . النقاش على بنية الضريبة و موجهات النفقة العمومية لم تكن في أي زمن و لن تكون في المستقبل غير منحازة اجتماعيا او اقتصاديا. أن لا تهتم حكومة بالعدالة الضريبية أو أن تحور مضمونها فهذا ليس مجرد تجاوب مع "واقع" بل إختيار لدعم فئة دون أخرى. و لقد رأينا أن أزمة الكوفيد نزلت بردا و سلاما على قلة قليلة و أن قرار ملك البلاد بالتوجه إلى إشراك الجميع، كما ينص الدستور على ذلك، في المجهود التضامني كان له وقع على تجاوز المراحل الأولى من آثار أزمة الكوفيد.الميزانية العمومية هي بنية ضرائب مفروضة، من حيث المبدأ، على الجميع و لكن درجة الغش و التهرب من أداء الواجب لا توازيها إرادة مجتمعية و سياسية للتغيير. و لعل نفس المنطق يمكن من اعماله على مستوى تحليل أهداف توجيه نفقات الإستثمار و تلك التي تختفي محاسباتيا وراء ما يسمى بالحسابات الخصوصية للخزينة و التي يصل دعمها إلى علية القوم في قطاعات اقتصادية مهمة. ولحد اليوم يمكن أن نتساءل بكثير من حسن النية عن آثار صناديق دعم المقاولات الكبرى و الاستغلاليات الفلاحية الكبرى و السياسات الكبرى على التقليل من الفوارق الإجتماعية و المجالية.خلاصة الكلام أن تقييم القرار الحكومي على مدى سنوات ظل غائبا. و سيظل من استفاد من النفقات الضريبية و تحويلات الميزانية و من خيرات صندوق المقاصة و من تحرير الأسعار ومن صندوق دعم الفلاحة هو أكبر المطالبين بالمزيد. و حين يتكلم الفقير و العامل و الفلاح و الموظف يقال له أن "ظهر الحمار قصير". و رغم تدحرجه إلى الأسفل، نطق رئيس الحكومة السابق و المستفيد " الجاحد" من منافع التقاعد المريح جدا رفضه لأي زيادة لدعم القوة الشرائية لصغار الموظفين. و هذا في حد ذاته برنامج "سياسي " لن يزيد حزبه الا غروبا. و لكن الأمر أخطر ، لأن المقبل من الأيام قد يكون أمر كبيرا. الصورة التي ترسمها الحكومة عن نفسها و التي تساهم بعض الصحافة و المؤثرون على الفضاء الأزرق في تكريسها، هي نفي أن الأغنياء يزدادون غنى و الفقراء فقرا.لدينا مجالات كبيرة لصناعة الأمل من خلال المشاريع المهيكلة في المجال الإجتماعي و الصحي و لدينا خارطة طريق لخلق نموذج تنموي جديد و يجب أن تكثف الدولة من تأمين المواطن في مواجهة من تغنيهم الأزمات و لا تبعث في أنفسهم خوفا عن الوطن. قال رئيس الحكومة أنه يعمل و لا يكثر من الكلام و هذا جيد. و لكن الوطن يحتاج إلى من يحقق العدالة الإجتماعية بانتهاج عزل ممارسة السياسة عن مراكمة الثروة لكي تزداد ثروة الوطن حتى يصل إلى مصاف الدول الصاعدة. و هذا يحتاج إلى رجال دولة و ليس لمجرد تقنوقراط يفضلون السكن و السكنى بعيدا عن تراب الوطن و مقام الجدود. نحتاج للكفاءات المغربية و لتكن تقنوقراط و لكن نحتاج أكثر إلى حملهم لهموم و آمال الوطن. " تمغربييت " هي الكلمة ذات الفعل السحري التي تلخص ممارسة السياسة لأنها تختزل مبدأ الوفاء للوطن في التضحية من أجله. أما الخطاب الذي يزين " الواجهة " و يبرر و لا يفتح باب محاربة الفوارق الإجتماعية و المجالية، فلا حاجة لنا به.مغربنا جميعا هو مغرب العيش المشترك الذي تسكنه روح التعاضد و لا يحمل شعار إفقار الغني المنتج للثروة. لكل هذا وجب التعامل مع المال العمومي بمنطق العدالة التي تمت دسترتها بإجماع المغاربة على نهج ملكهم و ضامن وحدة ترابهم و هويتهم. القانون التنظيمي للمالية يجب أن يتم تفعيل مضامينه العميقة و ليس تقزيمه في مجرد آليات محاسباتية كتقليص حجم التكاليف المشتركة و تقليص عدد الحسابات الخصوصية للخزينة ووضع مقاييس لحجم اللجوء للمديونية و غيرها. الأهم هو أن تتم ترجمة السياسة المالية العمومية إلى نتائج و آثار على وضع المواطن في كافة ربوع الوطن . تمركزت الثروات في يد أقلية و اتسعت لتصل إلى مركز القرار الحكومي و البرلماني و هذا ما لا يشكل طموح دعم مغرب الحريات و القانون و بناء الأمل في مستقبل الأجيال المقبلة. دعونا من خطابات من لا يؤمن بالسياسة التي لا تمزج بين السلطة و الدين و المال. والحمد لله نقولها دوما دون أن نتوجه لغيره لشكره على نعمه. لذلك نطلب ممن أراد، عن طيب خاطر و إرادة، ممارسة السياسة كاختيار لمنهج لتدبير الشأن العام، أن لا ينحني و يجعل للأرقام قداسة أرثوذوكسية . المهم هو تنمية البلاد و خدمة المواطنين العباد.



اقرأ أيضاً
ارتفاع ميزانية التجهيز والماء من 40 إلى 70 مليار درهم
شدد نزار بركة، وزير التجهيز والماء والأمين العام لحزب الاستقلال، أن المغرب يعيش اليوم على وقع نهضة اقتصادية وتنموية كبرى تستدعي تعبئة الكفاءات الوطنية، وعلى رأسها المهندسون، من أجل إنجاح الأوراش والمشاريع الكبرى التي تعرفها البلاد. وأوضح بركة، خلال كلمته في الملتقى الجهوي لرابطة المهندسين الاستقلاليين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، المنعقد تحت شعار "المهندس المغربي فاعل أساسي في أوراش التنمية الوطنية"، أن هذه المشاريع تأتي في إطار التوجيهات الملكية المتعلقة بتعزيز البنية التحتية، وضمان الأمن المائي والطاقي، ومواكبة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. وأضاف المسؤول الحكومي أن الدينامية الجديدة التي يعرفها الاستثمار العمومي، مشيرا إلى ارتفاع ميزانية التجهيز والماء من 40 مليار درهم سنة 2022 إلى 70 مليار درهم مرتقبة سنة 2025، معتبرا أن هذا التطور يعكس الإرادة الحكومية في تسريع وتيرة التنمية. وتابع الوزير أن هذه الاستثمارات لا تشمل فقط الموارد العمومية، بل تشمل أيضا مساهمات الجهات، والقطاع الخاص، فضلا عن الشراكات الدولية واستثمارات صناديق التقاعد على المديين المتوسط والبعيد. وذكر بركة عند المشاريع المنجزة والمبرمجة في قطاع الماء، لاسيما فيما يتعلق ببناء السدود، ومحطات تحلية المياه، والمنشآت الخاصة بتحويل الموارد المائية بين الأحواض. وحذر من التهديدات التي تفرضها الظواهر المناخية القصوى، ما يحتم تبني سياسات مائية جديدة تقوم على تنمية الموارد غير الاعتيادية، وترسيخ التضامن بين الأقاليم والمدن لتحقيق العدالة المجالية في توزيع المياه. وفي الشق المتعلق بالبنية التحتية، أبرز بركة أهمية تعزيز استدامة شبكة الطرق، مشيرا إلى أن وزارته خصصت 45% من ميزانية الطرق لأعمال الصيانة، في إطار سياسة تهدف إلى تدبير أفضل للموارد وضمان استمرارية الخدمات.
إقتصاد

رسميا.. شركة “Xlinks” تسحب مشروع الكابل البحري بين المغرب وإنجلترا
سحبت شركة "Xlinks" رسميًا طلبها للحصول على تراخيص مشروع الطاقة المتجددة الذي تبلغ قيمته 25 مليار جنيه إسترليني ، والذي يهدف إلى توفير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من المغرب إلى المملكة المتحدة عبر كابل بحري بطول 4000 كيلومتر. وفي مراسلة موجهة إلى مفتشية التخطيط في المملكة المتحدة في الأول من يوليوز، ذكرت الشركة أنها "تسحب رسميًا الطلب المقدم في نونبر 2024، والذي تم قبوله للنظر فيه في دجنبر 2024". ويأتي هذا القرار عقب إعلانٍ صدر مؤخرًا عن وزارة أمن الطاقة في المملكة المتحدة (DESNZ)، والتي أشارت فيه إلى أنها لم تعد تدرس آلية عقود الفروقات (CfD) المُتفاوض عليها للمشروع. وكانت هذه الآلية ستضمن حدًا أدنى لسعر الكهرباء المستوردة عبر الكابل بين المغرب والمملكة المتحدة . وأوضحت شركة إكسلينكس أنه في ظل التغييرات الحالية، لا ترى الشركة إمكانية لمواصلة المراجعة في هذه المرحلة. وفي الأسبوع الماضي، أعرب رئيس الشركة، ديف لويس، عن دهشته وخيبة أمله العميقة من قرار الحكومة بالتخلي عن المشروع. وتوقعت الشركة هذا التغيير في موقف الحكومة. ففي ماي الماضي، طلبت تعليقًا مؤقتًا لطلبها الحصول على أمر موافقة التطوير (DCO)، وهي خطوة حاسمة لمشاريع البنية التحتية الكبرى، ريثما تتضح إجراءات الحصول على أمر موافقة التطوير. كما أعربت شركة إكسلينكس عن إحباطها بسبب التأخير في الحصول على دعم الحكومة البريطانية وحذرت من أنها قد تنقل المبادرة إلى دولة أخرى. ويهدف مشروع الطاقة المغربي البريطاني إلى توفير 3.6 جيجاواط من الطاقة النظيفة القابلة للتوزيع من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المغرب. وسيُخفّض هذا المشروع انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة بنسبة 10%، ويُخفّض أسعار الكهرباء بالجملة بنسبة 9.3%.
إقتصاد

روسيا تراهن على سواحل المغرب لضمان أمنها الغذائي البحري
أكدت الوكالة الفدرالية الروسية للصيد البحري “روسريبولوفستفو” أن ظروف الصيد في المناطق الاقتصادية الخالصة للمملكة المغربية، إلى جانب الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مواتية بالنسبة لأسطول الصيد الروسي، الذي يمكنه الاعتماد على هذه الظروف الملائمة في المستقبل القريب، حسب ما أفاد به بيان للوكالة الروسية سالفة الذكر. وأكد إيليا شستاكوف، رئيس “روسريبولوفستفو”، خلال اجتماع خُصص لاستعراض النتائج الأولية التي توصل إليها علماء معهد بحوث مصايد الأسماك وعلوم المحيطات في إطار مشروع “البعثة الإفريقية الكبرى”، الذي يهدف إلى دراسة وتقييم مخزونات الموارد البحرية في المناطق الاقتصادية الخالصة لعدة دول إفريقية، أن “جميع الأبحاث والدراسات البحرية تُجرى وفقًا لمنهجيات علمية حديثة ومعترف بها دوليًا”. وتوقع المسؤول الروسي ذاته “استقرار ظروف الصيد بالنسبة للأسطول الروسي في سواحل المغرب وموريتانيا، حيث تم تسجيل تحسن في مخزون سمك ‘الماكريل الأطلسي’، الذي يُعد أحد أكثر الأنواع البحرية طلبًا”، مبرزًا أن “الصيد المشترك للموارد البيولوجية السطحية والقاعية في مناطق غينيا بيساو وجمهورية غينيا قد يُشكّل هو الآخر فرصة مهمة للصيادين الروس”. وأشارت الوكالة الروسية ذاتها إلى استكمال أعمال التقييم والدراسة بشكل كامل داخل المناطق الاقتصادية الخالصة لست دول إفريقية، وهي: المغرب، وموريتانيا، وغينيا بيساو، وجمهورية غينيا، إلى جانب كل من موزمبيق وجمهورية سيراليون، مؤكدة تجميع بيانات فريدة حول بيولوجيا الموارد البيولوجية المائية السطحية والقاعية في هذه المناطق، ما سيمكن من إعداد توصيات للدول الساحلية بهدف تحسين قطاع الصيد البحري وضمان الاستخدام المستدام طويل الأمد للموارد البحرية. ويُعد مشروع “البعثة الإفريقية الكبرى”، الذي أطلقته موسكو لدراسة الموارد البيولوجية المائية في 19 دولة على الساحل الغربي لإفريقيا، والممتد من غشت من العام 2024 إلى غاية سنة 2026، واحدًا من أكبر المشاريع العلمية الدولية التي تُشرف عليها الوكالة الفدرالية للصيد البحري، بقرار صادر عن الحكومة الروسية في يونيو من العام الماضي، وتوجيه من ا عنوان قصير جذاب لكرملين.
إقتصاد

افتتاح خط جوي جديد يربط الصويرة ببرشلونة
حطت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الإسبانية "Vueling"، الخميس بمطار الصويرة موكادور الدولي، إيذانا بافتتاح خط جوي جديد يربط بين برشلونة ومدينة الرياح. وبهذه المناسبة، أقيم حفل داخل المطار بحضور العديد من المسؤولين والفاعلين السياحيين وممثلي شركة الخطوط الجوية، للاحتفال بتدشين هذا الخط الجوي الجديد الذي يؤكد جاذبية مدينة الرياح بالأسواق العالمية للسفر. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد مدير مطار الصويرة موكادور، عبد المنعم أوتول، بتدشين هذا الخط الجوي الذي تؤمنه شركة الطيران " "Vueling" والذي يربط لأول مرة الصويرة بمدينة برشلونة الإسبانية، بمعدل رحلتين في الأسبوع، مبرزا أن هذا الربط الجديد يعد إضافة نوعية إل العرض الجوي للمطار الذي يشهد دينامية متزايدة خلال السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن عدد المسافرين الذين تنقلوا عبر مطار الصويرة سجل خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، ارتفاعا ملحوظا بنسبة 28 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وعلى مستوى الربط الجوي، ذكر أوتول، بأن مطار الصويرة موكادور يرتبط حاليا بحوالي عشر وجهات دولية، معظمها نحو القارة الأوروبية، إلى جانب الخط الجوي الداخلي الذي يربط الصويرة بالعاصمة الرباط، مضيفا أنه من المتوقع أن تعرف حركة النقل الجوي بالمطار نشاطا متزايدا خلال الموسم الصيفي مع إطلاق خطوط جوية جديدة ستربط المطار بكل من مدينتي نانت الفرنسية وإشبيلية الإسبانية. من جانبه، أكد رئيس المجلس الإقليمي للسياحة، رضوان خان، أن هذا الخط الجوي الجديد سيضفي دينامية جديدة على قطاع السياحة الداخلية، منوها بالولوج المباشر للسياح القادمين من إسبانيا وأسواق أوربية أخرى متصلة عبر برشلونة. وأضاف أن افتتاح هذا الخط سيعزز جاذبية وجهة الصويرة ويدعم الجهود المبذولة من قبل الفاعلين المحليين في مجال الترويج السياحي، مشيدا في هذا الصدد، بدعم الشركاء وضمنهم المكتب الوطني المغربي للسياحة والذي "عمل بنشاط على تعزيز الربط الجوي للمدينة وإبرازها بالأسواق العالمية". من جهتهم، عبر العديد من المسافرين عن ارتياحهم بافتتاح هذا الخط الجديد المباشر، مبرزين مساهمة هذا الخط في ربح الوقت وتوفير الراحة للمسافرين. ويندرج هذا الخط الجوي الجديد ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الوصول إلى الصويرة، المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو والتي تواصل تعزيز إشعاعها الدولي.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة