إقتصاد

المالية العامة: الكلام المباح وغيره


ادريس الاندلسي نشر في: 24 مايو 2022

قواعد التدبير و قواعد العدالة و الفرق بينهما كبير.من بديهيات المالية العامة في بلادنا القول بأن الموارد محدودة و متطلبات الصرف على المرافق العمومية ، من تعليم و صحية و تمويل خلق مناصب شغل و مواكبة تطوير الإقتصاد عبر سياسات قطاعية أساسية، كبيرة و تدفعنا إلى الاقتراض لتغطية ضعف المداخيل الجارية أو لنقول الضرائب و بعض المبالغ الهزيلة.الآتية من المنشآت و المؤسسات العمومية. الصورة قد تقنع الكثير ممن يتوقفون عند قراءة بسيطة و معقدة من الناحية المحاسباتية للمالية العمومية. و سوف يستمرون بحكم ضعف ثقافي و فقر سياسي و غياب بعد إستراتيجي عند عتبة " ويل للمصلين..." المهم هو أن اللجوء إلى سوق المال الوطني و العالمي مكلف و قد يكون خطرا على مستقبل الأجيال نظرا لحجم الدين العمومي .و هنا لا يمكن أن أنفي قدرة وطني على مواجهة مديونيته، ولكن يجب على الجميع أن يعرف أن تكلفة المديونية هي قلب للموازين و تكليف للجميع لحمل ما قد تستفيد منه ثلة قليلة العدد صاحبة عدة و كثيرة الإستفادة. . و لتقريب الواقع إلى الفهم، واقف البرلمان على قانون المالية و أجاز لها أن تقترض مبلغ يزيد بقليل على 105 مليار درهم. و وافق في نفس القانون برسم سنة 2022 على رصد 90 مليار درهم لتسديد أقساط راس المال الديون و ما ستيطلبه الوفاء بأقساط الفوائد و رسوم كل ما تراكم لحجم الديون مع عدم احتساب تكاليف الديون التي تقل مدة سدادها عن سنتين. و بالطبع ستزداد التكلفة لتتجاوز ما سنقترضه. ستستمر الدوامة حيث أصبحنا نقترض من أجل مواجهة مديونيتنا.لنتفق أولا على أن أرقام الميزانية العامة هي ما يمكن اعتباره الممكن في ظل الواقع الحالي. كل الضرائب و مداخيل الرسوم الجمركية لا تغطي إلا ما يزيد بقليل على 60% من حاجيات تمويل كل النفقات التي تتطلبها بلادنا في مجال التسيير و الإستثمار. و ستصل مبالغ ما يرتقب أن تصل إليه مداخيل الضريبة عند نهاية هذه السنة حوالي 231 مليار درهم مقابل نفقات نفقات عادية تتجاوز 270 مليار درهم. هذا بدون احتساب نفقات الإستثمار و اهلاك أقساط ديون الخزينة. و لعل أرقام آخر قانون مالي الذي يؤطر السنة المالية التي نعيشها بعد سنتين كانتا صعبتين بفعل محيط تميز بأزمة صحية و اقتصادية و مالية و اجتماعية، تبين كم هي صعبة طريق الوصول إلى تأمين موارد "هيكلية " و توازي حجم النفقات العمومية. و قد لا توجد دولة حاليا لا تمول عجز ميزانيتها عن طريق الديون. و لكننا قليلا ما نربط الأرقام بالسياسات العمومية وبآثارها على خلق الثروات الوطنية و تقوية العرض في مجال التشغيل.ولكن الميزانية العمومية هي ،في الأساس، قرار تشريعي من أجل وطن و مواطنين و هي كذلك محاولة لترجمة المبادئ الدستورية التي تؤكد على أن الوطن فوق كل المصالح الفئوية و الطبقية. و لكل هذا يمكن القول، و بكثير من الواقعية، أن المشرع ، و المقصود به كافة مكونات المشهد السياسي التي تسيطر على القرار و لها القدرة على صنع الأمل كما أن لها من الإمكانيات على إتقان صناعة الإحباط. قد يجتهد وزير المالية أو وزيري المالية في شرح الأرقام و تبرير حدود و سقف النفقات و قد ينتشي قادة الأغلبية بتمرير القوانين، ولكن هذا التمرين ليس مجرد لعبة سياسية و يا ليتها ارتقت إلى درجة إتقان ممارسة السياسة.القرار المالي العمومي لا يمكن عزله عن ما تعيشه العدالة الإجتماعية و المجالية من مفارقات و ضعف يؤثر بشكل كبير على كل الجهود التي تبذل لتمنيع الإقتصاد في جانبه البنيوي. و لهذا تم العمل لسنوات على إخراج ما يسمى " بالدستور الصغير" و هو القانون التنظيمي للمالية و وضعت فيه أهداف تهم " النتائج و توطين الإستثمار و متابعته و تقييم السياسات و البرامج و المشاريع " ولكن هذا القانون الكبير وقف عند "ويل للمصلين..." و كانت منجزاته منحصرة في قضايا محاسباتية و تدبيرية و تنظيمية دون أن تصل إلى تأثير الفعل على نوعية القرار المالي العمومي و جعل آثاره ذات ثقل على تغيير الإقتصاد و توازنات المجتمع و الحد من الفوارق التي يجمع الكل على كونها من فعل فاعل و هذا الفاعل هو من رفعناه إلى مركز قرار و اقفلنا ابصارنا عن تتبع هجماته على مؤسسات بلادنا. هذا الفاعل يسكت صوت العقل ليقوي موقع ذوي المصالح الكبرى. و لم يشك في هذا الكلام مراجعة الكم الهائل من التعديلات التي تقدم بها فريق أرباب المقاولات في مجلس المستشارين.الميزانية العامة كانت إلى وقت قريب محطة للكلام الجدي حول مستقبل و أصبحت في حاضرنا مجرد جلسات لتباذل ضعيف للكلام و تعبيرات تنم عن درجة أقرب من الأمية إلى العلم بالشيء العام. . النقاش على بنية الضريبة و موجهات النفقة العمومية لم تكن في أي زمن و لن تكون في المستقبل غير منحازة اجتماعيا او اقتصاديا. أن لا تهتم حكومة بالعدالة الضريبية أو أن تحور مضمونها فهذا ليس مجرد تجاوب مع "واقع" بل إختيار لدعم فئة دون أخرى. و لقد رأينا أن أزمة الكوفيد نزلت بردا و سلاما على قلة قليلة و أن قرار ملك البلاد بالتوجه إلى إشراك الجميع، كما ينص الدستور على ذلك، في المجهود التضامني كان له وقع على تجاوز المراحل الأولى من آثار أزمة الكوفيد.الميزانية العمومية هي بنية ضرائب مفروضة، من حيث المبدأ، على الجميع و لكن درجة الغش و التهرب من أداء الواجب لا توازيها إرادة مجتمعية و سياسية للتغيير. و لعل نفس المنطق يمكن من اعماله على مستوى تحليل أهداف توجيه نفقات الإستثمار و تلك التي تختفي محاسباتيا وراء ما يسمى بالحسابات الخصوصية للخزينة و التي يصل دعمها إلى علية القوم في قطاعات اقتصادية مهمة. ولحد اليوم يمكن أن نتساءل بكثير من حسن النية عن آثار صناديق دعم المقاولات الكبرى و الاستغلاليات الفلاحية الكبرى و السياسات الكبرى على التقليل من الفوارق الإجتماعية و المجالية.خلاصة الكلام أن تقييم القرار الحكومي على مدى سنوات ظل غائبا. و سيظل من استفاد من النفقات الضريبية و تحويلات الميزانية و من خيرات صندوق المقاصة و من تحرير الأسعار ومن صندوق دعم الفلاحة هو أكبر المطالبين بالمزيد. و حين يتكلم الفقير و العامل و الفلاح و الموظف يقال له أن "ظهر الحمار قصير". و رغم تدحرجه إلى الأسفل، نطق رئيس الحكومة السابق و المستفيد " الجاحد" من منافع التقاعد المريح جدا رفضه لأي زيادة لدعم القوة الشرائية لصغار الموظفين. و هذا في حد ذاته برنامج "سياسي " لن يزيد حزبه الا غروبا. و لكن الأمر أخطر ، لأن المقبل من الأيام قد يكون أمر كبيرا. الصورة التي ترسمها الحكومة عن نفسها و التي تساهم بعض الصحافة و المؤثرون على الفضاء الأزرق في تكريسها، هي نفي أن الأغنياء يزدادون غنى و الفقراء فقرا.لدينا مجالات كبيرة لصناعة الأمل من خلال المشاريع المهيكلة في المجال الإجتماعي و الصحي و لدينا خارطة طريق لخلق نموذج تنموي جديد و يجب أن تكثف الدولة من تأمين المواطن في مواجهة من تغنيهم الأزمات و لا تبعث في أنفسهم خوفا عن الوطن. قال رئيس الحكومة أنه يعمل و لا يكثر من الكلام و هذا جيد. و لكن الوطن يحتاج إلى من يحقق العدالة الإجتماعية بانتهاج عزل ممارسة السياسة عن مراكمة الثروة لكي تزداد ثروة الوطن حتى يصل إلى مصاف الدول الصاعدة. و هذا يحتاج إلى رجال دولة و ليس لمجرد تقنوقراط يفضلون السكن و السكنى بعيدا عن تراب الوطن و مقام الجدود. نحتاج للكفاءات المغربية و لتكن تقنوقراط و لكن نحتاج أكثر إلى حملهم لهموم و آمال الوطن. " تمغربييت " هي الكلمة ذات الفعل السحري التي تلخص ممارسة السياسة لأنها تختزل مبدأ الوفاء للوطن في التضحية من أجله. أما الخطاب الذي يزين " الواجهة " و يبرر و لا يفتح باب محاربة الفوارق الإجتماعية و المجالية، فلا حاجة لنا به.مغربنا جميعا هو مغرب العيش المشترك الذي تسكنه روح التعاضد و لا يحمل شعار إفقار الغني المنتج للثروة. لكل هذا وجب التعامل مع المال العمومي بمنطق العدالة التي تمت دسترتها بإجماع المغاربة على نهج ملكهم و ضامن وحدة ترابهم و هويتهم. القانون التنظيمي للمالية يجب أن يتم تفعيل مضامينه العميقة و ليس تقزيمه في مجرد آليات محاسباتية كتقليص حجم التكاليف المشتركة و تقليص عدد الحسابات الخصوصية للخزينة ووضع مقاييس لحجم اللجوء للمديونية و غيرها. الأهم هو أن تتم ترجمة السياسة المالية العمومية إلى نتائج و آثار على وضع المواطن في كافة ربوع الوطن . تمركزت الثروات في يد أقلية و اتسعت لتصل إلى مركز القرار الحكومي و البرلماني و هذا ما لا يشكل طموح دعم مغرب الحريات و القانون و بناء الأمل في مستقبل الأجيال المقبلة. دعونا من خطابات من لا يؤمن بالسياسة التي لا تمزج بين السلطة و الدين و المال. والحمد لله نقولها دوما دون أن نتوجه لغيره لشكره على نعمه. لذلك نطلب ممن أراد، عن طيب خاطر و إرادة، ممارسة السياسة كاختيار لمنهج لتدبير الشأن العام، أن لا ينحني و يجعل للأرقام قداسة أرثوذوكسية . المهم هو تنمية البلاد و خدمة المواطنين العباد.

قواعد التدبير و قواعد العدالة و الفرق بينهما كبير.من بديهيات المالية العامة في بلادنا القول بأن الموارد محدودة و متطلبات الصرف على المرافق العمومية ، من تعليم و صحية و تمويل خلق مناصب شغل و مواكبة تطوير الإقتصاد عبر سياسات قطاعية أساسية، كبيرة و تدفعنا إلى الاقتراض لتغطية ضعف المداخيل الجارية أو لنقول الضرائب و بعض المبالغ الهزيلة.الآتية من المنشآت و المؤسسات العمومية. الصورة قد تقنع الكثير ممن يتوقفون عند قراءة بسيطة و معقدة من الناحية المحاسباتية للمالية العمومية. و سوف يستمرون بحكم ضعف ثقافي و فقر سياسي و غياب بعد إستراتيجي عند عتبة " ويل للمصلين..." المهم هو أن اللجوء إلى سوق المال الوطني و العالمي مكلف و قد يكون خطرا على مستقبل الأجيال نظرا لحجم الدين العمومي .و هنا لا يمكن أن أنفي قدرة وطني على مواجهة مديونيته، ولكن يجب على الجميع أن يعرف أن تكلفة المديونية هي قلب للموازين و تكليف للجميع لحمل ما قد تستفيد منه ثلة قليلة العدد صاحبة عدة و كثيرة الإستفادة. . و لتقريب الواقع إلى الفهم، واقف البرلمان على قانون المالية و أجاز لها أن تقترض مبلغ يزيد بقليل على 105 مليار درهم. و وافق في نفس القانون برسم سنة 2022 على رصد 90 مليار درهم لتسديد أقساط راس المال الديون و ما ستيطلبه الوفاء بأقساط الفوائد و رسوم كل ما تراكم لحجم الديون مع عدم احتساب تكاليف الديون التي تقل مدة سدادها عن سنتين. و بالطبع ستزداد التكلفة لتتجاوز ما سنقترضه. ستستمر الدوامة حيث أصبحنا نقترض من أجل مواجهة مديونيتنا.لنتفق أولا على أن أرقام الميزانية العامة هي ما يمكن اعتباره الممكن في ظل الواقع الحالي. كل الضرائب و مداخيل الرسوم الجمركية لا تغطي إلا ما يزيد بقليل على 60% من حاجيات تمويل كل النفقات التي تتطلبها بلادنا في مجال التسيير و الإستثمار. و ستصل مبالغ ما يرتقب أن تصل إليه مداخيل الضريبة عند نهاية هذه السنة حوالي 231 مليار درهم مقابل نفقات نفقات عادية تتجاوز 270 مليار درهم. هذا بدون احتساب نفقات الإستثمار و اهلاك أقساط ديون الخزينة. و لعل أرقام آخر قانون مالي الذي يؤطر السنة المالية التي نعيشها بعد سنتين كانتا صعبتين بفعل محيط تميز بأزمة صحية و اقتصادية و مالية و اجتماعية، تبين كم هي صعبة طريق الوصول إلى تأمين موارد "هيكلية " و توازي حجم النفقات العمومية. و قد لا توجد دولة حاليا لا تمول عجز ميزانيتها عن طريق الديون. و لكننا قليلا ما نربط الأرقام بالسياسات العمومية وبآثارها على خلق الثروات الوطنية و تقوية العرض في مجال التشغيل.ولكن الميزانية العمومية هي ،في الأساس، قرار تشريعي من أجل وطن و مواطنين و هي كذلك محاولة لترجمة المبادئ الدستورية التي تؤكد على أن الوطن فوق كل المصالح الفئوية و الطبقية. و لكل هذا يمكن القول، و بكثير من الواقعية، أن المشرع ، و المقصود به كافة مكونات المشهد السياسي التي تسيطر على القرار و لها القدرة على صنع الأمل كما أن لها من الإمكانيات على إتقان صناعة الإحباط. قد يجتهد وزير المالية أو وزيري المالية في شرح الأرقام و تبرير حدود و سقف النفقات و قد ينتشي قادة الأغلبية بتمرير القوانين، ولكن هذا التمرين ليس مجرد لعبة سياسية و يا ليتها ارتقت إلى درجة إتقان ممارسة السياسة.القرار المالي العمومي لا يمكن عزله عن ما تعيشه العدالة الإجتماعية و المجالية من مفارقات و ضعف يؤثر بشكل كبير على كل الجهود التي تبذل لتمنيع الإقتصاد في جانبه البنيوي. و لهذا تم العمل لسنوات على إخراج ما يسمى " بالدستور الصغير" و هو القانون التنظيمي للمالية و وضعت فيه أهداف تهم " النتائج و توطين الإستثمار و متابعته و تقييم السياسات و البرامج و المشاريع " ولكن هذا القانون الكبير وقف عند "ويل للمصلين..." و كانت منجزاته منحصرة في قضايا محاسباتية و تدبيرية و تنظيمية دون أن تصل إلى تأثير الفعل على نوعية القرار المالي العمومي و جعل آثاره ذات ثقل على تغيير الإقتصاد و توازنات المجتمع و الحد من الفوارق التي يجمع الكل على كونها من فعل فاعل و هذا الفاعل هو من رفعناه إلى مركز قرار و اقفلنا ابصارنا عن تتبع هجماته على مؤسسات بلادنا. هذا الفاعل يسكت صوت العقل ليقوي موقع ذوي المصالح الكبرى. و لم يشك في هذا الكلام مراجعة الكم الهائل من التعديلات التي تقدم بها فريق أرباب المقاولات في مجلس المستشارين.الميزانية العامة كانت إلى وقت قريب محطة للكلام الجدي حول مستقبل و أصبحت في حاضرنا مجرد جلسات لتباذل ضعيف للكلام و تعبيرات تنم عن درجة أقرب من الأمية إلى العلم بالشيء العام. . النقاش على بنية الضريبة و موجهات النفقة العمومية لم تكن في أي زمن و لن تكون في المستقبل غير منحازة اجتماعيا او اقتصاديا. أن لا تهتم حكومة بالعدالة الضريبية أو أن تحور مضمونها فهذا ليس مجرد تجاوب مع "واقع" بل إختيار لدعم فئة دون أخرى. و لقد رأينا أن أزمة الكوفيد نزلت بردا و سلاما على قلة قليلة و أن قرار ملك البلاد بالتوجه إلى إشراك الجميع، كما ينص الدستور على ذلك، في المجهود التضامني كان له وقع على تجاوز المراحل الأولى من آثار أزمة الكوفيد.الميزانية العمومية هي بنية ضرائب مفروضة، من حيث المبدأ، على الجميع و لكن درجة الغش و التهرب من أداء الواجب لا توازيها إرادة مجتمعية و سياسية للتغيير. و لعل نفس المنطق يمكن من اعماله على مستوى تحليل أهداف توجيه نفقات الإستثمار و تلك التي تختفي محاسباتيا وراء ما يسمى بالحسابات الخصوصية للخزينة و التي يصل دعمها إلى علية القوم في قطاعات اقتصادية مهمة. ولحد اليوم يمكن أن نتساءل بكثير من حسن النية عن آثار صناديق دعم المقاولات الكبرى و الاستغلاليات الفلاحية الكبرى و السياسات الكبرى على التقليل من الفوارق الإجتماعية و المجالية.خلاصة الكلام أن تقييم القرار الحكومي على مدى سنوات ظل غائبا. و سيظل من استفاد من النفقات الضريبية و تحويلات الميزانية و من خيرات صندوق المقاصة و من تحرير الأسعار ومن صندوق دعم الفلاحة هو أكبر المطالبين بالمزيد. و حين يتكلم الفقير و العامل و الفلاح و الموظف يقال له أن "ظهر الحمار قصير". و رغم تدحرجه إلى الأسفل، نطق رئيس الحكومة السابق و المستفيد " الجاحد" من منافع التقاعد المريح جدا رفضه لأي زيادة لدعم القوة الشرائية لصغار الموظفين. و هذا في حد ذاته برنامج "سياسي " لن يزيد حزبه الا غروبا. و لكن الأمر أخطر ، لأن المقبل من الأيام قد يكون أمر كبيرا. الصورة التي ترسمها الحكومة عن نفسها و التي تساهم بعض الصحافة و المؤثرون على الفضاء الأزرق في تكريسها، هي نفي أن الأغنياء يزدادون غنى و الفقراء فقرا.لدينا مجالات كبيرة لصناعة الأمل من خلال المشاريع المهيكلة في المجال الإجتماعي و الصحي و لدينا خارطة طريق لخلق نموذج تنموي جديد و يجب أن تكثف الدولة من تأمين المواطن في مواجهة من تغنيهم الأزمات و لا تبعث في أنفسهم خوفا عن الوطن. قال رئيس الحكومة أنه يعمل و لا يكثر من الكلام و هذا جيد. و لكن الوطن يحتاج إلى من يحقق العدالة الإجتماعية بانتهاج عزل ممارسة السياسة عن مراكمة الثروة لكي تزداد ثروة الوطن حتى يصل إلى مصاف الدول الصاعدة. و هذا يحتاج إلى رجال دولة و ليس لمجرد تقنوقراط يفضلون السكن و السكنى بعيدا عن تراب الوطن و مقام الجدود. نحتاج للكفاءات المغربية و لتكن تقنوقراط و لكن نحتاج أكثر إلى حملهم لهموم و آمال الوطن. " تمغربييت " هي الكلمة ذات الفعل السحري التي تلخص ممارسة السياسة لأنها تختزل مبدأ الوفاء للوطن في التضحية من أجله. أما الخطاب الذي يزين " الواجهة " و يبرر و لا يفتح باب محاربة الفوارق الإجتماعية و المجالية، فلا حاجة لنا به.مغربنا جميعا هو مغرب العيش المشترك الذي تسكنه روح التعاضد و لا يحمل شعار إفقار الغني المنتج للثروة. لكل هذا وجب التعامل مع المال العمومي بمنطق العدالة التي تمت دسترتها بإجماع المغاربة على نهج ملكهم و ضامن وحدة ترابهم و هويتهم. القانون التنظيمي للمالية يجب أن يتم تفعيل مضامينه العميقة و ليس تقزيمه في مجرد آليات محاسباتية كتقليص حجم التكاليف المشتركة و تقليص عدد الحسابات الخصوصية للخزينة ووضع مقاييس لحجم اللجوء للمديونية و غيرها. الأهم هو أن تتم ترجمة السياسة المالية العمومية إلى نتائج و آثار على وضع المواطن في كافة ربوع الوطن . تمركزت الثروات في يد أقلية و اتسعت لتصل إلى مركز القرار الحكومي و البرلماني و هذا ما لا يشكل طموح دعم مغرب الحريات و القانون و بناء الأمل في مستقبل الأجيال المقبلة. دعونا من خطابات من لا يؤمن بالسياسة التي لا تمزج بين السلطة و الدين و المال. والحمد لله نقولها دوما دون أن نتوجه لغيره لشكره على نعمه. لذلك نطلب ممن أراد، عن طيب خاطر و إرادة، ممارسة السياسة كاختيار لمنهج لتدبير الشأن العام، أن لا ينحني و يجعل للأرقام قداسة أرثوذوكسية . المهم هو تنمية البلاد و خدمة المواطنين العباد.



اقرأ أيضاً
بلحداد لكشـ24: الصحراء المغربية تتحول إلى مركز جذب استراتيجي للاستثمارات العالمية
تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة تطورا لافتا في جاذبيتها الاستثمارية، مدفوعة بالاستقرار السياسي والبنيات التحتية المتقدمة والرؤية الملكية الطموحة لتنمية الصحراء، ومؤخرا، عرفت مدينة العيون زيارة هامة لوفد فرنسي رفيع المستوى، تم خلالها الإعلان عن استثمار ضخم من شأته ان يساهم في تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي صاعد ومحط أنظار شركاء دوليين جدد. وفي هذا السياق، سلط نور الدين بلحداد، أستاذ باحث بمعهد الداراسات الافريقية التابع لجامعة محمد الخامس، خلال تصريح لكش24، الضوء على التداعيات السياسية والاقتصادية للزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية إلى مدينة العيون، والتي أعلن خلالها عن استثمار فرنسي ضخم بقيمة 150 مليون يورو في الأقاليم الجنوبية للمملكة. واعتبر بلحداد أن هذه الزيارة تحمل في طياتها دلالات استراتيجية، وتؤكد أن الرؤية الملكية السامية، التي بنيت على مبادئ التنمية والوحدة الترابية، قد بدأت تجني ثمارها، كما شدد على أن هذه الخطوة تعد محطة مفصلية في مسار التصالح الفرنسي مع التاريخ والجغرافيا. وفي هذا السياق، أشار المتحدث ذاته، إلى أن فرنسا، التي كانت فاعلا أساسيا في رسم حدود المنطقة خلال الحقبة الاستعمارية، تعود اليوم بثقل اقتصادي ملموس لتؤكد أنها باتت على قناعة راسخة بعدم جدوى تجاهل السيادة المغربية على الصحراء، كما اعتبر أن هذا الاستثمار الضخم سيمثل حافزا لباقي الدول الأوروبية والأجنبية من مختلف القارات، للانخراط في دينامية الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، خاصة في ظل الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة. وأضاف بلحداد أن هذه المبادرة الفرنسية تتكامل مع الرؤية الملكية الخاصة بالمبادرة الأطلسية، والتي ترمي إلى تحويل الصحراء المغربية إلى بوابة اقتصادية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار شراكات رابح-رابح تعزز مكانة المغرب كجسر للتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب. وأشار بلحداد، إلى أن حجم الاستثمارات العمومية التي ضخها المغرب في الصحراء على مدى خمسة عقود، إضافة إلى المشاريع المهيكلة والمبادرات الملكية، قد حولت الأقاليم الجنوبية إلى قطب تنموي متكامل يغري رؤوس الأموال الأجنبية بالاستقرار والاستثمار. واعتبر مصرحنا، أن ما يميز هذه الدينامية هو الانخراط الفعلي لأبناء المنطقة في تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية، من خلال المجالس المنتخبة والمؤسسات الدستورية، مما يعكس نضج النموذج الديمقراطي المحلي. وختم بلحداد، تصريحه بالتأكيد على أن هذه الخطوة الفرنسية ستفتح بابا واسعا أمام مبادرات مماثلة من دول أخرى مثل ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، الولايات المتحدة، وبريطانيا، داعيا إلى اعتبار هذا التحول لحظة مفصلية في مسار تأكيد مغربية الصحراء على المستويين السياسي والاقتصادي، ومناسبة لتأكيد وحدة المغرب الترابية والثقة الدولية في مناخه الاستثماري.
إقتصاد

تقرير: المغرب يسعى لجعل وقود الطيران المستدام أصلا صناعيا واستراتيجيا
قال تقرير لمجموعة بوسطن الاستشارية، أن المغرب يسعى لجعل وقود الطيران المستدام أصلا صناعيا واستراتيجيا على المستوى الإقليمي، وذلك بفضل إمكاناته الفريدة في مجال الطاقة ورؤيته الاستراتيجية القادرة على جعله رائدا إقليميا في مجال الطيران النظيف. وبحسب دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية، يهدف المغرب إلى ترسيخ نفسه كلاعب رئيسي في التحول البيئي للنقل الجوي في سياق تسعى فيه صناعة الطيران العالمية بشكل عاجل إلى تقليل البصمة الكربونية، نقلا عن مجلة أتالايار. وأضاف تقرير شركة الاستشارات الأمريكية، أن المغرب مؤهل للعب هذا الدور بالنظر إلى موارده المتجددة والوفيرة، والبنية التحتية المتقدمة للمطارات، والموقع الجغرافي المتميز القريب من أوروبا، بالإضافة إلى التزامه القوي بالهيدروجين الأخضر. ويقول إميل ديتري، المدير العام والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية، "الاستثمار في الوقود المستدام اليوم لن يساهم في إزالة الكربون من النقل الجوي فحسب، بل سيعزز أيضًا سيادة الدولة المغربية في مجال الطاقة، ويدفع النمو الأخضر المستدام، ويولد فرص العمل الماهرة في قطاعي التكنولوجيا والصناعة". ويسلط التقرير الضوء أيضًا على مفارقة مثيرة للقلق، فعلى الرغم من أن 80% من الشركات تقول إنها واثقة من قدرتها على تحقيق أهداف SAF بحلول عام 2030، فإن 14% فقط تعتبر نفسها مستعدة حقًا. وعلاوة على ذلك، فإن الاستثمارات الحالية غير متوازنة، ففي حين يلتزم المطورون والمصنعون، تظل شركات الطيران والمطارات مترددة. ويفتح هذا التفاوت نافذة من الفرص أمام الاقتصادات المرنة والمتطلعة إلى المستقبل . ومن خلال إنشاء نظام بيئي ملائم يرتكز على الحوافز الضريبية والتمويل الأخضر والشراكات الاستراتيجية، يمكن للمغرب أن يضع نفسه كوجهة مفضلة لاستثمارات مرافق الطاقة المستدامة والاستفادة من التأثير الصناعي. ولتحويل هذه الإمكانات إلى ميزة ملموسة، حددت مجموعة بوسطن الاستشارية ثلاثة روافع عمل أساسية : صياغة خارطة طريق مشتركة بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص، على غرار الالتزامات الأوروبية التي تلزم بدمج الوقود المستدام في مصفوفة الطاقة في القطاع؛ إطلاق مشاريع صناعية رائدة، والاستفادة من مراكز الخدمات اللوجستية في البلاد وبالتعاون مع شركاء التكنولوجيا الدوليين؛ وخلق بيئة استثمارية جذابة من خلال آليات مثل تسعير الكربون، وعقود الشراء طويلة الأجل، والوصول المرن إلى التمويل المناخي. على الرغم من أن إنتاج الوقود المستدام، وخاصة تلك الذي يعتمد على الهيدروجين الأخضر والكربون المعالج، لا يزال مكلفًا، فإن اعتماده سيصبح أمرًا لا مفر منه بمرور الوقت. وبهذا المعنى، فإن البلدان التي تتمكن من وضع نفسها في وقت مبكر سوف تحصل على امتيازات مهمة. وخلصت الدراسة إلى أن المغرب، من خلال وضعه كدولة رائدة في إنتاج وتبني الوقود الحيوي المستدام، يمكنه أيضًا تعزيز استقلاليته في مجال الطاقة في قطاع استراتيجي وإبراز صورة حديثة ملتزمة بمستقبل الكوكب.
إقتصاد

بيفركان لـ”كشـ24″: قطاع المقاهي يواجه الإفلاس بسبب غياب قانون منظم
انتقد أحمد بيفركان، المنسق الوطني للجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، بشدة طريقة تدبير ملف استغلال الملك العمومي بالمغرب، محملا المسؤولية في ذلك إلى غياب إطار قانوني واضح ينظم هذا القطاع الحيوي، وتسيب عدد من رؤساء الجماعات الذين يستغلون الصلاحيات الممنوحة لهم لتغذية صناديق جماعاتهم على حساب استقرار المهنيين.وفي تصريح خص به موقع كشـ24، اعتبر بيفركان أن أزمة استغلال الملك العمومي تعكس خللا عميقا في تدبير الشأن المحلي، قائلا إن غياب قانون منظم وواضح يفتح الباب أمام المنتخبين، الذين يفتقدون للخبرة والكفاءة في تدبير الشأن العام، لاتخاذ قرارات تعسفية تمس بشكل مباشر مصالح المهنيين وتدمر القطاع.وأوضح المتحدث ذاته، أن بعض رؤساء الجماعات، عوض العمل على خلق مشاريع تنموية أو البحث عن مستثمرين واستغلال الإمكانات المحلية لتنويع مصادر تمويل الجماعة، يلجؤون إلى الحل الأسهل وهو فرض رسوم مرتفعة على قطاع المقاهي والمطاعم، معتبرا هذا التوجه نوعا من الابتزاز المقنن الذي لا يعقل أن يمارس في دولة المؤسسات. وأشار بيفركان، إلى أن القانون رقم 47.06 يمنح رؤساء الجماعات صلاحيات لإصدار قرارات جبائية دون تسقيف، وهو ما أدى إلى ممارسات عشوائية، مستشهدا بحالة جماعة الهرهورة التي رفعت رسوم استغلال الملك العمومي من 280 درهما إلى 2400 درهم للمتر المربع سنويا، دون تقديم أي وثائق أو تبريرات موضوعية، واصفا هذا القرار بالمجنون الذي لا يستند إلى أي منطق اقتصادي أو اجتماعي.وأضاف المنسق الوطني للجامعة أن هذه الرسوم الباهظة، إضافة إلى الازدواج الضريبي وتعدد الرسوم الجبائية ورفع ضريبة المشروبات إلى 10% من رقم المعاملات، أصبحت تهدد بإفلاس آلاف الوحدات وإغلاق أبوابها، مما سينعكس سلبا على الشغيلة والاقتصاد المحلي.وانتقد بيفركان كذلك تصريحات بعض المسؤولين، وخصوصا نائبة رئيس جماعة أكادير، معتبرا أن تصريحاتها الأخيرة تنم عن احتقار واضح لأرباب المقاهي والمطاعم، الذين يساهمون بشكل كبير في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني. وشدد مصرحنا، على أن الطريقة الحالية في تدبير هذا الملف ستؤدي إلى نتائج كارثية، أولها فقدان الجماعات لموارد مالية مهمة، وثانيها إفلاس مستثمرين وطنيين، وثالثها تفاقم البطالة نتيجة فقدان آلاف مناصب الشغل التي يؤمنها القطاع.وختم بيفركان تصريحه بمناشدة والي الجهة للتدخل من أجل مراجعة هذه القرارات الجائرة، وإعادة الاعتبار للمهنيين الذين يساهمون في تنمية الاقتصاد الوطني، ويوفرون خدمات ومناصب شغل لفئات واسعة من المجتمع، بدل أن يعاملوا كأهداف للجباية العشوائية.
إقتصاد

المغرب يتصدر دول العالم في انخفاض تكلفة تصنيع السيارات
أظهر تقرير حديث صادر عن شركة "أوليفر وايمان" للاستشارات الصناعية أن المغرب يحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث انخفاض تكلفة تصنيع السيارات، إذ لا تتعدى تكلفة اليد العاملة لإنتاج سيارة واحدة حوالي 1000 درهم (ما يعادل 106 دولارات أمريكية). ووفقاً للتقرير، فقد تصدّر المغرب قائمة تضم أكثر من 250 مصنعاً تم تحليلها عالمياً، متقدماً على دول مثل رومانيا (273 دولاراً)، والمكسيك (305 دولارات)، وتركيا (414 دولاراً)، والصين (597 دولاراً).وأشار التقرير إلى أن اليد العاملة تمثل ما بين 65 و70% من إجمالي تكلفة التحويل الصناعي، ما يجعل التحكم فيها عاملاً أساسياً لتحقيق الربحية وتعزيز القدرة التنافسية. ويعود هذا التميز المغربي، حسب التقرير، إلى اجتماع عدة عوامل، من بينها انخفاض الأجور، وارتفاع الإنتاجية، وتحديث البنية التحتية الصناعية، مما جعل من المملكة وجهة بديلة ومفضلة لكبرى شركات صناعة السيارات، لا سيما الفرنسية، التي تواجه تحديات داخلية في بلدانها الأم. وسجل قطاع السيارات في المغرب نمواً ملحوظاً بنسبة 29% في الإنتاج بين عامي 2019 و2024، في وقت شهدت فيه دول أوروبية تراجعاً في هذا المجال. كما أرجع التقرير انخفاض التكلفة أيضاً إلى اعتماد المغرب على نماذج إنتاج بسيطة إلى متوسطة، ما يقلل الحاجة إلى عدد كبير من ساعات العمل الهندسي، ويساهم في تقليص الكلفة النهائية لكل مركبة، دون التأثير على الجودة أو التنافسية.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة