عندما نتكلم عن مراكش، ما يتبادر على الدهن هو السهر، القصارة و الحيحة. فرحة اللقاء مع مدينة السبع رجال تبدأ مع الخرجة ديال كازا، قرب محطة البنزين على الطريق السيار المؤدي اليها، فرحة تكون مرفوقة بالموسيقى الصاخبة كل حسب ذوقه، من شعبي،شرقي او غربي.
نذهب ونحن مشتاقون للحياة، التي لا توفرها الا مراكش. ففي مراكش هناك خمر و شرب وجنس و كباريهات و سياح أجانب يدفعون كل حسب جنسيته، باختصار هناك حياة.
وبما اننا في اجمل بلد في العالم، فلقد قام بعض الحساد الذين يحبون الخير لهذا البلد الأمين، بخلق شبكة لشرطة الآداب، ليس للتخلص من الدعارة و الفساد، بل لتقنين هاذ التبزنيسة، فهي تبزنيسة تحك خيوطها بين سائق الطاكسي، الگارديان و البوليس.
فيا وليك يا بنت كازا اذا مشيتي لمراكش مع أصحابك لقضاء عطلة عيد ثورة الملك والشعب، (يوم الاربعاء 20 غشت) فيمكن بين ليلة و ضحاها ان تصبحي محرضة على الفساد و الدعارة. حيث انني تعرضت لتجربة جعلت مني قحبة تتقاضى أجرا لمجرد انني دخلت لابوات، رقصت و حيحت، حتى انني صعدت فوق البوديوم، الى ان انزلوني لان سعوديا خلص 10000 درهما لترقص فقط طريداته فوق البوديوم.
المهم ملي خرجت أنا و صحابي، ركبنا السيارة، و اذا بالمؤدبون يحلون بالمكان، طلبو لاكارطات، و سالونا آش كيجيونا الدراري. المهم، طلبوا من الرجال الذهاب، و طلبوا مني و صديقتي المجيء معهم الى المخفر بتهمة التحريض على الدعارة و الفساد. فأحد الشرطيين رأى انني في وضعية غير قانونية لأنني ارافق رجال أغراب، بالاضافة الى فستاني الغير لائق، فقد اصبح المغرب يحجز النساء بسبب تقازيبهم، فذلك مخالف للقانون.
ما آلمني، بغظ النظر على انني أمسيت مومساء، هو ان المدينة كانت تعج بالفتيات المقزبات الكاسيات العاريات المرافقات للرجال من كل أنحاء العالم، فلما سالت عن سبب اختياره لنا بالضبط، قال كلها و زهرو. يعني انني يمكن نمشي نشفر شي بانكة وانا و زهري. المهم و الخطير في الامر هو ان بوليس الآداب في الأخير خرجوا ليها نيشان و طلبو 6000 درهم، و كون ما كانش بيستوني صحيح، كون دوزت الليلة مع هاذ المافيا وعلم الله كيف كانو غيصرفو ديك 6000 درهم.
طلقونا و الدموع في عيني، لا لأنهم حكروني، بل لأنني اكتشفت انني لست حرة في بلدي و لست في أمان، و ما يؤلم اكثر، هو هاذ الرخص الي بدا كيتباع به بنادم و كيتشرا، فما يدور بين المومساء الحقيقيات و المؤدبون، اخطر بكثير، حيث تدفعن ضريبة السماح لهن بممارسة الدعارة، ما لم أكن اعرفه قبلا. و الحاصول الله يعز كازا و عمر داود ما يعاود.