أعلن مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية هاجمت مستشفى بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان يوم أمس الجمعة 13 دجنبر، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 20 شخصا.

كما اوضح المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر وتنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، وهي مجموعة من اللجان ترصد العنف في المنطقة، أن طائرة مسيرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

كما اظهرت صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حطاما متناثراً على أسرة في المستشفى ودماراً لحق بجدران وأسقف، وذلك في حين تؤكد قوات "الدعم السريع" إنها لا تستهدف المدنيين".

وجدير الذكر بان الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اندلعت منذ اكثر من 18 شهرا وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

أما منطقة الفاشر فهي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالا بين الطرفين، إذ يقاتل الجيش السوداني للحفاظ على نفوذ ميداني في منطقة دارفور، بينما يحذر المراقبون بان انتصار "الدعم السريع" هناك قد يؤدي إلى عنف على أساس عرقي كما حدث في غرب دارفور عام 2023.

وفي نفس السياق، تعرض مخيم زمزم القريب لنيران مدفعية قوات "الدعم السريع" خلال الأسبوعين الماضيين مما أجبر الآلاف على مغادرة المخيم، إذ حذر محللون من مجاعة بين المقيمين فيه ويزيد عددهم على نصف المليون.

من جهته، رد الجيش السوداني بغارات جوية استهدفت الفاشر ومدناً محيطة بها، كما شن هذا الأسبوع واحدة من أكثر الهجمات دموية في الحرب مما أودى بحياة أكثر من 100 شخص في بلدة كبكابية.

وتتعرض المستشفيات في الفاشر لإطلاق النار بشكل متكرر منذ اندلاع الحرب، بل أصبح المستشفى السعودي آخر منشأة طبية كبيرة تعمل في المنطقة.

وتكرر الأمر في مناطق الاشتباك في السودان. ففي ولاية الخرطوم، تضرر ما يقرب من نصف المستشفيات مما قلص إمكانية الحصول على الرعاية الطبية بشدة، وفقا لتقرير صدر هذا الأسبوع عن تجمع الأطباء السودانيين بأميركا (سابا) ومختبر البحوث الإنسانية بكلية الصحة العامة بجامعة ييل الأميركية.