مجتمع

الذهب المزوّر.. البريق الخادع في المغرب


كشـ24 نشر في: 30 مارس 2018

يتحسر الصائغ المغربي عبد الأحد الذهايبي، على كساد تجارته التي يمارسها منذ عشرين عاما، "بسبب آفة الذهب المغشوش من طرف منتحلي المهنة، ما أدى إلى تراجع مبيعات المهنيين الحقيقيين"، كما يقول بينما يقف قبالة محله في إحدى قيساريات (مجموعة متاجر متخصصة ببيع الحلي في مبنى واحد) حي يعقوب المنصور بالرباط.ويرجع الذهايبي وزملاؤه انتشار الذهب المغشوش إلى تزوير أختام الذهب ما يسهل عملية التلاعب في مكونات عيار الذهب المستهدف، وهو ما تعمل الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة، على مواجهته بسبب استغلال تلك الأختام في ترويج قطع ذهبية مهربة ومغشوشة إلى المغرب، بحسب الباحث في الاقتصاد الاجتماعي بجامعة مكناس أنور المحمدي والذي لفت إلى خطورة الظاهرة، التي يمكن رصد تناميها عبر توثيق عمليات عناصر إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، خلال شهر يناير الماضي، إذ أحصت الإدارة إحباط أربع عمليات لإغراق السوق بالذهب المغشوش في مدن مختلفة، وتم خلال تلك العمليات حجز 97 كيلوغراماً، آخرها في التاسع والعشرين من يناير الفائت بعدما ضبط رجال إدارة الجمارك 24 كيلوغراماً من الذهب المزور.التلاعب بمكونات الذهبيسرد الأربعيني الذهايبي، أبرز طرق الغش في الذهب التي تورط فيها بعض من سماهم بعديمي الضمير المهني، قائلا "أولها خلط الذهب بنسب من النحاس أكبر من المعايير المطلوبة، موضحا أن أغلب الذهب المباع في المغرب هو من عيار 18، ويحتوي الذهب القانوني على ثلاثة أرباع من الذهب الخاص، والربع المتبقي يكون نحاسا".وبحسب الصائغ المغربي، فإن الغش في الذهب يتم بإضافة كمية أكبر من النحاس و"النقرة"، أي الفضة المذابة، خلال مرحلة صهر الذهب، في ورش سرية يعرفها المتورطون في تلك العمليات، والمستهدفون من قبل الأمن المغربي والذي يعمد إلى حجز ما فيها واعتقال المتورطين بالتزوير.ويكمل الصائغ حديثه بأن هذه الطريقة تتوزع عبر مراحل تبدأ في تقطيع المزور سبيكة الذهب من وزن كيلوغرام واحد إلى خمس قطع، كل جزء فيه 200 غرام، ويقوم بإذابة هذه القطعة بواسطة الحرارة وبعد إكمال الذوبان يتناول 50 غراما من الفضة و150 من النحاس يذابان، قبل أن يوضع كل واحد على حدة في الفرن الذي يحوي سبيكة الذهب، ويتم تقليب المزيج للحصول على سبيكة الذهب مختلطة بالفضة والنحاس.ويقر بهذه الطريقة عامل سابق في ورشة للذهب، رفض الكشف عن هويته حتى لا يضر تجارته، قائلا لـ"العربي الجديد" إن المعامل السرية تكون في الغالب عبارة عن "كراجات" أو محلات تبدو في الظاهر كأنها مخصصة لبيع بعض اللوازم أو السلع، تكون في خلفية المحل أو في "السدة" (طابق فوقي للمحل التجاري) ورشة تضم المعدات التي تتيح القيام بعملية غش الذهب".ووفق المتحدث فإن عملية خلط الذهب بمعادن أخرى مثل الفضة أو النحاس يزيد وزن السبيكة الذهبية، ليتم بيعها بثمن مرتفع وفق الأوزان المعمول بها للسبيكة والتي تبدأ من 5 كيلوغرامات، مشيرا إلى مصدر المعادن التي يتم خلطها مع الذهب في مرحلة التسييح والتذويب، عبارة عن قطع نقدية قديمة تضم النحاس والفضة تتم إذابتها وصهرها مع قطع الذهب".وتوفر تلك الورش أرباحا مادية كبيرة للمزورين، إذ إن السبيكة الذهبية بوزن 100 غرام تباع بسعر يقارب 2950 درهماً (322 دولاراً) (سعر الغرام 295.18 درهماً أي 32.10 دولاراً)، وبعد خلطها بمعادن من النحاس أو الفضة قد لا يصل ثمن الذهب الحقيقي فيها إلى 1470 درهما (160.48 دولارا أميركيا)، وكل ما تبقى من أموال يذهب إلى جيوب المعنيين بعملية الغش من عمال وصاغة أيضا، وفق ما يوضحه لـ"العربي الجديد" الباحث أنور المحمدي.وتابع المختص ذاته بأن مجال الغش في الذهب واسع وأرباحه المالية لا تُحصر، وقد تتشكل من أجلها شبكات كاملة ومنتظمة تتكون من العاملين في التزوير بالخلط أو تقليد "الطبعة" (الدمغة)، ومن بعض الباعة وصاغة الذهب ومن العاملين على استيراد الفضة والنحاس بأرخص الأثمان، ليذهب نصيب الأرباح إلى كل جهة حسب الجهد والمخاطرة. غشّ الدمغةطريقة أخرى لتزوير الذهب في المغرب يكشف عنها الصائغ الخمسيني إسماعيل والذي يعمل في حي التقدم بالرباط، بعد أن اشترط عدم الكشف عن اسمه الكامل، "لأنه حتى لو أنه لا يقترف هذا التزوير، كونه تاجراً محترفاً ذا ضمير، فإن مجرد الحديث بوجه مكشوف عن هذا الموضوع قد يؤدي إلى فقدان الثقة بينه وبين زبنائه، والثقة هي جوهر علاقة الزبون بالصائغ وبائع الحلي" وفق تعبيره.ويقول إسماعيل لـ"العربي الجديد" إنه يمكن للمتخصصين في غش الذهب أن يقلدوا دمغة الجمارك، وهي دليل الترخيص الحكومي والتي تؤكد احترام صانع الذهب للمعايير القانونية، مضيفا أن الاسم الشائع في المغرب لتقليد الدمغة هو "المسمار"، إذ يستطيع المزور تقليد الدمغة وغش عيار الذهب وبيعه لعدد من الصاغة وللزبائن على أساس أنه خاضع للقوانين.ويزيد المتحدث بأن عملية تقليد دمغة الذهب الرسمية تتم في أوراش متخصصة، ويقف وراءها ماهرون في التقليد والتزوير بآليات معدة لهذا الغرض، مشيرا إلى أنه بعد تقليد الدمغة على الذهب قد يبيع المزور بضاعته مباشرة إلى المستهلكين، أو يقوم ببيعها، وهذا هو الأغلب، لباعة الذهب الذين لا يستطيعون التفريق بين دمغة الجمارك و"المسمار" المزور في أحيان كثيرة.ويلتقط خيط الحديث محماد ألحيان، منسق جمعية تجار الذهب بتزنيت جنوبي المملكة، موضحا أن حالات الغش في الذهب التي لا يتم ضبطها وحجزها تساوي ضعف التي يتم ضبطها، مقدرا معدل حالات حجز الذهب المزور بخمس حالات في الشهر كمعدل متوسط يصل إلى علم الجمعية.وبحسب المتحدث، فإن جمعية التجار كونها تمثل هذه الفئة من المهنيين، وتدافع عن حقوقهم المشروعة، تطالب بتطهير القطاع بأفضل الطرق المتاحة لوقف أي كساد في تجارة الذهب لعدة عوامل، منها انتشار آفة الغش في المعدن النفيس، ما بات يدفع الكثيرين إلى اللجوء إلى الفضة أو "البلاكيور" (الذهب القشرة) لانخفاض ثمنه.وتابع أن البائعين وأصحاب محلات بيع الحلي والذهب لا يتحملون مسؤولية الغش في الذهب من طرف بعض مزوري الدمغة، لأنهم لا يستطيعون التفريق بين الدمغة الجمركية والمقلدة، باعتبار أنه ذلك يحتاج إلى آلات ومعدات وخبرة لا تتوفر لدى أغلب الصاغة، قائلا "تاجر الذهب مظلوم في كثير من الأحيان، إذ تحجز السلطات بضاعته عند اكتشاف ذهب مغشوش في محله، لكونه غير محمي من هذا التزوير الذي يطاوله أولا عندما يشتريه من مزوديه بالبضاعة الثمينة، وأقترح تدريب الصاغة على رصد التزوير".قانون الجماركيكشف أحدث تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي في فبراير الماضي عن وقوع المغرب في المرتبة الحادية عشرة عربياً لاحتياطي الذهب، إذ يمتلك 22 طنا من الذهب تُقيّم بـ 910 ملايين دولار.وللتعرف أكثر إلى القوانين التي تؤطر موضوع غش الذهب، اتصل "العربي الجديد" في إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة التي أحالتنا على عدد من الفصول بمدونة الجمارك والضرائب، منها الفصل 46 والذي ينص على أن المصوغات من البلاتين أو الذهب أو الفضة لا يمكن أن تكون ذات عيار أقل من الحدود الدنيا المبينة في الفصل 51.وينص الفصل 51 على أن "هناك 3 عيارات للذهب، الأول 920 في الألف، والعيار الثاني 840 في الألف، والعيار الثالث 750 في الألف، مع اعتبار أن عيار المصوغ هو كمية البلاتين أو الذهب أو الفضة التي يحتوى عليها، معبرا عنها بأجزاء من ألف، فيما يشير فصل آخر إلى أن "وضع دمغات الضمانة يروم التعريف بالعيار الذي رتب فيه المصوغ".ويفيد قانون الجمارك في الفصل 52 بأنه "إذا شك المكلف بالاختبار لدى مكتب الضمانة الجمركى في أن مصوغ الذهب المقدم له في شكل مصوغ متجانس العناصر محشو بمادة غير المادة الثمينة أو بمادة يقل عيارها عن الحدود الدنيا المأذون فيها، ينبغي له أن يكسر هذا المصوغ بحضور مالكه"، ويردف النص القانوني أنه "إذا تأكد الشك قامت الإدارة بحجز المصوغ المذكور بصرف النظر عن العقوبات المستحقة".تداعيات الحجزتهتم السلطات الجمركية والأمنية في المغرب بكشف مزوري الذهب، إذ يقع بين الفينة والأخرى متورطون في تزوير المعدن النفيس، وفق ما تنشره بلاغات الأمن والجمارك، آخرها ما حصل نهاية فبراير الماضي بعد أن حجزت الجمارك بأغادير 28 كيلوغراما من الذهب المزور داخل محلين لبيع الحلي بإحدى القساريات.بلاغ الجمارك سوغ هذا الحجز بعدم توفر التجار على فواتير تبرر دخول كمية الذهب إلى البلاد، وعدم توفرهم على معايير تثبت خضوع هذا الذهب لأداء الرسوم المفروضة على استيراد تلك الكمية، فيما حجزت جمارك مدينة طنجة قبل أيام 34 كيلوغراما من الذهب المزور، وفككت جمارك البيضاء، مؤخرا، عصابة تروج ذهبا مزورا بدمغة مقلدة تشبه دمغة الجمارك، وهو ما يقيمه الباحث في الاقتصاد الاجتماعي بجامعة مكناس أنور المحمدي، بـ"العامل الحاسم في إرجاع هيبة معدن الذهب ودعم الثقة التي باتت تتآكل بين الصائغ والزبون"، مضيفا أن التعامل بالذهب حساس جدا، لكون الصائغ بمجرد أن يتعرض لحجز سلعته إذا ما تم الشك فيها فإن سمعته في سوق الذهب تنهار، والزبائن ينفضون من حوله بينما يتأثر سوق الذهب المحلي تدريجيا.ويوافق محماد ألحيان الباحث المحمدي على أن دور الجمارك صمام أمان لضمان جودة سلعة الذهب، وصون الاقتصاد الوطني من الهزات"، مستدركا بأن التاجر يبقى الحلقة الأضعف في الدائرة، لكونه يظهر في واجهة الاتهام بالتزوير، في الوقت الذي يمكن أن يكون ضحية أيضا، داعيا إلى محاربة الغش في المنبع عبر إنهاء عمل الورشات والمعامل السرية لتزوير الدمغة والتلاعب في العيارات".

المصدر: العربي الجديد

يتحسر الصائغ المغربي عبد الأحد الذهايبي، على كساد تجارته التي يمارسها منذ عشرين عاما، "بسبب آفة الذهب المغشوش من طرف منتحلي المهنة، ما أدى إلى تراجع مبيعات المهنيين الحقيقيين"، كما يقول بينما يقف قبالة محله في إحدى قيساريات (مجموعة متاجر متخصصة ببيع الحلي في مبنى واحد) حي يعقوب المنصور بالرباط.ويرجع الذهايبي وزملاؤه انتشار الذهب المغشوش إلى تزوير أختام الذهب ما يسهل عملية التلاعب في مكونات عيار الذهب المستهدف، وهو ما تعمل الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة، على مواجهته بسبب استغلال تلك الأختام في ترويج قطع ذهبية مهربة ومغشوشة إلى المغرب، بحسب الباحث في الاقتصاد الاجتماعي بجامعة مكناس أنور المحمدي والذي لفت إلى خطورة الظاهرة، التي يمكن رصد تناميها عبر توثيق عمليات عناصر إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، خلال شهر يناير الماضي، إذ أحصت الإدارة إحباط أربع عمليات لإغراق السوق بالذهب المغشوش في مدن مختلفة، وتم خلال تلك العمليات حجز 97 كيلوغراماً، آخرها في التاسع والعشرين من يناير الفائت بعدما ضبط رجال إدارة الجمارك 24 كيلوغراماً من الذهب المزور.التلاعب بمكونات الذهبيسرد الأربعيني الذهايبي، أبرز طرق الغش في الذهب التي تورط فيها بعض من سماهم بعديمي الضمير المهني، قائلا "أولها خلط الذهب بنسب من النحاس أكبر من المعايير المطلوبة، موضحا أن أغلب الذهب المباع في المغرب هو من عيار 18، ويحتوي الذهب القانوني على ثلاثة أرباع من الذهب الخاص، والربع المتبقي يكون نحاسا".وبحسب الصائغ المغربي، فإن الغش في الذهب يتم بإضافة كمية أكبر من النحاس و"النقرة"، أي الفضة المذابة، خلال مرحلة صهر الذهب، في ورش سرية يعرفها المتورطون في تلك العمليات، والمستهدفون من قبل الأمن المغربي والذي يعمد إلى حجز ما فيها واعتقال المتورطين بالتزوير.ويكمل الصائغ حديثه بأن هذه الطريقة تتوزع عبر مراحل تبدأ في تقطيع المزور سبيكة الذهب من وزن كيلوغرام واحد إلى خمس قطع، كل جزء فيه 200 غرام، ويقوم بإذابة هذه القطعة بواسطة الحرارة وبعد إكمال الذوبان يتناول 50 غراما من الفضة و150 من النحاس يذابان، قبل أن يوضع كل واحد على حدة في الفرن الذي يحوي سبيكة الذهب، ويتم تقليب المزيج للحصول على سبيكة الذهب مختلطة بالفضة والنحاس.ويقر بهذه الطريقة عامل سابق في ورشة للذهب، رفض الكشف عن هويته حتى لا يضر تجارته، قائلا لـ"العربي الجديد" إن المعامل السرية تكون في الغالب عبارة عن "كراجات" أو محلات تبدو في الظاهر كأنها مخصصة لبيع بعض اللوازم أو السلع، تكون في خلفية المحل أو في "السدة" (طابق فوقي للمحل التجاري) ورشة تضم المعدات التي تتيح القيام بعملية غش الذهب".ووفق المتحدث فإن عملية خلط الذهب بمعادن أخرى مثل الفضة أو النحاس يزيد وزن السبيكة الذهبية، ليتم بيعها بثمن مرتفع وفق الأوزان المعمول بها للسبيكة والتي تبدأ من 5 كيلوغرامات، مشيرا إلى مصدر المعادن التي يتم خلطها مع الذهب في مرحلة التسييح والتذويب، عبارة عن قطع نقدية قديمة تضم النحاس والفضة تتم إذابتها وصهرها مع قطع الذهب".وتوفر تلك الورش أرباحا مادية كبيرة للمزورين، إذ إن السبيكة الذهبية بوزن 100 غرام تباع بسعر يقارب 2950 درهماً (322 دولاراً) (سعر الغرام 295.18 درهماً أي 32.10 دولاراً)، وبعد خلطها بمعادن من النحاس أو الفضة قد لا يصل ثمن الذهب الحقيقي فيها إلى 1470 درهما (160.48 دولارا أميركيا)، وكل ما تبقى من أموال يذهب إلى جيوب المعنيين بعملية الغش من عمال وصاغة أيضا، وفق ما يوضحه لـ"العربي الجديد" الباحث أنور المحمدي.وتابع المختص ذاته بأن مجال الغش في الذهب واسع وأرباحه المالية لا تُحصر، وقد تتشكل من أجلها شبكات كاملة ومنتظمة تتكون من العاملين في التزوير بالخلط أو تقليد "الطبعة" (الدمغة)، ومن بعض الباعة وصاغة الذهب ومن العاملين على استيراد الفضة والنحاس بأرخص الأثمان، ليذهب نصيب الأرباح إلى كل جهة حسب الجهد والمخاطرة. غشّ الدمغةطريقة أخرى لتزوير الذهب في المغرب يكشف عنها الصائغ الخمسيني إسماعيل والذي يعمل في حي التقدم بالرباط، بعد أن اشترط عدم الكشف عن اسمه الكامل، "لأنه حتى لو أنه لا يقترف هذا التزوير، كونه تاجراً محترفاً ذا ضمير، فإن مجرد الحديث بوجه مكشوف عن هذا الموضوع قد يؤدي إلى فقدان الثقة بينه وبين زبنائه، والثقة هي جوهر علاقة الزبون بالصائغ وبائع الحلي" وفق تعبيره.ويقول إسماعيل لـ"العربي الجديد" إنه يمكن للمتخصصين في غش الذهب أن يقلدوا دمغة الجمارك، وهي دليل الترخيص الحكومي والتي تؤكد احترام صانع الذهب للمعايير القانونية، مضيفا أن الاسم الشائع في المغرب لتقليد الدمغة هو "المسمار"، إذ يستطيع المزور تقليد الدمغة وغش عيار الذهب وبيعه لعدد من الصاغة وللزبائن على أساس أنه خاضع للقوانين.ويزيد المتحدث بأن عملية تقليد دمغة الذهب الرسمية تتم في أوراش متخصصة، ويقف وراءها ماهرون في التقليد والتزوير بآليات معدة لهذا الغرض، مشيرا إلى أنه بعد تقليد الدمغة على الذهب قد يبيع المزور بضاعته مباشرة إلى المستهلكين، أو يقوم ببيعها، وهذا هو الأغلب، لباعة الذهب الذين لا يستطيعون التفريق بين دمغة الجمارك و"المسمار" المزور في أحيان كثيرة.ويلتقط خيط الحديث محماد ألحيان، منسق جمعية تجار الذهب بتزنيت جنوبي المملكة، موضحا أن حالات الغش في الذهب التي لا يتم ضبطها وحجزها تساوي ضعف التي يتم ضبطها، مقدرا معدل حالات حجز الذهب المزور بخمس حالات في الشهر كمعدل متوسط يصل إلى علم الجمعية.وبحسب المتحدث، فإن جمعية التجار كونها تمثل هذه الفئة من المهنيين، وتدافع عن حقوقهم المشروعة، تطالب بتطهير القطاع بأفضل الطرق المتاحة لوقف أي كساد في تجارة الذهب لعدة عوامل، منها انتشار آفة الغش في المعدن النفيس، ما بات يدفع الكثيرين إلى اللجوء إلى الفضة أو "البلاكيور" (الذهب القشرة) لانخفاض ثمنه.وتابع أن البائعين وأصحاب محلات بيع الحلي والذهب لا يتحملون مسؤولية الغش في الذهب من طرف بعض مزوري الدمغة، لأنهم لا يستطيعون التفريق بين الدمغة الجمركية والمقلدة، باعتبار أنه ذلك يحتاج إلى آلات ومعدات وخبرة لا تتوفر لدى أغلب الصاغة، قائلا "تاجر الذهب مظلوم في كثير من الأحيان، إذ تحجز السلطات بضاعته عند اكتشاف ذهب مغشوش في محله، لكونه غير محمي من هذا التزوير الذي يطاوله أولا عندما يشتريه من مزوديه بالبضاعة الثمينة، وأقترح تدريب الصاغة على رصد التزوير".قانون الجماركيكشف أحدث تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي في فبراير الماضي عن وقوع المغرب في المرتبة الحادية عشرة عربياً لاحتياطي الذهب، إذ يمتلك 22 طنا من الذهب تُقيّم بـ 910 ملايين دولار.وللتعرف أكثر إلى القوانين التي تؤطر موضوع غش الذهب، اتصل "العربي الجديد" في إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة التي أحالتنا على عدد من الفصول بمدونة الجمارك والضرائب، منها الفصل 46 والذي ينص على أن المصوغات من البلاتين أو الذهب أو الفضة لا يمكن أن تكون ذات عيار أقل من الحدود الدنيا المبينة في الفصل 51.وينص الفصل 51 على أن "هناك 3 عيارات للذهب، الأول 920 في الألف، والعيار الثاني 840 في الألف، والعيار الثالث 750 في الألف، مع اعتبار أن عيار المصوغ هو كمية البلاتين أو الذهب أو الفضة التي يحتوى عليها، معبرا عنها بأجزاء من ألف، فيما يشير فصل آخر إلى أن "وضع دمغات الضمانة يروم التعريف بالعيار الذي رتب فيه المصوغ".ويفيد قانون الجمارك في الفصل 52 بأنه "إذا شك المكلف بالاختبار لدى مكتب الضمانة الجمركى في أن مصوغ الذهب المقدم له في شكل مصوغ متجانس العناصر محشو بمادة غير المادة الثمينة أو بمادة يقل عيارها عن الحدود الدنيا المأذون فيها، ينبغي له أن يكسر هذا المصوغ بحضور مالكه"، ويردف النص القانوني أنه "إذا تأكد الشك قامت الإدارة بحجز المصوغ المذكور بصرف النظر عن العقوبات المستحقة".تداعيات الحجزتهتم السلطات الجمركية والأمنية في المغرب بكشف مزوري الذهب، إذ يقع بين الفينة والأخرى متورطون في تزوير المعدن النفيس، وفق ما تنشره بلاغات الأمن والجمارك، آخرها ما حصل نهاية فبراير الماضي بعد أن حجزت الجمارك بأغادير 28 كيلوغراما من الذهب المزور داخل محلين لبيع الحلي بإحدى القساريات.بلاغ الجمارك سوغ هذا الحجز بعدم توفر التجار على فواتير تبرر دخول كمية الذهب إلى البلاد، وعدم توفرهم على معايير تثبت خضوع هذا الذهب لأداء الرسوم المفروضة على استيراد تلك الكمية، فيما حجزت جمارك مدينة طنجة قبل أيام 34 كيلوغراما من الذهب المزور، وفككت جمارك البيضاء، مؤخرا، عصابة تروج ذهبا مزورا بدمغة مقلدة تشبه دمغة الجمارك، وهو ما يقيمه الباحث في الاقتصاد الاجتماعي بجامعة مكناس أنور المحمدي، بـ"العامل الحاسم في إرجاع هيبة معدن الذهب ودعم الثقة التي باتت تتآكل بين الصائغ والزبون"، مضيفا أن التعامل بالذهب حساس جدا، لكون الصائغ بمجرد أن يتعرض لحجز سلعته إذا ما تم الشك فيها فإن سمعته في سوق الذهب تنهار، والزبائن ينفضون من حوله بينما يتأثر سوق الذهب المحلي تدريجيا.ويوافق محماد ألحيان الباحث المحمدي على أن دور الجمارك صمام أمان لضمان جودة سلعة الذهب، وصون الاقتصاد الوطني من الهزات"، مستدركا بأن التاجر يبقى الحلقة الأضعف في الدائرة، لكونه يظهر في واجهة الاتهام بالتزوير، في الوقت الذي يمكن أن يكون ضحية أيضا، داعيا إلى محاربة الغش في المنبع عبر إنهاء عمل الورشات والمعامل السرية لتزوير الدمغة والتلاعب في العيارات".

المصدر: العربي الجديد



اقرأ أيضاً
محاولة تصفية داخل مستشفى بالبيضاء
شهد قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي يوسف بالدار البيضاء، ليلة الأربعاء 7 ماي 2025، لحظات من الرعب والارتباك إثر محاولة مجموعة إجرامية تنفيذ هجوم مسلح لتصفية أحد الجرحى الذي كان يتلقى الإسعافات الأولية، بعد تعرضه لإصابات خطيرة في شجار دموي سابق. ووفقًا لما أوردته جريدة "الصباح"، فإن أفراد العصابة كانوا يحملون أسلحة بيضاء ثقيلة، من بينها سيوف وأدوات حادة، وحاولوا اقتحام المستشفى والوصول إلى غريمهم بهدف تصفيته، في إطار تصفية حسابات مرتبطة بمواجهات عنيفة في الشارع العام. ورغم حالة الهيجان التي سيطرت على المعتدين، تمكن الطاقم الطبي وعدد من المواطنين من استشعار الخطر، ليبادروا بإشعار المصالح الأمنية، التي حضرت على وجه السرعة إلى عين المكان. وتدخلت عناصر الأمن التابعة لمنطقة أنفا بفعالية وحرفية حالت دون تفاقم الوضع، حيث تم تطويق المشتبه فيهم والسيطرة عليهم قبل أن يُقتادوا إلى مركز الشرطة لفتح تحقيق قضائي في النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وقد باشرت الشرطة القضائية تحقيقًا معمقًا للكشف عن كافة تفاصيل القضية، بما في ذلك خلفيات النزاع وأطرافه، وتحديد ما إذا كان للموقوفين سوابق أو ارتباط بجرائم أخرى. كما تم وضع المتورطين تحت تدابير الحراسة النظرية في انتظار عرضهم على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، نظرًا لخطورة الأفعال المرتكبة التي تكتسي طابعًا جنائيًا صارخًا. وتتواصل الأبحاث من أجل توقيف جميع المشاركين والمساهمين في هذه الجريمة التي شكلت تهديدًا مباشرًا لسلامة المواطنين داخل مؤسسة صحية عمومية.
مجتمع

مقترحات جديدة لتبديد سوء الفهم بين المواطنين واصحاب التاكسيات بمراكش
وضعت المكاتب النقابية لقطاع سيارات الأجرة الصغيرة بمراكش مجموعة من الاقتراحات على مكتب والي جهة مراكش آسفي ، و التي تروم تنظيم واجب تقديم الخدمة للمواطنين وتبديد سوء الفهم بين المواطنين واصحاب التاكسيات بمراكش وحسب ما جاء في مراسلة إلى والي جهة مراكش أسفي اطلعت كشـ24 على نسخة منها فإن هذه الاقتراحات جاءت بناء على الإجتماع الذي تم عقده بمقر ولاية الجهة بأمر من والي الجهة وبرئاسة  الكاتب العام رئيس الشؤون الداخلية وبحضور كل من رئيس القسم الاقتصادي وكذلك رئيس الهيات الحضرية ورئيس هيئات المرور والمكاتب النقابية لسيارات الأجرة بصنفيها والذي كان محوره المشاكل التي يعرفها القطاع جراء بعض السلوكيات والمرتبطة بعدم تقديم الخدمة من طرف بعض السائقين في نقط حساسة بالخصوص أمام محطة القطار والمدينة ..إلخ . وفي هذا الإطار ومن أجل إنجاح هذه الخطوة التي تروم إلى تخليق هذه المرافق والتصدي لهذه الخروقات، اوضحت المكاتب النقابية إفي البداية ان هناك ضوابط أساسية تلزم السائقين على تقديم الخدمة وهي تواجد سيارة الأجرة بالمحطة المخصصة للوقوف،و توقف السائق للزبائن أثناء السير وسؤالهم عن الوجهة ، والتوقف والاختيار بين الزبناء بشكل تفضيلي لغاية ربحية، و دون هذه الضوابط الثلاث لا يمكن مؤاخدة السائقين بعدم تقديم الخدمة لعدة اعتبارات.ويتعلق الامر بإعتبارات أهمها تزامن مرور السائقين مع وقت نهاية الخدمة ورغبة الزبناء في التنقل، أو حاجة السائقين لقضاء بعض الاحتياجات الطبيعية كالذهاب للمرحاض أو الاكل أو الاستراحة تماشيا مع قانون السياقة بالنسبة للمحترفين، و التزام بعض السائقين بالحجوزات المسبقة عن طريق التطبيقات التكنولوجية المرخصة بقرارات عاملية، الشيئ الذي يخلق مشاكل مع بعض الزبناء أو مع مصالح الأمن التي تجبر السائقين على الإمتثال بدعوى حق الزبون في التنقل مادامت سيارة الأجرة فارغة وليس بها زبون.ومن أجل تفادي هذه المشاكل وتسهيل المأمورية على الجميع زبناء وكذلك مصالح الأمن والمراقبة اقترحت المكاتب النقابية على والي الجهة السماح بالإستعانة بلوحات داخل السيارة مكتوب عليها وضعيتها، كنهاية الخدمة مثلا او خارج الخدمة في حالة العطب - أو عبارة حجز مسبق ( reserve ) بالنسبة للمرتبطين بالتطبيقات المرخصة.وقد اشارت المراسلة ايضا ان تقديم الخدمة للمواطنين ليست حكرا على سيارات الأجرة الصغيرة ومراقبتها بل تشمل أيضا سيارات الأجرة الكبيرة والتي تعرف ظاهرة خطيرة تتمثل في تنصل سائقيها من تقديم الخدمة للمواطنين ذوي الدخل المحدود والإكتفاء بالتجوال داخل المدينة وشارع محمد الخامس من أجل اقتناص السياح الأجانب ضدا على القرارات العاملية المنظمة لهذا النوع من النقل داخل المدينة وهي الخدمة الأساسية التي تم بموجبها السماح لهذا الصنف بالإشتغال داخل المدار الحضري.      
مجتمع

توقيف متورطين في السرقة مقرونة بالتهديد
تمكنت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة عين الشق بمدينة الدار البيضاء، زوال أمس الخميس 8 ماي الجاري، من توقيف شخصين، أحدهما قاصر يبلغ من العمر 16 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في ارتكاب عمليات سرقة مقرونة بالتهديد. وكانت مصالح الأمن الوطني بمدينة الدار البيضاء قد فتحت أبحاثا قضائية معمقة على خلفية شكايات بالسرقة تحت التهديد، مشفوعة بمحتويات رقمية منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها أشخاص وهم في حالة تلبس باقتراف عمليات سرقة، وذلك قبل أن تسفر الأبحاث المنجزة عن تشخيص هويات هؤلاء المشتبه فيهم وتوقيف اثنين منهم. وقد تم إخضاع المشتبه فيهما على التوالي لإجراءات الحراسة النظرية بالنسبة للمشتبه فيه الراشد، ولتدبير المراقبة بالنسبة للقاصر، وذلك على ذمة البحث المتواصل في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض الكشف عن جميع الظروف والملابسات والخلفيات المحيطة بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية
مجتمع

مؤسف.. ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار عمارة فاس
ارتفعت رسميا حصيلة انهيار المبنى السكني في حي الحسني (بن دباب) بمدينة فاس، في الساعات الاولى من صباح يومه الجمعة ، حيث صار عدد القتلى جراء الانهيار 9 اشخاص فيما عدد الجرحى بلغ 7 منهم 3 اطفال. ووفقًا لمصادر رسمية، توفي ثمانية من الضحايا بمستشفى الغساني، فيما لفظت الضحية التاسعة أنفاسها الأخيرة بمستشفى ابن الخطيب، رغم محاولات الطاقم الطبي لإنقاذها. وتشير المعطيات التي توصلت بها "كشـ24" إلى أن المصابين، وهم ثلاثة أطفال وأربعة بالغين، يتلقون الرعاية الطبية، وتتراوح حالاتهم بين مستقرة وحرجة. ومعلوم ان الانهيار وقع بعد منتصف الليل، مما خلف حالة من الذعر وسط السكان، فيما هرعت فرق الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث ما تزال عمليات البحث متواصلة تحت أنقاض المبنى المنهار.  ويشار ان الانهيار وقع بالحي الحسني في منطقة المرينيين. ويعتبر هذا الحي احد اكبر الأحياء الشعبية بالمدينة ويضم عددا من العمارات العشوائية التي بنيت في عقود سابقة دون أي التزام بمعايير البناء.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة