مراكش

الحلقة 13: “كشـ 24” ترصد تاريخ حومات مراكش القديمة.. عرصة إهيري


كشـ24 نشر في: 8 يونيو 2017

ارتبطت مدينة مراكش برجالاتها  وأحيائها وحوماتها، إلا أن الأخيرة اكتسبت شهرتها من شخصيات كانت تستقر بها، ومن ألقاب التصقت بمراكشيين معروفين بورعهم وتصوفهم من قبيل حومة بن صالح، إذ تقول الرواية الشفوية في شأن هذا الرجل أنه كان جزارا بحومته، ولقي حتفه على يد أحدهم كانت الغيرة تأكل قلبه، في حين نجد أسماء حومات أخرى اقترنت بألفاظ قديمة مثل ضابشي وهي رتبة عسكرية مراكشية تطلق على ضابط قائد الجنود. وتنهض حومة أزبزط التي يتذكرها المراكشيين كأقدم حومة بالمدينة الحمراء وحومات أخرى ارتبطت بالبنائين والصناع والحرفيين إلى غير ذلك من الأسماء والألفاظ المتداولة في تلك الفترة من تاريخ مراكش القديمة. ومن المعروف اليوم أن تسميات الأحياء والأزقة الحديثة يخضع لإجراءات إدارية محددة ، على عكس أسماء أزقة المدن العتيقة التي سميت تلقائيا،وهي بذلك  تعبر عن غنى الثقافة الشعبية والواقع المعيش.

وتتكون المدينة العتيقة لمراكش من حوالي 75حومة، كل حومة تتشكل من مجموعة من الدروب ، يبلغ عددها الإجمالي حوالي 2000درب،  مابين 50 إلى 60 في المائة غير مسماة،  وكل درب يتكون من مجموعة من المنازل، وتنتظم بعض المنازل فيما بينها داخل صابات وهي ممرات ذات سقوف، ومن بين المكونات المجالية للمدينة ساحات تدعى الكارة وهو مصطلح يوناني أي الأكورة وساحات تدعى رق وهو مصطلح صحراوي يعني الأرض المنبسطة ( رق الجامع).
"كش 24" ستحاول كشف النقاب عن حومات مراكشية عبر الرواية الشفوية مستحضرة الذاكرة المراكشية، لتسافر بقرائها إلى عوالم هذه الحومات في رحلة ممتعة تعيد الاعتبار لبيوتات مراكش ودروبها وأزقتها التاريخية. 


عرصة إهيري: حومة اكتسبت تسميتها من رباع تمكن من شراء العرصة واشتهرت باسمه

تقع عرصة إهيري بالجهة الغربية للمدينة العتيقة لمراكش، شمال ساحة جامع الفنا التاريخية، وكانت عرصة إهيري وعرصة ابن إبراهيم من المجال الأخضر المحيط بالأحياء السكنية التاريخية تدخل في ملك ابن إبراهيم أحد الملاكين الكبار بمراكش.

ويطلق اسم العرصة على البقعة الواسعة بين الدور ليس فيها بناء، ويقصد بعرصة الدار وسطها، وسميت بذلك لاعتراص الصبيان فيها.

وساهم وفرة الماء في مدينة مراكش، على تشجيع السكان لإقامة الحدائق والعراصي، وغرس الأشجار في البيوت والشوارع لتلطيف جو المدينة الحار صيفا، وتعطيره بروائح الورود والأزهار ربيعا.

وهكذا نجد عرصة الأحباس، وعرصة ايهري في الشمال الغربي، وعرصة باسيدي، وعرصة علي وصالح، وعرصة الملاك، في الشمال الشرقي، وبالقرب من السور في اتجاه الجنوب،  عرصة مولاي عبد السلام، وعرصة المامونية، وعرصة الكتبية، وعرصة ابن ادريس.  وفي وسط المدينة نجد عرصة موسى، وعرصة بوعشرين،  وفي الجنوب الشرقي نجد عرصات الحوتة، سيدي المدني، باحماد، مولاي بوعزة، المسفيوي، البركة بوسكري،  ولعل أعظم عرصة توجد داخل السور هي عرصة أكدال، لكن مع  تكاثر سكان المدينة، واتساع حركة البناء بها، بدأت العراصي الداخلية تتقلص، وتقطع أشجارها لتصبح دورا سكنية، ومنها ما احتفظ باسمه الأصلي قبل البناء، وما تغير اسمه، وما بقي محتفظا بلفظ "عرصة" فقط مع إغفال الاسم الخاص، وهذا ما يفسر وجود عدة  دروب  في أحياء مراكش تحمل اسم درب العرصة.

وإهيري اسم الرباع وهو العامل الرسمي الذي يأخذ أجرته عيينا ( ربع المحصول ) من رب الملك  الذي كان يشرف ويسير البستان، وحسب الرواية الشفوية بمراكش فإن إهيري كان عبدا مملوكا تمكن من الحصول على حريته و من شراء العرصة التي اشتهرت باسمه.

استهلكت هذه العرصة في البناء في نهاية النصف الأول من القرن العشرين الميلادي  فظهر حي سكني جديد تميز ككل حي جديد بتربيع شبكة أزقته وتوازيها مع بعضها البعض، واتخذ ضريح سيدي مسعود، وهو حوش قبر منتصب بمقبرة مغلقة حولت إلى حديقة عمومية أمام مدخل الحي جهة باب دكالة، حامي الدرب الذي يحمل اسمه، أما الدربين الكبيرين الآخرين بالحي فينتسب أولهما إلى مصدر ماء حديث بالمدينة،  مضخة ماء أو بومبا، هو درب البومبا ، والآخر ينسب إلى شكل الطبغرافية المحلية، الدردوبة أو الإنحدار القوي، هو درب الدردوبة .

ارتبطت مدينة مراكش برجالاتها  وأحيائها وحوماتها، إلا أن الأخيرة اكتسبت شهرتها من شخصيات كانت تستقر بها، ومن ألقاب التصقت بمراكشيين معروفين بورعهم وتصوفهم من قبيل حومة بن صالح، إذ تقول الرواية الشفوية في شأن هذا الرجل أنه كان جزارا بحومته، ولقي حتفه على يد أحدهم كانت الغيرة تأكل قلبه، في حين نجد أسماء حومات أخرى اقترنت بألفاظ قديمة مثل ضابشي وهي رتبة عسكرية مراكشية تطلق على ضابط قائد الجنود. وتنهض حومة أزبزط التي يتذكرها المراكشيين كأقدم حومة بالمدينة الحمراء وحومات أخرى ارتبطت بالبنائين والصناع والحرفيين إلى غير ذلك من الأسماء والألفاظ المتداولة في تلك الفترة من تاريخ مراكش القديمة. ومن المعروف اليوم أن تسميات الأحياء والأزقة الحديثة يخضع لإجراءات إدارية محددة ، على عكس أسماء أزقة المدن العتيقة التي سميت تلقائيا،وهي بذلك  تعبر عن غنى الثقافة الشعبية والواقع المعيش.

وتتكون المدينة العتيقة لمراكش من حوالي 75حومة، كل حومة تتشكل من مجموعة من الدروب ، يبلغ عددها الإجمالي حوالي 2000درب،  مابين 50 إلى 60 في المائة غير مسماة،  وكل درب يتكون من مجموعة من المنازل، وتنتظم بعض المنازل فيما بينها داخل صابات وهي ممرات ذات سقوف، ومن بين المكونات المجالية للمدينة ساحات تدعى الكارة وهو مصطلح يوناني أي الأكورة وساحات تدعى رق وهو مصطلح صحراوي يعني الأرض المنبسطة ( رق الجامع).
"كش 24" ستحاول كشف النقاب عن حومات مراكشية عبر الرواية الشفوية مستحضرة الذاكرة المراكشية، لتسافر بقرائها إلى عوالم هذه الحومات في رحلة ممتعة تعيد الاعتبار لبيوتات مراكش ودروبها وأزقتها التاريخية. 


عرصة إهيري: حومة اكتسبت تسميتها من رباع تمكن من شراء العرصة واشتهرت باسمه

تقع عرصة إهيري بالجهة الغربية للمدينة العتيقة لمراكش، شمال ساحة جامع الفنا التاريخية، وكانت عرصة إهيري وعرصة ابن إبراهيم من المجال الأخضر المحيط بالأحياء السكنية التاريخية تدخل في ملك ابن إبراهيم أحد الملاكين الكبار بمراكش.

ويطلق اسم العرصة على البقعة الواسعة بين الدور ليس فيها بناء، ويقصد بعرصة الدار وسطها، وسميت بذلك لاعتراص الصبيان فيها.

وساهم وفرة الماء في مدينة مراكش، على تشجيع السكان لإقامة الحدائق والعراصي، وغرس الأشجار في البيوت والشوارع لتلطيف جو المدينة الحار صيفا، وتعطيره بروائح الورود والأزهار ربيعا.

وهكذا نجد عرصة الأحباس، وعرصة ايهري في الشمال الغربي، وعرصة باسيدي، وعرصة علي وصالح، وعرصة الملاك، في الشمال الشرقي، وبالقرب من السور في اتجاه الجنوب،  عرصة مولاي عبد السلام، وعرصة المامونية، وعرصة الكتبية، وعرصة ابن ادريس.  وفي وسط المدينة نجد عرصة موسى، وعرصة بوعشرين،  وفي الجنوب الشرقي نجد عرصات الحوتة، سيدي المدني، باحماد، مولاي بوعزة، المسفيوي، البركة بوسكري،  ولعل أعظم عرصة توجد داخل السور هي عرصة أكدال، لكن مع  تكاثر سكان المدينة، واتساع حركة البناء بها، بدأت العراصي الداخلية تتقلص، وتقطع أشجارها لتصبح دورا سكنية، ومنها ما احتفظ باسمه الأصلي قبل البناء، وما تغير اسمه، وما بقي محتفظا بلفظ "عرصة" فقط مع إغفال الاسم الخاص، وهذا ما يفسر وجود عدة  دروب  في أحياء مراكش تحمل اسم درب العرصة.

وإهيري اسم الرباع وهو العامل الرسمي الذي يأخذ أجرته عيينا ( ربع المحصول ) من رب الملك  الذي كان يشرف ويسير البستان، وحسب الرواية الشفوية بمراكش فإن إهيري كان عبدا مملوكا تمكن من الحصول على حريته و من شراء العرصة التي اشتهرت باسمه.

استهلكت هذه العرصة في البناء في نهاية النصف الأول من القرن العشرين الميلادي  فظهر حي سكني جديد تميز ككل حي جديد بتربيع شبكة أزقته وتوازيها مع بعضها البعض، واتخذ ضريح سيدي مسعود، وهو حوش قبر منتصب بمقبرة مغلقة حولت إلى حديقة عمومية أمام مدخل الحي جهة باب دكالة، حامي الدرب الذي يحمل اسمه، أما الدربين الكبيرين الآخرين بالحي فينتسب أولهما إلى مصدر ماء حديث بالمدينة،  مضخة ماء أو بومبا، هو درب البومبا ، والآخر ينسب إلى شكل الطبغرافية المحلية، الدردوبة أو الإنحدار القوي، هو درب الدردوبة .


ملصقات


اقرأ أيضاً
الطريق بين دوار زمران والنزالة بتسلطانت.. شريان حيوي يتحول إلى مصدر خطر
تشهد الطريق الرابطة بين دوار زمران ودوار النزالة، التابعة لجماعة تسلطانت بمراكش، تدهورًا كبيرًا في بنيتها التحتية، حيث تحولت إلى مسلك محفوف بالمخاطر، يعاني من الحفر والتشققات والانجرافات، في ظل غياب أي تدخل فعلي لإصلاحه أو إعادة تأهيله. ويصف عدد من مستعملي هذا المقطع الطرقي حالته بـ"الكارثية"، إذ أصبحت وضعية الطريق تهدد سلامة السائقين والركاب، وتتسبب في أضرار متكررة للمركبات، خصوصًا في فترات الذروة أو خلال التنقل الليلي، حين تصبح الرؤية ضعيفة وتزداد خطورة المفاجآت.رغم أن هذه الطريق تُعتبر من أكثر المسالك حيوية بتراب جماعة تسلطانت، حيث تربط بين دواوير ذات كثافة سكانية مرتفعة، وتُستعمل يوميًا من طرف مئات المواطنين، فإنها لا تزال خارج أجندة مشاريع التأهيل، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول أولويات الجماعة في مجال البنيات الأساسية.وتشير شهادات سكان محليين إلى أن الطريق أصبحت نقطة سوداء لحوادث السير، بسبب ضيقها وتآكل جنباتها وتراكم الأوحال والحفر، في غياب علامات التشوير أو حواجز السلامة، وهو ما يعرض حياة مستعمليها للخطر، خاصة الأطفال وراكبي الدراجات النارية.وفي هذا الإطار، يناشد السكان والفاعلون الجمعويون السلطات المحلية والمجلس الجماعي لتسلطانت بضرورة إدراج هذه الطريق ضمن أولويات التأهيل والإصلاح، بما يتناسب مع حجم الضغط الذي تعرفه، وبما يضمن سلامة التنقل ويحترم حق المواطنين في بنية تحتية لائقة مع اعتماد مقاربة تشاركية في تدبير مشاريع فك العزلة داخل الجماعة، بدل الاقتصار على حلول ترقيعية لا تلبّي تطلعات الساكنة، ولا تواكب الدينامية العمرانية التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة.  
مراكش

مطالب بإزالة الأتربة والمخلفات وإعادة الاعتبار لحي جنان العافية بمراكش
يعيش حي جنان العافية، المتاخم لمقبرة باب أغمات بمدينة مراكش، وضعًا بيئيًا مقلقًا بات يؤرق الساكنة، في ظل تراكم الأتربة ومخلفات البناء والمتلاشيات التي غزت محيط الحي، وحوّلت مساحاته الخلفية إلى ما يشبه مكبًا عشوائيًا مفتوحًا، يُشوّه المنظر العام ويُهدّد الصحة والسلامة. الساكنة المتضررة عبّرت في اتصالات بـ كشـ24، عن استيائها من الوضع الذي آلت إليه المنطقة، خاصة وأن الحي يوجد على مقربة من مواقع تاريخية وسياحية مهمة و غير بعيد عن القصر الملكي، ويُفترض أن يكون في مستوى جمالي وتنظيمي يليق ببالمنطقة لكن، وعلى العكس من ذلك، أصبح حي جنان العافية ضحية لسياسات تدبيرية تعتمد على الترحيل المؤقت لمخلفات مشاريع التهيئة الحضرية التي تعرفها عدة أحياء بالمدينة.وأفاد عدد من السكان أن شاحنات محمّلة بمخلفات الحفر والردم تتقاطر بشكل يومي نحو الجهة الخلفية للحي وهوامشه، لتُفرغ حمولاتها تحت أنظار الجميع، دون رقيب أو حسيب، ما أدى إلى تكدّس أكوام من الأتربة والنفايات الثقيلة، وسط غياب تدخلات حقيقية من الجهات المعنية، حيث يقتصر الامر على تدخلات موسمية و سرعان ما تعود حالة الفوضى بمحيط حي جنان العافية وحي بريمة المجاور.وتطالب الساكنة، من خلال مناشدات موجهة إلى السلطات المحلية ومجلس المدينة، بالتدخل العاجل من أجل إزالة المتلاشيات والأكوام الترابية، وإعادة تأهيل المنطقة بشكل يراعي كرامة المواطنين ويحترم خصوصيات الموقع، خاصة أن المنطقة تعرف كثافة سكانية وتاريخًا عريقًا لا ينسجم مع ما آلت إليه من إهمال.كما يدعو المواطنون إلى إدراج حي جنان العافية ضمن مشاريع التهيئة الحضرية التي تشهدها المدينة، عبر تبليط الأزقة، وتحسين الإنارة، واعادة تهيئة الفضاءات الخضراء، حمايةً للحي من مزيد من التدهور، وصونًا لذاكرة المكان الذي يستحق اهتمامًا يليق بمكانته التاريخية والاجتماعية.
مراكش

حصيلة جديدة لحملات ردع مخالفات الدراجات النارية في ليلة عاشوراء بمراكش
شنت المصالح الأمنية بالمنطقة الأمنية الخامسة تحت إشراف رئيس المنطقة ورئيس الهيئة الحضرية ،ليلة امس السبت 5 يوليوز، الموافق لليلة عاشوراء، حملة أمنية ضد الدراجات النارية المخالفة لقوانون السير بالمدينة العتيقة لمراكش. وحسب مصادر "كشـ24"، فإن هذه الحملة التي قادها نائب رئيس الهيئة الحضرية بذات المنطقة، سجلت 60 مخالفة مرورية همت السير في الممنوع والوقوف فوق الرصيف، وعدم ارتداء الخودة، بينما أحيلت على المحجز 10 دراجات نارية لانعدام الوثائق. وقد شملت الحملة كل من رياض الزيتون القديم وساحة القزادية، وعرصة بوعشرين، بالإضافة لساحة الباهية، وعدة مناطق وشوارع مجاورة بالمدينة العتيقة لمراكش.
مراكش

محيط مقابر مراكش يتحول الى أسواق شعبية بمناسبة عاشوراء
تحول محيط مختلف المقابر بمدينة مراكش، صباح يومه الأحد 6 يوليوز ليوم عاشوراء، الى أسواق شعبية يعرض فيها كل ما يرتبط بهذه المناسبة, وشهد محيط المقابر انتشارا لبيع كل ما يتعلق بتزيين القبور من مياه معطرة وجريد النخيل واغصان وكذا التين المجفف (الشريحة)، والخبز، والحليب والماء، والفواكه الجافة المخصصة لاخرجها كزكاة بالموازاة مع زيارة الموتى، فضلا عن عدد كبير من السلع المختلفة كالملابس والعطور والاعشاب الطبية والاخرى المخصصة لطقوس الشعودة، وكل ما يمكن شرائه في هذه المناسبة. وتشهد مقبرة باب اغمات بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، أكبر تجمع للمواطنين الراغبين في زيارة ذويهم الراحلين عن الحياة، حيث تحولت المقبرة ومحيطها لمركز شعبي كبير وسوق ضخم تعرض فيه جميع انواع السلع في الشارع العام، ما يشكل مناسبة للتسوق لآلاف المواطنين.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 07 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة