

دولي
الجزائر تستخدم فيسبوك لاستشارة التلاميذ حول الامتحانات
هل تؤيد تأجيل الامتحانات؟ كان هذا السؤال الغريب هو محور النقاش بين مراد موالحي وفوزي بن أعراب، الطالبَين الجزائريَّين، وهما يجلسان داخل حافلة النقل المدرسي، متوجهين إلى مدرستهما الثانوية بمدينة بوقاعة شرق الجزائر.نقاش الطالبَين، اللذين يستعدان لاجتياز شهادة البكالوريا (الثانوية الإعدادية) -التي تحدد مصير الطلاب وتوجُّههم للمرحلة الجامعية- جاء بعد أن فجَّرت وزارة التربية الوطنية الجزائرية مفاجأة بإعلانها استشارة الطلاب حول موعد الامتحانات، الأمر الذي أثار جدلاً داخل المؤسسات التربوية وبين التلاميذ وأولياء أمورهم، وصولاً إلى المعلمين ونقاباتهم.مراد وفوزي كانا يتحدثان عن الموضوع وبينهما هاتف محمول تظهر على شاشته صورة القرار الذي نشرته وزيرة التربية في الجزائر، نورية بن غبريت، مساء 7 مارس 2018.وفي هذا المنشور، دعت الوزيرة إلى فتح نقاش موسع وعملية استطلاع للرأي يشارك فيها التلاميذ وأولياء أمورهم، يتم فيها الاختيار بين مقترحين؛ الأول يرمي إلى الإبقاء على التواريخ السابقة لهذا الامتحان المصيري بين 3 و7 يونيو/حزيران 2018، والثاني يقترح تأجيل امتحانات البكالوريا إلى الفترة من 20 إلى 24 يونيو 2018.كيف ستتم الاستشارة الإلكترونية؟انطلقت يوم الإثنين 12 مارس/آذار 2018، عملية الاستشارة التي تحدثت عنها وزيرة التربية الوطنية، وتتضمن استطلاع آراء التلاميذ وأولياء أمورهم، مع استشارة كذلك الشركاء الاجتماعيين، كالنقابات والجمعيات.ويؤكد أحمد خالد، رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أنه "بإمكان التلاميذ الذين يخوضون هذا الامتحان المصيري، الدخول للموقع الرسمي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بدءاً من 12 مارس/آذار 2018؛ للتصويت على أحد المقترحين المتعلقين بتاريخ إجراء امتحان شهادة البكالوريا".الاستشارة التي أطلقتها الوزارة -بحسب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ- "هي لصالح أولياء الأمور والتلاميذ على حد سواء"، موضحاً أنه "سيتم عقد ندوات بولايات وهران، والبيض، وبسكرة؛ لشرح هذه الاستشارة، على أن يكون تاريخ الأربعاء 14 مارس/آذار 2018 موعد الكشف عن نتائجها".ديمقراطية أم تشويش؟الطالب فوزي بن أعراب، الذي يبدو من تقاسيم وجهه أنه في قمة الحيرة، قال لـ"هاف بوست عربي" عن منشور الوزيرة على فيسبوك، إنه يعتبره "تشويشاً على التلاميذ الذين اجتازوا مرحلة صعبة بعد إضراب الأساتذة، فمثل هذه القرارات كانوا يسمعون بها سابقاً عن طريق وثائق رسمية تصل للإدارة، لكن الوزيرة قررت تغيير كل شيء حتى طريقة الإعلام".الفكرة التي قد تبدو من وجهة نظر البعض تطبيقاً فريداً للديمقراطية في التعليم، أثارت جدلاً كبيراً؛ إذ إنه أمر يبدو غريباً؛ أن تلجأ دولة عربية لحسم قرار مهم مثل امتحانات البكالوريا، عبر التشاور بين الطلاب والآباء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك.ولكن الأمر لم يقتصر على غرابة الفكرة أو ريادتها؛ بل ما أثارته من إشكاليات مهنية ومناطقية وحتى مناخية، خاصة أن الطرح جاء بعد إضرابات للمعلمين تسببت في تأخُّر عملية التدريس، ليكتسب الموضوع أبعاداً، قد تكون أكبر -في الأغلب- مما كانت تتوقعه الوزيرة.المعلمون: كان هناك بديل أفضلرئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (سناباست)، مزيان مريان، اعتبر أن نشر هذه القرارات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سابقة في قطاع التعليم، وخطأ جسيم من الوزارة الوصيَّة.وقال مريان لـ"هاف بوست عربي": "كان من الأجدر جمع المعنيِّين والمختصين في اجتماعات رسمية، مع استشارة جميع النقابات، قبل الإعلان عن القرار أو المقترح عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك".ورأى أن القرار "فيه الكثير من المبالغة والتقليل من شأن الشهادة"، مؤكداً أن "المعنيَّ بتحديد إمكانية تأخير الامتحانات من عدمه هو لجنة متابعة الدروس".لا يُتقنون حتى التفكيررئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، برر انتقاده الشديد هذه الخطوة، بأن التلاميذ في هذه السن يمرون بمرحلة حساسة في حياتهم، تجعلهم لا يُتقنون حتى التفكير والاختيار، حسب وجهة نظره.وأردف قائلاً: " تتغلب العاطفة على العقل في تفكير الطلاب خلال هذه المرحلة، خاصة أن الأمر يتعلق بشهادة مفصلية تحدد مستقبلهم".اللافت أن بعض الطلاب يؤيدون وجهة النظر هذه، مثل الطالب مراد موالحي، الذي قال لـ"هاف بوست عربي"، إن "الطالب المقبل على امتحان شهادة البكالوريا يحتاج للتوجيه والإرشاد، فهو يكون في مرحلة تحضير للاختبارات والتركيز على التحصيل ولا يهتم بالأمور التي قد تشوش عليه أفكاره".ضرْب للهيبة المتزعزعة أصلاًويرى البعض أن إقدام وزيرة التربية الجزائرية على وضع موعد امتحان مصيري، كشهادة البكالوريا، في يد التلاميذ، سيقضي على بريق الشهادة، التي عانت أصلاً فضائح بالجملة في السنوات الأخيرة.ويقول مسعود بوذيبة، المكلف الإعلام والتنظيم على مستوى المجلس ثلاثي الأطوار للتعليم (الابتدائي، والمتوسط والثانوي)، إن الحديث عن تأخير امتحان شهادة البكالوريا ضربٌ لمصداقيتها، حسب وصفه، خاصة بعد تفكير الوزيرة في إشراك التلاميذ بذلك القرار .وقال مسعود بوذيبة لـ"هاف بوست عربي": "إن الفضائح المتوالية المرتبطة بهذه الشهادة، خاصة بعد التسريبات التي أدت العام الماضي 2017/2016، إلى تنظيم امتحانات أخرى، والحديث المتزايد عن تضخيم نسب النجاح- بمثابة الضربة الموجعة للبكالوريا في الجزائر"، حسب تعبيره.كما اعتبر بوذيبة أن الفترة الحالية في التعليم تشهد توتراً أصلاً بعد الإضراب الأخير للمعلمين، وهو ما يتطلب "تهدئة الأوضاع وإعطاء الفرصة للأساتذة، ليعيدوا التلاميذ إلى وضعهم الطبيعي، وللاستعداد الجيد للبكالوريا، بعيداً عن الاستفزازات والتأسيس لبؤر توتر جديدة بالقطاع، والتفكير في حلول ترقيعية غير مدروسة"، حسب وصفه.ويتبنى بوعلام عمورة، الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، رأياً مماثلاً؛ إذ وصف استشارة "مراهقين" في تحديد تاريخ امتحانهم بأنه "سابقة، من شأنها ضرب هيبة القطاع والشهادة التي تعد مقياس التعليم في البلاد".ظلم لأهل الجنوب..عندما يفرِّق الطقس طلاب البلادنتائج هذه الاستشارة، يراها البعض محسومة لصالح تأخير تاريخ امتحان شهادة الباكالوريا إلى 19 يونيو/حزيران 2018، بالنظر إلى العديد من الأسباب.فنقابة "الكناباست"، كبرى نقابات التعليم في الجزائر، على لسان مسعود بوذيبة، تتوقع أن ترتبط نتائج الاستشارة بتوزع الكثافة السكانية بالبلاد؛ "حيث إن أكثر من 80% السكان يوجدون في المناطق الشمالية والداخلية بالبلاد، وأغلب التلاميذ في هذه المناطق سيختارون تأجيل الاختبارات؛ كسباً للوقت، ليتاح لهم فرصة إضافية للمذاكرة".لكن، يلفت إلى أنه كان يجب "مراعاة ظروف طلبة الجنوب الجزائري، الذي تتجاوز فيه درجات الحرارة هناك 40 درجة مئوية مع قدوم شهر يونيو/حزيران، وهذا سيؤثر سلباً على أداء التلاميذ للامتحانات؛ بسبب حرارة الطقس في هذه المناطق".والحل في نظره، يكمن في" التفاوض حول أجور أيام الإضراب، وعدم خصم الأيام التي توقف فيها الأساتذة عن عملهم؛ ما سيؤدي إلى الرفع من مردودية عملهم، واستكمالهم عملية تلقين الطلاب خلال فترات تعويضية؛ ومن ثم يمكن الإبقاء على التواريخ الأولى للشهادة دون لفٍّ ولا دوران"، حسب تعبيره.في مقابل هذه الانتقادات، ترى وزيرة التربية، نورية بن غبريت، صاحبة الفكرة، أن قرارها طرْح الأمر للتشاور سيخدم أساساً التلاميذ، من خلال تجاوز مشكلة الدروس المتأخرة بفعل إضراب المعلمين، ومعالجة حالة القلق التي انتابت الطلبة جراءها.كما رأى أحمد خالد، رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، ميزات إضافية في فكرة الاستشارة؛ لأنها "ستُشعر التلاميذ بالمسؤولية، وسيختارون التاريخ المناسب لهم، الأمر الذي سيعزز فرصهم في النجاح"، حسب قوله.أما بالنسبة لمشكلة ارتفاع درجة الحرارة في الجنوب الجزائري خلال شهر يونيو /حزيران، فيقول إن "السلطات فكرت وستوفر قاعات مكيفة؛ لتجاوز هذه المشكلة".أما الطالب مراد الذي انتقد منح الطلاب حق اتخاذ هذا القرار المصيري، وزميله فوزي الذي يشكو من أن القرار تسبب في تشويش أذهان الطلاب بهذا الفترة الحساسة- فالمفارقة أنهما قررا -رغم ملاحظتها السلبية هذه- أن يختارا الطرح الثاني، وهو تأجيل امتحان البكالوريا؛ كسباً لوقت إضافي قبل اللحظات الحاسمة في حياتهما.
هل تؤيد تأجيل الامتحانات؟ كان هذا السؤال الغريب هو محور النقاش بين مراد موالحي وفوزي بن أعراب، الطالبَين الجزائريَّين، وهما يجلسان داخل حافلة النقل المدرسي، متوجهين إلى مدرستهما الثانوية بمدينة بوقاعة شرق الجزائر.نقاش الطالبَين، اللذين يستعدان لاجتياز شهادة البكالوريا (الثانوية الإعدادية) -التي تحدد مصير الطلاب وتوجُّههم للمرحلة الجامعية- جاء بعد أن فجَّرت وزارة التربية الوطنية الجزائرية مفاجأة بإعلانها استشارة الطلاب حول موعد الامتحانات، الأمر الذي أثار جدلاً داخل المؤسسات التربوية وبين التلاميذ وأولياء أمورهم، وصولاً إلى المعلمين ونقاباتهم.مراد وفوزي كانا يتحدثان عن الموضوع وبينهما هاتف محمول تظهر على شاشته صورة القرار الذي نشرته وزيرة التربية في الجزائر، نورية بن غبريت، مساء 7 مارس 2018.وفي هذا المنشور، دعت الوزيرة إلى فتح نقاش موسع وعملية استطلاع للرأي يشارك فيها التلاميذ وأولياء أمورهم، يتم فيها الاختيار بين مقترحين؛ الأول يرمي إلى الإبقاء على التواريخ السابقة لهذا الامتحان المصيري بين 3 و7 يونيو/حزيران 2018، والثاني يقترح تأجيل امتحانات البكالوريا إلى الفترة من 20 إلى 24 يونيو 2018.كيف ستتم الاستشارة الإلكترونية؟انطلقت يوم الإثنين 12 مارس/آذار 2018، عملية الاستشارة التي تحدثت عنها وزيرة التربية الوطنية، وتتضمن استطلاع آراء التلاميذ وأولياء أمورهم، مع استشارة كذلك الشركاء الاجتماعيين، كالنقابات والجمعيات.ويؤكد أحمد خالد، رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أنه "بإمكان التلاميذ الذين يخوضون هذا الامتحان المصيري، الدخول للموقع الرسمي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بدءاً من 12 مارس/آذار 2018؛ للتصويت على أحد المقترحين المتعلقين بتاريخ إجراء امتحان شهادة البكالوريا".الاستشارة التي أطلقتها الوزارة -بحسب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ- "هي لصالح أولياء الأمور والتلاميذ على حد سواء"، موضحاً أنه "سيتم عقد ندوات بولايات وهران، والبيض، وبسكرة؛ لشرح هذه الاستشارة، على أن يكون تاريخ الأربعاء 14 مارس/آذار 2018 موعد الكشف عن نتائجها".ديمقراطية أم تشويش؟الطالب فوزي بن أعراب، الذي يبدو من تقاسيم وجهه أنه في قمة الحيرة، قال لـ"هاف بوست عربي" عن منشور الوزيرة على فيسبوك، إنه يعتبره "تشويشاً على التلاميذ الذين اجتازوا مرحلة صعبة بعد إضراب الأساتذة، فمثل هذه القرارات كانوا يسمعون بها سابقاً عن طريق وثائق رسمية تصل للإدارة، لكن الوزيرة قررت تغيير كل شيء حتى طريقة الإعلام".الفكرة التي قد تبدو من وجهة نظر البعض تطبيقاً فريداً للديمقراطية في التعليم، أثارت جدلاً كبيراً؛ إذ إنه أمر يبدو غريباً؛ أن تلجأ دولة عربية لحسم قرار مهم مثل امتحانات البكالوريا، عبر التشاور بين الطلاب والآباء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك.ولكن الأمر لم يقتصر على غرابة الفكرة أو ريادتها؛ بل ما أثارته من إشكاليات مهنية ومناطقية وحتى مناخية، خاصة أن الطرح جاء بعد إضرابات للمعلمين تسببت في تأخُّر عملية التدريس، ليكتسب الموضوع أبعاداً، قد تكون أكبر -في الأغلب- مما كانت تتوقعه الوزيرة.المعلمون: كان هناك بديل أفضلرئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (سناباست)، مزيان مريان، اعتبر أن نشر هذه القرارات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سابقة في قطاع التعليم، وخطأ جسيم من الوزارة الوصيَّة.وقال مريان لـ"هاف بوست عربي": "كان من الأجدر جمع المعنيِّين والمختصين في اجتماعات رسمية، مع استشارة جميع النقابات، قبل الإعلان عن القرار أو المقترح عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك".ورأى أن القرار "فيه الكثير من المبالغة والتقليل من شأن الشهادة"، مؤكداً أن "المعنيَّ بتحديد إمكانية تأخير الامتحانات من عدمه هو لجنة متابعة الدروس".لا يُتقنون حتى التفكيررئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، برر انتقاده الشديد هذه الخطوة، بأن التلاميذ في هذه السن يمرون بمرحلة حساسة في حياتهم، تجعلهم لا يُتقنون حتى التفكير والاختيار، حسب وجهة نظره.وأردف قائلاً: " تتغلب العاطفة على العقل في تفكير الطلاب خلال هذه المرحلة، خاصة أن الأمر يتعلق بشهادة مفصلية تحدد مستقبلهم".اللافت أن بعض الطلاب يؤيدون وجهة النظر هذه، مثل الطالب مراد موالحي، الذي قال لـ"هاف بوست عربي"، إن "الطالب المقبل على امتحان شهادة البكالوريا يحتاج للتوجيه والإرشاد، فهو يكون في مرحلة تحضير للاختبارات والتركيز على التحصيل ولا يهتم بالأمور التي قد تشوش عليه أفكاره".ضرْب للهيبة المتزعزعة أصلاًويرى البعض أن إقدام وزيرة التربية الجزائرية على وضع موعد امتحان مصيري، كشهادة البكالوريا، في يد التلاميذ، سيقضي على بريق الشهادة، التي عانت أصلاً فضائح بالجملة في السنوات الأخيرة.ويقول مسعود بوذيبة، المكلف الإعلام والتنظيم على مستوى المجلس ثلاثي الأطوار للتعليم (الابتدائي، والمتوسط والثانوي)، إن الحديث عن تأخير امتحان شهادة البكالوريا ضربٌ لمصداقيتها، حسب وصفه، خاصة بعد تفكير الوزيرة في إشراك التلاميذ بذلك القرار .وقال مسعود بوذيبة لـ"هاف بوست عربي": "إن الفضائح المتوالية المرتبطة بهذه الشهادة، خاصة بعد التسريبات التي أدت العام الماضي 2017/2016، إلى تنظيم امتحانات أخرى، والحديث المتزايد عن تضخيم نسب النجاح- بمثابة الضربة الموجعة للبكالوريا في الجزائر"، حسب تعبيره.كما اعتبر بوذيبة أن الفترة الحالية في التعليم تشهد توتراً أصلاً بعد الإضراب الأخير للمعلمين، وهو ما يتطلب "تهدئة الأوضاع وإعطاء الفرصة للأساتذة، ليعيدوا التلاميذ إلى وضعهم الطبيعي، وللاستعداد الجيد للبكالوريا، بعيداً عن الاستفزازات والتأسيس لبؤر توتر جديدة بالقطاع، والتفكير في حلول ترقيعية غير مدروسة"، حسب وصفه.ويتبنى بوعلام عمورة، الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، رأياً مماثلاً؛ إذ وصف استشارة "مراهقين" في تحديد تاريخ امتحانهم بأنه "سابقة، من شأنها ضرب هيبة القطاع والشهادة التي تعد مقياس التعليم في البلاد".ظلم لأهل الجنوب..عندما يفرِّق الطقس طلاب البلادنتائج هذه الاستشارة، يراها البعض محسومة لصالح تأخير تاريخ امتحان شهادة الباكالوريا إلى 19 يونيو/حزيران 2018، بالنظر إلى العديد من الأسباب.فنقابة "الكناباست"، كبرى نقابات التعليم في الجزائر، على لسان مسعود بوذيبة، تتوقع أن ترتبط نتائج الاستشارة بتوزع الكثافة السكانية بالبلاد؛ "حيث إن أكثر من 80% السكان يوجدون في المناطق الشمالية والداخلية بالبلاد، وأغلب التلاميذ في هذه المناطق سيختارون تأجيل الاختبارات؛ كسباً للوقت، ليتاح لهم فرصة إضافية للمذاكرة".لكن، يلفت إلى أنه كان يجب "مراعاة ظروف طلبة الجنوب الجزائري، الذي تتجاوز فيه درجات الحرارة هناك 40 درجة مئوية مع قدوم شهر يونيو/حزيران، وهذا سيؤثر سلباً على أداء التلاميذ للامتحانات؛ بسبب حرارة الطقس في هذه المناطق".والحل في نظره، يكمن في" التفاوض حول أجور أيام الإضراب، وعدم خصم الأيام التي توقف فيها الأساتذة عن عملهم؛ ما سيؤدي إلى الرفع من مردودية عملهم، واستكمالهم عملية تلقين الطلاب خلال فترات تعويضية؛ ومن ثم يمكن الإبقاء على التواريخ الأولى للشهادة دون لفٍّ ولا دوران"، حسب تعبيره.في مقابل هذه الانتقادات، ترى وزيرة التربية، نورية بن غبريت، صاحبة الفكرة، أن قرارها طرْح الأمر للتشاور سيخدم أساساً التلاميذ، من خلال تجاوز مشكلة الدروس المتأخرة بفعل إضراب المعلمين، ومعالجة حالة القلق التي انتابت الطلبة جراءها.كما رأى أحمد خالد، رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، ميزات إضافية في فكرة الاستشارة؛ لأنها "ستُشعر التلاميذ بالمسؤولية، وسيختارون التاريخ المناسب لهم، الأمر الذي سيعزز فرصهم في النجاح"، حسب قوله.أما بالنسبة لمشكلة ارتفاع درجة الحرارة في الجنوب الجزائري خلال شهر يونيو /حزيران، فيقول إن "السلطات فكرت وستوفر قاعات مكيفة؛ لتجاوز هذه المشكلة".أما الطالب مراد الذي انتقد منح الطلاب حق اتخاذ هذا القرار المصيري، وزميله فوزي الذي يشكو من أن القرار تسبب في تشويش أذهان الطلاب بهذا الفترة الحساسة- فالمفارقة أنهما قررا -رغم ملاحظتها السلبية هذه- أن يختارا الطرح الثاني، وهو تأجيل امتحان البكالوريا؛ كسباً لوقت إضافي قبل اللحظات الحاسمة في حياتهما.
ملصقات
