إقتصاد
مجتمع

التدبير المالي في رمضان.. أسئلة لمدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 19 أبريل 2021

ترشيد الاستهلاك والتدبير المالي أمر ضروري سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والأموال من الهدر واستدامة منفعتها ، لكن العديد من الأفراد والأسر يفقدون بوصلتهم في تدبير موازناتهم المالية لافتقارهم إلى مهارة الترشيد، فيقعون جراء ذلك في محاذير الإسراف والتبذير أو في غياهب الديون ودوامتها المتوالية.في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يلقي المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري وجودة الحياة، محمد بنساسي، الضوء على أبرز العادات الخاطئة المتعلقة بالاستهلاك والتدبير المالي لدى الأفراد والأسر، وسبل تصحيحها ، خصوصا في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الاستهلاك وهدر الطعام مقارنة مع باقي شهور السنة.1 – ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟بداية كلمة الاستهلاك أصلها في اللغة من الهلاك، وقد وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى : “أهلكت مالا لبدا” (سورة البلد)، بمعنى أنفقت مالا كثيرا، ومنه اشتقت كلمة الاستهلاك ، والمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة هو الاستخدام المباشر للموارد والسلع والخدمات من أجل إشباع حاجات الإنسان بهدف تحقيق حياة كريمة.وترشيد الاستهلاك هو عملية واعية يتم فيها دفع المال مقابل خدمات وسلع وبضائع، لتلبية احتياجات الفرد أو الأسرة من غذاء ودواء وملبس وغير ذلك ، بشكل متوازن بعيدا عن كل أشكال التبذير والإسراف، وكذلك بعيدا عن كل أشكال الحرمان والبخل. فهو إذن عملية عقلية عاطفية روحية وسلوكية، وبترتيب أنسب هو عملية روحية، عقلية ، عاطفية وسلوكية، أي أن الإنسان يستدعي ذكاءه الروحي والعقلي والعاطفي والجسدي لتلبية احتياجاته الضرورية والحاجية والكمالية له ولأسرته بما يحقق المصلحة الآنية والمصلحة الآتية.2- ما هي الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي التي ترتكبها الأسر عموما، لا سيما في رمضان، وما هي أسباب ذلك ؟في اعتقادي، الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي والاستهلاكي يرتكبها الناس على مدار العام ، لكنها تكون بارزة أكثر في شهر رمضان.الخطأ الأساسي والأول هو أن الناس لا يعرفون أولوياتهم ، بمعنى أنه عندما تسعى إلى تلبية شيء ما وتدفع ثمن سلعة أو بضاعة أو خدمة ، هل تتساءل ما إذا كانت الأسرة تحتاج بالفعل لذلك ، هل هي ضمن أولوياتك أم ليست كذلك؟هناك ثلاث مراتب من الأولويات في الحياة ، وهي الضروريات، والحاجيات والكماليات بالتعبير المعاصر أو التحسينيات بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات .كثير من الناس لا يميزون بين ما هو ضروري وما هو حاجي وما هو كمالي ، وعندما نراجع الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ، وهذا من خلال التجربة الشخصية أيضا، نجد عددا كبيرا من الحالات ، خاصة عندما يكون ثمة اختلاف في تدبير ميزانية الأسرة، تنصرف إلى الكماليات بعيدا عن التوازن بين ما هو كمالي وما هو حاجي وما هو ضروري .فالضروريات هي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي لا يمكن بأي وجه من الوجوه الاستغناء عنها، بحيث لو فقدت تسبب ذلك في ضرر، أو جعل حياتنا مهددة، إذن فهي كل ما يوفر لنا الحماية ويضمن لنا الحياة.والحاجيات هي في مرتبة أقل، وهي تلك السلع والبضائع والخدمات التي عندما نوفرها ، تجعل حياتنا أسهل وأكثر مرونة مثل السيارة والهاتف، والأجهزة المنزلية كآلات الطبخ والغسيل وغيرها ، لكن عندما نفقد هذه الأشياء لا تتعرض حياتنا للتهديد، قد تصعب حياتنا، نعم، لكن ذلك لا يشكل تهديدا مباشرا لحياتنا .أما الكماليات فهي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي ندفع لأجلها أموالنا مقابل تحقيق الرفاهية والتوسع على النفس والأهل والأبناء والشعور براحة أكثر.إذن فالترشيد الأمثل أو الترشيد المقنن هو الذي يمكننا من تلبية كل هذه الاحتياجات، بشكل متوازن ومعقول يراعى فيه الدخل المتاح.الخطأ الثاني: الإنفاق دون مراعاة للقدرة الشرائية للأسرة وبما يتجاوز طاقتها المالية، فتدخل جراء ذلك في متاهة الديون.الخطأ الثالث : عدم التفريق بين الحاجة والرغبة، وبالتالي فإنني أنصح كل شخص يريد اقتناء شيء أن يسأل نفسه، هل هناك حاجة حقيقية لهذا الشيء أم هي مجرد رغبة، وهو ما يعبر عنه في كثير من الأحيان بعبارة ” عجباتني” أي راقت لي أو ما شابه، وبالتالي فالشخص الذي يجعل الرغبات تتحكم على حساب الحاجات عادة ما يقع في مشاكل.هذه الأخطاء الأساسية التي يقع فيها عموم الناس وبتجاوزها يمكن التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بترشيد الاستهلاك.3 – ماذا عن أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم صعوبة في تلبية ما هو ضروري فضلا عما هو حاجي أو كمالي. ما هو الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء؟بعض الأشخاص الذين لهم دخل بسيط يرتكبون خطأ على مستوى التصور. ولطالما عالجت هذا الخطأ مع المسترشدين من الناس. فبعضهم يقول لدي راتب بقيمة ألفي درهم “هذا هو رزقي”، فأقول لهم هذا جزء من الرزق. الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن ذلك المبلغ من المال الذي يناله الفرد مقابل عمله يعتبره مبلغ سعيه وكل رزقه ، وبالتالي يكف عن الطلب والسعي، ويدخل في مرحلة من الاعتماد، فيكتفي بذلك الدخل ويعيش في الضيق، وهكذا يقع ضحية عدد كبير من العادات السلبية، إما القروض، أو إخلاف العهود مع الناس وعدم الوفاء بأداء ما عليه من دين. إذن هو مشكل اعتقادي وتصوري، وبالتالي البديل عن هذا التصور ، أن يعتبر الفرد أن هذا الدخل هو جزء من رزقه ، وأن يسعى أكثر لكسب مزيد من المال، وأن يبحث ويفكر فيما يمكن أن يقوم به أو يتعلمه لتحسين وضعه المالي، وهو ما أعبر عنه تحديدا ب”تحرير الإرادة”.فعندما نساعد الناس على تحرير إرادتهم، فإنهم ينطلقون، ويبدعون، وينتجون ويجتهدون من أجل كسب المزيد من المال وهذا واقع عدد من النساء والرجال الذين استطاعوا فعلا أن يغيروا وجه حياتهم، وذلك فقط من خلال تصحيح فكرتهم حول الرزق، فراحوا يبذلون أشكالا من الجهود ويقومون بأنواع من الأنشطة التي أدرت عليهم دخلا محترما ، وغيرت حياتهم تماما من الفقر إلى الغنى وأحيانا إلى الثراء.4 – ما هي العادات الاستهلاكية الخاطئة التي يرتكبها الناس في رمضان، وما هي توصياتكم بهذا الخصوص؟من العادات السيئة التي يمارسها الناس في رمضان ، والتي لا تخلو من البعد النفسي، هو تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل رمضان، والتسابق والمفاخرة بتوفير أنواع كثيرة من المأكولات والأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل بما يفوق الحاجة وينحو نحو الإسراف والتبذير، وهذا يضر بموازنات الأسر وبصحتهم أيضا.ثم أحب أن أذكر أن شهر رمضان هو عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك مدتها شهر كامل، نستطيع أن نستفيد من فضائله إذا تعاملنا معه على أنه فترة أو موسم للتدرب على حسن التدبير وترشيد الاستهلاك، وهنا سوف نذكر مجموعة من القواعد .القاعدة الأولى: رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الروحانيات، وهذه مسألة أساسية جدا تجعل الفرق شاسعا بين من يتعامل مع رمضان على أنه موسم روحي، وبين من يتعامل معه على أنه موسم لتنويع الطعام والشراب، فهذا الفرق في التصور ينعكس على مستوى تدبير وترشيد النفقات ، لذلك من الأشياء التي أؤكد عليها دائما هي أن رمضان فرصة للاقتصاد وليس لإنفاق المزيد من المال، فمثلا عوض استهلاك ثلاث أو أربع وجبات، نقتصر على وجبتين في شهر رمضان ، وإن كان لابد من ثلاث وجبات فلتكن وجبة العشاء خفيفة، فاكهة أو ما شابه ، فالصوم يقتضي التقليل من الطعام وفق أطباء وأخصائيي التغذية، لأنه لا معنى أن نمنع الطعام على الجسد طيلة ساعات طويلة من اليوم ثم فجأة وخلال ساعات قليلة، نقوم بعملية هجوم على المعدة وعلى الذات بكميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز ، هذا طبعا يرهق الجسم ويعرضه للكثير من المخاطر الصحية ، ولذلك تشهد المستشفيات والعيادات الطبية بعد رمضان توافد كثير من المرضى بسبب أخطاء في الاستهلاك.القاعدة الثانية: هو التخلص من العادات السيئة في التعامل مع الزمن والغذاء ، حيث إن بعض الناس يعكسون أوقاتهم، فينامون بالنهار ويسهرون بالليل، هذا الاختلال في التعامل مع الزمن ينتج عنه زيادة في الاستهلاك، لأن الناس عندما يسهرون يأكلون ويستهلكون كميات أكبر من الطعام والشراب، وهذا الأمر تعززه عادات عند بعض الأسر في التزاور والسمر والسهر إلى حدود الفجر وما يرافق ذلك من استغلال أكبر لموارد أخرى كالكهرباء والانترنيت والتعبئة..، كل ذلك يساهم في إلحاق الضرر بميزانية الأسرة. بينما عندما تنام الليل تماما كالعادة وتقضي النهار في العمل والمثابرة، فإن هذا يقلل من فرصة تناول كميات زائدة من الطعام ويوفر الطاقة أيضا.القاعدة الثالثة : وتتعلق بالغذاء، وهي أن نفكر بشكل جدي كيف نجعل من الإفطار وجبة للتغذية أي أن تحتوي على سعرات حرارية كافية لتعويض الجسم عما فقده من الطاقة خلال فترة صيامه بالنهار بشكل يضمن استعادة الجسم لحيويته، وطاقته دون تبذير. كثير من الطعام نتناوله بكميات كبيرة ولا يعطي الجسم ما يحتاجه حقيقة من الطاقة، بينما هناك طعام خفيف وأيضا في متناول الناس ويعطي الجسم طاقة هائلة وهذا مجال يتحدث فيه المتخصصون في التغذية، وله علاقة مباشرة بترشيد الاستهلاك، لأن الطعام المغذي عموما في متناول الجميع، وبأسعار مقبولة جدا.وأنصح في هذا الإطار باتخاذ خطوات عملية كالتالي :– إجعل من هذا الشهر فرصة استثنائية مقارنة بباقي أشهر السنة، وبرمضانات السنوات التي مضت، بمعنى آخر، ارفع تحديا في شهر رمضان الحالي واجعل له ميزانية معينة، إما في حدود ميزانية الشهور الماضية، وهذا هو أقل تقدير، وإلا فالأصل أن يكون استهلاكك في شهر رمضان أقل منه في بقية شهور السنة، وحتى نجمع بين الاقتراحين ، اجعل له ميزانية أقل وذلك الفرق اجعله احتياطا تلجأ إليه عند الحاجة او عند حدوث طارئ .– حاول أن تحافظ على الليل فرصة للراحة والنوم وجزء منه للقيام والتعبد، واجعل النهار للسعي والعمل. بهذه الطريقة، سوف تحافظ على توازن إيقاع برنامجك اليومي، وتقلل تماما من الاستهلاك الزائد ليلا وتوفر الطعام والطاقة.5 – ما هي ثمار الاستهلاك الرشيد وتجلياته في حياة المستهلك ؟تخيل أنك قد قمت بكل الخطوات الآنفة الذكر، وعزمت أن تجعل من رمضان هذا العام ، رمضانا استثنائيا، وأنك سوف تستهلك فيه أقل مما كنت تفعل خلال أشهر السنة، ستحصد بذلك مجموعة من الثمار وعلى رأسها:– المحافظة على إيقاعك خلال العام، وهذا مهم جدا ، لأنك لن ترهق جسدك ولن تستنزف قدرا هائلا من طاقتك، بسبب السهر وتناول كميات كبيرة من الطعام ، فذلك من شأنه أن يؤثر على صحتك وعلى إنتاجيتك.– توفير قدر من المال، مقارنة ببقية شهور السنة– الحفاظ على الموارد من الهدر والتبذير– اكتساب عادات إيجابية فيما يتعلق بالإنفاق والتدبير ، لأن رمضان هو فعلا مدرسة للتدرب على التدبير وترشيد الاستهلاك، وبالتالي سوف تخرج منه وقد تعلمت دروسا كثيرة في ترشيد الاستهلاك ، وفي معرفة ما هو ضروري وما هو حاجي وماهو كمالي ، وسوف تكتسب عادات جديدة في التعامل مع أولوياتك في الحياة، سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو الملبس …كلها أشياء ستعود بالفائدة عليك وعلى أفراد أسرتك جميعا، هذه بعض الثمرات وإلا فالكثيرون سوف يكتشفون ثمارا لم أذكرها بحسب نوعية تجربتهم وبحسب نوعية الحياة التي يعيشونها وأيضا بحسب حجم الأخطاء التي يرتكبونها ، وهكذا فخوضك لهذه التجربة وهذا التحدي ، سيجعلك تتبنى سياسة ترشيدية لكل ما تستهلك من موارد مختلفة ، وتكتسب أساليب وطرقا جديدة في الترشيد والاستهلاك تكون نافعة وذات جدوى ليس فقط خلال شهر رمضان، بل في جميع شهور السنة .

ترشيد الاستهلاك والتدبير المالي أمر ضروري سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والأموال من الهدر واستدامة منفعتها ، لكن العديد من الأفراد والأسر يفقدون بوصلتهم في تدبير موازناتهم المالية لافتقارهم إلى مهارة الترشيد، فيقعون جراء ذلك في محاذير الإسراف والتبذير أو في غياهب الديون ودوامتها المتوالية.في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يلقي المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري وجودة الحياة، محمد بنساسي، الضوء على أبرز العادات الخاطئة المتعلقة بالاستهلاك والتدبير المالي لدى الأفراد والأسر، وسبل تصحيحها ، خصوصا في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الاستهلاك وهدر الطعام مقارنة مع باقي شهور السنة.1 – ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟بداية كلمة الاستهلاك أصلها في اللغة من الهلاك، وقد وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى : “أهلكت مالا لبدا” (سورة البلد)، بمعنى أنفقت مالا كثيرا، ومنه اشتقت كلمة الاستهلاك ، والمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة هو الاستخدام المباشر للموارد والسلع والخدمات من أجل إشباع حاجات الإنسان بهدف تحقيق حياة كريمة.وترشيد الاستهلاك هو عملية واعية يتم فيها دفع المال مقابل خدمات وسلع وبضائع، لتلبية احتياجات الفرد أو الأسرة من غذاء ودواء وملبس وغير ذلك ، بشكل متوازن بعيدا عن كل أشكال التبذير والإسراف، وكذلك بعيدا عن كل أشكال الحرمان والبخل. فهو إذن عملية عقلية عاطفية روحية وسلوكية، وبترتيب أنسب هو عملية روحية، عقلية ، عاطفية وسلوكية، أي أن الإنسان يستدعي ذكاءه الروحي والعقلي والعاطفي والجسدي لتلبية احتياجاته الضرورية والحاجية والكمالية له ولأسرته بما يحقق المصلحة الآنية والمصلحة الآتية.2- ما هي الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي التي ترتكبها الأسر عموما، لا سيما في رمضان، وما هي أسباب ذلك ؟في اعتقادي، الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي والاستهلاكي يرتكبها الناس على مدار العام ، لكنها تكون بارزة أكثر في شهر رمضان.الخطأ الأساسي والأول هو أن الناس لا يعرفون أولوياتهم ، بمعنى أنه عندما تسعى إلى تلبية شيء ما وتدفع ثمن سلعة أو بضاعة أو خدمة ، هل تتساءل ما إذا كانت الأسرة تحتاج بالفعل لذلك ، هل هي ضمن أولوياتك أم ليست كذلك؟هناك ثلاث مراتب من الأولويات في الحياة ، وهي الضروريات، والحاجيات والكماليات بالتعبير المعاصر أو التحسينيات بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات .كثير من الناس لا يميزون بين ما هو ضروري وما هو حاجي وما هو كمالي ، وعندما نراجع الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ، وهذا من خلال التجربة الشخصية أيضا، نجد عددا كبيرا من الحالات ، خاصة عندما يكون ثمة اختلاف في تدبير ميزانية الأسرة، تنصرف إلى الكماليات بعيدا عن التوازن بين ما هو كمالي وما هو حاجي وما هو ضروري .فالضروريات هي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي لا يمكن بأي وجه من الوجوه الاستغناء عنها، بحيث لو فقدت تسبب ذلك في ضرر، أو جعل حياتنا مهددة، إذن فهي كل ما يوفر لنا الحماية ويضمن لنا الحياة.والحاجيات هي في مرتبة أقل، وهي تلك السلع والبضائع والخدمات التي عندما نوفرها ، تجعل حياتنا أسهل وأكثر مرونة مثل السيارة والهاتف، والأجهزة المنزلية كآلات الطبخ والغسيل وغيرها ، لكن عندما نفقد هذه الأشياء لا تتعرض حياتنا للتهديد، قد تصعب حياتنا، نعم، لكن ذلك لا يشكل تهديدا مباشرا لحياتنا .أما الكماليات فهي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي ندفع لأجلها أموالنا مقابل تحقيق الرفاهية والتوسع على النفس والأهل والأبناء والشعور براحة أكثر.إذن فالترشيد الأمثل أو الترشيد المقنن هو الذي يمكننا من تلبية كل هذه الاحتياجات، بشكل متوازن ومعقول يراعى فيه الدخل المتاح.الخطأ الثاني: الإنفاق دون مراعاة للقدرة الشرائية للأسرة وبما يتجاوز طاقتها المالية، فتدخل جراء ذلك في متاهة الديون.الخطأ الثالث : عدم التفريق بين الحاجة والرغبة، وبالتالي فإنني أنصح كل شخص يريد اقتناء شيء أن يسأل نفسه، هل هناك حاجة حقيقية لهذا الشيء أم هي مجرد رغبة، وهو ما يعبر عنه في كثير من الأحيان بعبارة ” عجباتني” أي راقت لي أو ما شابه، وبالتالي فالشخص الذي يجعل الرغبات تتحكم على حساب الحاجات عادة ما يقع في مشاكل.هذه الأخطاء الأساسية التي يقع فيها عموم الناس وبتجاوزها يمكن التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بترشيد الاستهلاك.3 – ماذا عن أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم صعوبة في تلبية ما هو ضروري فضلا عما هو حاجي أو كمالي. ما هو الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء؟بعض الأشخاص الذين لهم دخل بسيط يرتكبون خطأ على مستوى التصور. ولطالما عالجت هذا الخطأ مع المسترشدين من الناس. فبعضهم يقول لدي راتب بقيمة ألفي درهم “هذا هو رزقي”، فأقول لهم هذا جزء من الرزق. الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن ذلك المبلغ من المال الذي يناله الفرد مقابل عمله يعتبره مبلغ سعيه وكل رزقه ، وبالتالي يكف عن الطلب والسعي، ويدخل في مرحلة من الاعتماد، فيكتفي بذلك الدخل ويعيش في الضيق، وهكذا يقع ضحية عدد كبير من العادات السلبية، إما القروض، أو إخلاف العهود مع الناس وعدم الوفاء بأداء ما عليه من دين. إذن هو مشكل اعتقادي وتصوري، وبالتالي البديل عن هذا التصور ، أن يعتبر الفرد أن هذا الدخل هو جزء من رزقه ، وأن يسعى أكثر لكسب مزيد من المال، وأن يبحث ويفكر فيما يمكن أن يقوم به أو يتعلمه لتحسين وضعه المالي، وهو ما أعبر عنه تحديدا ب”تحرير الإرادة”.فعندما نساعد الناس على تحرير إرادتهم، فإنهم ينطلقون، ويبدعون، وينتجون ويجتهدون من أجل كسب المزيد من المال وهذا واقع عدد من النساء والرجال الذين استطاعوا فعلا أن يغيروا وجه حياتهم، وذلك فقط من خلال تصحيح فكرتهم حول الرزق، فراحوا يبذلون أشكالا من الجهود ويقومون بأنواع من الأنشطة التي أدرت عليهم دخلا محترما ، وغيرت حياتهم تماما من الفقر إلى الغنى وأحيانا إلى الثراء.4 – ما هي العادات الاستهلاكية الخاطئة التي يرتكبها الناس في رمضان، وما هي توصياتكم بهذا الخصوص؟من العادات السيئة التي يمارسها الناس في رمضان ، والتي لا تخلو من البعد النفسي، هو تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل رمضان، والتسابق والمفاخرة بتوفير أنواع كثيرة من المأكولات والأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل بما يفوق الحاجة وينحو نحو الإسراف والتبذير، وهذا يضر بموازنات الأسر وبصحتهم أيضا.ثم أحب أن أذكر أن شهر رمضان هو عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك مدتها شهر كامل، نستطيع أن نستفيد من فضائله إذا تعاملنا معه على أنه فترة أو موسم للتدرب على حسن التدبير وترشيد الاستهلاك، وهنا سوف نذكر مجموعة من القواعد .القاعدة الأولى: رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الروحانيات، وهذه مسألة أساسية جدا تجعل الفرق شاسعا بين من يتعامل مع رمضان على أنه موسم روحي، وبين من يتعامل معه على أنه موسم لتنويع الطعام والشراب، فهذا الفرق في التصور ينعكس على مستوى تدبير وترشيد النفقات ، لذلك من الأشياء التي أؤكد عليها دائما هي أن رمضان فرصة للاقتصاد وليس لإنفاق المزيد من المال، فمثلا عوض استهلاك ثلاث أو أربع وجبات، نقتصر على وجبتين في شهر رمضان ، وإن كان لابد من ثلاث وجبات فلتكن وجبة العشاء خفيفة، فاكهة أو ما شابه ، فالصوم يقتضي التقليل من الطعام وفق أطباء وأخصائيي التغذية، لأنه لا معنى أن نمنع الطعام على الجسد طيلة ساعات طويلة من اليوم ثم فجأة وخلال ساعات قليلة، نقوم بعملية هجوم على المعدة وعلى الذات بكميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز ، هذا طبعا يرهق الجسم ويعرضه للكثير من المخاطر الصحية ، ولذلك تشهد المستشفيات والعيادات الطبية بعد رمضان توافد كثير من المرضى بسبب أخطاء في الاستهلاك.القاعدة الثانية: هو التخلص من العادات السيئة في التعامل مع الزمن والغذاء ، حيث إن بعض الناس يعكسون أوقاتهم، فينامون بالنهار ويسهرون بالليل، هذا الاختلال في التعامل مع الزمن ينتج عنه زيادة في الاستهلاك، لأن الناس عندما يسهرون يأكلون ويستهلكون كميات أكبر من الطعام والشراب، وهذا الأمر تعززه عادات عند بعض الأسر في التزاور والسمر والسهر إلى حدود الفجر وما يرافق ذلك من استغلال أكبر لموارد أخرى كالكهرباء والانترنيت والتعبئة..، كل ذلك يساهم في إلحاق الضرر بميزانية الأسرة. بينما عندما تنام الليل تماما كالعادة وتقضي النهار في العمل والمثابرة، فإن هذا يقلل من فرصة تناول كميات زائدة من الطعام ويوفر الطاقة أيضا.القاعدة الثالثة : وتتعلق بالغذاء، وهي أن نفكر بشكل جدي كيف نجعل من الإفطار وجبة للتغذية أي أن تحتوي على سعرات حرارية كافية لتعويض الجسم عما فقده من الطاقة خلال فترة صيامه بالنهار بشكل يضمن استعادة الجسم لحيويته، وطاقته دون تبذير. كثير من الطعام نتناوله بكميات كبيرة ولا يعطي الجسم ما يحتاجه حقيقة من الطاقة، بينما هناك طعام خفيف وأيضا في متناول الناس ويعطي الجسم طاقة هائلة وهذا مجال يتحدث فيه المتخصصون في التغذية، وله علاقة مباشرة بترشيد الاستهلاك، لأن الطعام المغذي عموما في متناول الجميع، وبأسعار مقبولة جدا.وأنصح في هذا الإطار باتخاذ خطوات عملية كالتالي :– إجعل من هذا الشهر فرصة استثنائية مقارنة بباقي أشهر السنة، وبرمضانات السنوات التي مضت، بمعنى آخر، ارفع تحديا في شهر رمضان الحالي واجعل له ميزانية معينة، إما في حدود ميزانية الشهور الماضية، وهذا هو أقل تقدير، وإلا فالأصل أن يكون استهلاكك في شهر رمضان أقل منه في بقية شهور السنة، وحتى نجمع بين الاقتراحين ، اجعل له ميزانية أقل وذلك الفرق اجعله احتياطا تلجأ إليه عند الحاجة او عند حدوث طارئ .– حاول أن تحافظ على الليل فرصة للراحة والنوم وجزء منه للقيام والتعبد، واجعل النهار للسعي والعمل. بهذه الطريقة، سوف تحافظ على توازن إيقاع برنامجك اليومي، وتقلل تماما من الاستهلاك الزائد ليلا وتوفر الطعام والطاقة.5 – ما هي ثمار الاستهلاك الرشيد وتجلياته في حياة المستهلك ؟تخيل أنك قد قمت بكل الخطوات الآنفة الذكر، وعزمت أن تجعل من رمضان هذا العام ، رمضانا استثنائيا، وأنك سوف تستهلك فيه أقل مما كنت تفعل خلال أشهر السنة، ستحصد بذلك مجموعة من الثمار وعلى رأسها:– المحافظة على إيقاعك خلال العام، وهذا مهم جدا ، لأنك لن ترهق جسدك ولن تستنزف قدرا هائلا من طاقتك، بسبب السهر وتناول كميات كبيرة من الطعام ، فذلك من شأنه أن يؤثر على صحتك وعلى إنتاجيتك.– توفير قدر من المال، مقارنة ببقية شهور السنة– الحفاظ على الموارد من الهدر والتبذير– اكتساب عادات إيجابية فيما يتعلق بالإنفاق والتدبير ، لأن رمضان هو فعلا مدرسة للتدرب على التدبير وترشيد الاستهلاك، وبالتالي سوف تخرج منه وقد تعلمت دروسا كثيرة في ترشيد الاستهلاك ، وفي معرفة ما هو ضروري وما هو حاجي وماهو كمالي ، وسوف تكتسب عادات جديدة في التعامل مع أولوياتك في الحياة، سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو الملبس …كلها أشياء ستعود بالفائدة عليك وعلى أفراد أسرتك جميعا، هذه بعض الثمرات وإلا فالكثيرون سوف يكتشفون ثمارا لم أذكرها بحسب نوعية تجربتهم وبحسب نوعية الحياة التي يعيشونها وأيضا بحسب حجم الأخطاء التي يرتكبونها ، وهكذا فخوضك لهذه التجربة وهذا التحدي ، سيجعلك تتبنى سياسة ترشيدية لكل ما تستهلك من موارد مختلفة ، وتكتسب أساليب وطرقا جديدة في الترشيد والاستهلاك تكون نافعة وذات جدوى ليس فقط خلال شهر رمضان، بل في جميع شهور السنة .



اقرأ أيضاً
ارتفاع سعر الدرهم مقابل الأورو والدولار
أفاد بنك المغرب بأن سعر صرف الدرهم ارتفع بنسبة 0,6 في المائة مقابل الأورو، وبنسبة 0,5 في المائة مقابل الدولار الأمريكي، خلال الأسبوع الممتد من 2 إلى 7 ماي الجاري. وأوضح بنك المغرب، في نشرته الأخيرة حول المؤشرات الأسبوعية، أنه لم يتم خلال هذه الفترة إجراء أي عملية مناقصة في سوق الصرف. وأضاف المصدر ذاته، أن الأصول الاحتياطية الرسمية بلغت، بتاريخ 2 ماي، ما مجموعه 400,7 مليار درهم، مسجلة ارتفاعا بنسبة 3,5 في المائة مقارنة بالأسبوع السابق، وبنسبة 7,1 في المائة على أساس سنوي. وبخصوص تدخلات بنك المغرب، فقد بلغ حجمها، خلال الأسبوع الماضي، ما مجموعه 127,6 مليار درهم في المتوسط اليومي. ويتوزع هذا الحجم بين تسبيقات لمدة 7 أيام بمبلغ 49,1 مليار درهم، وعمليات لإعادة الشراء طويلة الأجل (41,3 مليار درهم)، وقروض مضمونة (37,2 مليار درهم). وعلى مستوى السوق بين الأبناك، بلغ متوسط حجم التداول اليومي 3,1 مليار درهم، واستقر المعدل بين الأبناك في حدود 2,25 في المائة. وخلال طلب العروض ليوم 7 ماي (تاريخ التسوية 8 ماي)، ضخ بنك المغرب مبلغ 43 مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة 7 أيام. أما في سوق البورصة، فقد ارتفع مؤشر "مازي" بنسبة 1,3 في المائة خلال الفترة من 2 إلى 7 ماي، ليصل أداؤه منذ بداية السنة إلى 19,2 في المائة. ويعزى هذا التحسن، بالأساس، إلى ارتفاع مؤشرات "البناء ومواد البناء" بنسبة 1,5 في المائة، و"المشاركة والتطوير العقاري" بـ 4,4 في المائة، و"الموزعين" بـ 6,3 في المائة، و"شركات التأمين" بـ 5,4 في المائة. وفي المقابل، سجل قطاع "الاتصالات" تراجعا بنسبة 1,3 في المائة. أما الحجم الأسبوعي للمبادلات، فقد بلغ 822,4 مليون درهم، مقابل 3 مليارات درهم خلال الأسبوع الذي سبقه، تم إنجاز معظمها على مستوى السوق المركزي للأسهم.
إقتصاد

تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً
تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً، بحسب تقرير صادر عن شركة “أوليفر وايمان” للاستشارات الصناعية والمالية. التقرير كشف أن تكلفة اليد العاملة لإنتاج مركبة واحدة في المغرب لا تتعدى 106 دولارات، ما يجعل المملكة تتفوق على أكثر من 250 مصنعاً حول العالم.في المقابل، وصلت التكلفة في دول مثل رومانيا والمكسيك إلى أكثر من الضعف، فيما سجلت تركيا والصين أرقاماً أعلى بكثير. هذا الفارق يعكس ميزة تنافسية بارزة جعلت من المغرب وجهة مفضلة لعمالقة صناعة السيارات، خاصة الشركات الفرنسية التي وجدت في المملكة بديلاً استراتيجياً لأوروبا. من جهة أخرى، لا يُعزى انخفاض التكلفة في المغرب فقط إلى الأجور المتدنية، بل يرتبط أيضاً بارتفاع الإنتاجية وحداثة المصانع واستقرار سلاسل التوريد. هذه العوامل مجتمعة مكّنت المملكة من تأمين بيئة إنتاجية مرنة تسهم في تقليص عدد ساعات العمل الهندسي، وتخفيض الكلفة النهائية لكل مركبة. بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن المغرب يعتمد نماذج إنتاجية متوسطة وبسيطة تقلل تعقيد التصاميم، وهو ما ينعكس إيجاباً على استقرار المصاريف. كما تستفيد البلاد من بنية لوجستية متطورة، ما يعزز سلاسة عمليات التوريد والإنتاج، على عكس ما تعانيه مصانع أوروبية وأمريكية من ضغوط بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتعقيد النماذج الصناعية. المغرب حقق نمواً ملحوظاً بنسبة 29% في إنتاج السيارات بين 2019 و2024، في وقت شهدت فيه دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا تراجعاً في معدلات الإنتاج. هذه الدينامية الجديدة تدفع نحو توسيع الحضور المغربي في سلاسل القيمة العالمية، خاصة المرتبطة بالسيارات الكهربائية والهجينة. رغم التحديات العالمية في قطاع السيارات، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة تصنيعية منافسة، مستفيداً من موقعه الجغرافي وتكلفته المنخفضة وقدرته على التكيف مع متغيرات السوق الدولية.
إقتصاد

المغرب يتصدر إفريقيا في واردات اللحوم الأمريكية بتجاوز الألف طن شهرياً
شهدت صادرات اللحوم الحمراء الأميركية إلى المغرب قفزة قياسية خلال شهر مارس الماضي، مسجلة مستويات غير مسبوقة من حيث الحجم، وفقاً لما أفاد به الاتحاد الأميركي لتصدير اللحوم (USMEF) استناداً إلى بيانات وزارة الزراعة الأميركية (USDA). وحسب البيان، فقد بلغت واردات المغرب من لحوم الأبقار المعالجة، لا سيما “اللحوم المتنوعة” كأكباد الأبقار، حوالي 1,146 طناً مترياً، وهو أعلى حجم شهري يتم تسجيله منذ بدء تتبع الصادرات الأميركية إلى المملكة، مما يبرز التحول اللافت في نمط الطلب داخل السوق المغربي. هذا النمو يأتي ضمن اتجاه توسعي ملحوظ نحو أسواق القارة الإفريقية، إذ أشار الاتحاد إلى أن دولاً مثل كوت ديفوار والغابون سجلت بدورها ارتفاعاً في واردات اللحوم الأميركية. في المجمل، وصلت صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى إفريقيا خلال شهر مارس إلى 1,550 طناً مترياً، بزيادة سنوية بلغت 73%، بينما تخطّت القيمة الإجمالية 2.9 مليون دولار، أي نمواً بنسبة 123% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وخلال الربع الأول من سنة 2025، بلغ إجمالي صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى القارة 3,658 طناً مترياً، محققة بذلك عائدات قاربت 5.8 مليون دولار، وهو ما يمثل ارتفاعاً سنوياً بنسبة 15% في الكمية و34% في القيمة. ويرجع هذا الأداء المتميز بالأساس وفق موقع ديتافور الاقتصادي، إلى ارتفاع الطلب على “اللحوم المتنوعة”، التي تشكل الأكباد الحصة الأكبر منها، ما يرسّخ مكانة المغرب كأحد الأسواق الواعدة لهذا النوع من الصادرات الأميركية. وتأتي هذه النتائج ضمن جهود أوسع يبذلها الاتحاد الأميركي لتوسيع رقعة أسواقه وتنويع منافذه التجارية، حيث نظم مؤخراً بعثة تجارية إلى غرب إفريقيا شملت ندوة في العاصمة الغانية أكرا، وجمعت مستوردين من 12 دولة إفريقية، في مسعى لتعزيز الروابط التجارية وتوسيع الحضور الأميركي في المنطقة.
إقتصاد

قطاع البناء في المغرب يتجه نحو تسجيل نمو ملحوظ خلال 2025
يستعد قطاع البناء في المغرب لتسجيل نمو ملحوظ بنسبة 3.9% في عام 2025، مدعوماً بمؤشرات إيجابية واستثمارات كبرى، في ظل توقعات بالحفاظ على معدل نمو سنوي متوسط يبلغ 3.8% بين 2026 و2029، وفقاً لتقرير حديث أصدرته شركة Research and Markets. يشهد المغرب انتعاشاً واضحاً في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث أعلن رئيس الحكومة في نونبر 2024 عن ارتفاع بنسبة 50.7% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، لتصل إلى أكثر من 16.2 مليار درهم (حوالي 1.6 مليار دولار). ويُعزى هذا النمو إلى التحسينات الجارية في البنية التحتية، وخصوصاً المشاريع المرتبطة باستضافة المملكة لمجموعة من الفعاليات الرياضية القارية والعالمية، وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم 2030. في هذا الإطار، وقع البنك الإفريقي للتنمية اتفاقية تمويل مع المغرب تشمل قرضاً بقيمة 3.8 مليار درهم، بالإضافة إلى مشروع تكميلي بقيمة 7 مليارات درهم، لتطوير البنية التحتية المرتبطة بالمونديال. وتشمل المشاريع تحسين الحوكمة الاقتصادية، تطوير أنظمة المياه، وإحداث منطقة صناعية كبرى في ميناء الناظور غرب المتوسط. وفي سياق الاستعدادات للمونديال، يُخطط المغرب لتحديث ستة ملاعب قائمة وبناء مجمع رياضي جديد في بنسليمان قرب الدار البيضاء. كما تشمل المشاريع إعادة هيكلة واسعة لـشبكات النقل البري والجوي والسككي، لتتماشى مع المعايير الدولية لاستضافة الحدث الرياضي الأضخم. أعلنت وزارة النقل واللوجستيك في يناير 2025 عن خطة طموحة بقيمة 96 مليار درهم (نحو 9.5 مليار دولار) لتوسيع وتحديث الشبكة الوطنية للسكك الحديدية بحلول عام 2030. وتشمل الخطة: 53 مليار درهم لتطوير قطارات فائقة السرعة 29 مليار درهم لاقتناء 150 قطاراً جديداً 14 مليار درهم لإنشاء 40 محطة حديثة تتوقع الدراسة أن يستمر قطاع البناء المغربي في الاستفادة من هذه المشاريع الوطنية الكبرى، لاسيما في مجالات الإسكان، الكهرباء، والمرافق الرياضية، مما يعزز موقع المغرب كوجهة مفضلة للاستثمار في منطقة شمال إفريقيا.
إقتصاد

اعتقال 4 أشخاص من عصابات السرقة عن طريق الخطف
أحالت مصالح الشرطة بمنطقة أمن عين السبع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء على النيابة العامة المختصة، صباح اليوم الأحد 11 ماي الجاري، أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالسرق باستعمال ناقلة ذات محرك. وكان أحد المشتبه فيهم قد أقدم، رفقة شخص آخر، على ارتكاب عملية للسرقة باستعمال دراجة نارية بالشارع العام بمدينة الدار البيضاء، وهي الأفعال الإجرامية التي شكلت موضوع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات المنجزة عن تشخيص هويتهما وتوقيف واحد منهما. كما مكنت الأبحاث والتحريات المتواصلة في هذه القضية من حجز سلاح أبيض والدراجة النارية المستعملة في هذا النشاط الإجرامي قبل إيداعها بالمحجز البلدي، علاوة على توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم في حيازة الأشياء المتحصلة من عملية السرقة. وقد تم إخضاع المشتبه فيهم الأربعة لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي أشرفت عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، فيما لازالت الأبحاث والتحريات جارية بغرض توقيف المشتبه فيه الخامس بعدما تم تحديد هويته الكاملة.
مجتمع

بالصور.. حملة أمنية جديدة تستهدف مقاهي الشيشا بمراكش
شنت مصالح الامن بمراكش ليلة امس السبت 10 ماي، حملة جديدة استهدفت مقاهي الشيشا بمجموعة من المناطق المحسوبة على مجال نفوذ المنطقة الامنية الاولى. وحسب مصادر "كشـ24 فقد شاركت في الحملة عناصر من الشرطة القضائية والاستعلامات العامة، وعناصر الامن التابعة للدوائر الامنية الاولى و 16 و 22 والتي توجد المقاهي المستهدفة في مجال نفوذها.وقد شملت الحملة 6 مقاهي بالمناطق المذكورة، و اسفرت الحملة عن حجز 120 نرجيلة، و 90 رأس معبأ، الى جانب كيلوغرام و نصف من مادة المعسل المهرب.كما تم عقب الحملة الامنية اقتياد مسيري المقاهي الستة المعنية الى مقرات الداوائر المذكورة كل حسب مجال نفوذه، حيث تم الاستماع اليهم في محاضر رسمية.  
مجتمع

درك بنجرير يُطيح بزعيم إحدى أخطر عصابات سرقة المواشي بالمغرب
تمكّنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بابن جرير، صباح السبت 10 ماي، من توقيف زعيم عصابة إجرامية مصنّفة ضمن أخطر الشبكات المتورطة في سرقة المواشي، والمعروف بالأحرف الأولى "ع.ك"، والبالغ من العمر 39 سنة، والمبحوث عنه بموجب أكثر من 12 مذكرة بحث وطنية. وتمّت العملية الأمنية في حالة تلبّس، بعد أن رصدت المصالح الدركية المعني وهو بصدد نقل 21 رأساً من الأغنام المسروقة على متن سيارة من نوع "تويوتا بيكوب"، عقب تنفيذ عملية سرقة بجماعة سكورة الحدرة، عمد خلالها وأفراد عصابته إلى تقييد الراعي وسلبه قطيع المواشي. ومباشرة بعد توصل المصالح الأمنية بإشعار من أسرة الضحية، باشرت دورية للدرك عملية مطاردة دقيقة، انتهت بحي "الرياض 2" في مدينة ابن جرير، بعدما اصطدمت سيارة المشتبه فيه بعمود كهربائي. ورغم محاولته الفرار، فقد تم توقيفه في وقت وجيز بفضل التدخل السريع لرجال الدرك وخلال تفتيش المركبة، تم العثور على مجموعة من الأدلة التي تعزز فرضية ارتباط العصابة بعمليات إجرامية مماثلة، من بينها أسلحة بيضاء، أقنعة، ولوحات ترقيم مزورة. وقد جرى وضع الموقوف رهن تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بمراكش، في وقت تتواصل فيه الأبحاث لتوقيف باقي أفراد الشبكة.
مجتمع

نادي قضاة المغرب يستعد لتجديده مكتبه
أعلن رئيس "نادي قضاة المغرب"، عبد الرزاق الجباري، عن قرب انتهاء الولاية الخامسة للأجهزة المسيرة للنادي، والمقررة أن تنقضي في 4 يونيو 2025، وذلك وفقاً لمقتضيات القانون الأساسي للنادي. وفي رسالة وجهها إلى أعضاء الجمعية، عبر الجباري عن اعتزازه بما تحقق خلال هذه الولاية، مشيداً بالتطورات التي شهدتها الجمعية على مختلف الأصعدة، كما أشاد بإيجابية “روح التعاون التي طبعت علاقة نادي قضاة المغرب بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية”، مشيدا بـ”التفاعل الإيجابي للمجلس مع العديد من الطلبات والمقترحات والأفكار ذات الصلة باستقلال القضاء وتعزيز منظومة تخليقه”. ودعا الجباري أعضاء النادي إلى المشاركة الفاعلة في الجمع العام السادس الذي سيعقد في 17 ماي 2025، مشيراً إلى أهمية هذه المشاركة باعتبارها محطة حاسمة في تاريخ النادي، تمهد لاختيار الأجهزة الجديدة التي ستقود النادي في المرحلة القادمة. وأكد رئيس "نادي قضاة المغرب" أن الجمع العام المقبل سيشكل مناسبة هامة لاستعراض الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، وتجديد العهد مع الأهداف النبيلة التي تجمع جميع القضاة في سبيل خدمة قضاء قوي، مستقل، ونزيه.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور
الأكثر قراءة

إقتصاد

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة