إقتصاد
مجتمع

التدبير المالي في رمضان.. أسئلة لمدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 19 أبريل 2021

ترشيد الاستهلاك والتدبير المالي أمر ضروري سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والأموال من الهدر واستدامة منفعتها ، لكن العديد من الأفراد والأسر يفقدون بوصلتهم في تدبير موازناتهم المالية لافتقارهم إلى مهارة الترشيد، فيقعون جراء ذلك في محاذير الإسراف والتبذير أو في غياهب الديون ودوامتها المتوالية.في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يلقي المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري وجودة الحياة، محمد بنساسي، الضوء على أبرز العادات الخاطئة المتعلقة بالاستهلاك والتدبير المالي لدى الأفراد والأسر، وسبل تصحيحها ، خصوصا في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الاستهلاك وهدر الطعام مقارنة مع باقي شهور السنة.1 – ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟بداية كلمة الاستهلاك أصلها في اللغة من الهلاك، وقد وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى : “أهلكت مالا لبدا” (سورة البلد)، بمعنى أنفقت مالا كثيرا، ومنه اشتقت كلمة الاستهلاك ، والمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة هو الاستخدام المباشر للموارد والسلع والخدمات من أجل إشباع حاجات الإنسان بهدف تحقيق حياة كريمة.وترشيد الاستهلاك هو عملية واعية يتم فيها دفع المال مقابل خدمات وسلع وبضائع، لتلبية احتياجات الفرد أو الأسرة من غذاء ودواء وملبس وغير ذلك ، بشكل متوازن بعيدا عن كل أشكال التبذير والإسراف، وكذلك بعيدا عن كل أشكال الحرمان والبخل. فهو إذن عملية عقلية عاطفية روحية وسلوكية، وبترتيب أنسب هو عملية روحية، عقلية ، عاطفية وسلوكية، أي أن الإنسان يستدعي ذكاءه الروحي والعقلي والعاطفي والجسدي لتلبية احتياجاته الضرورية والحاجية والكمالية له ولأسرته بما يحقق المصلحة الآنية والمصلحة الآتية.2- ما هي الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي التي ترتكبها الأسر عموما، لا سيما في رمضان، وما هي أسباب ذلك ؟في اعتقادي، الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي والاستهلاكي يرتكبها الناس على مدار العام ، لكنها تكون بارزة أكثر في شهر رمضان.الخطأ الأساسي والأول هو أن الناس لا يعرفون أولوياتهم ، بمعنى أنه عندما تسعى إلى تلبية شيء ما وتدفع ثمن سلعة أو بضاعة أو خدمة ، هل تتساءل ما إذا كانت الأسرة تحتاج بالفعل لذلك ، هل هي ضمن أولوياتك أم ليست كذلك؟هناك ثلاث مراتب من الأولويات في الحياة ، وهي الضروريات، والحاجيات والكماليات بالتعبير المعاصر أو التحسينيات بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات .كثير من الناس لا يميزون بين ما هو ضروري وما هو حاجي وما هو كمالي ، وعندما نراجع الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ، وهذا من خلال التجربة الشخصية أيضا، نجد عددا كبيرا من الحالات ، خاصة عندما يكون ثمة اختلاف في تدبير ميزانية الأسرة، تنصرف إلى الكماليات بعيدا عن التوازن بين ما هو كمالي وما هو حاجي وما هو ضروري .فالضروريات هي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي لا يمكن بأي وجه من الوجوه الاستغناء عنها، بحيث لو فقدت تسبب ذلك في ضرر، أو جعل حياتنا مهددة، إذن فهي كل ما يوفر لنا الحماية ويضمن لنا الحياة.والحاجيات هي في مرتبة أقل، وهي تلك السلع والبضائع والخدمات التي عندما نوفرها ، تجعل حياتنا أسهل وأكثر مرونة مثل السيارة والهاتف، والأجهزة المنزلية كآلات الطبخ والغسيل وغيرها ، لكن عندما نفقد هذه الأشياء لا تتعرض حياتنا للتهديد، قد تصعب حياتنا، نعم، لكن ذلك لا يشكل تهديدا مباشرا لحياتنا .أما الكماليات فهي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي ندفع لأجلها أموالنا مقابل تحقيق الرفاهية والتوسع على النفس والأهل والأبناء والشعور براحة أكثر.إذن فالترشيد الأمثل أو الترشيد المقنن هو الذي يمكننا من تلبية كل هذه الاحتياجات، بشكل متوازن ومعقول يراعى فيه الدخل المتاح.الخطأ الثاني: الإنفاق دون مراعاة للقدرة الشرائية للأسرة وبما يتجاوز طاقتها المالية، فتدخل جراء ذلك في متاهة الديون.الخطأ الثالث : عدم التفريق بين الحاجة والرغبة، وبالتالي فإنني أنصح كل شخص يريد اقتناء شيء أن يسأل نفسه، هل هناك حاجة حقيقية لهذا الشيء أم هي مجرد رغبة، وهو ما يعبر عنه في كثير من الأحيان بعبارة ” عجباتني” أي راقت لي أو ما شابه، وبالتالي فالشخص الذي يجعل الرغبات تتحكم على حساب الحاجات عادة ما يقع في مشاكل.هذه الأخطاء الأساسية التي يقع فيها عموم الناس وبتجاوزها يمكن التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بترشيد الاستهلاك.3 – ماذا عن أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم صعوبة في تلبية ما هو ضروري فضلا عما هو حاجي أو كمالي. ما هو الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء؟بعض الأشخاص الذين لهم دخل بسيط يرتكبون خطأ على مستوى التصور. ولطالما عالجت هذا الخطأ مع المسترشدين من الناس. فبعضهم يقول لدي راتب بقيمة ألفي درهم “هذا هو رزقي”، فأقول لهم هذا جزء من الرزق. الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن ذلك المبلغ من المال الذي يناله الفرد مقابل عمله يعتبره مبلغ سعيه وكل رزقه ، وبالتالي يكف عن الطلب والسعي، ويدخل في مرحلة من الاعتماد، فيكتفي بذلك الدخل ويعيش في الضيق، وهكذا يقع ضحية عدد كبير من العادات السلبية، إما القروض، أو إخلاف العهود مع الناس وعدم الوفاء بأداء ما عليه من دين. إذن هو مشكل اعتقادي وتصوري، وبالتالي البديل عن هذا التصور ، أن يعتبر الفرد أن هذا الدخل هو جزء من رزقه ، وأن يسعى أكثر لكسب مزيد من المال، وأن يبحث ويفكر فيما يمكن أن يقوم به أو يتعلمه لتحسين وضعه المالي، وهو ما أعبر عنه تحديدا ب”تحرير الإرادة”.فعندما نساعد الناس على تحرير إرادتهم، فإنهم ينطلقون، ويبدعون، وينتجون ويجتهدون من أجل كسب المزيد من المال وهذا واقع عدد من النساء والرجال الذين استطاعوا فعلا أن يغيروا وجه حياتهم، وذلك فقط من خلال تصحيح فكرتهم حول الرزق، فراحوا يبذلون أشكالا من الجهود ويقومون بأنواع من الأنشطة التي أدرت عليهم دخلا محترما ، وغيرت حياتهم تماما من الفقر إلى الغنى وأحيانا إلى الثراء.4 – ما هي العادات الاستهلاكية الخاطئة التي يرتكبها الناس في رمضان، وما هي توصياتكم بهذا الخصوص؟من العادات السيئة التي يمارسها الناس في رمضان ، والتي لا تخلو من البعد النفسي، هو تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل رمضان، والتسابق والمفاخرة بتوفير أنواع كثيرة من المأكولات والأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل بما يفوق الحاجة وينحو نحو الإسراف والتبذير، وهذا يضر بموازنات الأسر وبصحتهم أيضا.ثم أحب أن أذكر أن شهر رمضان هو عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك مدتها شهر كامل، نستطيع أن نستفيد من فضائله إذا تعاملنا معه على أنه فترة أو موسم للتدرب على حسن التدبير وترشيد الاستهلاك، وهنا سوف نذكر مجموعة من القواعد .القاعدة الأولى: رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الروحانيات، وهذه مسألة أساسية جدا تجعل الفرق شاسعا بين من يتعامل مع رمضان على أنه موسم روحي، وبين من يتعامل معه على أنه موسم لتنويع الطعام والشراب، فهذا الفرق في التصور ينعكس على مستوى تدبير وترشيد النفقات ، لذلك من الأشياء التي أؤكد عليها دائما هي أن رمضان فرصة للاقتصاد وليس لإنفاق المزيد من المال، فمثلا عوض استهلاك ثلاث أو أربع وجبات، نقتصر على وجبتين في شهر رمضان ، وإن كان لابد من ثلاث وجبات فلتكن وجبة العشاء خفيفة، فاكهة أو ما شابه ، فالصوم يقتضي التقليل من الطعام وفق أطباء وأخصائيي التغذية، لأنه لا معنى أن نمنع الطعام على الجسد طيلة ساعات طويلة من اليوم ثم فجأة وخلال ساعات قليلة، نقوم بعملية هجوم على المعدة وعلى الذات بكميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز ، هذا طبعا يرهق الجسم ويعرضه للكثير من المخاطر الصحية ، ولذلك تشهد المستشفيات والعيادات الطبية بعد رمضان توافد كثير من المرضى بسبب أخطاء في الاستهلاك.القاعدة الثانية: هو التخلص من العادات السيئة في التعامل مع الزمن والغذاء ، حيث إن بعض الناس يعكسون أوقاتهم، فينامون بالنهار ويسهرون بالليل، هذا الاختلال في التعامل مع الزمن ينتج عنه زيادة في الاستهلاك، لأن الناس عندما يسهرون يأكلون ويستهلكون كميات أكبر من الطعام والشراب، وهذا الأمر تعززه عادات عند بعض الأسر في التزاور والسمر والسهر إلى حدود الفجر وما يرافق ذلك من استغلال أكبر لموارد أخرى كالكهرباء والانترنيت والتعبئة..، كل ذلك يساهم في إلحاق الضرر بميزانية الأسرة. بينما عندما تنام الليل تماما كالعادة وتقضي النهار في العمل والمثابرة، فإن هذا يقلل من فرصة تناول كميات زائدة من الطعام ويوفر الطاقة أيضا.القاعدة الثالثة : وتتعلق بالغذاء، وهي أن نفكر بشكل جدي كيف نجعل من الإفطار وجبة للتغذية أي أن تحتوي على سعرات حرارية كافية لتعويض الجسم عما فقده من الطاقة خلال فترة صيامه بالنهار بشكل يضمن استعادة الجسم لحيويته، وطاقته دون تبذير. كثير من الطعام نتناوله بكميات كبيرة ولا يعطي الجسم ما يحتاجه حقيقة من الطاقة، بينما هناك طعام خفيف وأيضا في متناول الناس ويعطي الجسم طاقة هائلة وهذا مجال يتحدث فيه المتخصصون في التغذية، وله علاقة مباشرة بترشيد الاستهلاك، لأن الطعام المغذي عموما في متناول الجميع، وبأسعار مقبولة جدا.وأنصح في هذا الإطار باتخاذ خطوات عملية كالتالي :– إجعل من هذا الشهر فرصة استثنائية مقارنة بباقي أشهر السنة، وبرمضانات السنوات التي مضت، بمعنى آخر، ارفع تحديا في شهر رمضان الحالي واجعل له ميزانية معينة، إما في حدود ميزانية الشهور الماضية، وهذا هو أقل تقدير، وإلا فالأصل أن يكون استهلاكك في شهر رمضان أقل منه في بقية شهور السنة، وحتى نجمع بين الاقتراحين ، اجعل له ميزانية أقل وذلك الفرق اجعله احتياطا تلجأ إليه عند الحاجة او عند حدوث طارئ .– حاول أن تحافظ على الليل فرصة للراحة والنوم وجزء منه للقيام والتعبد، واجعل النهار للسعي والعمل. بهذه الطريقة، سوف تحافظ على توازن إيقاع برنامجك اليومي، وتقلل تماما من الاستهلاك الزائد ليلا وتوفر الطعام والطاقة.5 – ما هي ثمار الاستهلاك الرشيد وتجلياته في حياة المستهلك ؟تخيل أنك قد قمت بكل الخطوات الآنفة الذكر، وعزمت أن تجعل من رمضان هذا العام ، رمضانا استثنائيا، وأنك سوف تستهلك فيه أقل مما كنت تفعل خلال أشهر السنة، ستحصد بذلك مجموعة من الثمار وعلى رأسها:– المحافظة على إيقاعك خلال العام، وهذا مهم جدا ، لأنك لن ترهق جسدك ولن تستنزف قدرا هائلا من طاقتك، بسبب السهر وتناول كميات كبيرة من الطعام ، فذلك من شأنه أن يؤثر على صحتك وعلى إنتاجيتك.– توفير قدر من المال، مقارنة ببقية شهور السنة– الحفاظ على الموارد من الهدر والتبذير– اكتساب عادات إيجابية فيما يتعلق بالإنفاق والتدبير ، لأن رمضان هو فعلا مدرسة للتدرب على التدبير وترشيد الاستهلاك، وبالتالي سوف تخرج منه وقد تعلمت دروسا كثيرة في ترشيد الاستهلاك ، وفي معرفة ما هو ضروري وما هو حاجي وماهو كمالي ، وسوف تكتسب عادات جديدة في التعامل مع أولوياتك في الحياة، سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو الملبس …كلها أشياء ستعود بالفائدة عليك وعلى أفراد أسرتك جميعا، هذه بعض الثمرات وإلا فالكثيرون سوف يكتشفون ثمارا لم أذكرها بحسب نوعية تجربتهم وبحسب نوعية الحياة التي يعيشونها وأيضا بحسب حجم الأخطاء التي يرتكبونها ، وهكذا فخوضك لهذه التجربة وهذا التحدي ، سيجعلك تتبنى سياسة ترشيدية لكل ما تستهلك من موارد مختلفة ، وتكتسب أساليب وطرقا جديدة في الترشيد والاستهلاك تكون نافعة وذات جدوى ليس فقط خلال شهر رمضان، بل في جميع شهور السنة .

ترشيد الاستهلاك والتدبير المالي أمر ضروري سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والأموال من الهدر واستدامة منفعتها ، لكن العديد من الأفراد والأسر يفقدون بوصلتهم في تدبير موازناتهم المالية لافتقارهم إلى مهارة الترشيد، فيقعون جراء ذلك في محاذير الإسراف والتبذير أو في غياهب الديون ودوامتها المتوالية.في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يلقي المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري وجودة الحياة، محمد بنساسي، الضوء على أبرز العادات الخاطئة المتعلقة بالاستهلاك والتدبير المالي لدى الأفراد والأسر، وسبل تصحيحها ، خصوصا في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الاستهلاك وهدر الطعام مقارنة مع باقي شهور السنة.1 – ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟بداية كلمة الاستهلاك أصلها في اللغة من الهلاك، وقد وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى : “أهلكت مالا لبدا” (سورة البلد)، بمعنى أنفقت مالا كثيرا، ومنه اشتقت كلمة الاستهلاك ، والمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة هو الاستخدام المباشر للموارد والسلع والخدمات من أجل إشباع حاجات الإنسان بهدف تحقيق حياة كريمة.وترشيد الاستهلاك هو عملية واعية يتم فيها دفع المال مقابل خدمات وسلع وبضائع، لتلبية احتياجات الفرد أو الأسرة من غذاء ودواء وملبس وغير ذلك ، بشكل متوازن بعيدا عن كل أشكال التبذير والإسراف، وكذلك بعيدا عن كل أشكال الحرمان والبخل. فهو إذن عملية عقلية عاطفية روحية وسلوكية، وبترتيب أنسب هو عملية روحية، عقلية ، عاطفية وسلوكية، أي أن الإنسان يستدعي ذكاءه الروحي والعقلي والعاطفي والجسدي لتلبية احتياجاته الضرورية والحاجية والكمالية له ولأسرته بما يحقق المصلحة الآنية والمصلحة الآتية.2- ما هي الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي التي ترتكبها الأسر عموما، لا سيما في رمضان، وما هي أسباب ذلك ؟في اعتقادي، الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي والاستهلاكي يرتكبها الناس على مدار العام ، لكنها تكون بارزة أكثر في شهر رمضان.الخطأ الأساسي والأول هو أن الناس لا يعرفون أولوياتهم ، بمعنى أنه عندما تسعى إلى تلبية شيء ما وتدفع ثمن سلعة أو بضاعة أو خدمة ، هل تتساءل ما إذا كانت الأسرة تحتاج بالفعل لذلك ، هل هي ضمن أولوياتك أم ليست كذلك؟هناك ثلاث مراتب من الأولويات في الحياة ، وهي الضروريات، والحاجيات والكماليات بالتعبير المعاصر أو التحسينيات بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات .كثير من الناس لا يميزون بين ما هو ضروري وما هو حاجي وما هو كمالي ، وعندما نراجع الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ، وهذا من خلال التجربة الشخصية أيضا، نجد عددا كبيرا من الحالات ، خاصة عندما يكون ثمة اختلاف في تدبير ميزانية الأسرة، تنصرف إلى الكماليات بعيدا عن التوازن بين ما هو كمالي وما هو حاجي وما هو ضروري .فالضروريات هي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي لا يمكن بأي وجه من الوجوه الاستغناء عنها، بحيث لو فقدت تسبب ذلك في ضرر، أو جعل حياتنا مهددة، إذن فهي كل ما يوفر لنا الحماية ويضمن لنا الحياة.والحاجيات هي في مرتبة أقل، وهي تلك السلع والبضائع والخدمات التي عندما نوفرها ، تجعل حياتنا أسهل وأكثر مرونة مثل السيارة والهاتف، والأجهزة المنزلية كآلات الطبخ والغسيل وغيرها ، لكن عندما نفقد هذه الأشياء لا تتعرض حياتنا للتهديد، قد تصعب حياتنا، نعم، لكن ذلك لا يشكل تهديدا مباشرا لحياتنا .أما الكماليات فهي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي ندفع لأجلها أموالنا مقابل تحقيق الرفاهية والتوسع على النفس والأهل والأبناء والشعور براحة أكثر.إذن فالترشيد الأمثل أو الترشيد المقنن هو الذي يمكننا من تلبية كل هذه الاحتياجات، بشكل متوازن ومعقول يراعى فيه الدخل المتاح.الخطأ الثاني: الإنفاق دون مراعاة للقدرة الشرائية للأسرة وبما يتجاوز طاقتها المالية، فتدخل جراء ذلك في متاهة الديون.الخطأ الثالث : عدم التفريق بين الحاجة والرغبة، وبالتالي فإنني أنصح كل شخص يريد اقتناء شيء أن يسأل نفسه، هل هناك حاجة حقيقية لهذا الشيء أم هي مجرد رغبة، وهو ما يعبر عنه في كثير من الأحيان بعبارة ” عجباتني” أي راقت لي أو ما شابه، وبالتالي فالشخص الذي يجعل الرغبات تتحكم على حساب الحاجات عادة ما يقع في مشاكل.هذه الأخطاء الأساسية التي يقع فيها عموم الناس وبتجاوزها يمكن التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بترشيد الاستهلاك.3 – ماذا عن أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم صعوبة في تلبية ما هو ضروري فضلا عما هو حاجي أو كمالي. ما هو الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء؟بعض الأشخاص الذين لهم دخل بسيط يرتكبون خطأ على مستوى التصور. ولطالما عالجت هذا الخطأ مع المسترشدين من الناس. فبعضهم يقول لدي راتب بقيمة ألفي درهم “هذا هو رزقي”، فأقول لهم هذا جزء من الرزق. الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن ذلك المبلغ من المال الذي يناله الفرد مقابل عمله يعتبره مبلغ سعيه وكل رزقه ، وبالتالي يكف عن الطلب والسعي، ويدخل في مرحلة من الاعتماد، فيكتفي بذلك الدخل ويعيش في الضيق، وهكذا يقع ضحية عدد كبير من العادات السلبية، إما القروض، أو إخلاف العهود مع الناس وعدم الوفاء بأداء ما عليه من دين. إذن هو مشكل اعتقادي وتصوري، وبالتالي البديل عن هذا التصور ، أن يعتبر الفرد أن هذا الدخل هو جزء من رزقه ، وأن يسعى أكثر لكسب مزيد من المال، وأن يبحث ويفكر فيما يمكن أن يقوم به أو يتعلمه لتحسين وضعه المالي، وهو ما أعبر عنه تحديدا ب”تحرير الإرادة”.فعندما نساعد الناس على تحرير إرادتهم، فإنهم ينطلقون، ويبدعون، وينتجون ويجتهدون من أجل كسب المزيد من المال وهذا واقع عدد من النساء والرجال الذين استطاعوا فعلا أن يغيروا وجه حياتهم، وذلك فقط من خلال تصحيح فكرتهم حول الرزق، فراحوا يبذلون أشكالا من الجهود ويقومون بأنواع من الأنشطة التي أدرت عليهم دخلا محترما ، وغيرت حياتهم تماما من الفقر إلى الغنى وأحيانا إلى الثراء.4 – ما هي العادات الاستهلاكية الخاطئة التي يرتكبها الناس في رمضان، وما هي توصياتكم بهذا الخصوص؟من العادات السيئة التي يمارسها الناس في رمضان ، والتي لا تخلو من البعد النفسي، هو تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل رمضان، والتسابق والمفاخرة بتوفير أنواع كثيرة من المأكولات والأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل بما يفوق الحاجة وينحو نحو الإسراف والتبذير، وهذا يضر بموازنات الأسر وبصحتهم أيضا.ثم أحب أن أذكر أن شهر رمضان هو عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك مدتها شهر كامل، نستطيع أن نستفيد من فضائله إذا تعاملنا معه على أنه فترة أو موسم للتدرب على حسن التدبير وترشيد الاستهلاك، وهنا سوف نذكر مجموعة من القواعد .القاعدة الأولى: رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الروحانيات، وهذه مسألة أساسية جدا تجعل الفرق شاسعا بين من يتعامل مع رمضان على أنه موسم روحي، وبين من يتعامل معه على أنه موسم لتنويع الطعام والشراب، فهذا الفرق في التصور ينعكس على مستوى تدبير وترشيد النفقات ، لذلك من الأشياء التي أؤكد عليها دائما هي أن رمضان فرصة للاقتصاد وليس لإنفاق المزيد من المال، فمثلا عوض استهلاك ثلاث أو أربع وجبات، نقتصر على وجبتين في شهر رمضان ، وإن كان لابد من ثلاث وجبات فلتكن وجبة العشاء خفيفة، فاكهة أو ما شابه ، فالصوم يقتضي التقليل من الطعام وفق أطباء وأخصائيي التغذية، لأنه لا معنى أن نمنع الطعام على الجسد طيلة ساعات طويلة من اليوم ثم فجأة وخلال ساعات قليلة، نقوم بعملية هجوم على المعدة وعلى الذات بكميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز ، هذا طبعا يرهق الجسم ويعرضه للكثير من المخاطر الصحية ، ولذلك تشهد المستشفيات والعيادات الطبية بعد رمضان توافد كثير من المرضى بسبب أخطاء في الاستهلاك.القاعدة الثانية: هو التخلص من العادات السيئة في التعامل مع الزمن والغذاء ، حيث إن بعض الناس يعكسون أوقاتهم، فينامون بالنهار ويسهرون بالليل، هذا الاختلال في التعامل مع الزمن ينتج عنه زيادة في الاستهلاك، لأن الناس عندما يسهرون يأكلون ويستهلكون كميات أكبر من الطعام والشراب، وهذا الأمر تعززه عادات عند بعض الأسر في التزاور والسمر والسهر إلى حدود الفجر وما يرافق ذلك من استغلال أكبر لموارد أخرى كالكهرباء والانترنيت والتعبئة..، كل ذلك يساهم في إلحاق الضرر بميزانية الأسرة. بينما عندما تنام الليل تماما كالعادة وتقضي النهار في العمل والمثابرة، فإن هذا يقلل من فرصة تناول كميات زائدة من الطعام ويوفر الطاقة أيضا.القاعدة الثالثة : وتتعلق بالغذاء، وهي أن نفكر بشكل جدي كيف نجعل من الإفطار وجبة للتغذية أي أن تحتوي على سعرات حرارية كافية لتعويض الجسم عما فقده من الطاقة خلال فترة صيامه بالنهار بشكل يضمن استعادة الجسم لحيويته، وطاقته دون تبذير. كثير من الطعام نتناوله بكميات كبيرة ولا يعطي الجسم ما يحتاجه حقيقة من الطاقة، بينما هناك طعام خفيف وأيضا في متناول الناس ويعطي الجسم طاقة هائلة وهذا مجال يتحدث فيه المتخصصون في التغذية، وله علاقة مباشرة بترشيد الاستهلاك، لأن الطعام المغذي عموما في متناول الجميع، وبأسعار مقبولة جدا.وأنصح في هذا الإطار باتخاذ خطوات عملية كالتالي :– إجعل من هذا الشهر فرصة استثنائية مقارنة بباقي أشهر السنة، وبرمضانات السنوات التي مضت، بمعنى آخر، ارفع تحديا في شهر رمضان الحالي واجعل له ميزانية معينة، إما في حدود ميزانية الشهور الماضية، وهذا هو أقل تقدير، وإلا فالأصل أن يكون استهلاكك في شهر رمضان أقل منه في بقية شهور السنة، وحتى نجمع بين الاقتراحين ، اجعل له ميزانية أقل وذلك الفرق اجعله احتياطا تلجأ إليه عند الحاجة او عند حدوث طارئ .– حاول أن تحافظ على الليل فرصة للراحة والنوم وجزء منه للقيام والتعبد، واجعل النهار للسعي والعمل. بهذه الطريقة، سوف تحافظ على توازن إيقاع برنامجك اليومي، وتقلل تماما من الاستهلاك الزائد ليلا وتوفر الطعام والطاقة.5 – ما هي ثمار الاستهلاك الرشيد وتجلياته في حياة المستهلك ؟تخيل أنك قد قمت بكل الخطوات الآنفة الذكر، وعزمت أن تجعل من رمضان هذا العام ، رمضانا استثنائيا، وأنك سوف تستهلك فيه أقل مما كنت تفعل خلال أشهر السنة، ستحصد بذلك مجموعة من الثمار وعلى رأسها:– المحافظة على إيقاعك خلال العام، وهذا مهم جدا ، لأنك لن ترهق جسدك ولن تستنزف قدرا هائلا من طاقتك، بسبب السهر وتناول كميات كبيرة من الطعام ، فذلك من شأنه أن يؤثر على صحتك وعلى إنتاجيتك.– توفير قدر من المال، مقارنة ببقية شهور السنة– الحفاظ على الموارد من الهدر والتبذير– اكتساب عادات إيجابية فيما يتعلق بالإنفاق والتدبير ، لأن رمضان هو فعلا مدرسة للتدرب على التدبير وترشيد الاستهلاك، وبالتالي سوف تخرج منه وقد تعلمت دروسا كثيرة في ترشيد الاستهلاك ، وفي معرفة ما هو ضروري وما هو حاجي وماهو كمالي ، وسوف تكتسب عادات جديدة في التعامل مع أولوياتك في الحياة، سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو الملبس …كلها أشياء ستعود بالفائدة عليك وعلى أفراد أسرتك جميعا، هذه بعض الثمرات وإلا فالكثيرون سوف يكتشفون ثمارا لم أذكرها بحسب نوعية تجربتهم وبحسب نوعية الحياة التي يعيشونها وأيضا بحسب حجم الأخطاء التي يرتكبونها ، وهكذا فخوضك لهذه التجربة وهذا التحدي ، سيجعلك تتبنى سياسة ترشيدية لكل ما تستهلك من موارد مختلفة ، وتكتسب أساليب وطرقا جديدة في الترشيد والاستهلاك تكون نافعة وذات جدوى ليس فقط خلال شهر رمضان، بل في جميع شهور السنة .



اقرأ أيضاً
بسبب حرب التعريفات الجمركية.. الشركة الإسبانية للحلويات تُركز على المغرب
تسعى الشركة الإسبانية للحلويات إلى تعويض انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة من خلال فتح أسواق جديدة مثل المغرب والمكسيك، حسب جريدة "لاإنفورماثيون" الإسبانية. ومن المتوقع أن تنخفض صادرات الحلويات الإسبانية (البسكويت والنوكا) إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بنسبة 3.8% و7.5% من حيث القيمة خلال عام 2024 على التوالي. ولا يزال قطاع الحلويات الإسباني يعتمد على التجارة الدولية كأحد محركاته الرئيسية، على الرغم من أنه في نهاية عام 2024، زادت المبيعات في السوق المحلية بنسبة 1.4٪ لتصل إلى 5.347 مليار يورو، وفقًا لتقرير "Produlce 2024"، الذي أعدته جمعية الحلويات الإسبانية. وقد نمت هذه الصادرات عالميًا العام الماضي بنسبة 5٪، متجاوزة 2.4 مليار يورو لتصل إلى 657000 طن. وتظل الأسواق الرئيسية فرنسا (398.5 مليون يورو) والبرتغال (352.07 مليون يورو) والولايات المتحدة، حيث بلغت الصادرات 204.38 مليون يورو في عام 2024. تليها دول مثل المملكة المتحدة (182.8 مليون يورو) وألمانيا (176.8 مليون يورو) وإيطاليا (151.4 مليون يورو) والمغرب (83.96 مليون يورو). وسجلت الشركة حسب تقريرها السنوي، نموا قويا في البرتغال (+11%) والمغرب (+12.1%) الذي يُعدّ الوجهة السابعة لصادرات الحلويات الإسبانية. واعتبر مدير عام الشركة، أن السر وراء تركيز "Produlce" على المغرب، هو عدم وجود إنتاج صناعي كبير، وهو ما سمح للشركة بتعزيز قدرتها التنافسية من خلال التكيف مع طلب السوق.
إقتصاد

المغرب يستحوذ على حصة الأسد من حجم  واردات إسبانيا من الكوسة
كشفت منصة "Hortoinfo" الإسبانية أن أضحى المورد الأول للكوسة (الكرعة) إلى السوق الإسبانية، حيث أن أكثر من ثلثي واردات إسبانيا من هذه الخضروات خلال سنة 2024 جاءت من المغرب، في تطور يعكس تصاعد الحضور المغربي في سلاسل التوريد الفلاحية الأوروبية. وأوضحت المنصة أن المغرب عزز موقعه كمزود رئيسي لإسبانيا بالكوسة (الكرعة) خلال العقد الأخير، حيث مثلت صادراته نحو 68,44% من إجمالي واردات إسبانيا من هذه المادة في سنة 2024. واستحوذ المغرب لوحده على حصة الأسد من حجم  واردات إسبانيا من الكوسة خلال سنة 2024 والتي بلغت حوالي 18,19 مليون كيلوغرام، "استحوذ" بـ 12,45 مليون كيلوغرام، مقابل 9,43 ملايين كيلوغرام فقط في سنة 2015، أي بزيادة تقارب 32% خلال عشر سنوات. وقد بلغت قيمة مشتريات إسبانيا من الكوسة المغربية خلال 2024 حوالي 12 مليون يورو، بسعر متوسط يناهز 0,96 يورو للكيلوغرام الواحد.
إقتصاد

تصدير الغازوال من المغرب بكميات قياسية يثير قلق إسبانيا
شهدت واردات إسبانيا من الغازوال المغربي ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع السلطات الإسبانية إلى دق ناقوس الخطر، وسط شكوك بأن هذه الكميات قد تُستخدم كواجهة للالتفاف على العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا. وووفق ما أوردته صحيفة إلباييس، فإن الموانئ الإسبانية استقبلت بين شهري مارس وأبريل 2025 ما مجموعه 123 ألف طن من الغازوال قادمة من المغرب، أي أكثر من مجموع ما استوردته البلاد من هذا المصدر خلال السنوات الأربع الماضية مجتمعة؛ وهو تطور لافت، بالنظر إلى أن المغرب لم يكن، حتى وقت قريب، مصدرا تقليديا للديزل نحو إسبانيا.الصحفية الإسبانية، نقلا عن محللين، ذكرت أن جزءا من هذا الوقود قد يكون روسي المنشأ، إذ أن المغرب، على عكس دول الاتحاد الأوروبي، لم يفرض أي عقوبات على المنتجات البترولية الروسية، مما يتيح له استيرادها بحرية ثم إعادة تصديرها بعد تخزينها أو خلطها، مع إصدار وثائق منشأ مغربية. بحسب بيانات Vortexa، قفزت واردات المغرب من الغازوال الروسي في عام 2025 إلى أكثر من مليون طن، ما يشكل ربع إجمالي وارداته، مقارنة بـ9% فقط في العام السابق." ويطرح توقف عمل المصافي في المغرب منذ عام 2016، بحسب خبراء ومراقبين، تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية من هذه الكميات الكبيرة من الغازوال، مما يدعم فرضية إعادة تصديرها إلى أوروبا. وفي هذا السياق، سبق أن فتحت السلطات الإسبانية، بما في ذلك وزارة الانتقال البيئي، تحقيقات بشأن أولى الشحنات التي وصلت من ميناء طنجة منذ عام 2023. إلا أن التحقيقات لم تتمكن من تحديد منشأ روسي واضح للوقود بسبب صعوبة تتبع خصائص الغازوال مقارنة بالنفط الخام. وتأتي هذه الشبهات ضمن قضية أوسع تُعرف إعلامياً بـ"مافيا الغازوال"، وهي شبكة يُشتبه في تورطها في استيراد وقود من دول تخضع لعقوبات دولية مثل روسيا وسوريا وإيران، ثم إعادة تصديره عبر تركيا أو المغرب بعد تزوير وثائق المنشأ. وتقدر القيمة الإجمالية المرتبطة بالتحقيقات في هذه القضية بحوالي 2.04 مليار دولار.
إقتصاد

المغرب يخصص أزيد من 16 مليون دولار لاستيراد الأبقار البرازيلية
يواصل المغرب تسجيل حضور لافت في السوق البرازيلية باحتلالها المرتبة الثالثة عالميا ضمن كبار مستوردي الماشية من هذا البلد، وذلك حسب بيانات رسمية صادرة عن شركة الاستشارات الفلاحية البرازيلية "سكوت كونسولتوريا". وأظهرت البيانات الرسمية التي جمعتها شركة الاستشارات الزراعية البرازيلية "سكوت كونسولتوريا"، أن عدد رؤوس الأبقار التي صدرتها البرازيل خلال شهر ماي تجاوز حاجز 111 ألف رأس، في رقم لا يفصله سوى شهر واحد عن أعلى مستوى شهري تم تسجيله في تاريخ الصادرات الحية البرازيلية. ووصلت القيمة الإجمالية لعائدات التصدير خلال الشهر ذاته إلى نحو 105 ملايين دولار أمريكي، ما يعكس ارتفاع الطلب الخارجي، لا سيما من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. واحتلت المملكة المغربية المرتبة الثالثة، بعد كل من تركيا ولبنان، حيث بلغت قيمة واردات المغرب من الأبقار البرازيلية أكثر من 16 مليون دولار. وقد استوردت المملكة أزيد من 14 ألف رأس من الماشية، معظمها من ولاية بارا. وتصدرت تركيا قائمة المستوردين للأبقار الحية البرازيلية خلال ماي، بقيمة فاقت 42 مليون دولار، تلتها لبنان بأكثر من 18 مليون دولار، ثم المغرب، فيما بلغت واردات العراق ومصر نحو 14.5 و11.2 مليون دولار على التوالي.  
إقتصاد

بحث ميداني يرصد مدى رضا المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر
في إطار تتبع وتقييم برامج الورش الملكي للدولة الاجتماعية، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بإنجاز بحث ميداني لقياس رضا المستفيدين من برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، خلال الفصل الأول من تنفيذه. وذكر بلاغ للمرصد أن هذا البحث الميداني، الأول من نوعه، يهدف إلى رصد وتقييم أثر تنفيذ هذا البرنامج على المستفيدين، من خلال الوقوف على تجارب المواطنين-المرتفقين في تفاعلهم مع برنامج الدعم، واستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة لهم في هذا الإطار. وقد شمل البحث الميداني المنجز تقييم رضا المستفيدين، ومدى استيفاء البرنامج لمعايير الإنصاف وسهولة الولوج، وفحص فعاليته العملية، وتحليل آثاره الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استقاء ملاحظات المستفيدين بهدف رصد سبل تجويد البرنامج. وكشفت نتائج البحث الميداني عن مستوى رضا عام مرتفع بشأن الدعم المقدم (87,46 في المائة). من جهة أخرى، اعتبر معظم أرباب الأسر المشاركين في البحث الميداني (95 في المائة) أن تدبير مسار معالجة طلبات التسجيل يتم بطريقة شفافة. كما أن المعلومات المقدمة عن البرنامج وُصفت بالواضحة والمفهومة (39,72 في المائة صرحوا أنها “واضحة جدا وسهلة الفهم”، و53,43 في المائة قالوا أنها “واضحة إلى حد ما”). من جهة أخرى، حقق البرنامج أثرا إيجابيا واضحا على جوانب أساسية عديدة تهم ظروف عيش الأسر المستفيدة، مثل تحسين مستوى العيش (89,2 في المائة من بينهم 31 في المائة بشكل ملحوظ)، وتعزيز الأمن الغذائي (92 في المائة من بينهم 28 في المائة بشكل ملحوظ)، ودعم تمدرس الأطفال (82 في المائة). واعتبرت غالبية المستجوبين (90,4 في المائة) أن البرنامج منصف من حيث الولوج، غير أن سهولة إجراءات التسجيل لا تزال تمثل تحديا يجب رفعه، حيث أن 5 في المائة من المستجوبين فقط وصفوها بـ”السهلة”، في حين اعتبر 67 في المائة أنها “متوسطة التعقيد”. وقد اضطرت معظم الأسر إلى طلب المساعدة الخارجية للتسجيل عبر المنصة الرقمية للبرنامج. وعلى الرغم من ذلك، فإن شروط الاستفادة كانت واضحة بالنسبة لثلثي المستفيدين المستجوبين تقريبا (67 في المائة)، بغض النظر عن الجنس أو مكان الإقامة. وقد أجرى المرصد الوطني للتنمية البشرية مقارنة دولية للبرنامج مع برامج مماثلة في البرازيل، والمكسيك، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا. وأظهرت هذه المقارنة الدولية أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعد من البرامج الفعالة والمحبذة لدى المستفيدين، بنتائج مماثلة لما حققته البرامج المرجعية على مستوى معايير عديدة في مجالات الرضا، والاستهداف، والانتظام، والثقة. كما أبان برنامج الدعم الاجتماعي المباشر عن دوره الحيوي في تحسين ظروف عيش الأسر الفقيرة بالمغرب، مع إبراز بعض الفوارق مقارنة بأفضل الممارسات الدولية. وهكذا، فإن نسبة رضا المستفيدين من البرنامج (حوالي 88 في المائة)، تقل قليلا عن نسبة الرضا المسجلة تجاه برنامج “بولص فاميليا” (Bolsa Família) في البرازيل (حوالي 95 في المائة) والتي تعتبر فريدة من نوعها عالميا، وتقترب من نسبة رضا برنامج “شايلد سبورت غرانت” (Child Support Grant) الجنوب الإفريقي (حوالي 90 في المائة). ويتفوق برنامج الدعم الاجتماعي المباشر على برنامج “بروسبيرا” (Prospera) في المكسيك (ما بين 75 و80 في المائة)، و”كيلوارغا هارابان” (Keluarga Harapan) في إندونيسيا الذي يسجل نسبة رضا متواضعة. بالموازاة مع ذلك، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بتطوير مؤشر وطني للرضا الاجتماعي والذي يهدف إلى قياس رضا المرتفقين إزاء خدمات برامج الدعم الاجتماعي، ويقدر هذا المؤشر بالنسبة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر بـ 71 نقطة من أصل 100. ويقيس هذا المؤشر الرضا العام للمستفيدين من البرنامج من خلال خمسة أبعاد: سهولة الولوج، الأثر، الجدوى، الملاءمة، والشفافية. ويشير تحليل النتائج المحصل عليها إلى أن الأبعاد الخمسة للمؤشر الوطني للرضا الاجتماعي لا تكتسي نفس الوزن في مستوى الرضا العام. وللرفع من قيمة المؤشر، من الضروري أولا تحسين الولوج إلى البرنامج، ثم ترصيد الأثر المحسوس والشفافية، مع الحفاظ على الأداء الجيد في جوانب الملاءمة وانتظام الخدمات. ويحظى البرنامج بنسبة رضا مرتفعة لدى الفئات المستفيدة التي تعتبر أنه صمم ليتماشى مع تطلعات المواطنين المستهدفين، في انسجام مع روح التضامن الوطني التي تميز البلاد، بغرض دعم الأسر المعوزة في تغطية حاجياتها الأساسية.وقد سجل البحث الميداني تقدما ملحوظا في تحسين ظروف عيش الأسر المستفيدة، بفضل تنويع التغطية الجغرافية، وتحسين قنوات التواصل، مما ساعد على الوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الأسر المستهدفة. كما أن الإدراك القوي لملاءمة وشفافية الاستهداف يعزز التطور المسجل، مما يشير إلى توافق أفضل بين معايير الأهلية واختيار المستفيدين واحتياجاتهم المحددة. ومع ذلك، لا تزال بعض جوانب البرنامج تحتاج إلى التجويد. فقد وقف البحث الميداني على بعض النواقص تهم بالخصوص تدبير العلاقة مع المستفيدين. كما أن استمرار جهود التحسين المستمر من شأنه أن يلبي بشكل مناسب انتظارات الفئات المستهدفة ويعزز أثر برنامج الدعم الاجتماعي المباشر. ويتضمن ذلك ملائمة مسارات التنفيذ والاستراتيجيات العملية لضمان ملاءمة أفضل للاحتياجات المحددة للمستفيدين وزيادة فعالية البرنامج ككل. وقد خلص البحث الميداني إلى جملة من التوصيات، تهم على وجه خاص: – تطوير آلية للمساعدة الاجتماعية للقرب لتعزيز التواصل حول البرنامج، وإشراك امتدادات محلية لمواكبة سكان المناطق النائية والبعيدة. – تعزيز المشاركة المدنية للجمعيات المحلية في ابتكار ميكانيزمات لتسهيل الولوج إلى الخدمات الرقمية للبرنامج. – إرساء برامج لتنمية المهارات والتمكين الاقتصادي من أجل تحسين قابلية البرنامج لتحقيق نتائج في مجال التنمية البشرية على المدى البعيد. – تعزيز التقائية برامج ورش الدولة الاجتماعية من خلال تطوير إطار موحد لمواءمة برنامج الدعم الاجتماعي المباشر مع البرامج الاجتماعية الأخرى مثل “AMO – تضامن”، من أجل تقليص التداخل وضمان تغطية شاملة. – تطوير آليات مناسبة لتحيين معايير أهلية المستفيدين بشكل فوري، على نحو يعكس التغيرات التي تطرأ على ظروف معيشة الأسر. – إرساء منظومة وطنية لتتبع وتقييم برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، مع تعزيز البحوث التطبيقية المتعلقة بتقييم أثر الدعم الاجتماعي. – تحسين المشاركة المواطنة في منظومة الحكامة الترابية للبرنامج من أجل ضمان تملك اجتماعي أفضل.
مجتمع

الملك محمد السادس يأمر بفتح 13 مركزًا تضامنيا لخدمة الفئات المعوزة
أعطى الملك محمد السادس، رئيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته بوضع المراكز التي أنشأتها المؤسسة في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة. وأوضحت المؤسسة، في بلاغ اليوم الأربعاء، أن الإطلاق الفوري يهم 13 مركزا جديدا تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها بـ8 من عمالات وأقاليم المملكة، مضيفة أن “هذه البنيات تندرج في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات الصحية للقرب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، ودعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب”. وأضاف المصدر ذاته أن هذه الإنجازات تتعلق بثلاثة برامج رئيسية هي “المراكز الطبية للقرب ـ مؤسسة محمد الخامس للتضامن” و”شبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين” و”البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان”. ووفق المؤسسة؛ سيتم الشروع في العمل بمركز طبي جديد للقرب بسلا، باستثمار إجمالي قدره 5ر85 مليون درهم، ليرتفع بذلك عدد الوحدات التي تقدم خدماتها حاليا إلى ست وحدات من أصل اثني عشر وحدة مرتقبة على الصعيد الوطني. وفي ما يخص الجانب المتعلق بالإعاقة، سيتم افتتاح فرع جهوي جديد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين ببني ملال (30 مليون درهم)، ليصل بذلك عدد المراكز التابعة لهذه الشبكة في جميع أنحاء المملكة إلى تسعة مراكز. كما ستستفيد مدينة العروي، في إقليم الناظور، من مركز جديد لتصفية الدم بتكلفة 10 ملايين درهم، والذي سيكمل خدمات مستشفى محمد السادس المجاور، لتحسين التكفل بمرضى القصور الكلوي. ويتواصل تنفيذ برنامج محاربة سلوكات الإدمان، بافتتاح ثلاثة مراكز جديدة في شفشاون (6,5 ملايين درهم)، والحسيمة (6,5 ملايين درهم) وبني ملال (4,5 ملايين درهم)، ما يرفع العدد الإجمالي لمراكز محاربة سلوكات الإدمان المشغلة إلى 18 مركزا موزعة على 15 مدينة عبر المملكة. من جهة أخرى، ستفتح 6 مراكز للتكوين المهني أبوابها، مستهدفة قطاعات واعدة وملائمة لاحتياجات السوق، ويتعلق الأمر بمراكز التكوين في مهن لحام المعادن بتيط مليل (94 مليون درهم)، ومركز التكوين في المهن الفلاحية بسوق الأربعاء (34 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان بالدار البيضاء (32,5 ملايين درهم)، ومركز التكوين في المهن الثالثية بلوازيس بالدار البيضاء (25 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن السياحة بشفشاون (15,2 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الصناعة التقليدية بشفشاون (9,4 ملايين درهم)؛ وتهدف هذه المؤسسات إلى تمكين الشباب المنحدرين من أوساط معوزة من كفاءات ملموسة في تخصصات ذات قابلية قوية للتشغيل. وأخيرا، سيفتح مركز سوسيو-تربوي أبوابه بإيزمورن (3,5 ملايين درهم)، ويتعلق الأمر بأول بنية من نوعها في هذه الجماعة التابعة لإقليم الحسيمة موجهة لمواكبة الشباب في مجال التعليم والأوليات المهنية. وسيتم تأمين تدبير مختلف هذه المراكز حسب مجالات التدخل من خلال مختلف شركاء المؤسسة وهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وكذا الجمعيات المتخصصة.
مجتمع

تعزية في وفاة والدة الزميل عبد الرحيم فقراء الصحافي بقناة الجزيرة
ببالغ الاسى والحزن وبقلوب خاشعة ومؤمنة بقضاء الله وقدره ، تلقينا نبأ وفاة والدة مدير مكتب قناة الجزيرة في واشنطن، والمدير الجهوي للقناة في القارة الأمريكية، الزميل عبد الرحيم فقراء. وقد ووري جثمان الفقيدة بعد عصر يومه الاربعاء 2 يوليوز 2025، بمقبرة سيدي بلعباس بالمدينة العتيقة لمراكش. وبهذه المناسبة الاليمة، تتقدم إدارة وهيئة تحرير كشـ24 بأحر التعازي للزميل عبد الرحيم فقراء، وعائلته الصغيرة والكبيرة، راجين من الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته، ويدخلها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
مجتمع

ملف الطبيب النفسي..قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس يقرر استدعاء الضحايا
قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، اليوم الأربعاء، تأجيل محاكمة الطبيب النفسي المتابع بتهمة الاتجار بالبشر، وتم تحديد يوم 9 يوليوز الجاري موعدا جديدا لجلسة التحقيق والتي من المرتقب أن تحضرها ضحاياه من مريضاته اللواتي سبق أن تم الاستماع إلى إفاداتهن من قبل عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية.وكانت النيابة العامة قد أمرت بفتح تحقيق بعد توصلها بشكاية تتضمن معطيات صادمة حول استغلال جنسي مزعوم من قبل الطبيب لعدد من المريضات اللواتي يقصدن عيادته طلبا للعلاج.وكشفت الأبحاث عن ممارسات شاذة يقوم بها الطبيب وهو يستغل جنسيا عددا مريضاته، كما أظهرت بأنه كان يناولهن جرعات من المخدرات الصلبة ويوهمهن على أنها تدخل في إطار العلاج البروتوكولي الواجب اتباعه. وكان أيضا ينظم طقوسا غريبة في هذه الإعتداءات التي يستعين فيها بأجهزة تناسلية اصطناعية.ويتابع في الملف أيضا وفي حالة اعتقال ابن عم الطبيب، حيث أظهرت المعطيات أنه كان مشاركا له في هذه الممارسات الصادمة. كما تورط معه في الاستغلال الجنسي للضحايا.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور
الأكثر قراءة

إقتصاد

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 02 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة