مراكش

التامك يؤكد من مراكش على ضرورة تغيير نمط التعاطي مع صورة السجن


كريم بوستة نشر في: 28 مارس 2018

نظمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج بشراكة مع السفارة البريطانية بالرباط والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، الجامعة في السجون : الدورة الرابعة بالسجن المحلي الأوداية بمراكش حول موضوع "الصورة السجنية ومفهوم الادماج"وأكد صالح التامك المندوب العام لادارة السجون أن هذا البرنامج تتأكد مع توالي الدورات أهميته واستجابته لانتظارات السجناء على مستوى التحصيل والمعرفة والاستزادة بالعلم كسلاح ضد الجهل والتخلف وكوسيلة للقطيعة مع السلوكيات المنحرفة والهدامة للنفس والذات.وأضاف التامك في كلمة بالمناسبة، أن المندوبية العامة إختارت لموضوع هذه الدورة، إشكالية يستعصي حلها بمنطق الارتجال والاحتكام الى العرف، أو بما ذأب عليه عدد من الممارسين في التعاطي مع صورة السجن والساكنة السجنية على أساس الوصف المكرس للإثارة والغلو، والمشبع بالفضول أكثر منه توخى الموضوعية وتنوير الرأي العام.

ومن هذا المنطلق جاءت محاور برنامج الجامعة في دورتها الحالية محيطة بأهم عناصر هاته الإشكالية على أمل أن تحظى بالنقاش العميق والهادف وأن تشكل مدخلا لمعالجة علمية وواقعية لكل مفرداتها.وأضاف التامك أن المحاضرة الأولى التي سيتفضل بإلقائها الأستاذ جمال الدين الناجي تتناول موضوع "الصورة السجنية وهوية السجين : الحدود الفاصلة بين الاعلام والتشهير" وتعالج هاته المحاضرة الإشكالية القائمة حول الضرورة التي تفرض تمكين المواطن من حقه في الاطلاع على حقيقة ظروف اعتقال الساكنة السجنية وما يتم اعماله في سياقها من أنشطة وبرامج، دون أن يتم التشهير بالسجناء والاعلام بهويتهم، مع ما يتصل بذلك من أثر سلبي على نفسيتهم وعلى نفسية أسرهم على حد سواء.أما المحاضرة الثانية فخصصت لموضوع "الصورة السجنية والحق في المعلومة – المقاربة القانونية- " والتي سيتفضل بإلقائها الأستاذ ادريس بلماحي من خلال تسليطه للضوء على الصورة السجنية كمادة إعلامية يتمكن من خلالها الرأي العام من الاطلاع على أوضاع السجون والساكنة السجنية، لكن من زاوية قانونية صرفة خصوصا في ظل اصدار المشرع المغربي خلال شهر فبراير الأخير القانون رقم 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات.وفي ما يخص المحاضرة الثالثة، فسيتناول من خلالها الأستاذ عبد الله الترابي موضوع "انتاج واستهلاك الصورة السجنية" من منظور يركز على المقاربة والمنهجية في التعامل مع المادة الإعلامية المتعلقة بالسجون وارتباطهما بتحقيق الأهداف الأساسية المتوخاة من انتاج واستهلاك هاته المادة الإعلامية، والجميع يعلم أن من بين هاته الأهداف تكريس مفهوم الادماج كمفهوم محوري في دور المؤسسة السجنية، لا ينفصل عن دورها في المساهمة في الحفاظ على الأمن العام.

غير أن التعاطي مع السجين والسجناء صوتا وصورة يضيف التامك، وإن كانت تحكمه دواعي إبداعية أيضا ترقى بالمادة السجنية الى مستوى يحاكي البعد الإنساني والروحي والجمالي أيضا، فإنه تحكمه أيضا وبالقدر ذاته، هواجس أمنية يفرضها القانون أولا، ثم مستجدات وتبعات إدارة حياة اشخاص مدانين بأحكام قضائية في فضاء مغلق لا تنسجم ضوابطه مع ضوابط العيش في إطار الحرية. وهو ما سيتناوله الأستاذ جعفر عاقل في المحاضرة الرابعة حول موضوع "الصورة السجنية بين هاجس الأمن ورهان الابداع".وتختتم محاضرات الجامعة بموضوع حول "الصورة السجنية بين الامس واليوم"، مع الأستاذ والأديب عبد القادر الشاوي الذي سيتطرق من خلالها لتطور المؤسسة السجنية من خلال بسطه لشهادة تجمع بين الوصف والحكي والاحساس واللمسة الأدبية المتفردة.

وقد بادرت المندوبية العامة استحضارا منها لكل الإشكاليات التي تتناولها مواضيع المحاضرات المذكورة، الى تقديم مقترح الى كل من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري والمجلس الوطني لحقوق الإنسان حول إعداد ميثاق بشأن الاعلام الوطني ودور المؤسسة السجنية بهدف احاطة المادة الإعلامية السجنية بكافة الشروط الكفيلة بضمان حق الرأي العام في الحصول على المعلومة، وبما يكرس دور المؤسسة السجنية، كما أقره المشرع، في تهيئ السجناء للإدماج والمساهمة في الحفاظ على الامن العام والوقاية من العود.ولقي مقترح المندوبية العامة استجابة فورية من لدن الهيأة العليا والمجلس الوطني لحقوق الانسان كللت باتفاق حول توقيع مذكرة تفاهم تؤطر منهجية إعداد الميثاق، كما تحدد الأطراف المعنية بإعداده.

هذا وقد اغتنم صالح التامك المناسبة للتوجه بالشكر لرئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ورئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان على تجاوبهما المسؤول والتلقائي على أمل أن تحقيق عمل متميز في هذا الاطار بمعية باقي الشركاء كما توجه بشكر خاص للأساتذة المؤطرين لبرنامج هاته الجامعة على تلبية دعوة المندوبية العامة بشكل تلقائي وبإرادة وطنية عالية، والى سفارة المملكة البريطانية والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي على دعمهما في تنظيم هاته الجامعة، وكافة المؤسسات الحاضرة في اللقاء العلمي المتميز وفي مقدمتها مؤسسة محمد السادس لإعادة ادماج السجناء.

كما شكر التامك الموظفين العاملين بالمؤسسة السجنية على جهدهم في التنظيم والمتابعة، بالاضافة الى الطلبة المشاركين في أشغال هاته الجامعة على انضباطهم وتفانيهم في التحصيل والتعلم وفي تملك المعرفة كزاد لهم في قضاء ما تبقى لهم من العقوبة السالبة للحرية، ولاحقا في تفاعلهم مع المجتمع بعد الافراج. مشيرا أنهم خير نموذج للاندماج السليم والهادف.

وأشار التامك في ختام كلمته أن المندوبية العامة أصدرت النسخة الأولى من مجلة دفاتر السجين، وهي مجلة تحتضن ابداعات أدبية وقانونية وفكرية لثلة من السجناء، كما تشكل منبرهم ونافذة تواصلهم مع المجتمع، مهنيئا الجميع بهذا الإصدار مؤكدا تواصل العزم لمزيد من التواصل والابداع في خدمة الادماج.
نظمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج بشراكة مع السفارة البريطانية بالرباط والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، الجامعة في السجون : الدورة الرابعة بالسجن المحلي الأوداية بمراكش حول موضوع "الصورة السجنية ومفهوم الادماج"وأكد صالح التامك المندوب العام لادارة السجون أن هذا البرنامج تتأكد مع توالي الدورات أهميته واستجابته لانتظارات السجناء على مستوى التحصيل والمعرفة والاستزادة بالعلم كسلاح ضد الجهل والتخلف وكوسيلة للقطيعة مع السلوكيات المنحرفة والهدامة للنفس والذات.وأضاف التامك في كلمة بالمناسبة، أن المندوبية العامة إختارت لموضوع هذه الدورة، إشكالية يستعصي حلها بمنطق الارتجال والاحتكام الى العرف، أو بما ذأب عليه عدد من الممارسين في التعاطي مع صورة السجن والساكنة السجنية على أساس الوصف المكرس للإثارة والغلو، والمشبع بالفضول أكثر منه توخى الموضوعية وتنوير الرأي العام.

ومن هذا المنطلق جاءت محاور برنامج الجامعة في دورتها الحالية محيطة بأهم عناصر هاته الإشكالية على أمل أن تحظى بالنقاش العميق والهادف وأن تشكل مدخلا لمعالجة علمية وواقعية لكل مفرداتها.وأضاف التامك أن المحاضرة الأولى التي سيتفضل بإلقائها الأستاذ جمال الدين الناجي تتناول موضوع "الصورة السجنية وهوية السجين : الحدود الفاصلة بين الاعلام والتشهير" وتعالج هاته المحاضرة الإشكالية القائمة حول الضرورة التي تفرض تمكين المواطن من حقه في الاطلاع على حقيقة ظروف اعتقال الساكنة السجنية وما يتم اعماله في سياقها من أنشطة وبرامج، دون أن يتم التشهير بالسجناء والاعلام بهويتهم، مع ما يتصل بذلك من أثر سلبي على نفسيتهم وعلى نفسية أسرهم على حد سواء.أما المحاضرة الثانية فخصصت لموضوع "الصورة السجنية والحق في المعلومة – المقاربة القانونية- " والتي سيتفضل بإلقائها الأستاذ ادريس بلماحي من خلال تسليطه للضوء على الصورة السجنية كمادة إعلامية يتمكن من خلالها الرأي العام من الاطلاع على أوضاع السجون والساكنة السجنية، لكن من زاوية قانونية صرفة خصوصا في ظل اصدار المشرع المغربي خلال شهر فبراير الأخير القانون رقم 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات.وفي ما يخص المحاضرة الثالثة، فسيتناول من خلالها الأستاذ عبد الله الترابي موضوع "انتاج واستهلاك الصورة السجنية" من منظور يركز على المقاربة والمنهجية في التعامل مع المادة الإعلامية المتعلقة بالسجون وارتباطهما بتحقيق الأهداف الأساسية المتوخاة من انتاج واستهلاك هاته المادة الإعلامية، والجميع يعلم أن من بين هاته الأهداف تكريس مفهوم الادماج كمفهوم محوري في دور المؤسسة السجنية، لا ينفصل عن دورها في المساهمة في الحفاظ على الأمن العام.

غير أن التعاطي مع السجين والسجناء صوتا وصورة يضيف التامك، وإن كانت تحكمه دواعي إبداعية أيضا ترقى بالمادة السجنية الى مستوى يحاكي البعد الإنساني والروحي والجمالي أيضا، فإنه تحكمه أيضا وبالقدر ذاته، هواجس أمنية يفرضها القانون أولا، ثم مستجدات وتبعات إدارة حياة اشخاص مدانين بأحكام قضائية في فضاء مغلق لا تنسجم ضوابطه مع ضوابط العيش في إطار الحرية. وهو ما سيتناوله الأستاذ جعفر عاقل في المحاضرة الرابعة حول موضوع "الصورة السجنية بين هاجس الأمن ورهان الابداع".وتختتم محاضرات الجامعة بموضوع حول "الصورة السجنية بين الامس واليوم"، مع الأستاذ والأديب عبد القادر الشاوي الذي سيتطرق من خلالها لتطور المؤسسة السجنية من خلال بسطه لشهادة تجمع بين الوصف والحكي والاحساس واللمسة الأدبية المتفردة.

وقد بادرت المندوبية العامة استحضارا منها لكل الإشكاليات التي تتناولها مواضيع المحاضرات المذكورة، الى تقديم مقترح الى كل من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري والمجلس الوطني لحقوق الإنسان حول إعداد ميثاق بشأن الاعلام الوطني ودور المؤسسة السجنية بهدف احاطة المادة الإعلامية السجنية بكافة الشروط الكفيلة بضمان حق الرأي العام في الحصول على المعلومة، وبما يكرس دور المؤسسة السجنية، كما أقره المشرع، في تهيئ السجناء للإدماج والمساهمة في الحفاظ على الامن العام والوقاية من العود.ولقي مقترح المندوبية العامة استجابة فورية من لدن الهيأة العليا والمجلس الوطني لحقوق الانسان كللت باتفاق حول توقيع مذكرة تفاهم تؤطر منهجية إعداد الميثاق، كما تحدد الأطراف المعنية بإعداده.

هذا وقد اغتنم صالح التامك المناسبة للتوجه بالشكر لرئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ورئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان على تجاوبهما المسؤول والتلقائي على أمل أن تحقيق عمل متميز في هذا الاطار بمعية باقي الشركاء كما توجه بشكر خاص للأساتذة المؤطرين لبرنامج هاته الجامعة على تلبية دعوة المندوبية العامة بشكل تلقائي وبإرادة وطنية عالية، والى سفارة المملكة البريطانية والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي على دعمهما في تنظيم هاته الجامعة، وكافة المؤسسات الحاضرة في اللقاء العلمي المتميز وفي مقدمتها مؤسسة محمد السادس لإعادة ادماج السجناء.

كما شكر التامك الموظفين العاملين بالمؤسسة السجنية على جهدهم في التنظيم والمتابعة، بالاضافة الى الطلبة المشاركين في أشغال هاته الجامعة على انضباطهم وتفانيهم في التحصيل والتعلم وفي تملك المعرفة كزاد لهم في قضاء ما تبقى لهم من العقوبة السالبة للحرية، ولاحقا في تفاعلهم مع المجتمع بعد الافراج. مشيرا أنهم خير نموذج للاندماج السليم والهادف.

وأشار التامك في ختام كلمته أن المندوبية العامة أصدرت النسخة الأولى من مجلة دفاتر السجين، وهي مجلة تحتضن ابداعات أدبية وقانونية وفكرية لثلة من السجناء، كما تشكل منبرهم ونافذة تواصلهم مع المجتمع، مهنيئا الجميع بهذا الإصدار مؤكدا تواصل العزم لمزيد من التواصل والابداع في خدمة الادماج.


اقرأ أيضاً
حصيلة جديدة لحملات ردع مخالفات الدراجات النارية في ليلة عاشوراء بمراكش
شنت المصالح الأمنية بالمنطقة الأمنية الخامسة تحت إشراف رئيس المنطقة ورئيس الهيئة الحضرية ،ليلة امس السبت 5 يوليوز، الموافق لليلة عاشوراء، حملة أمنية ضد الدراجات النارية المخالفة لقوانون السير بالمدينة العتيقة لمراكش. وحسب مصادر "كشـ24"، فإن هذه الحملة التي قادها نائب رئيس الهيئة الحضرية بذات المنطقة، سجلت 60 مخالفة مرورية همت السير في الممنوع والوقوف فوق الرصيف، وعدم ارتداء الخودة، بينما أحيلت على المحجز 10 دراجات نارية لانعدام الوثائق. وقد شملت الحملة كل من رياض الزيتون القديم وساحة القزادية، وعرصة بوعشرين، بالإضافة لساحة الباهية، وعدة مناطق وشوارع مجاورة بالمدينة العتيقة لمراكش.
مراكش

محيط مقابر مراكش يتحول الى أسواق شعبية بمناسبة عاشوراء
تحول محيط مختلف المقابر بمدينة مراكش، صباح يومه الأحد 6 يوليوز ليوم عاشوراء، الى أسواق شعبية يعرض فيها كل ما يرتبط بهذه المناسبة, وشهد محيط المقابر انتشارا لبيع كل ما يتعلق بتزيين القبور من مياه معطرة وجريد النخيل واغصان وكذا التين المجفف (الشريحة)، والخبز، والحليب والماء، والفواكه الجافة المخصصة لاخرجها كزكاة بالموازاة مع زيارة الموتى، فضلا عن عدد كبير من السلع المختلفة كالملابس والعطور والاعشاب الطبية والاخرى المخصصة لطقوس الشعودة، وكل ما يمكن شرائه في هذه المناسبة. وتشهد مقبرة باب اغمات بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، أكبر تجمع للمواطنين الراغبين في زيارة ذويهم الراحلين عن الحياة، حيث تحولت المقبرة ومحيطها لمركز شعبي كبير وسوق ضخم تعرض فيه جميع انواع السلع في الشارع العام، ما يشكل مناسبة للتسوق لآلاف المواطنين.
مراكش

المختلون عقليا.. ثغرة في صورة مراكش + ڤيديو
في ظل سباق محموم نحو التجميل والمشاريع الكبرى استعدادًا لتظاهرات رياضية عالمية، وعلى رأسها كأس العالم 2030، تتواصل في مدينة مراكش، وبشكل مثير للقلق، ظاهرة انتشار المختلين عقليًا في الشوارع والأحياء، أمام غياب تام لأي استراتيجية واضحة المعالم من طرف الجهات المعنية. المدينة التي تُسوَّق للعالم كواجهة حضارية وسياحية، لا زالت عاجزة عن تأمين أبسط مقومات الكرامة لفئة من أكثر الفئات هشاشة؛ ألا وهي فئة المختلين عقليا التي يبدو أنها لم تجد بعد مكانا لها ضمن الأجندات الرسمية. ففي مشهد بات يتكرر يوميًا، تشهد مجموعة من الشوارع والأحياء بالمدينة الحمراء، من قبيل حي اطلس الشريفية على سبيل المثال لا الحصر، انتشارًا كبيرا للمختلين عقليًا، بشكل يبعث على القلق والخجل في آنٍ واحد؛ بعضهم يتجول عاريًا، وآخرون يعبّرون عن اضطراباتهم بسلوكيات عنيفة أو مزعجة، في صورة تمسّ كرامة الإنسان، وتخلق شعورًا بعدم الأمان بين السكان والزوار على حد سواء.ورغم أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة، إلا أنها في تفاقم مستمر، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر حل حقيقي؛ لا مراكز إيواء كافية، ولا برامج للعلاج أو الإدماج، ولا مقاربة شمولية تحفظ للإنسان كرامته وللمجتمع أمنه، وكل ما نراه على الأرض لا يتعدى بعض الحملات المحدودة التي لا تلبث أن تختفي نتائجها. وفي هذا الإطار، أكد مواطنون أن استمرار هذا الوضع يسيء إلى صورة مراكش كمدينة عالمية، ويطرح تساؤلات جدية حول أولويات المسؤولين، سيما وأن المدينة تستقبل سنويا ملايين السياح وتراهن على صورتها لاستقبال المزيد. وشدد مهتمون بالشأن المحلي، على أن إهمال "الرأس المال البشري"، وخاصة الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة، يُعد إحدى علامات الفشل لأي سياسات تنموية؛ فالاستثمار في المشاريع فقط دون تمكين الإنسان وتحسين ظروف حياته سواء من خلال التعليم، الصحة، أو الرعاية الاجتماعية، يفضي إلى نتائج عكسية، حيث تصبح المدن والمجتمعات مصابة بخلل في التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأكد مواطنون، أن المحافظة على صورة المدينة وسمعتها لا تقتصر على البنية التحتية أو الفعاليات الكبرى، بل تتطلب رعاية إنسانية حقيقية ترتكز على حماية حقوق أضعف الفئات وتعزيز كرامتهم، داعين الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها، من خلال تبني استراتيجيات شاملة ترمي إلى توفير الدعم والرعاية الطبية والاجتماعية لهذه الفئة.  
مراكش

هل تخلت مراكش عن ذاكرتها؟.. سور باب دكالة إرث تاريخي يئن تحت وطاة الإهمال
لا تزال الحالة الكارثية التي آل إليها السور التاريخي لمدينة مراكش، وخاصة الجزء المتواجد بمدخل باب دكالة، تتفاقم دون أي مؤشرات على تحرّك جاد، لإنقاذ هذه المعلمة التاريخية التي أصبحت رمزًا للإهمال والعبث بقيمة التراث. وحسب نشطاء من المنطقة، فإن هذا المكان الذي من المفترض أن يُجسّد هوية المدينة وتراثها العمراني، يعرف بشكل يومي مظاهر متعددة للفوضى، من بينها التبول والتغوط في العراء، وانتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى وجود أشخاص في وضعية الشارع وكلاب ضالة تستقر بالمكان، ما يتسبب في حالة من الانزعاج والقلق لدى المارة، خصوصًا القادمين من وإلى المحطة الطرقية لباب دكالة. المثير للانتباه، وفق هؤلاء، أن هذه المشاهد غير اللائقة تحيط بـ "رواق الفنون"، والذي يفترض أن يكون واجهة ثقافية تعرض أعمالًا فنية، لكن محيطه المتدهور يعيق بشكل كبير أي محاولة لتنشيط الفضاء ثقافيًا أو جذب الزوار إليه. ورغم محاولات تنظيف المكان أسبوعيًا، -يقول مواطنون- إلا أن غياب المرافق الصحية الأساسية، وانعدام المراقبة، وغياب ثقافة المواطنة، كلها عوامل تجعل من هذه الجهود مجرد ترقيع بلا أفق، مشددين على أن المشكل لا يُمكن حلّه بالخرطوم والمعقمات، بل يحتاج إلى قرارات حقيقية تبدأ بإنشاء مراحيض عمومية، تنظيم الفضاء، وتكثيف المراقبة بهذه المنطقة. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة، ومدى التزامها بالحفاظ على القيمة التاريخية والمعمارية لسور مراكش، الذي يُعد من أهم معالم المدينة، وإنقاذه من هذا الإهمال الذي يُفقده روحه التاريخية، ويشوه سمعة المدينة ككل.  
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة