ارتبطت شهرة العديد من الأحياء الشعبية بالمدينة القديمة بمراكش، منذ عقود، بمحلات “البيصارة”، حيث كانت، ولا تزال، مقصدا للعديد من الزبناء، الذين يفضلون هذه الوجبة الغذائية الشعبية، التي يتم إعدادها من الفول اليابس المطحون، المخلوط بفصوص الثوم وبعض التوابل.وإذا كان العديد من المستهلكين يقبلون على تناول “البيصارة”، التي يتم تقديمها ساخنة مع بعض من زيت الزيتون والكمون والفلفل الحار، طيلة فصول السنة، خاصة من طرف الفئات الشعبية، نظرا إلى سعرها الرخيص، فإن الإقبال عليها يتضاعف في فصل الشتاء، لكونها تمد الجسم بالحرارة، كما يؤكد ذلك أصحاب محلات بيع وجبة “البيصارة” وزبناؤهم .ويلاحظ أن أغلب زبناء محلات بيع "البصارة"، من الرجال، فيما يبقى الصباح ذروة الأوقات التي تشهد إقبالا كبيرا بالتزامن مع أجواء البرد التي تجتاح المدينة الحمراء هذه الأيام، وتعتبر البيصارة ممتازة كوجبة للفطور والعشاء، لأنها، بالإضافة إلى كونها تدفئ الجسم، فهي تجعل آكلها لا يحس بالجوع فترة طويلة.وتحتوي "البيصارة" في تركيبتها على مواد غذائية ذات قيمة عالية، حسب أخصائيي التغذية، اللذين ينصحون بتناولها طوال أيام السنة، وعدم الاقتصار فقط على استهلاكها خلال فصل الشتاء.