في حوار حصري أجرته معه "كش24" أوضح محمد بلكوري نائب الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي بمراكش بعض كواليس المؤتمر الوطني للحزب المنعقد مؤخراً بمدينة الصخيرات: سؤال 1 : كما تابعنا، انتهى الشوط الأول من مؤتمركم التاسع بما له وما عليه من تفاعلات داخلية وخارجية، وما أفرزه من مواقف وتحولات، وأنتم الآن على موعد قريب مع الشوط الثاني من المؤتمر لإتمام انتخاب أجهزة الحزب ما تقييمكم للمحطة الأولى ؟ جواب : كما تتبع المواطنون والرأي السياسي الوطني الدولي من داخل أشغال المؤتمر وخارجه، فقد مرت أشغال هذا الأخير منذ التحضير له، في جو ديمقراطي ناضج ومفتوح على تقديم المعلومة لكل من يطلبها، وتعميمها بخلفية جعل الشأن الاتحادي شأنا عموميا. لقد قرر الاتحاديون والاتحاديات، بكل وعي ومسؤولية انطلاقا من تاريخ التجربة الحزبية واستحضارا للحظة التاريخية وآفاق المستقبل، اعتبار المؤتمر التاسع قمة في الممارسة الديمقراطية، وقطيعة مع كيفيات تدبير المؤتمرات الاتحادية السابقة، سواء على مستوى الاعداد والتحضير، أو أشغال المؤتمر ونتائجه، وقد تم ذلك كله تحت شعار: الشرعية الديمقراطية. وفي هذا الإطار، صادق برلمان الحزب على ترسانة من القوانين، ومنظومة من التدابير الإجرائية الدقيقة، لأجرأة الديمقراطية في أدق تفاصيلها وجزئياتها، طبقا لقانون الأحزاب، واستنادا لتجربتنا الديمقراطية في هذا المجال. ولقد شكلت المناظرات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة بين المتنافسين على كرسي الكاتب الأول، سابقة من نوعها في الحقل السياسي، إذ سمحت لكل مرشح ببسط مشروع أرضيته السياسية، وبرنامجه التعاقدي مع الاتحاديين وعموم المواطنين الحاملين لنفس المشروع وقد كانت نسبة المشاهدة جد مرتفعة لهذه المناظرات لنوعيتها ولما طرحته من قضايا ومشاكل تهم الشعب المغربي في معيشه اليومي ومستقبله السياسي. وفي إطار تحصين هذه التجربة وضمان شفافيتها، ونزاهتها واستقلاليتها، تقرر فتح المؤتمر لجميع المتتبعين من اعلاميين وحقوقيين وسياسيين وطنيين ودوليين، لتتبع أشغاله من ألفه الى يائه، ويمكنكم الرجوع الى شهادات هؤلاء في هذا الموضوع. لهذا نعتبر هذا المؤتمر عرسا اتحاديا بامتياز وانتصارا للديمقراطية في أجلى صورها، وإضافة حقيقية للممارسة السياسية النظيفة في المغرب، وهذا ليس بغريب على المدرسة الاتحادية. سؤال 2 : طيب، أسفرت نتائج الدور الأول عن خروج المالكي، وفتح الله ولعلو، وبقي في الصراع، للدور الثاني، كل من ادريس لشكر، واحمد الزايدي، كيف تقرأ ذلك ؟ وما هي خبايا التحالفات التي وقعت ؟ جواب : عفوا، لابد من تصحيح مفهوم ورد في سؤالك : الصراع، إذ ليس هناك صراع بمفهومه السياسي والايديولوجي بين المرشحين الأربع، بل هناك منافسة بين مناضلين اتحاديين لا تفاضل بينهم، كلهم مناضلون اتحاديون محنكون، قياديون لهم من التجربة السياسية والحنكة النضالية، ما يؤهلهم لقيادة أعتى حزب في البلاد. فهم متشبعون بقيم المدرسة الاتحادية من، حداثة وعقلانية واستقلالية واحترام الآخر... إلا أن اللعبة الديمقراطية تقتضي الاختيار، وهكذا اختار المؤتمرون والمؤتمرات في الدور الأول، وعن طريق صناديق الاقتراع، متنافسين اثنين (الأول والثاني) كما ينص القانون التنظيمي على ذلك : ادريس لشكر في الرتبة الأولى واحمد الزايدي في الرتبة الثانية بفارق يزيد عن 100 صوت وبين الدور الأول والدور الثاني، كانت لحظة تفكير اتحادية عميقة، استحضرت فيها، مصلحة الحزب، واحتكم فيها الاتحاديون والاتحاديات الى ضمائرهم، بكل استقلالية ومسؤولية عالية، فكانت نتيجة الدور الثاني كما تابعتم، فوز الأخ ادريس لشكر بمنصب الكاتب الأول على حساب الأخ أحمد الزايدي، وهذه طبيعة الديمقراطية. سؤال 3 : طيب، لكن بعد إعلان نتيجة الدور الثاني بفوز ادريس لشكر يخرج الزايدي غريمه خرجة اعلامية غير مسبوقة مشككا في هذه العملية برمتها الى جانب تصريحات أخرى مماثلة لرفيقه عبد العالي دومو، تتمحور حول وجود أياد خارجية ضغطت على المؤتمرين بين الشوطين للتصويت لصالح ادريس لشكر. ما تعليقكم على ذلك ؟ جواب : بهذا الكلام فان الأخ احمد الزايدي ومن معه، يريد افساد العرس الاتحادي الذي أجمع الكل على نجاحه. فلقد استغربت، كما استغرب جل الاتحاديين والاتحاديات هذا الكلام اللامسؤول (انظر ردود الفعل من داخل الحزب) إذ لا أتصور أن يصدر عن قائد سياسي محنك، مرشح لزعامة الاتحاد الاشتراكي، بعد أن كان عضوا بمكتبه السياسي، ورئيس فريقه في البرلمان، والذي اعتقد أنه يعرف المدرسة الاتحادية حق المعرفة، حيث يتميز مناضلوها بالانضباط والمسؤولية ورفض الاملاءات الخارجية والداخلية، كيفما كان مصدرها، ولو من الزايدي نفسه لأنها تمس بالهوية الحزبية للمناضلين : الكرامة والاستقلال. لقد اعتبرت، في بداية الأمر، هذا الكلام نتيجة لنرفزة ذاتية للأخ الزايدي شبيهة بشطحاته المعهودة كالتلويح بالاستقلال من رئاسة الفريق... ولكن لما تواصلت هذه التصريحات للزايدي ومن معه في منابر متعددة، تتهم المؤتمرين والمؤتمرات بضعف إرادتهم، وتخوينهم، وتشكك في نضاليتهم وما يرتبط بذلك من أوصاف كالامعات، والقطيع والتابعين الى غير ذلك من النعوت المستمدة من قاموس ثقافة المخزن والنظام العبودي والاستبدادي، فان ذلك أصبح يقتضي المواجهة بكل جدية ومسؤولية. وفي هذا الإطار، أؤكد لكم أنه حتى الذين صوتوا لصالح الأخ الزايدي في الدور الثاني 600 مؤتمر إن لم اقل 648، استنكرت تصريحاته وتصريحات عبد العالي دومو وأدانتها بشكل مطلق، لما لها من انعكاسات على معنوية المناضلين والمناضلات وهم يحتفلون في مؤتمرهم. وهكذا، بعد تحليل المعطيات، يتضح أن هناك مخططا مدروسا بشكل مسبق يحاك ضد الاتحاد، ومن داخله، يهدف الى إضعافه وفرملة نهضته، وصحوته التنظيمية، وذلك بافتعال قضايا وهمية هامشية تشغل الاتحاديين والاتحاديات، ولو لحين، عن القضايا الأساسية التي تنتظرنا. ومن مؤشرات ذلك : 1. في المناظرة المتلفزة بـ2M جاءت إشارة عابرة في مداخلة الأخ الزايدي ''المطالبة باستقلال القرار الحزبي'' وهي إشارة غير مفهومة آنذاك، واعتقد المتتبعون أنها تهم الخط الاستراتيجي للحزب، وهذا من ثوابت الحزب. 2. رفض الزايدي ومن معه حضور إعلان نتائج الدور الثاني، وتهنئة الكاتب الأول، كما هو متعارف عليه ديمقراطيا، وخاصة داخل الحزب الواحد. فما بالك بهذا السلوك داخل الاتحاد الاشتراكي. 3. التصريح / التتويج لهذه السلوكات : '' أن هناك أياد خارجية ضغطت على المؤتمرين بين الدورين للتصويت لصالح ادريس لشكر'' وهذا مربط الفرس ليوهمنا الأخ الزايدي أنه السبب المباشر لعدم فوزه بمقعد الكاتب الأول. وهو نفس خطاب ابن كيران حول التماسيح والعفاريت. الخلاصة المنطقية لهذا السيناريو هو التشكيك في مصداقية المناضلين والمناضلات وضرب تجربتنا الديمقراطية الناجحة وجر الحزب الى الهاوية، والنتيجة معروفة. وفي هذا الصدد، وكرد بسيط على ذلك، لأننا واعون بهذا المخطط المدبر من قبل، أدعو الأخ الزايدي ومن معه الى العودة الى استمارات المؤتمرين والمؤتمرات، ليتأكد بالملموس أن ما فوق 90% منهم مستواه جامعي، وفي مختلف المهن، ومنهم من قضى في درب النضال ما يفوق عشرات السنين، فهل في نظرك تقبل هذه العينة بالتعليمات والتوجيهات ؟ وعليه أليس من الغباء والعماء السياسي أن تتهم المناضلين والمناضلات بالعمالة وتمسهم في رأسمالهم المعنوي: الكرامة ؟ وفي نبل قضيتهم : مصلحة حزبهم ؟ كنت أتمنى أن ينتظر الأخ الزايدي الاجتماع الأول للجنة الادارية ويطرح هذه المسالة، إن كان له دليل، ويتم الاحتكام للقوانين الداخلية للحزب، وإن لم يتمكن من ذلك، فليطرحها في المجلس الوطني للحزب. لسنا من الطينة التي تتلقى التعليمات لتنساق كالقطيع، أو نتداول في سوق النخاسة، ولدينا من المواقف ما يكفي للافتخار باستقلالنا فكريا وسياسيا وبانضباطنا للحزب ولقراراته دون ابتزاز، وتصريف مواقفه، كيفما كانت السياقات السياسية والتاريخية ـ أعطيكم مثالا واحدا فقط ـ أن ما وقع في انتخاب مكتب مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز سنة 2009 شاهد عيان على من يتلقى التعليمات، وينصاع للأوامر، ويدفن رأسه في الرمال كالنعامة، ويهرب عن المناضلين والقاطنين الذين صمدوا في وجه الجبروت آنذاك. رغم التهديدات والاعتقالات والمتابعات الى يومنا هذا، لا لشيء إلا صونا لاستقلالية القرار والاختيار، ورفضا للتعليمات وواجب الطاعة، واحتراما لمبادئ المدرسة الاتحادية. كما لا تنسينا هذه المحطة المشؤومة محطة معركة تجديد انتخاب مكتب مجلس جهة تانسيفت الحوز 2012، وما تركته من مرارة وألم لدى المناضلين والمتعاطفين مع الحزب، وكن على يقين أن لنا عودة في المستقبل لهذه الممارسات، لكن داخل الأجهزة الحزبية، لنكشف المستور ونفضح الارتباطات والتعاملات الحربائية والدخيلة على ثقافة الحزب خارج المؤتمر وداخله. سؤال 4 : أنتم على موعد مع الشوط الثاني من المؤتمر لانتخاب أعضاء اللجنة الادارية، ما تصوركم لهذه العملية ؟ جواب : بالفعل مقبلون يوم 12/13 يناير 2013 على انتخاب أعضاء اللجنة الادارية (برلمان الحزب) التي تتكون من 300 عضو، وهي محطة أساسية، وذات أهمية قصوى في حياة الحزب من حيث الوظائف التي أناطها بها المشرع، لكن ما أؤكده لكم هو أن تركيبتها ستخرج من صناديق الاقتراع جهويا ووطنيا ليس إلا. وإذا كنت قد فهمت خلفية سؤالك فإنه لا يمكن أن نقيس انتخاب اللجنة الادارية على انتخاب الكتب الأول فهناك متغيرات كثيرة منها : طموح جل المؤتمرين الى عضوية هذه اللجة بالاضافة الى الطموحات الجهوية والاقليمية، ناهيك عن الطموحات المهنية والفئوية والاجتماعية. ما أتمناه هو أن يعي المؤتمرون والمؤتمرات بأهمية هذه المؤسسة في تنشيط الحياة السياسية بالبلاد، والسهر على تنظيم الحزب من أجل استرجاع قوته وعافيته، ومراقبة عمل المكتب السياسي وتطوير أدائه. من هذا المنطلق، أدعو الى اختيار من يمثلنا أحسن تمثيل في هذه المؤسسة، وإن كان كل المناضلين في نفس درجة تحمل المسؤولية، لأن الحزب غني بالطاقات الخلاقة والقادرة على العطاء بكل تفان وإخلاص واستقلال. وأختم جوابي هذا بما قاله غاندي سبعة أشياء تدمر الإنسان، أذكر منها ستة فقط : السياسة بلا مبادئ ـ المتعة بلا ضمير ـ الثروة بلا عمل ـ المعرفة بلا قيم ـ التجارة بلا أخلاق ـ العلم بلا إنسانية.
في حوار حصري أجرته معه "كش24" أوضح محمد بلكوري نائب الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي بمراكش بعض كواليس المؤتمر الوطني للحزب المنعقد مؤخراً بمدينة الصخيرات: سؤال 1 : كما تابعنا، انتهى الشوط الأول من مؤتمركم التاسع بما له وما عليه من تفاعلات داخلية وخارجية، وما أفرزه من مواقف وتحولات، وأنتم الآن على موعد قريب مع الشوط الثاني من المؤتمر لإتمام انتخاب أجهزة الحزب ما تقييمكم للمحطة الأولى ؟ جواب : كما تتبع المواطنون والرأي السياسي الوطني الدولي من داخل أشغال المؤتمر وخارجه، فقد مرت أشغال هذا الأخير منذ التحضير له، في جو ديمقراطي ناضج ومفتوح على تقديم المعلومة لكل من يطلبها، وتعميمها بخلفية جعل الشأن الاتحادي شأنا عموميا. لقد قرر الاتحاديون والاتحاديات، بكل وعي ومسؤولية انطلاقا من تاريخ التجربة الحزبية واستحضارا للحظة التاريخية وآفاق المستقبل، اعتبار المؤتمر التاسع قمة في الممارسة الديمقراطية، وقطيعة مع كيفيات تدبير المؤتمرات الاتحادية السابقة، سواء على مستوى الاعداد والتحضير، أو أشغال المؤتمر ونتائجه، وقد تم ذلك كله تحت شعار: الشرعية الديمقراطية. وفي هذا الإطار، صادق برلمان الحزب على ترسانة من القوانين، ومنظومة من التدابير الإجرائية الدقيقة، لأجرأة الديمقراطية في أدق تفاصيلها وجزئياتها، طبقا لقانون الأحزاب، واستنادا لتجربتنا الديمقراطية في هذا المجال. ولقد شكلت المناظرات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة بين المتنافسين على كرسي الكاتب الأول، سابقة من نوعها في الحقل السياسي، إذ سمحت لكل مرشح ببسط مشروع أرضيته السياسية، وبرنامجه التعاقدي مع الاتحاديين وعموم المواطنين الحاملين لنفس المشروع وقد كانت نسبة المشاهدة جد مرتفعة لهذه المناظرات لنوعيتها ولما طرحته من قضايا ومشاكل تهم الشعب المغربي في معيشه اليومي ومستقبله السياسي. وفي إطار تحصين هذه التجربة وضمان شفافيتها، ونزاهتها واستقلاليتها، تقرر فتح المؤتمر لجميع المتتبعين من اعلاميين وحقوقيين وسياسيين وطنيين ودوليين، لتتبع أشغاله من ألفه الى يائه، ويمكنكم الرجوع الى شهادات هؤلاء في هذا الموضوع. لهذا نعتبر هذا المؤتمر عرسا اتحاديا بامتياز وانتصارا للديمقراطية في أجلى صورها، وإضافة حقيقية للممارسة السياسية النظيفة في المغرب، وهذا ليس بغريب على المدرسة الاتحادية. سؤال 2 : طيب، أسفرت نتائج الدور الأول عن خروج المالكي، وفتح الله ولعلو، وبقي في الصراع، للدور الثاني، كل من ادريس لشكر، واحمد الزايدي، كيف تقرأ ذلك ؟ وما هي خبايا التحالفات التي وقعت ؟ جواب : عفوا، لابد من تصحيح مفهوم ورد في سؤالك : الصراع، إذ ليس هناك صراع بمفهومه السياسي والايديولوجي بين المرشحين الأربع، بل هناك منافسة بين مناضلين اتحاديين لا تفاضل بينهم، كلهم مناضلون اتحاديون محنكون، قياديون لهم من التجربة السياسية والحنكة النضالية، ما يؤهلهم لقيادة أعتى حزب في البلاد. فهم متشبعون بقيم المدرسة الاتحادية من، حداثة وعقلانية واستقلالية واحترام الآخر... إلا أن اللعبة الديمقراطية تقتضي الاختيار، وهكذا اختار المؤتمرون والمؤتمرات في الدور الأول، وعن طريق صناديق الاقتراع، متنافسين اثنين (الأول والثاني) كما ينص القانون التنظيمي على ذلك : ادريس لشكر في الرتبة الأولى واحمد الزايدي في الرتبة الثانية بفارق يزيد عن 100 صوت وبين الدور الأول والدور الثاني، كانت لحظة تفكير اتحادية عميقة، استحضرت فيها، مصلحة الحزب، واحتكم فيها الاتحاديون والاتحاديات الى ضمائرهم، بكل استقلالية ومسؤولية عالية، فكانت نتيجة الدور الثاني كما تابعتم، فوز الأخ ادريس لشكر بمنصب الكاتب الأول على حساب الأخ أحمد الزايدي، وهذه طبيعة الديمقراطية. سؤال 3 : طيب، لكن بعد إعلان نتيجة الدور الثاني بفوز ادريس لشكر يخرج الزايدي غريمه خرجة اعلامية غير مسبوقة مشككا في هذه العملية برمتها الى جانب تصريحات أخرى مماثلة لرفيقه عبد العالي دومو، تتمحور حول وجود أياد خارجية ضغطت على المؤتمرين بين الشوطين للتصويت لصالح ادريس لشكر. ما تعليقكم على ذلك ؟ جواب : بهذا الكلام فان الأخ احمد الزايدي ومن معه، يريد افساد العرس الاتحادي الذي أجمع الكل على نجاحه. فلقد استغربت، كما استغرب جل الاتحاديين والاتحاديات هذا الكلام اللامسؤول (انظر ردود الفعل من داخل الحزب) إذ لا أتصور أن يصدر عن قائد سياسي محنك، مرشح لزعامة الاتحاد الاشتراكي، بعد أن كان عضوا بمكتبه السياسي، ورئيس فريقه في البرلمان، والذي اعتقد أنه يعرف المدرسة الاتحادية حق المعرفة، حيث يتميز مناضلوها بالانضباط والمسؤولية ورفض الاملاءات الخارجية والداخلية، كيفما كان مصدرها، ولو من الزايدي نفسه لأنها تمس بالهوية الحزبية للمناضلين : الكرامة والاستقلال. لقد اعتبرت، في بداية الأمر، هذا الكلام نتيجة لنرفزة ذاتية للأخ الزايدي شبيهة بشطحاته المعهودة كالتلويح بالاستقلال من رئاسة الفريق... ولكن لما تواصلت هذه التصريحات للزايدي ومن معه في منابر متعددة، تتهم المؤتمرين والمؤتمرات بضعف إرادتهم، وتخوينهم، وتشكك في نضاليتهم وما يرتبط بذلك من أوصاف كالامعات، والقطيع والتابعين الى غير ذلك من النعوت المستمدة من قاموس ثقافة المخزن والنظام العبودي والاستبدادي، فان ذلك أصبح يقتضي المواجهة بكل جدية ومسؤولية. وفي هذا الإطار، أؤكد لكم أنه حتى الذين صوتوا لصالح الأخ الزايدي في الدور الثاني 600 مؤتمر إن لم اقل 648، استنكرت تصريحاته وتصريحات عبد العالي دومو وأدانتها بشكل مطلق، لما لها من انعكاسات على معنوية المناضلين والمناضلات وهم يحتفلون في مؤتمرهم. وهكذا، بعد تحليل المعطيات، يتضح أن هناك مخططا مدروسا بشكل مسبق يحاك ضد الاتحاد، ومن داخله، يهدف الى إضعافه وفرملة نهضته، وصحوته التنظيمية، وذلك بافتعال قضايا وهمية هامشية تشغل الاتحاديين والاتحاديات، ولو لحين، عن القضايا الأساسية التي تنتظرنا. ومن مؤشرات ذلك : 1. في المناظرة المتلفزة بـ2M جاءت إشارة عابرة في مداخلة الأخ الزايدي ''المطالبة باستقلال القرار الحزبي'' وهي إشارة غير مفهومة آنذاك، واعتقد المتتبعون أنها تهم الخط الاستراتيجي للحزب، وهذا من ثوابت الحزب. 2. رفض الزايدي ومن معه حضور إعلان نتائج الدور الثاني، وتهنئة الكاتب الأول، كما هو متعارف عليه ديمقراطيا، وخاصة داخل الحزب الواحد. فما بالك بهذا السلوك داخل الاتحاد الاشتراكي. 3. التصريح / التتويج لهذه السلوكات : '' أن هناك أياد خارجية ضغطت على المؤتمرين بين الدورين للتصويت لصالح ادريس لشكر'' وهذا مربط الفرس ليوهمنا الأخ الزايدي أنه السبب المباشر لعدم فوزه بمقعد الكاتب الأول. وهو نفس خطاب ابن كيران حول التماسيح والعفاريت. الخلاصة المنطقية لهذا السيناريو هو التشكيك في مصداقية المناضلين والمناضلات وضرب تجربتنا الديمقراطية الناجحة وجر الحزب الى الهاوية، والنتيجة معروفة. وفي هذا الصدد، وكرد بسيط على ذلك، لأننا واعون بهذا المخطط المدبر من قبل، أدعو الأخ الزايدي ومن معه الى العودة الى استمارات المؤتمرين والمؤتمرات، ليتأكد بالملموس أن ما فوق 90% منهم مستواه جامعي، وفي مختلف المهن، ومنهم من قضى في درب النضال ما يفوق عشرات السنين، فهل في نظرك تقبل هذه العينة بالتعليمات والتوجيهات ؟ وعليه أليس من الغباء والعماء السياسي أن تتهم المناضلين والمناضلات بالعمالة وتمسهم في رأسمالهم المعنوي: الكرامة ؟ وفي نبل قضيتهم : مصلحة حزبهم ؟ كنت أتمنى أن ينتظر الأخ الزايدي الاجتماع الأول للجنة الادارية ويطرح هذه المسالة، إن كان له دليل، ويتم الاحتكام للقوانين الداخلية للحزب، وإن لم يتمكن من ذلك، فليطرحها في المجلس الوطني للحزب. لسنا من الطينة التي تتلقى التعليمات لتنساق كالقطيع، أو نتداول في سوق النخاسة، ولدينا من المواقف ما يكفي للافتخار باستقلالنا فكريا وسياسيا وبانضباطنا للحزب ولقراراته دون ابتزاز، وتصريف مواقفه، كيفما كانت السياقات السياسية والتاريخية ـ أعطيكم مثالا واحدا فقط ـ أن ما وقع في انتخاب مكتب مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز سنة 2009 شاهد عيان على من يتلقى التعليمات، وينصاع للأوامر، ويدفن رأسه في الرمال كالنعامة، ويهرب عن المناضلين والقاطنين الذين صمدوا في وجه الجبروت آنذاك. رغم التهديدات والاعتقالات والمتابعات الى يومنا هذا، لا لشيء إلا صونا لاستقلالية القرار والاختيار، ورفضا للتعليمات وواجب الطاعة، واحتراما لمبادئ المدرسة الاتحادية. كما لا تنسينا هذه المحطة المشؤومة محطة معركة تجديد انتخاب مكتب مجلس جهة تانسيفت الحوز 2012، وما تركته من مرارة وألم لدى المناضلين والمتعاطفين مع الحزب، وكن على يقين أن لنا عودة في المستقبل لهذه الممارسات، لكن داخل الأجهزة الحزبية، لنكشف المستور ونفضح الارتباطات والتعاملات الحربائية والدخيلة على ثقافة الحزب خارج المؤتمر وداخله. سؤال 4 : أنتم على موعد مع الشوط الثاني من المؤتمر لانتخاب أعضاء اللجنة الادارية، ما تصوركم لهذه العملية ؟ جواب : بالفعل مقبلون يوم 12/13 يناير 2013 على انتخاب أعضاء اللجنة الادارية (برلمان الحزب) التي تتكون من 300 عضو، وهي محطة أساسية، وذات أهمية قصوى في حياة الحزب من حيث الوظائف التي أناطها بها المشرع، لكن ما أؤكده لكم هو أن تركيبتها ستخرج من صناديق الاقتراع جهويا ووطنيا ليس إلا. وإذا كنت قد فهمت خلفية سؤالك فإنه لا يمكن أن نقيس انتخاب اللجنة الادارية على انتخاب الكتب الأول فهناك متغيرات كثيرة منها : طموح جل المؤتمرين الى عضوية هذه اللجة بالاضافة الى الطموحات الجهوية والاقليمية، ناهيك عن الطموحات المهنية والفئوية والاجتماعية. ما أتمناه هو أن يعي المؤتمرون والمؤتمرات بأهمية هذه المؤسسة في تنشيط الحياة السياسية بالبلاد، والسهر على تنظيم الحزب من أجل استرجاع قوته وعافيته، ومراقبة عمل المكتب السياسي وتطوير أدائه. من هذا المنطلق، أدعو الى اختيار من يمثلنا أحسن تمثيل في هذه المؤسسة، وإن كان كل المناضلين في نفس درجة تحمل المسؤولية، لأن الحزب غني بالطاقات الخلاقة والقادرة على العطاء بكل تفان وإخلاص واستقلال. وأختم جوابي هذا بما قاله غاندي سبعة أشياء تدمر الإنسان، أذكر منها ستة فقط : السياسة بلا مبادئ ـ المتعة بلا ضمير ـ الثروة بلا عمل ـ المعرفة بلا قيم ـ التجارة بلا أخلاق ـ العلم بلا إنسانية.