خطوة غير محسوبة لطبيب بمراكش، أدخلت المصالح الأمنية دوامة الإستنفار وجعلتهم يعيشون لحظات عصيبة خلال ساعات مساء أول أمس الإثنين.
جاءت المعلومة صادمة بكون الطبيب المذكور قد أقدم على ارتكاب حماقة، وقام بمهاجمة شقة شقيقته واحتجازها تحت تهديد سلاحه الناري.
المعرفة الجيدة بتفاصيل قصة هذه الأسرة جعلت الإدارة الأمنية تستشعر خطر الموقف، ومن تمة دخول حلبة الإستنفار القصوى والمسارعة صوب المنزل المحدد في محاولة لتدارك البلاء قبل وقوعه ومنع وقوع" الطوبة فالمعطوبة".
المعلومات المتوفرة ترجع بالأحداث إلى أيام خلت ، حين قرر الطبيب المغربي الذي ظل يزاول مهنة الطب ببلد العم سام وضع حد لرحلة الغربة، والعودة بعقارب ساعة حياته إلى الوراء عبر الإحتماء بدفء الوطن وتدشين مشروع عيادته الخاصة بمدينة سبعة رجال.
جمع الطبيب " تحويشة" عمره من عمل السنين بالديار الأنريكية، وشد الرحال ل" تربة الأولياء" لإعطاء انطلاقة مشروعه الخاص.
في هذه اللحظة كانت الأقدار تنسج خيوط أحداث غير متوقعة ستقلب الأمور رأسا على عقب وترمي الطبيب بكل أسباب التعاسة الممكنة، حين قرر رفقة زوجته التي خلفها وبقية الأبناء وراءه بامريكا إيفاد نجلتهما اليافعة لقضاء بعض الأيام بمراكش ، على أن تستقبل بمنزل عمتها بالنظر لظروفها الخاصة كواحدة من ذوي الإحتياجات الخاصة.
قرار سيكون له ما بعده حين انحرفت الأحداث عن مسارها المرسوم بشكل تراجيدي، وعصفت بعلاقة القرابة ورابطة الدم شبهة تعرض اليافع لحادث اغتصاب وهتك عرض حملت الأم مسؤوليتها لأفراد أسرة العمة المضيفة، ودفعت بالوالد الطبيب إلى تقديم شكاية في الموضوع المصالح الأمنية بمراكش والمطالبة باتخاذ المناسب من الإجراءات القانونية في حق المتورط بهذا الفعل الفاضح.
كانت حدة الأحساس بالغبن تعصف بنفسية الوالد، وتزداد سحابة توتره مع توالي الأيام والأسابيع فارغة دون ظهور اية بوادر تؤشر على قرب القصاص من الأطراف المشتكى بها، فيما التحقيق الذي قادته الجهات الأمنية المختصة وقف عاجزا عن إثبات التهمة في حقهم بالدليل والبرهان ، لتبقى القضية بذلك تراوح مكانها دون ان يطرأ اي جديد.
لم يكن قلب الوالد المفجوع بمصاب فلدة كبده في نفس مساحة الإنتظار التي تتطلبها تعقيدات التحقيقا، فبدأيستشعر فروض " الحكرة" وعدم الإنصاف ليقرر في لحظك يأس قاتلة القيام بخطوة استباقية للتعجيل بالأمور و التسريع بمعاقبة المتورطين.
قام مساء أول أمس الإثنين بإعداد العدة اللازمة لما قرره في نفسه، فتمنطق ببندقية صيد قبل أن يمتطي صهوة سيارته ويتجه لبيت شقيقته على مستوى مدارة السملالية، مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور ومطالبا " أصحاب المخزن" بتحمل مسؤولياتهم والعمل على تحريك المتابعة في حق المتورطين بالنيل من شرف ابنته وهدر كرامته، تحت طائلة استعمال " شرع اليدين" والقصاص بنفسه لنفسه من الجناة.
اقتراف أربك المصالح الامنية بالمدينة ، وجعل مختلف المسؤولين الأمنيين يدخلون في سباق محموم ضد عقارب الساعة لمنع الطبيب من تفعيل تهديداته ، والوقوف سدا حائلا دون تطور الأحداث بشكل درامي وخروجها عن حدود السيطرة، وهو الإستنفار الذي أثمر توقيف الطبيب ومصادرة السلاح الناري المستعمل في الهجوم، ونقل بوصلة الأحداث اتجاه مبنى ولاية الأمن.