على امتدادات ساعات ليلة أول أمس السبت ،عاشت فضاءات حي إيزيكي بمنطقة دوار العسكر بمراكش،على إيقاع الرعب والفوضى، حين قام منحرفان مدججان بسيوف حادة لفرض سيطرتهم على عموم المنطقة.
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة من مساء اليوم المذكور، وشارع العيون بحي إيزيكي ينفض عنه غبار اكتظاظ حركية السير والجولان وحركية الرواج التجاري اليومية،استعدادا ليلة هادئة في ظل اشتداد برودة الطقس وتهاطل زخات مطرية،فرضت على الجميع الإحتماء بجدران بيوتاتهم ومنازلهم.
حينها كانت قلة من الرواد والمارة يؤتثون فضاء المنطقة، والكل يجاهد لقضاء مآربه والمغادرة تحت وقع برودة أحوال الجو،قبل أن تدب ذيول الفوضى ويشرع الجميع في التسابق في كل اتجاه.
ظهر شابان متنطعان يمتطيان صهوة دراجة نارية من نوع( سي 90)، وبطريقة مفاجئة وبغير سابق إعلان أشهرا سيفين حادين، وانخرطا في غزوة غير مظفرة، وهما يوجهان نصل أسلحتهما البيضاء اتجاه أجساد كل من صادفاه في طريقهما.
انطلق المعنيان في صب جام اعتدائهما على كل من قاده حظه العاثر للمرور بالمكان، وعيونهما تنفثان نارا وشرارا، فيما لسانهما لا يفتأ في رشق الجميع بنبرات التهديد والتحذير من مغبارات الأجرة الكبيرة إبداء آيات الإعتراض.
انقشع المشهد عن إصابة مجموعة من الضحايا بجروح غائرة بمختلف أنحاء اجسادهم ،ضمنهم صيدلية وممرض نال منهما الجناة، ورصعا جسديهما بجروح غائرة تطلب رتقها عشرات الغرز الطبية.
في هذه اللحظة كانت فتاة تنتصب جوار محطة وقوف سيارات الأجرة الكبيرة بالمنطقة،في انتظار وسيلة نقل تقلها صوب بيتها الأسري، حين أثارت حقيبتها اليدوية شهية المعتديان، اللذان لم يترددا في التوجه نحوها، وإحاطتها بسهام اعتدائهما مع سلبها الحقيبة بكل محتوياتها.
تحت ضغط هذه المشاهد العنترية، بدأ بعض شباب الحي والمواطنون يتجمعون ويتداولون في كيفية الرد ومواجهة هذا التنطع الفاضح، فيما سارع البعض البعض بالإحتماء والإستنجاد بالمصالح الامنية ومطالبتها بالتدخل لوقف نزيف حالة الجنوح المومأ إليها.
انتبه المعتديان لما يدور حولهما، فسارع بامتطاء صهوة دراجتهما النارية والإنطلاق بعيدا عن موقع الحادث، فيما بدأت تتقاطر أرطال السيارات والدراجات الأمنية، ما جعل الحي بكامله يعيش حالة استنفار قصوى.
انتشرت العناصر الأمنية وتوزعت على كل مرافق الحي،وشرعت في تنظيم حملة تمشيطية بحثا عن المعتدين بعد أن حددت أوصافهما وهيأتهما، كما تطوع بعض المواطنين للمساهمة في مجهودات البحث والتمشيط.
لم يتطلب الأمر كثير وقت، حين تمكن المطاردون من محاصرة المعتديان، اللذان كانا يبحثان عن منفذ لهما للإبتهاد عن فضاءات الحي، ومن تمة تطويقهما وتكبيلهما متلبسان بالجرم المشهود، ليتوجه الجميع صوب مقر الدائرة الأمنية، في أفق تحديد كل تفاصيل مشاهد الإعتداء ضمن محاضر رسمية ، إحالة المتهمان على النيابة العامة لمواجهة شرور ما اقترفته أيديهما.