تم اليوم الاثنين، بالمدينة الحمراء، إعطاء الانطلاقة للقافلة الوطنية "الشباب للإبداع"، والتي تميزت، في محطتها الأولى، بإطلاق مشروع تطوير "راديو ويب" برحاب جامعة القاضي عياض بمراكش، باعتباره إذاعة مجتمعية موجهة للمساهمة في إدماج وتوعية الشباب والطلبة.

وتهدف هذه القافلة، التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار، إلى تسليط الضوء على مبادرات الشباب والشابات المبتكرة، في تنوعها المحلي والموضوعاتي، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق البعيدة.

كما تميزت المحطة الأولى لهذه القافلة الوطنية، التي نظمت بشراكة مع جامعة القاضي عياض، وجمعية مبادرات مواطنة (بوصلة)، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس السيدا، بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "وسائل الإعلام الجمعوية في تعزيز الإدماج والمشاركة المواطنة للشباب"

وأجمع المتدخلون على أهمية هذه المبادرة، والتي ستسمح لجميع الفاعلين بالمشاركة في البرامج التكوينية للشباب، والمساهمة في التنمية المستدامة.

وأبرزوا الدور الذي تلعبه الجامعة في مواكبة مشاريع الطلبة، مشيرين إلى أن من شأن إطلاق "راديو ويب"، ك"خيار استراتيجي لجامعة القاضي عياض"، أن يشكل قيمة مضافة ورافعة أساسية ستساهم في تعزيز الترويج لوجهة مراكش، على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وقال رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، الحسن أحبيض، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذا اللقاء يندرج في إطار القافلة الوطنية " الشباب للإبداع' ، لتحسيس الشباب بكل ما يرتبط بالمشاكل الصحية، وبالتنمية الاجتماعية".

وأضاف أن جامعة القاضي عياض قررت مع الوكالات الممثلة للأمم المتحدة إحداث إذاعة مجتمعية كنافذة للطلبة الجامعيين من أجل النقاش والتعبير وإبراز إبداعاتهم في كل ما له علاقة بالشباب وبالتنمية الاجتماعية".

وأشار أحبيض إلى أهمية هذه المائدة المستديرة في توطيد العلاقة مع هذه الوكالات الأممية من أجل التعاون في مجالات تهم البحث العلمي والابتكار، مشيرا إلى أنها شكلت فرصة لإطلاع ممثلي هذه الوكالات على استراتيجية الجامعة، ولاسيما المخطط الوطني لتطوير وتسريع منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وكذا على المشاريع المستقبلية الكبرى للجامعة، فضلا عن التعاون (اليونسكو)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان قصد إخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود.

من جهته، أبرز مدير مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، إريك فالت، في تصريح مماثل، الأهمية التي تكتسيها وسائل الإعلام المجتمعية ودورها في تشجيع المبادرات الشبابية، ولاسيما بالمناطق القروية.

وقال إنه "من هنا أطلقنا اليوم هذه الوسيلة الإذاعية بجامعة القاضي عياض لإعطاء الفرصة للطلبة من أجل الحديث عن مختلف المواضيع التي تهمهم، كالتغيرات المناخية والمساواة بين الجنسين".

من جانبه، شدد رئيس جمعية مبادرات مواطنة (بوصلة)، محمد ياسين عبار، على أهمية القافلة الوطنية "الشباب للإبداع" في محطتها الأولى، المنظمة بشراكة مع جامعة القاضي عياض ومركز التعليم الدامج والمسؤولية الاجتماعية، في فتح النقاش حول تطوير وابتكار أشكال المشاركة الشبابية.

وأضاف أن "هذه المحطة الأولى عرفت إطلاق إذاعة على الويب لفائدة جامعة القاضي عياض، التي تعد مختبرا لإنجاز عدد من المشاريع على الصعيد الوطني، يمكنها أن تخلق هذه الفضاءات الرقمية الجديدة للتعبيرات الفنية، وتطوير أفكار الشباب الخاصة بمجموعة من الجهات".

وبحسب المنظمين، ستتم تعبئة ال"راديو ويب"، تحت إشراف مركز التعليم الدامج والمسؤولية الاجتماعية وبشراكة مع جمعية مبادرات مواطنة (بوصلة)، ليكون أداة لتوعية الطلبة بالقضايا الصحية، ولا سيما المخاطر المتصلة بفيروس السيدا. وسيستخدم أيضا كفضاء لتدريب الشباب والشابات ولإنتاج ونشر مواد للتوعية بالتثقيف الصحي.

والجدير بالذكر أن هذه القافلة المتنقلة تشكل فرصة للقاء الشباب والشابات والمنظمات الشبابية في المناطق التي لم تستفد كثيرا من مساعدة الوكالتين التي أظهرت أعمالهما، ولا سيما منذ أزمة (كوفيد – 19)، توفر مقومات الإبداع وروح الابتكار التي تستحق المشاركة في التفكير من أجل تطوير الآليات الأساسية لمرحلة ما بعد الأزمة، من أجل العيش في مجتمع شامل للجميع، أكثر عدلا وإنصافا.