"ثقافة وحضارة المغاربة ظلت ولازالت تتأسس على الإعتدال والوسطية، ولم يسجل التاريخ يوما أن التطرف والغلو في الأفكار والدين قد وجدا لهما يوما موطء قدم بتراب وطن اسمه المغرب"، كانت تلك هي الخلاصة التي انتهت إليها كلمة محمد الدخيسي والي أمن مراكش،أثناء استقباله لوفد من تلامذة مختلف المؤسسات التعليمية بالمدينة.
اللقاء التحسيسي الذي عقد أول أمس الإثنين بمقر ولاية أمن مراكش، بحضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ونخبة من المسؤولين التربويين والإداريين بوزارة رشيد بلمختار،حاولت من خلاله المصالح الأمنية تنبيه براعيم المستقبل من مغبة اعتناق بعض الأفكار المتطرفة، والتي لن تكون نتائجها قطعا إلا وبالا وشرا مستطيرا باعتبار"طريق جهنم،غالبا ما تكون مفروشة بالورود"، وليس خيرا من التقيد بالوسطية والإعتدال في جميع مسالك ودروب الحياة، منهجا ونبراسا اقتداءا بتعاليم ديننا السمحاء وبسيرة نبينا الكريم الذي يؤكد في حديثه الشريف" يا ايها الناس اياكم والغلو في الدين،فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين".
اللقاء كان مناسبة كذلك، لإثارة الإنتباه إلى أهمية الدور الذي تلعبه الأسرة في حماية أبنائها من الوقوع في براثين دعاة التطرف، الذين يستغلون الثورة التي حققتها الإنسانية في مجال التكنولوجيا وعالم الأنترنيت للتسرب لعقول الشباب وصغار الزج،للزج بهم في متاهات اعتناق أفكار شاذة ومتطرفة ما أنزل بها محكم القرأن والسنة من سلطان، ومن تمة تبرز أهمية صهر الأسر على مراقبة وتتبع تفاصيل إبحار صغارها وأبنائها في العوالم الإفتراضية التي تتيحها الشبكة العنكبوتية،لحمايتهم من عبث العابثين وتغرير المغررين،وحماية عقولهم من أن تطأها سنابك" مجانين الله"،وتودي بها مدارك"كاس البلار،اللي تايسقي المرار".
التشرميل كظاهرة مجتمعية تحمل عنوان الإنحراف والسلوكيات الشاذة،كانت بدورها في قلب نقاشات المسؤولين الأمنيين،حيث تم تعريف جمهور التلامذة الحاضرين بخطورة الظاهرة،ومدى انعكاساتها السلبية على البلاد والعباد،وارتباطاتها الوثيقة بعالم الإجرام والجريمة.
تعاطي المخدرات بشتى أنواعها واصنافها،وما تسببه من عوادي الإدمان بكل ما تحمله الكلمة من معاني الإذلال و"قلة الصحة"، شكلت بدورها محورا مهما في مداخلات المشاركين باللقاء التحسيسي، وبالتالي حث التلميذات والتلاميذ على النأي بأنفسهم عن كل أنواع التعاطي لهذه الموبيقات،والتي لن ترميهم سوى بأسباب الضياع وهدر سنوات العمر الجميلة، مع التحذير من أن طريق المخدرات"أولها دسارة، وآخرها خسارة".
دعوة تلاميذ المؤسسات التعليمية الحاضرين إلى إيلاء الإهتمام الكافي لمحيط مؤسساتهم ومايجري ويدور حولها،مع التبليغ عن أي تحرك أو مشهد نشاز لا يستقيم وشروط التربية والتعليم،جاء كذلك في إطار حث أجيال المستقبل،على التصدي للجريمة بمختلف أشكالها وتجلياتها، وتشكيلهم لدرع واقي لعموم المجتمع من أية انحرافات قد تعصف بالجهود المبذولة للرقي بمجتمعنا المغربي، ودفع عجلة نموه وتقدمه بعيدا عن أي مظاهر سلبية، لا يمكنها إلا ان تقف حجرا عثرة في طريق عجلة التطور، باعتبارها"على غاب الوجه، ما يبقى للكفا حرمة".