دولي

أطول أنهار العالم في مأزق


كشـ24 نشر في: 3 أبريل 2018

يخشى المصريون أن تتضرر زراعتهم بشدة جراء سد النهضة الإثيوبي، ولكن حتى قبل اكتمال السد فإن الزراعة المصرية تعاني من أزمة كبيرة بالفعل.في دلتا النيل التي تضم نحو نصف سكان البلاد وتعد واحدة من أكبر دلتاوات الأنهار في العالم تذبل الزراعة ببطء حتى قبل أن تظهر تأثيرات سد النهضة.صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أجرت عدداً من اللقاءات مع مزارعين مصريين في محافظات الدلتا، عن مستقبل زراعاتهم؛ بسبب تراجع منسوب مياه النيل، وكذلك التلوث الذي أصاب القنوات التي توصل إليهم هذه المياه؛ بسبب مصارف الصرف الصحي.وقال مراسل الصحيفة الأميركية، جوناثان رشاد: “كانت الشمس في طور المغيب وأنا أقطع طريقي من القاهرة صوب البحر المتوسط، حين أشرقت في وجهي ابتسامةٌ دافئة لمزارع يفلح حقلاً على الطريق. كنت أُجري حينها تحقيقاً عن المشكلات التي تواجه العاملين بالأراضي الزراعية في دلتا نهر النيل بمصر.وسدت النفايات مجرى المياه الذي يمد حقل رمضان سعد بما يلزم من مياه للري”.وقال سعد في حديثه لـ”ذا وورلد بوست”، وهي منصة إعلامية نشأت بالشراكة بين صحيفة واشنطن بوست الأميركية ومعهد بيرغروين: “هناك قناة أساسية متصلة بنهر النيل، يُفترض أن تصب في القناة الثلاثية الموجودة حول الحقل.ولكن هذا لا يحدث؛ فالقناة الثلاثية مسدودةٌ بالكامل بالنفايات، ولا يمكننا الوصول لمياه النيل، وهي المياه الأصلح للري”.ودلتا النيل، هي آخر امتداد لأطول أنهار العالم، وهي مساحة من الأرض الخصبة والمَزارع وزمرة من القرى والمدن التي ينبثق النيل من خلالها حتى يصب في مياه البحر المتوسط.وهي واحدةٌ من كبرى دلتات الأنهار في العالم، وتحتضن ما يقرب من نصف سكان مصر. وبسبب تسارُع الزيادة السكانية في مصر والتغيُّر المناخي وسوء منظومة تصريف النفايات والصرف الصحي والتلوث، باتت هذه المنطقة الخصبة مُهدَّدة، فالنهر بالكاد قادرٌ على توفير احتياجات السكان من الماء.ومن المُتوقَّع أن يتضاعف عدد سكان مصر بحلول عام 2050، وبالطبع فإن هذه الزيادة تصحبها زيادةٌ في الطلب على الغذاء والمَزارع. وتصحبها أيضاً زيادةٌ في تلوث الأنهار والقنوات، التي يعتمد عليها المزارعون بشدةٍ لري حقولهم. مشكلة قلة الرواسب وثمة مشكلة أخرى تواجه المزارعين؛ وهي قلة الرواسب اللازمة للحفاظ على خصوبة الدلتا، والتي يحملها النهر إلى أراضيهم؛ إذ تعترض السدود -مثل السد العالي وسد أسوان الموجودين بالقرب من مدينة أسوان بجنوب البلاد- هذا التدفُّق الطبيعي، وتُهدِّد صحة الزراعة بالقرب من ساحل البحر المتوسط على المدى الطويل. والقادم ربما يكون أسوأ.فعلى بُعد آلاف الأميال من الدلتا، أوشكت إثيوبيا على إكمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق، الذي يعد الرافد الأساسي لنهر النيل. وسيكون السد فور اكتمال بنائه، أكبر محطة توليد هيدروكهربائي للماء في القارة ويمكن أن يحجز، بشكل أكبر، تدفق الماء العذب ومواد التغذية الأساسية الضرورية للزراعة في الدلتا.وتتراكم مشكلاتٌ من هذا القبيل على كاهل مُزارع مثل سعد. فبدلاً من أن تتوافر لديه فرصةٌ للوصول إلى مياه النيل، التي لا تبعد عنه سوى نحو كيلومتر واحد، بات عليه أن يعتمد على آبار محفورة يدوياً. بيد أن المياه الجوفية لا تحتوي على ما يلزم من مواد التغذية لمحاصيله.وعلى أية حال، يرى سعد أن النفايات والتلوث قد دمَّرا مياه النيل من حوله. وفي معرض حديثه، قال “المياه مليئة بالسموم، وتُسبِّب الفشل الكلوي”. وقد بلغ متوسط المياه المتاحة للفرد في أربعينيات القرن العشرين نحو 90 ألف قدم مكعب سنوياً. أما الآن، فالمتوسط المتاح ثلث ذلك، أي يقع في نطاق ما تعده الأمم المتحدة “شح المياه”.وتتوقَّع الحكومة المصرية أن يقل مقدار المياه المتاحة أكثر من ذلك على مدار السنوات القليلة المقبلة، أي إلى ما تُعرِّفه الأمم المتحدة بـ”شح المياه المطلق”. كل هذا يحدث في ظلِّ مناخٍ مُتغيِّر. وقد قال طه العريان، رئيس الموارد المائية في الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ، بأنه مع ارتفاع منسوب مياه البحر، تتآكل أجزاء من الساحل، ويزداد تحوُّل المياه العذبة التي يحتاجها المزارعون لري محاصيلهم إلى الملوحة.ومع تزايد ملوحة الأراضي الزراعية في الدلتا، ربما تصبح الزراعة هنا مستحيلة. وقال العريان: “حتى مع بناء مصدات البحر، لا يزال خط الساحل بالدلتا يتراجع تدريجياً بمتوسط يبلغ 20 متراً (60 قدماً) في السنة في بعض المدن الساحلية”.وتتوقَّع التقارير أن يرتفع منسوب البحر إلى أكثر من 3 أقدام أخرى خلال هذا القرن، وهو ما يمكن أن يُخلِّف جزءاً كبيراً من الجزء الشمالي للدلتا مطموراً تحت الماء.وفي شمال مدينة رشيد الساحلية، حيث يلتقي النهر أخيراً بالبحر المتوسط، تعبّر هذه الأخطار عن نفسها بوضوح. يمتلك حمادة هنيدي مزرعةً صغيرة هنا، غير أنه لم يعُد قادراً على زراعة المحاصيل، دون أن يعرف سبباً لهذا. يقول حمادة: “أجريت بعض الاختبارات على أرضي.ولست متأكداً من سبب فقدان خصوبتها. ربما يكون السبب هو التلوث. يمكن أن يكون ارتفاع ملوحة الأرض؛ لأن أرضي قريبةٌ من البحر”. وتضيف مياه الصرف الصحي إلى متاعب هنيدي الزراعية؛ إذ تتجاهل الحكومة بوجه عام، تصريف هذه المياه في نهر النيل، ودائماً ما نجد ضفاف القناة مسدودة بالنفايات.وتزداد سُمِّية المياه يوماً بعد يوم. يقول حمادة: “قبل 5 سنوات، بدأنا نشعر بالتلوث من المياه القادمة من القناة الرئيسية بالقرب من هنا، وهي القناة الملوثة بمخلفات صرف صحية معالجة كيميائياً. وهذا النوع من التلوث يقتل محاصيلنا. والحكومة لا تعبأ بنا. الناس يلقون المخلفات الكيميائية في النيل بكل مكان”.وبعد 20 ميلاً من مزرعة هنيدي، قابلت محمد السبروت، عاملٌ باليومية يشتغل في مزرعة ليست بعيدة جداً عن البحر المتوسط. تحدث إليَّ وفي يده منجلة الحصاد، عن طبيعة عمله في هذه الأرض على مر السنين، وقال: “هناك نحو 18 مصنعاً لتصنيع الطوب حول المصانع هنا.وعوادم الدخان المتصاعدة من تلك الأبراج تُتلف النباتات، ما يعيق المحصول في نهاية المطاف”. ويضيف أن الحكومة تتحكم في مقدار المياه الذي يذهب في القنوات، ولا يعلم الكثير من المزارعين كيف يعمل النظام هنا. وثمة تنافُس بين مُلاك الأراضي، ويقول: “الأمر كله يتعلَّق بمن يقدر على الحصول على قدر أكبر من الماء، مع احتمالية أن يخلف سائر مُلاك الأراضي يعانون نقص المياه.وقديماً كان هناك تنسيق واحترام. أما الآن فلا توجد إدارة للمياه فيما بيننا هنا”. وأخيراً، عدت أدراجي من الأماكن القريبة من الشاطئ إلى الأرض اليابسة. وعلى بُعد 80 ميلاً من البحر في مدينة طنطا الصغيرة، وجدت أن قصة المزارعين لم تختلف كثيراً. قابلت سيدةً عجوزاً تُسمى بيه شعبان تجلس بالقرب من أبقارها. كانت تتحسَّر على ضياع طيورها التي كان ريشها يتطاير في الهواء من حولها.لطالما كانت الطيور أصدقاء للفلاح في مصر، هكذا أخبرتني شعبان. وأضافت أن “الطيور دائماً ما كانت تأكل الحشرات والآفات التي تقتل المحاصيل. وتبعد الذباب عن الماشية أيضاً. أما الآن، فإن الطيور تموت بسبب التلوث.وقد باتت تنقل الأمراض بعد أن تأكل من أكوام النفايات حول المزرعة هنا. هناك تلوث في كل مكان”. وإلى جانب منزل شعبان، قابلت عادل خضر، الذي تبعد مزرعته بأميال قليلة عن قناة للري، ولكنها لم تعد تنال قسطاً كافياً من الماء لمحصوله.وقد حفر بئراً ليحصل على المياه الجوفية لسد نقص مياه القناة؛ غير أن المياه الجوفية لا تحتوي على ما يلزم من مواد التغذية، كما أخبرني. وواصل حديثه: “ملوحة المياه الجوفية مرتفعة، مما يمكن أن يقتل المحاصيل في أي وقت”.ولم يكن خضر يواجه أي مشكلات، قبل سنوات، في الحصول على ما يكفي من المياه من القناة. لكن هذا الزمن قد ولَّى؛ فقد قال لي: “كل المياه من القنوات المحيطة بنا تجفُّ تدريجياً. ويبدو أنه لن يكون هناك مياه هنا في المستقبل! وقد حدث هذا بالفعل في غير مدينة بالدلتا”. 

هاف بوست

يخشى المصريون أن تتضرر زراعتهم بشدة جراء سد النهضة الإثيوبي، ولكن حتى قبل اكتمال السد فإن الزراعة المصرية تعاني من أزمة كبيرة بالفعل.في دلتا النيل التي تضم نحو نصف سكان البلاد وتعد واحدة من أكبر دلتاوات الأنهار في العالم تذبل الزراعة ببطء حتى قبل أن تظهر تأثيرات سد النهضة.صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أجرت عدداً من اللقاءات مع مزارعين مصريين في محافظات الدلتا، عن مستقبل زراعاتهم؛ بسبب تراجع منسوب مياه النيل، وكذلك التلوث الذي أصاب القنوات التي توصل إليهم هذه المياه؛ بسبب مصارف الصرف الصحي.وقال مراسل الصحيفة الأميركية، جوناثان رشاد: “كانت الشمس في طور المغيب وأنا أقطع طريقي من القاهرة صوب البحر المتوسط، حين أشرقت في وجهي ابتسامةٌ دافئة لمزارع يفلح حقلاً على الطريق. كنت أُجري حينها تحقيقاً عن المشكلات التي تواجه العاملين بالأراضي الزراعية في دلتا نهر النيل بمصر.وسدت النفايات مجرى المياه الذي يمد حقل رمضان سعد بما يلزم من مياه للري”.وقال سعد في حديثه لـ”ذا وورلد بوست”، وهي منصة إعلامية نشأت بالشراكة بين صحيفة واشنطن بوست الأميركية ومعهد بيرغروين: “هناك قناة أساسية متصلة بنهر النيل، يُفترض أن تصب في القناة الثلاثية الموجودة حول الحقل.ولكن هذا لا يحدث؛ فالقناة الثلاثية مسدودةٌ بالكامل بالنفايات، ولا يمكننا الوصول لمياه النيل، وهي المياه الأصلح للري”.ودلتا النيل، هي آخر امتداد لأطول أنهار العالم، وهي مساحة من الأرض الخصبة والمَزارع وزمرة من القرى والمدن التي ينبثق النيل من خلالها حتى يصب في مياه البحر المتوسط.وهي واحدةٌ من كبرى دلتات الأنهار في العالم، وتحتضن ما يقرب من نصف سكان مصر. وبسبب تسارُع الزيادة السكانية في مصر والتغيُّر المناخي وسوء منظومة تصريف النفايات والصرف الصحي والتلوث، باتت هذه المنطقة الخصبة مُهدَّدة، فالنهر بالكاد قادرٌ على توفير احتياجات السكان من الماء.ومن المُتوقَّع أن يتضاعف عدد سكان مصر بحلول عام 2050، وبالطبع فإن هذه الزيادة تصحبها زيادةٌ في الطلب على الغذاء والمَزارع. وتصحبها أيضاً زيادةٌ في تلوث الأنهار والقنوات، التي يعتمد عليها المزارعون بشدةٍ لري حقولهم. مشكلة قلة الرواسب وثمة مشكلة أخرى تواجه المزارعين؛ وهي قلة الرواسب اللازمة للحفاظ على خصوبة الدلتا، والتي يحملها النهر إلى أراضيهم؛ إذ تعترض السدود -مثل السد العالي وسد أسوان الموجودين بالقرب من مدينة أسوان بجنوب البلاد- هذا التدفُّق الطبيعي، وتُهدِّد صحة الزراعة بالقرب من ساحل البحر المتوسط على المدى الطويل. والقادم ربما يكون أسوأ.فعلى بُعد آلاف الأميال من الدلتا، أوشكت إثيوبيا على إكمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق، الذي يعد الرافد الأساسي لنهر النيل. وسيكون السد فور اكتمال بنائه، أكبر محطة توليد هيدروكهربائي للماء في القارة ويمكن أن يحجز، بشكل أكبر، تدفق الماء العذب ومواد التغذية الأساسية الضرورية للزراعة في الدلتا.وتتراكم مشكلاتٌ من هذا القبيل على كاهل مُزارع مثل سعد. فبدلاً من أن تتوافر لديه فرصةٌ للوصول إلى مياه النيل، التي لا تبعد عنه سوى نحو كيلومتر واحد، بات عليه أن يعتمد على آبار محفورة يدوياً. بيد أن المياه الجوفية لا تحتوي على ما يلزم من مواد التغذية لمحاصيله.وعلى أية حال، يرى سعد أن النفايات والتلوث قد دمَّرا مياه النيل من حوله. وفي معرض حديثه، قال “المياه مليئة بالسموم، وتُسبِّب الفشل الكلوي”. وقد بلغ متوسط المياه المتاحة للفرد في أربعينيات القرن العشرين نحو 90 ألف قدم مكعب سنوياً. أما الآن، فالمتوسط المتاح ثلث ذلك، أي يقع في نطاق ما تعده الأمم المتحدة “شح المياه”.وتتوقَّع الحكومة المصرية أن يقل مقدار المياه المتاحة أكثر من ذلك على مدار السنوات القليلة المقبلة، أي إلى ما تُعرِّفه الأمم المتحدة بـ”شح المياه المطلق”. كل هذا يحدث في ظلِّ مناخٍ مُتغيِّر. وقد قال طه العريان، رئيس الموارد المائية في الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ، بأنه مع ارتفاع منسوب مياه البحر، تتآكل أجزاء من الساحل، ويزداد تحوُّل المياه العذبة التي يحتاجها المزارعون لري محاصيلهم إلى الملوحة.ومع تزايد ملوحة الأراضي الزراعية في الدلتا، ربما تصبح الزراعة هنا مستحيلة. وقال العريان: “حتى مع بناء مصدات البحر، لا يزال خط الساحل بالدلتا يتراجع تدريجياً بمتوسط يبلغ 20 متراً (60 قدماً) في السنة في بعض المدن الساحلية”.وتتوقَّع التقارير أن يرتفع منسوب البحر إلى أكثر من 3 أقدام أخرى خلال هذا القرن، وهو ما يمكن أن يُخلِّف جزءاً كبيراً من الجزء الشمالي للدلتا مطموراً تحت الماء.وفي شمال مدينة رشيد الساحلية، حيث يلتقي النهر أخيراً بالبحر المتوسط، تعبّر هذه الأخطار عن نفسها بوضوح. يمتلك حمادة هنيدي مزرعةً صغيرة هنا، غير أنه لم يعُد قادراً على زراعة المحاصيل، دون أن يعرف سبباً لهذا. يقول حمادة: “أجريت بعض الاختبارات على أرضي.ولست متأكداً من سبب فقدان خصوبتها. ربما يكون السبب هو التلوث. يمكن أن يكون ارتفاع ملوحة الأرض؛ لأن أرضي قريبةٌ من البحر”. وتضيف مياه الصرف الصحي إلى متاعب هنيدي الزراعية؛ إذ تتجاهل الحكومة بوجه عام، تصريف هذه المياه في نهر النيل، ودائماً ما نجد ضفاف القناة مسدودة بالنفايات.وتزداد سُمِّية المياه يوماً بعد يوم. يقول حمادة: “قبل 5 سنوات، بدأنا نشعر بالتلوث من المياه القادمة من القناة الرئيسية بالقرب من هنا، وهي القناة الملوثة بمخلفات صرف صحية معالجة كيميائياً. وهذا النوع من التلوث يقتل محاصيلنا. والحكومة لا تعبأ بنا. الناس يلقون المخلفات الكيميائية في النيل بكل مكان”.وبعد 20 ميلاً من مزرعة هنيدي، قابلت محمد السبروت، عاملٌ باليومية يشتغل في مزرعة ليست بعيدة جداً عن البحر المتوسط. تحدث إليَّ وفي يده منجلة الحصاد، عن طبيعة عمله في هذه الأرض على مر السنين، وقال: “هناك نحو 18 مصنعاً لتصنيع الطوب حول المصانع هنا.وعوادم الدخان المتصاعدة من تلك الأبراج تُتلف النباتات، ما يعيق المحصول في نهاية المطاف”. ويضيف أن الحكومة تتحكم في مقدار المياه الذي يذهب في القنوات، ولا يعلم الكثير من المزارعين كيف يعمل النظام هنا. وثمة تنافُس بين مُلاك الأراضي، ويقول: “الأمر كله يتعلَّق بمن يقدر على الحصول على قدر أكبر من الماء، مع احتمالية أن يخلف سائر مُلاك الأراضي يعانون نقص المياه.وقديماً كان هناك تنسيق واحترام. أما الآن فلا توجد إدارة للمياه فيما بيننا هنا”. وأخيراً، عدت أدراجي من الأماكن القريبة من الشاطئ إلى الأرض اليابسة. وعلى بُعد 80 ميلاً من البحر في مدينة طنطا الصغيرة، وجدت أن قصة المزارعين لم تختلف كثيراً. قابلت سيدةً عجوزاً تُسمى بيه شعبان تجلس بالقرب من أبقارها. كانت تتحسَّر على ضياع طيورها التي كان ريشها يتطاير في الهواء من حولها.لطالما كانت الطيور أصدقاء للفلاح في مصر، هكذا أخبرتني شعبان. وأضافت أن “الطيور دائماً ما كانت تأكل الحشرات والآفات التي تقتل المحاصيل. وتبعد الذباب عن الماشية أيضاً. أما الآن، فإن الطيور تموت بسبب التلوث.وقد باتت تنقل الأمراض بعد أن تأكل من أكوام النفايات حول المزرعة هنا. هناك تلوث في كل مكان”. وإلى جانب منزل شعبان، قابلت عادل خضر، الذي تبعد مزرعته بأميال قليلة عن قناة للري، ولكنها لم تعد تنال قسطاً كافياً من الماء لمحصوله.وقد حفر بئراً ليحصل على المياه الجوفية لسد نقص مياه القناة؛ غير أن المياه الجوفية لا تحتوي على ما يلزم من مواد التغذية، كما أخبرني. وواصل حديثه: “ملوحة المياه الجوفية مرتفعة، مما يمكن أن يقتل المحاصيل في أي وقت”.ولم يكن خضر يواجه أي مشكلات، قبل سنوات، في الحصول على ما يكفي من المياه من القناة. لكن هذا الزمن قد ولَّى؛ فقد قال لي: “كل المياه من القنوات المحيطة بنا تجفُّ تدريجياً. ويبدو أنه لن يكون هناك مياه هنا في المستقبل! وقد حدث هذا بالفعل في غير مدينة بالدلتا”. 

هاف بوست



اقرأ أيضاً
سويسرا تعلن إعادة فتح سفارتها في طهران
أعلنت وزارة الخارجية السويسرية، اليوم الأحد، إعادة فتح سفارتها في طهران بعد إغلاقها مؤقتاً خلال الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل. وقالت الخارجية السويسرية في بيان إن السفيرة نادين لوزانو وفريقاً صغيراً من طاقم السفارة عادوا إلى طهران، أمس السبت، براً عبر أذربيجان، مشيرة إلى أن السفارة ستستأنف عملها تدريجياً. وأوضحت الخارجية السويسرية أن قرار إعادة فتح السفارة جاء بعد «تحليل شامل للمخاطر وبالتشاور» مع إيران والولايات المتحدة، حيث تمثل سويسرا المصالح الأميركية في طهران. وأضاف البيان أن سويسرا تتابع التطورات في المنطقة عن كثب وهي على اتصال وثيق مع شركائها، مؤكداً ضرورة أن تعود جميع الأطراف إلى المسار الدبلوماسي دون تأخير. وأغلقت السفارة أبوابها في 20 يونيو بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل. وليلة 13 يونيو الماضي، شنت إسرائيل عملية عسكرية ضد إيران، وردت طهران بهجوم مضاد بعد أقل من 24 ساعة. وهاجمت الضربات الأميركية 3 منشآت نووية إيرانية في 22 يونيو.
دولي

اتهام رجل بإضرام النار في كنيس يهودي بأستراليا
اتهمت الشرطة الأسترالية رجلاً بِصلته بإشعال حريق متعمد في كنيس يهودي في ملبورن خلال وجود مصلين في المبنى، وهو الأحدث في سلسلة من الحوادث التي تستهدف الجالية اليهودية في البلاد. شهدت أستراليا عدداً من الحوادث المعادية للسامية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» في أكتوبر 2023، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت الشرطة إن محققي مكافحة الإرهاب اعتقلوا، في وقت متأخر من أمس السبت، الرجل البالغ من العمر 34 عاماً والمقيم في سيدني، عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز المجاورة، ووُجِّهت إليه تهمٌ بارتكاب جرائم، من بينها الإضرار الجنائي بإضرام حريق. ومن المقرر أن يمثل الرجل، الذي لم تكشف السلطات عن هويته، أمام المحكمة، اليوم (الأحد). وقالت الشرطة في بيان: «الرجل متهم بسكب سائل قابل للاشتعال على الباب الأمامي للمبنى وإشعال النار فيه قبل أن يفر من مكان الحادث». وتحقق السلطات فيما إذا كان حريق الكنيس مرتبطاً بشغب وقع ليلة الجمعة في مطعم إسرائيلي في ملبورن، حيث تم اعتقال شخص واحد بتهمة إعاقة الشرطة. وقال «المجلس التنفيذي ليهود أستراليا»، وهو مظلة لليهود في أستراليا، إن المطعم تضرر بشدة. وذكر أن الحريق في المعبد اليهودي، وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في ملبورن، اندلع بينما كان الموجودون في الداخل يجلسون لتناول عشاء السبت.
دولي

روسيا تسقط 120 مسيرة أوكرانية
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد: إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 120 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل معظمها على مناطق حدودية، دون ورود تقارير عن أضرار.ومع مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب، زادت أوكرانيا من استخدامها للطائرات المسيرة لتنفيذ هجمات على أهداف داخل روسيا.وقالت وزارة الدفاع إن الطائرات المسيرة جرى اعتراضها خلال الليل بما شمل 30 فوق بريانسك غرب البلاد و29 فوق كورسك و17 فوق بيلجورود وهي كلها مناطق على الحدود مع أوكرانيا.وأضافت أن 18 طائرة مسيرة أخرى تم إسقاطها فوق منطقة أوريول على الحدود مع كورسك، والتي استهدفت هجمات أوكرانية منشآت نفطية فيها من قبل بطائرات مسيرة.ورفعت هيئة الطيران المدني الروسية قيوداً فرضتها خلال الليل لضمان السلامة على عدة مطارات.
دولي

قطر تستضيف جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
تبدأ الأحد في الدوحة جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل ترمي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، بحسب ما أفاد مسؤول فلسطيني مطلع على سير المباحثات. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس إن "الوسطاء أبلغوا حماس ببدء جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة الأحد" مشيرا إلى أن وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، والطواقم الفنية "يتواجدون حاليا في الدوحة وجاهزون لمفاوضات جدية". وأضاف أن المفاوضات تركز على "آليات تنفيذ اتفاق الاطار لوقف النار بناء على المقترح الجديد" مشيرا إلى أن حماس "تريد التركيز على الملاحظات التي أبدتها في ردها لتحسين إدخال المساعدات بكميات كافية وعبر منظمات الأمم المتحدة والدولية، والانسحاب (الإسرائيلي) من القطاع، والضمانات لوقف الحرب بشكل دائم ورفع الحصار وإعادة الإعمار". وأوضح المسؤول ذاته أن منظمات الأمم المتحدة خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لديها مئات النقاط ومراكز توزيع المساعدات وخبرة طويلة في القطاع، منوها إلى أن حماس "تريد التأكيد على فتح معبر رفح (الحدودي بين مصر وغزة) في الاتجاهين أمام الأفراد والمساعدات". أغلقت إسرائيل المعبر في ماي العام الماضي بعد سيطرتها على منطقة الشريط الحدودي في الجانب الفلسطيني. وأعلنت إسرائيل مساء السبت أنها سترسل فريق تفاوض إلى قطر لإجراء محادثات تهدف إلى تأمين اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة. وأعلنت حركة حماس الجمعة أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فورا" في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة برعاية الولايات المتحدة وبوساطة مصر وقطر.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة