الأربعاء 24 أبريل 2024, 21:21

دولي

أطول أنهار العالم في مأزق


كشـ24 نشر في: 3 أبريل 2018

يخشى المصريون أن تتضرر زراعتهم بشدة جراء سد النهضة الإثيوبي، ولكن حتى قبل اكتمال السد فإن الزراعة المصرية تعاني من أزمة كبيرة بالفعل.في دلتا النيل التي تضم نحو نصف سكان البلاد وتعد واحدة من أكبر دلتاوات الأنهار في العالم تذبل الزراعة ببطء حتى قبل أن تظهر تأثيرات سد النهضة.صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أجرت عدداً من اللقاءات مع مزارعين مصريين في محافظات الدلتا، عن مستقبل زراعاتهم؛ بسبب تراجع منسوب مياه النيل، وكذلك التلوث الذي أصاب القنوات التي توصل إليهم هذه المياه؛ بسبب مصارف الصرف الصحي.وقال مراسل الصحيفة الأميركية، جوناثان رشاد: “كانت الشمس في طور المغيب وأنا أقطع طريقي من القاهرة صوب البحر المتوسط، حين أشرقت في وجهي ابتسامةٌ دافئة لمزارع يفلح حقلاً على الطريق. كنت أُجري حينها تحقيقاً عن المشكلات التي تواجه العاملين بالأراضي الزراعية في دلتا نهر النيل بمصر.وسدت النفايات مجرى المياه الذي يمد حقل رمضان سعد بما يلزم من مياه للري”.وقال سعد في حديثه لـ”ذا وورلد بوست”، وهي منصة إعلامية نشأت بالشراكة بين صحيفة واشنطن بوست الأميركية ومعهد بيرغروين: “هناك قناة أساسية متصلة بنهر النيل، يُفترض أن تصب في القناة الثلاثية الموجودة حول الحقل.ولكن هذا لا يحدث؛ فالقناة الثلاثية مسدودةٌ بالكامل بالنفايات، ولا يمكننا الوصول لمياه النيل، وهي المياه الأصلح للري”.ودلتا النيل، هي آخر امتداد لأطول أنهار العالم، وهي مساحة من الأرض الخصبة والمَزارع وزمرة من القرى والمدن التي ينبثق النيل من خلالها حتى يصب في مياه البحر المتوسط.وهي واحدةٌ من كبرى دلتات الأنهار في العالم، وتحتضن ما يقرب من نصف سكان مصر. وبسبب تسارُع الزيادة السكانية في مصر والتغيُّر المناخي وسوء منظومة تصريف النفايات والصرف الصحي والتلوث، باتت هذه المنطقة الخصبة مُهدَّدة، فالنهر بالكاد قادرٌ على توفير احتياجات السكان من الماء.ومن المُتوقَّع أن يتضاعف عدد سكان مصر بحلول عام 2050، وبالطبع فإن هذه الزيادة تصحبها زيادةٌ في الطلب على الغذاء والمَزارع. وتصحبها أيضاً زيادةٌ في تلوث الأنهار والقنوات، التي يعتمد عليها المزارعون بشدةٍ لري حقولهم. مشكلة قلة الرواسب وثمة مشكلة أخرى تواجه المزارعين؛ وهي قلة الرواسب اللازمة للحفاظ على خصوبة الدلتا، والتي يحملها النهر إلى أراضيهم؛ إذ تعترض السدود -مثل السد العالي وسد أسوان الموجودين بالقرب من مدينة أسوان بجنوب البلاد- هذا التدفُّق الطبيعي، وتُهدِّد صحة الزراعة بالقرب من ساحل البحر المتوسط على المدى الطويل. والقادم ربما يكون أسوأ.فعلى بُعد آلاف الأميال من الدلتا، أوشكت إثيوبيا على إكمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق، الذي يعد الرافد الأساسي لنهر النيل. وسيكون السد فور اكتمال بنائه، أكبر محطة توليد هيدروكهربائي للماء في القارة ويمكن أن يحجز، بشكل أكبر، تدفق الماء العذب ومواد التغذية الأساسية الضرورية للزراعة في الدلتا.وتتراكم مشكلاتٌ من هذا القبيل على كاهل مُزارع مثل سعد. فبدلاً من أن تتوافر لديه فرصةٌ للوصول إلى مياه النيل، التي لا تبعد عنه سوى نحو كيلومتر واحد، بات عليه أن يعتمد على آبار محفورة يدوياً. بيد أن المياه الجوفية لا تحتوي على ما يلزم من مواد التغذية لمحاصيله.وعلى أية حال، يرى سعد أن النفايات والتلوث قد دمَّرا مياه النيل من حوله. وفي معرض حديثه، قال “المياه مليئة بالسموم، وتُسبِّب الفشل الكلوي”. وقد بلغ متوسط المياه المتاحة للفرد في أربعينيات القرن العشرين نحو 90 ألف قدم مكعب سنوياً. أما الآن، فالمتوسط المتاح ثلث ذلك، أي يقع في نطاق ما تعده الأمم المتحدة “شح المياه”.وتتوقَّع الحكومة المصرية أن يقل مقدار المياه المتاحة أكثر من ذلك على مدار السنوات القليلة المقبلة، أي إلى ما تُعرِّفه الأمم المتحدة بـ”شح المياه المطلق”. كل هذا يحدث في ظلِّ مناخٍ مُتغيِّر. وقد قال طه العريان، رئيس الموارد المائية في الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ، بأنه مع ارتفاع منسوب مياه البحر، تتآكل أجزاء من الساحل، ويزداد تحوُّل المياه العذبة التي يحتاجها المزارعون لري محاصيلهم إلى الملوحة.ومع تزايد ملوحة الأراضي الزراعية في الدلتا، ربما تصبح الزراعة هنا مستحيلة. وقال العريان: “حتى مع بناء مصدات البحر، لا يزال خط الساحل بالدلتا يتراجع تدريجياً بمتوسط يبلغ 20 متراً (60 قدماً) في السنة في بعض المدن الساحلية”.وتتوقَّع التقارير أن يرتفع منسوب البحر إلى أكثر من 3 أقدام أخرى خلال هذا القرن، وهو ما يمكن أن يُخلِّف جزءاً كبيراً من الجزء الشمالي للدلتا مطموراً تحت الماء.وفي شمال مدينة رشيد الساحلية، حيث يلتقي النهر أخيراً بالبحر المتوسط، تعبّر هذه الأخطار عن نفسها بوضوح. يمتلك حمادة هنيدي مزرعةً صغيرة هنا، غير أنه لم يعُد قادراً على زراعة المحاصيل، دون أن يعرف سبباً لهذا. يقول حمادة: “أجريت بعض الاختبارات على أرضي.ولست متأكداً من سبب فقدان خصوبتها. ربما يكون السبب هو التلوث. يمكن أن يكون ارتفاع ملوحة الأرض؛ لأن أرضي قريبةٌ من البحر”. وتضيف مياه الصرف الصحي إلى متاعب هنيدي الزراعية؛ إذ تتجاهل الحكومة بوجه عام، تصريف هذه المياه في نهر النيل، ودائماً ما نجد ضفاف القناة مسدودة بالنفايات.وتزداد سُمِّية المياه يوماً بعد يوم. يقول حمادة: “قبل 5 سنوات، بدأنا نشعر بالتلوث من المياه القادمة من القناة الرئيسية بالقرب من هنا، وهي القناة الملوثة بمخلفات صرف صحية معالجة كيميائياً. وهذا النوع من التلوث يقتل محاصيلنا. والحكومة لا تعبأ بنا. الناس يلقون المخلفات الكيميائية في النيل بكل مكان”.وبعد 20 ميلاً من مزرعة هنيدي، قابلت محمد السبروت، عاملٌ باليومية يشتغل في مزرعة ليست بعيدة جداً عن البحر المتوسط. تحدث إليَّ وفي يده منجلة الحصاد، عن طبيعة عمله في هذه الأرض على مر السنين، وقال: “هناك نحو 18 مصنعاً لتصنيع الطوب حول المصانع هنا.وعوادم الدخان المتصاعدة من تلك الأبراج تُتلف النباتات، ما يعيق المحصول في نهاية المطاف”. ويضيف أن الحكومة تتحكم في مقدار المياه الذي يذهب في القنوات، ولا يعلم الكثير من المزارعين كيف يعمل النظام هنا. وثمة تنافُس بين مُلاك الأراضي، ويقول: “الأمر كله يتعلَّق بمن يقدر على الحصول على قدر أكبر من الماء، مع احتمالية أن يخلف سائر مُلاك الأراضي يعانون نقص المياه.وقديماً كان هناك تنسيق واحترام. أما الآن فلا توجد إدارة للمياه فيما بيننا هنا”. وأخيراً، عدت أدراجي من الأماكن القريبة من الشاطئ إلى الأرض اليابسة. وعلى بُعد 80 ميلاً من البحر في مدينة طنطا الصغيرة، وجدت أن قصة المزارعين لم تختلف كثيراً. قابلت سيدةً عجوزاً تُسمى بيه شعبان تجلس بالقرب من أبقارها. كانت تتحسَّر على ضياع طيورها التي كان ريشها يتطاير في الهواء من حولها.لطالما كانت الطيور أصدقاء للفلاح في مصر، هكذا أخبرتني شعبان. وأضافت أن “الطيور دائماً ما كانت تأكل الحشرات والآفات التي تقتل المحاصيل. وتبعد الذباب عن الماشية أيضاً. أما الآن، فإن الطيور تموت بسبب التلوث.وقد باتت تنقل الأمراض بعد أن تأكل من أكوام النفايات حول المزرعة هنا. هناك تلوث في كل مكان”. وإلى جانب منزل شعبان، قابلت عادل خضر، الذي تبعد مزرعته بأميال قليلة عن قناة للري، ولكنها لم تعد تنال قسطاً كافياً من الماء لمحصوله.وقد حفر بئراً ليحصل على المياه الجوفية لسد نقص مياه القناة؛ غير أن المياه الجوفية لا تحتوي على ما يلزم من مواد التغذية، كما أخبرني. وواصل حديثه: “ملوحة المياه الجوفية مرتفعة، مما يمكن أن يقتل المحاصيل في أي وقت”.ولم يكن خضر يواجه أي مشكلات، قبل سنوات، في الحصول على ما يكفي من المياه من القناة. لكن هذا الزمن قد ولَّى؛ فقد قال لي: “كل المياه من القنوات المحيطة بنا تجفُّ تدريجياً. ويبدو أنه لن يكون هناك مياه هنا في المستقبل! وقد حدث هذا بالفعل في غير مدينة بالدلتا”. 

هاف بوست

يخشى المصريون أن تتضرر زراعتهم بشدة جراء سد النهضة الإثيوبي، ولكن حتى قبل اكتمال السد فإن الزراعة المصرية تعاني من أزمة كبيرة بالفعل.في دلتا النيل التي تضم نحو نصف سكان البلاد وتعد واحدة من أكبر دلتاوات الأنهار في العالم تذبل الزراعة ببطء حتى قبل أن تظهر تأثيرات سد النهضة.صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أجرت عدداً من اللقاءات مع مزارعين مصريين في محافظات الدلتا، عن مستقبل زراعاتهم؛ بسبب تراجع منسوب مياه النيل، وكذلك التلوث الذي أصاب القنوات التي توصل إليهم هذه المياه؛ بسبب مصارف الصرف الصحي.وقال مراسل الصحيفة الأميركية، جوناثان رشاد: “كانت الشمس في طور المغيب وأنا أقطع طريقي من القاهرة صوب البحر المتوسط، حين أشرقت في وجهي ابتسامةٌ دافئة لمزارع يفلح حقلاً على الطريق. كنت أُجري حينها تحقيقاً عن المشكلات التي تواجه العاملين بالأراضي الزراعية في دلتا نهر النيل بمصر.وسدت النفايات مجرى المياه الذي يمد حقل رمضان سعد بما يلزم من مياه للري”.وقال سعد في حديثه لـ”ذا وورلد بوست”، وهي منصة إعلامية نشأت بالشراكة بين صحيفة واشنطن بوست الأميركية ومعهد بيرغروين: “هناك قناة أساسية متصلة بنهر النيل، يُفترض أن تصب في القناة الثلاثية الموجودة حول الحقل.ولكن هذا لا يحدث؛ فالقناة الثلاثية مسدودةٌ بالكامل بالنفايات، ولا يمكننا الوصول لمياه النيل، وهي المياه الأصلح للري”.ودلتا النيل، هي آخر امتداد لأطول أنهار العالم، وهي مساحة من الأرض الخصبة والمَزارع وزمرة من القرى والمدن التي ينبثق النيل من خلالها حتى يصب في مياه البحر المتوسط.وهي واحدةٌ من كبرى دلتات الأنهار في العالم، وتحتضن ما يقرب من نصف سكان مصر. وبسبب تسارُع الزيادة السكانية في مصر والتغيُّر المناخي وسوء منظومة تصريف النفايات والصرف الصحي والتلوث، باتت هذه المنطقة الخصبة مُهدَّدة، فالنهر بالكاد قادرٌ على توفير احتياجات السكان من الماء.ومن المُتوقَّع أن يتضاعف عدد سكان مصر بحلول عام 2050، وبالطبع فإن هذه الزيادة تصحبها زيادةٌ في الطلب على الغذاء والمَزارع. وتصحبها أيضاً زيادةٌ في تلوث الأنهار والقنوات، التي يعتمد عليها المزارعون بشدةٍ لري حقولهم. مشكلة قلة الرواسب وثمة مشكلة أخرى تواجه المزارعين؛ وهي قلة الرواسب اللازمة للحفاظ على خصوبة الدلتا، والتي يحملها النهر إلى أراضيهم؛ إذ تعترض السدود -مثل السد العالي وسد أسوان الموجودين بالقرب من مدينة أسوان بجنوب البلاد- هذا التدفُّق الطبيعي، وتُهدِّد صحة الزراعة بالقرب من ساحل البحر المتوسط على المدى الطويل. والقادم ربما يكون أسوأ.فعلى بُعد آلاف الأميال من الدلتا، أوشكت إثيوبيا على إكمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق، الذي يعد الرافد الأساسي لنهر النيل. وسيكون السد فور اكتمال بنائه، أكبر محطة توليد هيدروكهربائي للماء في القارة ويمكن أن يحجز، بشكل أكبر، تدفق الماء العذب ومواد التغذية الأساسية الضرورية للزراعة في الدلتا.وتتراكم مشكلاتٌ من هذا القبيل على كاهل مُزارع مثل سعد. فبدلاً من أن تتوافر لديه فرصةٌ للوصول إلى مياه النيل، التي لا تبعد عنه سوى نحو كيلومتر واحد، بات عليه أن يعتمد على آبار محفورة يدوياً. بيد أن المياه الجوفية لا تحتوي على ما يلزم من مواد التغذية لمحاصيله.وعلى أية حال، يرى سعد أن النفايات والتلوث قد دمَّرا مياه النيل من حوله. وفي معرض حديثه، قال “المياه مليئة بالسموم، وتُسبِّب الفشل الكلوي”. وقد بلغ متوسط المياه المتاحة للفرد في أربعينيات القرن العشرين نحو 90 ألف قدم مكعب سنوياً. أما الآن، فالمتوسط المتاح ثلث ذلك، أي يقع في نطاق ما تعده الأمم المتحدة “شح المياه”.وتتوقَّع الحكومة المصرية أن يقل مقدار المياه المتاحة أكثر من ذلك على مدار السنوات القليلة المقبلة، أي إلى ما تُعرِّفه الأمم المتحدة بـ”شح المياه المطلق”. كل هذا يحدث في ظلِّ مناخٍ مُتغيِّر. وقد قال طه العريان، رئيس الموارد المائية في الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ، بأنه مع ارتفاع منسوب مياه البحر، تتآكل أجزاء من الساحل، ويزداد تحوُّل المياه العذبة التي يحتاجها المزارعون لري محاصيلهم إلى الملوحة.ومع تزايد ملوحة الأراضي الزراعية في الدلتا، ربما تصبح الزراعة هنا مستحيلة. وقال العريان: “حتى مع بناء مصدات البحر، لا يزال خط الساحل بالدلتا يتراجع تدريجياً بمتوسط يبلغ 20 متراً (60 قدماً) في السنة في بعض المدن الساحلية”.وتتوقَّع التقارير أن يرتفع منسوب البحر إلى أكثر من 3 أقدام أخرى خلال هذا القرن، وهو ما يمكن أن يُخلِّف جزءاً كبيراً من الجزء الشمالي للدلتا مطموراً تحت الماء.وفي شمال مدينة رشيد الساحلية، حيث يلتقي النهر أخيراً بالبحر المتوسط، تعبّر هذه الأخطار عن نفسها بوضوح. يمتلك حمادة هنيدي مزرعةً صغيرة هنا، غير أنه لم يعُد قادراً على زراعة المحاصيل، دون أن يعرف سبباً لهذا. يقول حمادة: “أجريت بعض الاختبارات على أرضي.ولست متأكداً من سبب فقدان خصوبتها. ربما يكون السبب هو التلوث. يمكن أن يكون ارتفاع ملوحة الأرض؛ لأن أرضي قريبةٌ من البحر”. وتضيف مياه الصرف الصحي إلى متاعب هنيدي الزراعية؛ إذ تتجاهل الحكومة بوجه عام، تصريف هذه المياه في نهر النيل، ودائماً ما نجد ضفاف القناة مسدودة بالنفايات.وتزداد سُمِّية المياه يوماً بعد يوم. يقول حمادة: “قبل 5 سنوات، بدأنا نشعر بالتلوث من المياه القادمة من القناة الرئيسية بالقرب من هنا، وهي القناة الملوثة بمخلفات صرف صحية معالجة كيميائياً. وهذا النوع من التلوث يقتل محاصيلنا. والحكومة لا تعبأ بنا. الناس يلقون المخلفات الكيميائية في النيل بكل مكان”.وبعد 20 ميلاً من مزرعة هنيدي، قابلت محمد السبروت، عاملٌ باليومية يشتغل في مزرعة ليست بعيدة جداً عن البحر المتوسط. تحدث إليَّ وفي يده منجلة الحصاد، عن طبيعة عمله في هذه الأرض على مر السنين، وقال: “هناك نحو 18 مصنعاً لتصنيع الطوب حول المصانع هنا.وعوادم الدخان المتصاعدة من تلك الأبراج تُتلف النباتات، ما يعيق المحصول في نهاية المطاف”. ويضيف أن الحكومة تتحكم في مقدار المياه الذي يذهب في القنوات، ولا يعلم الكثير من المزارعين كيف يعمل النظام هنا. وثمة تنافُس بين مُلاك الأراضي، ويقول: “الأمر كله يتعلَّق بمن يقدر على الحصول على قدر أكبر من الماء، مع احتمالية أن يخلف سائر مُلاك الأراضي يعانون نقص المياه.وقديماً كان هناك تنسيق واحترام. أما الآن فلا توجد إدارة للمياه فيما بيننا هنا”. وأخيراً، عدت أدراجي من الأماكن القريبة من الشاطئ إلى الأرض اليابسة. وعلى بُعد 80 ميلاً من البحر في مدينة طنطا الصغيرة، وجدت أن قصة المزارعين لم تختلف كثيراً. قابلت سيدةً عجوزاً تُسمى بيه شعبان تجلس بالقرب من أبقارها. كانت تتحسَّر على ضياع طيورها التي كان ريشها يتطاير في الهواء من حولها.لطالما كانت الطيور أصدقاء للفلاح في مصر، هكذا أخبرتني شعبان. وأضافت أن “الطيور دائماً ما كانت تأكل الحشرات والآفات التي تقتل المحاصيل. وتبعد الذباب عن الماشية أيضاً. أما الآن، فإن الطيور تموت بسبب التلوث.وقد باتت تنقل الأمراض بعد أن تأكل من أكوام النفايات حول المزرعة هنا. هناك تلوث في كل مكان”. وإلى جانب منزل شعبان، قابلت عادل خضر، الذي تبعد مزرعته بأميال قليلة عن قناة للري، ولكنها لم تعد تنال قسطاً كافياً من الماء لمحصوله.وقد حفر بئراً ليحصل على المياه الجوفية لسد نقص مياه القناة؛ غير أن المياه الجوفية لا تحتوي على ما يلزم من مواد التغذية، كما أخبرني. وواصل حديثه: “ملوحة المياه الجوفية مرتفعة، مما يمكن أن يقتل المحاصيل في أي وقت”.ولم يكن خضر يواجه أي مشكلات، قبل سنوات، في الحصول على ما يكفي من المياه من القناة. لكن هذا الزمن قد ولَّى؛ فقد قال لي: “كل المياه من القنوات المحيطة بنا تجفُّ تدريجياً. ويبدو أنه لن يكون هناك مياه هنا في المستقبل! وقد حدث هذا بالفعل في غير مدينة بالدلتا”. 

هاف بوست



اقرأ أيضاً
خيول الجيش البريطاني تركض وسط لندن وتحدث إصابات
تسببت خيول تابعة للجيش البريطانى هربت صباح الأربعاء وشوهدت تركض في وسط لندن بإصابة أربعة أشخاص على الأقل بجروح، إذ أحدثت بلبلة واصطدمت بمركبات وسط ذهول المارة، قبل أن تنجح السلطات في السيطرة عليها. وأظهرت صور تداولها مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي حصانين يحمل كل منهما سرجاً ولجاماً، أحدهما أبيض ومضرّج بالدماء والآخر أسود، يركضان بسرعة كبيرة على إحدى الجادات، ويتجاوزان دراجة "سكوتر"، ويبدوان للحظة يصطدمان بسيارة أجرة بعد تجاوزهما إشارة المرور الحمراء.وأعلن ناطق باسم الجيش أن "عدداً من خيول الجيش هربت خلال تدريب روتيني صباح اليوم". وأوضح أن "كل الخيول (...) أعيدت إلى المعسكر"، مشيراً إلى "إصابة عدد من الموظفين والخيول"، وأن الكل "يتلقى العلاج الطبي المناسب".وأفادت هيئات الإسعاف بأنها تدخلت قرابة الثامنة والدقيقة الخامسة والعشرين صباحاً بالتوقيت المحلي (07,25 ت غ) لمساعدة شخص سقط من على حصان بالقرب من قصر باكنغهام، وهي المنطقة التي تقع فيها إسطبلات عدد من الأفواج العسكرية الفخرية، ومن المالوف أن تُشاهَد فيها دوريات للخيّالة.وفي المجمل، هرعت سيارات الإسعاف إلى ثلاثة مواقع مختلفة ونقل أربعة أشخاص إلى المستشفيات. وأفادت وسائل الإعلام البريطانية بأن خمسة أحصنة شوهدت طليقة في الشوارع، ونقلت عن شهود أن زجاج حافلة وسيارة أجرة تحطّم.وروى سائق تاكسي يُدعى روبي لمحطة "بي بي سي" قائلاً: "نظرت في المرآة الخلفية ورأيت (الخيول) تصل إلى خلفي مباشرة، وفي تلك اللحظة كنت أنقل راكبين جالسين في المقعد الخلفي، لذلك كنت قلقا عليهما". وأضاف "لحسن الحظ أن الأحصنة اتجهت إلى وسط الطريق ومَضت، لكنها كانت تركض بسرعة". وأوضحت شرطة لندن أنها قبضت وسيطرت على اثنين منها في حي لايمهاوس على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الشرق من قصر باكنغهام.
دولي

الشرطة توقف لاعبان متورطان في قضية اغتصاب من داخل الملعب
قامت عناصر الشرطة الإنجليزية بإلقاء القبض على لاعبان بأحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، عقب إبلاغها بتورطهما في واقعة اغتصاب. وحسب صحيفة “ذا صن” الإنجليزية، أن اللاعبان يبلغان 19 عاما وينتميان لناد واحد، وتم القبض عليهما للتحقيق في واقعة اغتصاب مزعومة. وتضيف المعطيات أن اللاعبان -اللذان لم يكشف عن اسميهما- تم اعتقالهما نهاية الأسبوع الماضي، من داخل ملعب ناديهما، بعد إبلاغ الشرطة، بتورطهما في قضية اغتصاب. ولفتت نفس المعطيات إلى أن الشرطة أبلغت أحد اللاعبين بأنه مشتبه به في الاعتداء والمساعدة والتحريض على الاغتصاب، قبل اعتقاله بشكل رسمي ليقضي ليلة خلف القضبان، فيما ألقي القبض على زميله في اليوم التالي، وجرى استجواب المعنيان بالأمر قبل أن يفرج عنهما بكفالة، في انتظار مزيد من التحقيقات. وقال متحدث باسم النادي الذي ينتمي له الثنائي، والذي لم تكشف عنه الصحيفة الإنجليزية: بما أن الأمر الآن في أيدي الشرطة، فإن النادي لن يدلي بمزيد من التعليقات في هذه المرحلة.
دولي

بسبب غياب التنسيق القضائي بإسبانيا.. فرار “المافيوزي” المغربي بويخرشان إلى الخارج
هرب كريم بويخرشان، زعيم ما يعرف باسم موكرومافيا بإسبانيا، إلى وجهة مجهولة، بعد تخلفه عن حضور جلسة أمس الثلاثاء، أمام المحكمة الإقليمية في ملقة بإسبانيا. واستغل المعني بالأمر غياب التنسيق القضائي بإسبانيا، حيث أُخلي سبيله في مارس الماضي، لكن المحكمة الوطنية، لم تُصدر أمر اعتقال وتسليم أوروبي (OEDE) يضمن تسليمه إلى هولندا في حالة محاولته الهروب خارج إسبانيا. وتم إطلاق سراحه مؤقتًا في مارس الماضي، بعد دفع كفالة قدرها 50 ألف يورو، بسبب عدم وجود أدلة كافية لاحتجازه لفترة أطول. وأُخضع المتهم لإجراءات احترازية مثل سحب جواز سفره ، وإلزامه بالمثول أمام المحكمة كل 15 يوما. وقد حظي القرار بتأييد مكتب المدعي العام لمكافحة المخدرات. وفي يناير الماضي، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية في مؤتمر صحفي، أنها نجحت في اعتقال العضو البارز في منظمة "موكرو مافيا الإجرامية"، وهو من أصل مغربي، بسبب تحقيقات حول شبكة لتهريب المخدرات وغسل الأموال عبر استثمارها في عشرات الأصول العقارية. وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسبانية، المعتقل هو كريم بوياخريشان، المسؤول عن شبكة نفذت عمليات غسل أموال بقمية 6 ملايين يورو، عبر "بنية تحتية شخصية وبحرية وتجارية متينة لها تواجد" في عدة مدن بإسبانيا، فضلا عن المغرب، وهولندا والإمارات العربية المتحدة، بحسب الشرطة. وقامت السلطات بمصادرة 172 عقارا، تبلغ قيمتها مجتمعة 50 مليون يورو (54 مليون دولار). وكانت الشرطة تتعقب كريم بويخرشان منذ خمس سنوات، وكان من الصعب للغاية تحديد مكانه لأنه يتنقل كثيرا بين البلدان وحذرا للغاية في اتصالاته المشفرة، كما كان لديه جهاز أمني خاص به.  
دولي

استدعاء نائبة فرنسية بسبب «تمجيد الإرهاب»
أعلنت ماتيلد بانو رئيسة الكتلة النيابية لحزب «فرنسا الأبيّة» (يسار راديكالي) في البرلمان الفرنسي عن قيام الشرطة باستدعائها في تحقيق على خلفية «تمجيد الإرهاب» فُتح إثر بيان نشرته الكتلة في 7 أكتوبر يوم تنفيذ حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل. وقالت بانو في بيان: «هي المرّة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يتمّ فيها استدعاء رئيسة لكتلة من المعارضة في الجمعية الوطنية لسبب بهذه الخطورة». وتابعت: «أحذّر علناً من هذا الاستغلال الخطير للقضاء بهدف كمّ الأصوات السياسية المعبّر عنها». في السابع من أكتوبر، نشرت الكتلة البرلمانية لحزب «فرنسا الأبيّة» نصّاً وازن بين هجوم «حماس» بعدّه «هجوماً مسلّحاً لقوّات فلسطينية» و«تشديد سياسة الاحتلال الإسرائيلي» في الأراضي الفلسطينية. وأتى إعلان بانو بعد أربعة أيّام من كشف ريما حسن المرشّحة للانتخابات الأوروبية على قائمة «فرنسا الأبيّة»، تلقّيها مذكّرة استدعاء من الشرطة القضائية على خلفية «تمجيد الإرهاب». وقالت حسن في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعدّ أنه ما من لوم يلقى عليّ، فلطالما توجّهت بالنقد إلى حماس وأسلوب عملها الإرهابي وإلى إسرائيل على السواء». ويندّد حزب «فرنسا الأبيّة» باستغلال القضاء لمصالح خاصة، مؤكّداً أن السلطات تجعله يدفع ثمن دعمه للفلسطينيين وتوصيفه الوضع في غزة بـ«الإبادة الجماعية». والأسبوع الماضي، ألغيت ندوتان لمؤسس الحزب جان - لوك ميلانشون حول الوضع في الشرق الأوسط في مدينة ليل، في خطوة عدّها الأخير «استغلالاً للسلطة في جمهورية الموز». وعقّب على استدعاء بانو بوصفه «حدثاً غير مسبوق» الهدف منه «التستّر على إبادة جماعية».   المصدر: الشرق الأوسط.
دولي

اجتماع طارئ لـ«الجامعة العربية» لبحث «حرب غزة»
أعلنت الجامعة العربية، في بيان، أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً على مستوى مندوبي الدول الأعضاء غداً لبحث استمرار «الجرائم الإسرائيلية وتداعيات الفيتو الأميركي» على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي». وكانت فلسطين طلبت أمس عقد الاجتماع الطارئ لمناقشة تصاعد الحرب الإسرائيلية وهجمات المستوطنين المتزايدة في الضفة الغربية والفيتو الأميركي. ونقلت «وكالة الأنباء الفلسطينية»، (وفا)، عن المندوب الدائم لفلسطين لدى الجامعة مهند العكلوك، قوله، أمس، إن بلاده ترغب في انعقاد مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في أقرب وقت ممكن «في ضوء استمرار جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتصاعد العدوان الإسرائيلي وهجمات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس واستخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصف الفيتو الأميركي الأخير في مجلس الأمن ضد حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بأنه «موقف مخيب للآمال، ومؤسف، ومخزٍ، وغير مسؤول، وغير مبرر». المصدر: الشرق الأوسط.
دولي

انتشال جثث 19 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل صفاقس
قالت الإدارة العامة للحرس الوطني في تونس، اليوم الثلاثاء، إن قواتها البحرية انتشلت جثث 19 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل صفاقس. وقالت في بيان إن أعمال البحث بإقليمي الحرس الوطني بصفاقس والوسط في آخر 24 ساعة أسفرت عن "انتشال عدد 19 جثة آدمية تمت إحالتها على بيت الأموات". وأصبح ساحل صفاقس التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن إيطاليا منصة لانطلاق قوارب المهاجرين غير النظاميين الساعين للوصول إلى أوروبا، لكنها تنتهي في الكثير من الأحيان بغرق القوارب.   المصدر: العربية.
دولي

رئيس وزراء أستراليا يصف ماسك بـ”الملياردير المتعجرف”
أمرت محكمة أسترالية منصة "إكس" بإخفاء منشورات تتعلق بحادث طعن أسقف في سيدني، مما صعد الحرب الكلامية بين مالك منصة التواصل الاجتماعي إيلون ماسك ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز. وانتقد ألبانيز ماسك، الثلاثاء، واصفا إياه بأنه "ملياردير متعجرف" لأنه رفض دعوات الحكومة الأسترالية لإزالة محتوى المنشورات. وحظرت إكس المحتوى لمستخدميها داخل أستراليا، لكنها قالت إنها لن تحظرها للمستخدمين خارج البلاد، بحجة أن الحكومة ليس لديها سلطة لإملاء المحتوى الذي يمكن لمستخدميها رؤيته على مستوى العالم. وطالبت مفوضة السلامة الإلكترونية منصة إكس بإزالة بعض المنشورات التي علقت علنا على الهجوم، والتي يمكن أن تتضمن مقاطع مصورة. وأظهرت وثائق المحكمة أن القاضي جيفري كينيت، أمر منصة إكس، خلال جلسة استماع، بحجب الوصول إلى تلك المنشورات حتى بعد ظهر غد الأربعاء، لحين النظر في الأمر مرة أخرى. وقال ألبانيز إن وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية، مشيرا إلى أن ماسك يكافح من أجل إبقاء المحتوى العنيف على منصته. وأضاف خلال حديثه لهيئة الإذاعة الوطنية: "سنفعل ما هو ضروري لمواجهة هذا الملياردير المتعجرف الذي يعتقد أنه فوق القانون، بل والآداب العامة أيضا". وأوضح ألبانيز أن "ما تفعله مفوضية السلامة الإلكترونية هو القيام بعملها لحماية مصالح الأستراليين". وكان ماسك قد أطلق في وقت سابق على مفوضة السلامة الإلكترونية لقب "مفوضة الرقابة الأسترالية"، مما دفع ألبانيز لتوبيخ المنصة التي وصف معركتها ضد إزالة المحتوى العنيف بأنها "غير عادية". وقال ماسك في منشور على إكس قبل ساعات من صدور تعليقات ألبانيز اليوم "أود أن أتوقف لحظة لأشكر رئيس الوزراء (الأسترالي) على إبلاغ الجمهور بأن هذه المنصة هي المنصة الوحيدة الصادقة". ونشر ماسك صورة تعبيرية تظهر أن إكس ترمز إلى "حرية التعبير والحقيقة" بينما تظهر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى على أنها منصات تمثل "الرقابة والدعاية".
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 24 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة