

مراكش
أصدقاء غويتيسولو أو “عمي خوان” يتحدثون عن صداقته ومواقفه الإنسانية (29)
رحل عنا خوان غويتيسولو، الكاتب والمفكر الإنسان، الذي ظل يردد لازمته الأساسية "أنا ولد جامع الفنا"، يوم الأحد 5 يونيو 2017، تاركا فراغا كبيرا وسط محبيه وأصدقائه، وجيرانه بالقنارية، وزبناء مقهاه المعروف "كافي دو فرانس"، رحل "سي خوان"، أو "عمي خوان" اللقب المشهور به في مراكش. ويعد الراحل غويتيسولو حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية، فهو لا ينفك يعلن عن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، وقد أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه، من بينها "الإشارات"، و"مطالبات الكونت السيد خوليان"، و"لمحة بعد المعركة"، و"إصلاحات الطائر المنعزل"، إلى جانب العديد من المؤلفات التي عرفت طريقها نحو الترجمات بجل اللغات، لكن أشهر هذه الأعمال هو كتابه "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، الذي يدافع فيه بوضوح عن الثقافة العربية ودورها في الحياة والثقافة والتاريخ الإسباني.في هذه الزاوية تنفتح "كشـ 24" على بعض أصدقاء الراحل غويتيسولو، للحديث عن الكاتب والروائي والمفكر، من خلال علاقته بجامع الفنا وصداقاته ومواقفه الإنسانية.الحلقة 29 بنسماعيل: غويتيسولو كان يفضل أن ينادى عليه باسم "خوان المراكشي"يواصل الفنان التشكيلي أحمد بنسماعيل حديثه لـ"كشـ 24"" عن صديقه الراحل الروائي الاسباني خوان غويتيسولو، الذي كان مغرما بمدينة مراكش، حيث اختار المقام بها منذ سنة 1976، قضى بها أكثر من نصف عمره، ألفته أحياؤها العتيقة وفضاءات مآثرها التاريخية، وألف كل مساء وقع خطاه التواءات أزقتها الضيقة وزقاقها وامتداد دروبها.وأوضح بنسماعيل في هذا الصدد، أن الراحل غويتيسولو كان يفضل أن ينادى عليه باسم "خوان المراكشي"، ولحبه لمدينة مراكش وسكانها أعلن امام ملك إسبانيا وهو يتسلم جائزة سيرفانتيس ، أنه يتشرف بإهداء هذه الجائزة إلى سكان مدينة مراكش الذين احتضنوه بحنوهم ومودتهم ورحبوا بشيخوخته المتعبة، ولحبه لمدينة مراكش وسكانها، كان يقدم نفسه كمثقف وكأديب مراكشي للأدباء والكتاب على المستوى العالمي، حيث أن مدينة مراكش جعل حبه لها، ان يحرص على تعلم اللغة المغربية الممزوجة بـ ( قوافي المراكشيين )، جلس في مقاهيها الشعبية المحيطة بساحة جامع الفناء، خصوصا مقهى "ماطيش"، مقهى "الستيام"، مقهى "فرنسا"، حيث لازال رواد هذه المقاهي ورواد الساحة، يستحضرون هيبة الرجل ووقاره وصمته.وأشار بنسماعيل الى أن الروائي الاسباني الراحل غويتيسولو كانت تربطه كذلك بساحة جامع الفنا ارتباط عضوي، أعلن نفسه مدافعا عن الثقافة الشعبية وعن الساحة، وخاض معارك على مستوى الكتابات باقناع المفكرين والأدباء وأعضاء لجنة منظمة اليونيسكو حتى استطاع ان ينتزع منهم الاعتراف بساحة جامع الفناء سنة 2002، على أنها تراث شفوي إنساني عالمي.وأوضح بنسماعيل أن هذه الساحة العالمية التي واكبها وواكبته، والتي افتقدته على غفلة منها، لن يتح لها أن تشارك في جنازته، ولا أن تقف على قبره لكي تلقي على الأقل كلمة وداع في تأبينه، كان عاشقا مولعا إلى حد الهوس بساحة جامع الفناء، وكان من بين خيرة محركي الاعتراف العالمي بكون الساحة تحفة تراثية جاد بها الزمان المغربي على مدينة مراكش، ذات الثراء الثقافي التراثي الشفاهي المتنوع، والإبداع الإنساني المتميز الأصيل.
رحل عنا خوان غويتيسولو، الكاتب والمفكر الإنسان، الذي ظل يردد لازمته الأساسية "أنا ولد جامع الفنا"، يوم الأحد 5 يونيو 2017، تاركا فراغا كبيرا وسط محبيه وأصدقائه، وجيرانه بالقنارية، وزبناء مقهاه المعروف "كافي دو فرانس"، رحل "سي خوان"، أو "عمي خوان" اللقب المشهور به في مراكش. ويعد الراحل غويتيسولو حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية، فهو لا ينفك يعلن عن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، وقد أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه، من بينها "الإشارات"، و"مطالبات الكونت السيد خوليان"، و"لمحة بعد المعركة"، و"إصلاحات الطائر المنعزل"، إلى جانب العديد من المؤلفات التي عرفت طريقها نحو الترجمات بجل اللغات، لكن أشهر هذه الأعمال هو كتابه "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، الذي يدافع فيه بوضوح عن الثقافة العربية ودورها في الحياة والثقافة والتاريخ الإسباني.في هذه الزاوية تنفتح "كشـ 24" على بعض أصدقاء الراحل غويتيسولو، للحديث عن الكاتب والروائي والمفكر، من خلال علاقته بجامع الفنا وصداقاته ومواقفه الإنسانية.الحلقة 29 بنسماعيل: غويتيسولو كان يفضل أن ينادى عليه باسم "خوان المراكشي"يواصل الفنان التشكيلي أحمد بنسماعيل حديثه لـ"كشـ 24"" عن صديقه الراحل الروائي الاسباني خوان غويتيسولو، الذي كان مغرما بمدينة مراكش، حيث اختار المقام بها منذ سنة 1976، قضى بها أكثر من نصف عمره، ألفته أحياؤها العتيقة وفضاءات مآثرها التاريخية، وألف كل مساء وقع خطاه التواءات أزقتها الضيقة وزقاقها وامتداد دروبها.وأوضح بنسماعيل في هذا الصدد، أن الراحل غويتيسولو كان يفضل أن ينادى عليه باسم "خوان المراكشي"، ولحبه لمدينة مراكش وسكانها أعلن امام ملك إسبانيا وهو يتسلم جائزة سيرفانتيس ، أنه يتشرف بإهداء هذه الجائزة إلى سكان مدينة مراكش الذين احتضنوه بحنوهم ومودتهم ورحبوا بشيخوخته المتعبة، ولحبه لمدينة مراكش وسكانها، كان يقدم نفسه كمثقف وكأديب مراكشي للأدباء والكتاب على المستوى العالمي، حيث أن مدينة مراكش جعل حبه لها، ان يحرص على تعلم اللغة المغربية الممزوجة بـ ( قوافي المراكشيين )، جلس في مقاهيها الشعبية المحيطة بساحة جامع الفناء، خصوصا مقهى "ماطيش"، مقهى "الستيام"، مقهى "فرنسا"، حيث لازال رواد هذه المقاهي ورواد الساحة، يستحضرون هيبة الرجل ووقاره وصمته.وأشار بنسماعيل الى أن الروائي الاسباني الراحل غويتيسولو كانت تربطه كذلك بساحة جامع الفنا ارتباط عضوي، أعلن نفسه مدافعا عن الثقافة الشعبية وعن الساحة، وخاض معارك على مستوى الكتابات باقناع المفكرين والأدباء وأعضاء لجنة منظمة اليونيسكو حتى استطاع ان ينتزع منهم الاعتراف بساحة جامع الفناء سنة 2002، على أنها تراث شفوي إنساني عالمي.وأوضح بنسماعيل أن هذه الساحة العالمية التي واكبها وواكبته، والتي افتقدته على غفلة منها، لن يتح لها أن تشارك في جنازته، ولا أن تقف على قبره لكي تلقي على الأقل كلمة وداع في تأبينه، كان عاشقا مولعا إلى حد الهوس بساحة جامع الفناء، وكان من بين خيرة محركي الاعتراف العالمي بكون الساحة تحفة تراثية جاد بها الزمان المغربي على مدينة مراكش، ذات الثراء الثقافي التراثي الشفاهي المتنوع، والإبداع الإنساني المتميز الأصيل.
ملصقات
