مراكش
أصدقاء غويتيسولو أو “عمي خوان” يتحدثون عن صداقته ومواقفه الإنسانية (18)
رحل عنا خوان غويتيسولو، الكاتب والمفكر الإنسان، الذي ظل يردد لازمته الأساسية "أنا ولد جامع الفنا"، يوم الأحد 5 يونيو 2017، تاركا فراغا كبيرا وسط محبيه وأصدقائه، وجيرانه بالقنارية، وزبناء مقهاه المعروف "كافي دو فرانس"، رحل "سي خوان"، أو "عمي خوان" اللقب المشهور به في مراكش. ويعد الراحل غويتيسولو حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية، فهو لا ينفك يعلن عن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، وقد أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه، من بينها "الإشارات"، و"مطالبات الكونت السيد خوليان"، و"لمحة بعد المعركة"، و"إصلاحات الطائر المنعزل"، إلى جانب العديد من المؤلفات التي عرفت طريقها نحو الترجمات بجل اللغات، لكن أشهر هذه الأعمال هو كتابه "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، الذي يدافع فيه بوضوح عن الثقافة العربية ودورها في الحياة والثقافة والتاريخ الإسباني.في هذه الزاوية تنفتح "كشـ 24" على بعض أصدقاء الراحل غويتيسولو، للحديث عن الكاتب والروائي والمفكر، من خلال علاقته بجامع الفنا وصداقاته ومواقفه الإنسانية.الحلقة 18: تأسيس جمعية بمبادرة من غويتيسولو وبعض مثقفي المدينة من أجل حماية مختلف لعروض الشفوية بساحة جامع الفناءخلال سنة 1999 قرر الكاتب والاديب الاسباني خوان غويتيسولو رفقة بعض مثقفي مدينة مراكش، تأسي جمعية مدنية، تهدف إلى حماية مختلف العروض الشفوية التي تلقى بساحة جامع الفناء وإعادة الأهلية لها، حيث أنجز عضوان من الجمعية كتيبا في تسع صفحات يعرض أهداف وبرامج إحياء تراث الساحة الشفوي، وذلك بدعم مالي من منظمة اليونسكو.وتتلخص أهداف الجمعية في تجميع الفنون الشفوية في ركائز مختلفة، صور، أوراق، سمعيات، زخارف تذكارية، وكذا إحداث خزانة وثائق وقاعة الصور والأصوات لوضع التسجيلات السمعية البصرية الخاصة بالساحة تحت تصرف الزوار، وتنظيم موسم الحلايقي على شكل لقاءات سنوية، وإحياء حكايات الفرجة المتداولة منذ أزمان، والسهر على الإبقاء على الحلقات العريقة والعمل على إعادة المنقرضة منها لحيز الوجود، والعمل على استمرارية تكوين الحلايقية أو استخلافهم، وتيسير إعادة الكتبيين الذين كانوا يزاولون أنشطتهم وسط الساحة. ونشر وإشهار الكتب ووثائق الإرشاد والنشرات الخاصة بالساحة، وإحياء حرفة فناني الساحة والتعجيل بإحداث صندوق إعانة لفائدة الحلايقية الذين كفوا عن مزاولة أنشطتهم بسبب عائق من العوائق القصوى.يقول الكاتب عبد الغفار السويرجي في هدا الصدد، لم تعمر جمعية المراكشيين طويلا، إذ لم يمض عام على التأسيس حتى وقعت مشاكل بين عضوين منها فانصرفا إلى حال سبيلهما.وأضاف المترجم عبد الغفار السويرجي خلال حديثه ل"كش 24"، ان تأسيس الجمعية المذكورة جاء بعد صدور النص الذي أثار اهتمام رئيس اليونسكو في كتاب بخمس لغات تحت عنوان "جامع الفناء التراث الشفوي للإنسانية"مرفوقا برسومات للفنان الألماني المقيم بمراكش هانس فيرنر غوردتس، وذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها خبراء في التراث من اليونسكو سنة 1997 الى مراكش.ويقول النص المذكور الذي كتبه غويتيسولو"عرفت الانسانية زمنا كان فيه الواقع والخيال يمتزجان، والأسماء تنوب عن الأشياء المسماة، والكلمات المبتكرة تأخذ بحذافرها: فتنمو وتزدهي وتحتوي بعضها البعض وتحبل كأنها كائنات من لحم ودم. كان السوق والساحة والفضاء العمومي أفضل مكان لتوالدها البهيج: فيه تختلط الخطابات وتعاش الخرافات ويصير المقدس موضوع سخرية دون أن يفقد القدسية، وتتوافق المحاكاة الهزلية مع الشعائر الدينية، وتطير الحكاية المحبوكة بلب السامعين، فيسبق الضحك دعواتهم التي يكافؤون بها المنشد أو المروض الجوال، مدينة واحدة ظلت تمتاز حتى اليوم بصونها لهذا التراث الشفوي الإنساني المنقرض الذي ينعته الكثيرون ب "العالم- ثالثي". أعني مدينة مراكش وساحة جامع الفناء، التي بجوارها أعيش وأجول وأكتب بنشوة، منذ عشرين سنة، ولما جاء مؤتمر "الغات" قطرنت الساحة وزينت وشطبت، فقدت الساحة بعضا من هرجها وغوغائها، لكنها حافظت على أصالتها".
رحل عنا خوان غويتيسولو، الكاتب والمفكر الإنسان، الذي ظل يردد لازمته الأساسية "أنا ولد جامع الفنا"، يوم الأحد 5 يونيو 2017، تاركا فراغا كبيرا وسط محبيه وأصدقائه، وجيرانه بالقنارية، وزبناء مقهاه المعروف "كافي دو فرانس"، رحل "سي خوان"، أو "عمي خوان" اللقب المشهور به في مراكش. ويعد الراحل غويتيسولو حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية، فهو لا ينفك يعلن عن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، وقد أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه، من بينها "الإشارات"، و"مطالبات الكونت السيد خوليان"، و"لمحة بعد المعركة"، و"إصلاحات الطائر المنعزل"، إلى جانب العديد من المؤلفات التي عرفت طريقها نحو الترجمات بجل اللغات، لكن أشهر هذه الأعمال هو كتابه "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، الذي يدافع فيه بوضوح عن الثقافة العربية ودورها في الحياة والثقافة والتاريخ الإسباني.في هذه الزاوية تنفتح "كشـ 24" على بعض أصدقاء الراحل غويتيسولو، للحديث عن الكاتب والروائي والمفكر، من خلال علاقته بجامع الفنا وصداقاته ومواقفه الإنسانية.الحلقة 18: تأسيس جمعية بمبادرة من غويتيسولو وبعض مثقفي المدينة من أجل حماية مختلف لعروض الشفوية بساحة جامع الفناءخلال سنة 1999 قرر الكاتب والاديب الاسباني خوان غويتيسولو رفقة بعض مثقفي مدينة مراكش، تأسي جمعية مدنية، تهدف إلى حماية مختلف العروض الشفوية التي تلقى بساحة جامع الفناء وإعادة الأهلية لها، حيث أنجز عضوان من الجمعية كتيبا في تسع صفحات يعرض أهداف وبرامج إحياء تراث الساحة الشفوي، وذلك بدعم مالي من منظمة اليونسكو.وتتلخص أهداف الجمعية في تجميع الفنون الشفوية في ركائز مختلفة، صور، أوراق، سمعيات، زخارف تذكارية، وكذا إحداث خزانة وثائق وقاعة الصور والأصوات لوضع التسجيلات السمعية البصرية الخاصة بالساحة تحت تصرف الزوار، وتنظيم موسم الحلايقي على شكل لقاءات سنوية، وإحياء حكايات الفرجة المتداولة منذ أزمان، والسهر على الإبقاء على الحلقات العريقة والعمل على إعادة المنقرضة منها لحيز الوجود، والعمل على استمرارية تكوين الحلايقية أو استخلافهم، وتيسير إعادة الكتبيين الذين كانوا يزاولون أنشطتهم وسط الساحة. ونشر وإشهار الكتب ووثائق الإرشاد والنشرات الخاصة بالساحة، وإحياء حرفة فناني الساحة والتعجيل بإحداث صندوق إعانة لفائدة الحلايقية الذين كفوا عن مزاولة أنشطتهم بسبب عائق من العوائق القصوى.يقول الكاتب عبد الغفار السويرجي في هدا الصدد، لم تعمر جمعية المراكشيين طويلا، إذ لم يمض عام على التأسيس حتى وقعت مشاكل بين عضوين منها فانصرفا إلى حال سبيلهما.وأضاف المترجم عبد الغفار السويرجي خلال حديثه ل"كش 24"، ان تأسيس الجمعية المذكورة جاء بعد صدور النص الذي أثار اهتمام رئيس اليونسكو في كتاب بخمس لغات تحت عنوان "جامع الفناء التراث الشفوي للإنسانية"مرفوقا برسومات للفنان الألماني المقيم بمراكش هانس فيرنر غوردتس، وذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها خبراء في التراث من اليونسكو سنة 1997 الى مراكش.ويقول النص المذكور الذي كتبه غويتيسولو"عرفت الانسانية زمنا كان فيه الواقع والخيال يمتزجان، والأسماء تنوب عن الأشياء المسماة، والكلمات المبتكرة تأخذ بحذافرها: فتنمو وتزدهي وتحتوي بعضها البعض وتحبل كأنها كائنات من لحم ودم. كان السوق والساحة والفضاء العمومي أفضل مكان لتوالدها البهيج: فيه تختلط الخطابات وتعاش الخرافات ويصير المقدس موضوع سخرية دون أن يفقد القدسية، وتتوافق المحاكاة الهزلية مع الشعائر الدينية، وتطير الحكاية المحبوكة بلب السامعين، فيسبق الضحك دعواتهم التي يكافؤون بها المنشد أو المروض الجوال، مدينة واحدة ظلت تمتاز حتى اليوم بصونها لهذا التراث الشفوي الإنساني المنقرض الذي ينعته الكثيرون ب "العالم- ثالثي". أعني مدينة مراكش وساحة جامع الفناء، التي بجوارها أعيش وأجول وأكتب بنشوة، منذ عشرين سنة، ولما جاء مؤتمر "الغات" قطرنت الساحة وزينت وشطبت، فقدت الساحة بعضا من هرجها وغوغائها، لكنها حافظت على أصالتها".
ملصقات
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش