أخنوش وحملة المقاطعة.. طعنة سياسية بسكين الاقتصاد – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الثلاثاء 22 أبريل 2025, 14:41

إقتصاد

أخنوش وحملة المقاطعة.. طعنة سياسية بسكين الاقتصاد


كشـ24 - وكالات نشر في: 2 يونيو 2018

انعكست حملة المقاطعة الشعبية بالمغرب، التي استهدفت ثلاث شركات، بقوة على المشهد السياسي في وقت قصير للغاية.ولعل أبرز ملامح هذا التأثير هو "تراجع" حزب التجمع الوطني للأحرار، واختفاء إعلامي لزعيمه "عزيز أخنوش" (إحدى شركاته معنية بحملة المقاطعة)، رغم أنه كان قبل الحملة يلعب دوراً كبيراً في اللعبة السياسية. بل وكان حزب أخنوش المرشح للفوز بالانتخابات المقبلة، خصوصا أنه كان مفتاح تشكيل حكومة سعد الدين العثماني.فرملة الصعودكان واضحا منذ بداية حملة المقاطعة الشعبية، أن حزب "التجمع الوطني للأحرار" دخل دوامة من الانحدار السياسي، لأن مشروعه السياسي قام على فكرة "أخنوش" لا على فكرة الحزب، وبالتالي، فإن الحملة كانت لها رسائل سياسية واقتصادية، ما يعني هبوط أسهم أخنوش السياسية التي كانت تسير بإيقاع سريع للغاية.وإذا كان هذا الحزب قد عوض حزب الأصالة والمعاصرة المعروف اختصارا ب"البام"، غداة الانتخابات التشريعية في حلبة الصراع للوصول إلى رئاسة الحكومة، فإن هذه المكانة باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى .ونال حزب "التجمع الوطني للأحرار" 37 مقعداً بالبرلمان من أصل 395، ليصبح القوة الرابعة في البرلمان، والرقم الصعب في مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية.عثمان الزياني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول، يرى أن "المقاطعة الاقتصادية مست بشكل مباشر بقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، وليس سهلاً الآن على عزيز أخنوش أن يعود إلى واجهة العمل السياسي لأن الحملة شارك فيها الملايين".وفي حديث للأناضول، قال الزياني إن "أخنوش كان يمثل بديلاً لحزب الأصالة والمعاصرة لمنافسة حزب العدالة والتنمية، إلا أنه في المرحلة الراهنة لا يمكن الرهان عليه إطلاقا، وإلا سيكون في مواجهة فئات شعبية واسعة منها الطبقة الوسطى".أخنوش لم يتحدث طيلة حملة المقاطعة، ولم يساير شركتا "والماس" أو "سنترال" (شركتان معنيتان بالحملة) اللتان حاولتا احتواء الخسائر ببيانات إعلامية، وبدا أنه "جمد" مشروعه السياسي، لا سيما وأن الدولة بقيت على "الحياد"، ولاشك أنه فهم جيداً الرسائل .تداعيات الحملة وصلت إلى البيت الداخلي للحزب، حيث دعا رشيد ساسي، القيادي ب"التجمع الوطني للأحرار"، أخنوش إلى تقديم استقالته، بعد حملة المقاطعة.وقال ساسي، في تدوينة له على صفحته بموقع "فيسبوك" إنه "على أخنوش أن يتخذ القرار المناسب والشجاع والعقلاني، من أجل الدفاع أولا عن مصلحة البلاد، وعن مصلحة الحزب، علما أنه في الدول الديمقراطية، القرار الصائب في هذه الأحوال، هو في أغلب الأحوال، الاستقالة إلى غاية (حتى) توضيح الأمور والمسؤولية ورجوع الثقة".استنساخ تجربة "البام"حتى اللحظة ما يزال أخنوش منكفئا على نفسه خاصة وأنه وضع على رأس اللائحة ممن استهدفتهم حملة المقاطعة الشعبية بسبب الجمع بين "المال والسياسة".وما زاد الطينة بلة، هو دخول البرلمان على خط المقاطعة، حيث كشف تقرير برلماني حول أسعار المحروقات، عن الأرباح الكبيرة لشركات المحروقات.وقال البرلماني عن حزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي) عبد الله بوانو، الذي يترأس اللجنة البرلمانية الاستطلاعية حول المحروقات، إن "هناك شركات للمحروقات بالمغرب تضاعفت أرباحها ما بين 300 بالمائة و996 بالمائة منذ تحرير الأسعار عام 2015".وأكد بوانو، في التقرير البرلماني، أن هناك 11 شركة تستورد البترول بالمغرب و4 شركات تستحوذ على 70 بالمائة من السوق، وإذا جمعنا هوامش ربح هذه الشركات سنجد أننا أمام عشرات مليارات الدراهم من الأرباح، وهناك شركات تضاعف ربحها منذ التحرير إلى 996 في المائة.وأضاف أن هامش ربح هذه الشركات وصل إلى 17 مليار درهم (حوالي 1,7 مليار دولار) منذ 2015.‎تأثير تقرير المحروقات ، يبدو قوياً على المشروع السياسي لأخنوش كما يشرح عثمان الزياني قائلا في هذا الصدد "التأثير سيكون شخصياً قبل أن يكون على الحزب، هذا الأخير سيستمر لكن ليس بنفس القوة التي كان عليها من قبل، وانتخاب حكيم بنشماس على رأس حزب الأصالة والمعاصرة (البام) قد يكون رسالة موجهة إليه قبل أي حزب آخر".وفاز حكيم بن شماش، الأحد الماضي، برئاسة حزب الأصالة والمعاصرة، خلفا لإلياس العماري.ومثلما وقع ل"البام" قبل 7 سنوات من الآن، حينما دفن حلمه برئاسة الحكومة، بعدما كان يستعد لها وجاءت رياح الربيع العربي، ربما تعصف المقاطعة الشعبية الواسعة بحلم أخنوش للوصول إلى استحقاقات 2021 في المركز الأول، لأن الدولة لم يسبق لها أن مالت إلى الجهة الخاسرة، فالقوة التي كان يحوزها أخنوش بدأت في التراجع بشكل يعطي الانطباع أن ثمة إعادة لرسم ملامح الحقل السياسي.

المصدر: الأناضول

انعكست حملة المقاطعة الشعبية بالمغرب، التي استهدفت ثلاث شركات، بقوة على المشهد السياسي في وقت قصير للغاية.ولعل أبرز ملامح هذا التأثير هو "تراجع" حزب التجمع الوطني للأحرار، واختفاء إعلامي لزعيمه "عزيز أخنوش" (إحدى شركاته معنية بحملة المقاطعة)، رغم أنه كان قبل الحملة يلعب دوراً كبيراً في اللعبة السياسية. بل وكان حزب أخنوش المرشح للفوز بالانتخابات المقبلة، خصوصا أنه كان مفتاح تشكيل حكومة سعد الدين العثماني.فرملة الصعودكان واضحا منذ بداية حملة المقاطعة الشعبية، أن حزب "التجمع الوطني للأحرار" دخل دوامة من الانحدار السياسي، لأن مشروعه السياسي قام على فكرة "أخنوش" لا على فكرة الحزب، وبالتالي، فإن الحملة كانت لها رسائل سياسية واقتصادية، ما يعني هبوط أسهم أخنوش السياسية التي كانت تسير بإيقاع سريع للغاية.وإذا كان هذا الحزب قد عوض حزب الأصالة والمعاصرة المعروف اختصارا ب"البام"، غداة الانتخابات التشريعية في حلبة الصراع للوصول إلى رئاسة الحكومة، فإن هذه المكانة باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى .ونال حزب "التجمع الوطني للأحرار" 37 مقعداً بالبرلمان من أصل 395، ليصبح القوة الرابعة في البرلمان، والرقم الصعب في مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية.عثمان الزياني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول، يرى أن "المقاطعة الاقتصادية مست بشكل مباشر بقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، وليس سهلاً الآن على عزيز أخنوش أن يعود إلى واجهة العمل السياسي لأن الحملة شارك فيها الملايين".وفي حديث للأناضول، قال الزياني إن "أخنوش كان يمثل بديلاً لحزب الأصالة والمعاصرة لمنافسة حزب العدالة والتنمية، إلا أنه في المرحلة الراهنة لا يمكن الرهان عليه إطلاقا، وإلا سيكون في مواجهة فئات شعبية واسعة منها الطبقة الوسطى".أخنوش لم يتحدث طيلة حملة المقاطعة، ولم يساير شركتا "والماس" أو "سنترال" (شركتان معنيتان بالحملة) اللتان حاولتا احتواء الخسائر ببيانات إعلامية، وبدا أنه "جمد" مشروعه السياسي، لا سيما وأن الدولة بقيت على "الحياد"، ولاشك أنه فهم جيداً الرسائل .تداعيات الحملة وصلت إلى البيت الداخلي للحزب، حيث دعا رشيد ساسي، القيادي ب"التجمع الوطني للأحرار"، أخنوش إلى تقديم استقالته، بعد حملة المقاطعة.وقال ساسي، في تدوينة له على صفحته بموقع "فيسبوك" إنه "على أخنوش أن يتخذ القرار المناسب والشجاع والعقلاني، من أجل الدفاع أولا عن مصلحة البلاد، وعن مصلحة الحزب، علما أنه في الدول الديمقراطية، القرار الصائب في هذه الأحوال، هو في أغلب الأحوال، الاستقالة إلى غاية (حتى) توضيح الأمور والمسؤولية ورجوع الثقة".استنساخ تجربة "البام"حتى اللحظة ما يزال أخنوش منكفئا على نفسه خاصة وأنه وضع على رأس اللائحة ممن استهدفتهم حملة المقاطعة الشعبية بسبب الجمع بين "المال والسياسة".وما زاد الطينة بلة، هو دخول البرلمان على خط المقاطعة، حيث كشف تقرير برلماني حول أسعار المحروقات، عن الأرباح الكبيرة لشركات المحروقات.وقال البرلماني عن حزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي) عبد الله بوانو، الذي يترأس اللجنة البرلمانية الاستطلاعية حول المحروقات، إن "هناك شركات للمحروقات بالمغرب تضاعفت أرباحها ما بين 300 بالمائة و996 بالمائة منذ تحرير الأسعار عام 2015".وأكد بوانو، في التقرير البرلماني، أن هناك 11 شركة تستورد البترول بالمغرب و4 شركات تستحوذ على 70 بالمائة من السوق، وإذا جمعنا هوامش ربح هذه الشركات سنجد أننا أمام عشرات مليارات الدراهم من الأرباح، وهناك شركات تضاعف ربحها منذ التحرير إلى 996 في المائة.وأضاف أن هامش ربح هذه الشركات وصل إلى 17 مليار درهم (حوالي 1,7 مليار دولار) منذ 2015.‎تأثير تقرير المحروقات ، يبدو قوياً على المشروع السياسي لأخنوش كما يشرح عثمان الزياني قائلا في هذا الصدد "التأثير سيكون شخصياً قبل أن يكون على الحزب، هذا الأخير سيستمر لكن ليس بنفس القوة التي كان عليها من قبل، وانتخاب حكيم بنشماس على رأس حزب الأصالة والمعاصرة (البام) قد يكون رسالة موجهة إليه قبل أي حزب آخر".وفاز حكيم بن شماش، الأحد الماضي، برئاسة حزب الأصالة والمعاصرة، خلفا لإلياس العماري.ومثلما وقع ل"البام" قبل 7 سنوات من الآن، حينما دفن حلمه برئاسة الحكومة، بعدما كان يستعد لها وجاءت رياح الربيع العربي، ربما تعصف المقاطعة الشعبية الواسعة بحلم أخنوش للوصول إلى استحقاقات 2021 في المركز الأول، لأن الدولة لم يسبق لها أن مالت إلى الجهة الخاسرة، فالقوة التي كان يحوزها أخنوش بدأت في التراجع بشكل يعطي الانطباع أن ثمة إعادة لرسم ملامح الحقل السياسي.

المصدر: الأناضول



اقرأ أيضاً
خبير اقتصادي لـكشـ24: التضخم في المغرب تحت السيطرة رغم تحديات التجارة العالمية
أكد بدر الزاهر الأزرق، أستاذ قانون الأعمال والاقتصاد بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن مستويات التضخم الحالية في المغرب تظل ضمن النطاق العادي والمقبول، مشيرا إلى أن معدل التضخم يتراوح بين 1.5% و2% أو %2.5، وهو ما يعكس استقرارا نسبيا في المؤشرات الاقتصادية، بعيدا عن أية قفزات مقلقة أو انكماشات تضخمية سلبية.وأوضح الخبير الاقتصادي، في تصريحه لكشـ24، أن عدم تسجيل المغرب لمعدلات تضخم سلبية يعد مؤشرا إيجابيا، باعتبار أن انخفاض نسب التضخم إلى مستويات غير طبيعية قد يحمل بدوره تداعيات سلبية على الاقتصاد، لكونه يعكس تراجعا في الاستهلاك والاستثمار.وأشار الأزرق إلى أن الوضع الحالي يتماشى مع الفرضيات التي وردت في قانون المالية لسنة 2025، ما يعني أن هناك انسجاما بين المؤشرات الواقعية والتوقعات الحكومية، غير أنه حذر من أن هذا التوازن قد يتأثر في حال عادت الضغوط العالمية لتلقي بظلالها على السوق المحلية، لا سيما في ظل هشاشة الأوضاع الدولية.وسلط الأزرق الضوء على مؤشرات تباطؤ التجارة العالمية، والتي دخلت بحسبه في مرحلة ركود، مدفوعة بإجراءات حمائية جديدة على رأسها الرسوم الجمركية التي أقرها دونالد ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة على عدد من المنتجات، وخاصة من الصين وأوروبا، وأضاف أنه رغم تعليق بعض تلك الرسوم من طرف الرئيس الأمريكي، فإن الغموض لا يزال يلف مصير العلاقات التجارية الدولية، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد المغربي.وفي هذا السياق، أبرز الأزرق أن المغرب يظل بلدا مرتبطا بشكل كبير بالأسواق الدولية، سواء على مستوى الاستيراد أو التصدير، حيث يستورد المحروقات والمواد الغذائية الأساسية، ويصدر السيارات، والفوسفاط، والألبسة، والمنتجات الفلاحية، وبالتالي، فإن أي اضطرابات على مستوى الأسعار العالمية أو سلاسل التوريد قد تنعكس على معدل التضخم الداخلي.وخلص الخبير الاقتصادي إلى أن المغرب، وإن كان يتحكم حاليا في معدل التضخم، إلا أن الحفاظ على هذا الاستقرار يظل رهينا بتطورات الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن سيناريوهات مماثلة لما حدث خلال الحرب الأوكرانية الروسية لا تزال قائمة كتهديد محتمل للاقتصاد الوطني، خاصة إذا اقترنت بارتفاعات في أسعار المحروقات أو تقلبات في أسعار المواد الأولية.
إقتصاد

تدفق الشاحنات المغربية يتسبب في أزمة بميناء الخزيرات
حذر المنسق العام لنقابة الموانئ الإسبانية، من تدهور الوضع في ميناء الجزيرة الخضراء بسبب حركة الشاحنات الثقيلة القادمة من المغرب، حسب جريدة لاراثون الإسبانية. ووصف الاتحاد نفسه ف بيان له الوضع بأنه "لا يطاق". وتمر عبر مرافق الموانئ الإسبانية أكثر من 440 شاحنة في الساعة، "مما يتسبب في حالة من الشلل تتجاوز بكثير القدرة اللوجستية للميناء وتؤثر بشكل مباشر على سلامة ورفاهية المستخدمين وشرطة الميناء". وسخّرت سلطة الميناء الإسباني جميع مواردها المتاحة، لكن الوضع لم يتغير. ويتفاقم الوضع اللوجستي في الميناء بسبب القيود المفروضة على التصاريح والتراخيص وقلة مواقف الشاحنات وسوء المرافق الخدمية. وندد الاتحاد النقابي ذاته بـ”غياب الرقابة على مواعيد وصول ومغادرة العبارات، مما يؤدي إلى وجود أربع سفن في الوقت نفسه على الأرصفة، ما يسبب اكتظاظا شديدا نتيجة عمليات التحميل والتفريغ المتزامنة لمئات الشاحنات”. وطالبت المنسقية ذاتها السلطات الإسبانية بـ”وضع خطة متكاملة عاجلة لإدارة الميناء تشمل جميع الأطراف المعنية، من شركات الشحن، والوسطاء الجمركيين، وسائقي الشاحنات، وشرطة الميناء، والسلطة المينائية، مع إقرار نظام معلومات فوري وفعّال”.
إقتصاد

المعرض الدولي للفلاحة يسلط الضوء على أزمة الماء بالمغرب
تسلط الدورة الـ17 من المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، التي تحتضنها مكناس من 21 إلى 27 أبريل الجاري، الضوء على الإشكالية الكبيرة المرتبطة بالماء في سياق يتسم بالتغيرات المناخية وندرة الموارد المائية. ومنذ نسخته الأولى في أبريل من سنة 2006، تمكن المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب من تعزيز سمعته وأضحى موعدا لا محيدا عنه لدى الفاعلين في المجال الفلاحي من داخل وخارج المغرب، من خلال المساهمة بقوة في مختلف التحولات والإنجازات التي تحققها الفلاحة المغربية، وإعطاء دفعة قوية لدور الجهات في تثمين مكتسباتها من أجل استقطاب الاستثمارات الضرورية للتنمية. كما يشكل المعرض جوابا على ضرورة تطوير القطاع الفلاحي وتمكينه من مواجهة المنافسة في سياق يتسم بالعولمة المتسارعة، من خلال تعزيز الممارسات الفلاحية المستدامة والابتكار التكنولوجي والتبادل التجاري والتعاون الدولي. وفضلا عن حمولته التاريخية، يعكس هذا الحدث البارز الاهتمام الكبير الذي يوليه الجلالة الملك محمد السادس للنهوض بالقطاع الفلاحي وعصرنته. ويشكل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي ينسجم مع الرؤية الملكية السامية من أجل فلاحة مندمجة ومرنة في سياق يتسم بندرة التساقطات وشح المياه والتغيرات المناخية، منصة ملائمة للتبادل والتتبع المكيف مع مواكبة شركاء المملكة في التنمية المشتركة للمشاريع المرتبطة بالأعمال التجارية الفلاحية، وفق مقاربة مستدامة ومحترمة للإنسان والتربة، والتنوع البيولوجي. وخلال هذه السنة، يخطو المعرض خطة جديدة ضمن التزامه من أجل فلاحة مبتكرة وشاملة موجهة نحو المستقبل من خلال اختيار موضوع “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة “. ويعزز المعرض، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من خلال الشعار الذي تم اختياره، دور المغرب كفاعل رئيسي في فلاحة مستدامة ومرنة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويعكس الالتزام المستمر للمملكة بتعبئة جميع الوسائل من أجل ائتلاف المياه والفلاحة رافعة استراتيجية من أجل خلق الثروة بالوسط القروي، وبالتالي ضمان السيادة الغذائية. وأمام حدة التغيرات المناخية والضغط القوي على الموارد المائية، يؤكد المعرض على الطابع الاستعجالي لتعبئة جماعية من خلال اعتماد حلول ترتكز بالأساس على التكنولوجيات المتطورة، مثل أنظمة الري الذكية وإعادة استعمال المياه العادمة، وكذا مراقبة الزراعات بواسطة طائرات بدون طيار حرارية. وبحسب المنظمين، ستركز النقاشات والندوات التي سينشطها خبراء وباحثون ذائعو الصيت على الحكامة الجيدة للماء، الذي يعد العامل الأساسي في توازن السلاسل الفلاحية والمجالات الترابية القروية، بهدف تبادل الخبرات واستكشاف بدائل ملموسة من أجل فلاحة أكثر مرونة وقادرة على الاستجابة للتحديات المناخية، والمحافظة على توازن المنظومة الفلاحية، من أجل ضمان سيادة غذائية مستدامة. وستعرف نسخة سنة 2025 مشاركة 1500 عارض يمثلون 70 بلدا، وتراهن على استقطاب أزيد من مليون زائر. وفي الواقع، لا يشكل المعرض منصة للمستجدات والابتكارات التي تهم القطاع الفلاحي فحسب، بل يطمح أن يشكل منصة متميزة للقاءات وفرصة للشراكات بين مختلف الفاعلين في المنظومة (خبراء، مهنيون، مؤسساتيون)، الذي سيناقشون الحلول الملموسة التي من شأنها تطوير فلاحة قادرة على الصمود وشاملة ومستدامة. ويستضيف المعرض هذه السنة فرنسا كضيف شرف، وهو اختيار يعكس العلاقات الجيدة بين البلدين، لا سيما في المجال الفلاحي، والصناعات الغذائية والفلاحية والصيد البحري والغابات، مما يفتح آفاقا للتنمية وتبادل الخبرات. ويتوزع المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يقام على مساحة مغطاة تبلغ 12.4 هكتارا، على 12 قطبا موضوعاتيا، تشمل “المنتجات المجالية”، و”تربية المواشي”، و “مدخلات تربية المواشي”، و”الآلات الفلاحية”، و”الصناعات الغذائية”، و”لوازم الإنتاج الفلاحي، و”الرقمنة في الفلاحة”، و”الطبيعة والبيئة”، و”القطب الدولي”، و”قطب جهات المملكة”، و”قطب المؤسسات”، و”قطب المحتضنين”، و”فضاء الندوات”. وتؤكد الأرقام المحققة على مدار 16 سنة الأثر الإيجابي جدا للمعرض بالإضافة إلى الانخراط الحقيقي للعارضين والعموم، الذين يتزايد عددهم تدريجيا سنة تلو الأخرى. وبمعدل وفاء معبر للغاية من طرف العارضين، وارتفاع مهم لمشاركة القطب الدولي، مع حضور قرابة 70 دولة وأكثر من 1500 عارض، يساهم المعرض في إشعاع الفلاحة والصناعة الغذائية الوطنية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. وفي الواقع، تتيح هذه التظاهرة مواكبة السياسة الفلاحية الحكيمة التي أطلقتها المملكة، والتي أثمرت مكتسبات هامة في ما يتعلق باستغلال التربة وتدبير الموارد المائية والإنتاج الحيواني والنباتي، ورفع حجم الاستثمارات والصادرات. وهكذا، ساهمت الاستراتيجيتان الفلاحيتان “مخطط المغرب الأخضر” (2018-2008)، و”الجيل الأخضر” (2030-2020)، في الارتفاع القوي للناتج المحلي الإجمالي الفلاحي، وتضاعف حجم الصادرات الفلاحية، مما أحدث أثرا إيجابيا على مداخيل الفلاحين والاستثمار والميزان التجاري.
إقتصاد

فاينانشال تايمز : مدريد متوجسة من نقل قاعدة روتا البحرية إلى المغرب
قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تشكل مصدر قلق للحكومة الإسبانية، حيث تخشى دول أوربية من نقل واشنطن لقاعدة روتا البحرية إلى المغرب كبديل استراتيجي، في ظل إصرار واشنطن على ضرورة رفع الميزانيات العسكرية للدول الأوروبية المنخرطة في حلف الأطلسي. ويشير مايكل والش، الخبير في معهد أبحاث السياسة الخارجية، إلى أن "المغرب قد يصبح الخيار الأكثر أمانًا لواشنطن مقارنة بإسبانيا"، خاصة في ظل المخاطر التي يراها صناع القرار الأمريكيون في تحالف مدريد مع الصين، وانتقادات سانشيز المستمرة للسياسات الأمريكية في غزة. ويضيف والش أن "العلاقة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، والتي تعود إلى عام 1777، تعزز فرص الرباط في استضافة منشآت عسكرية بديلة، لا سيما بعد فقدان واشنطن لقواعد في دول إفريقية مثل النيجر". وأضافت الجريدة البريطانية، أن قاعدة روتا تعد مفتاح الدرع الصاروخي للحلف الأطلسي ويعتبرها البنتاغون "أكبر منشآت الأسلحة في أوروبا". وبسبب قربها من مضيق جبل طارق، تُعد القاعدة حيويةً لنشر القوة العسكرية في البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط. وتواجه إسبانيا تحديات داخلية مع تعهد حكومة سانشيز برفع الإنفاق العسكري إلى 2% من الناتج المحلي بحلول 2029، وهي خطوة تعتبرها واشنطن بطيئة مقارنة بالتهديدات الروسية المتصاعدة. وفي الوقت نفسه، يستثمر المغرب في تعزيز بنيته العسكرية عبر صفقات أسلحة متقدمة، مثل صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، ومنظومة "باتريوت" الدفاعية، ما يجعله مؤهلًا لاستيعاب المهام التي تؤديها مدمرات "روتا". وأثارت التوترات بين واشنطن وحلفائها في حلف شمال الأطلسي مخاوف إسبانية تعود إلى عام 2020 حول نقل القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة روتا البحرية إلى المغرب، بحسب ما ذكرته صحيفة فاينانشيال تايمز. ويثير إصرار ترامب على أن تمول أوروبا المزيد من دفاعاتها مخاوف من أن واشنطن ستخفض وجودها العسكري التاريخي في القارة.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 22 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة