دولي

هل يحقق الرئيس الأميركي وعوده في أكثر الفترات الانتقالية غموضاً؟


كشـ24 نشر في: 7 يناير 2017

يُعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كتاباً مفتوحاً في الكثير من النواحي، إذ يغطي سيل خطاباته الرسمية، الموجهة لمتابعيه على موقع تويتر والبالغ عددهم 18.7 مليون متابع، كل شيء، بدءاً من سحق الإرهابيين ووصولاً إلى فضيحة مساعدة القراصنة المدعومين من الكرملين له لتأمين فوزٍ صادمٍ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
 
وبرغم هذه التغريدات القصيرة، التي لا تتجاوز الواحدة منها 140 حرفاً، بالإضافة إلى البيانات والمقابلات الصحفية والدلالات التي تحملها الشخصيات التي اختارها لمساعدته في إدارة شؤون البيت الأبيض، إلا أن المحللين ما زالوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن خطط ترامب الخارجية.
 

هكذا سيجعل "أميركا أولاً"

  يتحدث ترامب، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، عن جعل "أميركا أولاً"  عن طريق إلغاء اتفاقات التجارة الحرة التي أغلقت المصانع الأميركية، والخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، ما يتيح لروسيا والصين الاضطلاع بدورٍ أكبر في مناطق امتداد نفوذهم، وترك حلفاء واشنطن يدفعون فاتورة استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الأميركي.
 
بالنسبة لمعجبيه، يبدو هذا تفكيراً سديداً. لكن بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية المخضرمين في واشنطن، ومنهم أعضاء في الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب، فإن المليونير الشهير يمثل خروجاً مثيراً للقلق عن سياسات التكامل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والممتدة لعقود مضت.
 
علَّق الأستاذ الجامعي ومؤلف كتاب Mission Failure، مايكل ماندلباوم، وهو أحد الخبراء الذين تواصل معهم موقع ميدل إيست آي البريطاني، على سياسة ترامب الخارجية، التي يراها مثيرةً للقلق، قائلاً: "هذه واحدة من أكثر الفترات الانتقالية غموضاً منذ الحرب العالمية الثانية".
 
وأضاف: "يقول ترامب إنه يحب أن يكون غير مُتوقَع. لقد نجح بكل تأكيد في فعل هذا مع سياسته الخارجية لأنه من المستحيل التكهن بما سيفعله بناء على بيانات حملته الانتخابية وترشيحاته للمناصب الرفيعة في السياسة الخارجية".
 
ويرى ماندلباوم أن الاتفاقات التي يمكن التكهُّن بها في سياساته الخارجية هي ما يدعو للقلق، إذ يقول: "إن اتفاقات التجارة الحرة التي تقودها الولايات المتحدة تعد حجر أساس للاقتصاد الدولي المفتوح، كما تعد تحالفات الولايات المتحدة مرتكزاً لنظام الأمن الدولي".
 
إن تنفيذ ما جاء بخطاب الحملة الانتخابية لترامب يعد مخاطرة "وخرقاً جذرياً للسياسة الخارجية الأميركية الممتدة على مدار الـ75 عاماً الماضية".
 
وبينما يؤيد بعض الأشخاص، الذين اختارهم ترامب لتولي مناصب في حكومته، سياساته المطالِبة بإبطال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقات أخرى، والتعامل بحزم مع حلفاء واشنطن الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين، الذين اعتادوا استغلال الموارد الأميركية دون مقابل، لن ينصاع كل المرشحين لتولي مناصب في حكومته لسياسته بسهولة.
 
يشارك المرشح لتولي منصب وزير الخارجية ورئيس شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، رغبة ترامب في مداهنة روسيا، لكنه أيضاً ملتزم بمبادئ التجارة الحرة. ويُشاطره هذا الالتزام ستيفن منوشين، وهو مدير سابق لصندوق استثمار ومنتج أفلام في هوليوود ومُرشح لتولي منصب وزير الخزانة.
 
أما المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فقد قضى حياته المهنية وهو يعزز علاقة واشنطن بحلفائِها في حلف الناتو والشرق الأوسط وما وراءه. ومثل العديد من العسكريين المساعدين للرئيس الأميركي الـ45، سيكون ماتيس كارهاً لتعريض مصفوفة الأمن العالمي التي تقودها الولايات المتحدة للخطر.
 
يعلن ترامب آراءه بوضوح، لكن أتباعه لا يقفون صفاً واحداً خلف سياساته. كما أن تغييره مسار السياسة الخارجية الأميركية سيدفع بالعديد من نوابِ الكونغرس الملتزمين بمبادئ الحزب الجمهوري لمواجهة محاولات تغيير هذه السياسات بشراسة، وفقاً لماندلباوم.
 
بدأ هذا حتى قبل أن يتولى ترامب زمام الأمور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وكانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين، قد استمعت، أمس الخميس 5 يناير/كانون الثاني، إلى أدلةٍ بشأن تنظيم روسيا لهجومٍ إلكتروني على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
 

ارتياب

  لطالما عبَّر الرئيس الأميركي المنتخب عن شكوكه بشأن اتهام روسيا بالخداع والتدليس خلال الانتخابات الأميركية، وتعهد بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية. لكن نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يُبدون القلق تجاه موسكو ويرتابون بشأن امتداح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
قال الزميل بمعهد السياسة الدولية، جوناثان كريستول، لموقع ميدل إيست آي: "إن احتراسهم أمرٌ مبرر. فالمبادئ التوجيهية لسياسة ترامب تضع الوطن أولاً وتتبنى سياسة حمائية في التجارة العالمية، لكن الرئيس المنتخب يعوزه إدراك أن السياستين الخارجية والمحلية مترابطتان، وأن السعي وراء تنفيذ أهدافه الخارجية المعلنة يهدد أمننا بالداخل".
 
رغم هذا، مع مرور الوقت، يقترب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير الجاري.
 
وسيتلقى الكونغرس، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني، سجل أصوات المجمع الانتخابي، رسمياً، لتأكيد انتخاب ترامب كرئيسٍ للولايات المتحدة، ضمن المراحل الأخيرة التي تمهِّد اعتلاء ترامب للسلطة، ما يخلّ بالحكمة التقليدية التي يتبناها الجمهوريون والديمقراطيون.
 
وعلَّق كريستول على هذا بقوله: "في الـ100 يوم الأولى لرئاسة ترامب، ينبغي على العالم التكيف على التعامل مع رئيس أميركي لا يشبه أياً من سابقيه، إذ لا يمكنهم الوثوق فيما يقوله، فمن غير المجدي محاولة تحليل كل كلمة في تغريداته لاستنتاج إشاراتٍ تنبئ بتعديل في السياسة الأميركية".
 

متنمر

  ويتساءل المهتمون بصياغة السياسات الحكومية ما إذا كان استهلال ترامب بإظهار حسن نيته لبوتين جزءاً من خطة ذكية لتوحيد جهود دولتين عظيمتين ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولإنهاء الحرب السورية، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
 
وتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته أكثر حكمة وتهدف إلى زرع الشقاق بين روسيا والصين، وربما لضمان مساعدة بكين في مواجهة الخطر النووي لكوريا الشمالية، أو الوقوف في وجه المصانع الصينية ومنعها من تقويض الإنتاج الأميركي.
 
وما زال آخرون يتساءلون ما إذا كان ترامب يتبع أصلاً منهجاً ما لصياغة سياساته.
 
ويعلِّق الباحث والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل برنر، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس مثالياً وليس واقعياً أيضاً. لا يوجد لديه أي بناء فكري. هو شخص مُتنمر ويؤمن بقدرته على استعراض الجرأة والسيطرة والترهيب". وأضاف: "بالطبع، لن يصلح هذا الأسلوب على المستوى الدولي لأنه سيكتشف أن هناك أشخاصاً آخرين عنيدين مثله، وأنهم قادرون على رؤية ما وراء تهديده وتنمره".
 
ويشير المنتقدون إلى تناقضات في أهداف ترامب الدبلوماسية المعلنة.
 
يتحدث ترامب عن إلغاء أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم مع طهران وقوى دولية أخرى عام 2015، وقايضت خلاله طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، لكنه ربما لن يكون قادراً على التعامل بحزم مع الملالي الحاكمين في طهران مثلما يرغب.
 
تعد الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران إحدى القوى الرئيسية التي تحارب داعش في العراق وسوريا، وربما يحتاجهم ترامب للوقوف في صفه لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المتطرفين وتحرير الولايات المتحدة من مسؤوليات الشرق الأوسط
 
بالنسبة لباحث التاريخ في جامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، فإن التضارب سيكون السمة البارزة لسياسات القائد الأعلى للقوات المسلحة القادم.
 
وقال باسيفيتش: "سيكون رئيسنا شخصاً لم يتلقَّ أي تدريب في كيفية إدارة الدولة وصياغة سياساتها، لكنه متيقنٌ من قدرته على إيجاد حلولٍ لأية مشكلة باستخدام حدسه، لذا فهو ليس بحاجةٍ إلى الاستماع إلى من يُطلَق عليهم لقب الخبراء. وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، سيقود حدس ترامب قراراته. ويميل هذا الحدس إلى التركيز على المكاسب والخسائر المادية على المدى القصير، إذ سيولي اهتماماً أكبر لما يحدث اليوم عما سيحدث العام المقبل أو خلال عشر سنوات من الآن".

يُعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كتاباً مفتوحاً في الكثير من النواحي، إذ يغطي سيل خطاباته الرسمية، الموجهة لمتابعيه على موقع تويتر والبالغ عددهم 18.7 مليون متابع، كل شيء، بدءاً من سحق الإرهابيين ووصولاً إلى فضيحة مساعدة القراصنة المدعومين من الكرملين له لتأمين فوزٍ صادمٍ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
 
وبرغم هذه التغريدات القصيرة، التي لا تتجاوز الواحدة منها 140 حرفاً، بالإضافة إلى البيانات والمقابلات الصحفية والدلالات التي تحملها الشخصيات التي اختارها لمساعدته في إدارة شؤون البيت الأبيض، إلا أن المحللين ما زالوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن خطط ترامب الخارجية.
 

هكذا سيجعل "أميركا أولاً"

  يتحدث ترامب، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، عن جعل "أميركا أولاً"  عن طريق إلغاء اتفاقات التجارة الحرة التي أغلقت المصانع الأميركية، والخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، ما يتيح لروسيا والصين الاضطلاع بدورٍ أكبر في مناطق امتداد نفوذهم، وترك حلفاء واشنطن يدفعون فاتورة استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الأميركي.
 
بالنسبة لمعجبيه، يبدو هذا تفكيراً سديداً. لكن بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية المخضرمين في واشنطن، ومنهم أعضاء في الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب، فإن المليونير الشهير يمثل خروجاً مثيراً للقلق عن سياسات التكامل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والممتدة لعقود مضت.
 
علَّق الأستاذ الجامعي ومؤلف كتاب Mission Failure، مايكل ماندلباوم، وهو أحد الخبراء الذين تواصل معهم موقع ميدل إيست آي البريطاني، على سياسة ترامب الخارجية، التي يراها مثيرةً للقلق، قائلاً: "هذه واحدة من أكثر الفترات الانتقالية غموضاً منذ الحرب العالمية الثانية".
 
وأضاف: "يقول ترامب إنه يحب أن يكون غير مُتوقَع. لقد نجح بكل تأكيد في فعل هذا مع سياسته الخارجية لأنه من المستحيل التكهن بما سيفعله بناء على بيانات حملته الانتخابية وترشيحاته للمناصب الرفيعة في السياسة الخارجية".
 
ويرى ماندلباوم أن الاتفاقات التي يمكن التكهُّن بها في سياساته الخارجية هي ما يدعو للقلق، إذ يقول: "إن اتفاقات التجارة الحرة التي تقودها الولايات المتحدة تعد حجر أساس للاقتصاد الدولي المفتوح، كما تعد تحالفات الولايات المتحدة مرتكزاً لنظام الأمن الدولي".
 
إن تنفيذ ما جاء بخطاب الحملة الانتخابية لترامب يعد مخاطرة "وخرقاً جذرياً للسياسة الخارجية الأميركية الممتدة على مدار الـ75 عاماً الماضية".
 
وبينما يؤيد بعض الأشخاص، الذين اختارهم ترامب لتولي مناصب في حكومته، سياساته المطالِبة بإبطال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقات أخرى، والتعامل بحزم مع حلفاء واشنطن الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين، الذين اعتادوا استغلال الموارد الأميركية دون مقابل، لن ينصاع كل المرشحين لتولي مناصب في حكومته لسياسته بسهولة.
 
يشارك المرشح لتولي منصب وزير الخارجية ورئيس شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، رغبة ترامب في مداهنة روسيا، لكنه أيضاً ملتزم بمبادئ التجارة الحرة. ويُشاطره هذا الالتزام ستيفن منوشين، وهو مدير سابق لصندوق استثمار ومنتج أفلام في هوليوود ومُرشح لتولي منصب وزير الخزانة.
 
أما المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فقد قضى حياته المهنية وهو يعزز علاقة واشنطن بحلفائِها في حلف الناتو والشرق الأوسط وما وراءه. ومثل العديد من العسكريين المساعدين للرئيس الأميركي الـ45، سيكون ماتيس كارهاً لتعريض مصفوفة الأمن العالمي التي تقودها الولايات المتحدة للخطر.
 
يعلن ترامب آراءه بوضوح، لكن أتباعه لا يقفون صفاً واحداً خلف سياساته. كما أن تغييره مسار السياسة الخارجية الأميركية سيدفع بالعديد من نوابِ الكونغرس الملتزمين بمبادئ الحزب الجمهوري لمواجهة محاولات تغيير هذه السياسات بشراسة، وفقاً لماندلباوم.
 
بدأ هذا حتى قبل أن يتولى ترامب زمام الأمور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وكانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين، قد استمعت، أمس الخميس 5 يناير/كانون الثاني، إلى أدلةٍ بشأن تنظيم روسيا لهجومٍ إلكتروني على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
 

ارتياب

  لطالما عبَّر الرئيس الأميركي المنتخب عن شكوكه بشأن اتهام روسيا بالخداع والتدليس خلال الانتخابات الأميركية، وتعهد بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية. لكن نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يُبدون القلق تجاه موسكو ويرتابون بشأن امتداح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
قال الزميل بمعهد السياسة الدولية، جوناثان كريستول، لموقع ميدل إيست آي: "إن احتراسهم أمرٌ مبرر. فالمبادئ التوجيهية لسياسة ترامب تضع الوطن أولاً وتتبنى سياسة حمائية في التجارة العالمية، لكن الرئيس المنتخب يعوزه إدراك أن السياستين الخارجية والمحلية مترابطتان، وأن السعي وراء تنفيذ أهدافه الخارجية المعلنة يهدد أمننا بالداخل".
 
رغم هذا، مع مرور الوقت، يقترب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير الجاري.
 
وسيتلقى الكونغرس، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني، سجل أصوات المجمع الانتخابي، رسمياً، لتأكيد انتخاب ترامب كرئيسٍ للولايات المتحدة، ضمن المراحل الأخيرة التي تمهِّد اعتلاء ترامب للسلطة، ما يخلّ بالحكمة التقليدية التي يتبناها الجمهوريون والديمقراطيون.
 
وعلَّق كريستول على هذا بقوله: "في الـ100 يوم الأولى لرئاسة ترامب، ينبغي على العالم التكيف على التعامل مع رئيس أميركي لا يشبه أياً من سابقيه، إذ لا يمكنهم الوثوق فيما يقوله، فمن غير المجدي محاولة تحليل كل كلمة في تغريداته لاستنتاج إشاراتٍ تنبئ بتعديل في السياسة الأميركية".
 

متنمر

  ويتساءل المهتمون بصياغة السياسات الحكومية ما إذا كان استهلال ترامب بإظهار حسن نيته لبوتين جزءاً من خطة ذكية لتوحيد جهود دولتين عظيمتين ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولإنهاء الحرب السورية، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
 
وتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته أكثر حكمة وتهدف إلى زرع الشقاق بين روسيا والصين، وربما لضمان مساعدة بكين في مواجهة الخطر النووي لكوريا الشمالية، أو الوقوف في وجه المصانع الصينية ومنعها من تقويض الإنتاج الأميركي.
 
وما زال آخرون يتساءلون ما إذا كان ترامب يتبع أصلاً منهجاً ما لصياغة سياساته.
 
ويعلِّق الباحث والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل برنر، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس مثالياً وليس واقعياً أيضاً. لا يوجد لديه أي بناء فكري. هو شخص مُتنمر ويؤمن بقدرته على استعراض الجرأة والسيطرة والترهيب". وأضاف: "بالطبع، لن يصلح هذا الأسلوب على المستوى الدولي لأنه سيكتشف أن هناك أشخاصاً آخرين عنيدين مثله، وأنهم قادرون على رؤية ما وراء تهديده وتنمره".
 
ويشير المنتقدون إلى تناقضات في أهداف ترامب الدبلوماسية المعلنة.
 
يتحدث ترامب عن إلغاء أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم مع طهران وقوى دولية أخرى عام 2015، وقايضت خلاله طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، لكنه ربما لن يكون قادراً على التعامل بحزم مع الملالي الحاكمين في طهران مثلما يرغب.
 
تعد الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران إحدى القوى الرئيسية التي تحارب داعش في العراق وسوريا، وربما يحتاجهم ترامب للوقوف في صفه لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المتطرفين وتحرير الولايات المتحدة من مسؤوليات الشرق الأوسط
 
بالنسبة لباحث التاريخ في جامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، فإن التضارب سيكون السمة البارزة لسياسات القائد الأعلى للقوات المسلحة القادم.
 
وقال باسيفيتش: "سيكون رئيسنا شخصاً لم يتلقَّ أي تدريب في كيفية إدارة الدولة وصياغة سياساتها، لكنه متيقنٌ من قدرته على إيجاد حلولٍ لأية مشكلة باستخدام حدسه، لذا فهو ليس بحاجةٍ إلى الاستماع إلى من يُطلَق عليهم لقب الخبراء. وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، سيقود حدس ترامب قراراته. ويميل هذا الحدس إلى التركيز على المكاسب والخسائر المادية على المدى القصير، إذ سيولي اهتماماً أكبر لما يحدث اليوم عما سيحدث العام المقبل أو خلال عشر سنوات من الآن".


ملصقات


اقرأ أيضاً
فرنسا تطرد دبلوماسيين جزائريين ردا على إجراء مماثل
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو -اليوم الأربعاء- أن باريس استدعت القائم بالأعمال الجزائري احتجاجا على قرار الجزائر "غير المبرر" بطرد دبلوماسيين فرنسيين، مشيرا إلى أن فرنسا سترد بخطوة مماثلة. وقال الوزير الفرنسي -لمحطة "بي إف إم تي في"- إن الرد سيكون "فوريا وحازما ومتناسبا في هذه المرحلة" موضحا أن حاملي جوازات السفر الدبلوماسية ممن لا يحملون تأشيرات حاليا سيرحلون إلى الجزائر. وذكر مصدر دبلوماسي -لوكالة الصحافة الفرنسية- أن الأشخاص المعنيين موظفون في مهام إسناد مؤقتة، من دون تحديد عددهم أو متى ينفذ قرار طردهم. وكان بارو أكد أن العلاقات بين باريس والجزائر لا تزال "مجمدة تماما" منذ قيام الأخيرة بطرد 12 موظفا منتصف أبريل، وردت فرنسا بإجراء مماثل.
دولي

ترامب يبدأ زيارته لقطر المحطة الثانية في جولته الخليجية
استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأربعاء بالدوحة، رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، في ثاني زيارة لرئيس أمريكي منذ 2003. وقام أمير قطر، باستقبال ترامب بالديوان الأميري بالدوحة، حيث تبادلا الأحاديث الودية، وصافحا وفدي البلدين. وبعد مراسم الاستقبال، بدأ الزعيمان محادثات ثنائية. وتستمر زيارة ترامب إلى الدوحة يومين، وفق بيان من الديوان الأميري. ووصل الرئيس الأمريكي، الأربعاء، إلى الدوحة، محطته الثانية ضمن جولته الخليجية التي بدأها الثلاثاء من العاصمة السعودية الرياض. وحطت طائرة ترامب في مطار حمد الدولي حيث كان أمير قطر في مقدمة مستقبلي الرئيس الأمريكي. وجولة ترامب إلى الخليج تعد الأولى له بولايته الثانية التي بدأت في يناير الماضي. وتتواصل هذه الجولة حتى الجمعة، وتشمل أيضا الإمارات الخميس، وفق بيان سابق للخارجية الأمريكية. وتعد زيارة ترامب لقطر ثاني زيارة يقوم بها رئيس أمريكي إلى قطر بعد زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش في العام 2003، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية. واعتبرتها الوكالة "حدثا استثنائيا، كونها تأتي ضمن أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه منصبه في يناير الماضي".
دولي

ترامب يدعو الرئيس السوري إلى التطبيع مع إسرائيل
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره السوري أحمد الشرع إلى الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وذلك خلال أول لقاء بينهما في الرياض اليوم الأربعاء، على هامش زيارة ترامب إلى الخليج.ويأتي لقاء ترامب والشرع في الرياض غداة تعهده برفع العقوبات عن سورية، وذكرت وكالة الأناضول التركية أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والشرع عقدوا اجتماعاً عبر الإنترنت.وأعلن البيت الأبيض أن ترامب طلب من الشرع المساعدة في منع عودة تنظيم داعش، داعياً إياه في سياق آخر إلى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”، في إشارة إلى عناصر فصائل المقاومة الفلسطينية في سورية. ويعد اللقاء بين رئيسي البلدين الأول من نوعه منذ 25 عاماً.وقال ترامب اليوم في كلمته خلال القمة الخليجية الأميركية في الرياض، إنه يدرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن هذا التطبيع بدأ بلقاء الرئيس السوري أحمد الشرع. وكان البيت الأبيض أكد أمس الثلاثاء، أن ترامب وافق على استقبال الرئيس السوري أثناء زيارته للسعودية.ويأتي اللقاء بينما أعلن ترامب، أمس، أنه سيرفع العقوبات عن سورية لـ”منحها فرصة”، مؤكداً أنه اتخذ هذا القرار بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال ترامب، خلال خطاب ألقاه في الرياض، إن سورية عانت من الحروب، وإن إدارته “اتخذت الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقة مع دمشق”، معرباً عن أمله في أن تنجح الحكومة السورية الجديدة.
دولي

نتنياهو: نعمل على إيجاد بلدان تستقبل سكان غزة
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن حكومته تعمل على إيجاد دول قد تكون مستعدة لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة. وقال نتنياهو لمجموعة من الجنود المصابين في المعارك عقد في مكتبه «لقد أنشأنا إدارة تسمح لهم (سكان غزة) بالمغادرة، لكننا بحاجة إلى دول مستعدة لاستقبالهم. هذا ما نعمل عليه حاليا»، مضيفاً أنه يقدر أن «أكثر من 50% منهم سيغادرون» إذا ما أُتيحت لهم الفرصة. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الجيش سيدخل قطاع غزة «بكل قوته» في الأيام المقبلة، وفق بيان صادر عن مكتبه. وقال البيان: «سندخل غزة بكل قوتنا خلال الأيام المقبلة لإكمال العملية. إكمال العملية يعني هزيمة (حماس)، ويعني تدمير (حماس)». وأضاف: «لا يوجد وضع سنقوم فيه بوقف الحرب. قد تكون هناك هدنة مؤقتة»، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». في سياق متصل، أكدت حركة «حماس»، الثلاثاء، أن إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي - الأميركي، عيدان ألكسندر، كان «ثمرة» الاتصالات مع الإدارة الأميركية، ولم يأتِ نتيجة الضغوط العسكرية الإسرائيلية. وقالت «حماس»، في بيان، إن «عودة عيدان ألكسندر ثمرة الاتصالات الجادة مع الإدارة الأميركية وجهود الوسطاء، وليست نتيجة العدوان الصهيوني أو وهم الضغط العسكري»، خلافاً لما قاله رئيس وزراء إسرائيل. وأضافت أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو يضلل شعبه»، عادّةً أنه «فشل في استعادة أسراه بالعدوان». ولفتت إلى أن إطلاق سراح عيدان ألكسندر «يؤكد أن المفاوضات الجادة وصفقة التبادل هما السبيل لإعادة الأسرى ووقف الحرب».
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة