الأربعاء 26 يونيو 2024, 04:22

دولي

هذا ما يميز الأمين العام الجديد للأمم المتحدة عن سابقيه


كشـ24 نشر في: 2 يناير 2017

حين استقال أنطونيو غوتيريس في منتصف ولايته الثانية رئيساً لوزراء البرتغال في 2002، لأنَّ حكومة الأقلية خاصته كانت تتخبَّط، فَعَلَ شيئاً غير معتاد من شخص وصل لأعلى مراتب السلطة.
 
كان يذهب، عدة مرَّات في الأسبوع للأحياء الفقيرة على أطراف لشبونة، ليعطي الأطفال دروساً مجانية في مادة الرياضيات.
 
ويقول ريكاردو كوستا، رئيس تحرير قناة "SIC" الإخبارية البرتغالية، الذي غطَّى مسيرة غوتيريس السياسية: "لم يسمح لأي صحفي أن يذهب معه، ولم يسمح بأن تُلتقط له صور أو فيديوهات، ولم يدعْ الصحفيين يتحدثون مع أي من طلابه". أخبر غوتيريس طلابه المندهشين أنَّ ما يفعله كان خاصاً وليس للاستعراض.
 
الاشتراكي البرتغالي، الذي سيبدأ عمله أميناً عاماً للأمم المتحدة يوم الأحد، هو رجل عقلاني نشأ في عهد الديكتاتورية البرتغالية، وبلغ سن الرشد أثناء ثورة 1974، التي أنهت 48 عاماً من الحكم الاستبدادي.
 
لنفهم غوتيريس، البالغ من العمر 67 عاماً، من المهم للغاية أن نضع في الاعتبار اعتناقه للمسيحية؛ فلطالما أظهر مذهب الكاثوليكية التقدمية، الذي ينتمي له، مبادئ سياسته الديمقراطية الاشتراكية.
 

"الفأس المتكلم"

  في أيام الثورة البرتغالية المندفعة، كان من النادر وجود ممارسين للكاثوليكية في حزب اشتراكي جديد، لدى العديد من أعضائه خلفيات ماركسية. لكنَّ غوتيريس، طالب الهندسة اللامع، الذي أطلق شاربه تكريماً لسلفادور أليندي، زعيم اليسار التشيلي سيصير أخيراً قائداً مُجدِّداً يُعلن أنَّ مهمته هي تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
 
في اليسار البرتغالي، كان التديُّن قضية حساسة تتطلب الحذر. وفي عهد غوتيريس، أجرت الدولة استفتاءً عام 1998 على اقتراح لتحرير قوانين الإجهاض الصارمة. 

كان لأعضاء البرلمان الاشتراكيين صوت حر، ورفض غوتيريس، بصفته رئيساً للوزراء أن يبدأ حملة رسمية. لكنه أعلن رفضه لتغيير القانون، وهو ما أغضب الكثيرين في حزبه. فاز المصوتون ضد تحرير قانون الإجهاض بفارق ضئيل، لكنَّ نسبة المشاركة في التصويت كانت منخفضة للغاية، فلم تكن النتيجة مُلزِمة. وخُففت قوانين الإجهاض أخيراً عام 2007، بعد استفتاء ثانٍ.
 
وُلد غوتيريس في لشبونة، وقضى وقتاً طويلاً من طفولته مع أقربائه في الريف، حيث رأى فقر حياة القرويين في العهد الديكتاتوري، وتطوَّع لاحقاً للانضمام للجماعات الطلابية الكاثوليكية في مشروعات اجتماعية بالعاصمة.
 
وفي 1976، انتُخب غوتيريس، محاضر الهندسة الشاب، عضواً اشتراكياً في البرلمان، في أول تصويت ديمقراطي في البرتغال بعد الثورة. في البرلمان، كان غوتيريس متحدثاً مَهيباً. وبسبب موهبته في إفحام خصومه السياسيين بكلماته، اشتهر بلقب "الفأس المتكلم".
 
أصبح غوتيريس رئيساً للوزراء عام 1995. وكان شعار حملته "القلب والعقل" نداءً من أجل مزيد من الإنسانية والسياسة الاجتماعية. قبل ذلك بثلاثة أعوام، كان قد سيطر على الحزب الاشتراكي وحدَّثه، لكنه ظَلَّ أكثر يساريةً من مُعاصريه، مثل توني بلير. وقاد منظمة "الأُممية الاشتراكية" سنواتٍ، وهي منظمة دولية تضُم مجموعة من الأحزاب اليسارية.
 

"شخص بارع وذكي"

  مع النمو الاقتصادي السريع في البرتغال، ونسبة التوظيف الكاملة تقريباً، تمكن غوتيريس من أن يضمن للجميع حداً أدنى من الدخل، كما ضمن حق الأطفال في الالتحاق بمرحلة رياض الأطفال التعليمية.
 
لكنه فشل في الفوز بأغلبية مطلقة واضطُر للحكم في ظروف حرجة، ومعه حكومة أقلية. اضطر غوتيريس أن يعتمد على براعته للوصول لإجماع الرأي، وكان يحتاج دائماً أن يتفاوض مع الأحزاب المعارضة إذا أراد تمرير أي قانون، وهو الأمر الذي قال لاحقاً إنه كان تدريباً ممتازاً لإدارة الأمم المتحدة.
 
وقال أنطونيو فيتورينو، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في عهد غوتيريس: "كان غوتيريس شخصاً بارعاً. كان ذكياً جداً، وسريعاً جداً في فهم وجهات النظر الأُخرى، وكان يُركِّز تركيزاً كبيراً على إيجاد الحلول. ولهذا نجح في مهمته".
 
كان غوتيريس يعمل بنشاط فائق، لكن كان وراء هذا مأساة عائلية. فقد كانت زوجته لويزا غيماريش إي ميلو، الطبيبة التي أنجب منها طفلين، في حالة صحية حرجة مُعظمَ فترته في الحكومة، وكانت تُعالَج في مستشفى بلندن.
 
وأكمل فيتورينو: "كانت واحدة من أصعب لحظات حياته السياسية. كان يستقل طائرةً إلى لندن كل جمعة، ويقضي نهاية الأسبوع هناك في حالة يائسة للغاية، ثم يعود لعمله يوم الإثنين. كنتُ نائبه، وكان يُذهلني هذا. لم أكن لأتمكن من فعل ما فعله".
 
وفي عام 1998، تُوفيت زوجة غوتيريس. وفي العام التالي، دخل الانتخابات العامة. كان يأمل أن يفوز بأغلبية تامة، لكن كان ينقص حزبه الاشتراكي عضوٌ برلماني واحد لتحقيق هذا، فشكَّل حكومة أقلية ثانية. وهذه المرة، جعل فتور النشاط الاقتصادي الأمور أكثر صعوبة.
 
وبعد أن خاب أمل غوتيريس في سياسات الحزب الداخلية، زاد اهتمامه بالسياسة الدولية. وكان قد أُشيد به بالفعل لدوره في حل أزمة تيمور الشرقية، التي كانت مستعمرة برتغالية سابقاً، الأزمة التي أخذت منحى عنيفاً عام 1999 بعد استفتاء صوت للاستقلال عن إندونيسيا. وقاد غوتيريس الجهود الدبلوماسية لإقناع الأمم المتحدة بالتدخل لاستعادة السلام.
 
عام 2000، حين فازت البرتغال بالرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، نُسب الفضل لقدرة غوتيريس على الحصول على موافقة القادة الكبار، وجعْل صوت القادة الأصغر مسموعاً.
 
وقال فرانسيشكو سيشاس دا كوستا، الدبلوماسي البرتغالي الذي كان سكرتير غوتيريس للشؤون الأوروبية: "لقد فعل شيئاً أصيلاً للغاية، إذ نظر إلى ما تريده كل دولة، وأنشأ جدول أعمال يمكنه أن يثير اهتمام الجميع. في العادة، تختفي الدول الصغيرة في عملية اتخاذ القرار، لذا حاولنا أن نستمع لهم".
 

استقالة غوتيرس

  استطاع غوتيريس أن يُفحم القادة الكبار في الخلافات الكبرى. ويقول سيشاس دا كوستا: "في المجلس الأوروبي، أذكر خلافاً بين جاك شيراك وهلموت كول حول قضية ما، ثم طلب غوتيريس الكلام. كنت أجلس بجانبه، وكنت أخشى أن يقول كلاماً ساذجاً، لكنه بدأ يتكلم وقدَّم اقتراحاً شمل ما يريده الاثنان، وكان اقتراحاً ناجحاً. لقد فعلها. كانت لديه قدرة رائعة على التهدئة وعلى التوفيق بين المختلفين".
 
وفي عام 2002، في منتصف ولايته الثانية رئيساً للوزراء، قدم غوتيريس استقالة مفاجئة بعدما هُزم الاشتراكيون في الانتخابات المحلية. وقد أعلن أنه يريد تجنُّب وقوع الدولة في "مستنقع سياسي"، وأنه اكتشف أنَّ "للسياسة حدوداً".
 
في ذاك الوقت لم يمتلك تأييداً شعبياً، وتعرض لانتقادات بسبب لجوئه للتسويات وللحوار أكثر من اللازم. لكن مع مرور السنوات، أظهرت استطلاعات الرأي أنَّ حُب الناس له يتزايد، وأنهم يرونه عادلاً، وجاداً، وصادقاً.
 
ورآه الكثيرون منافساً محتملاً لمنصب الرئاسة البرتغالية، لكنه لم يرغب مطلقاً في العودة للسياسة الوطنية، وقال إنه يُفضِّل أن يصنع فارقاً على الصعيد العالمي.
 
وخلال العقد الذي قضاه في رئاسة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بين عامي 2005 و2015، رأى الناس أنَّ أداءه يليق بشخصيته: منخرط في الشؤون الاجتماعية، ويسعى لإيجاد أراضٍ مشتركة.
 
يتحدث غوتيريس البرتغالية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية، وهو الآن متزوج من كاتارينا فاز بينتو، التي تعمل في بلدية لشبونة، وقد اشتُهر في الدوائر السياسية بمحادثاته المتحمسة والمثقفة حول كل شيء، من اليونان القديمة إلى حضارة الشرق الأوسط الحديثة، ومن الأوبرا للجغرافيا.
 
وحين كان يجد وقتاً شاغراً في زياراته لواشنطن، حين كان رئيساً للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كان يطلب من ميشيل غاباودان، الممثل الإقليمي للمفوضية، أن يصطحبه إلى مكتبة "Politics & Prose"، أو أي من مكتبات المدينة.
 
ويقول غاباودان، الذي يشغل الآن منصب رئيس منظمة "Refugees International" (وهي منظمة إنسانية معنية بشؤون اللاجئين): "إنه قارئ نهم للتاريخ، وحين كنا نجد وقتاً شاغراً، كانت متعته أن يذهب إلى مكتبة، ليجد كتباً بالإنكليزية، كان من الصعب الحصول عليها في جنيف. أنا متأكد من أنَّ معرفته الواسعة بالتاريخ القديم قد أفادت حكمه السياسي".
 

مناصر لقضايا اللاجئين

  واتبع غوتيريس منهجاً واسع النطاق في تأدية مهامه في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقد نمت المفوضية نمواً واسعاً تحت إدارته، ولم يكن هذا فقط بسبب ارتفاع عدد لاجئي العالم في القرن الحادي والعشرين ارتفاعاً كبيراً. وقد ضَمَّ فئات أكثر من الناس لمن تسعى المفوضية لحمايتهم، بما في ذلك النازحون الداخليون والمهاجرون الذين اضطُروا لترك أوطانهم بسبب الكوارث الطبيعية وتغير المناخ. وفضَّل استخدام العبارة الشاملة: "الناس المرتحلون".
 
وتمكن من إقناع المتبرعين بتمويل هذا التوسع، بأن أكد لهم أنَّ الأموال تُنفق إنفاقاً صحيحاً، وليفعل ذلك خفَّض النفقات العامة.
 
ويقول غاباودان: "مثل كل منظمات الأمم المتحدة، حين نمت المفوضية، كانت مُثقلة بعدد ضخم من الإداريين، وكان أحد قراراته الأولى أن يخفض حجم القيادة الرئيسية تخفيضاً جوهرياً. وأرسل الناس مجدداً إلى ميدان العمل، ووضع بعض الخدمات في أماكن أرخص بكثير من جنيف".
 
ويكمل غاباودان: "لم يعتقد مطلقاً أن التفاصيل المالية كانت أمراً يخُص التقنيين فقط. فقد رأيته ينظر إلى جداول البيانات أسرع من مسؤوله المالي، وكان يجد السطر أو العمود الذي به مشكلة. كان منشغلاً للغاية بكيفية عمل المنظمة، بقدر ما كان الرمز السياسي الأبرز، والمتحدث باسم اللاجئين".
 

انتقادات وجهت لغوتيرس

  حين كان جاستن فورسيث مديراً تنفيذياً لمنظمة "أنقذوا الأطفال" (وهي منظمة بريطانية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الطفل)، سافر مع غوتيريس إلى مخيمات اللاجئين في لبنان، وذكر لقاء جمع بين غوتيريس ومجموعة من الأطفال، وقال فورسيث، النائب الجديد للمدير التنفيذي لليونيسف، المنظمة الخيرية التابعة للأمم المتحدة، والمعنية بحقوق الطفل: "ما لفت نظري هو جلوسه مربعاً رجليه على أرض خيمة، متحدثاً للأطفال. إنه يستمع ويسأل أسئلة بصدق، وهو يتأثر جداً بما يسمعه. إنه يعمل بيديه".
 
تلقى غوتيريس بعض الانتقادات أثناء عمله رئيساً للمفوضية، إذ قال بعض المسؤولين السابقين إنه كان يجب أن يتحدث بقوة أكبر دفاعاً عن حقوق اللاجئين المنصوص عليها في اتفاقية عام 1951 التي تخُص حقوق اللاجئين.
 
وقال أحد المسؤولين البارزين السابقين في الأمم المتحدة: "سِجِل غوتيريس مختلط للغاية، تحديداً فيما يخص الحماية. كانت ولايته فترة عصيبة فيما يخص حماية اللاجئين".
 
وأشار المسؤول إلى إجبار تايلاند للأويغوريين (وهم أقلية عرقية تركية) على العودة إلى الصين، رغم مخاطرة إعدامهم.
 
وقال إنَّ اتفاقاً ثلاثياً عقدته المفوضية مع كينيا والصومال، بخصوص العودة الطوعية للاجئي الصومال، قد مهَّد الطريق لعملية إعادة اللاجئين لبلدهم، التي قد أُعلن أنَّ كينيا تُجهِّز لها، إذ تهدف لإخلاء أكبر مخيماتها في داداب.
 
وقال المسؤول السابق إنَّ اتفاق الأمم المتحدة مع تركيا لإعادة اللاجئين، الذي يُعدُّ أيضاً انتهاكاً واضحاً للمبادئ الأساسية لحماية اللاجئين، قد تم التفاوض لعقدِه في عهد غوتيريس، وإن لم يُوقَّع عليه سوى في مارس/آذار من هذا العام، بعد رحيل غوتيريس بثلاثة أشهر.
 
وأضاف المسؤول السابق: "يتمثل أسلوب غوتيريس في إصدار تصريحات عامة عن القضية، لكنه لا يطالب الحكومات مباشرة بالتصرف. وهذا يثير القلق حول أدائه المُرتقَب في منصب الأمين العام".
 
وقال جيف كريسب، الذي كان مسؤولاً عن تنمية سياسات المفوضية وتقييمها في عهد غوتيريس، والذي يعمل حالياً زميلاً بحثياً في مركز جامعة أوكسفورد لدراسات اللاجئين، قال إنَّ هذه الانتقادات لا يمكن توجيهها جميعاً إلى غوتيريس.
 
وقال إنَّ المفوضية كانت تتصدى لانتهاكات حقوق اللاجئين التي ارتكبتها الدول الأوروبية، وانتقدت بقوة الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وقال إنَّ النزعة لمعالجة الانتهاكات، التي ترتكبها الدول الاستبدادية، من خلال سياسة الإقناع وراء الكواليس، كانت تاريخياً "المنهج المؤسسي" الذي اتبعته المفوضية، قبل ولاية غوتيريس وبعدها.
 
وقال كريسب: "يجب أن يُفهَم أنَّ الانتقادات العامة التي توجهها المفوضية للدول، انتقادات محسوبة بعناية، وكلما كانت الدولة أكثر تحرراً، زادت انتقادات المفوضية لها علانيةً".
 
يتسم غوتيريس بكونه قابلاً للتكيف، وساعياً للتوافق، ودمثَ الخلق، وعقلانياً، وهو ربما يكون أكفأ من أسلافه التسعة لأكثر مناصب العالم طلباً لمن يشغلها. لكنَّ إحدى مهاراته الأهم لم يتعلمها من جلبة السياسة البرتغالية، ولا من سنواته الصعبة في المفوضية، وإنما من زوجته الأولى.
 
ففي لقاء نظمته صحيفة الغارديان البريطانية في يونيو/حزيران الماضي، حيث تناظر مع منافسيه لمنصب الأمين العام، قال إنَّ رؤية زوجته، القائمة على التحليل النفسي كانت قيِّمة للغاية. وقال: "لقد علمتني شيئاً كان مفيداً للغاية في كل أنشطتي السياسية، وهو أنَّه حين يوجد شخصان معاً، فهما ليسا اثنين، وإنما ستة: الشخص الذي يكونه كل منهما، والشخص الذي يظن كلٌّ منهما أنه يكونه، والشخص الذي يظن كلٌّ منهما أنَّ الآخر يكونه".
 
وأكمل: "وما ينطبق على الناس، ينطبق أيضاً على الدول والمنظمات. وأحد الأدوار التي يلعبها الأمين حين يتعامل مع المُمثلين الأساسيين في كل سيناريو، هو أن يُحوِّل هؤلاء الستة إلى اثنين. أن يزيل سوء التفاهم، والتصوُّرات الخاطئة. التصوُّرات ضرورية في السياسة".

حين استقال أنطونيو غوتيريس في منتصف ولايته الثانية رئيساً لوزراء البرتغال في 2002، لأنَّ حكومة الأقلية خاصته كانت تتخبَّط، فَعَلَ شيئاً غير معتاد من شخص وصل لأعلى مراتب السلطة.
 
كان يذهب، عدة مرَّات في الأسبوع للأحياء الفقيرة على أطراف لشبونة، ليعطي الأطفال دروساً مجانية في مادة الرياضيات.
 
ويقول ريكاردو كوستا، رئيس تحرير قناة "SIC" الإخبارية البرتغالية، الذي غطَّى مسيرة غوتيريس السياسية: "لم يسمح لأي صحفي أن يذهب معه، ولم يسمح بأن تُلتقط له صور أو فيديوهات، ولم يدعْ الصحفيين يتحدثون مع أي من طلابه". أخبر غوتيريس طلابه المندهشين أنَّ ما يفعله كان خاصاً وليس للاستعراض.
 
الاشتراكي البرتغالي، الذي سيبدأ عمله أميناً عاماً للأمم المتحدة يوم الأحد، هو رجل عقلاني نشأ في عهد الديكتاتورية البرتغالية، وبلغ سن الرشد أثناء ثورة 1974، التي أنهت 48 عاماً من الحكم الاستبدادي.
 
لنفهم غوتيريس، البالغ من العمر 67 عاماً، من المهم للغاية أن نضع في الاعتبار اعتناقه للمسيحية؛ فلطالما أظهر مذهب الكاثوليكية التقدمية، الذي ينتمي له، مبادئ سياسته الديمقراطية الاشتراكية.
 

"الفأس المتكلم"

  في أيام الثورة البرتغالية المندفعة، كان من النادر وجود ممارسين للكاثوليكية في حزب اشتراكي جديد، لدى العديد من أعضائه خلفيات ماركسية. لكنَّ غوتيريس، طالب الهندسة اللامع، الذي أطلق شاربه تكريماً لسلفادور أليندي، زعيم اليسار التشيلي سيصير أخيراً قائداً مُجدِّداً يُعلن أنَّ مهمته هي تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
 
في اليسار البرتغالي، كان التديُّن قضية حساسة تتطلب الحذر. وفي عهد غوتيريس، أجرت الدولة استفتاءً عام 1998 على اقتراح لتحرير قوانين الإجهاض الصارمة. 

كان لأعضاء البرلمان الاشتراكيين صوت حر، ورفض غوتيريس، بصفته رئيساً للوزراء أن يبدأ حملة رسمية. لكنه أعلن رفضه لتغيير القانون، وهو ما أغضب الكثيرين في حزبه. فاز المصوتون ضد تحرير قانون الإجهاض بفارق ضئيل، لكنَّ نسبة المشاركة في التصويت كانت منخفضة للغاية، فلم تكن النتيجة مُلزِمة. وخُففت قوانين الإجهاض أخيراً عام 2007، بعد استفتاء ثانٍ.
 
وُلد غوتيريس في لشبونة، وقضى وقتاً طويلاً من طفولته مع أقربائه في الريف، حيث رأى فقر حياة القرويين في العهد الديكتاتوري، وتطوَّع لاحقاً للانضمام للجماعات الطلابية الكاثوليكية في مشروعات اجتماعية بالعاصمة.
 
وفي 1976، انتُخب غوتيريس، محاضر الهندسة الشاب، عضواً اشتراكياً في البرلمان، في أول تصويت ديمقراطي في البرتغال بعد الثورة. في البرلمان، كان غوتيريس متحدثاً مَهيباً. وبسبب موهبته في إفحام خصومه السياسيين بكلماته، اشتهر بلقب "الفأس المتكلم".
 
أصبح غوتيريس رئيساً للوزراء عام 1995. وكان شعار حملته "القلب والعقل" نداءً من أجل مزيد من الإنسانية والسياسة الاجتماعية. قبل ذلك بثلاثة أعوام، كان قد سيطر على الحزب الاشتراكي وحدَّثه، لكنه ظَلَّ أكثر يساريةً من مُعاصريه، مثل توني بلير. وقاد منظمة "الأُممية الاشتراكية" سنواتٍ، وهي منظمة دولية تضُم مجموعة من الأحزاب اليسارية.
 

"شخص بارع وذكي"

  مع النمو الاقتصادي السريع في البرتغال، ونسبة التوظيف الكاملة تقريباً، تمكن غوتيريس من أن يضمن للجميع حداً أدنى من الدخل، كما ضمن حق الأطفال في الالتحاق بمرحلة رياض الأطفال التعليمية.
 
لكنه فشل في الفوز بأغلبية مطلقة واضطُر للحكم في ظروف حرجة، ومعه حكومة أقلية. اضطر غوتيريس أن يعتمد على براعته للوصول لإجماع الرأي، وكان يحتاج دائماً أن يتفاوض مع الأحزاب المعارضة إذا أراد تمرير أي قانون، وهو الأمر الذي قال لاحقاً إنه كان تدريباً ممتازاً لإدارة الأمم المتحدة.
 
وقال أنطونيو فيتورينو، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في عهد غوتيريس: "كان غوتيريس شخصاً بارعاً. كان ذكياً جداً، وسريعاً جداً في فهم وجهات النظر الأُخرى، وكان يُركِّز تركيزاً كبيراً على إيجاد الحلول. ولهذا نجح في مهمته".
 
كان غوتيريس يعمل بنشاط فائق، لكن كان وراء هذا مأساة عائلية. فقد كانت زوجته لويزا غيماريش إي ميلو، الطبيبة التي أنجب منها طفلين، في حالة صحية حرجة مُعظمَ فترته في الحكومة، وكانت تُعالَج في مستشفى بلندن.
 
وأكمل فيتورينو: "كانت واحدة من أصعب لحظات حياته السياسية. كان يستقل طائرةً إلى لندن كل جمعة، ويقضي نهاية الأسبوع هناك في حالة يائسة للغاية، ثم يعود لعمله يوم الإثنين. كنتُ نائبه، وكان يُذهلني هذا. لم أكن لأتمكن من فعل ما فعله".
 
وفي عام 1998، تُوفيت زوجة غوتيريس. وفي العام التالي، دخل الانتخابات العامة. كان يأمل أن يفوز بأغلبية تامة، لكن كان ينقص حزبه الاشتراكي عضوٌ برلماني واحد لتحقيق هذا، فشكَّل حكومة أقلية ثانية. وهذه المرة، جعل فتور النشاط الاقتصادي الأمور أكثر صعوبة.
 
وبعد أن خاب أمل غوتيريس في سياسات الحزب الداخلية، زاد اهتمامه بالسياسة الدولية. وكان قد أُشيد به بالفعل لدوره في حل أزمة تيمور الشرقية، التي كانت مستعمرة برتغالية سابقاً، الأزمة التي أخذت منحى عنيفاً عام 1999 بعد استفتاء صوت للاستقلال عن إندونيسيا. وقاد غوتيريس الجهود الدبلوماسية لإقناع الأمم المتحدة بالتدخل لاستعادة السلام.
 
عام 2000، حين فازت البرتغال بالرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، نُسب الفضل لقدرة غوتيريس على الحصول على موافقة القادة الكبار، وجعْل صوت القادة الأصغر مسموعاً.
 
وقال فرانسيشكو سيشاس دا كوستا، الدبلوماسي البرتغالي الذي كان سكرتير غوتيريس للشؤون الأوروبية: "لقد فعل شيئاً أصيلاً للغاية، إذ نظر إلى ما تريده كل دولة، وأنشأ جدول أعمال يمكنه أن يثير اهتمام الجميع. في العادة، تختفي الدول الصغيرة في عملية اتخاذ القرار، لذا حاولنا أن نستمع لهم".
 

استقالة غوتيرس

  استطاع غوتيريس أن يُفحم القادة الكبار في الخلافات الكبرى. ويقول سيشاس دا كوستا: "في المجلس الأوروبي، أذكر خلافاً بين جاك شيراك وهلموت كول حول قضية ما، ثم طلب غوتيريس الكلام. كنت أجلس بجانبه، وكنت أخشى أن يقول كلاماً ساذجاً، لكنه بدأ يتكلم وقدَّم اقتراحاً شمل ما يريده الاثنان، وكان اقتراحاً ناجحاً. لقد فعلها. كانت لديه قدرة رائعة على التهدئة وعلى التوفيق بين المختلفين".
 
وفي عام 2002، في منتصف ولايته الثانية رئيساً للوزراء، قدم غوتيريس استقالة مفاجئة بعدما هُزم الاشتراكيون في الانتخابات المحلية. وقد أعلن أنه يريد تجنُّب وقوع الدولة في "مستنقع سياسي"، وأنه اكتشف أنَّ "للسياسة حدوداً".
 
في ذاك الوقت لم يمتلك تأييداً شعبياً، وتعرض لانتقادات بسبب لجوئه للتسويات وللحوار أكثر من اللازم. لكن مع مرور السنوات، أظهرت استطلاعات الرأي أنَّ حُب الناس له يتزايد، وأنهم يرونه عادلاً، وجاداً، وصادقاً.
 
ورآه الكثيرون منافساً محتملاً لمنصب الرئاسة البرتغالية، لكنه لم يرغب مطلقاً في العودة للسياسة الوطنية، وقال إنه يُفضِّل أن يصنع فارقاً على الصعيد العالمي.
 
وخلال العقد الذي قضاه في رئاسة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بين عامي 2005 و2015، رأى الناس أنَّ أداءه يليق بشخصيته: منخرط في الشؤون الاجتماعية، ويسعى لإيجاد أراضٍ مشتركة.
 
يتحدث غوتيريس البرتغالية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية، وهو الآن متزوج من كاتارينا فاز بينتو، التي تعمل في بلدية لشبونة، وقد اشتُهر في الدوائر السياسية بمحادثاته المتحمسة والمثقفة حول كل شيء، من اليونان القديمة إلى حضارة الشرق الأوسط الحديثة، ومن الأوبرا للجغرافيا.
 
وحين كان يجد وقتاً شاغراً في زياراته لواشنطن، حين كان رئيساً للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كان يطلب من ميشيل غاباودان، الممثل الإقليمي للمفوضية، أن يصطحبه إلى مكتبة "Politics & Prose"، أو أي من مكتبات المدينة.
 
ويقول غاباودان، الذي يشغل الآن منصب رئيس منظمة "Refugees International" (وهي منظمة إنسانية معنية بشؤون اللاجئين): "إنه قارئ نهم للتاريخ، وحين كنا نجد وقتاً شاغراً، كانت متعته أن يذهب إلى مكتبة، ليجد كتباً بالإنكليزية، كان من الصعب الحصول عليها في جنيف. أنا متأكد من أنَّ معرفته الواسعة بالتاريخ القديم قد أفادت حكمه السياسي".
 

مناصر لقضايا اللاجئين

  واتبع غوتيريس منهجاً واسع النطاق في تأدية مهامه في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقد نمت المفوضية نمواً واسعاً تحت إدارته، ولم يكن هذا فقط بسبب ارتفاع عدد لاجئي العالم في القرن الحادي والعشرين ارتفاعاً كبيراً. وقد ضَمَّ فئات أكثر من الناس لمن تسعى المفوضية لحمايتهم، بما في ذلك النازحون الداخليون والمهاجرون الذين اضطُروا لترك أوطانهم بسبب الكوارث الطبيعية وتغير المناخ. وفضَّل استخدام العبارة الشاملة: "الناس المرتحلون".
 
وتمكن من إقناع المتبرعين بتمويل هذا التوسع، بأن أكد لهم أنَّ الأموال تُنفق إنفاقاً صحيحاً، وليفعل ذلك خفَّض النفقات العامة.
 
ويقول غاباودان: "مثل كل منظمات الأمم المتحدة، حين نمت المفوضية، كانت مُثقلة بعدد ضخم من الإداريين، وكان أحد قراراته الأولى أن يخفض حجم القيادة الرئيسية تخفيضاً جوهرياً. وأرسل الناس مجدداً إلى ميدان العمل، ووضع بعض الخدمات في أماكن أرخص بكثير من جنيف".
 
ويكمل غاباودان: "لم يعتقد مطلقاً أن التفاصيل المالية كانت أمراً يخُص التقنيين فقط. فقد رأيته ينظر إلى جداول البيانات أسرع من مسؤوله المالي، وكان يجد السطر أو العمود الذي به مشكلة. كان منشغلاً للغاية بكيفية عمل المنظمة، بقدر ما كان الرمز السياسي الأبرز، والمتحدث باسم اللاجئين".
 

انتقادات وجهت لغوتيرس

  حين كان جاستن فورسيث مديراً تنفيذياً لمنظمة "أنقذوا الأطفال" (وهي منظمة بريطانية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الطفل)، سافر مع غوتيريس إلى مخيمات اللاجئين في لبنان، وذكر لقاء جمع بين غوتيريس ومجموعة من الأطفال، وقال فورسيث، النائب الجديد للمدير التنفيذي لليونيسف، المنظمة الخيرية التابعة للأمم المتحدة، والمعنية بحقوق الطفل: "ما لفت نظري هو جلوسه مربعاً رجليه على أرض خيمة، متحدثاً للأطفال. إنه يستمع ويسأل أسئلة بصدق، وهو يتأثر جداً بما يسمعه. إنه يعمل بيديه".
 
تلقى غوتيريس بعض الانتقادات أثناء عمله رئيساً للمفوضية، إذ قال بعض المسؤولين السابقين إنه كان يجب أن يتحدث بقوة أكبر دفاعاً عن حقوق اللاجئين المنصوص عليها في اتفاقية عام 1951 التي تخُص حقوق اللاجئين.
 
وقال أحد المسؤولين البارزين السابقين في الأمم المتحدة: "سِجِل غوتيريس مختلط للغاية، تحديداً فيما يخص الحماية. كانت ولايته فترة عصيبة فيما يخص حماية اللاجئين".
 
وأشار المسؤول إلى إجبار تايلاند للأويغوريين (وهم أقلية عرقية تركية) على العودة إلى الصين، رغم مخاطرة إعدامهم.
 
وقال إنَّ اتفاقاً ثلاثياً عقدته المفوضية مع كينيا والصومال، بخصوص العودة الطوعية للاجئي الصومال، قد مهَّد الطريق لعملية إعادة اللاجئين لبلدهم، التي قد أُعلن أنَّ كينيا تُجهِّز لها، إذ تهدف لإخلاء أكبر مخيماتها في داداب.
 
وقال المسؤول السابق إنَّ اتفاق الأمم المتحدة مع تركيا لإعادة اللاجئين، الذي يُعدُّ أيضاً انتهاكاً واضحاً للمبادئ الأساسية لحماية اللاجئين، قد تم التفاوض لعقدِه في عهد غوتيريس، وإن لم يُوقَّع عليه سوى في مارس/آذار من هذا العام، بعد رحيل غوتيريس بثلاثة أشهر.
 
وأضاف المسؤول السابق: "يتمثل أسلوب غوتيريس في إصدار تصريحات عامة عن القضية، لكنه لا يطالب الحكومات مباشرة بالتصرف. وهذا يثير القلق حول أدائه المُرتقَب في منصب الأمين العام".
 
وقال جيف كريسب، الذي كان مسؤولاً عن تنمية سياسات المفوضية وتقييمها في عهد غوتيريس، والذي يعمل حالياً زميلاً بحثياً في مركز جامعة أوكسفورد لدراسات اللاجئين، قال إنَّ هذه الانتقادات لا يمكن توجيهها جميعاً إلى غوتيريس.
 
وقال إنَّ المفوضية كانت تتصدى لانتهاكات حقوق اللاجئين التي ارتكبتها الدول الأوروبية، وانتقدت بقوة الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وقال إنَّ النزعة لمعالجة الانتهاكات، التي ترتكبها الدول الاستبدادية، من خلال سياسة الإقناع وراء الكواليس، كانت تاريخياً "المنهج المؤسسي" الذي اتبعته المفوضية، قبل ولاية غوتيريس وبعدها.
 
وقال كريسب: "يجب أن يُفهَم أنَّ الانتقادات العامة التي توجهها المفوضية للدول، انتقادات محسوبة بعناية، وكلما كانت الدولة أكثر تحرراً، زادت انتقادات المفوضية لها علانيةً".
 
يتسم غوتيريس بكونه قابلاً للتكيف، وساعياً للتوافق، ودمثَ الخلق، وعقلانياً، وهو ربما يكون أكفأ من أسلافه التسعة لأكثر مناصب العالم طلباً لمن يشغلها. لكنَّ إحدى مهاراته الأهم لم يتعلمها من جلبة السياسة البرتغالية، ولا من سنواته الصعبة في المفوضية، وإنما من زوجته الأولى.
 
ففي لقاء نظمته صحيفة الغارديان البريطانية في يونيو/حزيران الماضي، حيث تناظر مع منافسيه لمنصب الأمين العام، قال إنَّ رؤية زوجته، القائمة على التحليل النفسي كانت قيِّمة للغاية. وقال: "لقد علمتني شيئاً كان مفيداً للغاية في كل أنشطتي السياسية، وهو أنَّه حين يوجد شخصان معاً، فهما ليسا اثنين، وإنما ستة: الشخص الذي يكونه كل منهما، والشخص الذي يظن كلٌّ منهما أنه يكونه، والشخص الذي يظن كلٌّ منهما أنَّ الآخر يكونه".
 
وأكمل: "وما ينطبق على الناس، ينطبق أيضاً على الدول والمنظمات. وأحد الأدوار التي يلعبها الأمين حين يتعامل مع المُمثلين الأساسيين في كل سيناريو، هو أن يُحوِّل هؤلاء الستة إلى اثنين. أن يزيل سوء التفاهم، والتصوُّرات الخاطئة. التصوُّرات ضرورية في السياسة".


ملصقات


اقرأ أيضاً
“الأغذية العالمي” يحذر من “جوع كارثي وشيك” جنوب قطاع غزة
حذر برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، من أن يشهد جنوب قطاع غزة "قريبا" مستويات جوع "كارثية" مشابهة لتلك التي سُجلت سابقا في المناطق الشمالية. جاء ذلك في بيان للبرنامج الأممي، تعليقا على تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، صدر اليوم الثلاثاء، والذي شارك في إعداده 19 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، منها "الأغذية العالمي". وأوضح البرنامج أن هناك "ضرورة مُلحة لمعالجة مشاكل أساسية (في قطاع غزة) إن أردنا حقا تجاوز الأزمة ومنع المجاعة". وأكد أن هناك "ضرورة لإتاحة أكبر للأغذية الطازجة وزيادة التنوع في المواد الغذائية، وتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي وتقديم الرعاية الصحية وإعادة بناء العيادات والمستشفيات". وأشار إلى أنه "من الضروري وجود استجابة واسعة النطاق وفي قطاعات متعددة" في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات. وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن "خشيته من أن يشهد جنوب غزة قريباً نفس مستويات الجوع الكارثية التي سُجلت سابقاً في المناطق الشمالية" من القطاع. كما أعرب أيضا عن "قلقه من تراجع قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات الحيوية في الجنوب؛ مما يُعرض التقدم الذي تم إحرازه للخطر". وقال البرنامج الأممي أن "الأعمال العدائية (الإسرائيلية) التي اندلعت في رفح في ماي (الماضي) أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، وقللت بشدة من إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية". وشدد على أن "الفراغ الأمني (جنوب القطاع) أدى إلى تفاقم الفوضى وغياب القانون، الأمر الذي يعوق بشدة العمليات الإنسانية". وتحذر بيانات أممية من احتمال أن يشهد قطاع غزة مجاعة منتصف يوليو المقبل جراء منع المساعدات والقيود المفروضة عليها من جانب إسرائيل التي تسيطر على جميع المعابر، ودمرت الجانب الفلسطيني لمعبر رفح بعد السيطرة عليه في 7 ماي الماضي. جدير بالذكر أن تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" أفاد بأن "نحو 96 بالمئة من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد". ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت نحو 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، إضافة إلى آلاف المفقودين. وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
دولي

السودان.. مقتل 4 وإصابة 16 جراء تجدد القتال بالفاشر
أفاد ناشطون سودانيون، الثلاثاء، بسقوط 4 قتلى و16 مصابا، جراء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر غرب البلاد. وقالت تنسقية مقاومة الفاشر (ناشطون) في بيان: "سقط 4 شهداء في معسكر أبو شوك، و16 جريحا تم نلقهم إلى المستشفى السعودي والبعض منهم حالتهم حرجة"، جراء تجدد القتال بين الجيش والدعم السريع بالفاشر بولاية شمال دارفور. واتهمت التنسيقية "قوات الدعم السريع بمواصلة قصفها للمستشفيات بصورة ممنهجة، واليوم تم تدمير مستوصف بالفاشر، وهو المنشأة الصحية الوحيدة بالقطاع الشمالي، وأنباء عن وفيات وإصابات". ولم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع حتى الساعة 14:00 (ت.غ). ومنذ 10 ماي الماضي تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب). من جانبها أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الثلاثاء، أن أكثر من 10 ملايين شخص نزحوا داخل وخارج السودان منذ 15 أبريل 2023. وأضافت: "نزح ما يقدر بنحو 7 ملايين و720 ألف و119 شخصا داخل السودان منذ 15 أبريل 2023، وعبر نحو 2 مليون و196 ألف و355 شخصا إلى البلدان المجاورة". ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا أسفرت عن أكثر من 15 ألف قتيل، وملايين النازحين واللاجئين، وفق الأمم المتحدة. وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
دولي

الكحول يقضي على 2.6 مليون شخص سنويًّا
يقضي الكحول على 2,6 مليون شخص سنويا ، وفق تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية الثلاثاء اعتبرت فيه أن هذا الرقم « مرتفع بشكل غير مقبول »، رغم التراجع الطفيف في السنوات الأخيرة. ويبين أحدث تقرير صادر عن الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة بشأن الكحول والصحة، أن الكحول مسؤول عن وفاة واحدة تقريبا من بين كل 20 حالة سنويا على مستوى العالم، بما يشمل حوادث الطرق المتأتية من تناوله وحالات العنف وسوء المعاملة الناجمة عنه، فضلا عن الكثير من الأمراض والاضطرابات. وبحسب التقرير، نسبت 2,6 مليون حالة وفاة إلى الكحول في عام 2019، وهي أحدث الإحصاءات المتاحة، أو 4,7% من الوفيات في جميع أنحاء العالم في ذلك العام. ويمثل الرجال ثلاثة أرباع هذه الوفيات. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في بيان « إن تعاطي المواد (المسببة للإدمان) يضر بشكل خطير بصحة الفرد، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والأمراض العقلية ويؤدي بشكل مأسوي إلى ملايين الوفيات التي يمكن الوقاية منها كل عام ». ويشير في التقرير إلى « انخفاض معين في استهلاك الكحول والأمراض المرتبطة به منذ عام 2010 في جميع أنحاء العالم ». لكن « العلل الصحية والاجتماعية الناجمة عن تعاطي الكحول لا تزال مرتفعة بشكل غير مقبول »، بالنسبة لتيدروس أدهانوم غيبرييسوس الذي يؤكد أن الشباب يتأثرون بشكل غير متناسب جراء هذه المشكلة. فقد سجلت أعلى نسبة من الوفيات الناجمة عن الكحول في عام 2019 في الفئة العمرية 20-39 عاما، بنسبة 13% من الوفيات. يسبب الكحول عددا كبيرا من الأمراض، بما في ذلك تليف الكبد وبعض أنواع السرطان. ومن بين 2,6 مليون حالة وفاة مرتبطة بالكحول في عام 2019، يشير التقرير إلى أن 1,6 مليون شخص ماتوا بسبب أمراض غير معدية، بما في ذلك 474 ألف شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية و401 ألف توفوا بسبب السرطان. وهناك 724 ألف حالة وفاة إضافية ناجمة عن إصابات، بما يشمل تلك الناجمة عن حوادث الطرق وإيذاء النفس. كما أن تعاطي الكحول يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل السل والإيدز والالتهاب الرئوي. وكان نحو 209 ملايين شخص يعانون من إدمان الكحول في عام 2019، أي 3,7% من سكان العالم. وفي الوقت نفسه، انخفض الاستهلاك السنوي الفردي بشكل طفيف إلى 5,5 لترات من الكحول في عام 2019، مقارنة بـ5,7 لترات قبل تسع سنوات، وفق التقرير. لكن الاستهلاك موزع بشكل غير متساو في جميع أنحاء العالم، إذ يمتنع أكثر من نصف سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما عن شرب الكحول امتناعا تاما. وتسجل أوروبا أعلى مستويات الاستهلاك، بمتوسط 9,2 لترات من الكحول سنويا، تليها الأميركتان بـ7,5 لترات. ويوضح التقرير أن أدنى استهلاك موجود في الدول ذات الأغلبية المسلمة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وفي المعدل، استهلك الشخص الذي يشرب الخمر 27 غراما من الكحول يوميا في عام 2019، بحسب التقرير. وهذا يعادل تقريبا كأسين من النبيذ، أو كوبين من البيرة، أو جرعتين من المشروبات الكحولية القوية. وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن « هذا المستوى ووتيرة الاستهلاك يرتبطان بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض كثيرة، فضلا عن الوفيات والإعاقات » المصاحبة لها. في عام 2019، أقر 38% من شاربي الكحول الدائمين بأنهم انخرطوا في نوبات إسراف في شرب الخمر، وقد عرف عن ذلك بأنه استهلاك ما لا يقل عن 60 غراما من الكحول النقي في مناسبة واحدة أو أكثر خلال الشهر السابق. على الصعيد العالمي، يعتبر 23,5% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما مدمنين على شرب الخمر. لكن الرقم يقفز إلى أكثر من 45% للأشخاص في هذه الفئة العمرية الذين يعيشون في أوروبا، ونحو 44% لأولئك الذين يعيشون في الأميركتين. ونظرا لحجم المشكلة، تشير منظمة الصحة العالمية إلى الحاجة الملحة لتحسين الوصول إلى العلاج الجيد للاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد المسببة للإدمان. وفي عام 2019، تفاوتت نسبة الأشخاص الذين كانوا على اتصال بخدمات العلاج من الإدمان، من أقل من 1% إلى حد أقصى 35%، تبعا للدولة التي شملتها الدراسة. وقال رئيس قسم الكحول والمخدرات والسلوكيات الإدمانية في منظمة الصحة العالمية فلاديمير بوزنياك « إن الوصمة والتمييز والمفاهيم الخاطئة حول فعالية العلاجات تساهم في هذه الفجوات الخطيرة في توافر العلاج ».
دولي

الأمم المتحدة ترحّب بإطلاق سراح «أسانج»
أشادت الأمم المتحدة الثلاثاء، بإطلاق سراح مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج الذي كان معتقلاً في بريطانيا، على اعتبارها «خطوة مهمة باتّجاه تسوية قضيته بشكل نهائي». وقالت الناطقة باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل لفرانس برس في رسالة عبر البريد الإلكتروني: «نرحّب بإطلاق سراح جوليان أسانج من المعتقل في المملكة المتحدة»، لافتةً مع ذلك إلى أن صفقة الإقرار بالذنب النهائية ما زالت بانتظار إقرارها. وتابعت: «كما سبق ونوهنا، أثارت هذه القضية مجموعة من المخاوف المرتبطة بحقوق الإنسان». وأعلن موقع ويكيليكس، أنّ مؤسّسه «جوليان أسانج حرّ» وقد غادر عصر الاثنين بريطانيا، حيث كان مسجوناً منذ خمس سنوات في سجن مشدّد الحراسة، في نبأ أتى بعيد إعلان القضاء الأمريكي أنّه أبرم اتّفاقاً مع المواطن الأسترالي للاعتراف بذنبه مقابل إخلاء سبيله. وقال ويكيليكس: إنّ أسانج (52 عاماً) غادر صباح الاثنين سجن بيلمارش، وإنّ القضاء البريطاني أخلى سبيله عصراً في مطار ستانستد اللندني، حيث استقلّ طائرة غادر على متنها المملكة المتّحدة. وأبرم جوليان أسانج، اتّفاقاً مع القضاء الأمريكي يقضي باعترافه بذنبه بالتّهم الموجّهة إليه في قضية «فضح أسرار عسكرية»، وذلك مقابل إطلاق سراحه، لينتهي بذلك مسلسل قانوني استمرّ سنوات طويلة، وفقاً لوثائق قضائية نُشرت مساء الاثنين. وبموجب الاتّفاق فإنّ أسانج الذي قضى السنوات الخمس الأخيرة محبوساً في سجن مشدّد الحراسة في بريطانيا، سيعترف بذنبه بتهمة «التآمر للحصول على معلومات سرية تتعلّق بالدفاع الوطني والكشف عنها»، وذلك لدى مثوله الأربعاء أمام محكمة فيدرالية في جزر ماريانا، المنطقة الأمريكية الواقعة في المحيط الهادئ. وبعيد دقائق على نشر هذه الوثائق القضائية، أعلن موقع ويكيليكس أنّ «جوليان أسانج حرّ» وقد غادر عصر الاثنين بريطانيا. وكان أسانج يُلاحق بتهمة نشر مئات آلاف الوثائق السرية الأمريكية. ومن المقرّر أن يمثل مؤسّس ويكيليكس صباح الأربعاء في الساعة التاسعة (الثلاثاء 23,00 ت غ) أمام المحكمة، بحسب الوثائق القضائية التي نُشرت ليل الاثنين - الثلاثاء. وبموجب الاتّفاق سيُحكم على أسانج بالسجن لمدة 62 شهراً، وبالنظر إلى أنّه قضى هذه المدّة قيد الحبس الاحتياطي في لندن فسيتمكّن من استعادة حريته في الحال والعودة إلى وطنه أستراليا. وسارعت أستراليا إلى الترحيب بهذه النهاية لمسلسل استمرت فصوله 14 سنة. وقال متحدّث باسم الحكومة الأسترالية: إنّ رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي «كان واضحاً، لقد قال: إنّ قضية أسانج طال أمدها لفترة طويلة جداً وليس هناك ما يمكن كسبه من استمرار سجنه». وأضاف أنّ الحكومة الأسترالية تقدّم المساعدة القنصلية لمواطنها.
دولي

محتجون يشعلون برلمان كينيا.. ومقتل 10 باشتباكات مع الشرطة
اقتحم متظاهرون غاضبون مبنى البرلمان الكيني اليوم الثلاثاء، وأشعلوا النيران في أجزاء منه، لتتحول احتجاجات على فرض ضرائب جديدة إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة ما أدى إلى مقتل 10. وقال مسعف إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قُتلوا بالرصاص في العاصمة الكينية اليوم الثلاثاء بعد أن انقلبت التظاهرات لاشتباكات عنيفة مع الشرطة.وأفاد شهود عيان بأن المتظاهرين دخلوا المجمع بعد أن أقر المشرعون مشروع قانون مثيرا للجدل من شأنه فرض مجموعة من الضرائب الجديدة. كما قال التلفزيون المحلي أن حريقاً اندلع في مكتب حاكم نيروبي خلال تظاهرات مناهضة لفرض ضرائب جديدة. واستخدمت الشرطة خراطيم مياه تُستخدم لتفريق المتظاهرين لمحاولة إخماد الحريق في الطابق الأرضي من المبنى الواقع في المنطقة التجارية في نيروبي على بعد مئات الأمتار من البرلمان الذي اقتحمه متظاهرون في وقت سابق. جاء ذلك بعد أن اشتعل الغضب الشعبي في كينيا، مع تصاعد حدة التوترات قبيل تصويت المشرعين، اليوم على مشروع قانون يفرض ضرائب إضافية. وأشارت التوقعات إلى اشتداد احتجاجات واسعة النطاق، يقودها الشباب، تنديداً بهذه الخطط الحكومية لزيادة الإيرادات. في حين تأتي هذه التطورات في ظلّ اتخاذ السلطات الكينية إجراءات أمنية احترازية، تمثلت في نشر حواجز حول مبنى البرلمان، بينما أغلقت شركات كثيرة في العاصمة نيروبي.
دولي

بعد المغرب وإسبانيا.. ثروات جبل تروبيك تجذب البرتغال
قالت "Vozpópuli" الإسبانية، أن البرتغال انضمت إلى إسبانيا والمغرب في سعيهما إلى الاستحواذ على الرواسب المعدنية النادرة لجبل تروبيك، الذي يحتوي على احتياطي من الكوبالت يكفي لصناعة 277 مليون سيارة كهربائية، بالإضافة إلى التيلوريوم. ويضمّ أيضاً معادن نفيسة أخرى من مثل الباريوم والفاناديوم والنيكل والرصاص. وأضافت الجريدة الإيبيرية، أن البرتغال أرسلت بعثة بحرية استكشافية إلى محيط أرخبيل الكناري، تتقدمها سفينة الأبحاث الأوقيانوغرافية البرتغالية (NI Mario Ruivo). وقد تم إرسال هذه البعثة، لأن جزء من أرخبيل جزر الكناري يقع تحت السيادة البرتغالية. وحسب تقرير الصحيفة الإسبانية، فقد أقدم المعهد البرتغالي للبحار والغلاف الجوي (IPMA) بإرسال إحدى سفنه البحثية الخاصة بالمسح الأوقيانوغرافي، بناءا على إذن مسبق من وزارة الخارجية البرتغالية. تجدر الإشارة إلى أن جبل تروبيك البحري يرجع تاريخه إلى العصر الطباشيري ويحتوي على تركيز أكبر بـ 50000 مرة من أي رواسب برية. ويقع على عمق يتراوح ما بين 1000 إلى 4000 متر ، ويبلغ عمق قمته 970 متر. ويعتبر منجم كبير للمعادن الهامة والمواد الخام الصناعية بحال التيلوريوم والكوبالت. وقدّرَت الدراسة مخزون جبل "تروبيك" من التيروليوم بنحو 10% من الاحتياطي العالمي، فيما أكدت نفس الدراسات أن مخزون الكوبالت وحده يكفي لصناعة 270 مليون سيارة كهربائية، أي ما يشكّل 54 ضعفاً من مجموع ما يتوافر لدول العالم مجتمعة من هذه السيارات في يومنا الحالي.
دولي

زوجة نتنياهو تتهم قادة الجيش بالرغبة في تنفيذ انقلاب
اتهمت سارة نتنياهو قادة بالجيش الإسرائيلي بالرغبة في تنفيذ انقلاب عسكري ضد زوجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. الاتهامات جاءت خلال لقاء جمعها الأسبوع الماضي، مع عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية الثلاثاء. ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قولها: "قادة الجيش يريدون تنفيذ انقلاب عسكري ضد زوجي". وعندما قاطعها عدد من أفراد العائلات بأنه لا يمكنها القول إنها لا تثق بالجيش الإسرائيلي، ردّت بالقول إن عدم ثقتها "ليس بالجيش بأكمله وإنما بكبار قادته". وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو أصرّت على أن "قادة الجيش يريدون تنفيذ انقلاب عسكري ضد زوجها". وليست سارة الوحيدة من عائلة نتنياهو التي توجّه الاتهام لقادة الجيش، إذ سبقها إلى ذلك ابنها يائير. ففي 17 يونيو الجاري، اتهم يائير نتنياهو الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) بـ"الخيانة" خلال مواجهة هجمات حركة حماس بمحاذاة قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي. وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة. وقال يائير نتنياهو سابقا في منشور على منصة "إكس": "ما الذي يحاولون إخفاءه؟ (في إشارة إلى قادة الجيش) إذا لم تكن هناك خيانة، فلماذا يخافون من قيام جهات خارجية ومستقلة بالتحقيق؟". وأضاف: "لماذا يستمر قادة الجيش والمخابرات في الادّعاء بأنه تم ردع حماس؟ أين كان سلاح الجو في 7 أكتوبر؟". وفي الأشهر الماضية، قال عدد كبير من القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين الإسرائيليين، إنهم يتحملون مسؤولية عن الإخفاق الذي أدى إلى هجوم 7 أكتوبر الماضي.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 26 يونيو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة