دولي

من جحيم الحرب في ليبيا إلى البحر المتوسط… مهاجرة عاجية تروي معاناتها


كشـ24 - وكالات نشر في: 12 أغسطس 2019

كانت بينتو، الأم الشابة القادمة من ساحل العاج مع طفلين يبلغان عاماً وثلاثة أعوام، مستعدة للموت في البحر، بدل العودة إلى الخلف، في رحلة عبورها من الجحيم الذي عاشته في ليبيا، وها هي اليوم على متن السفينة "أوشن فايكينغ" التي أنقذتها مع ولديها الجمعة.تتحدث بينتو عن رحلتها لصحافية في وكالة فرانس برس موجودة على متن السفينة الإنسانية "في ليبيا عشنا الكثير من العذاب. الضربات تكررت مراراً، لا يريدوننا هناك".طفلها على يدها، تلتقط بينتو البالغة 28 عاماً أنفاسها على متن السفينة التابعة لمنظمتي "اس او س المتوسط" و"أطباء بلا حدود". وتقول "لم أنم جيداً منذ وقت طويل، بدون خوف وبدون دوي المعارك".تستذكر بينتو الأشهر الأخيرة في ليبيا، وتتحدث عن النوم على أصوات المعارك في العاصمة الليبية وعن قلق التعرض للعنف الذي يطال القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء بحثاً عن عمل.عاشت بينتو ورفاقها الرعب من جديد مساء الخميس، حين سمعوا أصوات قوارب النجاة التابعة لمنظمة "اس او اس المتوسط"، وحاولوا الهرب منها. وتوضح بنتو "اعتقدنا أنها تابعة لخفر السواحل الليبيين"، مضيفةً "اعتقدنا أنهم يقومون بإخفاء علمهم ويتحدثون الإنكليزية لخداعنا".وتتابع الشابة "فضلنا الموت في البحر على العودة إلى ليبيا".هذه ثاني محاولة لبينتو للهرب بحراً. في المرة الأولى، "خلال شهر رمضان" في أيار/مايو، لم تكن ناجحة، فقد اعترض خفر السواحل الليبيون بينتو ومهاجرين آخرين، لتجد نفسها بعد ذلك في السجن.-زوج معنِّف-غادرت بينتو ساحل العاج في آذار/مارس هرباً من زوج معنّف كما من أجل العمل في ليبيا. تشير الى آثار ضرب بالحزام على ذراعيها، وتخبر أنها تزوجت رغما عنها عندما كانت تبلغ 16 عاماً.وتتمكن النساء القادمات من غرب إفريقيا من إيجاد عمل بسهولة كعاملات منازل في بيوت العائلات الثرية.تركت أولادها الأربعة الأكبر سناً في بلدها، وبدأت رحلتها مع طفلها عثمان البالغ عاماً واحداً وشقيقه محمد ذي الثلاثة أعوام.المحنة بدأت قبل شهر ونصف شهر، من مالي ثم النيجر والجزائر، سيراً على الأقدام أو في حافلات، وأخيراً إلى طرابلس، مختبئين على متن شاحنة.وتقول "عبرنا الحدود بصعوبة بالغة، وفي بعض الاحيان زحفاً على الأرض".لكن المسيرة الطويلة في صحراء النيجر، حيث جرحت ساقها عندما سقطت على بعض الحجارة وابنها على ظهرها، لم تكن أسوأ ما في هذه الرحلة. ولم يكن الأسوأ كذلك عبور البحر على متن قارب صغير مع 85 رجلاً وامرأة.الجحيم الحقيقي كانت الفترة التي قضتها في ليبيا.حاولت ان تفر من مركز الاحتجاز، أو كما تصفه بينتو "السجن"، من خلال الاختباء. وتوضح "يمسكون بك أينما كنت ويرمون بك في السجن".وعندما تودع مركز الاحتجاز، عليك أن تدفع مالاً ليخرجوك منه. لكن "لم يكن معي أموال"، تخبر بينتو، متابعةً "لحسن الحظ، كان معي ابني الرضيع عثمان، وهذا الأمر ساهم في حمايتي. لكن كان هناك امرأة أخرى حامل، تعرضت للضرب كل يوم، كانوا يضربونها حتى بأجهزة إطفاء الحريق".-بعثة أوروبية-تروي بينتو "في السجن، لم يقدموا لنا شيئاً، فقط المنظمات غير الحكومية (مثل أطباء بلا حدود) والصليب الأحمر، أحضرت لنا طعاماً".وتتذكر بينتو أنه في أحد الأيام جاءت بعثة أوروبية لزيارة مركز الاحتجاز من دون أن تسعفها ذاكرتها على تحديد تاريخ هذه الزيارة.وتقول "طلب منا رئيس الشرطة أن ننظف كل شيء حتى لا يدرك البيض أننا نعاني! قال أحد الحراس إنني قادرة على إخبار قصتي. لكن (أعضاء البعثة) جاؤوا برفقة المدير...لذلك، ابتسمت فقط، قاموا بالتقاط الصور، وغادروا".وتوضح أنها كانت تخشى قول أي شيء خوفاً من رد الفعل.تعتمد أوروبا على ليبيا ، وهي بلد في حال حرب، لمنع عبور المهاجرين انطلاقاً من شواطئها.في تموز/يوليو، تعرض مركز الاحتجاز الذي كانت بينتو فيه للقصف وقتل أكثر من 50 شخصاً في الضربات. وتروي "استهدف البناء الذي كان فيه الرجال. هربنا ونحن نسير فوق الجثث. أطلق الحراس النار علينا".اختبأت بعد ذلك عند سوداني إلى حين موعد الرحيل الثلاثاء نحو الساعة 22,00 (20,00 ت غ). لا تجيد بينتو السباحة كما لم تكن تعرف ان منظمات إنسانية تجول في البحر المتوسط.وتابعت "رحلنا هكذا، بدون أن نعرف أي شيء"، ولم تكن تدرك أيضاً فرص أن تتمكن سفينة إنسانية من رصد القارب الذي كانت على متنه.تجهل بينتو أين سترسو بها السفينة "اوشن فايكينغ"، لكن الأهم بالنسبة اليها أن تكون بعيدة من طرابلس.

كانت بينتو، الأم الشابة القادمة من ساحل العاج مع طفلين يبلغان عاماً وثلاثة أعوام، مستعدة للموت في البحر، بدل العودة إلى الخلف، في رحلة عبورها من الجحيم الذي عاشته في ليبيا، وها هي اليوم على متن السفينة "أوشن فايكينغ" التي أنقذتها مع ولديها الجمعة.تتحدث بينتو عن رحلتها لصحافية في وكالة فرانس برس موجودة على متن السفينة الإنسانية "في ليبيا عشنا الكثير من العذاب. الضربات تكررت مراراً، لا يريدوننا هناك".طفلها على يدها، تلتقط بينتو البالغة 28 عاماً أنفاسها على متن السفينة التابعة لمنظمتي "اس او س المتوسط" و"أطباء بلا حدود". وتقول "لم أنم جيداً منذ وقت طويل، بدون خوف وبدون دوي المعارك".تستذكر بينتو الأشهر الأخيرة في ليبيا، وتتحدث عن النوم على أصوات المعارك في العاصمة الليبية وعن قلق التعرض للعنف الذي يطال القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء بحثاً عن عمل.عاشت بينتو ورفاقها الرعب من جديد مساء الخميس، حين سمعوا أصوات قوارب النجاة التابعة لمنظمة "اس او اس المتوسط"، وحاولوا الهرب منها. وتوضح بنتو "اعتقدنا أنها تابعة لخفر السواحل الليبيين"، مضيفةً "اعتقدنا أنهم يقومون بإخفاء علمهم ويتحدثون الإنكليزية لخداعنا".وتتابع الشابة "فضلنا الموت في البحر على العودة إلى ليبيا".هذه ثاني محاولة لبينتو للهرب بحراً. في المرة الأولى، "خلال شهر رمضان" في أيار/مايو، لم تكن ناجحة، فقد اعترض خفر السواحل الليبيون بينتو ومهاجرين آخرين، لتجد نفسها بعد ذلك في السجن.-زوج معنِّف-غادرت بينتو ساحل العاج في آذار/مارس هرباً من زوج معنّف كما من أجل العمل في ليبيا. تشير الى آثار ضرب بالحزام على ذراعيها، وتخبر أنها تزوجت رغما عنها عندما كانت تبلغ 16 عاماً.وتتمكن النساء القادمات من غرب إفريقيا من إيجاد عمل بسهولة كعاملات منازل في بيوت العائلات الثرية.تركت أولادها الأربعة الأكبر سناً في بلدها، وبدأت رحلتها مع طفلها عثمان البالغ عاماً واحداً وشقيقه محمد ذي الثلاثة أعوام.المحنة بدأت قبل شهر ونصف شهر، من مالي ثم النيجر والجزائر، سيراً على الأقدام أو في حافلات، وأخيراً إلى طرابلس، مختبئين على متن شاحنة.وتقول "عبرنا الحدود بصعوبة بالغة، وفي بعض الاحيان زحفاً على الأرض".لكن المسيرة الطويلة في صحراء النيجر، حيث جرحت ساقها عندما سقطت على بعض الحجارة وابنها على ظهرها، لم تكن أسوأ ما في هذه الرحلة. ولم يكن الأسوأ كذلك عبور البحر على متن قارب صغير مع 85 رجلاً وامرأة.الجحيم الحقيقي كانت الفترة التي قضتها في ليبيا.حاولت ان تفر من مركز الاحتجاز، أو كما تصفه بينتو "السجن"، من خلال الاختباء. وتوضح "يمسكون بك أينما كنت ويرمون بك في السجن".وعندما تودع مركز الاحتجاز، عليك أن تدفع مالاً ليخرجوك منه. لكن "لم يكن معي أموال"، تخبر بينتو، متابعةً "لحسن الحظ، كان معي ابني الرضيع عثمان، وهذا الأمر ساهم في حمايتي. لكن كان هناك امرأة أخرى حامل، تعرضت للضرب كل يوم، كانوا يضربونها حتى بأجهزة إطفاء الحريق".-بعثة أوروبية-تروي بينتو "في السجن، لم يقدموا لنا شيئاً، فقط المنظمات غير الحكومية (مثل أطباء بلا حدود) والصليب الأحمر، أحضرت لنا طعاماً".وتتذكر بينتو أنه في أحد الأيام جاءت بعثة أوروبية لزيارة مركز الاحتجاز من دون أن تسعفها ذاكرتها على تحديد تاريخ هذه الزيارة.وتقول "طلب منا رئيس الشرطة أن ننظف كل شيء حتى لا يدرك البيض أننا نعاني! قال أحد الحراس إنني قادرة على إخبار قصتي. لكن (أعضاء البعثة) جاؤوا برفقة المدير...لذلك، ابتسمت فقط، قاموا بالتقاط الصور، وغادروا".وتوضح أنها كانت تخشى قول أي شيء خوفاً من رد الفعل.تعتمد أوروبا على ليبيا ، وهي بلد في حال حرب، لمنع عبور المهاجرين انطلاقاً من شواطئها.في تموز/يوليو، تعرض مركز الاحتجاز الذي كانت بينتو فيه للقصف وقتل أكثر من 50 شخصاً في الضربات. وتروي "استهدف البناء الذي كان فيه الرجال. هربنا ونحن نسير فوق الجثث. أطلق الحراس النار علينا".اختبأت بعد ذلك عند سوداني إلى حين موعد الرحيل الثلاثاء نحو الساعة 22,00 (20,00 ت غ). لا تجيد بينتو السباحة كما لم تكن تعرف ان منظمات إنسانية تجول في البحر المتوسط.وتابعت "رحلنا هكذا، بدون أن نعرف أي شيء"، ولم تكن تدرك أيضاً فرص أن تتمكن سفينة إنسانية من رصد القارب الذي كانت على متنه.تجهل بينتو أين سترسو بها السفينة "اوشن فايكينغ"، لكن الأهم بالنسبة اليها أن تكون بعيدة من طرابلس.



اقرأ أيضاً
وزير الدفاع الإسرائيلي: سنضرب إيران مجدداً إذا هددتنا
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، إن إسرائيل ستضرب إيران مجدداً إذا تعرضت لتهديد منها. ونقل عنه بيان صادر عن مكتبه القول: «ستصل إليكم يد إسرائيل الطويلة في طهران وتبريز وأصفهان، وفي أي مكان تحاولون فيه تهديد إسرائيل أو الإضرار بها. لا مكان للاختباء. إذا اضطررنا للعودة، فسنعود وبقوة أكبر».
دولي

الصين تعلن إحباط 3 مؤامرات تجسسية
أعلنت السلطات الصينية، الخميس، أنها أحبطت ثلاث مؤامرات تجسس، من بينها واحدة تورط فيها موظف حكومي تعرّض للابتزاز بعدما أغرته عميلة استخبارات أجنبية بـ «جمالها الآسر». وأكدت وزارة أمن الدولة أن «الجواسيس الأجانب ينشطون بشكل متزايد في محاولة للتسلل إلى الصين وسرقة أسرار الدولة»، داعية الموظفين الحكوميين إلى توخي الحذر من دون توجيه الاتهام إلى أي دولة.وأعربت الوزارة عن أسفها لأن «بعض الموظفين واجهوا عواقب وخيمة نتيجة كشفهم أسراراً خاصة بالدولة بسبب غياب القيم والمعتقدات الراسخة وتراخيهم في الانضباط والتزام القواعد». وسلّطت الوزارة الضوء على حالة موظف حكومي في إحدى المقاطعات يُدعى «لي»، وقع في «فخ إغواء مُحكم التخطيط» أثناء سفره إلى الخارج.وأضافت الوزارة: «عجز لي عن مقاومة جاذبية عميلة استخبارات أجنبية» ابتزته لاحقاً بـ«صور حميمة» واضطر بعد عودته إلى الصين لتسليم وثائق رسمية. وقد حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة التجسس. كما ذكرت الوزارة حالة مسؤول في بلدية يُدعى «هو» صوّر مستندات سرية سراً وباعها لوكالات استخبارات أجنبية بعدما خسر أمواله في المقامرة.وتطرقت أيضاً إلى قضية موظف شاب فقد وظيفته بعدما شارك معلومات سرية مع أحد أقاربه والذي بدوره قام بتصويرها وإرسالها إلى جهات استخباراتية. وحذرت الوزارة قائلة: «في غياب القيم والمبادئ الراسخة، قد يُعرض الموظفون أنفسهم لخطر الوقوع في فخ جريمة التجسس التي تخطط لها وكالات استخبارات أجنبية».وتتبادل الصين والولايات المتحدة الاتهامات بانتظام بشأن التجسس، وفي مارس الماضي، حُكم على مهندس سابق بالإعدام في الصين بتهمة تسريب أسرار دولة إلى دول أجنبية.
دولي

مقتل 35 فلسطينياً بقصف إسرائيلي على غزة
قُتل 35 فلسطينياً وأصيب آخرون، نتيجة تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الخميس). وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بأن من بين القتلى 12 مواطناً نصفهم أطفال إثر قصف إسرائيلي استهدف منطقة دوار الطيارة في دير البلح وسط القطاع. وأوضحت أن «خمسة شهداء ارتقوا إثر القصف الإسرائيلي على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع»، لافتة إلى «استشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين، في قصف من مسيرة إسرائيلية على خيام النازحين بالقرب من بئر في منطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي القطاع». كما أفاد التلفزيون الفلسطيني، اليوم، بأن 13 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، لقوا حتفهم جراء قصف إسرائيلي في أثناء انتظارهم توزيع مساعدات في وسط قطاع غزة. وقُتل 22 فلسطينياً على الأقل، بينهم 6 أطفال في غارات نفَّذها الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، في قطاع غزة، على ما أفاد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني. وطال القصف الإسرائيلي جنوب ووسط القطاع، إضافة إلى منطقتين في شماله، خصوصاً مخيم الشاطئ للاجئين في محاذاة مدينة غزة، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «وكالة الصحافة الفرنسية». ورداً على سؤال، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقِّق في المعلومات التي أوردها بصل. وقال زهير جودة (40 عاماً)، أحد سكان مخيم الشاطئ، إن «الانفجار كان ضخماً كالزلزال، دمَّر المنزل وعدداً من المنازل في محيطه، وتطايرت جثث وأشلاء الشهداء، وجميعهم أطفال». وأضاف: «ما رأيته مجزرة فظيعة... الشهداء أطفال تمزقت أجسادهم. لا يزال 7 أو 8 مفقودين تحت الأنقاض حتى صباح اليوم».
دولي

ترمب يُعطي الكونغرس الضوء الأخضر لفرض عقوبات على روسيا
باشر مجلس الشيوخ النظر في مشروع قانون جديد يفرض عقوبات على روسيا. وأعلن زعيم الجمهوريين في المجلس، جون ثون، أن المجلس سيصوت على العقوبات قريباً بعد التنسيق مع البيت الأبيض ومجلس النواب للحرص على إقرارها. وأضاف أنه «أمر يحظى بتوافق الحزبين في مجلس الشيوخ، وآمل أن نحظى بدعم بقية الأطراف كي نتمكن من إقرار ذلك».يأتي هذا بعد أن صعّد الرئيس الأميركي من لهجته المنتقدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: «نتعرض لكثير من الترهات التي يوجهها إلينا. إنه لطيف للغاية طوال الوقت، لكن يتضح أن (كلامه) لا معنى له». وأكّد ترمب أنه سينظر «بجدية» في فرض عقوبات جديدة على روسيا، ضمن المشروع المطروح أمام الشيوخ. فيما أكّد حليفه في المجلس ليندسي غراهام أنه حصل على الضوء الأخضر منه للمضي قدماً بالعقوبات، مع إضافة بند عليها يوفر للرئيس صلاحية رفعها إذا اقتضى الأمر لإعطائه مجالاً للمناورة. وقال غراهام إن «استئناف إرسال الأسلحة، وإقرار تتزامن هذه التّحركات مع بلبلة أثارها إعلان البنتاغون، الأسبوع الماضي، عن تجميد دفعات من الأسلحة لأوكرانيا، ما فاجأ الرئيس الأميركي الذي أعرب عن دهشته للصحافيين بعد سؤاله عن الشخص المسؤول عن القرار، قائلاً: «لا أعلم، هلّا قلتم لي؟». وفيما أعلن ترمب أنه سيتم استئناف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، أثارت المسألة تساؤلات داخل الإدارة الأميركية حيال دور وزير الدفاع بيت هيغسيث بعد أن أشارت تقارير صحافية إلى أنه تصرّف من دون التشاور مع البيت الأبيض، وهو ما نفته المتحدثة باسم البنتاغون كينسلي ويلسون، التي قالت: «من مهام وزير الدفاع تقديم التوصيات العسكرية للقائد الأعلى للقوات المسلحة. وقد قدم الوزير هيغسيث مقترحاً للرئيس لتقييم شحنات المساعدات العسكرية ومراجعة المخزونات الحالية. وتم تنسيق هذا الجهد عبر مختلف الجهات الحكومية». وأضافت ويلسون في بيان لوكالة «أسوشييتد برس»: «سيواصل البنتاغون تزويد الرئيس بخيارات قوية فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما يتماشى مع هدفه المتمثّل في إنهاء هذه الحرب المأسوية ووضع مصلحة أميركا أولاً». ولعلّ شعار «أميركا أولاً» هو الذي ولّد هذا اللغط، إذ إنه سلّط الضوء على الدور الذي يلعبه ألبريدج كولبي، نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية، وهو من الداعمين الشرسين لسياسة أميركا أولاً والمنتقدين لـ«اعتماد الدول الأوروبية على أميركا». وتقول التقارير إن كولبي كان صاحب قرار تجميد الأسلحة لأوكرانيا، «لأن أميركا بحاجة للاحتفاظ بمخزونها من الأسلحة»، خصوصاً، وأنه يرى أن الأوروبيين هم المعنيون بالحرب الروسية - الأوكرانية، «التي تُشكّل مصدر تشتيت لانتباه واشنطن» في موقف يتناغم مع بعض وجوه الإدارة، وعلى رأسهم نائب ترمب جي دي فانس. لكن تغيير موقف ترمب علنياً حيال روسيا قد يؤدي إلى تقييد يدي كولبي في قرارات من هذا النوع، وهو ما يعطي بعض الأمل للصقور من الجمهوريين الذين تفاجأوا مثل الرئيس الأميركي من قرار تجميد إرسال الأسلحة. وقد تنفّس هؤلاء الصعداء بعد قرار ترمب استئناف تسليح أوكرانيا، فقال زعيم الجمهوريين السابق في مجلس الشيوخ، ميتش مكونيل: «هذه المرة، سيتعيّن على الرئيس أن يرفض دعوات الانعزاليين والداعين إلى ضبط النفس داخل إدارته، والذين يطالبون بحصر هذه الشحنات بالأسلحة الدفاعية فقط». وأضاف في بيان انتقد فيه كولبي ضمناً: «عليه أن يتجاهل أولئك في وزارة الدفاع الذين يتذرّعون بنقص الذخائر لعرقلة المساعدات، بينما يرفضون الاستثمار الجاد في توسيع إنتاج الذخائر».
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة