أُقيم نهاية الشهر الماضي بالمدينة الحمراء، الحفل الافتتاحي لاحتفالية “مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024” المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، الذي احتضنه قصر الباهية بالمدينة.

ولم يكن عبثا اختيار "قصر الباهية" في المدينة الحمراء كفضاء تراثي يُعطى فيه الانطلاق الرسمي لهذه الاحتفالية، بالنظر لما يميز القصر من تاريخ يعكس أصالة المعمار المغربي.

ويعد القصر، الذي يفتح أبوابه للزوار، واحدا من روائع الفن المعماري المغربي المؤرخ لأواخر القرن 19، ما يجعله اليوم أبرز المعالم السياحية التي تجذب الزوار من عشاق فن المعمار على اختلاف أنواعه.

وقام بإنشاء "قصر الباهية" فعليا كبير وزراء السلطان عبد العزيز (حكم ما بين 1894-1908)، ويدعى أحمد بن موسى البخاري، المعروف بلقب "با حماد"، تمجيدا لذكرى زوجته "الباهية الرحمانية" وعرفانا بمودتها وتخليدا للحظوة التي كانت تتمتَّع بها لديه، بعدما كان في بدايته بنايات متفرقة ورثها عن والده "سّي موسى".

يقول المسؤول عن البنايات التاريخية والتراثية في مديرية الثقافة لجهة مراكش، جمال أبو الهدى، إن القصر "عبارة عن مجموعة من الدور والبنايات المتفرقة التي بنيت عبر فترات تاريخية مختلفة، ثم أعيد تهيئتها وهيكلتها لتصبح قصرا واحدا أواخر القرن 19".

وأوضح أبو الهدى، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "القصر البهي أسسه سّي موسى، في حين عمل ابنه أحمد الملقب با حماد، وكان يشغل منصب الصدر الأعظم لدى السلطان المولى عبد العزيز، على توسعته واستكمال بنائه".

وأبرز المسؤول في وزارة الثقافة بجهة مراكش أن "قصر الباهية هندسه المكي المسيوي الذي جلب لتشييده أفضل وأمهر صناع وعمال مراكش من دون انقطاع وعلى مدى 6 سنوات (1894-1900)، ويقع في الجهة الجنوبية للمدينة العتيقة لمراكش بمحاذاة حي الملّاح".

وشدد المتحدث ذاته على أن "قصر الباهية تحفة فنية ومعمارية متفردة، ومثالا حيا للعمارة الأندلسية المغربية في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20، وهي معلمة تضم عدة أجنحة وملحقات وأحواض وحدائق".

ومنذ عام 1922 تم تصنيف "قصر الباهية" معلمة تاريخية يفد إليها الزوار والسياح الأجانب، ولكن مساحة القصر قلت كثيرا، بعدما انفصلت عنه الحديقة الكبرى "أكدال"، والتي شيدت بها عدة مرافق ومؤسسات، فيما تغيّر المدخل الأصلي للقصر الذي كان يوجد في حي رياض الزيتون الجديد، ليتم فتح بوابة على مقربة حي الملاح.

المصدر: إرم نيوز