الخميس 20 مارس 2025, 21:02

وطني

علماء مغاربة يكتشفون أثراً غير مسبوق يعيد كتابة تاريخ شمال إفريقيا


رشيد حدوبان نشر في: 17 فبراير 2025

كشف علماء آثار مغاربة بقيادة البروفيسور يوسف بوكبوط، الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عن اكتشاف أثري غير مسبوق يتمثل في أول قرية من العصر البرونزي في منطقة المغرب الكبير، تعود إلى فترة ما قبل وصول الفينيقيين.

وسينشر الفريق تفاصيل هذا الاكتشاف المهم في مجلة “Antiquity” العلمية المرموقة، والذي من شأنه تغيير الكثير من المفاهيم السائدة حول تاريخ شمال إفريقيا.

وحسب نتائج البحث الأثري، تقع القرية المكتشفة في موقع “كاش كوش” بـ”ظهر المودن” المطل على مصب وادي لاو بشمال المغرب، في موقع استراتيجي قريب من مضيق جبل طارق، سمح لسكانه بالسيطرة على ممر رئيسي بين البحر المتوسط وجبال الريف.

وأوضح بوكبوط أن الحفريات التي تمت في إطار أطروحة دكتوراه للطالب حمزة بنعطية، كشفت عن ثلاث مراحل من الاستيطان البشري في الموقع، تمتد من 2200 قبل الميلاد وحتى 600 قبل الميلاد، مبيناً أن المرحلة الأكثر استقراراً كانت بين 1600-600 قبل الميلاد، حيث تحولت المنطقة إلى قرية زراعية مستقرة.

ويعتبر هذا الاكتشاف ثورة في المعطيات العلمية المتعلقة بتاريخ المنطقة، إذ أثبت أن المجتمعات الأمازيغية القديمة كانت متطورة ومنظمة قبل وصول الفينيقيين، على عكس الاعتقاد السائد سابقاً.

كما أظهرت الأبحاث وجود مجتمعات محلية نشيطة مارست الزراعة المتقدمة وتربية الماشية، وأقامت علاقات تجارية وثقافية مع مجتمعات حوض البحر المتوسط والصحراء.

وكشفت التحاليل الأثرية في موقع “كاش كوش” عن وجود منازل من الطوب اللبن وحفر صخرية لتخزين المحاصيل، إضافة إلى ممارسة زراعة متنوعة شملت القمح والشعير والبقوليات، وتربية متنوعة للماشية منها الأغنام والماعز والخنازير والأبقار.

ومن أبرز ما عثر عليه الفريق المغربي قطعة برونزية تعد أقدم دليل على تعدين البرونز في المغرب، مؤرخة بالكربون المشع (1110-920 قبل الميلاد)، إضافة إلى مجموعة غنية من الفخار المحلي الذي كان يصنع يدوياً، والأدوات الحجرية التي تشهد على النشاط الحرفي المتطور.

وأكد الباحثون أن سكان “ظهر المودن” لم يكونوا سلبيين تجاه التأثيرات الخارجية، بل دمجوا بعض العناصر الثقافية الأجنبية مع تقاليدهم الأصيلة، مشكلين ثقافة هجينة، كما تبين ذلك من ظهور المنازل المستطيلة ذات الأساسات الحجرية المستوحاة من النماذج الفينيقية خلال المرحلة الثالثة للاستيطان.

ويُرجَّح أن الموقع هُجر حوالي 600 قبل الميلاد، ربما بسبب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بتأسيس مستوطنات ساحلية جديدة.

وتأتي هذه الاكتشافات بعد نشر نفس الفريق لنتائج بحثية سابقة في شتنبر 2023 عن اكتشاف مركب زراعي ما قبل تاريخي في قرية واد بهت بإقليم الخميسات، يعتبر الأقدم والأكبر في إفريقيا.

وخلص الباحثون إلى أن هذه الاكتشافات تدعو لإعادة التفكير في عصور ما قبل التاريخ لأفريقيا المتوسطية، التي تظهر الآن كمساحة ديناميكية للتبادلات والابتكارات والهويات المتعددة، متوقعين أن تكشف الأبحاث المستقبلية عن وجود مواقع أخرى مماثلة تسهم في إثراء فهمنا للمجتمعات القديمة في المغرب الكبير.

كشف علماء آثار مغاربة بقيادة البروفيسور يوسف بوكبوط، الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عن اكتشاف أثري غير مسبوق يتمثل في أول قرية من العصر البرونزي في منطقة المغرب الكبير، تعود إلى فترة ما قبل وصول الفينيقيين.

وسينشر الفريق تفاصيل هذا الاكتشاف المهم في مجلة “Antiquity” العلمية المرموقة، والذي من شأنه تغيير الكثير من المفاهيم السائدة حول تاريخ شمال إفريقيا.

وحسب نتائج البحث الأثري، تقع القرية المكتشفة في موقع “كاش كوش” بـ”ظهر المودن” المطل على مصب وادي لاو بشمال المغرب، في موقع استراتيجي قريب من مضيق جبل طارق، سمح لسكانه بالسيطرة على ممر رئيسي بين البحر المتوسط وجبال الريف.

وأوضح بوكبوط أن الحفريات التي تمت في إطار أطروحة دكتوراه للطالب حمزة بنعطية، كشفت عن ثلاث مراحل من الاستيطان البشري في الموقع، تمتد من 2200 قبل الميلاد وحتى 600 قبل الميلاد، مبيناً أن المرحلة الأكثر استقراراً كانت بين 1600-600 قبل الميلاد، حيث تحولت المنطقة إلى قرية زراعية مستقرة.

ويعتبر هذا الاكتشاف ثورة في المعطيات العلمية المتعلقة بتاريخ المنطقة، إذ أثبت أن المجتمعات الأمازيغية القديمة كانت متطورة ومنظمة قبل وصول الفينيقيين، على عكس الاعتقاد السائد سابقاً.

كما أظهرت الأبحاث وجود مجتمعات محلية نشيطة مارست الزراعة المتقدمة وتربية الماشية، وأقامت علاقات تجارية وثقافية مع مجتمعات حوض البحر المتوسط والصحراء.

وكشفت التحاليل الأثرية في موقع “كاش كوش” عن وجود منازل من الطوب اللبن وحفر صخرية لتخزين المحاصيل، إضافة إلى ممارسة زراعة متنوعة شملت القمح والشعير والبقوليات، وتربية متنوعة للماشية منها الأغنام والماعز والخنازير والأبقار.

ومن أبرز ما عثر عليه الفريق المغربي قطعة برونزية تعد أقدم دليل على تعدين البرونز في المغرب، مؤرخة بالكربون المشع (1110-920 قبل الميلاد)، إضافة إلى مجموعة غنية من الفخار المحلي الذي كان يصنع يدوياً، والأدوات الحجرية التي تشهد على النشاط الحرفي المتطور.

وأكد الباحثون أن سكان “ظهر المودن” لم يكونوا سلبيين تجاه التأثيرات الخارجية، بل دمجوا بعض العناصر الثقافية الأجنبية مع تقاليدهم الأصيلة، مشكلين ثقافة هجينة، كما تبين ذلك من ظهور المنازل المستطيلة ذات الأساسات الحجرية المستوحاة من النماذج الفينيقية خلال المرحلة الثالثة للاستيطان.

ويُرجَّح أن الموقع هُجر حوالي 600 قبل الميلاد، ربما بسبب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بتأسيس مستوطنات ساحلية جديدة.

وتأتي هذه الاكتشافات بعد نشر نفس الفريق لنتائج بحثية سابقة في شتنبر 2023 عن اكتشاف مركب زراعي ما قبل تاريخي في قرية واد بهت بإقليم الخميسات، يعتبر الأقدم والأكبر في إفريقيا.

وخلص الباحثون إلى أن هذه الاكتشافات تدعو لإعادة التفكير في عصور ما قبل التاريخ لأفريقيا المتوسطية، التي تظهر الآن كمساحة ديناميكية للتبادلات والابتكارات والهويات المتعددة، متوقعين أن تكشف الأبحاث المستقبلية عن وجود مواقع أخرى مماثلة تسهم في إثراء فهمنا للمجتمعات القديمة في المغرب الكبير.



اقرأ أيضاً
تجديد الثقة في الدكتور محمد شادي عميداً لكلية الحقوق بالمحمدية
صادق مجلس الحكومة، المنعقد اليوم الخميس 20 مارس 2025، على مقترحات تعيين في مناصب عليا طبقاً لأحكام الفصل 92 من الدستور. وفي إطار هذه التعيينات، تم تعيين محمد شادي عميداً لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، لولاية ثانية. ويُعد الدكتور شادي من الأطر الأكاديمية المتميزة في مجاله، ومن المنتظر أن يسهم في تعزيز مكانة الكلية على الصعيدين الوطني والدولي، مع التركيز على تطوير البرامج التعليمية والبحثية وتوسيع آفاق التعاون الأكاديمي. وقد بصم العميد شادي خلال ولايته الأولى على إنجازات هامة ساهمت في تطوير الكلية وتحقيق نقلة نوعية في مستوى التعليم والبحث العلمي وتعزيز سمعة الكلية محلياً ودولياً، إلى جانب توسيع فرص التعاون مع مؤسسات أكاديمية مرموقة.
وطني

الحكومة تصادق على مجموعة من التعيينات في المناصب العليا
صادق مجلس الحكومة في ختام أشغاله اليوم الخميس على مجموعة من مقترحات التَعْيِينٍ في مناصبَ عليا طبقا للفصل 92 من الدستور. وقد في هذا السياق على مستوى وزارة الصناعة والتجارة، تعيين أنوار العلوي الإسماعيلي، مديرا للوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة؛ وعلى مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تعيين فاطمة الزهراء علمي، عميدة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق-الدار البيضاء؛سوحة صحراوي، عميدة لكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء؛ محمد شادي، عميدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية؛ عبد السلام البواري، عميدا لكلية العلوم بابن مسيك-سيدي عثمان؛ وعلى مستوى وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة، تعيين غزلان دروس، مديرة للكتاب والخزانات والمحفوظات؛ وعلى مستوى وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تعيين محمد أعبيد، مفتشا جهويا للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب الوطني لجهة الدار البيضاء-سطات؛
وطني

الوزير برادة يعفي الرجل الثاني في قطاع التربية الوطنية
بعد موجة الإعفاءات التي طالت عددا من المدراء الإقليميين للتعليم، قرر الوزير محمد سعد برادة، إعفاء الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من مهامه. وينتمي الكاتب العام يونس السحيمي إلى حزب الاستقلال. ويرى البعض بأن قرار الإعفاء تتحكم فيه خلفية حزبية، وقد تكون له دواعي انتخابية، في إشارة إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار يتجه إلى تعيين أطره في القطاع. فيما يشير البعض الآخر إلى أن القرار سيؤدي إلى تجاوز أجواء توتر سادت في الآونة الأخيرة بين الوزارة وبين جل النقابات المشاركة في الحوار الاجتماعي القطاعي. وكانت نقابة الاتحاد المغربي للشغل قد سبق لها أن انتقدت الكاتب العام للوزارة، وذلك على خلفية تدبير ملفات الحوار الاجتماعي، ومحاباة نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. لكن قياديين في الذراع النقابي لحزب الاستقلال اعتبروا بأن الأمر يتعلق بمزايدات، وبأن ملفات الحوار الاجتماعي تدار في إطار مؤسساتي. وكانت الوزارة قد أعلنت عن إجراء عملية نقل 07 مديرين إقليميين، وإنهاء مهام 16 مديرا إقليميا، كما تم الإعلان عن فتح باب التباري لشغل منصب مدير إقليمي ب 27 مديرية إقليمية، من بينها 11 منصبا شاغرا. وأكدت أن هذه العملية التي تمت في إطار من الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة، وبتنسيق مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، تروم إلى مواصلة تعزيز وتطوير أداء المديريات الإقليمية، ودعمها بالأطر المؤهلة من أجل تنزيل برامج الإصلاح، وبلوغ النتائج التربوية المنتظرة
وطني

رسميا.. المغرب يمنع ذبح إناث الأغنام والماعز حتى نهاية مارس 2026
وجهت وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات دورية مشتركة تقضي بمنع ذبح الإناث من هذه الفصائل على المستوى الوطني، وذلك إلى غاية مارس 2026. وحسب الوثيقة التي توصل بها الولاة والعمال ومديرو الفلاحة، فيأتي هذا القرار على خلفية التراجع الكبير الذي شهده القطيع الوطني بنسبة 38% مقارنة بسنة 2016، بسبب توالي سنوات الجفاف، وهو ما أثر بشكل مباشر على الإنتاجية الفلاحية وعلى قدرة المربين على الحفاظ على رؤوس الماشية. كما أن ارتفاع أسعار الأعلاف والماشية دفع العديد من الكشابة إلى اللجوء لذبح الإناث، الأمر الذي بات يهدد استدامة القطاع. ويمنع القرار بشكل صارم ذبح إناث الأغنام والماعز، باستثناء الحالات الضرورية مثل الإناث غير المنتجة أو المصابة بأمراض تستوجب الذبح، إضافة إلى الإناث المستوردة والمخصصة للتسمين. ولتطبيق القرار، حيث سيتم فرض قيود صارمة على المسالخ الوطنية، مع منع إدخال الإناث الموجهة للذبح، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعوية تستهدف مهنيي قطاع اللحوم الحمراء، خصوصا “الكشابة ” والجزارين، لتعريفهم بأهمية الحفاظ على القطيع. ويهدف هذا القرار إلى إعادة التوازن للقطيع الوطني وضمان استدامة النشاط الفلاحي في ظل التقلبات المناخية التي تشهدها المملكة، حيث ستتولى السلطات المحلية والمصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) مهمة تطبيق هذا القرار بحزم. ومن المرتقب أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ فور توقيعه، على أن يمتد إلى غاية مارس 2026، وهي فترة تعتبرها الحكومة ضرورية لضمان إعادة تعافي القطيع الوطني من التداعيات الخطيرة للجفاف وارتفاع تكاليف التربية.
وطني

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 20 مارس 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة