
يقع ضريح امحمد بن سليمان الجزولي بمنطقة رياض العروس في منطقة محاذية لسور مراكش أضحت تسمى باسمه، يتوسطها الضريح ت الذي يحتضن كل خميس وعبر فرقتين من المسمعين تلاوة كتاب الشيخ " دليل الخيرات " في الصلاة على سيد المرسلين.
وتنخرط الجماعة في ترديد تلك الابتهالات تحت إشراف المقدم، ما إن يقف زائر بهدية حتى يتلقف أحد الشبان وبحركة باليد تليها همهمات تجعله في اتصال مباشر مع المقدم الذي يرسل له من داخل الحلقة دعاء بالكف يستقبله الزائر بوضع اليد على الصدر ليقوم بجولة في الضريح المحاط بقبور العديد من أعيان المدينة يتقدمهم باشا مراكش التهامي الجلاوي الذي أوصى بدفن رفاته بالقرب من القطب الرباني كما كان يلقبه، تقدم بعض النسوة أكياس من الحليب والتمر للمقدم وتجلسن القرفصاء بالقرب من الضريح.
أجهشت إحداهن بالبكاء وهي تتمرغ بالقرب من الولي علقت الثانية على حركة مرافقتها بعد أن أدت ركعتين بجوار الضريح بأن " العكس " يلاحق الشابة التي لم في نهاية عقدها الثالث،وهي تصفف شعرها أمام أنظار أحد المقيمين بالمسجد كان ينقل بعض الفرشة رفقة إحدى السيدات إلى خارج الضريح، قدم لها دعاء وهو يشير عليها بملء قنينة من الماء من النافورة ووضعها بالقرب من " القراية " ستكون بإذن الله خير شفاء لمرضها.
احيانا يقدم بعض الزوار وجبات من الكسكس للمسمعين بضريح أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان، سيدي امحمد بن عبد الرحمان بن سليمان الجزولي المزداد سنة 807 هجرية بمنطقة جزولة بسوس حيث قضى طفولته، و مثل عديد من أطفال سوس الذين عاشوا أوائل القرن التاسع الهجري على عهد بني مرين ، و نال حظا وافرا من التعليم في جزولة ، أهله بعد ذلك للرحيل إلى فاس حيث التحق بمدرسة"الصفارين"…. كانت فاس كعادتها لا تمنح الطلبة سوى " بنيقة " ضيقة بحجم القامة مخصصة للمبيت و المطالعة ، و خبزة يومية بها يمكن الحفاظ على استمرارية الحياة .
لكن الطالب الجزولي كان محظوضا و قتها ، فقد تجاوز ضيق مسكنه المتواضع و سكن في مكان رحب هو قلب عالم قلما يجود به الزمان ، و المقصود به العارف الكبير سيدي أحمد زروق الذي كانت له القدم الراسخة في فقه مالك ، لدرجة أنه كان يحفظ " المدونة " عن ظهر قلب يشرحها.
أكد الجزولي منذ البداية حضوره الدائم قبالة شيخه و دلف به هذا الأخير نحو ذلك المتن الفقهي الملئ بالمنعطفات و المنعرجات و الإشكالات الضيقة التي ينبغي فكها ، لكن ذهن سيدي الجزولي و قتها كان يعزف ءايقاعا آخر يتصل مباشرة بذات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم و حدثه و قال له : " أنا زين المرسلين ، و أنت يا جزولي سيد الأولياء "….
كانت تلك بداية التزهد و التنسك و الإعتزال ، ومرت شهور على الجزولي و هو بفاس الوطاسية/المرينية كان فيها على حال من الوجد و الشغف بالصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه و آله وسلم يرددها في كل و قت و حال لدرجة أن ذلك اعتبر نوعا من مس أصابه ، ساهم ذلك في نفض الغبار عن علاقاته الصغيرة و صداقاته ، وانتهى الأمر إلى أن ابتعد عن عموم الناس بمن فيهم أولئك الأصدقاء المزيفين ،و انعزل معتزلا في بيته الصغير العاري من الأثاث والممتلئ بذكر محاسن النبي (ص) مدة شهور ، وهي التجربة التي أوصلته في النهاية إلى الإمساك بقلم القصب ، حيث و ضع الدواة و القرطاس أمامه ، " بعد كرامة شهدها من امرأة كانت تواظب على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام" و سجل أول الأبيات في مدح الرسول (ص) ، و الصلاة عليه و المسماة " دلائل الخيرات " …..
لم تكن " دلائل الخيرات " كتابا عاديا ، بل كانت كتابا عظيما صالحا لكل الأزمنة ، ولكل الناس ومن جميع الفئات ، وربما هو الكتاب العربي الوحيد الذي لا نعرف عدد طبعاته و لا عدد القراء الذين انشدوا سطوره ، سواء كانوا أطفالا أو نساء ورجالا ، و يمكن القول إن ملايين المسلمين في المشارق و المغارب و عبر العصور و الأجيال كانوا بشكل أو بآخر ، حريصين على قراءته ، أفرادا و جماعات ، في المساجد أو البيوت ، و متفانين في الصلاة على النبي (ص) و مدح سنته و رسالته ، بعد ذلك تعرض "دلائل الخيرات" و صاحبه لحملات مضادة أسهمت في بعض الحالات في إثارة الفتن ، و ربما كانت أقوى الإنتقادات أتت من وساوس الوهابية و ترهاتهم الباطلة ، و قد قيد الله رجالا ردوا بالحجة والدليل على هذه المزاعم الباطلة .
وقضى سيدي محمد بن سليمان الجزولي مدة طويلة في فاس قبل أن يرحل للإتصال بالعارف سيدي الشريف محمد أمغار، إثر ذلك دخل في خلوة طويلة مكث فيها صحبة سيدي أمغار حوالي أربعة عشر عاما ، و خلالها ختم الجزولي مع المريدين عشرات الآلاف من الدلائل عبر الأيام و الليالي المتوالية ، و اكتشف ذات يوم و هو مستغرق في أذكاره أن المريدين الذين اجتمعوا بين يديه قد وصل عددهم إثنا عشر ألفا وستمائة و خمسة و ستين ، ولم يطق صبرا ، فقد حن قلبه لمجاورة الرسول (ص) ، وهكذا ذهب في ركب الحجاج إلى مكة.
يقع ضريح امحمد بن سليمان الجزولي بمنطقة رياض العروس في منطقة محاذية لسور مراكش أضحت تسمى باسمه، يتوسطها الضريح ت الذي يحتضن كل خميس وعبر فرقتين من المسمعين تلاوة كتاب الشيخ " دليل الخيرات " في الصلاة على سيد المرسلين.
وتنخرط الجماعة في ترديد تلك الابتهالات تحت إشراف المقدم، ما إن يقف زائر بهدية حتى يتلقف أحد الشبان وبحركة باليد تليها همهمات تجعله في اتصال مباشر مع المقدم الذي يرسل له من داخل الحلقة دعاء بالكف يستقبله الزائر بوضع اليد على الصدر ليقوم بجولة في الضريح المحاط بقبور العديد من أعيان المدينة يتقدمهم باشا مراكش التهامي الجلاوي الذي أوصى بدفن رفاته بالقرب من القطب الرباني كما كان يلقبه، تقدم بعض النسوة أكياس من الحليب والتمر للمقدم وتجلسن القرفصاء بالقرب من الضريح.
أجهشت إحداهن بالبكاء وهي تتمرغ بالقرب من الولي علقت الثانية على حركة مرافقتها بعد أن أدت ركعتين بجوار الضريح بأن " العكس " يلاحق الشابة التي لم في نهاية عقدها الثالث،وهي تصفف شعرها أمام أنظار أحد المقيمين بالمسجد كان ينقل بعض الفرشة رفقة إحدى السيدات إلى خارج الضريح، قدم لها دعاء وهو يشير عليها بملء قنينة من الماء من النافورة ووضعها بالقرب من " القراية " ستكون بإذن الله خير شفاء لمرضها.
احيانا يقدم بعض الزوار وجبات من الكسكس للمسمعين بضريح أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان، سيدي امحمد بن عبد الرحمان بن سليمان الجزولي المزداد سنة 807 هجرية بمنطقة جزولة بسوس حيث قضى طفولته، و مثل عديد من أطفال سوس الذين عاشوا أوائل القرن التاسع الهجري على عهد بني مرين ، و نال حظا وافرا من التعليم في جزولة ، أهله بعد ذلك للرحيل إلى فاس حيث التحق بمدرسة"الصفارين"…. كانت فاس كعادتها لا تمنح الطلبة سوى " بنيقة " ضيقة بحجم القامة مخصصة للمبيت و المطالعة ، و خبزة يومية بها يمكن الحفاظ على استمرارية الحياة .
لكن الطالب الجزولي كان محظوضا و قتها ، فقد تجاوز ضيق مسكنه المتواضع و سكن في مكان رحب هو قلب عالم قلما يجود به الزمان ، و المقصود به العارف الكبير سيدي أحمد زروق الذي كانت له القدم الراسخة في فقه مالك ، لدرجة أنه كان يحفظ " المدونة " عن ظهر قلب يشرحها.
أكد الجزولي منذ البداية حضوره الدائم قبالة شيخه و دلف به هذا الأخير نحو ذلك المتن الفقهي الملئ بالمنعطفات و المنعرجات و الإشكالات الضيقة التي ينبغي فكها ، لكن ذهن سيدي الجزولي و قتها كان يعزف ءايقاعا آخر يتصل مباشرة بذات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم و حدثه و قال له : " أنا زين المرسلين ، و أنت يا جزولي سيد الأولياء "….
كانت تلك بداية التزهد و التنسك و الإعتزال ، ومرت شهور على الجزولي و هو بفاس الوطاسية/المرينية كان فيها على حال من الوجد و الشغف بالصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه و آله وسلم يرددها في كل و قت و حال لدرجة أن ذلك اعتبر نوعا من مس أصابه ، ساهم ذلك في نفض الغبار عن علاقاته الصغيرة و صداقاته ، وانتهى الأمر إلى أن ابتعد عن عموم الناس بمن فيهم أولئك الأصدقاء المزيفين ،و انعزل معتزلا في بيته الصغير العاري من الأثاث والممتلئ بذكر محاسن النبي (ص) مدة شهور ، وهي التجربة التي أوصلته في النهاية إلى الإمساك بقلم القصب ، حيث و ضع الدواة و القرطاس أمامه ، " بعد كرامة شهدها من امرأة كانت تواظب على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام" و سجل أول الأبيات في مدح الرسول (ص) ، و الصلاة عليه و المسماة " دلائل الخيرات " …..
لم تكن " دلائل الخيرات " كتابا عاديا ، بل كانت كتابا عظيما صالحا لكل الأزمنة ، ولكل الناس ومن جميع الفئات ، وربما هو الكتاب العربي الوحيد الذي لا نعرف عدد طبعاته و لا عدد القراء الذين انشدوا سطوره ، سواء كانوا أطفالا أو نساء ورجالا ، و يمكن القول إن ملايين المسلمين في المشارق و المغارب و عبر العصور و الأجيال كانوا بشكل أو بآخر ، حريصين على قراءته ، أفرادا و جماعات ، في المساجد أو البيوت ، و متفانين في الصلاة على النبي (ص) و مدح سنته و رسالته ، بعد ذلك تعرض "دلائل الخيرات" و صاحبه لحملات مضادة أسهمت في بعض الحالات في إثارة الفتن ، و ربما كانت أقوى الإنتقادات أتت من وساوس الوهابية و ترهاتهم الباطلة ، و قد قيد الله رجالا ردوا بالحجة والدليل على هذه المزاعم الباطلة .
وقضى سيدي محمد بن سليمان الجزولي مدة طويلة في فاس قبل أن يرحل للإتصال بالعارف سيدي الشريف محمد أمغار، إثر ذلك دخل في خلوة طويلة مكث فيها صحبة سيدي أمغار حوالي أربعة عشر عاما ، و خلالها ختم الجزولي مع المريدين عشرات الآلاف من الدلائل عبر الأيام و الليالي المتوالية ، و اكتشف ذات يوم و هو مستغرق في أذكاره أن المريدين الذين اجتمعوا بين يديه قد وصل عددهم إثنا عشر ألفا وستمائة و خمسة و ستين ، ولم يطق صبرا ، فقد حن قلبه لمجاورة الرسول (ص) ، وهكذا ذهب في ركب الحجاج إلى مكة.
ملصقات
دين

دين

دين

دين

مراكش

مراكش

مراكش

مراكش

