مراكش

صلاح بلادي …أضرحة و أولياء بمراكش ..سيدي يوسف بن علي


محمد السريدي نشر في: 14 يونيو 2018

هو يوسف بن علي الصنهاجي الذي يقع ضريحه خارج أسوار المدينة العتيقة بمنطقة تعج بالباعة المتجولين وأوراش لإصلاح السيارات ولغط كثيف بالقرب من رجل قرر الابتعاد عن الناس بعد مرضه.

نساء يتحلقن أمام بوابة الضريح الرديئة منهن من تطلب صدقات من زوار الضريح وبعضهن انخرطن في أحاديث عن هموم الحياة ومشاكلها لا أثر للذكور بالضريح باستثناء يوم الجمعة لتلاوة القرآن وهي اللحظة التي تستقدم بعض الأسر أطفالها للتداوي من مرض نفسي يطلق عليه " الجعرة " حيث يتم إنزال الأطفال إلى الغار بجوار قبر يوسف بن علي مع إطفاء  الإنارة ينخرط الأطفال في بكاء وعويل لا يصل صداه إلى الأعلى بفعل تلاوة القرآن، بعد مغادرة الغار يهدأ الأطفال تقول مقدمة الضريح وهي تشير على إحدى الزائرات بالنزول لمجاورة قبر سيدي يوسف بن علي على حد قولها، قبل أن تمنح لإحدى مرافقة الزائرة قليل من الملح فيه البركة.

تهالكت أفرشة الضريح كما تنبعث منها رطوبة حادة، في الوقت الذي غلفت جدرانه بسجادات بلاستيكية متهالكة تنسجم إلى حد كبير مع محيط الضريح وفناءه الرديء، لا أثر للماء بالضريح غالبا ما يصطحب الزوار قنينات من الماء يتصدقن به على بعض الفتيات والنساء المتحلقات على سيدة تضع أمامها علبة من الكارتون كان زوجها يشتغل بالضريح قبل أن تأخذ مكانه يقتصر عملها على تقديم إرشادات ومساعدة " لمقدمة " تراقب النسوة كل زوار الضريح يتهامسن بكلام غير مفهوم قبل أن ينفجرن بالضحك.

تسلل بعض زوار الليل إلى الضريح تاركين حفرة كبيرة بجوار القبر اعتقادا منه أن الولي يرقد على كنز ثمين وهم لا يدرون أن الرجل تصدق بكل ما يملك من خيرات خصوصا في الفترات الأخيرة من حياته حتى شبهه البعض بالنبي أيوب المبتلى كذلك، وهو يوسف بن علي الصنهاجي، المبتلى، المعروف بصاحب الغار( مول الغار ) ، لأنه كان يعيش في كهف بعد ما ابتلي بالجذام، وقد أطلق على ذلك المكان رابطة الغار، تقع حارة الجذماء خارج باب اغمات شرقي مدينة مراكش، اكتفت أهم المصادر التاريخية بالإشارة إلى انه ولد بمراكش ولم يغادرها. وانه عربي يمني، فقد نص النسابة على عروبة صنهاجة الحميرية،وانفرد الافراني بخبر يفيد أن أبا مدين شعيب بن حسين الأنصاري دفين العباد بتلمسان عام 594هـ/1197م هو عم يوسف ابن علي، ولم يذكر مصادره في ذلك، كما أن باقي المصادر لم تشر إلى هذه القرابة، وكل ما يجمع بينها هو أصلهما اليمني، عاش في القرن السادس هجري وأصيب لما كان شابا بالجذام, المرض الذي جعل أسرته تخاف من العدوى فتخلت عنه هي وجميع معارفه.فاضطر بعدها الى الرحيل عنهم وعاش وحيدا في كهف مجاور للمدينة يوجد خارج باب أغمات وبقي هناك مدة طويلة مما جلب تعجب الناس به وبقدرته على البقاء وحيدا في مكان مهجور و أصبح يضرب به المثل في الصبر إلى حد تشبيهه بالنبي أيوب

و من أهم ما اشتهر به هو تعلمه على يد شيخه أبي عصفور، وكثرت حول شخصيته الأساطير وشاعت أخبار كرامته في كل أنحاء المدينة فأخذ الناس الذي تخلوا عنه يقصدونه من اجل ان يحل مشاكلهم ويساعدهم.

وخلد بوفاته كأحد عظام مدينة مراكش ورجالاتها السبعة وسمي حي كامل باسمه . كما لم يتم الحديث عن دراسة يوسف ونشاطه العلمي والتربوي، وطبيعة ما يدرس ويعلم بالرابطة (الزاوية)، فقد كان اهتمام المصادر خاصة بإصابته بالجذام وصبره عليه حتى لقب بالمبتلى. قال ابن الزيات (وكان كثير الشأن فاضلا، زرته مرات ورزقني الله منه محبة ومودة، وكان صابرا راضيا، سقط بعض جسده في بعض الأوقات فصنع طعاما كثيرا للفقراء شكرا لله تعالى على ذلك،اخذ الطريقة عن شيخه أبي عصفور يعلى بن وين يوفن الأجذم، واحد من أجل مشايخ مراكش وسادات العارفين في وقته، توفي عام 583هـ / 1187 م.وهو تلميذ أبي يعزى يلنور بن ميمون المتوفى عام 572هـ/ 1176م، وهو شيخ أبي مدين الغوث كذلك.

وطريقته كما هو معروف سنية جنيدية، وقد عاش يوسف ابن علي في عصر الموحدين الذي انتشر فيه التصوف، وكثرت الرباطات، ويمكن الوقوف على ذلك من خلال ما ورد من اخبار الصوفية ومواقفهم في كتاب التشوف، ونسبت للمترجم كرامات ومكاشفات عديدة وردت في كتب التراجم وخاصة عند ابن الزيات السالف الذكر.

هو يوسف بن علي الصنهاجي الذي يقع ضريحه خارج أسوار المدينة العتيقة بمنطقة تعج بالباعة المتجولين وأوراش لإصلاح السيارات ولغط كثيف بالقرب من رجل قرر الابتعاد عن الناس بعد مرضه.

نساء يتحلقن أمام بوابة الضريح الرديئة منهن من تطلب صدقات من زوار الضريح وبعضهن انخرطن في أحاديث عن هموم الحياة ومشاكلها لا أثر للذكور بالضريح باستثناء يوم الجمعة لتلاوة القرآن وهي اللحظة التي تستقدم بعض الأسر أطفالها للتداوي من مرض نفسي يطلق عليه " الجعرة " حيث يتم إنزال الأطفال إلى الغار بجوار قبر يوسف بن علي مع إطفاء  الإنارة ينخرط الأطفال في بكاء وعويل لا يصل صداه إلى الأعلى بفعل تلاوة القرآن، بعد مغادرة الغار يهدأ الأطفال تقول مقدمة الضريح وهي تشير على إحدى الزائرات بالنزول لمجاورة قبر سيدي يوسف بن علي على حد قولها، قبل أن تمنح لإحدى مرافقة الزائرة قليل من الملح فيه البركة.

تهالكت أفرشة الضريح كما تنبعث منها رطوبة حادة، في الوقت الذي غلفت جدرانه بسجادات بلاستيكية متهالكة تنسجم إلى حد كبير مع محيط الضريح وفناءه الرديء، لا أثر للماء بالضريح غالبا ما يصطحب الزوار قنينات من الماء يتصدقن به على بعض الفتيات والنساء المتحلقات على سيدة تضع أمامها علبة من الكارتون كان زوجها يشتغل بالضريح قبل أن تأخذ مكانه يقتصر عملها على تقديم إرشادات ومساعدة " لمقدمة " تراقب النسوة كل زوار الضريح يتهامسن بكلام غير مفهوم قبل أن ينفجرن بالضحك.

تسلل بعض زوار الليل إلى الضريح تاركين حفرة كبيرة بجوار القبر اعتقادا منه أن الولي يرقد على كنز ثمين وهم لا يدرون أن الرجل تصدق بكل ما يملك من خيرات خصوصا في الفترات الأخيرة من حياته حتى شبهه البعض بالنبي أيوب المبتلى كذلك، وهو يوسف بن علي الصنهاجي، المبتلى، المعروف بصاحب الغار( مول الغار ) ، لأنه كان يعيش في كهف بعد ما ابتلي بالجذام، وقد أطلق على ذلك المكان رابطة الغار، تقع حارة الجذماء خارج باب اغمات شرقي مدينة مراكش، اكتفت أهم المصادر التاريخية بالإشارة إلى انه ولد بمراكش ولم يغادرها. وانه عربي يمني، فقد نص النسابة على عروبة صنهاجة الحميرية،وانفرد الافراني بخبر يفيد أن أبا مدين شعيب بن حسين الأنصاري دفين العباد بتلمسان عام 594هـ/1197م هو عم يوسف ابن علي، ولم يذكر مصادره في ذلك، كما أن باقي المصادر لم تشر إلى هذه القرابة، وكل ما يجمع بينها هو أصلهما اليمني، عاش في القرن السادس هجري وأصيب لما كان شابا بالجذام, المرض الذي جعل أسرته تخاف من العدوى فتخلت عنه هي وجميع معارفه.فاضطر بعدها الى الرحيل عنهم وعاش وحيدا في كهف مجاور للمدينة يوجد خارج باب أغمات وبقي هناك مدة طويلة مما جلب تعجب الناس به وبقدرته على البقاء وحيدا في مكان مهجور و أصبح يضرب به المثل في الصبر إلى حد تشبيهه بالنبي أيوب

و من أهم ما اشتهر به هو تعلمه على يد شيخه أبي عصفور، وكثرت حول شخصيته الأساطير وشاعت أخبار كرامته في كل أنحاء المدينة فأخذ الناس الذي تخلوا عنه يقصدونه من اجل ان يحل مشاكلهم ويساعدهم.

وخلد بوفاته كأحد عظام مدينة مراكش ورجالاتها السبعة وسمي حي كامل باسمه . كما لم يتم الحديث عن دراسة يوسف ونشاطه العلمي والتربوي، وطبيعة ما يدرس ويعلم بالرابطة (الزاوية)، فقد كان اهتمام المصادر خاصة بإصابته بالجذام وصبره عليه حتى لقب بالمبتلى. قال ابن الزيات (وكان كثير الشأن فاضلا، زرته مرات ورزقني الله منه محبة ومودة، وكان صابرا راضيا، سقط بعض جسده في بعض الأوقات فصنع طعاما كثيرا للفقراء شكرا لله تعالى على ذلك،اخذ الطريقة عن شيخه أبي عصفور يعلى بن وين يوفن الأجذم، واحد من أجل مشايخ مراكش وسادات العارفين في وقته، توفي عام 583هـ / 1187 م.وهو تلميذ أبي يعزى يلنور بن ميمون المتوفى عام 572هـ/ 1176م، وهو شيخ أبي مدين الغوث كذلك.

وطريقته كما هو معروف سنية جنيدية، وقد عاش يوسف ابن علي في عصر الموحدين الذي انتشر فيه التصوف، وكثرت الرباطات، ويمكن الوقوف على ذلك من خلال ما ورد من اخبار الصوفية ومواقفهم في كتاب التشوف، ونسبت للمترجم كرامات ومكاشفات عديدة وردت في كتب التراجم وخاصة عند ابن الزيات السالف الذكر.



اقرأ أيضاً
عجز السلطات يغذي فوضى مواقف السيارات بمراكش
يبدو أن القدر قد كتب على المواطن المراكشي وزوار المدينة الحمراء أن يعيشوا يوميًا في ظل فوضى مواقف السيارات التي لا تتوقف عن التصاعد، بل وتزداد حدة مع مرور الوقت، ظل فشل ذريع للجهات المختصة في وضع حد لهذه الفوضى. ففي مشهد يكرّر نفسه يوميًا، يعاني السكان من استغلال فاضح واحتكار غير قانوني لمواقف السيارات على يد من يُطلق عليهم "باردين الكتاف"، الذين حولوا شوارع وأزقة مراكش إلى ساحة فوضى متحكمة بها، تجعل من عملية ركن السيارة كابوسا حقيقيا يرهق الأعصاب. ووسط هذا الواقع المرير، تظل الجهات المختصة بمراكش عاجزة، أو "متواطئة"، عن وضع حد لهذا العبث، فبينما تمكنت عدة مدن مغربية أخرى من القطع مع فوضى مواقف السيارات بجعلها مجانية، تواصل مراكش التقهقر في دوامة الفوضى التي يفاقمها هؤلاء المحتكرون الذين يفرضون تسعيرات خيالية وابتزازية، ويتمادون في تجاوزاتهم لتصل أحيانًا إلى حد الاشتباكات والشجارات مع المواطنين الرافضين لهذه الأفعال غير المشروعة. إن هذا الوضع المزري يطرح تساؤلات جدية حول دور الجهات المختصة في وضع حد لهذه الظاهرة، حيث يتساءل مهتمون بالشأن المحلي عن أسباب تجاهل هذه الجهات لمعاناة المواطنين مع هذه الفئة، رغم الشكايات المتكررة بهذا الخصوص، مشددين على أن صمت سلطات المدينة الغير مفهوم اتجاه الموضوع يطرح العديد من علامات الإستفهام حول المستفيد الحقيقي من انتشار "الكارديانات" في كل شبر من المدينة. وأكد المهتمون، أن الداخلية والجماعات المحلية، باتت مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتدخل الحازم والسريع، لتخليص مدينة بحجم ومكانة مراكش السياحية، والتي تستعد لاستضافة فعاليات عالمية مثل كأس العالم من هذه الفوضى، وفرض القانون دون تهاون على كل من يساهم في تكريسها، سواء تعلق الامر بـ"الكارديانات" أو من يتواطأ معهم. وكان وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أكد التزام وزارته بمواكبة الجماعات الترابية في جهودها الرامية إلى تحديث وتطوير تدبير مواقف السيارات، وذلك عبر تقديم الدعم القانوني والتقني، وتشجيع اللجوء إلى عقود التدبير المفوض. وأكد الوزير في معرض رده على سؤال كتابي للنائب البرلماني عمر الباز عن الفريق الحركي، أن عدداً من المدن المغربية الكبرى، مثل الدار البيضاء، الرباط، وطنجة، قطعت أشواطًا في هذا المجال من خلال اعتماد شركات خاصة لتدبير هذه المرافق. وأوضح لفتيت أن وزارته أبرمت مجموعة من اتفاقيات الشراكة مع القطاع الخاص بهدف عصرنة قطاع مواقف السيارات، بما يضمن رفع جودة الخدمات وتحسين تدبير الفضاءات المخصصة للوقوف، التي تشكل مكونًا أساسيًا في منظومة التنقلات الحضرية. وأكد الوزير أن الجماعات الترابية تواصل العمل على تنظيم هذا القطاع محليًا من خلال إصدار قرارات تنظيمية بالشراكة مع الشرطة الإدارية، وذلك في إطار مقتضيات المادة 100 من القانون التنظيمي رقم 113.14، المتعلق بالجماعات. كما أشار إلى أن العمل مستمر لتعميم مخططات التنقلات الحضرية المستدامة، بما يشمل تنظيم الوقوف والسير، وتوزيع المجال العمومي بشكل منصف بين مختلف وسائل النقل.  
مراكش

الطريق الوسطى بمراكش.. إغلاق يثير الاستغراب في ظل الازدحام المتزايد
لا يزال إغلاق الطريق الوسطى المتواجدة على طول شارع الحسن الثاني وحتى شارع صويرة في مراكش، يثير تساؤلات واستغراب سكان المدينة وزوارها، خاصة بعد فشل مشروع الحافلات الكهربائية الذي لم يرَ النور بالشكل المأمول. هذا الإغلاق، الذي لم يصاحبه أي تبرير واضح، ألقى بظلاله على الحركة المرورية في شارع الحسن الثاني، خصوصاً خلال ساعات الذروة والأيام التي تعرف كثافة كبيرة في حركة السير، فبينما تعاني السيارات والحافلات الأخرى من ازدحام خانق على جانبي الشارع، تبقى الطريق الوسطى فارغة إلى حد كبير، محصورة فقط على حافلتين كهربائيتين تمرّان ذهابا وإيابا، وتقلان أعداداً قليلة من الركاب مقارنة بالحافلات الأخرى التي يتكدس داخلها المواطنين كـ"السردين"، وهو تناقض يطرح تساؤلاً كبيراً حول جدوى استمرار هذا الإغلاق. وبهذا الخصوص، أكد مهتمون بالشأن المحلي في اتصالهم بـ"كشـ24"، أن المشهد الحالي، حيث تتقافز حافلتان فقط على طريق واسعة وخالية نسبيًا، بينما تتكدس السيارات والحافلات الأخرى عن يمينها ويسارها، يعد أمرا مثيرا للجدل؛ لافتين إلى أن حلا بسيطا ومتاحا يكمن في فتح الطريق الوسطى لجميع حافلات النقل الحضري، يمكن أن يخفف من هذا الضغط، ويخلص المواطنين من معاناتهم مع الإزدحام المروري الخانق، التي تزداد حدة مع ارتفاع درجات الحرارة. وشدد المهتمون، على أن فتح الطريق الوسطى بشارع الحسن الثاني أمام جميع حافلات النقل الحضري سيكون له تأثير إيجابي كبير في تخفيف الازدحام، وتحسين انسيابية الحركة المرورية، وتوفير الوقت والجهد على المواطنين، مؤكدين على أنه حل عملي ومنطقي لا يتطلب استثمارات كبيرة، ويخدم المصلحة العامة، وينهي حالة الازدحام غير المقبول التي يعيشها الشارع المراكشي بشكل متكرر.  
مراكش

سكان يُمنعون من ركن سياراتهم أمام منازلهم بمراكش
عبّر عدد من سكان حي يوسف بن تاشفين، وبالضبط بمنطقة الزيتون الجديد 4 قرب دوار الأكراد الحي العسكري بمراكش، عن استيائهم الشديد من تصرفات بعض الأشخاص الذين يعمدون إلى وضع متاريس وحواجز إسمنتية وقطع حديدية أمام منازلهم، مما يحرم باقي السكان من حقهم المشروع في ركن سياراتهم.واستنكر متضررون في اتصال بـ"كشـ24"، هذا السلوك الذي وصفوه بـ"الاستفزازي"، مؤكدين أنه تحوّل إلى سلوك يومي يخلق توتراً مستمراً بين الجيران،حيث أكدوا أن هذه التصرفات تعكس غيابا تاما لحس المواطنة والتعايش، وتزرع الاحتقان وسط الحي.وفي ظل هذا الوضع، يطالب السكان السلطات المحلية بالتدخل الفوري لفرض احترام القانون، وإزالة جميع المتاريس والعراقيل الموضوعة بطرق عشوائية، وتحرير الفضاء العام من كافة أشكال الاحتلال غير القانوني.   
مراكش

بعد مداهمة محلات بمراكش.. بنزاكور لـكشـ24: المدن السياحية أرض خصبة لازدهار مراكز التدليك ذات الطابع الجنسي
حذر الأكاديمي المتخصص في علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، من استفحال ظاهرة استغلال محلات التدليك لتقديم خدمات جنسية تحت غطاء "الماساج" والاسترخاء، معتبرا أن هذا السلوك أصبح ظاهرة تجارية محضة تخضع لمنطق العرض والطلب، وتستغل حاجة بشرية طبيعية في غياب تأطير أخلاقي وقانوني واضح.وأكد بنزاكور في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذه الظاهرة ليست مسؤولية طرف واحد، بل تعكس تقاطع رغبة جنسية لدى البعض مع رغبة في الربح السريع لدى البعض الآخر، قائلا: "لو لم يكن هناك زبناء، لما وجد هذا النوع من الخدمات"، مشيرا إلى أن ما يحدث هو تحايل على القيم والأخلاق والدين، وليس تجسيدا لحريات فردية كما قد يُروج لها.وأوضح المتحدث ذاته أن المجتمع المغربي، بمنظومته الثقافية والدينية، لا يزال غير قادر على استيعاب أو تقنين ما يسمى بالحرية الجنسية، وهو ما يدفع إلى اللجوء إلى واجهات ظاهرها قانوني كمحلات التدليك، وباطنها خدمات ذات طابع جنسي، مضيفا أن القانون المغربي، المنبثق عن دستور يؤسس لدولة إسلامية، لا يمكن أن يبيح هذا النوع من الممارسات بشكل مباشر.وتابع بنزاكور حديثه بالقول، بأن الظاهرة تتغذى أيضا من تأخر سن الزواج وتوسع فترة العزوبة، إذ لم يعد الزواج يتم في سن مبكرة كما كان سابقا، بل يمتد أحيانا إلى سن الثلاثين أو ما بعدها، مما يجعل الحاجات النفسية والبيولوجية تمتد لسنوات طويلة بدون إطار شرعي، وهو ما يرفع من احتماليه ما نسميه بالبحث عن الجنس بطرق غير مقبولة اجتماعيا.وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن المدن السياحية كمراكش وطنجة واكادير والدار البيضاء، تسجل حضورا أكبر لهذه الظاهرة، بفعل التركيز الاستثماري في هذا النوع من المحلات، والطلب المتزايد من طرف فئة من الزوار الأجانب الذين يقصدون المغرب لأغراض جنسية، مما يغري البعض بتحويل هذه المراكز إلى مشاريع ربحية تعتمد على الجاذبية الجنسية بدل خدمات الاسترخاء أو العلاج الطبيعي.وختم بنزاكور تصريحه بالتأكيد على أن الظاهرة، في عمقها، تتطلب معالجة متعددة الأبعاد تشمل الجانب القانوني والاجتماعي والاقتصادي، وكذا وعيا جماعيا يرفض تحويل الحاجات الإنسانية إلى سوق مفتوحة خارج كل ضابط أخلاقي أو قانوني.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة