وطني

شهادات مؤثرة عن انتفاضة المغاربة ضد الإرهاب الاستعماري في دجنبر 1952


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 7 ديسمبر 2018

بعد مرور 66 عاما، وهو يتجاوز عقده الثامن ببضع سنوات، ما يزال الحاج عباس المقاوم يستذكر أحداث يومي السابع والثامن من جنبر من العام 1952 بالدار البيضاء بعد جريمة اغتيال الزعيم النقابي المغاربي فرحات حشاد، بحماسة وعنفوان يحكي عما عاشه من وقائع أرخت لمسار جديد لحركة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي.لم يكن عمره حينها يتجاوز 22 سنة، عندما تناقلت ساكنة الحي المحمدي، هذا الحي البيضاوي العريق الذي كان يعرف بكونه معقلا للحركة العمالية المقاومة، وأكبر تجمع عمالي على مستوى المدينة، خبر اغتيال فرحات حشاد وقرار زعماء الحركة الوطنية والنقابية بالمغرب خوض إضراب عام تضامنا مع الشعب التونسي في صراعه المرير للانعتاق من الاستعمار.حينها، يقول الحاج عباس، الذي كان من أطر حزب الاستقلال بالحي في شهادة لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 66 لهذه الانتفاضة، تداعى العمال وشباب الحي بكل فئاتهم إلى تظاهرات حاشدة عبأت مختلف شرائح الساكنة، انتهت بمواجهات عنيفة مع قوات الحماية، وأسفرت عن العديد من الشهداء والجرحى، واعتقالات في صفوف المتظاهرين من أبناء الحي.ويواصل هذا المقاوم، الذي كان من أبناء كاريان السوق بالحي المحمدي، روايته لما شهدته الدار البيضاء يوم 7 دجنبر "بعدما أقدمت منظمة اليد الحمراء على اغتيال الزعيم فرحات حشاد يوم 5 دجنبر من العام 1952، دعا الاتحاد العام للنقابات المغربية كل العمال ومختلف شرائح الشعب المغربي لجعل يوم 8 دجنبر يوم حداد وطني، وإلى يوم إضراب وطني لمدة 24 ساعة، وسبق ذلك تنظيم تجمع حاشد صبيحة يوم 7 دجنبر بشارع لاسال المسمى حاليا شارع فرحات حشاد، لتتم محاصرة المجتمعين والتنكيل بهم، متسببة في العديد من القتلى والجرحى تلك الليلة".وفي اليوم الموالي، تواصلت المواجهات خاصة بعد سقوط عدد كبير من الجرحى والشهداء، يتابع الحاج عباس، لتكون التعبئة عامة من أجل إسعاف الجرحى وتأبين الشهداء، فالقوات الاستعمارية لم تتوان عن تسخير عصاباتها المدججة بمختلف أنواع الأسلحة لمواجهة المواطنين العزل والبطش بهم، ومهاجمة مواكب جنائز الشهداء وجثامينهم الطاهرة.ويؤكد أن تلك الأحداث جاءت عقب تفاقم الأوضاع، بسبب تعنت سلطة الحماية ونكثها لوعودها للمغرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ينضاف إلى ذلك الضغوط التي مارستها على جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ليقبل بالإصلاحات التي تريدها هي لا التي يطالب بها الشعب المغربي.كل تلك العوامل أدت إلى احتقان كبير، تكرس بعد حملة الاعتقالات التي طالت زعماء الحركة الوطنية ونفي عدد منهم إلى خارج المغرب، وحصول حالة فراغ سياسي، أفرزت قيادات شبابية جديدة غيرت مسار المقاومة نحو الكفاح المسلح والعمل الفدائي، خاصة بعد إقدام سلطات الحماية على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وعائلته إلى مدغشقر.وهو ما يؤكده أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب عين الشق محمد معروف الدفالي الذي اعتبر أن الحديث عن انتفاضة 7 و8 دجنبر 1952 هو حديث عن منعطف مهم جدا في تاريخ المغرب، وتاريخ الحركة الوطنية على الخصوص.وأبرز أن حركة الكفاح الوطني شهدت ثلاثة منعطفات رئيسية، تمثلت في الأحداث التي شهدتها الدار البيضاء سنة 1947 بالدرب الكبير وبن مسيك، والتي حاولت من خلالها السلطات الاستعمارية عرقلة الزيارة التاريخية التي كان يعتزم جلالة المغفور له محمد الخامس القيام بها لمدينة طنجة، ثم انتفاضة 7 و8 دجنبر 1952، وثالثها إقدام الحماية على جريمة نفي جلالته وعائلته إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.ويرى هذا الباحث أن انتفاضة الدار البيضاء تعد أهم هذه المنعطفات، إذ حملت تحولات رئيسية أعقبت مجموعة من التحرشات الفرنسية بالحركة الوطنية من طرف المقيم العام جوان، الذي هدد السلطان بالنفي لإرغامه على الموافقة على الإصلاحات التي تريدها سلطات الحماية، لتصل العلاقات بين الجانبين إلى حد كبير من التوتر غير مسبوق.وأضاف أن أهمية هذه الأحداث ترجع لكونها جسدت بالملموس الترابط القوي بين مصائر أقطار المغرب العربي في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي، وقوة العلاقات التي كانت تجمع القوى العمالية بالبلدين الشقيقين، إلى الحد الذي قدم فيه الشعب المغربي عشرات الشهداء تضامنا مع الشعب التونسي إثر تصفية يد الغدر لزعيمه الوطني والنقابي فرحات حشاد.وقال إن ما وقع بعد يومي 7 و8 دجنبر شكل نقلة نوعية للقضية المغربية عبر العالم، حيث تجاوز صداها حدود المغرب، لتحظى القضية الوطنية بمساندة كبيرة من طرف أحرار العالم، وحتى من من طرف مجموعة من الفعاليات الفرنسية المقيمة داخل المغرب وبفرنسا، والمنتمية على الخصوص إلى صفوف اليسار الفرنسي والكاثوليكيين الليبيراليين الذين أبدوا تعاطفا قويا مع مطالب الشعب المغربي وتطلعه إلى الحرية والاستقلال.ومن جهة ثانية، يشير هذا الباحث، إلى أن استمرار السلطات الفرنسية في اعتداءاتها ضد الشعب المغربي، وقيامها باعتقال عدد كبير من الوطنيين، وإغلاق مقرات الأحزاب، وتوقيف الصحف، كل ذلك خلق قناعة لدى الشباب بضرورة الانتقال إلى العمل الفدائي لمواجهة الغطرسة الاستعمارية، يقينا منهم بأن " ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة".ويبدو أن فرنسا، التي كانت تعتقد أنه باغتيال فرحات حشاد ستضع حدا لحركة النضال الوطني التونسية، لم يدر في خلدها أنه بهذه الجريمة أطلقت شرارة فعل فدائي نوعي بالمنطقة بأكملها، لم يخمد لهيبها إلا بإذعانها لمطالب شعوب المغرب العربي وحصول الأقطار الثلاثة على حريتها واستقلالها.وفي هذا ، يقول المقاوم بوشعيب اسفيرن، في شهادته التي خص بها وكالة المغرب العربي للانباء ، إن المغرب العربي كان موحدا حول قضية واحدة، تتمثل في تصفية الاستعمار بالأقطار الثلاثة، تونس والجزائر والمغرب، فقد كان الشعار الموحد للتظاهرات التي شهدتها الدار البيضاء يومي 7 و8 دجنبر هو "تعيش الوحدة المغاربية العربية ويسقط الاستعمار".ما يزال يتذكر، وهو الذي كان حينها يتلمس طريقه على درب الكفاح في عقده الثاني، كيف خرجت ساكنة درب غلف لتعبر عن تضامنها مع الأشقاء في تونس، وتجسد بالملموس أواصر الأخوة التي تجمع شعوب المغرب العربي، والتي انتهت بدورها بمواجهات عنيفة واعتقالات وسقوط شهداء، مهدوا الطريق للشباب التواق إلى الحرية والاستقلال من أجل مواصلة الكفاح، كل حسب موقعه (التخطيط والتمويل والتنفيذ).وبالنسبة إليه، فقد كان للتأطير الحزبي والنقابي للشباب دور كبير في خلق وعي وطني، أسهم في بناء حركة مقاومة تدرك جيدا التحديات التي كانت تواجه المغرب في مسيرته نحو الاستقلال، مما جعلها تفطن لكل مؤامرات ودسائس الاستعمار، وتعمل على مواجهتها والتصدي لها بأشكال مختلفة.ويضيف "كنت ممن عاصروا الأحداث، حينها كان عمري 20 سنة، وقد ساهمت هذه الأحداث في الرفع من وعينا الوطني، لننخرط بعدها في العمل الفدائي ونخضع لتأطير ساعدنا على خوص العمل النضالي بأساليب مختلفة، تعلمنا مبادئ التضحية من أجل الوطن ومواجهة المستعمر".فهذا المقاوم، الذي خبر دروب العمل النضالي بتشجيع من أخيه الأكبر، يعتبر، بدوره، أن انتفاضة الدار البيضاء شكلت نقطة انطلاقة العمل الفدائي، إذ بعدها أيقنت الحركة الوطنية أن فرنسا لا تريد السلم، فتم تشكيل خلايا وتأطير المقاومين، والانتقال إلى المقاومة المسلحة وسط احتضان شعبي لعناصر المقاومة ورموز النضال الوطني.والبداية كانت من عملاء الاستعمار، ثم الأجانب من رموز الحماية، مما أجبر السلطات الاستعمارية على الرضوخ لمطالب الحركة الوطنية، وهو ما تكلل بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس واستقلال المغرب.هذا الاستقلال، بالنسبة للحاج عباس المقاوم، "لم يكن سهلا، ولا رخيصا، بل جاء " بالدم والموت والمعاناة"، أما الحاج اسفيرن فهو يهيب بشباب اليوم ورجال الغد "أن يحبوا بلادهم ويكون لديهم حس وطني، حاربنا الاستعمار بالعمل الفدائي، اليوم هم مطالبون بالسعي إلى العلم لتحقيق التقدم، والتحلي بالروح الوطنية من أجل بناء وطن الغد".

بعد مرور 66 عاما، وهو يتجاوز عقده الثامن ببضع سنوات، ما يزال الحاج عباس المقاوم يستذكر أحداث يومي السابع والثامن من جنبر من العام 1952 بالدار البيضاء بعد جريمة اغتيال الزعيم النقابي المغاربي فرحات حشاد، بحماسة وعنفوان يحكي عما عاشه من وقائع أرخت لمسار جديد لحركة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي.لم يكن عمره حينها يتجاوز 22 سنة، عندما تناقلت ساكنة الحي المحمدي، هذا الحي البيضاوي العريق الذي كان يعرف بكونه معقلا للحركة العمالية المقاومة، وأكبر تجمع عمالي على مستوى المدينة، خبر اغتيال فرحات حشاد وقرار زعماء الحركة الوطنية والنقابية بالمغرب خوض إضراب عام تضامنا مع الشعب التونسي في صراعه المرير للانعتاق من الاستعمار.حينها، يقول الحاج عباس، الذي كان من أطر حزب الاستقلال بالحي في شهادة لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 66 لهذه الانتفاضة، تداعى العمال وشباب الحي بكل فئاتهم إلى تظاهرات حاشدة عبأت مختلف شرائح الساكنة، انتهت بمواجهات عنيفة مع قوات الحماية، وأسفرت عن العديد من الشهداء والجرحى، واعتقالات في صفوف المتظاهرين من أبناء الحي.ويواصل هذا المقاوم، الذي كان من أبناء كاريان السوق بالحي المحمدي، روايته لما شهدته الدار البيضاء يوم 7 دجنبر "بعدما أقدمت منظمة اليد الحمراء على اغتيال الزعيم فرحات حشاد يوم 5 دجنبر من العام 1952، دعا الاتحاد العام للنقابات المغربية كل العمال ومختلف شرائح الشعب المغربي لجعل يوم 8 دجنبر يوم حداد وطني، وإلى يوم إضراب وطني لمدة 24 ساعة، وسبق ذلك تنظيم تجمع حاشد صبيحة يوم 7 دجنبر بشارع لاسال المسمى حاليا شارع فرحات حشاد، لتتم محاصرة المجتمعين والتنكيل بهم، متسببة في العديد من القتلى والجرحى تلك الليلة".وفي اليوم الموالي، تواصلت المواجهات خاصة بعد سقوط عدد كبير من الجرحى والشهداء، يتابع الحاج عباس، لتكون التعبئة عامة من أجل إسعاف الجرحى وتأبين الشهداء، فالقوات الاستعمارية لم تتوان عن تسخير عصاباتها المدججة بمختلف أنواع الأسلحة لمواجهة المواطنين العزل والبطش بهم، ومهاجمة مواكب جنائز الشهداء وجثامينهم الطاهرة.ويؤكد أن تلك الأحداث جاءت عقب تفاقم الأوضاع، بسبب تعنت سلطة الحماية ونكثها لوعودها للمغرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ينضاف إلى ذلك الضغوط التي مارستها على جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ليقبل بالإصلاحات التي تريدها هي لا التي يطالب بها الشعب المغربي.كل تلك العوامل أدت إلى احتقان كبير، تكرس بعد حملة الاعتقالات التي طالت زعماء الحركة الوطنية ونفي عدد منهم إلى خارج المغرب، وحصول حالة فراغ سياسي، أفرزت قيادات شبابية جديدة غيرت مسار المقاومة نحو الكفاح المسلح والعمل الفدائي، خاصة بعد إقدام سلطات الحماية على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وعائلته إلى مدغشقر.وهو ما يؤكده أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب عين الشق محمد معروف الدفالي الذي اعتبر أن الحديث عن انتفاضة 7 و8 دجنبر 1952 هو حديث عن منعطف مهم جدا في تاريخ المغرب، وتاريخ الحركة الوطنية على الخصوص.وأبرز أن حركة الكفاح الوطني شهدت ثلاثة منعطفات رئيسية، تمثلت في الأحداث التي شهدتها الدار البيضاء سنة 1947 بالدرب الكبير وبن مسيك، والتي حاولت من خلالها السلطات الاستعمارية عرقلة الزيارة التاريخية التي كان يعتزم جلالة المغفور له محمد الخامس القيام بها لمدينة طنجة، ثم انتفاضة 7 و8 دجنبر 1952، وثالثها إقدام الحماية على جريمة نفي جلالته وعائلته إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.ويرى هذا الباحث أن انتفاضة الدار البيضاء تعد أهم هذه المنعطفات، إذ حملت تحولات رئيسية أعقبت مجموعة من التحرشات الفرنسية بالحركة الوطنية من طرف المقيم العام جوان، الذي هدد السلطان بالنفي لإرغامه على الموافقة على الإصلاحات التي تريدها سلطات الحماية، لتصل العلاقات بين الجانبين إلى حد كبير من التوتر غير مسبوق.وأضاف أن أهمية هذه الأحداث ترجع لكونها جسدت بالملموس الترابط القوي بين مصائر أقطار المغرب العربي في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي، وقوة العلاقات التي كانت تجمع القوى العمالية بالبلدين الشقيقين، إلى الحد الذي قدم فيه الشعب المغربي عشرات الشهداء تضامنا مع الشعب التونسي إثر تصفية يد الغدر لزعيمه الوطني والنقابي فرحات حشاد.وقال إن ما وقع بعد يومي 7 و8 دجنبر شكل نقلة نوعية للقضية المغربية عبر العالم، حيث تجاوز صداها حدود المغرب، لتحظى القضية الوطنية بمساندة كبيرة من طرف أحرار العالم، وحتى من من طرف مجموعة من الفعاليات الفرنسية المقيمة داخل المغرب وبفرنسا، والمنتمية على الخصوص إلى صفوف اليسار الفرنسي والكاثوليكيين الليبيراليين الذين أبدوا تعاطفا قويا مع مطالب الشعب المغربي وتطلعه إلى الحرية والاستقلال.ومن جهة ثانية، يشير هذا الباحث، إلى أن استمرار السلطات الفرنسية في اعتداءاتها ضد الشعب المغربي، وقيامها باعتقال عدد كبير من الوطنيين، وإغلاق مقرات الأحزاب، وتوقيف الصحف، كل ذلك خلق قناعة لدى الشباب بضرورة الانتقال إلى العمل الفدائي لمواجهة الغطرسة الاستعمارية، يقينا منهم بأن " ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة".ويبدو أن فرنسا، التي كانت تعتقد أنه باغتيال فرحات حشاد ستضع حدا لحركة النضال الوطني التونسية، لم يدر في خلدها أنه بهذه الجريمة أطلقت شرارة فعل فدائي نوعي بالمنطقة بأكملها، لم يخمد لهيبها إلا بإذعانها لمطالب شعوب المغرب العربي وحصول الأقطار الثلاثة على حريتها واستقلالها.وفي هذا ، يقول المقاوم بوشعيب اسفيرن، في شهادته التي خص بها وكالة المغرب العربي للانباء ، إن المغرب العربي كان موحدا حول قضية واحدة، تتمثل في تصفية الاستعمار بالأقطار الثلاثة، تونس والجزائر والمغرب، فقد كان الشعار الموحد للتظاهرات التي شهدتها الدار البيضاء يومي 7 و8 دجنبر هو "تعيش الوحدة المغاربية العربية ويسقط الاستعمار".ما يزال يتذكر، وهو الذي كان حينها يتلمس طريقه على درب الكفاح في عقده الثاني، كيف خرجت ساكنة درب غلف لتعبر عن تضامنها مع الأشقاء في تونس، وتجسد بالملموس أواصر الأخوة التي تجمع شعوب المغرب العربي، والتي انتهت بدورها بمواجهات عنيفة واعتقالات وسقوط شهداء، مهدوا الطريق للشباب التواق إلى الحرية والاستقلال من أجل مواصلة الكفاح، كل حسب موقعه (التخطيط والتمويل والتنفيذ).وبالنسبة إليه، فقد كان للتأطير الحزبي والنقابي للشباب دور كبير في خلق وعي وطني، أسهم في بناء حركة مقاومة تدرك جيدا التحديات التي كانت تواجه المغرب في مسيرته نحو الاستقلال، مما جعلها تفطن لكل مؤامرات ودسائس الاستعمار، وتعمل على مواجهتها والتصدي لها بأشكال مختلفة.ويضيف "كنت ممن عاصروا الأحداث، حينها كان عمري 20 سنة، وقد ساهمت هذه الأحداث في الرفع من وعينا الوطني، لننخرط بعدها في العمل الفدائي ونخضع لتأطير ساعدنا على خوص العمل النضالي بأساليب مختلفة، تعلمنا مبادئ التضحية من أجل الوطن ومواجهة المستعمر".فهذا المقاوم، الذي خبر دروب العمل النضالي بتشجيع من أخيه الأكبر، يعتبر، بدوره، أن انتفاضة الدار البيضاء شكلت نقطة انطلاقة العمل الفدائي، إذ بعدها أيقنت الحركة الوطنية أن فرنسا لا تريد السلم، فتم تشكيل خلايا وتأطير المقاومين، والانتقال إلى المقاومة المسلحة وسط احتضان شعبي لعناصر المقاومة ورموز النضال الوطني.والبداية كانت من عملاء الاستعمار، ثم الأجانب من رموز الحماية، مما أجبر السلطات الاستعمارية على الرضوخ لمطالب الحركة الوطنية، وهو ما تكلل بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس واستقلال المغرب.هذا الاستقلال، بالنسبة للحاج عباس المقاوم، "لم يكن سهلا، ولا رخيصا، بل جاء " بالدم والموت والمعاناة"، أما الحاج اسفيرن فهو يهيب بشباب اليوم ورجال الغد "أن يحبوا بلادهم ويكون لديهم حس وطني، حاربنا الاستعمار بالعمل الفدائي، اليوم هم مطالبون بالسعي إلى العلم لتحقيق التقدم، والتحلي بالروح الوطنية من أجل بناء وطن الغد".



اقرأ أيضاً
مجلس جهة فاس يراهن على توسيع العقار الصناعي والربط الطرقي لتجاوز صعوبات التنمية
صادق مجلس جهة فاس ـ مكناس، في دورة يوليوز التي عقدها يوم أمس الإثنين، بمقر عمالة صفرو، على مجموعة من المشاريع التي وصفها بالكبرى والتي تم تقديمها على أنها تهدف إلى تحسين مناخ الأعمال، وتوسيع العقار الصناعي، وتعزيز قابلية التشغيل لدى الشباب، بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية الجهوية والوطنية في مجالات التنمية والاستثمار والرأسمال البشري.وترأس أشغال هذه الدورة عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس الجهة، بحضور والي جهة فاس-مكناس، عامل عمالة فاس، وعامل إقليم صفرو. وخلال هذه الدورة، صادق المجلس على مشاريع لإحداث وتطوير مناطق صناعية بعدد من أقاليم الجهة، إلى جانب برامج لتحسين البنيات التحتية والربط الطرقي بالمناطق الصناعية، "قصد توفير فضاءات مؤهلة للاستثمار، وتحقيق تنمية مجالية مندمجة."كما تمت المصادقة على عدد من اتفاقيات التكوين والتأهيل المهني، أبرزها مشروع « Talent 01 » لإحداث فرص الشغل في المهن الرقمية، واتفاقيات لتطوير معهد مهن البناء والأشغال العمومية بفاس، و اتفاقية مع المدرسة الوطنية العليا للإدارة، في أفق تعزيز التكوين المتخصص وربطه بسوق الشغل.وصادق المجلس على اتفاقية تنفيذية لإنجاز مشاريع مائية تهدف إلى تعزيز الأمن المائي بالجهة، والتي تم التوقيع عليها في إطار المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة المنعقدة بطنجة، وذلك من أجل مواكبة التحديات المناخية والبيئية.كما تناولت الدورة المصادقة على مشاريع في المجال البيئي، والسياحي، والفلاحي، إلى جانب تقييم تنفيذ برنامج التنمية الجهوية، وتعديل بعض المشاريع المتعلقة بفك العزلة وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.
وطني

موسم الهجرة نحو مدن الشمال..منتجعات سياحية بجهة فاس “تفشل” في استقطاب الزوار
بمدينة فاس بدأت من جديد موجة الهجرة "الجماعية" نحو مدن الشمال، بينما تواصل المنتجعات السياحية الكثيرة بالجهة مراكمة "الفشل" في استقطاب الزوار.وتفضل عدد من الأسر في المدينة قضاء عطلة الصيف في شواطئ مدن الشمال، رغم الكلفة المادية المرتفعة بسبب موجة الغلاء، واستغلال الفرصة لرفع الأسعار، وذلك هروبا من درجة الحرارة المرتفعة. لكن أيضا بسبب غياب فضاءات ترفيهية في المنتجعات التي تزخر بها الجهة.فمنتجع سيدي احرازم يواصل التراجع في كل سنة، بسبب تدهور البنيات الأساسية، وغياب أي رؤية للتأهيل. ويواجه منتجع كل من مولاي يعقوب ومنتجع إيموزار كندر نفس الوضع. بالرغم من أن هذا الأخير يزخر بعدد من مراكز الاصطياف، ومن المركبات الصيفية التي أحدثت من قبل عدد من الجمعيات ذات الصلة بالأعمال الاجتماعية لقطاعات عمومية.وتراكم منتجعات صغيرة في كل من إقليم مولاي يعقوب وبولمان وتازة الإهمال والتجاهل، رغم المؤهلات التي تتوفر عليها. وتعتبر الكثير من الفعاليات بأن هذا الوضع يسائل وزارة السياحة، لكنه أيضا يسائل المجالس المنتخبة التي تكتفي بموقف "المتفرج" تجاه وضع هدر هذه المؤهلات وحرمان الساكنة من فضاءات ترفيه وسياحة.
وطني

مجلس المستشارين يصادق على مشروع قانون المسطرة المدنية
صادق مجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء في جلسة عامة، على مشروع قانون المسطرة المدنية، وهو ما يعد استكمالا للمسار التشريعي لهذا النص القانوني الهام. وقال بلاغ لوزارة العدل بالمناسبة، إن “هذه المصادقة تأتي في إطار المسار الإصلاحي الشامل لمنظومة العدالة، الذي تقوده وزارة العدل تحت التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويهدف إلى تحديث الإطار القانوني للإجراءات القضائية، وتبسيط المساطر، وتحقيق النجاعة القضائية، وضمان ولوج المواطنين إلى العدالة في ظروف أكثر عدلاً وشفافية”. وأضاف المصدر ذاته ”يُعدّ مشروع قانون المسطرة المدنية إحدى الركائز الأساسية في ورش تحديث الترسانة القانونية للمملكة، إلى جانب إصلاح المسطرة الجنائية، ومراجعة مدونة الأسرة، وتقنين المهن القضائية، وتفعيل التحول الرقمي للعدالة”. وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، أكد في هذا الإطار أن “إصلاح المسطرة المدنية ليس مجرد تعديل قانوني، بل هو تعاقد جديد بين القضاء والمواطن، يرتكز على الثقة، والسرعة، والشفافية، في أفق عدالة ناجعة تُكرّس الحقوق وتُعلي من شأن دولة القانون”. وحسب بلاغ وزارة العدل، من المرتقب أن يُحدث هذا الإصلاح أثرًا ملموسًا في الحياة اليومية للمواطنين، من خلال تسريع وتبسيط إجراءات التقاضي، وتوفير آليات إلكترونية لتقديم الطلبات وتتبع القضايا، وتعزيز حماية الحقوق، خصوصاً لفائدة الفئات الهشة؛ كما سيمكن المهنيين من الاشتغال ضمن إطار قانوني أكثر وضوحاً ومرونة، يدعم الجودة ويُعزز الأمن القانوني. وزاد البلاغ: “تُثمن وزارة العدل روح التوافق التي طبعت مناقشة هذا المشروع داخل البرلمان، سواء في مجلس النواب أو مجلس المستشارين، كما تنوه بمساهمة مختلف الفاعلين المؤسساتيين، والمهنيين، ومكونات المجتمع المدني، الذين أغنوا النقاش بمقترحاتهم وتوصياتهم”.
وطني

بلاوي يدعو النيابات العامة إلى ترشيد الاعتقال الاحتياطي واللجوء إليه كخيار استثنائي
في توجيه جديد، دعا رئيس رئاسة النيابة العامة، هشام بلاوي، الوكلاء العامين للملك لدى محاكم الاستئناف ووكلاء الملك بالمحاكم الابتدائية، إلى ترشيد الاعتقال الاحتياطي، واستحضار الحس الإنساني عند تدبير القضايا المعروضة على أنظار النيابات العامة، وعدم اللجوء على قرار الاعتقال الاحتياطي إلا كملاذ أخير تقتضيه حماية أمن وسلامة الأفراد والمجتمع.وجاء في المذكرة الجديدة بأن تحليل إحصائيات السنوات السابقة يظهر وجود تزايد ملحوظ في عدد المعتقلين الاحتياطيين خلال مواسم العطلة الصيفية، وذلك بفعل تنامي مؤشرات الجريمة، إلى جانب ما تفرضه العطلة القضائية من تحديات على مستوى تدبير الموارد البشرية، ما يؤدي في بعض الأحيان على ارتفاع معدلات الاعتقال الاحتياطي.وأكد أن الأمر يقتضي تعبئة استباقية وتنسيقا محكما مع رئاسة المحكمة، لتفادي تراكم محتمل في عدد القضايا مع السعي إلى تصريفها داخل آجال معقولة.ودعا إلى اللجوء إلى الاعتقال الاحتياطي كخيار استثنائي واعتماد البدائل القانوني المتاحة وتفعيل العدالة التصالحية لتقليص حالات اللجوء إلى الاعتقال الاحتياطي، والرفع من مستوى اليقظة في تدبير قضايا المعتقلين الاحتياطيين خلال الفترة المقبلة.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 09 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة