سن إجراءات جديدة بخصوص مسؤولية الاطباء في الأخطاء الطبية
ونوه الوزير بالمكانة الاعتبارية الذي يحظى بها الأطباء، لدى المجتمع الذي يعتبرهم “ملاذا، بعد الله عز وجل” في حالة الإصابة بمرض وهي مكانة يترجمها حجم الثقة التي يحظى بها الطبيب في علاقته بالمريض.
وسجل السيد أوجار أنه اذا كان الأساس في العلاقة بين المريض والطبيب هي الثقة،بما يعنيه ذلك من بذل الطبيب قصارى جهده في معالجة المريض،فان هذا لاينفي امكانية حدوث أخطاء طبية قد تعكر أحيانا صفاء الثقة، وتجعل المريض ينظر بعين الشك والريبة الى نبل المهام الموكولة للطبيب معتبرا أن عدم التزام هذا الأخير بالمعايير المعمول بها في هذا المجال نتيجة خطئه أو اهماله،يجعله مسؤولا عن الأضرار التي تسبب فيها .
وأبرز أن المقتضيات القانونية المنظمة لمسؤولية الأطباء عن أخطائهم، وما يمكن أن يصدر عنهم من اهمال،ظلت محكومة بما ورد في ظهير الالتزامات والعقود الذي مضى على وضعه أكثر من قرن من الزمن،رغم ماعرفه المجال الطبي من تقدم، وما أصبح يميز مختلف تخصصاته من دقة،وما غدت تطرحه تشعباته من اشكالات دينية وأخلاقية وفلسفية،قد تستعصي على الحل بالاستناد الى القواعد القانونية العامة وحدها. وأشار الى أن الحديث عن مسؤولية الطبيب عما يمكن أن يتسبب فيه من أضرار ترتبط بمعضلة أخرى ألا وهي موضوعية الشواهد الطبية التي تمنح للمتقاضين وما قد ينجم عن ذلك من آثار وخيمة و ضياع للحقوق.
من جهتها قالت رئيسة اللجنة الوطنية المغربية للاتحاد الدولي للمحامين سعيدة العراقي ان هناك اشكالات كبيرة ومتنوعة تختلف باختلاف طبيعة الخطأ الطبي ونوعية الضرر الناتج عنه والتي تقتضي ايجاد حل لها وذلك من خلال بلورة اطار قانوني خاص بها.
وأضافت أن الحوادث الطبية عرفت تزايدا في السنوات الأخيرة بالرغم من تطور التقنيات وتعدد أساليب العلاج والجراحات وكذا الاختصاصات وما ترتب عن ذلك من حاجة لتحديد المسؤوليات عن الضرر والتعويض . يشار الى أن هذه الندوة التي تستمر يومين، ستناقش على الخصوص مواضيع من قبيل “طرح الاشكالية والتطورات المقارنة للقوانين الوطنية(مفهوم الحادث الناتج عن خطأ طبي والتعويض عن الضرر) “”والتطورات الجارية في المغرب” والاجراءات الرضائية أو القانونية” “والعواقب الناجمة عن رفع القيود عن مرافق الرعاية الصحية والتأمين الصحي التابع للقطاع الخاص أو العمومي أوالتعاضدي”و”وتقدير مبلغ التعويض”.