دولي

سكان الموصل يندهشون من تطور التكنولوجيا بعد انقطاعهم عن العالم جراء احتلال داعش


كشـ24 نشر في: 14 يناير 2017

في الحارة السادسة من الطريق السريع المؤدي إلى شرق الموصل، يدفع حسين وأخوه عُمر عربةً محمّلةً بالدجاجِ المُجمَّد صوب صوت المعركة.

تغامر بعض السيارات بالمرور عبر الطريق المُغلَق بواسطة سيارات الهامفي السوداء، التي تستخدمها نخبةٌ من قوات مكافحة الإرهاب العراقية في معركتها الدموية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مدار الشهور الثلاثة الماضية.

خرج سكان الموصل إلى الشارع لإعادة ملء مخزون سلعهم الآخذ في النفاد، بينما يحتدم القتال حولهم، بحسب ما ذكر موقع The Daily Beast الأميركي.

يعيش حسين البالغ من العمر 20 عاماً، وأخوه البالغ من العمر 14 عاماً، في حي القدس، الذي حرَّره الجيش العراقي بالكامل من قبضة تنظيم داعش منذ أسبوعين.

اضطرت عائلته إلى إغلاق مطعمها الصغير منذ 4 أشهر عندما أجبرهم ارتفاع أسعار السلع الغذائية على وقف نشاطهم التجاري. لكنهم أعادوا تشغيله بعد أيام من طرد تنظيم داعش من الحي.

وتعد هذه المرة الثانية التي يذهب فيها الأخوان للحصول على الإمدادات اللازمة لمطعمِ العائلة من سوق كوكجلي المزدهر، وهو أول حي يُحرَّر في مدينة الموصل.

احتمى سكان حي القدس بينما يدنو القتال في الجبهة الأمامية للمعركة منهم كموجاتِ المد. فقد واجهت سيارات الهامفي التابعة للجيش العراقي المقاتلين المتشددين المتحصنين بدفاعاتٍ مُعدةٍ بشكلٍ جيدٍ وبسياراتٍ متفجرةٍ، التي حصدت حياة العديد من الجنود العراقيين والمدنيين.

لكن بمجرد زوال خطر الإرهابيين، عادت الحياة إلى طبيعتها. كل يوم، يتدفق سكان المناطق المُحرَّرة من وإلى حي الكوكجلي، لجلب الغذاء والوقود وغيرهما من الاحتياجات الضرورية. فتحت المحال والمطاعم أبوابها مرة أخرى، لينتهي نقص السلع وارتفاع الأسعار، الذي بات حاداً خلال الأسابيع الأخيرة السابقة لتحرير هذه المناطق.

وفي ظل عجز الحكومة ومنظمات الإغاثة الدولية عن إيصال الإمدادات الضرورية لهذه المناطق، باتت مهمة إحياء المدينة ملقاةً على عاتق الشركات الخاصة.

تعبُر الشاحنات المُحمّلة بالبضائع يومياً نقاط التفتيش إلى الحي الذي لا يزال منطقة عسكرية، لتضخ الدماء في شرايين سوق كوكجلي التجاري.


تراجع الأسعار

ومع زيادة السلع المعروضة تراجعت الأسعار، إذ تُباع عُلبة زيت الطعام، التي تسع 20 لتراً، مقابل 50 ألف دينار عراقي، أو ما يقرب من 40 دولاراً، في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في مدينة الموصل، بينما تُباع العُلبة بحوالي 12 ألف دينار فقط في حي الكوكجلي.

ويبلغ سعر كيلو السكر في المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون حوالي 10 آلاف دينار، وهو أكثر من المعدل الطبيعي للأسعار بحوالي 10 مرات.

ورغم تراجع الأسعار لا يزال الكثير من السكان يعانون.

عصف تنظيم داعش بالموصل في يونيو/حزيران عام 2014، ونجح بعض مئات من مقاتلي التنظيم في هزيمة قوات الأمن العراقية والاستيلاء على ثاني أكبر المدن العراقية. منذ ذلك الحين، وجد نحو 1.5 مليون شخص أنفسهم مضطرين للإذعان لقيود الجماعة الإرهابية، وخيّم الركود الاقتصادي على المدينة بعد أن عُزلت الموصل عن العالم الخارجي واقتصرت حركة التجارة على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا.

في بادئ الأمر، استمرت مدينة بغداد في دفع رواتب الموظفين الحكوميين في مدينة الموصل، لكنها توقفت عن ذلك في النهاية بسبب اقتطاع تنظيم داعش لجزء من هذه المستحقات كضرائب.

وفي بلدٍ يوظف فيها القطاع العام نسبةً كبيرةً من قوة العمل، يمثّل غياب الأجور الحكومية كارثةً بالنسبة للكثير من العائلات في الموصل.

يقول رجل عجوز يحمل حقائب التسوق، يُدعى أبي عصام، وهو في طريق عودته على الطريق السريع من كوجلي إلى القدس: "باتت أسعار الغذاء أرخص الآن، لكننا بلا عمل منذ أكثر من عامين، وينفد المال منّا. ننتظر وصول منظمات الإغاثة لكن لم يأت أيٌّ منها حتى الآن".

ونظراً لدنو جبهات القتال من هذه الأحياء لا تصل السلع إلى المناطق الموجودة في عمق المدينة، إذ لا تصل الشاحنات القادمة من المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية على حدود الموصل إلى أبعد من حي الكوكجلي. ويضطر السكان المقيمون في مناطقٍ أخرى بالمدينة إلى السير على أقدامهم لساعات كي يشتروا سلعاً بأسعار معقولة من السوق.

في 17 أكتوبر/تشرين الأول، شنَّت القوات العراقية حملةً لاستعادة الموصل، وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، دخلت قوات مكافحة الإرهاب حي الكوكجلي. ومنذ ذلك الحين تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على حوالي 70% من المناطق الشرقية لمدينة الموصل، التي يتوسطها نهر دجلة.

استُقلبت القوات العراقية بترحيبٍ من قبل المدنيين المُبتهجين بقدومها، لكن الأمور لم تعد إلى طبيعتها بشكلٍ كاملٍ في المناطق المُحرَّرة، إذ تنقطع الخدمات الأساسية بسبب القتال ولم تُستعاد بشكل كامل.

يقول أبوعصام، الذي حفرت عائلته بئراً بعمق 7 أمتار في حديقة المنزل بعد أن دمّرت ضربة جوية لقوات التحالف خط المياه الرئيسي بالحي: "لا توجد كهرباء أو مياه. ومع ذلك، فإن الحياة أفضل الآن".

بينما يتحدث أبوعصام، يمكننا سماع دويّ الانفجارات فوق أسطح المنازل بحي القدس والقادم من المعارك الدائرة بحي السومر، وهو منطقة تبعد بضع كيلومترات من جنوب شرق القدس، حيث تشن الطائرات المروحية والقوات البرية العراقية هجوماً لسحق أحد معاقل تنظيم داعش.

يمتزج صوت طلقات الأسلحة الآلية مع صوت مدافع الطائرات المروحية بينما تصوب قذائفها باتجاه مقاتلي تنظيم داعش. وإلى جنوب الغرب، ترتفع سحابة من الدخان الأبيض إلى السماء، بعد أن قام انتحاري بتفجير سيارته المُحمَّلة بالمتفجرات.


عودة الحرية الشخصية بعد الحرمان

بفضل هزيمة التنظيم في المناطق المُحررة، بدأ الناس يتمتعون بحرياتهم الشخصية التي حُرِموا منها طوال العامين والنصف السابقين. اختفت اللحى التي أجُبر السكان على إطلاقها سابقاً خوفاً من الجهاديين، وظهر الرجال بقصات شعر عصرية وحلاقة نظيفة.

يقول زياد، بينما يجلس في سقيفة من المعدن على أطراف سوق كوكجلي مدخناً الشيشة: "أشعر بأنني حي من جديد". يدير زياد، البالغ من العمر 25 عاماً، هذا المحل المؤقت، الذي يقدم فيه الشيشة والشاي منذ عودة الحياة للسوق خلال الشهرين الماضيين. قبل ذلك، كان يعمل في مصنعٍ لمعالجة المياه، حيث كان يشغل هذه الوظيفة قبل وأثناء احتلال تنظيم داعش للمدينة.

إن المحل غير مجهز إلا بماسورتين مياه وبراد شاي، لكن زيادَ سعيدٌ به، إذ يقول مبتسماً: "وظيفتي هي تدخين الشيشة وشرب الشاي طوال اليوم". وبكمية وافرة من الكريم الذي يحافظ على تسريحة شعره، بالإضافة إلى ملابسه العصرية، يبدو أن زياد يتمتع بالحرية، التي حُرم منها لأكثر من عامين.

يقول زياد: "تحت حكم تنظيم داعش، إذا خرجت مع أصدقائك، يوجه لك أعضاء التنظيم الأسئلة ويأمرونك بأن تذهب إلى المسجد. لم نغادر المنزل مطلقاً. لن تتمكن من التعرف عليّ واللحية تكسو وجهي".

في كل ركن حول زياد، يعجّ السوق بالحياة. وتتزاحم أكشاك الفاكهة والخضراوات للحصول على مساحة بالسوق إلى جانب أكشاك بيع السجائر التي عادت مرة أخرى بنكهات مختلفة.

كانت عبوات سجائر "اكتمار" المحلية تباع بحوالي 2000 دينار عندما كان تنظيم داعش يحكم هذه المنطقة من المدينة، لكنها تباع الآن بـ500 دينار، وفقاً لأشرف شهاب، الذي يبيع حالياً سجائر بالسوق بعد أن كان يدير محل بقالة سابقاً.

وتبيع أكشاك أخرى بالسوق هواتف محمولة، وبطاقات الاتصال الهاتفية، وبطاقات ائتمان لشحن خطوط الهواتف بالرصيد. كان تنظيم داعش يجري تفتيشاً بجميع المنازل لمصادرةِ الهواتف المحمولة الخاصة بالسكان منعاً لتمرير أية معلومات للجيش العراقي. يذهب حالياً هؤلاء، الذين لم يتمكنوا من الاحتفاظ بهواتفهم في مكان آمن، لشراءِ هواتفٍ جديدةٍ من السوق.

يقول جاسم محمد، الذي يمتلك تشكيلة من الهواتف الرخيصة التي يعرضها أمامه على كرسيٍّ للبيع، إن حجم مبيعاته يرتفع كلما تحرر أحد أحياء المدينة لأن السكان يأتون إليه لشراء أجهزة جديدة. يأتي جاسم ببضاعته من أصدقاء له في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، وقد ترك بيع الخضراوات، لينخرط في هذه التجارة المُربحة.

ونظراً لانقطاعهم عن العالم الخارجي طوال فترة احتلال داعش للمدينة، فوجئ الناس بتطورات تكنولوجيا الهواتف المحمولة. يشعر حسن، البالغ من العمر 22 عاماً، بالذهول، لأنه تمكن من شراء هاتف"سامسونغ جلاكسي الذكي طراز جي 3 " مقابل 150 دولاراً فقط.

لكن بعد مرور أكثر من عامين على حكم تنظيم داعش الذي عفا عليه الزمن، يقول حسن: "كل شيء بات مفاجئاً بالنسبة لنا".

في الحارة السادسة من الطريق السريع المؤدي إلى شرق الموصل، يدفع حسين وأخوه عُمر عربةً محمّلةً بالدجاجِ المُجمَّد صوب صوت المعركة.

تغامر بعض السيارات بالمرور عبر الطريق المُغلَق بواسطة سيارات الهامفي السوداء، التي تستخدمها نخبةٌ من قوات مكافحة الإرهاب العراقية في معركتها الدموية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مدار الشهور الثلاثة الماضية.

خرج سكان الموصل إلى الشارع لإعادة ملء مخزون سلعهم الآخذ في النفاد، بينما يحتدم القتال حولهم، بحسب ما ذكر موقع The Daily Beast الأميركي.

يعيش حسين البالغ من العمر 20 عاماً، وأخوه البالغ من العمر 14 عاماً، في حي القدس، الذي حرَّره الجيش العراقي بالكامل من قبضة تنظيم داعش منذ أسبوعين.

اضطرت عائلته إلى إغلاق مطعمها الصغير منذ 4 أشهر عندما أجبرهم ارتفاع أسعار السلع الغذائية على وقف نشاطهم التجاري. لكنهم أعادوا تشغيله بعد أيام من طرد تنظيم داعش من الحي.

وتعد هذه المرة الثانية التي يذهب فيها الأخوان للحصول على الإمدادات اللازمة لمطعمِ العائلة من سوق كوكجلي المزدهر، وهو أول حي يُحرَّر في مدينة الموصل.

احتمى سكان حي القدس بينما يدنو القتال في الجبهة الأمامية للمعركة منهم كموجاتِ المد. فقد واجهت سيارات الهامفي التابعة للجيش العراقي المقاتلين المتشددين المتحصنين بدفاعاتٍ مُعدةٍ بشكلٍ جيدٍ وبسياراتٍ متفجرةٍ، التي حصدت حياة العديد من الجنود العراقيين والمدنيين.

لكن بمجرد زوال خطر الإرهابيين، عادت الحياة إلى طبيعتها. كل يوم، يتدفق سكان المناطق المُحرَّرة من وإلى حي الكوكجلي، لجلب الغذاء والوقود وغيرهما من الاحتياجات الضرورية. فتحت المحال والمطاعم أبوابها مرة أخرى، لينتهي نقص السلع وارتفاع الأسعار، الذي بات حاداً خلال الأسابيع الأخيرة السابقة لتحرير هذه المناطق.

وفي ظل عجز الحكومة ومنظمات الإغاثة الدولية عن إيصال الإمدادات الضرورية لهذه المناطق، باتت مهمة إحياء المدينة ملقاةً على عاتق الشركات الخاصة.

تعبُر الشاحنات المُحمّلة بالبضائع يومياً نقاط التفتيش إلى الحي الذي لا يزال منطقة عسكرية، لتضخ الدماء في شرايين سوق كوكجلي التجاري.


تراجع الأسعار

ومع زيادة السلع المعروضة تراجعت الأسعار، إذ تُباع عُلبة زيت الطعام، التي تسع 20 لتراً، مقابل 50 ألف دينار عراقي، أو ما يقرب من 40 دولاراً، في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في مدينة الموصل، بينما تُباع العُلبة بحوالي 12 ألف دينار فقط في حي الكوكجلي.

ويبلغ سعر كيلو السكر في المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون حوالي 10 آلاف دينار، وهو أكثر من المعدل الطبيعي للأسعار بحوالي 10 مرات.

ورغم تراجع الأسعار لا يزال الكثير من السكان يعانون.

عصف تنظيم داعش بالموصل في يونيو/حزيران عام 2014، ونجح بعض مئات من مقاتلي التنظيم في هزيمة قوات الأمن العراقية والاستيلاء على ثاني أكبر المدن العراقية. منذ ذلك الحين، وجد نحو 1.5 مليون شخص أنفسهم مضطرين للإذعان لقيود الجماعة الإرهابية، وخيّم الركود الاقتصادي على المدينة بعد أن عُزلت الموصل عن العالم الخارجي واقتصرت حركة التجارة على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا.

في بادئ الأمر، استمرت مدينة بغداد في دفع رواتب الموظفين الحكوميين في مدينة الموصل، لكنها توقفت عن ذلك في النهاية بسبب اقتطاع تنظيم داعش لجزء من هذه المستحقات كضرائب.

وفي بلدٍ يوظف فيها القطاع العام نسبةً كبيرةً من قوة العمل، يمثّل غياب الأجور الحكومية كارثةً بالنسبة للكثير من العائلات في الموصل.

يقول رجل عجوز يحمل حقائب التسوق، يُدعى أبي عصام، وهو في طريق عودته على الطريق السريع من كوجلي إلى القدس: "باتت أسعار الغذاء أرخص الآن، لكننا بلا عمل منذ أكثر من عامين، وينفد المال منّا. ننتظر وصول منظمات الإغاثة لكن لم يأت أيٌّ منها حتى الآن".

ونظراً لدنو جبهات القتال من هذه الأحياء لا تصل السلع إلى المناطق الموجودة في عمق المدينة، إذ لا تصل الشاحنات القادمة من المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية على حدود الموصل إلى أبعد من حي الكوكجلي. ويضطر السكان المقيمون في مناطقٍ أخرى بالمدينة إلى السير على أقدامهم لساعات كي يشتروا سلعاً بأسعار معقولة من السوق.

في 17 أكتوبر/تشرين الأول، شنَّت القوات العراقية حملةً لاستعادة الموصل، وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، دخلت قوات مكافحة الإرهاب حي الكوكجلي. ومنذ ذلك الحين تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على حوالي 70% من المناطق الشرقية لمدينة الموصل، التي يتوسطها نهر دجلة.

استُقلبت القوات العراقية بترحيبٍ من قبل المدنيين المُبتهجين بقدومها، لكن الأمور لم تعد إلى طبيعتها بشكلٍ كاملٍ في المناطق المُحرَّرة، إذ تنقطع الخدمات الأساسية بسبب القتال ولم تُستعاد بشكل كامل.

يقول أبوعصام، الذي حفرت عائلته بئراً بعمق 7 أمتار في حديقة المنزل بعد أن دمّرت ضربة جوية لقوات التحالف خط المياه الرئيسي بالحي: "لا توجد كهرباء أو مياه. ومع ذلك، فإن الحياة أفضل الآن".

بينما يتحدث أبوعصام، يمكننا سماع دويّ الانفجارات فوق أسطح المنازل بحي القدس والقادم من المعارك الدائرة بحي السومر، وهو منطقة تبعد بضع كيلومترات من جنوب شرق القدس، حيث تشن الطائرات المروحية والقوات البرية العراقية هجوماً لسحق أحد معاقل تنظيم داعش.

يمتزج صوت طلقات الأسلحة الآلية مع صوت مدافع الطائرات المروحية بينما تصوب قذائفها باتجاه مقاتلي تنظيم داعش. وإلى جنوب الغرب، ترتفع سحابة من الدخان الأبيض إلى السماء، بعد أن قام انتحاري بتفجير سيارته المُحمَّلة بالمتفجرات.


عودة الحرية الشخصية بعد الحرمان

بفضل هزيمة التنظيم في المناطق المُحررة، بدأ الناس يتمتعون بحرياتهم الشخصية التي حُرِموا منها طوال العامين والنصف السابقين. اختفت اللحى التي أجُبر السكان على إطلاقها سابقاً خوفاً من الجهاديين، وظهر الرجال بقصات شعر عصرية وحلاقة نظيفة.

يقول زياد، بينما يجلس في سقيفة من المعدن على أطراف سوق كوكجلي مدخناً الشيشة: "أشعر بأنني حي من جديد". يدير زياد، البالغ من العمر 25 عاماً، هذا المحل المؤقت، الذي يقدم فيه الشيشة والشاي منذ عودة الحياة للسوق خلال الشهرين الماضيين. قبل ذلك، كان يعمل في مصنعٍ لمعالجة المياه، حيث كان يشغل هذه الوظيفة قبل وأثناء احتلال تنظيم داعش للمدينة.

إن المحل غير مجهز إلا بماسورتين مياه وبراد شاي، لكن زيادَ سعيدٌ به، إذ يقول مبتسماً: "وظيفتي هي تدخين الشيشة وشرب الشاي طوال اليوم". وبكمية وافرة من الكريم الذي يحافظ على تسريحة شعره، بالإضافة إلى ملابسه العصرية، يبدو أن زياد يتمتع بالحرية، التي حُرم منها لأكثر من عامين.

يقول زياد: "تحت حكم تنظيم داعش، إذا خرجت مع أصدقائك، يوجه لك أعضاء التنظيم الأسئلة ويأمرونك بأن تذهب إلى المسجد. لم نغادر المنزل مطلقاً. لن تتمكن من التعرف عليّ واللحية تكسو وجهي".

في كل ركن حول زياد، يعجّ السوق بالحياة. وتتزاحم أكشاك الفاكهة والخضراوات للحصول على مساحة بالسوق إلى جانب أكشاك بيع السجائر التي عادت مرة أخرى بنكهات مختلفة.

كانت عبوات سجائر "اكتمار" المحلية تباع بحوالي 2000 دينار عندما كان تنظيم داعش يحكم هذه المنطقة من المدينة، لكنها تباع الآن بـ500 دينار، وفقاً لأشرف شهاب، الذي يبيع حالياً سجائر بالسوق بعد أن كان يدير محل بقالة سابقاً.

وتبيع أكشاك أخرى بالسوق هواتف محمولة، وبطاقات الاتصال الهاتفية، وبطاقات ائتمان لشحن خطوط الهواتف بالرصيد. كان تنظيم داعش يجري تفتيشاً بجميع المنازل لمصادرةِ الهواتف المحمولة الخاصة بالسكان منعاً لتمرير أية معلومات للجيش العراقي. يذهب حالياً هؤلاء، الذين لم يتمكنوا من الاحتفاظ بهواتفهم في مكان آمن، لشراءِ هواتفٍ جديدةٍ من السوق.

يقول جاسم محمد، الذي يمتلك تشكيلة من الهواتف الرخيصة التي يعرضها أمامه على كرسيٍّ للبيع، إن حجم مبيعاته يرتفع كلما تحرر أحد أحياء المدينة لأن السكان يأتون إليه لشراء أجهزة جديدة. يأتي جاسم ببضاعته من أصدقاء له في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، وقد ترك بيع الخضراوات، لينخرط في هذه التجارة المُربحة.

ونظراً لانقطاعهم عن العالم الخارجي طوال فترة احتلال داعش للمدينة، فوجئ الناس بتطورات تكنولوجيا الهواتف المحمولة. يشعر حسن، البالغ من العمر 22 عاماً، بالذهول، لأنه تمكن من شراء هاتف"سامسونغ جلاكسي الذكي طراز جي 3 " مقابل 150 دولاراً فقط.

لكن بعد مرور أكثر من عامين على حكم تنظيم داعش الذي عفا عليه الزمن، يقول حسن: "كل شيء بات مفاجئاً بالنسبة لنا".


ملصقات


اقرأ أيضاً
ترامب يبدأ زيارته لقطر المحطة الثانية في جولته الخليجية
استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأربعاء بالدوحة، رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، في ثاني زيارة لرئيس أمريكي منذ 2003. وقام أمير قطر، باستقبال ترامب بالديوان الأميري بالدوحة، حيث تبادلا الأحاديث الودية، وصافحا وفدي البلدين. وبعد مراسم الاستقبال، بدأ الزعيمان محادثات ثنائية. وتستمر زيارة ترامب إلى الدوحة يومين، وفق بيان من الديوان الأميري. ووصل الرئيس الأمريكي، الأربعاء، إلى الدوحة، محطته الثانية ضمن جولته الخليجية التي بدأها الثلاثاء من العاصمة السعودية الرياض. وحطت طائرة ترامب في مطار حمد الدولي حيث كان أمير قطر في مقدمة مستقبلي الرئيس الأمريكي. وجولة ترامب إلى الخليج تعد الأولى له بولايته الثانية التي بدأت في يناير الماضي. وتتواصل هذه الجولة حتى الجمعة، وتشمل أيضا الإمارات الخميس، وفق بيان سابق للخارجية الأمريكية. وتعد زيارة ترامب لقطر ثاني زيارة يقوم بها رئيس أمريكي إلى قطر بعد زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش في العام 2003، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية. واعتبرتها الوكالة "حدثا استثنائيا، كونها تأتي ضمن أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه منصبه في يناير الماضي".
دولي

ترامب يدعو الرئيس السوري إلى التطبيع مع إسرائيل
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره السوري أحمد الشرع إلى الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وذلك خلال أول لقاء بينهما في الرياض اليوم الأربعاء، على هامش زيارة ترامب إلى الخليج.ويأتي لقاء ترامب والشرع في الرياض غداة تعهده برفع العقوبات عن سورية، وذكرت وكالة الأناضول التركية أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والشرع عقدوا اجتماعاً عبر الإنترنت.وأعلن البيت الأبيض أن ترامب طلب من الشرع المساعدة في منع عودة تنظيم داعش، داعياً إياه في سياق آخر إلى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”، في إشارة إلى عناصر فصائل المقاومة الفلسطينية في سورية. ويعد اللقاء بين رئيسي البلدين الأول من نوعه منذ 25 عاماً.وقال ترامب اليوم في كلمته خلال القمة الخليجية الأميركية في الرياض، إنه يدرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن هذا التطبيع بدأ بلقاء الرئيس السوري أحمد الشرع. وكان البيت الأبيض أكد أمس الثلاثاء، أن ترامب وافق على استقبال الرئيس السوري أثناء زيارته للسعودية.ويأتي اللقاء بينما أعلن ترامب، أمس، أنه سيرفع العقوبات عن سورية لـ”منحها فرصة”، مؤكداً أنه اتخذ هذا القرار بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال ترامب، خلال خطاب ألقاه في الرياض، إن سورية عانت من الحروب، وإن إدارته “اتخذت الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقة مع دمشق”، معرباً عن أمله في أن تنجح الحكومة السورية الجديدة.
دولي

نتنياهو: نعمل على إيجاد بلدان تستقبل سكان غزة
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن حكومته تعمل على إيجاد دول قد تكون مستعدة لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة. وقال نتنياهو لمجموعة من الجنود المصابين في المعارك عقد في مكتبه «لقد أنشأنا إدارة تسمح لهم (سكان غزة) بالمغادرة، لكننا بحاجة إلى دول مستعدة لاستقبالهم. هذا ما نعمل عليه حاليا»، مضيفاً أنه يقدر أن «أكثر من 50% منهم سيغادرون» إذا ما أُتيحت لهم الفرصة. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الجيش سيدخل قطاع غزة «بكل قوته» في الأيام المقبلة، وفق بيان صادر عن مكتبه. وقال البيان: «سندخل غزة بكل قوتنا خلال الأيام المقبلة لإكمال العملية. إكمال العملية يعني هزيمة (حماس)، ويعني تدمير (حماس)». وأضاف: «لا يوجد وضع سنقوم فيه بوقف الحرب. قد تكون هناك هدنة مؤقتة»، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». في سياق متصل، أكدت حركة «حماس»، الثلاثاء، أن إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي - الأميركي، عيدان ألكسندر، كان «ثمرة» الاتصالات مع الإدارة الأميركية، ولم يأتِ نتيجة الضغوط العسكرية الإسرائيلية. وقالت «حماس»، في بيان، إن «عودة عيدان ألكسندر ثمرة الاتصالات الجادة مع الإدارة الأميركية وجهود الوسطاء، وليست نتيجة العدوان الصهيوني أو وهم الضغط العسكري»، خلافاً لما قاله رئيس وزراء إسرائيل. وأضافت أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو يضلل شعبه»، عادّةً أنه «فشل في استعادة أسراه بالعدوان». ولفتت إلى أن إطلاق سراح عيدان ألكسندر «يؤكد أن المفاوضات الجادة وصفقة التبادل هما السبيل لإعادة الأسرى ووقف الحرب».
دولي

الكرملين: روسيا مستعدة لعقد المفاوضات مع أوكرانيا
أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، اليوم الثلاثاء، أن روسيا تواصل التحضيرات للمفاوضات المقررة في 15 ماي الجاري في إسطنبول. وقال بيسكوف، للصحافيين، إن “الجانب الروسي يواصل الاستعداد للمفاوضات المقرر إجراؤها الخميس المقبل في إسطنبول”، حسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة أن روسيا تعتزم الإعلان عمن سيمثلها في المفاوضات مع أوكرانيا، بمجرد أن يرى بوتين ذلك ضروريا. وأشار بيسكوف إلى أن أوروبا تقف إلى جانب أوكرانيا، ولا يمكنها أن تدعي اتباع نهج متوازن في المفاوضات. وقال بيسكوف، للصحافيين، ردا على سؤال حول ما إذا كان للقادة الأوروبيين مكان على طاولة المفاوضات في تركيا: “أقترح عليكم مجددا التركيز على تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إذا تحدثنا بشكل عام عن مشاركة أوروبا في عملية تفاوضية محورية كهذه؛ فبما أن أوروبا تقف كليا إلى جانب أوكرانيا، فلا يمكنها ادعاء اتباع نهج محايد ومتوازن”. وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اقتراح لاستئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، دون أية شروط مسبقة.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة