انتشرت بسرعة فائقة ظاهرة الدروس الخصوصية أو ما يعرف بدروس الدعم والتقوية بين كافة الشرائح الاجتماعية على اختلاف طبقاتها، لكون هذه الظاهرة غدت شرا يلاحق كل الأسر المغربية عموما والمراكشيين خصوصا، بل إن هذه الأخيرة تخضع لهذه الظاهرة مكرهة لا بطلة، لعدة أسباب، مما يعرضها للابتزاز من طرف صناع هذه الفكرة الجهنمية التي جنت الويلات والسلبيات أكثر من الايجابيات على المستفيدين من التلاميذ الخاضعين للدروس الخصوصية.
إذ أن أكثر تلاميذ النظام العمومي تفرض عليهم هذه الظاهرة التي أصبحت تثقل كاهل الأسر ، والخطير في الأمر أن المسئولين على القطاع التربوي بإقليم مراكش يتفرجون على هذه الظاهرة دون أن يحركوا ساكنا.
مما يجعلها تتطور، من تنظيمها ببعض المدارس الخصوصية خلال الليل إلى بيوت المدرسين أو ب" كراجات سياراتهم " .
والاخطر أن المؤسسات الخصوصية التي تسمح للأساتذة بإعطاء دروس الدعم والتقوية تغامر بحياة التلاميذ والأساتذة أنفسهم ، بحيث لا تقوم بتأمينهم من الحوادث خلال فترات تلك الدروس، ودون أن تضع في الحسبان ما قد يحدث لقدر الله، مما يؤكد الفوضى العارمة التي تتخبط فيها دروس الدعم والتقوية، ونفس الخطورة بالنسبة للأساتذة الذين يغامرون بجمع عدد كبير من التلاميذ ببيوتهم أوبكرجات سياراتهم من أجل إعطاء دروس الدعم والتقوية من خلال إجبارهم على التسجيل بلائحة الدروس الخصوصية، حيث نجد في الكثير من الحالات أن بعض الأساتذة يرغمون تلامذتهم على هذه الدروس بالرغم من أن مستواهم لابأس به أو جيد، بل أكثر من ذلك أن بعض الأساتذة يفصحون صراحة بأن المستفيدين من الدروس الخصوصية لا خوف عليهم ولا هم يحزنون من نقط الامتحان، أما الذين لا يرغبون في الدروس الخصوصية لأسباب مادية محضة ، فإنهم يعيشون على أعصابهم ، حيث يجدون أنفسهم بين مطرقة القلم الأحمر ، وبين سندان غياب النقود.
الأمر الذي يدفع بالكثير من التلاميذ بالرغم من مستواهم الجيد إلى ضرورة التسجيل في الدروس الخصوصية عند أساتذتهم، لكي يحصلوا على نقط جيدة مع العلم أنهم يستحقونها. فإلى متى سيستمر تفرج المسئولين عن قطاع التربية والتكوين بمراكش على هذه الظاهرة؟ وبما يفسرون صمتهم أو غض طرفهم عنها ؟