الأربعاء 15 يناير 2025, 18:02

وطني

جلالة الملك يوجه رسالة إلى المشاركين في المناظرة الدولية حول “العدالة الانتقالية”


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 6 ديسمبر 2024

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة سامية إلى المشاركين في المناظرة الدولية حول ” العدالة الانتقالية ” المنعقدة بالرباط تخليداً للذكرى العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة حول موضوع
“مسارات العدالة الانتقالية من أجل إصلاحات مستدامة”.

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلتها السيدة آمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان :

” الحمـد لله، والصـلاة والسـلام عـلى مـولانـا رسـول الله وآلـه وصحبـه.

حضـرات السيـدات والسـادة،
يطيب لنا أن نتوجه إلى المشاركين في هذه المناظرة الدولية، المنعقدة تحت رعايتنا السامية، حول موضوع “مسارات العدالة الانتقالية من أجل إصلاحات مستدامة”، تخليداً للذكرى العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة.

وإن تخليدكم اليوم لهذا الحدث الهام في تاريخ المغرب المعاصر، لهو مناسبة سانحة للتذكير بأهمية ووجاهة هذه المحطة البارزة، التي شكلت منعطفاً حاسماً في مسار التحول الديموقراطي والتنموي ببلادنا، باعتبارها لبنة أساسية ضمن أسس البناء والانتقال الديموقراطي، وتوطيد دولة الحق والقانون والمؤسسات، وحماية الحريات.

وتشكل هذه الندوة، بما تحمله من رمزية تاريخية واجتماعية وحقوقية وسياسية، مناسبة للإشادة بما تم تحقيقه ببلادنا من مكاسب، خلال المسار الوطني للعدالة الانتقالية، التي اعتمدت مقاربة متبصرة ورزينة، تتسم بالشفافية والموضوعية. وهي أيضاً فرصة لتذكير الأجيال الحالية والمقبلة، بما راكمته المملكة المغربية من إصلاحات ومصالحات، في إطار من التوافق والجرأة في قراءة تاريخنا وماضينا، دون عُقد أو مركب نقص.
حضـرات السيـدات والسـادة،
إن قرارنا بإحداث هيئة الانصاف والمصالحة، استمراراً للهيئة المستقلة لتعويض ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، التي كان قد أحدثها والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، كان قراراً سيادياً ضمن مسار طوعي لتدبير الشأن العام، يقوم على مفهوم جديد للسلطة، وعلى مسؤولية المؤسسات ومحاسبتها، لضمان كرامة كل المغاربة.

وقد كان يهدف أساساً، علاوة على تحقيق المصالحة الوطنية ومعالجة انتهاكات الماضي، إلى جعل العدالة الانتقالية ضمن أولويات خيار الانتقال الديموقراطـي ؛ حيث تبلورت لدى المغاربة حينها، دولةً ومجتمعاً، رؤية استباقية لعمق التحولات التي دخلها العالم نهاية الثمانينات من القرن الماضي، ولأهمية القيم الديموقراطية وحقوق الإنسان، ضمن الاختيارات السياسية الاستراتيجية.

وقد استندت هذه العدالة الانتقالية في بلادنا على أسس صلبة، منها التاريخية المرتبطة بخصوصية الشخصية المغربية، ومنها المجالية والجغرافية. وكان هدفها الأساسي الاهتمام بكل الضحايا، على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، والانكباب على كل الانتهاكات المرتبطة بحقوق الإنسان، من السنوات الأولى للاستقلال، إلى تاريخ إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة.

وهو ما مكن من تحديد وتحليل كافة أشكال وأوجه الانتهاكات التي شهدتها بلادنا في الماضي، كيفما كان نوعها وحجمها، والقيام بالتحريات الميدانية والتحقيقات اللازمة، وتنظيم جلسات استماع عمومية، في المدن والقرى، وأخرى لاستقاء الشهادات، بهدف كشف الحقيقة المتوفرة، وجبر الأضرار الفردية والجماعية، مع مراعاة بُعدِ النوع، وبالتالي تعزيز المصالحة بين المجتمع المغربي وتاريخه.

ولعل أحد أكثر الجوانب المميزة للتجربة المغربية، هو انخراط المجتمع المدني، بكل أطيافه، في بلورة وإنجاح العملية، حيث كان لقرار العدالة الانتقالية الفضل في فتح الفضاء العام أمام نقاشات عمومية، وحوارات مجتمعية، حول مختلف الإصلاحات والقضايا الجوهرية التي تحظى باهتمام الرأي العام الوطني.

كما أسهمت العدالة الانتقالية، بمبادراتها المتعددة والمتواصلة، في تعزيز الوعي الجماعي بشأن مناهضة انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تم استخلاص الدروس من هذه التجربة، والتأكيد على ضرورة مواصلة ترسيخ أسس دولة القانون، بما يضمن احترام الحقوق والحريات وحمايتها، ويوازن بين الحق في ممارستها، بروح المسؤولية والمواطنة الملتزمة، والتقيد بالنهوض بالواجبـات.
حضـرات السيـدات والسـادة،
لقد شكلت مسيرة العدالة الانتقالية بالمغرب، تجربة متفردة ورائدة، أحدثت طفرة نوعية في المسار السياسي الوطني، ومكنت من تحقيق انتقال ديموقراطي سلس ومتوافق بشأنه، وإقرار ممارسات فضلى على درب استكمال بناء أسس دولة الحق والمؤسسات.

ومن ثم، فقد تسنى من خلال توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، التي طرحت مقترحات همت أيضاً السياسات العامة، فضلاً عن التشديد على الحاجة لتعزيز الحماية الدستورية لحقوق الإنسان، وضع إطار ناظم لإصلاحات مجتمعية واسعة، بما فيها الدستورية والتشريعية، وإنشاء آليات تشاورية ومؤسساتية، بهدف القطع مع انتهاكات الماضي، وترسيخ تدبير عمومي يعتمد قواعد دولة الحق والقانون، وإبراز ديناميات مجتمعية متجـددة.

ومن هذا المنطلق، حَرَصْنا على أن نعطي لحقوق الإنسان، في الدستور وفي القوانين وفي السياسات العمومية، مدلولها الواسع، الذي يمتد من السياسي إلى البيئي، مروراً بالاقتصادي والاجتماعي والثقافي. كما أحدثنا المؤسسات والآليات الدستورية الضرورية لحماية حقوق الإنسان في أبعادها المختلفـة.

وفي هذا الصدد، كان حِرصُنا الشخصي، وفي الميدان، على إِعْمال مفهوم العدالة المجالية في السياسات الإنمائية، ودمجِ مفهومِ جَبْر الضرر الجماعي في خططنا الإنمائية، ورفع التهميش عن المناطق والمجالات التي لم تستفد من التنمية، بالقدر المطلوب والممكن، ومن عائد التقدم الذي تحققه المملكة المغربية. إن الأمر يتعلق بمصالحات كبرى مع التاريخ ومع المجال.

وأكثر من ذلك، فإن هذا الحرص مكَّن عدداً من مناطق المغرب، التي كانت تعاني من نقص كبير في التنمية، من تدارك هذا النقص، بل إن من بينها ما أصبح نموذجاً في التنمية المجاليـة.

وفي هذا الإطار، يشهدُ العالم اليوم، والمراقبون الموضوعيون، بثمارِ النموذج التنموي الجاري تنفيذه في أقاليمنا الجنوبية، في إطار التضامن والتكامل والعدالة المجالية بين أقاليم المملكة. إذ تغيرَ وجه أقاليمنا المسترجعة نحو الأفضل، وأصبحت منطقة جاذبة للاستثمارات، وهي اليوم تزخر بالمشاريع التنموية، والمنشآت والتجهيزات الكبـرى.
حضـرات السيـدات والسـادة،
لقد كان المغرب، بفضل هذه التجربة التي حظيت بإشادة دولية واسعة وتنويه كبير، سباقاً لإدخال مفهوم العدالة الانتقالية إلى محيطه العربي والإفريقي، حيث تردد صداها في العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيـا.

وقد مكَّن النموذج المغربي من المساهمة بشكل كبير في تطوير مفهوم وتجارب العدالة الانتقالية، والدفع بها إلى آفاق جديدة، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل أيضا على المستوى القاري والأممـي.

ومع ذلك، فإن ما أنجزناه على طريق صيانة حقوق الإنسان وضمان احترامها، وفي مجال التنمية وبناء المؤسسات الديمقراطية، لا يعني الكمال، ولكنه، كما يشهد بذلك العالم، نموذجُ ديموقراطيةٍ أصيلةٍ ومتأصلة صاعـدة.
حضـرات السيـدات والسـادة،
إننا لنأمل أن تمكن الجلسات المقررة للتداول في المواضيع المطروحة للنقاش، من إبراز الممارسات الفضلى لتجارب دول بما فيها المغرب، خصوصاً تلك المتعلقة بالتفاعلات بين مسارات العدالة الانتقالية والإصلاحات التشريعية والمؤسساتية والدستورية، وبأدوار البرلمانات والفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني في دعم تنفيذ توصيات هيئات العدالة الانتقالية.

وكلنا يقين أن هذا الملتقى الهام سيشكل فرصة لتحديد معالم وجوانب انعكاسات مسارات العدالة الانتقالية في القطع مع انتهاكات حقوق الإنسان، وتفعيل توصياتها، من أجل إصلاحات مستدامة، كعمليتين متداخلتين لحماية الأفراد والجماعات، وصون كرامتهم وضمان حقوقهـم.

وفي هذا الصدد، نتطلع لأن تحظى التجربة المغربية بالمكانة اللائقة بها في مناقشاتكم وتحليلاتكم، باعتبارها من ميزات ومعالم تاريخنا السياسي المعاصر، المرتكز إلى عراقة الدولة المغربية، الضاربة جذورها في التاريـخ.

وإذ نرحب بكافة الفعاليات المشاركة في هذه المناظرة الدولية، فإننا ندعو الله تعالى أن يكلل أشغالكم بكامل التوفيـق.
والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه “.

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة سامية إلى المشاركين في المناظرة الدولية حول ” العدالة الانتقالية ” المنعقدة بالرباط تخليداً للذكرى العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة حول موضوع
“مسارات العدالة الانتقالية من أجل إصلاحات مستدامة”.

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلتها السيدة آمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان :

” الحمـد لله، والصـلاة والسـلام عـلى مـولانـا رسـول الله وآلـه وصحبـه.

حضـرات السيـدات والسـادة،
يطيب لنا أن نتوجه إلى المشاركين في هذه المناظرة الدولية، المنعقدة تحت رعايتنا السامية، حول موضوع “مسارات العدالة الانتقالية من أجل إصلاحات مستدامة”، تخليداً للذكرى العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة.

وإن تخليدكم اليوم لهذا الحدث الهام في تاريخ المغرب المعاصر، لهو مناسبة سانحة للتذكير بأهمية ووجاهة هذه المحطة البارزة، التي شكلت منعطفاً حاسماً في مسار التحول الديموقراطي والتنموي ببلادنا، باعتبارها لبنة أساسية ضمن أسس البناء والانتقال الديموقراطي، وتوطيد دولة الحق والقانون والمؤسسات، وحماية الحريات.

وتشكل هذه الندوة، بما تحمله من رمزية تاريخية واجتماعية وحقوقية وسياسية، مناسبة للإشادة بما تم تحقيقه ببلادنا من مكاسب، خلال المسار الوطني للعدالة الانتقالية، التي اعتمدت مقاربة متبصرة ورزينة، تتسم بالشفافية والموضوعية. وهي أيضاً فرصة لتذكير الأجيال الحالية والمقبلة، بما راكمته المملكة المغربية من إصلاحات ومصالحات، في إطار من التوافق والجرأة في قراءة تاريخنا وماضينا، دون عُقد أو مركب نقص.
حضـرات السيـدات والسـادة،
إن قرارنا بإحداث هيئة الانصاف والمصالحة، استمراراً للهيئة المستقلة لتعويض ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، التي كان قد أحدثها والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، كان قراراً سيادياً ضمن مسار طوعي لتدبير الشأن العام، يقوم على مفهوم جديد للسلطة، وعلى مسؤولية المؤسسات ومحاسبتها، لضمان كرامة كل المغاربة.

وقد كان يهدف أساساً، علاوة على تحقيق المصالحة الوطنية ومعالجة انتهاكات الماضي، إلى جعل العدالة الانتقالية ضمن أولويات خيار الانتقال الديموقراطـي ؛ حيث تبلورت لدى المغاربة حينها، دولةً ومجتمعاً، رؤية استباقية لعمق التحولات التي دخلها العالم نهاية الثمانينات من القرن الماضي، ولأهمية القيم الديموقراطية وحقوق الإنسان، ضمن الاختيارات السياسية الاستراتيجية.

وقد استندت هذه العدالة الانتقالية في بلادنا على أسس صلبة، منها التاريخية المرتبطة بخصوصية الشخصية المغربية، ومنها المجالية والجغرافية. وكان هدفها الأساسي الاهتمام بكل الضحايا، على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، والانكباب على كل الانتهاكات المرتبطة بحقوق الإنسان، من السنوات الأولى للاستقلال، إلى تاريخ إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة.

وهو ما مكن من تحديد وتحليل كافة أشكال وأوجه الانتهاكات التي شهدتها بلادنا في الماضي، كيفما كان نوعها وحجمها، والقيام بالتحريات الميدانية والتحقيقات اللازمة، وتنظيم جلسات استماع عمومية، في المدن والقرى، وأخرى لاستقاء الشهادات، بهدف كشف الحقيقة المتوفرة، وجبر الأضرار الفردية والجماعية، مع مراعاة بُعدِ النوع، وبالتالي تعزيز المصالحة بين المجتمع المغربي وتاريخه.

ولعل أحد أكثر الجوانب المميزة للتجربة المغربية، هو انخراط المجتمع المدني، بكل أطيافه، في بلورة وإنجاح العملية، حيث كان لقرار العدالة الانتقالية الفضل في فتح الفضاء العام أمام نقاشات عمومية، وحوارات مجتمعية، حول مختلف الإصلاحات والقضايا الجوهرية التي تحظى باهتمام الرأي العام الوطني.

كما أسهمت العدالة الانتقالية، بمبادراتها المتعددة والمتواصلة، في تعزيز الوعي الجماعي بشأن مناهضة انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تم استخلاص الدروس من هذه التجربة، والتأكيد على ضرورة مواصلة ترسيخ أسس دولة القانون، بما يضمن احترام الحقوق والحريات وحمايتها، ويوازن بين الحق في ممارستها، بروح المسؤولية والمواطنة الملتزمة، والتقيد بالنهوض بالواجبـات.
حضـرات السيـدات والسـادة،
لقد شكلت مسيرة العدالة الانتقالية بالمغرب، تجربة متفردة ورائدة، أحدثت طفرة نوعية في المسار السياسي الوطني، ومكنت من تحقيق انتقال ديموقراطي سلس ومتوافق بشأنه، وإقرار ممارسات فضلى على درب استكمال بناء أسس دولة الحق والمؤسسات.

ومن ثم، فقد تسنى من خلال توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، التي طرحت مقترحات همت أيضاً السياسات العامة، فضلاً عن التشديد على الحاجة لتعزيز الحماية الدستورية لحقوق الإنسان، وضع إطار ناظم لإصلاحات مجتمعية واسعة، بما فيها الدستورية والتشريعية، وإنشاء آليات تشاورية ومؤسساتية، بهدف القطع مع انتهاكات الماضي، وترسيخ تدبير عمومي يعتمد قواعد دولة الحق والقانون، وإبراز ديناميات مجتمعية متجـددة.

ومن هذا المنطلق، حَرَصْنا على أن نعطي لحقوق الإنسان، في الدستور وفي القوانين وفي السياسات العمومية، مدلولها الواسع، الذي يمتد من السياسي إلى البيئي، مروراً بالاقتصادي والاجتماعي والثقافي. كما أحدثنا المؤسسات والآليات الدستورية الضرورية لحماية حقوق الإنسان في أبعادها المختلفـة.

وفي هذا الصدد، كان حِرصُنا الشخصي، وفي الميدان، على إِعْمال مفهوم العدالة المجالية في السياسات الإنمائية، ودمجِ مفهومِ جَبْر الضرر الجماعي في خططنا الإنمائية، ورفع التهميش عن المناطق والمجالات التي لم تستفد من التنمية، بالقدر المطلوب والممكن، ومن عائد التقدم الذي تحققه المملكة المغربية. إن الأمر يتعلق بمصالحات كبرى مع التاريخ ومع المجال.

وأكثر من ذلك، فإن هذا الحرص مكَّن عدداً من مناطق المغرب، التي كانت تعاني من نقص كبير في التنمية، من تدارك هذا النقص، بل إن من بينها ما أصبح نموذجاً في التنمية المجاليـة.

وفي هذا الإطار، يشهدُ العالم اليوم، والمراقبون الموضوعيون، بثمارِ النموذج التنموي الجاري تنفيذه في أقاليمنا الجنوبية، في إطار التضامن والتكامل والعدالة المجالية بين أقاليم المملكة. إذ تغيرَ وجه أقاليمنا المسترجعة نحو الأفضل، وأصبحت منطقة جاذبة للاستثمارات، وهي اليوم تزخر بالمشاريع التنموية، والمنشآت والتجهيزات الكبـرى.
حضـرات السيـدات والسـادة،
لقد كان المغرب، بفضل هذه التجربة التي حظيت بإشادة دولية واسعة وتنويه كبير، سباقاً لإدخال مفهوم العدالة الانتقالية إلى محيطه العربي والإفريقي، حيث تردد صداها في العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيـا.

وقد مكَّن النموذج المغربي من المساهمة بشكل كبير في تطوير مفهوم وتجارب العدالة الانتقالية، والدفع بها إلى آفاق جديدة، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل أيضا على المستوى القاري والأممـي.

ومع ذلك، فإن ما أنجزناه على طريق صيانة حقوق الإنسان وضمان احترامها، وفي مجال التنمية وبناء المؤسسات الديمقراطية، لا يعني الكمال، ولكنه، كما يشهد بذلك العالم، نموذجُ ديموقراطيةٍ أصيلةٍ ومتأصلة صاعـدة.
حضـرات السيـدات والسـادة،
إننا لنأمل أن تمكن الجلسات المقررة للتداول في المواضيع المطروحة للنقاش، من إبراز الممارسات الفضلى لتجارب دول بما فيها المغرب، خصوصاً تلك المتعلقة بالتفاعلات بين مسارات العدالة الانتقالية والإصلاحات التشريعية والمؤسساتية والدستورية، وبأدوار البرلمانات والفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني في دعم تنفيذ توصيات هيئات العدالة الانتقالية.

وكلنا يقين أن هذا الملتقى الهام سيشكل فرصة لتحديد معالم وجوانب انعكاسات مسارات العدالة الانتقالية في القطع مع انتهاكات حقوق الإنسان، وتفعيل توصياتها، من أجل إصلاحات مستدامة، كعمليتين متداخلتين لحماية الأفراد والجماعات، وصون كرامتهم وضمان حقوقهـم.

وفي هذا الصدد، نتطلع لأن تحظى التجربة المغربية بالمكانة اللائقة بها في مناقشاتكم وتحليلاتكم، باعتبارها من ميزات ومعالم تاريخنا السياسي المعاصر، المرتكز إلى عراقة الدولة المغربية، الضاربة جذورها في التاريـخ.

وإذ نرحب بكافة الفعاليات المشاركة في هذه المناظرة الدولية، فإننا ندعو الله تعالى أن يكلل أشغالكم بكامل التوفيـق.
والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه “.



اقرأ أيضاً
حموشي يستقبل المفوض العام للاستعلامات بإسبانيا
استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، يومه الأربعاء 15 يناير الجاري بالرباط، المفوض العام للاستعلامات بمملكة إسبانيا خافيير أنطونيو سوزين بيرسيرو، الذي يزور المغرب على رأس وفد أمني رفيع المستوى. وتكتسي هذه الزيارة أهمية بالغة بالنظر إلى أن المفوض العام للاستعلامات الإسباني المعيّن حديثا، اختار المغرب كأول وجهة دولية يزورها بصفته النظامية ومسؤولياته الجديدة، بغرض تدعيم علاقات التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وقد أجرى المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني ونظيره الإسباني مباحثات مكثفة، تناولت تقييم مستوى المخاطر والتهديدات الإرهابية في مختلف بؤر التوتر عبر العالم، وتحديدا في منطقة الساحل والصحراء، وكذا تثمين وتدعيم العمليات المشتركة المنجزة بالتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي التطرف العنيف. كما استعرض الجانبان كذلك الدور الذي يمكن أن تضطلع به مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في الجهود المشتركة لإنجاح كأس العالم 2030، الذي سينظم في كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال، خصوصا في الجانب المرتبط بالاستخبار الجنائي واستباق وتحييد كل المخاطر المحدقة بالأمن العام. وخلال هذه المباحثات، أشاد المفوض العام للاستعلامات بإسبانيا بمستوى التعاون المتميز مع المملكة المغربية ممثلة في المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مؤكدا بأن إسبانيا تجنبت مخططات إرهابية خطيرة بفضل المعلومات الاستخباراتية الحاسمة وعالية الموثوقية التي وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. كما عبّر المسؤول الإسباني عن رغبة بلاده في مواصلة الاستفادة من الدعم الذي تقدمه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في مواجهة الإرهاب، خصوصا في السياق العالمي الحالي الذي يواجه تحديات أمنية متصاعدة ومتشابكة ومعقدة، كما جدد التأكيد على أهمية تدعيم العمليات المشتركة والتوقيفات المتزامنة التي تباشرها الأجهزة الأمنية في كلا البلدين ضمن الأوساط المتطرفة سواء في المغرب وإسبانيا. وقد تميزت المباحثات المنجزة خلال هذا اللقاء بتطابق وجهات النظر حول ضرورة تعزيز وتكثيف آليات التعاون الأمني المشترك في مختلف المجالات، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وذلك بما يضمن مواجهة المخاطر المشتركة التي تحدق بأمن البلدين الجاريين. وتعكس هذه الزيارة المستوى المتقدم الذي بلغته الشراكة الأمنية بين المملكة المغربية وجارتها الإسبانية، كما تبرز كذلك تنامي الطلب على النموذج الأمني المغربي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
وطني

“بوحمرون” يصيب 79 نزيلا بسجون المملكة
كشفت  المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أنه تم إلى حدود اليوم الأربعاء 15 يناير الجاري، تسجيل إصابة 79 نزيلة ونزيلا بداء الحصبة (بوحمرون)، من بينهم 07 أحداث وامرأتان وطفل مرفق بأمه، تماثل 27 منهم للشفاء بعد الخضوع للبروتوكول العلاجي المعمول به. وأوضحت  المندوبية، في بلاغ صادر عنها، أن حالات الإصابة موزعة على السجن المحلي طنجة بـ 25 حالة 24) في العزلة وحالة واحدة تخضع للعلاج بالمستشفى العمومي)، والسجن المحلي عين البرجة بست حالات (5 حالات في العزلة وحالة واحدة تخضع للعلاج بالمستشفى العمومي)، وكذا السجن المحلي بالمحمدية بـ 5 حالات، ثم السجن المحلي العرجات1 بـ 3 حالات. وأضاف ت المندوبية أنه “تم تسجيل إصابتين بكل من السجن المركزي بالقنيطرة والسجن المحلي بوركايز بفاس والسجن المحلي ببنسليمان والسجن المحلي سوق الأربعاء، وإصابة واحدة بكل من السجون المحلية لبوعرفة وقلعة السراغنة وتطوان وبركان وطانطان. وقد جرى تسجيل إصابة سبعة موظفين، من بينهم طبيبة، يخضعون للبروتوكول الصحي المذكور. ووفق المصدر ذاته، فإنه في إطار الجهود التي تبذلها المندوبية العامة بشراكة مع الوزارة الوصية من أجل الوقاية من انتشار هذا الداء بالمؤسسات السجنية، استفاد 11620 نزيلة ونزيلا و332 موظفة وموظفا من التلقيح بصفة طوعية وبإشراف من الأطر التابعة للمندوبيات الإقليمية لقطاع الصحة والحماية الاجتماعية. وذكرت المندوبية أن كافة المؤسسات السجنية تواصل التعبئة من أجل الوقاية والحد من انتشار هذا الداء، وذلك تنفيذا لمقتضيات المذكرة المعممة عليها بهذا الخصوص، وبتنسيق إجرائي وثيق مع القطاع الوصي.
وطني

عامل إقليم سطات يبهدل المدير الاقليمي للتعليم خلال اجتماع رسمي
في مشهد استثنائي خلال اجتماع المجلس الإقليمي لسطات، وجّه عامل الإقليم إبراهيم أبو زيد انتقادات لاذعة للمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، عبد العالي السعيدي، على خلفية تأخر دام سنوات في تنفيذ صفقة تخص قطاع التعليم. العامل لم يتردد في التعبير عن استيائه بصراحة، قائلاً: "عندك الفلوس خدم، ما عندكش قولهالي وما نبقاوش نكدبو على الناس ونمشيو بحالاتنا"، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراء فوري: "إيلا مادازتش الصفقة لغيها غدا، ست سنين هادي وما لغيتيهاش، علاش؟.. عطيني الخدمة ولا خرج علي." وقد أثار هذا الموقف جدلاً واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو يوثّق الحادثة. وبينما اعتبر البعض أن تدخل العامل يندرج ضمن مسؤوليته لضمان تنفيذ المشاريع الممولة من المال العام، رأى آخرون أن الحادثة تتجاوز حدود التنسيق الإداري وتمثل إهانة علنية لمسؤول إقليمي.
وطني

المهندسون المعماريون يناقشون التغير المناخي وإشكاليات الطاقة والماء
نظم المجلس الوطني للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يوم 14 يناير 2025 بمدينة فاس، الدورة الـ39 لليوم الوطني للمهندس المعماري. وتمحور موضوع هذه الدورة، التي جمعت مهندسين معماريين وخبراء ومسؤولين، حول تِيمَة تتم بالراهنية: "المهندس المعماري المواطن في مواجهة التغير المناخي: إشكالية الطاقة والماء". وقالت الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، في بلاغ صحفي، إن هذا الموعد السنوي، الذي تم إرساؤه تخليداً للخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، يوم 14 يناير 1986 بمراكش، في سياق يتسم بحالة طوارئ بيئية. وركزت النقاشات والمداخلات على الدور المحوري للمهندسين المعماريين في الانتقال نحو تنمية مستدامة، مع استعراض المقاربات المبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالإجهاد المائي والتدبير الطاقي. وشهد حفل الافتتاح حضور أديب بنبراهيم، كاتب الدولة لدى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، المكلف بالإسكان، إلى جانب الكاتب العام للوزارة، والي جهة فاس-مكناس، رئيس مجلس الجهة. وخلال الحفل ألقى شكيب بنعبد الله، رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، كلمة نوه فيها بالجهود التي يبذلها مهنيو القطاع. ودعا بنعيد الله المهنيين إلى لعب دور ريادي في إدماج القضايا البيئية في صلب السياسات العمومية والمشاريع المعمارية، مشدداً على الطابع الملح للوضع الحالي، كما حث على تعبئة جماعية لتعزيز صمود وتأقلم المجالات الترابية في مواجهة التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي. وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس الوطني للمهندسين المعماريين أن "المهندسين المعماريين المغاربة، بصفتهم فاعلين مواطنين، يدركون تمام الإدراك الرهانات المناخية الحالية، كما أنهم يحرصون على تكييف كل مشروع مع واقعه المحلي. ولهذا فإن إحياء هذا اليوم يشكل منصة أساسية لتعميق تفكيرنا وتحويل ممارساتنا إلى حلول ملموسة تخدم الأجيال القادمة". و شهد هذا اليوم أيضا تكريم عدد من المهندسين المعماريين البارزين تقديراً لالتزامهم المهني، ومن ضمنهم مهندسون غادرونا هذه السنة إلى دار البقاء، بعدما قدموا إسهامات متميزة للارتقاء بالمهنة وإشعاعها. كما تميز الحدث بحضور رؤساء كبرى المنظمات المهنية الدولية، مثل: "الاتحاد الإفريقي للمهندسين المعماريين"، "الاتحاد المتوسطي للمهندسين المعماريين"، و"اتحاد المهندسين المعماريين الفرنكوفونيين في إفريقيا". وإلى جانب هذه المنظمات، حضرت وفود إفريقية ممثلة برؤسائها، لا سيما هيئات المهندسين المعماريين في كل من تونس، السنغال، وكوت ديفوار.
وطني

نقابة تنتقد إصرار الحكومة على تمرير مشروع قانون الإضراب
انتقدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إصرار الحكومة على تمرير مشروع القانون التنظيمي للإضراب دون تفاوض أو توافق مع الأطراف المعنية، مشيرة إلى أن هذا الإصرار يمثل “ضربًا صارخًا للاتفاقات والتعاقدات الاجتماعية”. وأوضحت النقابة في بيان صادر عن مكتبها التنفيذي أن الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار التعديلات الجوهرية المقترحة لحماية حق ممارسة الإضراب، الذي يعد حقًا دستوريًا ومكفولًا بموجب المواثيق الدولية. وحسب المصدر نفسه فإن الحكومة تسعى إلى تمرير المشروع في البرلمان اعتمادًا على الأغلبية الحكومية، متجاهلةً الحوار مع النقابات والأطراف المعنية. وأكدت النقابة أن الحكومة أحالت المشروع على مجلس المستشارين، وتسعى لتسريع المصادقة عليه دون إجراء نقاش حقيقي مع القوى المجتمعية المعنية. وأضافت أن هذا التوجه يعكس سعي الحكومة لتمرير قوانين تراجعية ولا اجتماعية، تهدف إلى تقويض حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة وعموم المواطنين، مثل دمج صندوق كنوبس (CNOPS) في الضمان الاجتماعي (CNSS) وإصلاح نظام التقاعد. وطالبت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمشاركة الواسعة في المسيرة الوطنية الموحدة التي دعت إليها جبهة الدفاع عن الحق في ممارسة الإضراب، والمقرر انطلاقها يوم الأحد الموافق 19 يناير 2024 من ساحة باب الحد بالرباط على الساعة العاشرة والنصف صباحًا.
وطني

إصابة شرطي في حادثة سير عمدية خطيرة وحموشي يتكفل بعلاجه
أصدر المدير العام للأمن الوطني توجيهاته للمصالح الصحية التابعة للأمن الوطني بمواكبة وتتبع الحالة الصحية لضابط أمن ممتاز يعمل بفرقة المرور بمنطقة أمن الحي الحسني بالدار البيضاء، والذي تعرض زوال اليوم لحادثة سير عمدية خطيرة، بعدما رفض سائق سيارة الوقوف بعد مروره في الإشارة الضوئية الحمراء.كما تم تكليف ولاية أمن الدار البيضاء والمصالح المركزية المختصة بتوفير الدعم اللازم، بما في ذلك تحمل نفقات تطبيب واستشفاء الشرطي المصاب، الذي يوجد حاليا بقسم العناية المركزة بعد إصابته بكسر على مستوى الرأس وكسور متعددة في الأطراف والصدر.وكان الشرطي المصاب يمارس مهامه النظامية بمدارة طرقية بمنطقة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، عندما طلب من أحد مستعملي الطريق التوقف لتسجل مخالفة مرورية في حقه بسبب المرور في الإشارة الضوئية الحمراء، لكن هذا الأخير تعمد الفرار معرضا الشرطي لإصابات جسدية خطيرة.وتمكنت عناصر الشرطة من توقيف السائق المشتبه فيه، البالغ من العمر 34 سنة، حيث تم إخضاعه لتدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وطني

احتقان طلابي يؤجل امتحانات الدورة الخريفية في الكليات المفتوحة بفاس
قررت جل الكليات ذات الاستقطاب المفتوح التابعة لجامعة فاس، تأجيل امتحانات الدورة الخريفية، إلى بداية شهر فبراير القادم. وجاء قرار التأجيل على خلفية احتقان عاشته هذه الكليات له علاقة باحتجاجات طلابية حول النقل الحضري والإقامة والإطعام الجامعيين.وأعلنت اللجن البيداغوجية في كل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس وكلية العلوم وكلية الحقوق وكلية الآداب بالمركب الجامعي ظهر المهراز، عن قرارات التأجيل، بعدما قرر الطلبة مقاطعة الامتحانات طبقا للجدولة التي أعلنت قبل قرار التأجيل.وفتحت رئاسة الجامعة الباب للحوار مع رموز فصيل النهج الديمقراطي القاعدي يوم أمس الإثنين. وأسفر هذا الحوار الذي استمر لما يقرب من 13 ساعة، عن قرار تأجيل الامتحانات. في حين قالت المصادر إن الاجتماع تدارس ما يقرب من 60 نقطة ضمن الملف المطلبي للطلبة. وتقرر إحالة عدد من الملفات على المصالح المركزية لوزارة التعليم العالي، ومنها ملف إحداث أحياء جامعية جديدة، في حين تم الاتفاق على إحالة ملفات أخرى على السلطات المحلية، ومنها ملف النقل الحضري الذي يعاني من شبه إفلاس يكرس أزمة غير مسبوقة في القطاع.
وطني

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 15 يناير 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة