مجتمع

جرائم المغرب.. سرقة واعتداء وقتل وضحايا يعانون بأشكال مختلفة


كشـ24 نشر في: 29 يناير 2018

يشكو كثيرون من تفشي الجريمة في المغرب. يستدلون عليها بصور و مقاطع فيديو كثيرة توثق عمليات السرقة والاعتداء على الأشخاص والممتلكات، ويطالبون بحماية أمنية أكبر من خلال التشدد في عقاب المجرمين. تهديدات تقلل الشرطة من أهميتها

تثير وسائل الإعلام المختلفة، في المغرب، ووسائل التواصل الاجتماعي، عدداً كبيراً من حالات الاعتداء والجرائم المختلفة المرتكبة في البلاد. تستعرض صوراً ومقاطع فيديو لعمليات سرقة ونشل وعنف قد يصل إلى حدّ القتل. مع ذلك، تؤكد وزارة الداخلية أنّ الجرائم لم تشهد ارتفاعاً في المجتمع، بقدر ما باتت أكثر توثيقاً وترويجاً، ما يعطيها ذلك الزخم في نظر المواطنين. 

بالاستناد إلى الإحصائيات الرسمية لوزارة الداخلية المغربية، فإنّ معدل الجريمة في البلاد لا يتجاوز على مستوى جميع أشكالها 21 قضية لكلّ ألف مواطن سنوياً. تشير الوزارة في ذلك إلى أنّ مثل هذا المعدل هو أحد أقل المعدلات ليس في المنطقة فحسب بل على مستوى العالم ككلّ. لكن، في الوقت عينه، يورد موقع "نومبيو" للإحصاءات العالمي أنّ المغرب يحتل المرتبة 43 في العالم على مؤشّر الجرائم العالمي، وهي مرتبة غير جيدة، كما أنّ المغرب يتواجد بين الدول العربية الست التي تشهد أعلى معدلات من الجرائم. 

وإذا كان كثيرون يتوقفون عند ارتكاب الجريمة بمختلف ألوانها وتصنيفاتها، وعند الطريقة التي جرت فيها، والخسائر التي أحدثها المجرم أو المنحرف، فإنّ قليلين يواكبون الضحية التي تعرضت للجريمة، وكيف تعيش أيامها بعد حصول الحادث، وكيف يتعامل معها المجتمع، وكيف تتعاطى مع المحيطين من أسرة وأقارب وجيران. وهي قضية نفسية - اجتماعية بامتياز تجتمع فيها قدرة الضحية على إعادة الاندماج في المجتمع مع نظرة الآخرين إليها، وربما عزلتها أو عدم قدرتها على المواجهة بحسب نوع الأذى الذي تعرضت له. 

عبد الوافي، شاب في العشرين من عمره، تعرض لاعتداء شنيع قبل أسابيع قليلة خلت من طرف مراهق، إذ طعنه الأخير بسكين عدة مرات في وجهه، كما كان ينوي ذبحه لولا تدخل بعض المارة. كان ذلك بعد رفض عبد الوافي منحه ما يملكه في جيبه، إذ حاول مقاومته، فكان نصيبه العديد من الغرز التي اضطر الطبيب إليها لسدّ الجروح الكثيرة في وجه الشاب العشريني الذي كان ضحية نشال مسلح. 

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحادثة مع صور الشاب الضحية، وانتقل الخبر إلى البرلمان المغربي للحديث عن انتشار الجريمة، لكنّ الشاب الضحية نفسه سرعان ما طواه النسيان، ولم يعد أحد يتحدث عنه أو يهتم بحالته الصحية، وكيف واجه مرحلة ما بعد تعرضه للاعتداء، ما جعل مأساته تتضاعف. يتحدث شقيق عبد الوافي عن تلك المرحلة إلى "العربي الجديد" ويقول إنّ شقيقه كان مؤدباً ولطيفاً ولا يفتعل أيّ خصام مع أحد، لكنّه منذ تشوه وجهه بتلك الضربات صار يميل أكثر إلى العنف والعصبية، ولم يعد يطيق من يتحدث إليه بخلاف ما كان عليه في السابق. 

يتابع المتحدث أنّ سلوك شقيقه الضحية تغير إلى حدّ صدم أسرته ومعارفه وأصدقاءه، فقد بدأ يخرج إلى الحي ويتعمد إيذاء الآخرين، ويهاجمهم بسبب أو من دونه، كما صار يغطي وجهه بلثام ويحاول سرقة الغرباء عن الحي، وهو ما أدى إلى مشاكل كثيرة تسبّب فيها. يبدي شقيق عبد الوافي أسفه، لأنّ أحداً لم يهتم بآثار الاعتداء عليه نفسياً واجتماعياً، وهو ما دفعه إلى تبديل سلوكه بسلوك مهاجمه حتى وتقمص الدور نفسه، إذ وجد نفسه ربما غير قادر على ردّ الأذى بغير الأذى. 

يعزو الطبيب النفسي محمد شيبون، في حديثه إلى "العربي الجديد" تحول هذا الضحية من شاب مسالم إلى شاب عدواني بعد إصابته بجروح في وجهه، إلى عدم تقديره لذاته خصوصاً على الصعيد النفسي، فقد بات ينظر إلى وجهه كوجه أيّ مجرم، خصوصاً مع ما بات فيه من ندوب تركتها ضربات السكين. يوضح أنّ وجه الإنسان، لا سيما المراهق أو الشاب في ريعان عمره، يعتبر بمثابة المرآة الخارجية التي ينظر من خلالها إلى المجتمع، ويراه الآخرون عبرها، وبالتالي فإنّ تغير ملامح عبد الوافي الذي ربما كان يكثر من العناية بها، كغيره من الشبان، وتمزق وجهه بهذا الشكل، كوّن لديه ميلاً إلى العنف ناجماً عن عجزه عن الدفاع عن نفسه وتفادي ضربات السكين، فبات يفرغ تلك الشحنة النفسية السلبية عبر إيذاء الآخرين كنوع من رد فعل آتٍ من لاوعيه. 

من جهتها، تتحدث رشيدة مكلوف، وهي معلمة في إحدى المؤسسات التعليمية بمدينة الدار البيضاء، تعرضت مؤخراً إلى ضربة سكين في وجهها من طرف أحد تلاميذها السابقين، أنّها صارت تخشى من ظلها بعد ما وقع لها، خصوصاً أنّ الاعتداء كان مفاجئاً، والدماء التي سالت من وجهها زادت من صدمتها. 

وبحسب مكلوف، فإنّها لا تعلم كيف تمكنها العودة إلى التدريس وملاقاة تلاميذها بعد حادثة الاعتداء، بل أضحت تخاف من أيّ شخص يمر إلى جانبها، وهي الحالة التي يفسرها شيبون بكونها ردة فعل نفسية طبيعية تحدث بعد الاعتداء المفاجئ، يسيطر الخوف فيها على الضحية، محذراً من عواقب طول هذه الفترة على شخصية المعتدى عليه وحياته بشكل عام. 

لا ينسى المجتمع المغربي قصة الفتاة القاصر أمينة الفيلالي التي أجبرت على الزواج بمغتصبها الذي يفوقها سناً بعشر سنوات، فعمدت إلى الانتحار بعد معاناة نفسية خطيرة جعلتها لا تطيق العيش في مجتمع اعتبرته ظلمها مرتين، الأولى عند اغتصابها، والثانية عند إرغامها من طرف أسرتها على الزواج بمغتصبها مداراة للفضيحة، فكانت النتيجة المأساوية هي الانتحار. 

جريمة اغتصاب أيضاً تعرضت لها قبل فترة قصيرة طفلة بالكاد تبلغ من العمر 13 عاماً، تلتها عملية تصوير الجريمة بالفيديو، فلم تجد الضحية أمام نظرات محيطها وأسرتها وتعليقات الجيران، بالرغم من أنّها مجرد ضحية بريئة، سوى الفرار إلى وجهة غير معلومة، فعاشت مشردة، كما حاولت الانتحار أكثر من مرة، قبل أن ينقذها ناشطون من بعض الجمعيات ويتمكنوا من إعادتها إلى أهلها. 

ينصح شيبون الضحايا الذين يتعرضون لاعتداء بالضرب أو هجوم بالسلاح الأبيض أو السرقة أو التحرش، أو محاولة القتل حتى، إلى اللجوء ما أمكنهم إلى خدمات العلاج النفسي، حتى لا تتحكم الشحنة السلبية الناشئة داخلهم بتفكيرهم وسلوكهم، وتؤدي إلى إيذاء الذات، أو الرغبة في الاعتداء على الآخرين، أو الانتقام من المجتمع، أو التقوقع والعيش في عزلة وخوف يصلان إلى حدّ المرض.

يشكو كثيرون من تفشي الجريمة في المغرب. يستدلون عليها بصور و مقاطع فيديو كثيرة توثق عمليات السرقة والاعتداء على الأشخاص والممتلكات، ويطالبون بحماية أمنية أكبر من خلال التشدد في عقاب المجرمين. تهديدات تقلل الشرطة من أهميتها

تثير وسائل الإعلام المختلفة، في المغرب، ووسائل التواصل الاجتماعي، عدداً كبيراً من حالات الاعتداء والجرائم المختلفة المرتكبة في البلاد. تستعرض صوراً ومقاطع فيديو لعمليات سرقة ونشل وعنف قد يصل إلى حدّ القتل. مع ذلك، تؤكد وزارة الداخلية أنّ الجرائم لم تشهد ارتفاعاً في المجتمع، بقدر ما باتت أكثر توثيقاً وترويجاً، ما يعطيها ذلك الزخم في نظر المواطنين. 

بالاستناد إلى الإحصائيات الرسمية لوزارة الداخلية المغربية، فإنّ معدل الجريمة في البلاد لا يتجاوز على مستوى جميع أشكالها 21 قضية لكلّ ألف مواطن سنوياً. تشير الوزارة في ذلك إلى أنّ مثل هذا المعدل هو أحد أقل المعدلات ليس في المنطقة فحسب بل على مستوى العالم ككلّ. لكن، في الوقت عينه، يورد موقع "نومبيو" للإحصاءات العالمي أنّ المغرب يحتل المرتبة 43 في العالم على مؤشّر الجرائم العالمي، وهي مرتبة غير جيدة، كما أنّ المغرب يتواجد بين الدول العربية الست التي تشهد أعلى معدلات من الجرائم. 

وإذا كان كثيرون يتوقفون عند ارتكاب الجريمة بمختلف ألوانها وتصنيفاتها، وعند الطريقة التي جرت فيها، والخسائر التي أحدثها المجرم أو المنحرف، فإنّ قليلين يواكبون الضحية التي تعرضت للجريمة، وكيف تعيش أيامها بعد حصول الحادث، وكيف يتعامل معها المجتمع، وكيف تتعاطى مع المحيطين من أسرة وأقارب وجيران. وهي قضية نفسية - اجتماعية بامتياز تجتمع فيها قدرة الضحية على إعادة الاندماج في المجتمع مع نظرة الآخرين إليها، وربما عزلتها أو عدم قدرتها على المواجهة بحسب نوع الأذى الذي تعرضت له. 

عبد الوافي، شاب في العشرين من عمره، تعرض لاعتداء شنيع قبل أسابيع قليلة خلت من طرف مراهق، إذ طعنه الأخير بسكين عدة مرات في وجهه، كما كان ينوي ذبحه لولا تدخل بعض المارة. كان ذلك بعد رفض عبد الوافي منحه ما يملكه في جيبه، إذ حاول مقاومته، فكان نصيبه العديد من الغرز التي اضطر الطبيب إليها لسدّ الجروح الكثيرة في وجه الشاب العشريني الذي كان ضحية نشال مسلح. 

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحادثة مع صور الشاب الضحية، وانتقل الخبر إلى البرلمان المغربي للحديث عن انتشار الجريمة، لكنّ الشاب الضحية نفسه سرعان ما طواه النسيان، ولم يعد أحد يتحدث عنه أو يهتم بحالته الصحية، وكيف واجه مرحلة ما بعد تعرضه للاعتداء، ما جعل مأساته تتضاعف. يتحدث شقيق عبد الوافي عن تلك المرحلة إلى "العربي الجديد" ويقول إنّ شقيقه كان مؤدباً ولطيفاً ولا يفتعل أيّ خصام مع أحد، لكنّه منذ تشوه وجهه بتلك الضربات صار يميل أكثر إلى العنف والعصبية، ولم يعد يطيق من يتحدث إليه بخلاف ما كان عليه في السابق. 

يتابع المتحدث أنّ سلوك شقيقه الضحية تغير إلى حدّ صدم أسرته ومعارفه وأصدقاءه، فقد بدأ يخرج إلى الحي ويتعمد إيذاء الآخرين، ويهاجمهم بسبب أو من دونه، كما صار يغطي وجهه بلثام ويحاول سرقة الغرباء عن الحي، وهو ما أدى إلى مشاكل كثيرة تسبّب فيها. يبدي شقيق عبد الوافي أسفه، لأنّ أحداً لم يهتم بآثار الاعتداء عليه نفسياً واجتماعياً، وهو ما دفعه إلى تبديل سلوكه بسلوك مهاجمه حتى وتقمص الدور نفسه، إذ وجد نفسه ربما غير قادر على ردّ الأذى بغير الأذى. 

يعزو الطبيب النفسي محمد شيبون، في حديثه إلى "العربي الجديد" تحول هذا الضحية من شاب مسالم إلى شاب عدواني بعد إصابته بجروح في وجهه، إلى عدم تقديره لذاته خصوصاً على الصعيد النفسي، فقد بات ينظر إلى وجهه كوجه أيّ مجرم، خصوصاً مع ما بات فيه من ندوب تركتها ضربات السكين. يوضح أنّ وجه الإنسان، لا سيما المراهق أو الشاب في ريعان عمره، يعتبر بمثابة المرآة الخارجية التي ينظر من خلالها إلى المجتمع، ويراه الآخرون عبرها، وبالتالي فإنّ تغير ملامح عبد الوافي الذي ربما كان يكثر من العناية بها، كغيره من الشبان، وتمزق وجهه بهذا الشكل، كوّن لديه ميلاً إلى العنف ناجماً عن عجزه عن الدفاع عن نفسه وتفادي ضربات السكين، فبات يفرغ تلك الشحنة النفسية السلبية عبر إيذاء الآخرين كنوع من رد فعل آتٍ من لاوعيه. 

من جهتها، تتحدث رشيدة مكلوف، وهي معلمة في إحدى المؤسسات التعليمية بمدينة الدار البيضاء، تعرضت مؤخراً إلى ضربة سكين في وجهها من طرف أحد تلاميذها السابقين، أنّها صارت تخشى من ظلها بعد ما وقع لها، خصوصاً أنّ الاعتداء كان مفاجئاً، والدماء التي سالت من وجهها زادت من صدمتها. 

وبحسب مكلوف، فإنّها لا تعلم كيف تمكنها العودة إلى التدريس وملاقاة تلاميذها بعد حادثة الاعتداء، بل أضحت تخاف من أيّ شخص يمر إلى جانبها، وهي الحالة التي يفسرها شيبون بكونها ردة فعل نفسية طبيعية تحدث بعد الاعتداء المفاجئ، يسيطر الخوف فيها على الضحية، محذراً من عواقب طول هذه الفترة على شخصية المعتدى عليه وحياته بشكل عام. 

لا ينسى المجتمع المغربي قصة الفتاة القاصر أمينة الفيلالي التي أجبرت على الزواج بمغتصبها الذي يفوقها سناً بعشر سنوات، فعمدت إلى الانتحار بعد معاناة نفسية خطيرة جعلتها لا تطيق العيش في مجتمع اعتبرته ظلمها مرتين، الأولى عند اغتصابها، والثانية عند إرغامها من طرف أسرتها على الزواج بمغتصبها مداراة للفضيحة، فكانت النتيجة المأساوية هي الانتحار. 

جريمة اغتصاب أيضاً تعرضت لها قبل فترة قصيرة طفلة بالكاد تبلغ من العمر 13 عاماً، تلتها عملية تصوير الجريمة بالفيديو، فلم تجد الضحية أمام نظرات محيطها وأسرتها وتعليقات الجيران، بالرغم من أنّها مجرد ضحية بريئة، سوى الفرار إلى وجهة غير معلومة، فعاشت مشردة، كما حاولت الانتحار أكثر من مرة، قبل أن ينقذها ناشطون من بعض الجمعيات ويتمكنوا من إعادتها إلى أهلها. 

ينصح شيبون الضحايا الذين يتعرضون لاعتداء بالضرب أو هجوم بالسلاح الأبيض أو السرقة أو التحرش، أو محاولة القتل حتى، إلى اللجوء ما أمكنهم إلى خدمات العلاج النفسي، حتى لا تتحكم الشحنة السلبية الناشئة داخلهم بتفكيرهم وسلوكهم، وتؤدي إلى إيذاء الذات، أو الرغبة في الاعتداء على الآخرين، أو الانتقام من المجتمع، أو التقوقع والعيش في عزلة وخوف يصلان إلى حدّ المرض.


ملصقات


اقرأ أيضاً
رغم جهود السلطات والامن.. الشعالات تؤثت احتفالات عاشوراء بمراكش
رغم التعبئة الميدانية الواسعة التي باشرتها السلطات المحلية والأمنية بمراكش، بمختلف ملحقاتها الإدارية، ورغم الحملات الوقائية الاستباقية التي استهدفت مصادر الخطر المتمثلة في الأخشاب والعجلات المطاطية، لم يخلُ مشهد ليلة عاشوراء من تسجيل إشعال "الشعالات" في عدد من أحياء المدينة العتيقة. وشهدت أحياء معروفة باحتضانها لهذا الطقس التقليدي، كـسيدي يوب، وسبتيين، وباب إيلان، مشاهد إشعال النيران في الأزقة، وسط تجمهر أطفال ومراهقين، وبعض الفضوليين من الساكنة، في تحدٍ واضح للتوجيهات الرسمية التي دعت إلى تجنب هذه الممارسات لما تشكّله من خطر على الأرواح والممتلكات.ورغم الانتشار المكثف لرجال الأمن، وأعوان السلطة، وعناصر القوات المساعدة، فإن بعض البؤر استطاعت التملص من الرقابة، مما استنفر وحدات الوقاية المدنية، التي تدخلت على وجه السرعة لإطفاء عدة نيران اندلعت في أماكن متفرقة.وحسب ما عايمته كشـ24 فقد كانت جل تدخلات السلطات و الوقاية المدنية تتم وسط ظروف صعبة أحيانًا بسبب ضيق الأزقة أو تجمهر المواطنين كما ان بعض التدخلات واجهت عراقيل، إما بسبب التجمهر أو التصرفات غير المسؤولة من بعض المراهقين.
مجتمع

لغاية الساعات الاولى للصباح.. هكذا استنفرت شعالات عاشوراء سلطات مراكش
شهدت مدينة مراكش خلال ليلة عاشوراء تعبئة ميدانية مكثفة من طرف السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني وأعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، في إطار خطة أمنية محكمة همّت مختلف الملحقات الإدارية، بهدف تأمين الأحياء ومنع أعمال الشغب المرتبطة بطقوس إشعال النيران. وقد تميزت تدخلات هذه الليلة، التي استمرت إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، بتجاوب فوري واستباقي، خاصة على مستوى الملحقة الإدارية سيبع الجنوبي، التي عرفت تحركات مكثفة تحت إشراف مباشر لقائد الملحقة، وبحضور باشا منطقة سيدي يوسف بن علي.وفي سياق التدخلات، تم شن حملة واسعة لجمع العجلات المطاطية والأخشاب الجافة المعدّة للإحراق، حيث استعانت السلطات بشاحنة تابعة للمستودع البلدي، مكنت من تطهير عدد من الأزقة والنقاط السوداء التي تشهد عادة محاولات إشعال "الشعالة".ورغم المجهودات المسبقة، أقدم بعض الأشخاص على إضرام النار خلف إعدادية الصفاء، ما استدعى تدخلًا عاجلًا لرجال الوقاية المدنية الذين تمكنوا من السيطرة على الحريق، رغم تعرض شاحنتهم للرشق بالحجارة من طرف بعض المتشردين، مما تسبب في تهشيم زجاجها الأمامي.هذه الأحداث لم تثنِ السلطات المحلية عن مواصلة تدخلاتها بشكل متواصل، إذ ظلت عناصر السلطة وأعوانها وعناصر الحرس الترابي مرابطين حتى الساعات الأولى من الصباح، في تأكيد واضح على الجدية والحرص على حماية أرواح وممتلكات المواطنين.وتأتي هذه التدخلات في سياق عام شهدت فيه مدينة مراكش انخراطًا واسعًا لرجال السلطة بجميع الملحقات، الذين عملوا بتنسيق تام على التصدي للممارسات غير المشروعة المصاحبة لطقوس عاشوراء، في مشهد يعكس يقظة جماعية وتنسيقًا ميدانيًا فعالاً حافظ على أمن وسلامة الساكنة.
مجتمع

سلطات الحوز تنفي تحيين لوائح دعم إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال
نفت عمالة اقليم الحوز ما تم تداوله بشان تحيين لوائح دعم إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال مشيرة ان المعطيات المتداولة لا اساس لها من الصحة؛ مؤكدة ان الاحصاء الرسمي المعتمد باشرته لجن اقليمية مختصة مباشرة بعد الزلزال في أكتوبر 2023, متبوع باحصاء ثاني في شهر نونبر 2023 للبث في الملتمسات و الشكايات في اجال محددة قانونا و بمسطرة إدارية كان أساسها المواطن. و يتعلق الامر بما تم الترويج له وتداوله في بعض المنابر الاعلامية و الصفحات الاكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الاخيرين، حول شروع سلطات عمالة إقليم الحوز في عملية تحرٍّ واسعة النطاق لتحيين لوائح المستفيدين من الدعم المخصص لإعادة بناء المنازل المتضررة جراء زلزال 08 شتنبر 2023، للأسر غير المستفيدة من دعم الدولة من اجل اعادة الاعمار، و كذا معلومة أن لجانًا محلية مختلطة، تحت إشراف مباشر من السلطات الإقليمية، باشرت عمليات تحقق ميدانية شاملة لتقييم الأضرار الفعلية التي لحقت بالمساكن، والاطلاع على الوثائق المتوفرة لدى الأسر، إضافة إلى الوقوف على طبيعة الإقصاء الذي طال بعض الحالات، لا سيما في الدواوير الجبلية النائية. و في هذا الصدد، و في إطار الانفتاح وضمان الحصول على المعلومة، وبلغة الأرقام، أكد المصدر ذاته أن الجهود الميدانية لتنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال، أفضت إلى تقدم ملموس، بما يضمن تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة، وتمكينها من السكن في شروط تحفظ الكرامة الإنسانية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، حيث بلغت الأشغال مستويات إنجاز جد متقدمة، بعدد إجمالي لإنهاء عملية البناء ما يناهز 22000 سكن، أي بنسبة 84%، بينما أن 2981 بناية في طور اابناء (بنسبة 11%) و صلت نسب جد متقدمة سيتم الانتهاء منها في الأسابيع المقبلة. و اذ تجسد هذه المعطيات حصيلة إيجابية، لا سيما إذا استحضرنا أنه لم تمر بعد على بداية أشغال البناء والإعمار سنة و نصف منذ شهر مارس 2024، حيث لم تبدأ هذه العملية مباشرة بعد 8 شتنبر 2023، نظرا لقيام لجنة قيادة وتتبع عملية إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمليات أخرى ضرورية لفتح المجال أمام عملية البناء، والتي تمثلت أساسا في عمليات الإنقاذ التي تطلبت وقتا ومجهودا كبيرين نظرا لصعوبة التضاريس وجغرافية الإقليم المعقدة، بالإضافة إلى إجراء إحصاء للساكنة من طرف لجان مختصة، فضلا عن إزالة الأنقاض والأتربة، ثم منح التراخيص المتعلقة بالبناء. وتتعلق 5% المتبقية من النسبة الإجمالية لتقدم الأشغال بحالات تدخل في إطار مشاكل بين الورثة، أو في حالة عدم مباشرة المستفيدين لعملية البناء رغم توصلهم بالدفعة الأولى 20000 درهم من طرف الدولة، حيث باشرت السلطات المحلية إشعارهم، وإنذارهم، وحثهم على بدء الأشغال نظير المستفيدين الآخرين. ورغم كل الإكراهات الميدانية المطروحة، قامت لجنة القيادة والتتبع بتنزيل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة بوتيرة سريعة وإيجابية، وبنسبة إنجاز متقدمة، بما يمنح لساكنة الإقليم إمكانية السكن والعيش في ظروف لائقة، حيث ان خلية دائمة للبث في الشكايات و تتبع مشاكل المستفيدين معبئة للإجابة على تساؤلات المواطنين، و للاستجابة للاشكاليات المطروحة في حينه.
مجتمع

“الطعريجة”.. رمز متجذر في احتفالات المغاربة بعاشوراء
تتميز عاشوراء عند المغاربة بكونها مناسبة مرادفة للفرح واللعب والغناء، حيث تشهد الأسواق الشعبية والمحلات التجارية الكبرى، منذ دخول شهر محرم، حركة مهمة للأسر التي تسارع إلى اقتناء لوازم الاحتفال بهذه الذكرى، وفي مقدمتها “الطعريجة” المغربية. وتشكل “الطعريجة”، التي تعد رمزا من رموز الثقافة الشعبية المغربية، نجمة هذه الاحتفالات، التي يجتمع خلالها النساء والأطفال مرددين أهازيج شعبية خاصة بهذه المناسبة الدينية المتجذرة في الموروث الثقافي المغربي. وهكذا، تعرف “الطعريجة” إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة، من طرف الصغار والكبار، الذين يتهافتون على اقتناء هذه الآلة الموسيقية ببهجة. لكن قبل وصولها إلى أيدي الزبناء، تمر هذه الآلة الشعبية عبر عدة مراحل دقيقة وفريدة، يتناقلها الصناع التقليديون المغاربة جيلا عن جيل. والمثال من دوار “الحشالفة” الذي يقع بتراب الجماعة القروية لأولاد احسين، على بعد حوالي 25 كيلومترا جنوب مدينة الجديدة، والذي يعتبر من أهم المناطق المتخصصة في صناعة الطعريجة بمختلف أنواعها وأشكالها. وفي هذا السياق، أبرز مصطفى أبو معروف رئيس تعاونية “خير الفخار”، أن دوار الحشالفة يعد الوحيد المتخصص في صناعة الطعريجة بالمغرب، إذ يتوافد عليه التجار من مختلف أنحاء المملكة لاقتنائها وإعادة بيعها في الأسواق الوطنية. وأشار أبو معروف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المنطقة تعرف تواجد أزيد من 100 صانع، يعملون طيلة السنة في صناعة هذه الآلات الموسيقية الشعبية باختلاف أنواعها وأحجامها، والتي ما تزال تحظى بإقبال كبير لدى المغاربة، لاسيما خلال ذكرى عاشوراء. وعن كيفية صناعتها، أوضح أن الصناع التقليديين يستقدمون المادة الأولية (نوع معين من التربة) من نواحي آسفي، ويعملون على تفتيته قبل وضعه في الماء ليختمر، ثم يتم تجفيفه ليشرع بعد ذلك في تطويعه عبر آلة للتدوير لصنع قوالب خاصة يتم تشكيلها حسب الأحجام المراد صنعها. وأشار إلى أن الصناع معتادون في الغالب على صنع قوالب الأنواع المتفق عليها من “الطعاريج”، ثم بيعها لتجار يتكلفون بتجليدها وتزيينها بألوان ورسومات مختلفة، مضيفا أن هذا القطاع يشغل العديد من النساء والرجال والشباب، كل متخصص في جانب من جوانب الصنعة، بداية من ترطيب التربة ومرورا بتحضيرها وتصنيع القوالب، ووصولا إلى عملية التجليد والتزيين. من جانبه، أكد رشيد جياط، المكلف بالتعاونيات التابعة للمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، أن قطاع الفخار يعتبر من أهم الحرف التقليدية بالمنطقة، حيث يساهم في تشغيل يد عاملة مهمة، وإحداث دينامية سوسيو-اقتصادية على الصعيد المحلي. وأشار إلى أن المديرية الإقليمية تعمل، رفقة باقي الشركاء، على مواكبة الصناع وتشجيعهم على إحداث هيئات مهنية وتعاونيات حرفية متخصصة في الفخار، بالإضافة إلى العمل على التكوين المستمر لهؤلاء الصناع وإطلاعهم على التقنيات الجديدة لتنويع المنتوج والحفاظ على استمراريته. وفي إطار تطوير القطاع، يضيف جياط، خصصت المديرية الإقليمية بدعم من عدد من شركائها غلافا ماليا يبلغ 10.5 مليون درهم، ساهمت فيه وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بما قيمته 3 ملايين درهم من أجل اقتناء أفرنة غازية لفائدة الفخارين بدل الأفرنة التقليدية، مشيرا إلى أنه تم تسليم دفعة أولى تضم 16 فرنا غازيا، فيما سيتم تسليم 9 أفران أخرى في إطار الدفعة الثانية. وعموما، ما تزال تشهد هذه الأداة الموسيقية إقبالا كبيرا من طرف الصغار والكبار على حد سواء، وتحظى بمكانة متميزة في مختلف الاحتفالات والمناسبات المغربية. كما تظل صناعة الطعريجة جزء مهما من الموروث الثقافي المغربي، الذي يحرص الصناع التقليديون على تطويره والحفاظ عليه وتناقله جيلا عن جيل.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة