ترأست عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، رفقة والي جهة مراكش آسفي كريم قسي لحلو، ونائب رئيس الجهة، اليوم الجمعة 09 يونيو الجاري، مراسيم إطلاق المنصة الإلكترونية لتسجيل النساء في برنامج “جسر التمكين والريادة” لتسهيل التمكين الاقتصادي للنساء، بمقر ولاية جهة مراكش آسفي.

ويندرج إطلاق هذه المنصة في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية للنهوض بوضعية المراة. وكذا تنزيل التزامات البرنامج الحكومي 2021-2026، المتعلقة خصوصا بالرفع من نسبة نشاط النساء إلى أكثر من 30 % عوض 20 % حاليا، عبر شراكات مع مجالس الجهات والولايات والعمالات.

كما يندرج هذا اللقاء في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة وولاية جهة مراكش - آسفي ومجلس الجهة، المتعلقة ببرنامج التأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء حاملات المشاريع، ودعم التعاونيات والإدماج الاقتصادي للأشخاص في وضعية إعاقة بالجهة، والذي يستهدف في شقه الموجه للتأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء حاملات المشاريع ودعم التعاونيات بالجهة، 3000 مستفيدة.

ويعد هذا البرنامج لبنة أساسية في الاستراتيجية الجديدة "جسر" لوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والتي تهدف إلى تسهيل ولوج النساء إلى سوق الشغل، وتطوير المقاولة النسائية، عبر مواكبتهن وتكوينهن على المستوى الترابي، من أجل تحسين خبراتهن ومهاراتهن في مجال إحداث المقاولة، وتقليص الفوارق المجالية. وأكدت حيارة، في كلمة بالمناسبة، أن "هذه المحطة الهامة في مسار تنزيل هذا البرنامج، تعد ثمرة جهود كل الفاعلين الترابيين بالجهة"، مذكرة بأن المملكة جعلت من قضايا المرأة المغربية وضمان حقوقها أولوية كبرى، حيث ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يؤكد على تعزيز مكانة المرأة، وأن الحكومة تعمل على تنزيل التوجيهات الملكية السامية، بما فيها تحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز تمكين النساء من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وذلك انسجاما مع مضامين دستور المملكة، ومخرجات النموذج التنموي الجديد، وكذا التزامات البرنامج الحكومي 2021-2026.

وقالت إن "جهة مراكش - آسفي تتبوأ مكانة هامة، كإحدى جهات المملكة التي تساهم في خلق الثروة الوطنية، وهي القطب السياحي الأول بالمملكة، فضلا عما تزخر به من رصيد لامادي وإمكانيات فلاحية واقتصادية وسياحية، تجعل منها إحدى الجهات الرائدة والواعدة على الصعيد الوطني". وأوضحت أن هذه الجهة تتميز بدينامية سكانها، حيث يتجاوز معدل نشاط السكان المعدل الوطني (48.1 في المائة سنة 2018 مقابل 46 في المائة على المستوى الوطني)، وأنه بالرغم من ذلك يسجل معدل نشاط النساء انخفاضا مقارنة بمعدل نشاط الرجال بالجهة (21.6 في المائة مقابل 75.2 في المائة)، مضيفه أنه "مؤشر يدعونا جميعا إلى تكثيف الجهود من أجل المزيد من العمل لتمكين النساء، وتعزيز مشاركتهن في التنمية وتقليص الفوارق القائمة".

وفي سياق الانخراط في الدينامية الاجتماعية التي تعرفها الجهة، أبرزت السيدة حيار أن الوزارة تولي أهمية كبيرة لسد الخصاص على مستوى جهة مراكش - آسفي في هذه المجالات، مشيرة إلى أنه في مجال تعزيز منظومة الرعاية الاجتماعية بالجهة، فهي تحتل حاليا المرتبة الأولى على الصعيد الوطني، من حيث عدد المراكز وعدد المستفيدين، إذ تتوفر على 517 مركزا اجتماعيا من جميع التخصصات، لفائدة 48 ألفا و966 مستفيدة ومستفيدا، من الأطفال والنساء والأشخاص في وضعية إعاقة والأشخاص المسنين.

من جهته، أكد والي الجهة، قسي لحلو، أن الشراكة تعد نموذجا آخر لتحقيق الالتقائية بين برنامج التنمية للجهة ومحاور البرنامج الوطني للتمكين الاقتصادي للنساء "مغرب التمكين والريادة"، مما سيساهم في الرفع من نسبة نشاط النساء بالجهة. وأشار الى أن التمكين الاقتصادي للنساء بالجهة يعد من بين الانتظارات التي عبر عنها الفاعلون الترابيون خلال اللقاء التشاوري الجهوي لجهة مراكش - آسفي، حول استراتيجية وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة والمؤسسات التابعة لها، مؤكدا أن الهدف الأسمى يتمثل في مساعدة النساء من أجل الحصول على الموارد الاقتصادية والتكوين والمعرفة والرأسمال لتعزيز مكانتهن ومساهمتهن الاقتصادية في المجتمع.

ومن جانبه، شدد رئيس مجلس جهة مراكش - آسفي، سمير كودار، على أن إطلاق هذه المنصة يأتي في إطار تنفيذ التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتفعيلا لمخرجات النموذج التنموي الجديد، الذي يؤكد على مكانة الجهة كمركز لالتقائية السياسات القطاعية بين جميع الفاعلين بها، حيث سيمكن هذا البرنامج من تسريع الرفع من نسبة نشاط النساء إلى 30 في المائة في أفق العام 2026.

وذكر كودار، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، بالجهود الكبيرة المبذولة من طرف كافة الفاعلين والمتدخلين على مستوى الجهة، من أجل رفع مؤشرات التنمية البشرية بالجهة، لاسيما من خلال تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الهشة ومحاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، والحد من نسبة الهدر المدرسي وتحسين الولوج إلى الخدمات الصحية والبنيات التحتية، بالإضافة إلى تقليص التفاوتات المجالية بين الوسطين القروي والحضري.

أما مدير التعاون الوطني، خطار المجاهدي، فأبرز، من جانبه، العمل الدائم وانخراط هذه المؤسسة مع مختلف الفاعلين لإنجاح هذا البرنامج الطموح، الذي "سيساهم في بناء الدولة الاجتماعية، ومغرب التقدم والكرامة، وسيعزز من مساهمة القطب الاجتماعي والرفع من نسبة إدماج النساء من 20 في المائة الى أكثر من 30 في المائة، بما سيخدم مصلحة الوطن والمواطنين، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس".

وأعربت مديرة وكالة التنمية الاجتماعية، فاطمة حممو، بدورها، عن أملها في جعل هذا اللقاء لحظة قوية "نلتف فيها جميعا حول هدف واحد، ألا وهو خلق بيئة مواتية وتوفير المناخ والإطار المناسبين من أجل ابتكار الحلول الناجعة واستشراف الآفاق الواعدة التي تمكن طاقاتنا الشابة وطاقاتنا النسائية من المساهمة في بناء مغرب التنمية والتقدم".

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل تميز، بالإضافة إلى تقديم المنصة الإلكترونية "جسر التمكين والريادة"، بالإعلان عن إطلاق طلب إبداء الاهتمام الخاص بالحاضنات الاجتماعية المرجعية على مستوى جهة مراكش - آسفي ، وتلسم شيكات للمستفيدات والمستفيدين حاملي المشاريع من برنامج "الحوز مبادرة"، وكذا للأشخاص في وضعية إعاقة حاملي المشاريع في إطار صندوق الحماية ودعم التماسك الاجتماعي.