دولي

الوشم .. زينة المرأة وعنوان تمرد الشباب في المغرب


كشـ24 نشر في: 3 يوليو 2017

لقرون عديدة كان الوشم من السمات المميزة للمرأة الأمازيغية في المغرب، قبل أن يستهوي الرجال، وخاصة الشباب المدافعين عن كون الجسد ملكية فردية يحق لهم الخط والرسم عليه، ما يعني التحرر من القيود الدينية والتقاليد الاجتماعية.

والوشم هو مجموعة من الرموز والخطوط الحاملة لدلالات متعددة. وتفضل النساء وضعه غالبا على الوجه واليدين، للتزيين وإثارة انتباه الرجل، لما يضفيه من جمال على المرأة، بينما يضعه بعض الشباب في مختلف أنحاء الجسد.

و"الأمازيغ" هم مجموعة من الشعوب الأهلية، تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.

عربون محبة
عن بقايا خطوط ورموز ما تزال تطبع أجزاء من وجهها، تقول رحمة الزياني (67 عاما)، وهي ربة بيت أمّ لستة أبناء، من سكان مدينة مكناس: "هو عربون محبة وضعته أمي لي حين كنت في سن المراهقة".

وتتابع موضحة: "يحمل هذا الوشم، الذي رسم على جسدي بوخز إبر عصية عن التحمل، دلالات كثيرة مهما ارتقينا في الأسباب، وعرجنا في السبل، فلن نحسن فقهها كما فعل أجدادنا، فهي رسوم بركة ورحمة وجمال ورثناها عن آبائنا".

فوجهها الذي نال منه الدهر، وخط عليه الكثير من التجاعيد، بدا غير قادر على النيل من الوشم، لا لشيء، كما تقول "رحمة"، سوى لأن "هذا الوشم يستمد قوته من بركة الأجداد والآباء".
حُرّ في جسدي
أما عمر الزموري، طالب جامعي يدرس الفلسفة بمدينة الرباط، ويكاد يغطي جسده كاملا برسوم وخطوط عصية عن الفهم، فيقول بانفعال: "هذا جسدي، وهو ملكي، ولي كامل الحرية في التصرف به كما أشاء".

ويمضي قائلا: "أخط على جسدي أفكاري التي أستمدها من الطبيعة، وتشعرني بأنني سيد نفسي، لست بعبد مملوك لأي سيد، هي ليست بخطوط، إنما رسم متكلم لجسد لا يقوى على الكلام، صوت يقول: إنني إنسان يركع لأحلامه وأفكاره، لأحيا حياة عبقها الحرية".

من الجماعية إلى الفردانية
ووفق فاطمة فايز، أستاذة جامعية باحثة في علم الإنسان بجامعة "ابن زهر" في مدينة أكادير، فإن "الوشم هو شكل من أشكال الاشتغال على الجسد، عبّر به ومن خلاله الأمازيغ عن وعيهم بأهمية الجسد، باعتباره مرآة للذات/الفرد، كجزء من الجماعة؛ فالبعد الهوياتي للوشم لا يمكن تجاوزه".

وتضيف فايز: "في الماضي كان الوشم يعبّر عن عمق المجتمع، كان يعبّر عن روح الجماعة، فقد كان له أثر على وحدة الجماعة وعلى حس الانتماء الموحد، فيما أصبح اليوم يدل على العكس من ذلك، وهي قيم التفرد والفردانية، وعلى حس الثورة على التقاليد وعلى المجتمع وقيوده".

وتشير إلى أن "ممارسة الوشم كانت منذ ما قبل التاريخ ممارسة معممة، يقبل عليها الرجال كما النساء، ومع مرور الوقت صار أكثر التصاقا بالمرأة؛ لأن بعده التزييني بات حاضرا أكثر من بقية الأبعاد، لكننا حاليا بتنا أمام ممارسة أخرى للوشم، يعد الرجال أكثر المقبلين عليها، لا ترتبط بالتراث، بقدر ما ترتبط بخلفيات ثقافية أخرى".

وتخلص الأكاديمية المغربية إلى أن "الوشم ابتعد كثيرا عن بعده التزيني، وبات شكلا من أشكال التمرد على المجتمع، وشكلا من أشكال الثورة على القيود الاجتماعية، إنها طريقة الشباب في البحث عن شخصية مميزة، تأخذ مسافة من المجتمع، الذي لا يحس أساسا بالانتماء إليه".

أبعاد عديدة
ويرى رشيد الجرموني، باحث في علم اجتماع التدين، أن "الوشم يتميز بإحالته على مجموعة من الدلالات، يعد البعد التزييني أهمها، فقد كان يوضع على الوجه والذراعين والساقين والجذع، وكان عبارة عن رسوم هندسية ورموز دقيقة تحيلنا على فنون الزخرفة الأمازيغية المختلفة التي تحضر في العمارة والنسيج والخزف والبعد الجنسي".

الجرموني يوضح أن "الوشم كان من جهة يعبّر عن نضج جسماني وجنسي، وبالتالي عن القدرة على تحمل أعباء الزواج ومسؤولياته، كما أن له دورا زجريا (ناهيا)، خاصة عندما يوضع على مناطق غير بارزة مرتبطة بالفعل الغريزي، كالبطن والصدر والأرداف، من أجل كبح الرغبة الجنسية خاصة لدى الفتاة".

ويضيف أن "هناك البعد الاجتماعي للوشم؛ حيث كان يعبّر عن روح الجماعة، فقد كان له أثر على وحدة الجماعة وعلى حس الانتماء الموحد، كما أن له بعدا هوياتيا يتضح من خلاله الانتماء الاثني لواضعه". ويلفت إلى بعده السحري كذلك، "فقد كان يلعب دور التعويذات والتمائم، وكان يستخدم لدفع الأرواح وسوء الحظ".

ويخلص الجرموني إلى أن "الوشم لم يعد يرتبط بالجانب الجمالي لدى المرأة فحسب، إنما دخل مرحلة جديدة دخلت بدورها بنية الحداثة؛ حيث يعبّر من خلاله الشاب عن أن الجسد ملكية خاصة، له الحق في أن يفعل به ما يشاء، كشكل من أشكال العصيان المجتمعي والفردانية، عبر الإصرار على تحرير الجسد من كل ما هو ديني وتقليدي، مع وجود أشخاص كثر يقلدون بالوشم شخصيات أخرى يتخذونها بمثابة نموذج يحتذى به دون وعي غالبا".

لقرون عديدة كان الوشم من السمات المميزة للمرأة الأمازيغية في المغرب، قبل أن يستهوي الرجال، وخاصة الشباب المدافعين عن كون الجسد ملكية فردية يحق لهم الخط والرسم عليه، ما يعني التحرر من القيود الدينية والتقاليد الاجتماعية.

والوشم هو مجموعة من الرموز والخطوط الحاملة لدلالات متعددة. وتفضل النساء وضعه غالبا على الوجه واليدين، للتزيين وإثارة انتباه الرجل، لما يضفيه من جمال على المرأة، بينما يضعه بعض الشباب في مختلف أنحاء الجسد.

و"الأمازيغ" هم مجموعة من الشعوب الأهلية، تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.

عربون محبة
عن بقايا خطوط ورموز ما تزال تطبع أجزاء من وجهها، تقول رحمة الزياني (67 عاما)، وهي ربة بيت أمّ لستة أبناء، من سكان مدينة مكناس: "هو عربون محبة وضعته أمي لي حين كنت في سن المراهقة".

وتتابع موضحة: "يحمل هذا الوشم، الذي رسم على جسدي بوخز إبر عصية عن التحمل، دلالات كثيرة مهما ارتقينا في الأسباب، وعرجنا في السبل، فلن نحسن فقهها كما فعل أجدادنا، فهي رسوم بركة ورحمة وجمال ورثناها عن آبائنا".

فوجهها الذي نال منه الدهر، وخط عليه الكثير من التجاعيد، بدا غير قادر على النيل من الوشم، لا لشيء، كما تقول "رحمة"، سوى لأن "هذا الوشم يستمد قوته من بركة الأجداد والآباء".
حُرّ في جسدي
أما عمر الزموري، طالب جامعي يدرس الفلسفة بمدينة الرباط، ويكاد يغطي جسده كاملا برسوم وخطوط عصية عن الفهم، فيقول بانفعال: "هذا جسدي، وهو ملكي، ولي كامل الحرية في التصرف به كما أشاء".

ويمضي قائلا: "أخط على جسدي أفكاري التي أستمدها من الطبيعة، وتشعرني بأنني سيد نفسي، لست بعبد مملوك لأي سيد، هي ليست بخطوط، إنما رسم متكلم لجسد لا يقوى على الكلام، صوت يقول: إنني إنسان يركع لأحلامه وأفكاره، لأحيا حياة عبقها الحرية".

من الجماعية إلى الفردانية
ووفق فاطمة فايز، أستاذة جامعية باحثة في علم الإنسان بجامعة "ابن زهر" في مدينة أكادير، فإن "الوشم هو شكل من أشكال الاشتغال على الجسد، عبّر به ومن خلاله الأمازيغ عن وعيهم بأهمية الجسد، باعتباره مرآة للذات/الفرد، كجزء من الجماعة؛ فالبعد الهوياتي للوشم لا يمكن تجاوزه".

وتضيف فايز: "في الماضي كان الوشم يعبّر عن عمق المجتمع، كان يعبّر عن روح الجماعة، فقد كان له أثر على وحدة الجماعة وعلى حس الانتماء الموحد، فيما أصبح اليوم يدل على العكس من ذلك، وهي قيم التفرد والفردانية، وعلى حس الثورة على التقاليد وعلى المجتمع وقيوده".

وتشير إلى أن "ممارسة الوشم كانت منذ ما قبل التاريخ ممارسة معممة، يقبل عليها الرجال كما النساء، ومع مرور الوقت صار أكثر التصاقا بالمرأة؛ لأن بعده التزييني بات حاضرا أكثر من بقية الأبعاد، لكننا حاليا بتنا أمام ممارسة أخرى للوشم، يعد الرجال أكثر المقبلين عليها، لا ترتبط بالتراث، بقدر ما ترتبط بخلفيات ثقافية أخرى".

وتخلص الأكاديمية المغربية إلى أن "الوشم ابتعد كثيرا عن بعده التزيني، وبات شكلا من أشكال التمرد على المجتمع، وشكلا من أشكال الثورة على القيود الاجتماعية، إنها طريقة الشباب في البحث عن شخصية مميزة، تأخذ مسافة من المجتمع، الذي لا يحس أساسا بالانتماء إليه".

أبعاد عديدة
ويرى رشيد الجرموني، باحث في علم اجتماع التدين، أن "الوشم يتميز بإحالته على مجموعة من الدلالات، يعد البعد التزييني أهمها، فقد كان يوضع على الوجه والذراعين والساقين والجذع، وكان عبارة عن رسوم هندسية ورموز دقيقة تحيلنا على فنون الزخرفة الأمازيغية المختلفة التي تحضر في العمارة والنسيج والخزف والبعد الجنسي".

الجرموني يوضح أن "الوشم كان من جهة يعبّر عن نضج جسماني وجنسي، وبالتالي عن القدرة على تحمل أعباء الزواج ومسؤولياته، كما أن له دورا زجريا (ناهيا)، خاصة عندما يوضع على مناطق غير بارزة مرتبطة بالفعل الغريزي، كالبطن والصدر والأرداف، من أجل كبح الرغبة الجنسية خاصة لدى الفتاة".

ويضيف أن "هناك البعد الاجتماعي للوشم؛ حيث كان يعبّر عن روح الجماعة، فقد كان له أثر على وحدة الجماعة وعلى حس الانتماء الموحد، كما أن له بعدا هوياتيا يتضح من خلاله الانتماء الاثني لواضعه". ويلفت إلى بعده السحري كذلك، "فقد كان يلعب دور التعويذات والتمائم، وكان يستخدم لدفع الأرواح وسوء الحظ".

ويخلص الجرموني إلى أن "الوشم لم يعد يرتبط بالجانب الجمالي لدى المرأة فحسب، إنما دخل مرحلة جديدة دخلت بدورها بنية الحداثة؛ حيث يعبّر من خلاله الشاب عن أن الجسد ملكية خاصة، له الحق في أن يفعل به ما يشاء، كشكل من أشكال العصيان المجتمعي والفردانية، عبر الإصرار على تحرير الجسد من كل ما هو ديني وتقليدي، مع وجود أشخاص كثر يقلدون بالوشم شخصيات أخرى يتخذونها بمثابة نموذج يحتذى به دون وعي غالبا".


ملصقات


اقرأ أيضاً
إيقاف حمو بيكا عن الغناء واستدعاؤه للتحقيق
بعد انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبرته نقابة المهن الموسيقية المصرية "مسيئاً لمؤسسات الدولة"، قررت النقابة استدعاء مغني المهرجانات حمو بيكا للتحقيق العاجل أمام الشؤون القانونية بالنقابة، بالإضافة إلى إيقاف التصريح الممنوح له بالعمل، وذلك لحين الانتهاء من التحقيقات. وأشارت النقابة في بيان، مساء الجمعة، أنها أوقفت حمو بيكا وذلك "بعدما تضمنه الفيديو المتداول لأحد حاملي التصريح بشعبة الأداء الصوتي المدعو محمد مصطفى الشهير بحمو بيكا، والذي أثار استياء النقيب العام وأعضاء مجلس الإدارة، الأمر الذي استدعى اجتماعا عاجلًا وفوريًا للنقيب العام الفنان مصطفى كامل مع وكلاء النقابة". وقال المتحدث باسم النقابة محمد عبد الله في بيان، إن "نقابة المهن الموسيقية تلتزم بالدفاع عن أعضائها وحاملي التصاريح ممن يحترمون قوانين وأعراف المهنة والثوابت المجتمعية"، مؤكداً في الوقت ذاته "أن النقابة ستتصدى بحزم لأي إساءة أو تجاوز يطال مؤسسات الدولة التي تمثل الحصن الحامي للوطن". كما أضاف أن "النقابة قررت اتخاذ إجراءات حاسمة، شملت استدعاء حمو بيكا للتحقيق العاجل أمام الشؤون القانونية وإيقاف التصريح الممنوح له بالعمل لحين الانتهاء من التحقيقات". وأكدت النقابة أنها لن تتهاون مع أي تجاوز أو إساءة لا سيما ما يتعلق بالثوابت المجتمعية أو مؤسسات الدولة.بدوره، علق حمو بيكا على القرار، الجمعة، ونشر عبر حسابه الرسمي بموقع "انستغرام" مقطع فيديو للمطرب الشعبي رضا البحراوي وكتب: "صدر قرار وقف ليا من نقابة المهن الموسيقية وتحويلي للتحقيق، طبعاً اي قرار يصدر عن نقابة المهن الموسيقية بخصوصي أنا محترم القرار جداً وملتزم بيه". وأضاف: "بس أنا بطلب من سيادة النقيب المحترم أستاذي النجم الكبير مصطفى كامل، زي ما النقابة قامت بإصدار قرار بوقفي والتحقيق معايا، تصدر نفس القرار على كل مغني بيغني نفس الأغنيه دي ويتم التحقيق معهم كلهم زي بالظبط". وتابع: "الأغنية أنا بغنيها عادي ومش قاصد بيها اللي وصل للناس، المقصود بكلام الأغنيه أن الأم بتخاف على ابنها وهي وسطته وهي اللي مدلعة ابنها زي أم في الدنيا، وده موال قديم جداً ومش مقصود منه الاستهانة بجيشنا ولا حد يجرئ أنه يستهين بجيش بلدنا العظيم". وأكمل: "وأنا ابن بلد وكنت واحد من جيش البلد وخدمت في جيش بلدي، وزي ما اخواتي الصحافيين شيرو البوستات يشيرو البوست ده وأنا رافعلهم مطربين تانين وهما بيغنوها برضه، وفي آخر كلامي أنا بحترم نقابة المهن الموسيقية وبحترم كل قراراتها وبحترم كل مؤسسات الدولة وكل عام وقائدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي وجيشنا العظيم بخير بمناسبة عيد تحرير سيناء".
دولي

50 موقوفاً من مناصري إمام أوغلو بتركيا
أعلنت النيابة العامة في إسطنبول، اليوم السبت، توقيف نحو 50 من مناصري رئيس بلدية المدينة المعارض والمسجون منذ نهاية مارس أكرم إمام أوغلو، في إطار تحقيق في فساد يطاله. وجاء في بيان للنيابة العامة في إسطنبول أنه «في إطار التحقيق، صدرت مذكرات توقيف بحق 53 شخصاً» في إسطنبول، وأنقرة خصوصاً، و«تم توقيف 47 منهم». ومن بين الموقوفين، صباح السبت، وفق الصحافة التركية، كبيرة مساعدي رئيس البلدية، قدرية قصاب أوغلو، وشقيق زوجته ديليك إمام أوغلو، مسؤول هيئة إدارة المياه، ومسؤولون سابقون في البلدية. وأفاد موقع «بير غون» الإخباري، القريب من المعارضة، أن عمليات الدهم كانت ما زالت جارية صباح السبت في اسطنبول وأنقرة وتيكيرداغ، في شمال غرب البلاد. جدير بالذكر أن أكرم إمام أوغلو المنتمي إلى حزب «الشعب الجمهوري» هو أبرز مرشحي المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2028.
دولي

تفاصيل مثيرة حول جنازة البابا فرانسيس بحضور قادة عالميين
بدأت السبت جنازة البابا فرنسيس في حضور حشود توافدت منذ فجر السبت إلى ساحة بازيليك القديس بطرس في روما، في مراسم مهيبة بحضور مجموعة واسعة من قادة الدول والحكومات والملوك.وقد استقبل نعش البابا البابا بالتصفيق الحار لدى نقله إلى ساحة القديس بطرس. وقبيل بدء الجنازة قرعت جراس بازيليك القديس بطرس حزنا. وقال الكاردينال جيوفاني باتيستا ري في العظة التي ألقاها في القداس "كان البابا قريبا من الناس، بقلب مفتوح للجميع". وعند فتح المنافذ إلى الساحة بعيد الساعة السادسة صباحا (الرابعة ت غ) ركض عدد كبير من المشاركين  في محاولة للحصول على كرسي ورفع بعضهم علم بلادهم أو صورة ل"بابا الفقراء". وقال جان روجيه موغينغي وهو غابوني يبلغ 64 عاما أتى مع زوحته  تكريما لأول بابا أميركي جنوبي "هذا يوم تاريخي فعلا". وقد انتشر مئات من عناصر الأمن في الساحة ومحيطها. وقالت كايتي هيبنر رونكالي وهي مدرسة أميركية تبلغ 33 عاما أتت من ولاية إنديانا وهي تنتظر منذ الساعة الثالثة صباحا مع ثلاثة من تلاميذها "لا يسعنا أن نفوت ذلك (..) كان بابا عظيما". وأثارت وفاة البابا الاثنين عن 88 عاما إثر جلطة دماغية ، مشاعر حزن في العالم وإشادة جماعية، حتى من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان فرنسيس انتقد بشدة سياساته المناهضة للمهاجرين. وهذا الأسبوع، انتظر أكثر من 250 ألف شخص ساعات طويلة لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا الزعيم الروحي لنحو 1,4 مليار كاثوليكي والمسجّى في كاتدرائية القديس بطرس. وتقام قدادايس في مناطق مختلفة من العالم على نفس البابا الذي تجاوزت رسالته الكاثوليك. وفي بوينوس آيرس حيث ولد البابا فرنسيس في 1936، يقام قداس في الهواء الطلق السبت. ووقف الرئيس الأميركي دونالد صباح السبت أمام جثمان البابا المسجى. وقال المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن لقاء مقتضبا حصل بين ترامب ونظيره الأوكراني الذي وصل صباح السبت بعدما حامت شكوك حول احتمال مجيئه إلى روما. وعلى غرار ما حصل في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في 2005، يشارك أكثر من 160 وفدا مع قادة دول وحكومات وملوك في المراسم التي تنقل مباشرة عبر العامل. وإلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حضر أيضا من أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. ويوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في حقه مذكرة توقيف دولية، وزيرة الثقافة أولغا ليوبيموفا. ومن أميركا الجنوبية يأتي خافيير ميلي من الأرجنتين حيث ولد البابا الراحل ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. ويحضر أيضا ملوك منهم ملك بلجيكا فيليب وزوجته وملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته وملك الأردن عبد الثاني وزوجته وملك ليسوتو ليتسي الثالث وأمير موناكو البير الثاني وزوجته. ويعكس ذلك شعبية البابا الراحل الذي كان مدافعا بقوة عن السلام والمهاجرين والمهمشين والذي أصبح على مر السنين بوصلة أخلاقية في عالم يزداد اضطرابا. كذلك، ساهمت بساطته وطيبته وصراحته، وإن كانت جارحة أحيانا، في توسيع قاعدة جمهوره لتشمل غير الكاثوليك أيضا. ويرأس الجنازة عميد مجمع الكرادلة الإيطالي جوفاني باتيستا ري. ونصبت شاشات عملاقة على طول طريق فيا ديلا كونسيلياتزيوني الرئيسي الذي يربط الفاتيكان بضفاف نهر التيبر، للسماح للحشود بمتابعة المراسم. وقد وضعت آلاف الكراسي لاستقبال 224 كاردينالا وأكثر من 750 أسقفا وكاهنا فضلا عن ممثلي ديانات أخرى أتوا لوداع البابا الذي انتخب في العام 2013 والمدافع الكبير عن الحوار بين الأديان. واتخذت إجراءات أمنية مشددة للمناسبة مع انتشار كثيف لشرطة الفاتيكان والشرطة الإيطالية مع مراقبة مداخل الفاتيكان ووضع أجهزة سكانر تعمل بالأشعة السينية. وأقيمت منطقة حظر طيران فوق روما ونشرت وحدات مضادة للطائرات المسيرة مع أنظمة تشويش على الموجات. ووضعت طائرات مطاردة في حالة تأهب فيما نشر قناصة على السطوح. وفي ختام القداس، سينقل النعش على الجانب الآخر من النهر إلى وسط روما حتى بازيليك سانتا ماريا ماجوري. وقد اختار البابا هذه الكنيسة المهيبة المشيدة في القرن الخامس كمثواه الأخير. وهي تضم أساسا رفات سبعة بابوات سابقين. وسيحمل قبر البابا الرخامي الصغير داخل الكنيسة قرب المذبح كلمة وحيدة هي "فرانسيسكوس" وهو اسمه باللاتيني. واعتاد البابا المجيء إلى الكنيسة قبل كل رحلة له إلى الخارج وبعد عودته منها للصلاة في هذه الكنيسة التابعة للفاتيكان. ومع انتهاء مراسم الجنازة ستتوجه الأنظار إلى مجمع الكرادلة حيث سيعكف 135 كاردينالا في سن الانتخاب أي دون سن الثمانين، في الأسابيع المقبلة خلال جلسات مغلقة في كنيسة سيستينا على اختيار خلف للبابا فرنسيس.
دولي

حماس: نسعى لهدنة لمدة 5 سنوات في غزة
أعلن مسؤول في حركة حماس، السبت، أن الحركة مستعدة لـ"صفقة" لإنهاء الحرب في قطاع غزة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لمدة خمس سنوات.وقال المسؤول لـ وكالة الصحافة الفرنسية مشترطاً عدم الكشف عن اسمه (حماس) مستعدة لصفقة بتبادل الأسرى دفعة واحدة وهدنة لخمس سنوات»، بينما من المقرر أن يلتقي وفد من الحركة في وقت لاحق السبت بوسطاء في القاهرة. وأفاد القيادي في حماس طاهر النونو أمس الجمعة أن وفدا من الحركة الفلسطينية سيلتقي الوسطاء المصريين في القاهرة السبت لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وكشف النونو إن "وفد (حماس) المفاوض برئاسة خليل الحية توجه الى القاهرة حيث يجتمع غدا مع المسؤولين المصريين لمناقشة رؤية (حماس) لوقف الحرب"، مؤكدا أن "سلاح (حماس) والمقاومة غير مطروح للتفاوض وسيبقى بأيدينا طالما بقي الاحتلال للأرض الفلسطينية".
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 26 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة