دولي

الغارديان ترصد الحياة داخل “الجزيرة” في ظل الأزمة الخليجية والضغوط السياسية


كشـ24 نشر في: 5 يوليو 2017

لا يشغلون بالهم أو يستنزفون طاقاتهم في التفكير بأحد أبرز مطالب دول الحصار لدولة قطر بإغلاق قناة الجزيرة. فيضع صحفيو القناة تلك المخاوف جانباً، ويواصلون عملهم الذي اعتادوا عليه منذ عام 1996.

وسواء كان الصحفيون في قناة الجزيرة العربية أو الإنكليزية أو باقي المؤسسات التابعة لها، فإنهم على أشد الاستعداد للعمل تحت أشد الضغوط السياسية، وفق ما ذكر كبير مراسلى قناة الجزيرة الإنكليزية، جمال الشيال في حديثه لصحيفة الغارديان البريطانية.

ويضيف الشيال: "لا أرغب في أن يبدو كلامي مأساوياً، لكن هذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها للتهديد".

وفي الخامس من يونيو/حزيران الماضي، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق منافذها الجوية والبحرية معها، فارضة بذلك حصاراً على الدوحة، متهمة إياها بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما نفته قطر جملة وتفصيلاً.

وقدمت الدول الأربع، في 22 يونيو/حزيران الماضي، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلباً إلى قطر لإعادة العلاقات معها، من بينها إغلاق قناة الجزيرة، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها، انتهت منتصف ليل الأحد 2 يوليو/تموز 2017، وتم تمديدها بـ48 ساعة إضافية، انتهت منتصف ليل الثلاثاء 4 يوليو/تموز الجاري.

على مدى عقدين من الزمن، غيَّرت القناة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها البيئة الإعلامية في منطقة الخليج تغييراً جذرياً، مما أغضب السلطات المحيطة، التي لا تتمتع بالديمقراطية ولا توجد بها وسائل إعلام مستقلة.

وتابع الشيال: "لقد اعتدنا أن نعمل في ظروف صعبة بسبب الطبيعة الفريدة لقناة الجزيرة، كأول منظمة إعلامية مستقلة في منطقة مليئة بقنوات الدعاية".

وبدأت الجزيرة بثها في عام 1996 بعدد كبير من موظفي بي بي سي العربية، بعد أن أجبر الشركاء السعوديون المقربون من الأسرة الحاكمة على إغلاق القناة بسبب جدال حول المحتوى.

ويقول إيان ريتشاردسون، آخر مدير تحرير لبي بي سي العربية: "لقد أخذوا روح هيئة الإذاعة البريطانية BBC معهم إلى قناة الجزيرة"، وأضاف أنه بقي على اتصال مع زملائه بعد انتقاله. 

وأوضح أن حوالي ثلثي موظفي هيئة الإذاعة البريطانية انضموا إلى قناة الجزيرة، ومن المرجح أن يعيد النزاع ذكريات مؤلمة عن الاضطرابات السابقة التي عانوا منها.

وأكد ريتشاردسون: "لا بد أنهم مهمومون جداً ويشعرون بالقلق، فأنا متأكد أن الذين يعملون في غرف الأخبار يتساءلون ما إذا كانوا سيدفعون الثمن ويفقدون وظائفهم ويشهدون تدمير صرح يفتخرون به".

ولا تركز دول الخليج التي تستهدف الجزيرة، على معايير البث والتوترات الطائفية، بل على دعم القطريين لانتفاضات الربيع العربي والجماعات الإسلامية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.

ويرى القوميون الإقليميون والملوك الوراثيون، أن تلك الجماعات، التي تدفع لتغيير النظام، تشكل تهديداً وجودياً بالنسبة لهم.

وقال جايلز ترندل، مدير تحرير قناة الجزيرة الإنكليزية: "يبدو أن هناك حملة تشويه تعود إلى عام 2011، عندما كان هناك ما يسمى بالربيع العربي".

وتابع: "كان هناك حديث عن الديمقراطية والتخلص من كل هذه الأنظمة الاستبدادية. وأعتقد أنه من الواضح أن بعض هذه الأنظمة لا تزال قائمة أو أنها عادت للظهور مرة أخرى في ثوب جديد، وهي قلقة من وجود مؤسسة مثل قناة الجزيرة".

من جهته، قال تيم دوسون، رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين في المملكة المتحدة، إن هذا يجعل المطالبة بإغلاق القناة هجوماً سياسياً على وسائل الإعلام.

وأضاف: "الجزيرة كمنتج تحريري وكصاحب عمل ليس منزهاً عن الانتقاد بأي حال من الأحوال، ولكن هذا لا يجعل الدعوة لإغلاقها أمراً مقبولاً. على كل من يهتم بحرية التعبير والصحافة الحرة أن يساند قضيتها".

وقد شعر الصحفيون في القناة بالارتياح بفضل الدعم "المشجع" الذي تقدمت به منظمات إعلامية أخرى، أدانت المطالبة بإغلاق الجزيرة.

ووصف الإيكونومست ذلك بأنه "هجوم غير عادي من خارج الحدود الإقليمية على حرية التعبير. وكأن الصين قد أمرت بريطانيا بإلغاء هيئة الإذاعة البريطانية".

وفي صحيفة التايمز، وجَّه الكاتب هوجو ريفكيند تحذيراً أكثر وضوحاً بقوله "يبدو أن هذا أكبر هجوم على حرية الصحافة في السنوات الخمسين الماضية".

ورفض المسؤولون السعوديون والإماراتيون طلبات لا حصر لها للظهور على الهواء وشرح سبب رغبتهم في إغلاق القناة، فلجأ الشيال إلى نشر طلبات المقابلة على تويتر.

وأضاف: "لهذه الدرجة نلتزم بالحيادية، فنحن حريصون على منحهم منبراً لشرح أسباب رغبتهم في محوِنا من الوجود".

لا يشغلون بالهم أو يستنزفون طاقاتهم في التفكير بأحد أبرز مطالب دول الحصار لدولة قطر بإغلاق قناة الجزيرة. فيضع صحفيو القناة تلك المخاوف جانباً، ويواصلون عملهم الذي اعتادوا عليه منذ عام 1996.

وسواء كان الصحفيون في قناة الجزيرة العربية أو الإنكليزية أو باقي المؤسسات التابعة لها، فإنهم على أشد الاستعداد للعمل تحت أشد الضغوط السياسية، وفق ما ذكر كبير مراسلى قناة الجزيرة الإنكليزية، جمال الشيال في حديثه لصحيفة الغارديان البريطانية.

ويضيف الشيال: "لا أرغب في أن يبدو كلامي مأساوياً، لكن هذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها للتهديد".

وفي الخامس من يونيو/حزيران الماضي، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق منافذها الجوية والبحرية معها، فارضة بذلك حصاراً على الدوحة، متهمة إياها بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما نفته قطر جملة وتفصيلاً.

وقدمت الدول الأربع، في 22 يونيو/حزيران الماضي، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلباً إلى قطر لإعادة العلاقات معها، من بينها إغلاق قناة الجزيرة، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها، انتهت منتصف ليل الأحد 2 يوليو/تموز 2017، وتم تمديدها بـ48 ساعة إضافية، انتهت منتصف ليل الثلاثاء 4 يوليو/تموز الجاري.

على مدى عقدين من الزمن، غيَّرت القناة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها البيئة الإعلامية في منطقة الخليج تغييراً جذرياً، مما أغضب السلطات المحيطة، التي لا تتمتع بالديمقراطية ولا توجد بها وسائل إعلام مستقلة.

وتابع الشيال: "لقد اعتدنا أن نعمل في ظروف صعبة بسبب الطبيعة الفريدة لقناة الجزيرة، كأول منظمة إعلامية مستقلة في منطقة مليئة بقنوات الدعاية".

وبدأت الجزيرة بثها في عام 1996 بعدد كبير من موظفي بي بي سي العربية، بعد أن أجبر الشركاء السعوديون المقربون من الأسرة الحاكمة على إغلاق القناة بسبب جدال حول المحتوى.

ويقول إيان ريتشاردسون، آخر مدير تحرير لبي بي سي العربية: "لقد أخذوا روح هيئة الإذاعة البريطانية BBC معهم إلى قناة الجزيرة"، وأضاف أنه بقي على اتصال مع زملائه بعد انتقاله. 

وأوضح أن حوالي ثلثي موظفي هيئة الإذاعة البريطانية انضموا إلى قناة الجزيرة، ومن المرجح أن يعيد النزاع ذكريات مؤلمة عن الاضطرابات السابقة التي عانوا منها.

وأكد ريتشاردسون: "لا بد أنهم مهمومون جداً ويشعرون بالقلق، فأنا متأكد أن الذين يعملون في غرف الأخبار يتساءلون ما إذا كانوا سيدفعون الثمن ويفقدون وظائفهم ويشهدون تدمير صرح يفتخرون به".

ولا تركز دول الخليج التي تستهدف الجزيرة، على معايير البث والتوترات الطائفية، بل على دعم القطريين لانتفاضات الربيع العربي والجماعات الإسلامية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.

ويرى القوميون الإقليميون والملوك الوراثيون، أن تلك الجماعات، التي تدفع لتغيير النظام، تشكل تهديداً وجودياً بالنسبة لهم.

وقال جايلز ترندل، مدير تحرير قناة الجزيرة الإنكليزية: "يبدو أن هناك حملة تشويه تعود إلى عام 2011، عندما كان هناك ما يسمى بالربيع العربي".

وتابع: "كان هناك حديث عن الديمقراطية والتخلص من كل هذه الأنظمة الاستبدادية. وأعتقد أنه من الواضح أن بعض هذه الأنظمة لا تزال قائمة أو أنها عادت للظهور مرة أخرى في ثوب جديد، وهي قلقة من وجود مؤسسة مثل قناة الجزيرة".

من جهته، قال تيم دوسون، رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين في المملكة المتحدة، إن هذا يجعل المطالبة بإغلاق القناة هجوماً سياسياً على وسائل الإعلام.

وأضاف: "الجزيرة كمنتج تحريري وكصاحب عمل ليس منزهاً عن الانتقاد بأي حال من الأحوال، ولكن هذا لا يجعل الدعوة لإغلاقها أمراً مقبولاً. على كل من يهتم بحرية التعبير والصحافة الحرة أن يساند قضيتها".

وقد شعر الصحفيون في القناة بالارتياح بفضل الدعم "المشجع" الذي تقدمت به منظمات إعلامية أخرى، أدانت المطالبة بإغلاق الجزيرة.

ووصف الإيكونومست ذلك بأنه "هجوم غير عادي من خارج الحدود الإقليمية على حرية التعبير. وكأن الصين قد أمرت بريطانيا بإلغاء هيئة الإذاعة البريطانية".

وفي صحيفة التايمز، وجَّه الكاتب هوجو ريفكيند تحذيراً أكثر وضوحاً بقوله "يبدو أن هذا أكبر هجوم على حرية الصحافة في السنوات الخمسين الماضية".

ورفض المسؤولون السعوديون والإماراتيون طلبات لا حصر لها للظهور على الهواء وشرح سبب رغبتهم في إغلاق القناة، فلجأ الشيال إلى نشر طلبات المقابلة على تويتر.

وأضاف: "لهذه الدرجة نلتزم بالحيادية، فنحن حريصون على منحهم منبراً لشرح أسباب رغبتهم في محوِنا من الوجود".


ملصقات


اقرأ أيضاً
معدل البطالة في بريطانيا يرتفع لأعلى مستوى منذ 4 سنوات
تراجعت وتيرة نمو الأجور في بريطانيا، في الوقت الذي ارتفع فيه معدل البطالة لأعلى مستوى منذ أربعة سنوات، حيث تعثرت سوق الوظائف في ظل مخاوف بشأن تأثير ارتفاع تكاليف العاملين بالنسبة للشركات. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) أن مكتب الاحصاء الوطني قال إن أحدث البيانات أظهرت دلالات على " تراجع" سوق العمالة، حيث تراجع نمو الأرباح الاعتيادية إلى 5.6 بالمئة خلال ثلاثة أشهر حتى مارس الماضي. وهذا مقارنة بـ 5.9 بالمئة خلال الثلاثة أشهر السابقة، كما أنه يعد أدنى مستوى يتم تسجيله منذ نوفمبر 2024. ولكن التضخم مازال يتجاوز نمو الأجور، حيث ارتفع بنسبة 2.6 بالمئة. وقال المكتب إن معدل البطالة ارتفع إلى 4.5 بالمئة خلال الربع الذي انتهى في مارس الماضي، مقارنة بـ 4.4 بالمئة في الربع الذي سبقه، فيما يعد أعلى مستوى للبطالة منذ الربع الممتد من يونيو حتى أغسطس 2021.
دولي

السعودية وأمريكا توقعان أكبر صفقة أسلحة في التاريخ
وقّعت الولايات المتحدة والسعودية، الثلاثاء، صفقة أسلحة ضخمة وصفها البيت الأبيض بأنها “الأكبر في التاريخ”، وذلك ضمن سلسلة اتفاقيات وقّعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض. وقال البيت الأبيض في بيان “وقّعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ، بقيمة تقارب 142 مليار دولار”، لتزويد المملكة الخليجية “بمعدات قتالية متطورة”.
دولي

الرئيس الأمريكي يحل بالسعودية في بداية جولة خليجية
حل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، بالرياض، في بداية جولة خليجية تشمل إلى جانب المملكة العربية السعودية كلا من دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة. وتهدف الزيارة، التي تعد أول زيارة خارجية رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الثانية، إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية. ويتضمن برنامج زيارة الرئيس ترامب للرياض اليوم الثلاثاء، حضور جانب من أشغال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي الذي تستضيفه الرياض بمشاركة نخبة من المسؤولين الحكوميين وكبار قادة المال والأعمال من الجانبين. كما ينتظر أن تحتضن العاصمة السعودية غدا الأربعاء، أعمال قمة خليجية - أمريكية، تجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
دولي

بن غفير: الحرب على «حماس» يجب ألا تتوقف
قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن غفير، الاثنين، إن الحرب على حركة «حماس» الفلسطينية يجب ألا تتوقف. وطالب الوزير المنتمي لليمين المتطرف بعدم السماح أيضاً بدخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني وسط تكهنات في إسرائيل بأن اتفاقاً لإطلاق سراح رهينة أميركي إسرائيلي قد يؤدي إلى وقف جديد لإطلاق النار. وفي تعليقات بُثت من الكنيست الإسرائيلي، قال بن غفير إن هزيمة «حماس» هي الهدف الرئيسي للحرب، والسبيل الوحيد لإسرائيل لإعادة رهائنها من غزة، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت «حماس» إنها ستفرج عن عيدان ألكسندر من غزة، الاثنين، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى أي نية لوقف إطلاق النار، وأكد أن خطط توسيع العملية العسكرية في القطاع مستمرة. وقال نتنياهو إن القتال سيتوقف لتوفير مرور آمن للرهينة ألكسندر.وجرى إبلاغ إسرائيل، الأحد، بقرار «حماس» بخصوص الإفراج عن آخر رهينة أميركي على قيد الحياة في غزة كبادرة حسن نية للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكتب ترمب بحروف كبيرة على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» أن «إطلاق (حماس) سراح الرهينة الأميركي عيدان ألكسندر، الذي كان يُعتقد أنه مات، خبر رائع!». وربما يمهد هذا الإفراج، الذي جاء بعد محادثات رباعية بين «حماس» والولايات المتحدة ومصر وقطر، الطريق لإطلاق سراح بقية الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة وعددهم 59 بعد 19 شهراً من هجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. لكن نتنياهو قال إن إسرائيل وافقت فقط على إتاحة مرور آمن لألكسندر، وإن قواتها ستواصل الاستعدادات التي جرى الإعلان عنها في الآونة الأخيرة لتكثيف العمليات في القطاع. وقال مكتبه: «إسرائيل ليست ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار»، مضيفاً أن الضغط العسكري أجبر «حماس» على إطلاق سراحه، و«ستستمر المفاوضات تحت وطأة النيران، في ظل الاستعدادات لتصعيد القتال».
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 13 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة