إقتصاد

الضريبة بين واجب دستوري وقوة لوبي عنيد


ادريس الاندلسي نشر في: 7 نوفمبر 2022

يمكن القول بشيء من التأكد  و كثير من الشك في أسلوب صياغة القاعدة الضريبية، أن نقول أننا دخلنا مرحلة جديدة قد تكون ذات آثار سلبية على تدبير سياستنا الضريبية. بالأمس القريب حاول بعض العقلاء  ممن خبروا مهنة التدبير المال العمومي أو  ممن جعلوه مادة لأبحاثهم  أن يسدوا شيئا من النصح لحكومة بلدنا التي نتمنى أن تكون رشيدة.انطلقت في مضمار مشروع قانون المالية كما ينطلق الثور الهائج.  و وضعت عشرات مشاريع تعديلات تهم مدونة الجمارك  و مدونة الضرائب.  الأمر ليس بالسهل  و الهدف منه يقترب من المعقول المرتبط بحساسية مرحلة تتطلب تمويل ميزانية توخت مواجهة عدة مشاكل لها علاقة بالهشاشة  و التضخم  و نقاءص العرض الصحي  و العرض التعليمي.  ليس هذا فقط،  الأمر صعب  و يتطلب خلق فرص شغل بعد أن تجاوز معدل العطالة  أكثر من  11%  و ربما أكثر من هذا بكثير.قالت هذه الحكومة أن الوقت قد حان لاستخدام سلاح يقضي على كل أوجه غياب العدالة الضريبية.  و ككل من يحارب الغش  و التهرب الضريبيين، كان لازما إستخدام كافة الأسلحة القانونية لتوفير موارد لمواجهة نفقات كثيرة جدا  و مكلفة جدا و مرتبطة جدا بالاستثمار  و الخدمات الإجتماعية  و خلق فرص شغل يتجاوز ما أعلن عنه غداة تكوين الحكومة ك " فرصة و اوراش " و أحلام لا زالت أحلام يقظة تجعل الجريح يتأوه  في إنتظار طبيبا بيده دواء  من بينه حقنات ضد الهشاشة  و الفقر و  المرض و  خصوصا لتقوية الصبر بعد نكث وعود انتخابية كانت سخية  فتوارت إلى أجل غير مسمى.نعم جاءت الحكومة بعزم على أن تصلح نظامنا الضريبي.  وعدت بتخفيف الضغط و كان الوعد موجها  و لو مؤجلا لأصحاب الشركات.  الضريبة على الأغنياء ستسير في منحنى سيصل إلى  تضريب قد  يصل  20% . و في إنتظار أجل موعود سيبقى الحال على ما هو عليه.  كل هذا مع أمل في زيادة الضريبة على الأرباح التي تزيد على  100 مليون درهم.  و المعنى أن  المحصول سيكون ضعيفا جدا.  هل وصلنا في بلادنا إلى درجة اعتبار الأرباح التي تتجاوز 3 ملايير سنتيم أو 4 أو  5 أو...9 ملايير مجرد أرباح عادية يجب أن تظل في خانة الأرباح المتوسطة.  الأكثر من هذا أن  فرض الضريبة على الشركات بسعر  40% لن تمس شركات استيراد المحروقات و  شركات الإتصالات.  و ستظل الأبناك  و شركات التأمينات هي الموعودة بهذا السعر.الأخطر من هذا هو التلويح بخطاب شعبوي كبير حول التخفيف من العبىء الذي يتحمله الاجراء  و المتقاعدين. و أكثر المنتفعين من هذه الإجراءات لن يحلم إلا بزيادة لن تصل إلى  100 أو 200 درهم.  أما المتقاعدون ممن كانوا يعتبرون في مستوى الطبقة الوسطى التي تدخر، فقد قيل لهم  واجهوا كلفة امراضكم المزمنة  و كلفة من لا زالوا تحت كفالتكم و لا تتمتعوا بسفر خلال ما تبقى لكم من حياة.  و يا ليت هذه الحكومة المصلحة، رعاها الله  و الهمها سبل التقوى  و اليقين، تمكنت من حصر قيمة الهدايا الضريبية   و التحفيزية للأغنياء.  و نتمنى لرئيسها التوفيق إن هو كان صاحب إرادة لحمل لواء العدالة في  التوزيع. لا نريد ارقاما عامة بل ارقاما تحمل تفصيلا لتوزيع الدعم حسب الفئات.  السيد رئيس الحكومة يعرف أن دعم الغاز بأكثر من  20 مليار درهم يذهب للأغنياء  و خصوصا أصحاب  الاستغلاليات الفلاحية الكبرى  و كثيرا من أصحاب  الصناعات.لا يمكن أن ننكر ضرورة الاحتكام إلى دستور المملكة الذي وضع الأساس للقاعدة القانونية الضريبية و هي مساهمة كل مغربي في تمويل المرفق العام حسب قدراته. يظهر جليا أن  الإبداع السياسي في التعامل مع مقتضيات القانون الإطار للجبايات  و مع كافة توصيات المناظرة الثالثة للضريبة كان غائبا.  التسرع في التعامل مع الاجراء  و المهن الحرة التي يخضع أغلبها للضريبة على الدخل المهني أدى إلى عكس الأهداف المتوخاة من مشروع العدالة الجباءية.  تحرك المحامون ضد ما  ورد في مشروع قانون المالية  و هم على حق.  ما معنى تسبيق دفع الضريبة  عن طريق ربط تقديم ملف قضية خلال كل مراحل التقاضي؟ الأمر محير بكل المقاييس.المحامون  و الأطباء و  المهندسون  و غيرهم من المهن ليسوا فوق القانون  و لا على هامشه.  هم من أبناء هذا الوطن و  لم نسمع أنهم رفضوا أداء  واجبهم الضريبي. و هذا الواجب يقتضي تصريحا بالدخل  و مراقبة ضريبية  و قد يتطلب الأمر مراجعة أو حتى غرامات جزرية  كما هو الحال بالنسبة لكل الخاضعين للضريبة على الدخل أو على الشركات.  اليوم  و بعد إضراب المحامين  و التراجع عن ما ورد في مشروع قانون المالية لسنة 2023 ، ستتسع رقعة المعارضة الضريبية  و سيتطلب الأمر تراجعات  و مراجعات حتى قبل تقديم تعديلات البرلمانيين على مواد مشروع قانون المالية. الأمر خطير و يحصل لأول مرة.  من له قوة ضغط سيتحرك.  أما المتقاعدون الذين لا يتفقون مع تعامل الحكومة مع مطالبهم فسيكفي أن ترفض فرق الأغلبية مطالباتهم لكي يتيقنون أن أمرهم يتطلب شيئا من عزيمة المحامين و الأطباء  و غيرهم.  و من يواجهون مطالب المتقاعدين اليوم هم من سيتباكون غدا على وضعهم حين سيعبرون إلى ضفة أخرى سيحملون فيها صفة متقاعد.لأول مرة يأخذ النقاش حول الضريبة مسارا تحكم فيه الارتباك.  وزارة براسين  و بمنطقين  و بمنهجين و بخطتين في الدفاع  و الهجوم  لا يمكن أن ينتج عنها مشروع متكامل. العدالة الضريبية ستظل مجرد توصيات حملتها مناظرات ثلاثة  و اقبرها 24 قانون مالية احتقر دخل الاجراء و احترم دخل رأس المال ، و لله الأمر.

يمكن القول بشيء من التأكد  و كثير من الشك في أسلوب صياغة القاعدة الضريبية، أن نقول أننا دخلنا مرحلة جديدة قد تكون ذات آثار سلبية على تدبير سياستنا الضريبية. بالأمس القريب حاول بعض العقلاء  ممن خبروا مهنة التدبير المال العمومي أو  ممن جعلوه مادة لأبحاثهم  أن يسدوا شيئا من النصح لحكومة بلدنا التي نتمنى أن تكون رشيدة.انطلقت في مضمار مشروع قانون المالية كما ينطلق الثور الهائج.  و وضعت عشرات مشاريع تعديلات تهم مدونة الجمارك  و مدونة الضرائب.  الأمر ليس بالسهل  و الهدف منه يقترب من المعقول المرتبط بحساسية مرحلة تتطلب تمويل ميزانية توخت مواجهة عدة مشاكل لها علاقة بالهشاشة  و التضخم  و نقاءص العرض الصحي  و العرض التعليمي.  ليس هذا فقط،  الأمر صعب  و يتطلب خلق فرص شغل بعد أن تجاوز معدل العطالة  أكثر من  11%  و ربما أكثر من هذا بكثير.قالت هذه الحكومة أن الوقت قد حان لاستخدام سلاح يقضي على كل أوجه غياب العدالة الضريبية.  و ككل من يحارب الغش  و التهرب الضريبيين، كان لازما إستخدام كافة الأسلحة القانونية لتوفير موارد لمواجهة نفقات كثيرة جدا  و مكلفة جدا و مرتبطة جدا بالاستثمار  و الخدمات الإجتماعية  و خلق فرص شغل يتجاوز ما أعلن عنه غداة تكوين الحكومة ك " فرصة و اوراش " و أحلام لا زالت أحلام يقظة تجعل الجريح يتأوه  في إنتظار طبيبا بيده دواء  من بينه حقنات ضد الهشاشة  و الفقر و  المرض و  خصوصا لتقوية الصبر بعد نكث وعود انتخابية كانت سخية  فتوارت إلى أجل غير مسمى.نعم جاءت الحكومة بعزم على أن تصلح نظامنا الضريبي.  وعدت بتخفيف الضغط و كان الوعد موجها  و لو مؤجلا لأصحاب الشركات.  الضريبة على الأغنياء ستسير في منحنى سيصل إلى  تضريب قد  يصل  20% . و في إنتظار أجل موعود سيبقى الحال على ما هو عليه.  كل هذا مع أمل في زيادة الضريبة على الأرباح التي تزيد على  100 مليون درهم.  و المعنى أن  المحصول سيكون ضعيفا جدا.  هل وصلنا في بلادنا إلى درجة اعتبار الأرباح التي تتجاوز 3 ملايير سنتيم أو 4 أو  5 أو...9 ملايير مجرد أرباح عادية يجب أن تظل في خانة الأرباح المتوسطة.  الأكثر من هذا أن  فرض الضريبة على الشركات بسعر  40% لن تمس شركات استيراد المحروقات و  شركات الإتصالات.  و ستظل الأبناك  و شركات التأمينات هي الموعودة بهذا السعر.الأخطر من هذا هو التلويح بخطاب شعبوي كبير حول التخفيف من العبىء الذي يتحمله الاجراء  و المتقاعدين. و أكثر المنتفعين من هذه الإجراءات لن يحلم إلا بزيادة لن تصل إلى  100 أو 200 درهم.  أما المتقاعدون ممن كانوا يعتبرون في مستوى الطبقة الوسطى التي تدخر، فقد قيل لهم  واجهوا كلفة امراضكم المزمنة  و كلفة من لا زالوا تحت كفالتكم و لا تتمتعوا بسفر خلال ما تبقى لكم من حياة.  و يا ليت هذه الحكومة المصلحة، رعاها الله  و الهمها سبل التقوى  و اليقين، تمكنت من حصر قيمة الهدايا الضريبية   و التحفيزية للأغنياء.  و نتمنى لرئيسها التوفيق إن هو كان صاحب إرادة لحمل لواء العدالة في  التوزيع. لا نريد ارقاما عامة بل ارقاما تحمل تفصيلا لتوزيع الدعم حسب الفئات.  السيد رئيس الحكومة يعرف أن دعم الغاز بأكثر من  20 مليار درهم يذهب للأغنياء  و خصوصا أصحاب  الاستغلاليات الفلاحية الكبرى  و كثيرا من أصحاب  الصناعات.لا يمكن أن ننكر ضرورة الاحتكام إلى دستور المملكة الذي وضع الأساس للقاعدة القانونية الضريبية و هي مساهمة كل مغربي في تمويل المرفق العام حسب قدراته. يظهر جليا أن  الإبداع السياسي في التعامل مع مقتضيات القانون الإطار للجبايات  و مع كافة توصيات المناظرة الثالثة للضريبة كان غائبا.  التسرع في التعامل مع الاجراء  و المهن الحرة التي يخضع أغلبها للضريبة على الدخل المهني أدى إلى عكس الأهداف المتوخاة من مشروع العدالة الجباءية.  تحرك المحامون ضد ما  ورد في مشروع قانون المالية  و هم على حق.  ما معنى تسبيق دفع الضريبة  عن طريق ربط تقديم ملف قضية خلال كل مراحل التقاضي؟ الأمر محير بكل المقاييس.المحامون  و الأطباء و  المهندسون  و غيرهم من المهن ليسوا فوق القانون  و لا على هامشه.  هم من أبناء هذا الوطن و  لم نسمع أنهم رفضوا أداء  واجبهم الضريبي. و هذا الواجب يقتضي تصريحا بالدخل  و مراقبة ضريبية  و قد يتطلب الأمر مراجعة أو حتى غرامات جزرية  كما هو الحال بالنسبة لكل الخاضعين للضريبة على الدخل أو على الشركات.  اليوم  و بعد إضراب المحامين  و التراجع عن ما ورد في مشروع قانون المالية لسنة 2023 ، ستتسع رقعة المعارضة الضريبية  و سيتطلب الأمر تراجعات  و مراجعات حتى قبل تقديم تعديلات البرلمانيين على مواد مشروع قانون المالية. الأمر خطير و يحصل لأول مرة.  من له قوة ضغط سيتحرك.  أما المتقاعدون الذين لا يتفقون مع تعامل الحكومة مع مطالبهم فسيكفي أن ترفض فرق الأغلبية مطالباتهم لكي يتيقنون أن أمرهم يتطلب شيئا من عزيمة المحامين و الأطباء  و غيرهم.  و من يواجهون مطالب المتقاعدين اليوم هم من سيتباكون غدا على وضعهم حين سيعبرون إلى ضفة أخرى سيحملون فيها صفة متقاعد.لأول مرة يأخذ النقاش حول الضريبة مسارا تحكم فيه الارتباك.  وزارة براسين  و بمنطقين  و بمنهجين و بخطتين في الدفاع  و الهجوم  لا يمكن أن ينتج عنها مشروع متكامل. العدالة الضريبية ستظل مجرد توصيات حملتها مناظرات ثلاثة  و اقبرها 24 قانون مالية احتقر دخل الاجراء و احترم دخل رأس المال ، و لله الأمر.



اقرأ أيضاً
تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً
تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً، بحسب تقرير صادر عن شركة “أوليفر وايمان” للاستشارات الصناعية والمالية. التقرير كشف أن تكلفة اليد العاملة لإنتاج مركبة واحدة في المغرب لا تتعدى 106 دولارات، ما يجعل المملكة تتفوق على أكثر من 250 مصنعاً حول العالم.في المقابل، وصلت التكلفة في دول مثل رومانيا والمكسيك إلى أكثر من الضعف، فيما سجلت تركيا والصين أرقاماً أعلى بكثير. هذا الفارق يعكس ميزة تنافسية بارزة جعلت من المغرب وجهة مفضلة لعمالقة صناعة السيارات، خاصة الشركات الفرنسية التي وجدت في المملكة بديلاً استراتيجياً لأوروبا. من جهة أخرى، لا يُعزى انخفاض التكلفة في المغرب فقط إلى الأجور المتدنية، بل يرتبط أيضاً بارتفاع الإنتاجية وحداثة المصانع واستقرار سلاسل التوريد. هذه العوامل مجتمعة مكّنت المملكة من تأمين بيئة إنتاجية مرنة تسهم في تقليص عدد ساعات العمل الهندسي، وتخفيض الكلفة النهائية لكل مركبة. بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن المغرب يعتمد نماذج إنتاجية متوسطة وبسيطة تقلل تعقيد التصاميم، وهو ما ينعكس إيجاباً على استقرار المصاريف. كما تستفيد البلاد من بنية لوجستية متطورة، ما يعزز سلاسة عمليات التوريد والإنتاج، على عكس ما تعانيه مصانع أوروبية وأمريكية من ضغوط بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتعقيد النماذج الصناعية. المغرب حقق نمواً ملحوظاً بنسبة 29% في إنتاج السيارات بين 2019 و2024، في وقت شهدت فيه دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا تراجعاً في معدلات الإنتاج. هذه الدينامية الجديدة تدفع نحو توسيع الحضور المغربي في سلاسل القيمة العالمية، خاصة المرتبطة بالسيارات الكهربائية والهجينة. رغم التحديات العالمية في قطاع السيارات، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة تصنيعية منافسة، مستفيداً من موقعه الجغرافي وتكلفته المنخفضة وقدرته على التكيف مع متغيرات السوق الدولية.
إقتصاد

المغرب يتصدر إفريقيا في واردات اللحوم الأمريكية بتجاوز الألف طن شهرياً
شهدت صادرات اللحوم الحمراء الأميركية إلى المغرب قفزة قياسية خلال شهر مارس الماضي، مسجلة مستويات غير مسبوقة من حيث الحجم، وفقاً لما أفاد به الاتحاد الأميركي لتصدير اللحوم (USMEF) استناداً إلى بيانات وزارة الزراعة الأميركية (USDA). وحسب البيان، فقد بلغت واردات المغرب من لحوم الأبقار المعالجة، لا سيما “اللحوم المتنوعة” كأكباد الأبقار، حوالي 1,146 طناً مترياً، وهو أعلى حجم شهري يتم تسجيله منذ بدء تتبع الصادرات الأميركية إلى المملكة، مما يبرز التحول اللافت في نمط الطلب داخل السوق المغربي. هذا النمو يأتي ضمن اتجاه توسعي ملحوظ نحو أسواق القارة الإفريقية، إذ أشار الاتحاد إلى أن دولاً مثل كوت ديفوار والغابون سجلت بدورها ارتفاعاً في واردات اللحوم الأميركية. في المجمل، وصلت صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى إفريقيا خلال شهر مارس إلى 1,550 طناً مترياً، بزيادة سنوية بلغت 73%، بينما تخطّت القيمة الإجمالية 2.9 مليون دولار، أي نمواً بنسبة 123% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وخلال الربع الأول من سنة 2025، بلغ إجمالي صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى القارة 3,658 طناً مترياً، محققة بذلك عائدات قاربت 5.8 مليون دولار، وهو ما يمثل ارتفاعاً سنوياً بنسبة 15% في الكمية و34% في القيمة. ويرجع هذا الأداء المتميز بالأساس وفق موقع ديتافور الاقتصادي، إلى ارتفاع الطلب على “اللحوم المتنوعة”، التي تشكل الأكباد الحصة الأكبر منها، ما يرسّخ مكانة المغرب كأحد الأسواق الواعدة لهذا النوع من الصادرات الأميركية. وتأتي هذه النتائج ضمن جهود أوسع يبذلها الاتحاد الأميركي لتوسيع رقعة أسواقه وتنويع منافذه التجارية، حيث نظم مؤخراً بعثة تجارية إلى غرب إفريقيا شملت ندوة في العاصمة الغانية أكرا، وجمعت مستوردين من 12 دولة إفريقية، في مسعى لتعزيز الروابط التجارية وتوسيع الحضور الأميركي في المنطقة.
إقتصاد

قطاع البناء في المغرب يتجه نحو تسجيل نمو ملحوظ خلال 2025
يستعد قطاع البناء في المغرب لتسجيل نمو ملحوظ بنسبة 3.9% في عام 2025، مدعوماً بمؤشرات إيجابية واستثمارات كبرى، في ظل توقعات بالحفاظ على معدل نمو سنوي متوسط يبلغ 3.8% بين 2026 و2029، وفقاً لتقرير حديث أصدرته شركة Research and Markets. يشهد المغرب انتعاشاً واضحاً في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث أعلن رئيس الحكومة في نونبر 2024 عن ارتفاع بنسبة 50.7% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، لتصل إلى أكثر من 16.2 مليار درهم (حوالي 1.6 مليار دولار). ويُعزى هذا النمو إلى التحسينات الجارية في البنية التحتية، وخصوصاً المشاريع المرتبطة باستضافة المملكة لمجموعة من الفعاليات الرياضية القارية والعالمية، وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم 2030. في هذا الإطار، وقع البنك الإفريقي للتنمية اتفاقية تمويل مع المغرب تشمل قرضاً بقيمة 3.8 مليار درهم، بالإضافة إلى مشروع تكميلي بقيمة 7 مليارات درهم، لتطوير البنية التحتية المرتبطة بالمونديال. وتشمل المشاريع تحسين الحوكمة الاقتصادية، تطوير أنظمة المياه، وإحداث منطقة صناعية كبرى في ميناء الناظور غرب المتوسط. وفي سياق الاستعدادات للمونديال، يُخطط المغرب لتحديث ستة ملاعب قائمة وبناء مجمع رياضي جديد في بنسليمان قرب الدار البيضاء. كما تشمل المشاريع إعادة هيكلة واسعة لـشبكات النقل البري والجوي والسككي، لتتماشى مع المعايير الدولية لاستضافة الحدث الرياضي الأضخم. أعلنت وزارة النقل واللوجستيك في يناير 2025 عن خطة طموحة بقيمة 96 مليار درهم (نحو 9.5 مليار دولار) لتوسيع وتحديث الشبكة الوطنية للسكك الحديدية بحلول عام 2030. وتشمل الخطة: 53 مليار درهم لتطوير قطارات فائقة السرعة 29 مليار درهم لاقتناء 150 قطاراً جديداً 14 مليار درهم لإنشاء 40 محطة حديثة تتوقع الدراسة أن يستمر قطاع البناء المغربي في الاستفادة من هذه المشاريع الوطنية الكبرى، لاسيما في مجالات الإسكان، الكهرباء، والمرافق الرياضية، مما يعزز موقع المغرب كوجهة مفضلة للاستثمار في منطقة شمال إفريقيا.
إقتصاد

الوكالة الفرنسية للتنمية تعتزم استثمار 150 مليون أورو في الأقاليم الجنوبية للملكة
أعلن المدير العام لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية، ريمي ريو، امس السبت بالعيون، عزم المجموعة تمويل استثمارات مهمة بنحو 150 مليون أورو في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.وأوضح ريو، في تصريح للصحافة، عقب لقاءاته مع والي جهة العيون-الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، ورئيس مجلس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد، ورئيس المجلس الجماعي للمدينة، مولاي حمدي ولد الرشيد، أن "مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية ستشرع في الاستثمار بالأقاليم الجنوبية وستخصص استثمارات وتمويلات لهذا الغرض". وأبرز المدير العام للوكالة، الذي يقود وفدا رفيعا في إطار زيارة عمل للمغرب، الاستثمارات المهمة المنجزة في الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن الوكالة بمقدورها "تقديم خبرات وتمويلات تكميلية". كما أعرب ريو عن "إعجابه الكبير" بالاستثمارات وجودة البنيات التحتية في جهة العيون-الساقية الحمراء، والتي ستمكن من خلق فرص للشغل وتلبية تطلعات شباب الأقاليم الجنوبية للمملكة. وفي هذا الإطار، رحب بإحداث مقاولات خاصة وإقامة مناطق صناعية بجهة العيون-الساقية الحمراء، مشددا على أن استثمار الوكالة الفرنسية للتنمية في الأقاليم الجنوبية من شأنه تشجيع الفاعلين الاقتصاديين "عبر توفير حلول تمويلية". وأضاف ريو أن الوكالة الفرنسية للتنمية ستعمل على تعزيز عملها بشكل أكبر مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في مجال البحث التطبيقي، خاصة في مجال الفلاحة، مذكرا بتوقيع تمويل مهم في الرباط يتعلق بإزالة الكربون من سلسلة القيمة للمجموعة. وبهذه المناسبة، تابع أعضاء وفد الوكالة الفرنسية للتنمية عروضا حول برنامج التنمية الجهوية وبرنامج تنمية الجماعة. كما اطلعوا على مختلف المشاريع التنموية المندرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015. كما أتاحت اللقاءات التي عقدت بالعيون للوفد الفرنسي الاطلاع على دينامية التنمية الشاملة التي تشهدها الجهة، وكذا البرامج والمشاريع التي يتم تنفيذها بغية جعل هذه الجهة قطبا استراتيجيا. وخلال هذه المهمة الميدانية، قام أعضاء الوفد الفرنسي بزيارات إلى العديد من المشاريع السوسيو-تربوية والاقتصادية، حيث اطلعوا عن كثب على الجهود المبذولة من أجل التنمية المندمجة في جهة العيون-الساقية الحمراء. كما زاروا ميناء العيون، حيث تلقوا شروحات حول الحركة التجارية وتفريغ المنتجات السمكية في هذه المنشأة، وكذا حول مشروع توسعة هذه المنصة المينائية. وبالمعهد الإفريقي للأبحاث في الزراعة المستدامة بالعيون، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تابع الوفد الفرنسي عرضا حول مهام هذه المؤسسة. وتندرج هذه الزيارة التي يقوم بها المدير العام لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية في إطار الشراكة الاستثنائية المعززة، الموقعة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون. وتعكس بشكل ملموس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي الغني بالفعل بين البلدين، ودعم دينامية التنمية الشاملة والمستدامة في جميع جهات المملكة.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة