"التويزا"، العرف التقليدي للعمل الجماعي بالمغرب، تعود إلى الواجهة بجماعة سيدي المخفي بنواحي إقليم تاونات، بغرض تهيئة مسلك طرقي. مصادر محلية قالت لـ"كشـ24" إن الأمر يتعلق أيضا بمبادرة جماعية بدوار الظاهر ترمي إلى إحراج المنتخبين الذين تجاهلوا مطلب تهيئة عدد من المسالك الطرقية بالمنطقة، رغم وعود في الحملات الانتخابية.وعمد المتطوعون إلى الإستعانة بوسائل تقليدية وإمكانيات ذاتية بسيطة، وذلك إلى جانب بعض المساعدات المادية واللوجستية من قبل مقاولين من أبناء البلدة.وزير التجهيز والماء، نزار البركة، سبق له أن قال في البرلمان مؤخرا بأن الطرق القروية بالمغرب تعاني من هشاشة كبيرة، موردا بأنه يتم تشييدها ولكنها تتلاشى فقط بعد أربع سنوات. وذكر بأن 46 في المائة من ميزانية الوزارة تذهب فقط في الصيانة.لكن الكثير من المناطق في إقليم تاونات تعاني من غياب أي تهيئة للمسالك الطرقية، وهي تهيئة يفترض أنها من اختصاصات المجالس المحلية، مما يؤدي إلى تنامي معاناتها، خاصة في فصل الشتاء، حيث التساقطات المطرية. ويفرض عليها هذا الوضع أن تعيش العزلة. وبلغت الأزمة ذروتها في الإقليم عندما أجبرت التساقطات المطرية وغياب التهيئة مجموعة من المواطنين على نقل جثمان سيدة متوفاة على متن جرار لدفنها في مقبرة الدوار الذي تنحدر منه.ورفعت جل الأحزاب السياسية في الانتخابات الأخيرة بالإقليم شعار تهيئة المسالك الطرقية، أحد الملفات الحارقة بتاونات، لكن ساكنة سيدي المخفي اعتبرت بأن المنتخبين تخلوا عن وعودهم ما دفعهم إلى القيام بأعمال جماعية تطوعية لتهيئة مسلك هو عنوان ربط تجمعهم السكني بالعالم الخارجي.