مجتمع

التعليم الخاص استثمار ومخاطر وهروب


ادريس الاندلسي نشر في: 17 يناير 2022

انتقلنا من منظومة التعليم الحر خلال الفترة الاستعمارية إلى التعليم العمومي الوطني والغني بثقافة المعلمين و المعلمات والتزامهم المهني و الوطني.كان البرنامج والتأطير والعمل البيداغوجي مرتبطا بانضباط جماعي أدى إلى رفض الكثير من الأسر تسجيل أبنائها في المدارس الفرنسية رغم الإغراءات. كانت المدرسة المغربية تعلم أبناء المغاربة باللغتين العربية و الفرنسية و كانت نتائجها تفوق مدارس البعثة الفرنسية في كل المجالات و خصوصا في مجال تدريس المواد العلمية.و كانت المدرسة العمومية تنتج التفوق في التحكم في آليات التعلم. و أكاد أجزم أن التفوق نتج عن انفتاح على اللغات الأجنبية وعن رغبة جامحة في الولوج إلى المعرفة بعيدا عن الانغلاق الايديولوجي.و في خضم الصراعات و رغم تدريس أغلب المواد و خصوصا ما يتعلق بالرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و التاريخ و الجغرافيا و غيرها ، كان إتقان التلاميذ للغة العربية كبيرا بل و مذهلا.و بعد ذلك غرقت السياسة في متاهات اخلتط فيها السياسي بالممكن بيداغوجيا و بالمتعسر تربويا. و بالطبع رفعت شعارات التعريب من طرف نخبة كان سلوكها يناقض شعاراتها. فاختلط الأمر على مدبري الشأن التعليمي و حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه. و نتج عن هذا الوضع تسابق محموم لتغيير مستمر لتغيير البرامج و المناهج لا زال مستمرا إلى يومنا.و خلال هذا المخاض، تضخمت الحاجة إلى تمويل السياسات التعليمية و ظهر خطاب يشجع على دعم المبادرة الخاصة في مجال التدريس. و أصبحت الأسر تواقة إلى بذل الغالي و النفيس من أجل ضمان مستقبل الأبناء.و هكذا توطدت العلاقات بين المدرسة الخاصة و مستوى التحصيل و القدرة على النجاح و الولوج إلى المدارس العليا. انتشر نسيج مؤسسات التعليم الخاص عبر المدن الكبرى و أصبح سوقا استثمر فيها الأفراد و حتى شركات توظيف الأموال أصبحت ترى في المنتوج التعليمي مجالا للربحية المؤكدة.وانخرطت قدرة الراسمال و تسامح حكومي في ظهور تطور جغرافي للبعثاث الأجنبية. أصبحت فرنسا و بلجيكا و أسبانيا و الولايات المتحدة تتوسع في نظامها التعليمي بالمغرب دون احتياج إلى دفع رواتب أو تخصيص مصاريف لبناء مؤسسات أو تعبيرها.وظهرت مدارس بيد مستثميرين مغاربة رخصت لهم الدول المشار إليها ووافقت على هذه الرخص وزارة التربية الوطنية و أصبحت مصدر دخل وتشغيل كثير من الأجانب ذوي المستوى المحدود ثقافيا و ببداغوجيا.القطاع أصبح مربحا و واجبات التسجيل السنوية و الشهرية تجاوزت فاتورة التعليم بمدارس البعثات الرسمية. و الأدهى أن الكثير من الأساتذة يتم استقطابهم من القطاع العام و خصوصا في مجال المواد العلمية. و لو تم فتح ملف التأطير بهذه المدارس الأجنبية في الظاهر لوجدنا أن المؤطرين من أبناء البلد.و لكن الأزمات تعري النيات و تبين هشاشة منظومة تحتكم إلى منطق الربحية. الكوفيد رمى بثقلة على الكثير من الأسر التي كانت تعيش في حالة يسر و اضعفت قدرتها على سداد أقساط ديونها و واجبات تعليم الأبناء.و هكذا ظهرت أزمة منذ أكثر من سنة تواجهت خلالها الكثير من الأسر مع المدارس الخاصة. و تبين بعض المعطيات أن مستثمرين بالقطاع بدؤوا في التراجع عن الإستثمار في قطاع التعليم على مستوى مجموعة من المدارس بالدار البيضاء. ولأن التضحيات الأسرية تقف عند حدود مداخيل محدودة، فقد وصلت آلاف الأسر إلى طريق مسدود جعلها تقصد المدرسة العمومية لضمان استمرارية دراسة الأبناء. و للعلم فقد تصل فاتورة التعليم الخاص إلى ستة آلاف درهم شهريا للتلميذ الواحد و هو ما يبعد الطبقة الوسطى عن تحقيق طموحاتها.و لهذا وجب القول أن العرض التعليمي الخاص قد يعرف بعض التقلص بسبب تراجع القوة الشرائية للطبقة الوسطى بل و تدهورها جراء العديد من الأسباب و على رأسها جاءحة الكوفيد. لكل هذا وجب التأكيد على أن المدرسة العمومية هي الملاذ و هي التي تستوجب الإستثمار و تبني الوطن و تفتح أبواب النجاح أمام الجميع.

انتقلنا من منظومة التعليم الحر خلال الفترة الاستعمارية إلى التعليم العمومي الوطني والغني بثقافة المعلمين و المعلمات والتزامهم المهني و الوطني.كان البرنامج والتأطير والعمل البيداغوجي مرتبطا بانضباط جماعي أدى إلى رفض الكثير من الأسر تسجيل أبنائها في المدارس الفرنسية رغم الإغراءات. كانت المدرسة المغربية تعلم أبناء المغاربة باللغتين العربية و الفرنسية و كانت نتائجها تفوق مدارس البعثة الفرنسية في كل المجالات و خصوصا في مجال تدريس المواد العلمية.و كانت المدرسة العمومية تنتج التفوق في التحكم في آليات التعلم. و أكاد أجزم أن التفوق نتج عن انفتاح على اللغات الأجنبية وعن رغبة جامحة في الولوج إلى المعرفة بعيدا عن الانغلاق الايديولوجي.و في خضم الصراعات و رغم تدريس أغلب المواد و خصوصا ما يتعلق بالرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و التاريخ و الجغرافيا و غيرها ، كان إتقان التلاميذ للغة العربية كبيرا بل و مذهلا.و بعد ذلك غرقت السياسة في متاهات اخلتط فيها السياسي بالممكن بيداغوجيا و بالمتعسر تربويا. و بالطبع رفعت شعارات التعريب من طرف نخبة كان سلوكها يناقض شعاراتها. فاختلط الأمر على مدبري الشأن التعليمي و حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه. و نتج عن هذا الوضع تسابق محموم لتغيير مستمر لتغيير البرامج و المناهج لا زال مستمرا إلى يومنا.و خلال هذا المخاض، تضخمت الحاجة إلى تمويل السياسات التعليمية و ظهر خطاب يشجع على دعم المبادرة الخاصة في مجال التدريس. و أصبحت الأسر تواقة إلى بذل الغالي و النفيس من أجل ضمان مستقبل الأبناء.و هكذا توطدت العلاقات بين المدرسة الخاصة و مستوى التحصيل و القدرة على النجاح و الولوج إلى المدارس العليا. انتشر نسيج مؤسسات التعليم الخاص عبر المدن الكبرى و أصبح سوقا استثمر فيها الأفراد و حتى شركات توظيف الأموال أصبحت ترى في المنتوج التعليمي مجالا للربحية المؤكدة.وانخرطت قدرة الراسمال و تسامح حكومي في ظهور تطور جغرافي للبعثاث الأجنبية. أصبحت فرنسا و بلجيكا و أسبانيا و الولايات المتحدة تتوسع في نظامها التعليمي بالمغرب دون احتياج إلى دفع رواتب أو تخصيص مصاريف لبناء مؤسسات أو تعبيرها.وظهرت مدارس بيد مستثميرين مغاربة رخصت لهم الدول المشار إليها ووافقت على هذه الرخص وزارة التربية الوطنية و أصبحت مصدر دخل وتشغيل كثير من الأجانب ذوي المستوى المحدود ثقافيا و ببداغوجيا.القطاع أصبح مربحا و واجبات التسجيل السنوية و الشهرية تجاوزت فاتورة التعليم بمدارس البعثات الرسمية. و الأدهى أن الكثير من الأساتذة يتم استقطابهم من القطاع العام و خصوصا في مجال المواد العلمية. و لو تم فتح ملف التأطير بهذه المدارس الأجنبية في الظاهر لوجدنا أن المؤطرين من أبناء البلد.و لكن الأزمات تعري النيات و تبين هشاشة منظومة تحتكم إلى منطق الربحية. الكوفيد رمى بثقلة على الكثير من الأسر التي كانت تعيش في حالة يسر و اضعفت قدرتها على سداد أقساط ديونها و واجبات تعليم الأبناء.و هكذا ظهرت أزمة منذ أكثر من سنة تواجهت خلالها الكثير من الأسر مع المدارس الخاصة. و تبين بعض المعطيات أن مستثمرين بالقطاع بدؤوا في التراجع عن الإستثمار في قطاع التعليم على مستوى مجموعة من المدارس بالدار البيضاء. ولأن التضحيات الأسرية تقف عند حدود مداخيل محدودة، فقد وصلت آلاف الأسر إلى طريق مسدود جعلها تقصد المدرسة العمومية لضمان استمرارية دراسة الأبناء. و للعلم فقد تصل فاتورة التعليم الخاص إلى ستة آلاف درهم شهريا للتلميذ الواحد و هو ما يبعد الطبقة الوسطى عن تحقيق طموحاتها.و لهذا وجب القول أن العرض التعليمي الخاص قد يعرف بعض التقلص بسبب تراجع القوة الشرائية للطبقة الوسطى بل و تدهورها جراء العديد من الأسباب و على رأسها جاءحة الكوفيد. لكل هذا وجب التأكيد على أن المدرسة العمومية هي الملاذ و هي التي تستوجب الإستثمار و تبني الوطن و تفتح أبواب النجاح أمام الجميع.



اقرأ أيضاً
عاجل..”التلاعب” في الماستر و”بيع” الديبلومات تقود إلى اعتقال استاذ جامعي بجامعة ابن زهر
قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمراكش متابعة أستاذ جامعي في حالة اعتقال، وذلك على خلفية تفجر قضية تتعلق بالتلاعب في التسجيل في الماستر ومنح ديبلومات بمقابل. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد باشرت الأبحاث في هذا الملف. وجرى اليوم الثلاثاء تقديم جميع الأطراف المعنية أمام الوكيل العام للملك  باستئنافية مراكش. وقرر الوكيل العام بعد استنطاقهم باحالتهم على قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة المكلفة بجرائم الاموال والذي قرر إيداع الاستاذ الجامعي والذي يدرس بآسفي، بالسجن المحلي الاوداية، ومتابعة رئيس كتابة الضبط بالمحكمة الابتدائية بآسفي في حالة سراح، مع سحب جواز سفر وإغلاق الحدود في حقه. ونفس الأمر لباقي المتابعين، وهم زوجة الاستاذ الجامعي، وهي محامية، وايضا ابن رئيس كتابة الضبط، وهو محامي متمرن. كما شملت المتابعة محامين آخرين.    
مجتمع

تفاقم انتشار المتشردين والمنحرفين والمختلين بمحيط المحطة الطرقية بمراكش
يعرف محيط المحطة الطريقة بمراكش، تناميا مثيرا لظاهرة انتشار المدمنين والمتشردين والمختلين عقليا، ما حول المنطقة الى نقطة سوداء ومصدر خطر ، لا سيما في ظل خذلان المصالح الصحية وتقويضها لاي مجهود. وحسب ما افاد به الناشط مصطفى الفاطمي فإن منطقة باب دكالة بداية من محيط المحطة الطرقية ومحيط مركب الاطلسي الى حدود شارع 11 يناير صارت بين الفينة والاخرى و لأسباب غير معروفة مجتاحة من طرف مجموعة من النماذج الخطيرة التي تعيش على الهامش منها مدمنو الحكول والسيليسيون والمرضى النفسانيون والمشردون. ومن هذه الفئات من يشكلون خطرا على المواطنين بسبب طبعهم العدواني ومنهم من يستسلم للنوم وقضاء حاجته البيولوجية في الشارع العام علنا بدون حتى ستر أعضائه التناسلية أمام المارة وفي وضعيات مخلة بالحياء أقل ما يقال عنها انها غير إنسانية وتسيء للمدينة وسمعتها العالمية.وتأسف المصدر ذاته، بالنظر الى أن بعض الحالات الشادة يلتقطها بعض السياح الأجانب من عُدماء الضمير الذين يجيدون ضالتهم في التقاط الصور التي تتضمن الاشياء السلبية فقط عوض التقاط الصور للمزارات التاريخية. و يستدعي الامر تدخلا وازنا من طرف اعلى السلطات بولاية جهة مراكش لا سيما و ان السلطات تتجاوب في اغلب الاحيان مع التقارير الصحفية الشكايات بشان انتشار هذه الفئات، الا ان بعض المصالح تقوض مجهوداتها في مقدمتها مستشفى الامراض العقلية و دار البر و الاحسان و باقي المصالح الاجتماعية التي تعيد لفظ هذه الفئات للشارع ساعات قليلة بعد ايداعها من طرف السلطات.
مجتمع

تساقطات ثلجية وموجة برد في مرتفعات أزيلال
شهدت مرتفعات أزيلال، مساء اليوم الثلاثاء، تساقط الثلوج. وجاءت هذه التساقطات في سياق الاستعداد لاستقبال فصل الصيف.  وأثارت مشاهد تساقط الثلوج استغراب عدد من المتتبعين والذين ربطوا بينها وبين التغيرات المناخية. واقترنت هذه التساقطات الثلجية بموجة برد وضباب كثيف في هذه المرتفعات، حيث تحدثت المصادر على أن درجة الحرارة وصلت إلى صفر درجة. وتم تداول مقاطع فيديو في شبكات التواصل الاجتماعي لهذه التساقطات، وهي المقاطع التي أظهرت مناظر مثيرة، في منطقة تعرف بمنعرجاتها الخطيرة، وبنياتها الطرقية المهترئة والتي تشهد وقوع حوادث سير مروعة بين الفينة والأخرى. 
مجتمع

في زمن الانهيارات..توزيع الدعم على جمعيات يثير انتقادات ضد عمدة فاس
موجة من الانتقادات وجهت إلى المكتب المسير للمجلس الجماعي لمدينة فاس، في سياق الجولة الثانية من دورة ماي العادية، والتي عقدت اليوم الثلاثاء، بسبب حادث انهيار بناية في الحي الحسني، وتوزيع "الدعم السخي" لجمعيات رياضية، وأخرى تشتغل في المجال الفني. ووجهت فرق المعارضة انتقادات للعمدة التجمعي البقالي بسبب هذا الدعم، وهي نفس الانتقادات التي رددها عدد من النشطاء المحليين، موردين بأن المدينة تعيش على وقع فاجعة الانهيار التي أدت إلى وفاة عشرة أشخاص وتسجيل ستة إصابات. واعتبروا بأن المجلس كان عليه أن يطرح قضية البنايات المهددة للانهيار للنقاش، وأن يبدع في المساهمة في إيجاد الحلول لخطر الانهيارات التي تهدد مئات البنايات في أحياء عشوائية بالمدينة. وصادق المجلس على اتفاقية شراكة مع جمعية الوداد الرياضي الفاسي – فرع كرة القدم، التي يرأسها البرلماني التجمعي خالد عجلي، بموجبها ستمنحها الجماعة 500 مليون سنتيم سنوياً لمدة ثلاث سنوات (بمجموع مليار ونصف سنتيم). كما صادق على منح جمعية “فاس سايس” دعما قدره 400 مليون سنتيم، في إطار دعم “الأنشطة الثقافية والفنية”، وأشهر مراسلة صادرة عن والي الجهة تدعو إلى مناقشة هذا الدعم.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة