إقتصاد
مجتمع

التدبير المالي في رمضان.. أسئلة لمدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 19 أبريل 2021

ترشيد الاستهلاك والتدبير المالي أمر ضروري سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والأموال من الهدر واستدامة منفعتها ، لكن العديد من الأفراد والأسر يفقدون بوصلتهم في تدبير موازناتهم المالية لافتقارهم إلى مهارة الترشيد، فيقعون جراء ذلك في محاذير الإسراف والتبذير أو في غياهب الديون ودوامتها المتوالية.في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يلقي المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري وجودة الحياة، محمد بنساسي، الضوء على أبرز العادات الخاطئة المتعلقة بالاستهلاك والتدبير المالي لدى الأفراد والأسر، وسبل تصحيحها ، خصوصا في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الاستهلاك وهدر الطعام مقارنة مع باقي شهور السنة.1 – ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟بداية كلمة الاستهلاك أصلها في اللغة من الهلاك، وقد وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى : “أهلكت مالا لبدا” (سورة البلد)، بمعنى أنفقت مالا كثيرا، ومنه اشتقت كلمة الاستهلاك ، والمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة هو الاستخدام المباشر للموارد والسلع والخدمات من أجل إشباع حاجات الإنسان بهدف تحقيق حياة كريمة.وترشيد الاستهلاك هو عملية واعية يتم فيها دفع المال مقابل خدمات وسلع وبضائع، لتلبية احتياجات الفرد أو الأسرة من غذاء ودواء وملبس وغير ذلك ، بشكل متوازن بعيدا عن كل أشكال التبذير والإسراف، وكذلك بعيدا عن كل أشكال الحرمان والبخل. فهو إذن عملية عقلية عاطفية روحية وسلوكية، وبترتيب أنسب هو عملية روحية، عقلية ، عاطفية وسلوكية، أي أن الإنسان يستدعي ذكاءه الروحي والعقلي والعاطفي والجسدي لتلبية احتياجاته الضرورية والحاجية والكمالية له ولأسرته بما يحقق المصلحة الآنية والمصلحة الآتية.2- ما هي الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي التي ترتكبها الأسر عموما، لا سيما في رمضان، وما هي أسباب ذلك ؟في اعتقادي، الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي والاستهلاكي يرتكبها الناس على مدار العام ، لكنها تكون بارزة أكثر في شهر رمضان.الخطأ الأساسي والأول هو أن الناس لا يعرفون أولوياتهم ، بمعنى أنه عندما تسعى إلى تلبية شيء ما وتدفع ثمن سلعة أو بضاعة أو خدمة ، هل تتساءل ما إذا كانت الأسرة تحتاج بالفعل لذلك ، هل هي ضمن أولوياتك أم ليست كذلك؟هناك ثلاث مراتب من الأولويات في الحياة ، وهي الضروريات، والحاجيات والكماليات بالتعبير المعاصر أو التحسينيات بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات .كثير من الناس لا يميزون بين ما هو ضروري وما هو حاجي وما هو كمالي ، وعندما نراجع الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ، وهذا من خلال التجربة الشخصية أيضا، نجد عددا كبيرا من الحالات ، خاصة عندما يكون ثمة اختلاف في تدبير ميزانية الأسرة، تنصرف إلى الكماليات بعيدا عن التوازن بين ما هو كمالي وما هو حاجي وما هو ضروري .فالضروريات هي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي لا يمكن بأي وجه من الوجوه الاستغناء عنها، بحيث لو فقدت تسبب ذلك في ضرر، أو جعل حياتنا مهددة، إذن فهي كل ما يوفر لنا الحماية ويضمن لنا الحياة.والحاجيات هي في مرتبة أقل، وهي تلك السلع والبضائع والخدمات التي عندما نوفرها ، تجعل حياتنا أسهل وأكثر مرونة مثل السيارة والهاتف، والأجهزة المنزلية كآلات الطبخ والغسيل وغيرها ، لكن عندما نفقد هذه الأشياء لا تتعرض حياتنا للتهديد، قد تصعب حياتنا، نعم، لكن ذلك لا يشكل تهديدا مباشرا لحياتنا .أما الكماليات فهي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي ندفع لأجلها أموالنا مقابل تحقيق الرفاهية والتوسع على النفس والأهل والأبناء والشعور براحة أكثر.إذن فالترشيد الأمثل أو الترشيد المقنن هو الذي يمكننا من تلبية كل هذه الاحتياجات، بشكل متوازن ومعقول يراعى فيه الدخل المتاح.الخطأ الثاني: الإنفاق دون مراعاة للقدرة الشرائية للأسرة وبما يتجاوز طاقتها المالية، فتدخل جراء ذلك في متاهة الديون.الخطأ الثالث : عدم التفريق بين الحاجة والرغبة، وبالتالي فإنني أنصح كل شخص يريد اقتناء شيء أن يسأل نفسه، هل هناك حاجة حقيقية لهذا الشيء أم هي مجرد رغبة، وهو ما يعبر عنه في كثير من الأحيان بعبارة ” عجباتني” أي راقت لي أو ما شابه، وبالتالي فالشخص الذي يجعل الرغبات تتحكم على حساب الحاجات عادة ما يقع في مشاكل.هذه الأخطاء الأساسية التي يقع فيها عموم الناس وبتجاوزها يمكن التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بترشيد الاستهلاك.3 – ماذا عن أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم صعوبة في تلبية ما هو ضروري فضلا عما هو حاجي أو كمالي. ما هو الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء؟بعض الأشخاص الذين لهم دخل بسيط يرتكبون خطأ على مستوى التصور. ولطالما عالجت هذا الخطأ مع المسترشدين من الناس. فبعضهم يقول لدي راتب بقيمة ألفي درهم “هذا هو رزقي”، فأقول لهم هذا جزء من الرزق. الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن ذلك المبلغ من المال الذي يناله الفرد مقابل عمله يعتبره مبلغ سعيه وكل رزقه ، وبالتالي يكف عن الطلب والسعي، ويدخل في مرحلة من الاعتماد، فيكتفي بذلك الدخل ويعيش في الضيق، وهكذا يقع ضحية عدد كبير من العادات السلبية، إما القروض، أو إخلاف العهود مع الناس وعدم الوفاء بأداء ما عليه من دين. إذن هو مشكل اعتقادي وتصوري، وبالتالي البديل عن هذا التصور ، أن يعتبر الفرد أن هذا الدخل هو جزء من رزقه ، وأن يسعى أكثر لكسب مزيد من المال، وأن يبحث ويفكر فيما يمكن أن يقوم به أو يتعلمه لتحسين وضعه المالي، وهو ما أعبر عنه تحديدا ب”تحرير الإرادة”.فعندما نساعد الناس على تحرير إرادتهم، فإنهم ينطلقون، ويبدعون، وينتجون ويجتهدون من أجل كسب المزيد من المال وهذا واقع عدد من النساء والرجال الذين استطاعوا فعلا أن يغيروا وجه حياتهم، وذلك فقط من خلال تصحيح فكرتهم حول الرزق، فراحوا يبذلون أشكالا من الجهود ويقومون بأنواع من الأنشطة التي أدرت عليهم دخلا محترما ، وغيرت حياتهم تماما من الفقر إلى الغنى وأحيانا إلى الثراء.4 – ما هي العادات الاستهلاكية الخاطئة التي يرتكبها الناس في رمضان، وما هي توصياتكم بهذا الخصوص؟من العادات السيئة التي يمارسها الناس في رمضان ، والتي لا تخلو من البعد النفسي، هو تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل رمضان، والتسابق والمفاخرة بتوفير أنواع كثيرة من المأكولات والأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل بما يفوق الحاجة وينحو نحو الإسراف والتبذير، وهذا يضر بموازنات الأسر وبصحتهم أيضا.ثم أحب أن أذكر أن شهر رمضان هو عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك مدتها شهر كامل، نستطيع أن نستفيد من فضائله إذا تعاملنا معه على أنه فترة أو موسم للتدرب على حسن التدبير وترشيد الاستهلاك، وهنا سوف نذكر مجموعة من القواعد .القاعدة الأولى: رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الروحانيات، وهذه مسألة أساسية جدا تجعل الفرق شاسعا بين من يتعامل مع رمضان على أنه موسم روحي، وبين من يتعامل معه على أنه موسم لتنويع الطعام والشراب، فهذا الفرق في التصور ينعكس على مستوى تدبير وترشيد النفقات ، لذلك من الأشياء التي أؤكد عليها دائما هي أن رمضان فرصة للاقتصاد وليس لإنفاق المزيد من المال، فمثلا عوض استهلاك ثلاث أو أربع وجبات، نقتصر على وجبتين في شهر رمضان ، وإن كان لابد من ثلاث وجبات فلتكن وجبة العشاء خفيفة، فاكهة أو ما شابه ، فالصوم يقتضي التقليل من الطعام وفق أطباء وأخصائيي التغذية، لأنه لا معنى أن نمنع الطعام على الجسد طيلة ساعات طويلة من اليوم ثم فجأة وخلال ساعات قليلة، نقوم بعملية هجوم على المعدة وعلى الذات بكميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز ، هذا طبعا يرهق الجسم ويعرضه للكثير من المخاطر الصحية ، ولذلك تشهد المستشفيات والعيادات الطبية بعد رمضان توافد كثير من المرضى بسبب أخطاء في الاستهلاك.القاعدة الثانية: هو التخلص من العادات السيئة في التعامل مع الزمن والغذاء ، حيث إن بعض الناس يعكسون أوقاتهم، فينامون بالنهار ويسهرون بالليل، هذا الاختلال في التعامل مع الزمن ينتج عنه زيادة في الاستهلاك، لأن الناس عندما يسهرون يأكلون ويستهلكون كميات أكبر من الطعام والشراب، وهذا الأمر تعززه عادات عند بعض الأسر في التزاور والسمر والسهر إلى حدود الفجر وما يرافق ذلك من استغلال أكبر لموارد أخرى كالكهرباء والانترنيت والتعبئة..، كل ذلك يساهم في إلحاق الضرر بميزانية الأسرة. بينما عندما تنام الليل تماما كالعادة وتقضي النهار في العمل والمثابرة، فإن هذا يقلل من فرصة تناول كميات زائدة من الطعام ويوفر الطاقة أيضا.القاعدة الثالثة : وتتعلق بالغذاء، وهي أن نفكر بشكل جدي كيف نجعل من الإفطار وجبة للتغذية أي أن تحتوي على سعرات حرارية كافية لتعويض الجسم عما فقده من الطاقة خلال فترة صيامه بالنهار بشكل يضمن استعادة الجسم لحيويته، وطاقته دون تبذير. كثير من الطعام نتناوله بكميات كبيرة ولا يعطي الجسم ما يحتاجه حقيقة من الطاقة، بينما هناك طعام خفيف وأيضا في متناول الناس ويعطي الجسم طاقة هائلة وهذا مجال يتحدث فيه المتخصصون في التغذية، وله علاقة مباشرة بترشيد الاستهلاك، لأن الطعام المغذي عموما في متناول الجميع، وبأسعار مقبولة جدا.وأنصح في هذا الإطار باتخاذ خطوات عملية كالتالي :– إجعل من هذا الشهر فرصة استثنائية مقارنة بباقي أشهر السنة، وبرمضانات السنوات التي مضت، بمعنى آخر، ارفع تحديا في شهر رمضان الحالي واجعل له ميزانية معينة، إما في حدود ميزانية الشهور الماضية، وهذا هو أقل تقدير، وإلا فالأصل أن يكون استهلاكك في شهر رمضان أقل منه في بقية شهور السنة، وحتى نجمع بين الاقتراحين ، اجعل له ميزانية أقل وذلك الفرق اجعله احتياطا تلجأ إليه عند الحاجة او عند حدوث طارئ .– حاول أن تحافظ على الليل فرصة للراحة والنوم وجزء منه للقيام والتعبد، واجعل النهار للسعي والعمل. بهذه الطريقة، سوف تحافظ على توازن إيقاع برنامجك اليومي، وتقلل تماما من الاستهلاك الزائد ليلا وتوفر الطعام والطاقة.5 – ما هي ثمار الاستهلاك الرشيد وتجلياته في حياة المستهلك ؟تخيل أنك قد قمت بكل الخطوات الآنفة الذكر، وعزمت أن تجعل من رمضان هذا العام ، رمضانا استثنائيا، وأنك سوف تستهلك فيه أقل مما كنت تفعل خلال أشهر السنة، ستحصد بذلك مجموعة من الثمار وعلى رأسها:– المحافظة على إيقاعك خلال العام، وهذا مهم جدا ، لأنك لن ترهق جسدك ولن تستنزف قدرا هائلا من طاقتك، بسبب السهر وتناول كميات كبيرة من الطعام ، فذلك من شأنه أن يؤثر على صحتك وعلى إنتاجيتك.– توفير قدر من المال، مقارنة ببقية شهور السنة– الحفاظ على الموارد من الهدر والتبذير– اكتساب عادات إيجابية فيما يتعلق بالإنفاق والتدبير ، لأن رمضان هو فعلا مدرسة للتدرب على التدبير وترشيد الاستهلاك، وبالتالي سوف تخرج منه وقد تعلمت دروسا كثيرة في ترشيد الاستهلاك ، وفي معرفة ما هو ضروري وما هو حاجي وماهو كمالي ، وسوف تكتسب عادات جديدة في التعامل مع أولوياتك في الحياة، سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو الملبس …كلها أشياء ستعود بالفائدة عليك وعلى أفراد أسرتك جميعا، هذه بعض الثمرات وإلا فالكثيرون سوف يكتشفون ثمارا لم أذكرها بحسب نوعية تجربتهم وبحسب نوعية الحياة التي يعيشونها وأيضا بحسب حجم الأخطاء التي يرتكبونها ، وهكذا فخوضك لهذه التجربة وهذا التحدي ، سيجعلك تتبنى سياسة ترشيدية لكل ما تستهلك من موارد مختلفة ، وتكتسب أساليب وطرقا جديدة في الترشيد والاستهلاك تكون نافعة وذات جدوى ليس فقط خلال شهر رمضان، بل في جميع شهور السنة .

ترشيد الاستهلاك والتدبير المالي أمر ضروري سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والأموال من الهدر واستدامة منفعتها ، لكن العديد من الأفراد والأسر يفقدون بوصلتهم في تدبير موازناتهم المالية لافتقارهم إلى مهارة الترشيد، فيقعون جراء ذلك في محاذير الإسراف والتبذير أو في غياهب الديون ودوامتها المتوالية.في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يلقي المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري وجودة الحياة، محمد بنساسي، الضوء على أبرز العادات الخاطئة المتعلقة بالاستهلاك والتدبير المالي لدى الأفراد والأسر، وسبل تصحيحها ، خصوصا في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الاستهلاك وهدر الطعام مقارنة مع باقي شهور السنة.1 – ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟بداية كلمة الاستهلاك أصلها في اللغة من الهلاك، وقد وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى : “أهلكت مالا لبدا” (سورة البلد)، بمعنى أنفقت مالا كثيرا، ومنه اشتقت كلمة الاستهلاك ، والمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة هو الاستخدام المباشر للموارد والسلع والخدمات من أجل إشباع حاجات الإنسان بهدف تحقيق حياة كريمة.وترشيد الاستهلاك هو عملية واعية يتم فيها دفع المال مقابل خدمات وسلع وبضائع، لتلبية احتياجات الفرد أو الأسرة من غذاء ودواء وملبس وغير ذلك ، بشكل متوازن بعيدا عن كل أشكال التبذير والإسراف، وكذلك بعيدا عن كل أشكال الحرمان والبخل. فهو إذن عملية عقلية عاطفية روحية وسلوكية، وبترتيب أنسب هو عملية روحية، عقلية ، عاطفية وسلوكية، أي أن الإنسان يستدعي ذكاءه الروحي والعقلي والعاطفي والجسدي لتلبية احتياجاته الضرورية والحاجية والكمالية له ولأسرته بما يحقق المصلحة الآنية والمصلحة الآتية.2- ما هي الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي التي ترتكبها الأسر عموما، لا سيما في رمضان، وما هي أسباب ذلك ؟في اعتقادي، الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي والاستهلاكي يرتكبها الناس على مدار العام ، لكنها تكون بارزة أكثر في شهر رمضان.الخطأ الأساسي والأول هو أن الناس لا يعرفون أولوياتهم ، بمعنى أنه عندما تسعى إلى تلبية شيء ما وتدفع ثمن سلعة أو بضاعة أو خدمة ، هل تتساءل ما إذا كانت الأسرة تحتاج بالفعل لذلك ، هل هي ضمن أولوياتك أم ليست كذلك؟هناك ثلاث مراتب من الأولويات في الحياة ، وهي الضروريات، والحاجيات والكماليات بالتعبير المعاصر أو التحسينيات بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات .كثير من الناس لا يميزون بين ما هو ضروري وما هو حاجي وما هو كمالي ، وعندما نراجع الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ، وهذا من خلال التجربة الشخصية أيضا، نجد عددا كبيرا من الحالات ، خاصة عندما يكون ثمة اختلاف في تدبير ميزانية الأسرة، تنصرف إلى الكماليات بعيدا عن التوازن بين ما هو كمالي وما هو حاجي وما هو ضروري .فالضروريات هي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي لا يمكن بأي وجه من الوجوه الاستغناء عنها، بحيث لو فقدت تسبب ذلك في ضرر، أو جعل حياتنا مهددة، إذن فهي كل ما يوفر لنا الحماية ويضمن لنا الحياة.والحاجيات هي في مرتبة أقل، وهي تلك السلع والبضائع والخدمات التي عندما نوفرها ، تجعل حياتنا أسهل وأكثر مرونة مثل السيارة والهاتف، والأجهزة المنزلية كآلات الطبخ والغسيل وغيرها ، لكن عندما نفقد هذه الأشياء لا تتعرض حياتنا للتهديد، قد تصعب حياتنا، نعم، لكن ذلك لا يشكل تهديدا مباشرا لحياتنا .أما الكماليات فهي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي ندفع لأجلها أموالنا مقابل تحقيق الرفاهية والتوسع على النفس والأهل والأبناء والشعور براحة أكثر.إذن فالترشيد الأمثل أو الترشيد المقنن هو الذي يمكننا من تلبية كل هذه الاحتياجات، بشكل متوازن ومعقول يراعى فيه الدخل المتاح.الخطأ الثاني: الإنفاق دون مراعاة للقدرة الشرائية للأسرة وبما يتجاوز طاقتها المالية، فتدخل جراء ذلك في متاهة الديون.الخطأ الثالث : عدم التفريق بين الحاجة والرغبة، وبالتالي فإنني أنصح كل شخص يريد اقتناء شيء أن يسأل نفسه، هل هناك حاجة حقيقية لهذا الشيء أم هي مجرد رغبة، وهو ما يعبر عنه في كثير من الأحيان بعبارة ” عجباتني” أي راقت لي أو ما شابه، وبالتالي فالشخص الذي يجعل الرغبات تتحكم على حساب الحاجات عادة ما يقع في مشاكل.هذه الأخطاء الأساسية التي يقع فيها عموم الناس وبتجاوزها يمكن التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بترشيد الاستهلاك.3 – ماذا عن أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم صعوبة في تلبية ما هو ضروري فضلا عما هو حاجي أو كمالي. ما هو الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء؟بعض الأشخاص الذين لهم دخل بسيط يرتكبون خطأ على مستوى التصور. ولطالما عالجت هذا الخطأ مع المسترشدين من الناس. فبعضهم يقول لدي راتب بقيمة ألفي درهم “هذا هو رزقي”، فأقول لهم هذا جزء من الرزق. الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن ذلك المبلغ من المال الذي يناله الفرد مقابل عمله يعتبره مبلغ سعيه وكل رزقه ، وبالتالي يكف عن الطلب والسعي، ويدخل في مرحلة من الاعتماد، فيكتفي بذلك الدخل ويعيش في الضيق، وهكذا يقع ضحية عدد كبير من العادات السلبية، إما القروض، أو إخلاف العهود مع الناس وعدم الوفاء بأداء ما عليه من دين. إذن هو مشكل اعتقادي وتصوري، وبالتالي البديل عن هذا التصور ، أن يعتبر الفرد أن هذا الدخل هو جزء من رزقه ، وأن يسعى أكثر لكسب مزيد من المال، وأن يبحث ويفكر فيما يمكن أن يقوم به أو يتعلمه لتحسين وضعه المالي، وهو ما أعبر عنه تحديدا ب”تحرير الإرادة”.فعندما نساعد الناس على تحرير إرادتهم، فإنهم ينطلقون، ويبدعون، وينتجون ويجتهدون من أجل كسب المزيد من المال وهذا واقع عدد من النساء والرجال الذين استطاعوا فعلا أن يغيروا وجه حياتهم، وذلك فقط من خلال تصحيح فكرتهم حول الرزق، فراحوا يبذلون أشكالا من الجهود ويقومون بأنواع من الأنشطة التي أدرت عليهم دخلا محترما ، وغيرت حياتهم تماما من الفقر إلى الغنى وأحيانا إلى الثراء.4 – ما هي العادات الاستهلاكية الخاطئة التي يرتكبها الناس في رمضان، وما هي توصياتكم بهذا الخصوص؟من العادات السيئة التي يمارسها الناس في رمضان ، والتي لا تخلو من البعد النفسي، هو تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل رمضان، والتسابق والمفاخرة بتوفير أنواع كثيرة من المأكولات والأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل بما يفوق الحاجة وينحو نحو الإسراف والتبذير، وهذا يضر بموازنات الأسر وبصحتهم أيضا.ثم أحب أن أذكر أن شهر رمضان هو عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك مدتها شهر كامل، نستطيع أن نستفيد من فضائله إذا تعاملنا معه على أنه فترة أو موسم للتدرب على حسن التدبير وترشيد الاستهلاك، وهنا سوف نذكر مجموعة من القواعد .القاعدة الأولى: رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الروحانيات، وهذه مسألة أساسية جدا تجعل الفرق شاسعا بين من يتعامل مع رمضان على أنه موسم روحي، وبين من يتعامل معه على أنه موسم لتنويع الطعام والشراب، فهذا الفرق في التصور ينعكس على مستوى تدبير وترشيد النفقات ، لذلك من الأشياء التي أؤكد عليها دائما هي أن رمضان فرصة للاقتصاد وليس لإنفاق المزيد من المال، فمثلا عوض استهلاك ثلاث أو أربع وجبات، نقتصر على وجبتين في شهر رمضان ، وإن كان لابد من ثلاث وجبات فلتكن وجبة العشاء خفيفة، فاكهة أو ما شابه ، فالصوم يقتضي التقليل من الطعام وفق أطباء وأخصائيي التغذية، لأنه لا معنى أن نمنع الطعام على الجسد طيلة ساعات طويلة من اليوم ثم فجأة وخلال ساعات قليلة، نقوم بعملية هجوم على المعدة وعلى الذات بكميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز ، هذا طبعا يرهق الجسم ويعرضه للكثير من المخاطر الصحية ، ولذلك تشهد المستشفيات والعيادات الطبية بعد رمضان توافد كثير من المرضى بسبب أخطاء في الاستهلاك.القاعدة الثانية: هو التخلص من العادات السيئة في التعامل مع الزمن والغذاء ، حيث إن بعض الناس يعكسون أوقاتهم، فينامون بالنهار ويسهرون بالليل، هذا الاختلال في التعامل مع الزمن ينتج عنه زيادة في الاستهلاك، لأن الناس عندما يسهرون يأكلون ويستهلكون كميات أكبر من الطعام والشراب، وهذا الأمر تعززه عادات عند بعض الأسر في التزاور والسمر والسهر إلى حدود الفجر وما يرافق ذلك من استغلال أكبر لموارد أخرى كالكهرباء والانترنيت والتعبئة..، كل ذلك يساهم في إلحاق الضرر بميزانية الأسرة. بينما عندما تنام الليل تماما كالعادة وتقضي النهار في العمل والمثابرة، فإن هذا يقلل من فرصة تناول كميات زائدة من الطعام ويوفر الطاقة أيضا.القاعدة الثالثة : وتتعلق بالغذاء، وهي أن نفكر بشكل جدي كيف نجعل من الإفطار وجبة للتغذية أي أن تحتوي على سعرات حرارية كافية لتعويض الجسم عما فقده من الطاقة خلال فترة صيامه بالنهار بشكل يضمن استعادة الجسم لحيويته، وطاقته دون تبذير. كثير من الطعام نتناوله بكميات كبيرة ولا يعطي الجسم ما يحتاجه حقيقة من الطاقة، بينما هناك طعام خفيف وأيضا في متناول الناس ويعطي الجسم طاقة هائلة وهذا مجال يتحدث فيه المتخصصون في التغذية، وله علاقة مباشرة بترشيد الاستهلاك، لأن الطعام المغذي عموما في متناول الجميع، وبأسعار مقبولة جدا.وأنصح في هذا الإطار باتخاذ خطوات عملية كالتالي :– إجعل من هذا الشهر فرصة استثنائية مقارنة بباقي أشهر السنة، وبرمضانات السنوات التي مضت، بمعنى آخر، ارفع تحديا في شهر رمضان الحالي واجعل له ميزانية معينة، إما في حدود ميزانية الشهور الماضية، وهذا هو أقل تقدير، وإلا فالأصل أن يكون استهلاكك في شهر رمضان أقل منه في بقية شهور السنة، وحتى نجمع بين الاقتراحين ، اجعل له ميزانية أقل وذلك الفرق اجعله احتياطا تلجأ إليه عند الحاجة او عند حدوث طارئ .– حاول أن تحافظ على الليل فرصة للراحة والنوم وجزء منه للقيام والتعبد، واجعل النهار للسعي والعمل. بهذه الطريقة، سوف تحافظ على توازن إيقاع برنامجك اليومي، وتقلل تماما من الاستهلاك الزائد ليلا وتوفر الطعام والطاقة.5 – ما هي ثمار الاستهلاك الرشيد وتجلياته في حياة المستهلك ؟تخيل أنك قد قمت بكل الخطوات الآنفة الذكر، وعزمت أن تجعل من رمضان هذا العام ، رمضانا استثنائيا، وأنك سوف تستهلك فيه أقل مما كنت تفعل خلال أشهر السنة، ستحصد بذلك مجموعة من الثمار وعلى رأسها:– المحافظة على إيقاعك خلال العام، وهذا مهم جدا ، لأنك لن ترهق جسدك ولن تستنزف قدرا هائلا من طاقتك، بسبب السهر وتناول كميات كبيرة من الطعام ، فذلك من شأنه أن يؤثر على صحتك وعلى إنتاجيتك.– توفير قدر من المال، مقارنة ببقية شهور السنة– الحفاظ على الموارد من الهدر والتبذير– اكتساب عادات إيجابية فيما يتعلق بالإنفاق والتدبير ، لأن رمضان هو فعلا مدرسة للتدرب على التدبير وترشيد الاستهلاك، وبالتالي سوف تخرج منه وقد تعلمت دروسا كثيرة في ترشيد الاستهلاك ، وفي معرفة ما هو ضروري وما هو حاجي وماهو كمالي ، وسوف تكتسب عادات جديدة في التعامل مع أولوياتك في الحياة، سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو الملبس …كلها أشياء ستعود بالفائدة عليك وعلى أفراد أسرتك جميعا، هذه بعض الثمرات وإلا فالكثيرون سوف يكتشفون ثمارا لم أذكرها بحسب نوعية تجربتهم وبحسب نوعية الحياة التي يعيشونها وأيضا بحسب حجم الأخطاء التي يرتكبونها ، وهكذا فخوضك لهذه التجربة وهذا التحدي ، سيجعلك تتبنى سياسة ترشيدية لكل ما تستهلك من موارد مختلفة ، وتكتسب أساليب وطرقا جديدة في الترشيد والاستهلاك تكون نافعة وذات جدوى ليس فقط خلال شهر رمضان، بل في جميع شهور السنة .



اقرأ أيضاً
رسميا.. شركة “Xlinks” تسحب مشروع الكابل البحري بين المغرب وإنجلترا
سحبت شركة "Xlinks" رسميًا طلبها للحصول على تراخيص مشروع الطاقة المتجددة الذي تبلغ قيمته 25 مليار جنيه إسترليني ، والذي يهدف إلى توفير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من المغرب إلى المملكة المتحدة عبر كابل بحري بطول 4000 كيلومتر. وفي مراسلة موجهة إلى مفتشية التخطيط في المملكة المتحدة في الأول من يوليوز، ذكرت الشركة أنها "تسحب رسميًا الطلب المقدم في نونبر 2024، والذي تم قبوله للنظر فيه في دجنبر 2024". ويأتي هذا القرار عقب إعلانٍ صدر مؤخرًا عن وزارة أمن الطاقة في المملكة المتحدة (DESNZ)، والتي أشارت فيه إلى أنها لم تعد تدرس آلية عقود الفروقات (CfD) المُتفاوض عليها للمشروع. وكانت هذه الآلية ستضمن حدًا أدنى لسعر الكهرباء المستوردة عبر الكابل بين المغرب والمملكة المتحدة . وأوضحت شركة إكسلينكس أنه في ظل التغييرات الحالية، لا ترى الشركة إمكانية لمواصلة المراجعة في هذه المرحلة. وفي الأسبوع الماضي، أعرب رئيس الشركة، ديف لويس، عن دهشته وخيبة أمله العميقة من قرار الحكومة بالتخلي عن المشروع. وتوقعت الشركة هذا التغيير في موقف الحكومة. ففي ماي الماضي، طلبت تعليقًا مؤقتًا لطلبها الحصول على أمر موافقة التطوير (DCO)، وهي خطوة حاسمة لمشاريع البنية التحتية الكبرى، ريثما تتضح إجراءات الحصول على أمر موافقة التطوير. كما أعربت شركة إكسلينكس عن إحباطها بسبب التأخير في الحصول على دعم الحكومة البريطانية وحذرت من أنها قد تنقل المبادرة إلى دولة أخرى. ويهدف مشروع الطاقة المغربي البريطاني إلى توفير 3.6 جيجاواط من الطاقة النظيفة القابلة للتوزيع من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المغرب. وسيُخفّض هذا المشروع انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة بنسبة 10%، ويُخفّض أسعار الكهرباء بالجملة بنسبة 9.3%.
إقتصاد

روسيا تراهن على سواحل المغرب لضمان أمنها الغذائي البحري
أكدت الوكالة الفدرالية الروسية للصيد البحري “روسريبولوفستفو” أن ظروف الصيد في المناطق الاقتصادية الخالصة للمملكة المغربية، إلى جانب الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مواتية بالنسبة لأسطول الصيد الروسي، الذي يمكنه الاعتماد على هذه الظروف الملائمة في المستقبل القريب، حسب ما أفاد به بيان للوكالة الروسية سالفة الذكر. وأكد إيليا شستاكوف، رئيس “روسريبولوفستفو”، خلال اجتماع خُصص لاستعراض النتائج الأولية التي توصل إليها علماء معهد بحوث مصايد الأسماك وعلوم المحيطات في إطار مشروع “البعثة الإفريقية الكبرى”، الذي يهدف إلى دراسة وتقييم مخزونات الموارد البحرية في المناطق الاقتصادية الخالصة لعدة دول إفريقية، أن “جميع الأبحاث والدراسات البحرية تُجرى وفقًا لمنهجيات علمية حديثة ومعترف بها دوليًا”. وتوقع المسؤول الروسي ذاته “استقرار ظروف الصيد بالنسبة للأسطول الروسي في سواحل المغرب وموريتانيا، حيث تم تسجيل تحسن في مخزون سمك ‘الماكريل الأطلسي’، الذي يُعد أحد أكثر الأنواع البحرية طلبًا”، مبرزًا أن “الصيد المشترك للموارد البيولوجية السطحية والقاعية في مناطق غينيا بيساو وجمهورية غينيا قد يُشكّل هو الآخر فرصة مهمة للصيادين الروس”. وأشارت الوكالة الروسية ذاتها إلى استكمال أعمال التقييم والدراسة بشكل كامل داخل المناطق الاقتصادية الخالصة لست دول إفريقية، وهي: المغرب، وموريتانيا، وغينيا بيساو، وجمهورية غينيا، إلى جانب كل من موزمبيق وجمهورية سيراليون، مؤكدة تجميع بيانات فريدة حول بيولوجيا الموارد البيولوجية المائية السطحية والقاعية في هذه المناطق، ما سيمكن من إعداد توصيات للدول الساحلية بهدف تحسين قطاع الصيد البحري وضمان الاستخدام المستدام طويل الأمد للموارد البحرية. ويُعد مشروع “البعثة الإفريقية الكبرى”، الذي أطلقته موسكو لدراسة الموارد البيولوجية المائية في 19 دولة على الساحل الغربي لإفريقيا، والممتد من غشت من العام 2024 إلى غاية سنة 2026، واحدًا من أكبر المشاريع العلمية الدولية التي تُشرف عليها الوكالة الفدرالية للصيد البحري، بقرار صادر عن الحكومة الروسية في يونيو من العام الماضي، وتوجيه من ا عنوان قصير جذاب لكرملين.
إقتصاد

افتتاح خط جوي جديد يربط الصويرة ببرشلونة
حطت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الإسبانية "Vueling"، الخميس بمطار الصويرة موكادور الدولي، إيذانا بافتتاح خط جوي جديد يربط بين برشلونة ومدينة الرياح. وبهذه المناسبة، أقيم حفل داخل المطار بحضور العديد من المسؤولين والفاعلين السياحيين وممثلي شركة الخطوط الجوية، للاحتفال بتدشين هذا الخط الجوي الجديد الذي يؤكد جاذبية مدينة الرياح بالأسواق العالمية للسفر. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد مدير مطار الصويرة موكادور، عبد المنعم أوتول، بتدشين هذا الخط الجوي الذي تؤمنه شركة الطيران " "Vueling" والذي يربط لأول مرة الصويرة بمدينة برشلونة الإسبانية، بمعدل رحلتين في الأسبوع، مبرزا أن هذا الربط الجديد يعد إضافة نوعية إل العرض الجوي للمطار الذي يشهد دينامية متزايدة خلال السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن عدد المسافرين الذين تنقلوا عبر مطار الصويرة سجل خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، ارتفاعا ملحوظا بنسبة 28 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وعلى مستوى الربط الجوي، ذكر أوتول، بأن مطار الصويرة موكادور يرتبط حاليا بحوالي عشر وجهات دولية، معظمها نحو القارة الأوروبية، إلى جانب الخط الجوي الداخلي الذي يربط الصويرة بالعاصمة الرباط، مضيفا أنه من المتوقع أن تعرف حركة النقل الجوي بالمطار نشاطا متزايدا خلال الموسم الصيفي مع إطلاق خطوط جوية جديدة ستربط المطار بكل من مدينتي نانت الفرنسية وإشبيلية الإسبانية. من جانبه، أكد رئيس المجلس الإقليمي للسياحة، رضوان خان، أن هذا الخط الجوي الجديد سيضفي دينامية جديدة على قطاع السياحة الداخلية، منوها بالولوج المباشر للسياح القادمين من إسبانيا وأسواق أوربية أخرى متصلة عبر برشلونة. وأضاف أن افتتاح هذا الخط سيعزز جاذبية وجهة الصويرة ويدعم الجهود المبذولة من قبل الفاعلين المحليين في مجال الترويج السياحي، مشيدا في هذا الصدد، بدعم الشركاء وضمنهم المكتب الوطني المغربي للسياحة والذي "عمل بنشاط على تعزيز الربط الجوي للمدينة وإبرازها بالأسواق العالمية". من جهتهم، عبر العديد من المسافرين عن ارتياحهم بافتتاح هذا الخط الجديد المباشر، مبرزين مساهمة هذا الخط في ربح الوقت وتوفير الراحة للمسافرين. ويندرج هذا الخط الجوي الجديد ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الوصول إلى الصويرة، المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو والتي تواصل تعزيز إشعاعها الدولي.
إقتصاد

صادرات الأفوكادو المغربية تحقق أرقاما قياسية.. وخبير لـكشـ24: الأمن المائي بالمغرب في خطر
في الوقت الذي يتصدر فيه المغرب قائمة مصدري الأفوكادو إلى إسبانيا خلال الربع الأول من عام 2025، محققا مبيعات تجاوزت 72.8 مليون يورو، ومرسخا مكانته كقوة صاعدة في سوق الفواكه ذات القيمة العالية، يطرح سؤال جوهري حول الكلفة البيئية والمائية لهذا النجاح الزراعي والتجاري. فرغم الظرفية الصعبة التي تعيشها البلاد بسبب الجفاف والتراجع الحاد في الموارد المائية، تواصل مساحات إنتاج وتصدير الخضر والفواكه التوسع، مدفوعة بمنطق السوق أكثر من منطق الاستدامة. وفي هذا السياق، صرح الخبير في الموارد المائية محمد بازة لموقع "كشـ24"، قائلا إن الحديث المتكرر عن الجفاف كمبرر لفقر وهشاشة المناطق القروية وتراجع القطيع، لا يتماشى مع واقع الأرقام التي تظهر في المقابل ارتفاعا مهولا في صادرات الخضر والفواكه، وعلى رأسها الأفوكادو. وأوضح بازة أن هذه الصادرات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه تتوسع بشكل مقلق، رغم الأزمة المائية الخانقة التي تعيشها البلاد، واصفا الوضع بأنه كارثة تمس الأمن المائي والسيادة الغذائية. وأضاف المتحدث ذاته أن المساحة المخصصة للأفوكادو ارتفعت بشكل ملحوظ ما بين 2022 و2024، لتصل حسب تقديره إلى نحو 13 ألف هكتار، أغلبها متمركز في حوض سبو المهدد باستنزاف خطير لمياهه الجوفية، في ظل غياب ترشيد الاستغلال، وغياب احترام الحصص أو معدلات التجدد. وحذر بازة من أن جل الإنتاج يتم بمياه جوفية تستعمل بشكل عشوائي، مبرزا أن الحكومة، وخصوصا وزارة الفلاحة، تقدم أرقاما غير دقيقة حين تتحدث عن تصدير 5% فقط من المياه المخصصة للري، دون توضيح الفارق بين المياه الجوفية والسطحية، أو الإطار الزمني الذي يبنى عليه هذا الرقم. وصرح بأن أقرب تفسير لهذه النسبة هو أنها تخص المياه السطحية خلال سنوات الجفاف فقط، فيما الواقع يكشف أن المياه الجوفية المستعملة في الزراعة سنويا تتجاوز 6 مليارات متر مكعب، بينما لا تتجدد منها سوى حوالي 3 مليارات، ما يعني أن المغرب يستهلك ضعف ما يفترض تجديده، في استنزاف سنوي مقلق للثروة المائية الباطنية. وأشار الخبير إلى أن ما بين مليار ومليار ونصف متر مكعب من هذه المياه يتم فقدانها عبر التبخر من الصهاريج غير المغطاة، وفق دراسة أجريت سنة 2024، مما يفاقم من حجم الهدر، في حين يستخدم الباقي (حوالي 5 مليارات) في إنتاج المنتجات الفلاحية. وأضاف بازة، من هذا الرقم، يتم تصدير أكثر من مليار متر مكعب سنويا عبر الخضر والفواكه، أي ما يعادل أكثر من 20% من استهلاك المياه الجوفية المخصصة للزراعة، وهو ما يعتبر استنزافا مباشرا لثروة مائية غير متجددة. وبخصوص المقارنات المتكررة مع إسبانيا، أوضح مصرحنا، أن هذه المقارنات غير واقعية، لأن القانون الإسباني للمياه يطبق بصرامة، حيث يفرض على من يحفر بئرا دون ترخيص غرامات قد تفضي إلى الإفلاس، في حين تراعى بدقة كميات المياه المتجددة، عكس ما يحدث في المغرب، حيث لا يطبّق القانون بالشكل المطلوب، مما يؤدي إلى ضخ مياه تفوق بكثير القدرة الطبيعية على التجدد. وختم بازة تصريحه بالتحذير من أن استمرار هذا النهج في تدبير الموارد المائية يهدد الاستدامة الزراعية والأمن المائي الوطني، ويجعل الفلاحة المروية، كما تمارس حاليا، غير قابلة للاستمرار على المدى المتوسط.
إقتصاد

ابن طاطا وتلميذ مراكش.. العقيد إدريس طاوسي يُسطّر قصة نجاح ملهمة
في قصة تُجسّد الطموح والإرادة، يبرز اسم العقيد إدريس طاوسي كأحد الوجوه البارزة في سلاح البحرية الأمريكية، حيث يشغل منصب نائب القائد العام المكلف بالبوارج والفرقاطات الحربية. واستطاع الطاوسي، وهو ضابط مغربي-أمريكي رفيع، استطاع أن يشق طريقه بثبات في واحد من أعقد الأسلحة في العالم وأكثرها تعقيدًا، ليصبح بذلك قدوة ومصدر فخر للمغاربة داخل الوطن وخارجه. وُلد إدريس طاوسي في مدينة طاطا جنوب المغرب، وتلقى تعليمه في مراكش والرباط، حيث برز بتفوقه في المواد العلمية، خصوصًا الفيزياء واللغة الإنجليزية، ما أهّله لاحقًا للالتحاق بإحدى أرقى المؤسسات العسكرية في العالم: الأكاديمية العسكرية الأمريكية. تميّز طاوسي خلال مسيرته بالانضباط والكفاءة، وارتقى في صفوف البحرية الأمريكية حتى أصبح من أبرز القيادات المغربية في الجيش الأمريكي. يعتبر العقيد طاوسي نموذجاً للإرادة والنجاح، ومصدر إلهام للمغاربة في الداخل والمهجر.  
مجتمع

مجلس جهة فاس يراهن على اتفاقية بـ10 ملايين درهم لمواجهة أزمة الماء
ناقشت لجنة الفلاحة والتنمية القروية التابعة لمجلس جهة فاس ـ مكناس، في اجتماع عقدته يوم أمس الجمعة، تفاصيل اتفاقية لإنجاز مشاريع في مجال الماء، وذلك في سياق تعاني فيه عدد من المناطق القروية بالجهة من صعوبات كبيرة لها علاقة بالتزود بهذه المادة الحيوية. وقال المجلس إن مشروع هذه الاتفاقية التي ستتم المصادقة عليها في دورة يوليوز، يأتي في إطار مواصلة المصادقة على الاتفاقيات التي وُقِعت أمام رئيس الحكومة بطنجة، أثناء تنظيم المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة خلال شهر دجنبر 2024. ويتعلق الأمر باتفاقيات وقعها كل رؤساء جهات المغرب وأعضاء الحكومة المعنيين، تهم تنزيل المشاريع بعدة قطاعات منها قطاع الماء ، حيث تم تسطير برنامج كبير يهدف أساسا إلى تعميم الماء الشروب على جميع المغاربة، وذلك تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية في مجال الماء لتحقيق أهداف الاستراتيجيات والبرامج الوطنية في المجال المذكور خاصة البرنامج الوطني للماء الشروب والسقي 2020-2027. وتشمل هذه الاتفاقية تقوية وتأمين التزود بالماء الصالح للشرب، وبناء عشرات السدود التلية والصغيرة بأقاليم جهة فاس مكناس، ومشاريع تهم الاقتصاد في الماء، وتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب. كما تهم قنوات نقل المياه الصالحة للشرب من محطات تحلية مياه البحر، والتطهير السائل وإعادة استعمال المياه العادمة، ومشاريع الحماية من الفيضانات. وذكر المجلس بأنه سيتم إسناد تنفيذ جل هذه البرامج والمشاريع للشركة الجهوية المتعددة الخدمات بجهة فاس مكناس. ويناهز الغلاف المالي المخصص لهذه الاتفاقية حوالي 10.442مليون درهم ، تساهم فيه الجهة بـ 1455 مليون درهم.
مجتمع

تدريس الأمازيغية..جمعيات تتهم حكومة أخنوش بالتقصير وتلجأ إلى القضاء
اتهمت جمعيات تنشط في مجال الأمازيغية حكومة أخنوش بالتقصير في تنفيذ الالتزامات القانونية المتعلقة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية في المستويين الأولي والابتدائي، وقررت اللجوء إلى القضاء الإداري لمواجهة رئيس الحكومة، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وتجاوز عدد الجمعيات التي انخرطت في هذه المبادرة 15 إطار، تنشط في مختلف مناطق المغرب، وضمنها جمعيات لمدرسي الأمازيغية. ونصت مذكرات جديدة للوزارة الوصية على توجه للتعميم التدريجي للأمازيغية في أفق تحقيق التعميم لموسم 2029/2030. وتشير الجمعيات الأمازيغية المعنية بهذه الخطوة بأن القانون يلزم الوزارة بتعميم تدريس الأمازيغية بالمستويين الأولي والابتدائي داخل أجل أقصاه 26 من شهر شتنبر من سنة 2024، لكنها مددت هذا الأجل إلى غاية سنة 2030. ولجأت هذه الجمعيات إلى توصيات أممية دعت المغرب منذ سنوات، بتكثيف جهود تنفيذ مقتضيات الدستور ومقتضيات القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة ذات الأولوية، والرفع من وتيرة التعميم وزيادة عدد المدرسين.
مجتمع

اختفاء بحارين قبالة الداخلة وعائلاتهم تطالب بتدخل عاجل
تعيش مدينة بوجدور حالة من القلق والترقب، بعد مرور 15 يومًا على اختفاء قارب صيد تقليدي يحمل الرقم “السويدية 1035105”، وعلى متنه بحاران، دون تسجيل أي تواصل أو أثر له منذ إبحاره يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025. وكان القارب قد توجه نحو السواحل الواقعة بين منطقتي امطلان وانترفت قرب مدينة الداخلة، حيث شوهد لآخر مرة، قبل أن ينقطع الاتصال به بشكل كامل. وتشير المعطيات الأولية إلى احتمال تعرض القارب لعطل ميكانيكي وسط منطقة بحرية تعاني من انعدام تغطية الشبكة، مما يصعّب عملية تحديد موقعه. ورغم مرور أكثر من أسبوعين على الحادث، أفادت أسر المفقودين بعدم تسجيل أي تحرك ميداني فعلي من طرف الجهات المختصة، معربة عن استغرابها من تأخر التدخل الرسمي، رغم إبلاغ السلطات منذ أيام. وفي نداء إنساني عاجل، طالبت العائلات بتدخل جوي عبر طائرات استطلاع لتمشيط المنطقة، ودعت البحرية الملكية والصيادين وكل من يمتلك وسائل تدخل بحرية إلى المساهمة في عمليات البحث، قبل فوات الأوان وإنقاذ الأرواح.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور
الأكثر قراءة

إقتصاد

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة