إقتصاد
مجتمع

التدبير المالي في رمضان.. أسئلة لمدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 19 أبريل 2021

ترشيد الاستهلاك والتدبير المالي أمر ضروري سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والأموال من الهدر واستدامة منفعتها ، لكن العديد من الأفراد والأسر يفقدون بوصلتهم في تدبير موازناتهم المالية لافتقارهم إلى مهارة الترشيد، فيقعون جراء ذلك في محاذير الإسراف والتبذير أو في غياهب الديون ودوامتها المتوالية.في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يلقي المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري وجودة الحياة، محمد بنساسي، الضوء على أبرز العادات الخاطئة المتعلقة بالاستهلاك والتدبير المالي لدى الأفراد والأسر، وسبل تصحيحها ، خصوصا في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الاستهلاك وهدر الطعام مقارنة مع باقي شهور السنة.1 – ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟بداية كلمة الاستهلاك أصلها في اللغة من الهلاك، وقد وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى : “أهلكت مالا لبدا” (سورة البلد)، بمعنى أنفقت مالا كثيرا، ومنه اشتقت كلمة الاستهلاك ، والمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة هو الاستخدام المباشر للموارد والسلع والخدمات من أجل إشباع حاجات الإنسان بهدف تحقيق حياة كريمة.وترشيد الاستهلاك هو عملية واعية يتم فيها دفع المال مقابل خدمات وسلع وبضائع، لتلبية احتياجات الفرد أو الأسرة من غذاء ودواء وملبس وغير ذلك ، بشكل متوازن بعيدا عن كل أشكال التبذير والإسراف، وكذلك بعيدا عن كل أشكال الحرمان والبخل. فهو إذن عملية عقلية عاطفية روحية وسلوكية، وبترتيب أنسب هو عملية روحية، عقلية ، عاطفية وسلوكية، أي أن الإنسان يستدعي ذكاءه الروحي والعقلي والعاطفي والجسدي لتلبية احتياجاته الضرورية والحاجية والكمالية له ولأسرته بما يحقق المصلحة الآنية والمصلحة الآتية.2- ما هي الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي التي ترتكبها الأسر عموما، لا سيما في رمضان، وما هي أسباب ذلك ؟في اعتقادي، الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي والاستهلاكي يرتكبها الناس على مدار العام ، لكنها تكون بارزة أكثر في شهر رمضان.الخطأ الأساسي والأول هو أن الناس لا يعرفون أولوياتهم ، بمعنى أنه عندما تسعى إلى تلبية شيء ما وتدفع ثمن سلعة أو بضاعة أو خدمة ، هل تتساءل ما إذا كانت الأسرة تحتاج بالفعل لذلك ، هل هي ضمن أولوياتك أم ليست كذلك؟هناك ثلاث مراتب من الأولويات في الحياة ، وهي الضروريات، والحاجيات والكماليات بالتعبير المعاصر أو التحسينيات بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات .كثير من الناس لا يميزون بين ما هو ضروري وما هو حاجي وما هو كمالي ، وعندما نراجع الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ، وهذا من خلال التجربة الشخصية أيضا، نجد عددا كبيرا من الحالات ، خاصة عندما يكون ثمة اختلاف في تدبير ميزانية الأسرة، تنصرف إلى الكماليات بعيدا عن التوازن بين ما هو كمالي وما هو حاجي وما هو ضروري .فالضروريات هي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي لا يمكن بأي وجه من الوجوه الاستغناء عنها، بحيث لو فقدت تسبب ذلك في ضرر، أو جعل حياتنا مهددة، إذن فهي كل ما يوفر لنا الحماية ويضمن لنا الحياة.والحاجيات هي في مرتبة أقل، وهي تلك السلع والبضائع والخدمات التي عندما نوفرها ، تجعل حياتنا أسهل وأكثر مرونة مثل السيارة والهاتف، والأجهزة المنزلية كآلات الطبخ والغسيل وغيرها ، لكن عندما نفقد هذه الأشياء لا تتعرض حياتنا للتهديد، قد تصعب حياتنا، نعم، لكن ذلك لا يشكل تهديدا مباشرا لحياتنا .أما الكماليات فهي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي ندفع لأجلها أموالنا مقابل تحقيق الرفاهية والتوسع على النفس والأهل والأبناء والشعور براحة أكثر.إذن فالترشيد الأمثل أو الترشيد المقنن هو الذي يمكننا من تلبية كل هذه الاحتياجات، بشكل متوازن ومعقول يراعى فيه الدخل المتاح.الخطأ الثاني: الإنفاق دون مراعاة للقدرة الشرائية للأسرة وبما يتجاوز طاقتها المالية، فتدخل جراء ذلك في متاهة الديون.الخطأ الثالث : عدم التفريق بين الحاجة والرغبة، وبالتالي فإنني أنصح كل شخص يريد اقتناء شيء أن يسأل نفسه، هل هناك حاجة حقيقية لهذا الشيء أم هي مجرد رغبة، وهو ما يعبر عنه في كثير من الأحيان بعبارة ” عجباتني” أي راقت لي أو ما شابه، وبالتالي فالشخص الذي يجعل الرغبات تتحكم على حساب الحاجات عادة ما يقع في مشاكل.هذه الأخطاء الأساسية التي يقع فيها عموم الناس وبتجاوزها يمكن التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بترشيد الاستهلاك.3 – ماذا عن أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم صعوبة في تلبية ما هو ضروري فضلا عما هو حاجي أو كمالي. ما هو الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء؟بعض الأشخاص الذين لهم دخل بسيط يرتكبون خطأ على مستوى التصور. ولطالما عالجت هذا الخطأ مع المسترشدين من الناس. فبعضهم يقول لدي راتب بقيمة ألفي درهم “هذا هو رزقي”، فأقول لهم هذا جزء من الرزق. الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن ذلك المبلغ من المال الذي يناله الفرد مقابل عمله يعتبره مبلغ سعيه وكل رزقه ، وبالتالي يكف عن الطلب والسعي، ويدخل في مرحلة من الاعتماد، فيكتفي بذلك الدخل ويعيش في الضيق، وهكذا يقع ضحية عدد كبير من العادات السلبية، إما القروض، أو إخلاف العهود مع الناس وعدم الوفاء بأداء ما عليه من دين. إذن هو مشكل اعتقادي وتصوري، وبالتالي البديل عن هذا التصور ، أن يعتبر الفرد أن هذا الدخل هو جزء من رزقه ، وأن يسعى أكثر لكسب مزيد من المال، وأن يبحث ويفكر فيما يمكن أن يقوم به أو يتعلمه لتحسين وضعه المالي، وهو ما أعبر عنه تحديدا ب”تحرير الإرادة”.فعندما نساعد الناس على تحرير إرادتهم، فإنهم ينطلقون، ويبدعون، وينتجون ويجتهدون من أجل كسب المزيد من المال وهذا واقع عدد من النساء والرجال الذين استطاعوا فعلا أن يغيروا وجه حياتهم، وذلك فقط من خلال تصحيح فكرتهم حول الرزق، فراحوا يبذلون أشكالا من الجهود ويقومون بأنواع من الأنشطة التي أدرت عليهم دخلا محترما ، وغيرت حياتهم تماما من الفقر إلى الغنى وأحيانا إلى الثراء.4 – ما هي العادات الاستهلاكية الخاطئة التي يرتكبها الناس في رمضان، وما هي توصياتكم بهذا الخصوص؟من العادات السيئة التي يمارسها الناس في رمضان ، والتي لا تخلو من البعد النفسي، هو تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل رمضان، والتسابق والمفاخرة بتوفير أنواع كثيرة من المأكولات والأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل بما يفوق الحاجة وينحو نحو الإسراف والتبذير، وهذا يضر بموازنات الأسر وبصحتهم أيضا.ثم أحب أن أذكر أن شهر رمضان هو عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك مدتها شهر كامل، نستطيع أن نستفيد من فضائله إذا تعاملنا معه على أنه فترة أو موسم للتدرب على حسن التدبير وترشيد الاستهلاك، وهنا سوف نذكر مجموعة من القواعد .القاعدة الأولى: رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الروحانيات، وهذه مسألة أساسية جدا تجعل الفرق شاسعا بين من يتعامل مع رمضان على أنه موسم روحي، وبين من يتعامل معه على أنه موسم لتنويع الطعام والشراب، فهذا الفرق في التصور ينعكس على مستوى تدبير وترشيد النفقات ، لذلك من الأشياء التي أؤكد عليها دائما هي أن رمضان فرصة للاقتصاد وليس لإنفاق المزيد من المال، فمثلا عوض استهلاك ثلاث أو أربع وجبات، نقتصر على وجبتين في شهر رمضان ، وإن كان لابد من ثلاث وجبات فلتكن وجبة العشاء خفيفة، فاكهة أو ما شابه ، فالصوم يقتضي التقليل من الطعام وفق أطباء وأخصائيي التغذية، لأنه لا معنى أن نمنع الطعام على الجسد طيلة ساعات طويلة من اليوم ثم فجأة وخلال ساعات قليلة، نقوم بعملية هجوم على المعدة وعلى الذات بكميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز ، هذا طبعا يرهق الجسم ويعرضه للكثير من المخاطر الصحية ، ولذلك تشهد المستشفيات والعيادات الطبية بعد رمضان توافد كثير من المرضى بسبب أخطاء في الاستهلاك.القاعدة الثانية: هو التخلص من العادات السيئة في التعامل مع الزمن والغذاء ، حيث إن بعض الناس يعكسون أوقاتهم، فينامون بالنهار ويسهرون بالليل، هذا الاختلال في التعامل مع الزمن ينتج عنه زيادة في الاستهلاك، لأن الناس عندما يسهرون يأكلون ويستهلكون كميات أكبر من الطعام والشراب، وهذا الأمر تعززه عادات عند بعض الأسر في التزاور والسمر والسهر إلى حدود الفجر وما يرافق ذلك من استغلال أكبر لموارد أخرى كالكهرباء والانترنيت والتعبئة..، كل ذلك يساهم في إلحاق الضرر بميزانية الأسرة. بينما عندما تنام الليل تماما كالعادة وتقضي النهار في العمل والمثابرة، فإن هذا يقلل من فرصة تناول كميات زائدة من الطعام ويوفر الطاقة أيضا.القاعدة الثالثة : وتتعلق بالغذاء، وهي أن نفكر بشكل جدي كيف نجعل من الإفطار وجبة للتغذية أي أن تحتوي على سعرات حرارية كافية لتعويض الجسم عما فقده من الطاقة خلال فترة صيامه بالنهار بشكل يضمن استعادة الجسم لحيويته، وطاقته دون تبذير. كثير من الطعام نتناوله بكميات كبيرة ولا يعطي الجسم ما يحتاجه حقيقة من الطاقة، بينما هناك طعام خفيف وأيضا في متناول الناس ويعطي الجسم طاقة هائلة وهذا مجال يتحدث فيه المتخصصون في التغذية، وله علاقة مباشرة بترشيد الاستهلاك، لأن الطعام المغذي عموما في متناول الجميع، وبأسعار مقبولة جدا.وأنصح في هذا الإطار باتخاذ خطوات عملية كالتالي :– إجعل من هذا الشهر فرصة استثنائية مقارنة بباقي أشهر السنة، وبرمضانات السنوات التي مضت، بمعنى آخر، ارفع تحديا في شهر رمضان الحالي واجعل له ميزانية معينة، إما في حدود ميزانية الشهور الماضية، وهذا هو أقل تقدير، وإلا فالأصل أن يكون استهلاكك في شهر رمضان أقل منه في بقية شهور السنة، وحتى نجمع بين الاقتراحين ، اجعل له ميزانية أقل وذلك الفرق اجعله احتياطا تلجأ إليه عند الحاجة او عند حدوث طارئ .– حاول أن تحافظ على الليل فرصة للراحة والنوم وجزء منه للقيام والتعبد، واجعل النهار للسعي والعمل. بهذه الطريقة، سوف تحافظ على توازن إيقاع برنامجك اليومي، وتقلل تماما من الاستهلاك الزائد ليلا وتوفر الطعام والطاقة.5 – ما هي ثمار الاستهلاك الرشيد وتجلياته في حياة المستهلك ؟تخيل أنك قد قمت بكل الخطوات الآنفة الذكر، وعزمت أن تجعل من رمضان هذا العام ، رمضانا استثنائيا، وأنك سوف تستهلك فيه أقل مما كنت تفعل خلال أشهر السنة، ستحصد بذلك مجموعة من الثمار وعلى رأسها:– المحافظة على إيقاعك خلال العام، وهذا مهم جدا ، لأنك لن ترهق جسدك ولن تستنزف قدرا هائلا من طاقتك، بسبب السهر وتناول كميات كبيرة من الطعام ، فذلك من شأنه أن يؤثر على صحتك وعلى إنتاجيتك.– توفير قدر من المال، مقارنة ببقية شهور السنة– الحفاظ على الموارد من الهدر والتبذير– اكتساب عادات إيجابية فيما يتعلق بالإنفاق والتدبير ، لأن رمضان هو فعلا مدرسة للتدرب على التدبير وترشيد الاستهلاك، وبالتالي سوف تخرج منه وقد تعلمت دروسا كثيرة في ترشيد الاستهلاك ، وفي معرفة ما هو ضروري وما هو حاجي وماهو كمالي ، وسوف تكتسب عادات جديدة في التعامل مع أولوياتك في الحياة، سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو الملبس …كلها أشياء ستعود بالفائدة عليك وعلى أفراد أسرتك جميعا، هذه بعض الثمرات وإلا فالكثيرون سوف يكتشفون ثمارا لم أذكرها بحسب نوعية تجربتهم وبحسب نوعية الحياة التي يعيشونها وأيضا بحسب حجم الأخطاء التي يرتكبونها ، وهكذا فخوضك لهذه التجربة وهذا التحدي ، سيجعلك تتبنى سياسة ترشيدية لكل ما تستهلك من موارد مختلفة ، وتكتسب أساليب وطرقا جديدة في الترشيد والاستهلاك تكون نافعة وذات جدوى ليس فقط خلال شهر رمضان، بل في جميع شهور السنة .

ترشيد الاستهلاك والتدبير المالي أمر ضروري سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والأموال من الهدر واستدامة منفعتها ، لكن العديد من الأفراد والأسر يفقدون بوصلتهم في تدبير موازناتهم المالية لافتقارهم إلى مهارة الترشيد، فيقعون جراء ذلك في محاذير الإسراف والتبذير أو في غياهب الديون ودوامتها المتوالية.في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يلقي المدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري وجودة الحياة، محمد بنساسي، الضوء على أبرز العادات الخاطئة المتعلقة بالاستهلاك والتدبير المالي لدى الأفراد والأسر، وسبل تصحيحها ، خصوصا في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الاستهلاك وهدر الطعام مقارنة مع باقي شهور السنة.1 – ما هو مفهوم ترشيد الاستهلاك ؟بداية كلمة الاستهلاك أصلها في اللغة من الهلاك، وقد وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى : “أهلكت مالا لبدا” (سورة البلد)، بمعنى أنفقت مالا كثيرا، ومنه اشتقت كلمة الاستهلاك ، والمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة هو الاستخدام المباشر للموارد والسلع والخدمات من أجل إشباع حاجات الإنسان بهدف تحقيق حياة كريمة.وترشيد الاستهلاك هو عملية واعية يتم فيها دفع المال مقابل خدمات وسلع وبضائع، لتلبية احتياجات الفرد أو الأسرة من غذاء ودواء وملبس وغير ذلك ، بشكل متوازن بعيدا عن كل أشكال التبذير والإسراف، وكذلك بعيدا عن كل أشكال الحرمان والبخل. فهو إذن عملية عقلية عاطفية روحية وسلوكية، وبترتيب أنسب هو عملية روحية، عقلية ، عاطفية وسلوكية، أي أن الإنسان يستدعي ذكاءه الروحي والعقلي والعاطفي والجسدي لتلبية احتياجاته الضرورية والحاجية والكمالية له ولأسرته بما يحقق المصلحة الآنية والمصلحة الآتية.2- ما هي الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي التي ترتكبها الأسر عموما، لا سيما في رمضان، وما هي أسباب ذلك ؟في اعتقادي، الأخطاء المتعلقة بالتدبير المالي والاستهلاكي يرتكبها الناس على مدار العام ، لكنها تكون بارزة أكثر في شهر رمضان.الخطأ الأساسي والأول هو أن الناس لا يعرفون أولوياتهم ، بمعنى أنه عندما تسعى إلى تلبية شيء ما وتدفع ثمن سلعة أو بضاعة أو خدمة ، هل تتساءل ما إذا كانت الأسرة تحتاج بالفعل لذلك ، هل هي ضمن أولوياتك أم ليست كذلك؟هناك ثلاث مراتب من الأولويات في الحياة ، وهي الضروريات، والحاجيات والكماليات بالتعبير المعاصر أو التحسينيات بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات .كثير من الناس لا يميزون بين ما هو ضروري وما هو حاجي وما هو كمالي ، وعندما نراجع الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ، وهذا من خلال التجربة الشخصية أيضا، نجد عددا كبيرا من الحالات ، خاصة عندما يكون ثمة اختلاف في تدبير ميزانية الأسرة، تنصرف إلى الكماليات بعيدا عن التوازن بين ما هو كمالي وما هو حاجي وما هو ضروري .فالضروريات هي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي لا يمكن بأي وجه من الوجوه الاستغناء عنها، بحيث لو فقدت تسبب ذلك في ضرر، أو جعل حياتنا مهددة، إذن فهي كل ما يوفر لنا الحماية ويضمن لنا الحياة.والحاجيات هي في مرتبة أقل، وهي تلك السلع والبضائع والخدمات التي عندما نوفرها ، تجعل حياتنا أسهل وأكثر مرونة مثل السيارة والهاتف، والأجهزة المنزلية كآلات الطبخ والغسيل وغيرها ، لكن عندما نفقد هذه الأشياء لا تتعرض حياتنا للتهديد، قد تصعب حياتنا، نعم، لكن ذلك لا يشكل تهديدا مباشرا لحياتنا .أما الكماليات فهي تلك الخدمات والسلع والبضائع التي ندفع لأجلها أموالنا مقابل تحقيق الرفاهية والتوسع على النفس والأهل والأبناء والشعور براحة أكثر.إذن فالترشيد الأمثل أو الترشيد المقنن هو الذي يمكننا من تلبية كل هذه الاحتياجات، بشكل متوازن ومعقول يراعى فيه الدخل المتاح.الخطأ الثاني: الإنفاق دون مراعاة للقدرة الشرائية للأسرة وبما يتجاوز طاقتها المالية، فتدخل جراء ذلك في متاهة الديون.الخطأ الثالث : عدم التفريق بين الحاجة والرغبة، وبالتالي فإنني أنصح كل شخص يريد اقتناء شيء أن يسأل نفسه، هل هناك حاجة حقيقية لهذا الشيء أم هي مجرد رغبة، وهو ما يعبر عنه في كثير من الأحيان بعبارة ” عجباتني” أي راقت لي أو ما شابه، وبالتالي فالشخص الذي يجعل الرغبات تتحكم على حساب الحاجات عادة ما يقع في مشاكل.هذه الأخطاء الأساسية التي يقع فيها عموم الناس وبتجاوزها يمكن التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بترشيد الاستهلاك.3 – ماذا عن أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم صعوبة في تلبية ما هو ضروري فضلا عما هو حاجي أو كمالي. ما هو الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء؟بعض الأشخاص الذين لهم دخل بسيط يرتكبون خطأ على مستوى التصور. ولطالما عالجت هذا الخطأ مع المسترشدين من الناس. فبعضهم يقول لدي راتب بقيمة ألفي درهم “هذا هو رزقي”، فأقول لهم هذا جزء من الرزق. الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن ذلك المبلغ من المال الذي يناله الفرد مقابل عمله يعتبره مبلغ سعيه وكل رزقه ، وبالتالي يكف عن الطلب والسعي، ويدخل في مرحلة من الاعتماد، فيكتفي بذلك الدخل ويعيش في الضيق، وهكذا يقع ضحية عدد كبير من العادات السلبية، إما القروض، أو إخلاف العهود مع الناس وعدم الوفاء بأداء ما عليه من دين. إذن هو مشكل اعتقادي وتصوري، وبالتالي البديل عن هذا التصور ، أن يعتبر الفرد أن هذا الدخل هو جزء من رزقه ، وأن يسعى أكثر لكسب مزيد من المال، وأن يبحث ويفكر فيما يمكن أن يقوم به أو يتعلمه لتحسين وضعه المالي، وهو ما أعبر عنه تحديدا ب”تحرير الإرادة”.فعندما نساعد الناس على تحرير إرادتهم، فإنهم ينطلقون، ويبدعون، وينتجون ويجتهدون من أجل كسب المزيد من المال وهذا واقع عدد من النساء والرجال الذين استطاعوا فعلا أن يغيروا وجه حياتهم، وذلك فقط من خلال تصحيح فكرتهم حول الرزق، فراحوا يبذلون أشكالا من الجهود ويقومون بأنواع من الأنشطة التي أدرت عليهم دخلا محترما ، وغيرت حياتهم تماما من الفقر إلى الغنى وأحيانا إلى الثراء.4 – ما هي العادات الاستهلاكية الخاطئة التي يرتكبها الناس في رمضان، وما هي توصياتكم بهذا الخصوص؟من العادات السيئة التي يمارسها الناس في رمضان ، والتي لا تخلو من البعد النفسي، هو تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل رمضان، والتسابق والمفاخرة بتوفير أنواع كثيرة من المأكولات والأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل بما يفوق الحاجة وينحو نحو الإسراف والتبذير، وهذا يضر بموازنات الأسر وبصحتهم أيضا.ثم أحب أن أذكر أن شهر رمضان هو عبارة عن دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك مدتها شهر كامل، نستطيع أن نستفيد من فضائله إذا تعاملنا معه على أنه فترة أو موسم للتدرب على حسن التدبير وترشيد الاستهلاك، وهنا سوف نذكر مجموعة من القواعد .القاعدة الأولى: رمضان هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الروحانيات، وهذه مسألة أساسية جدا تجعل الفرق شاسعا بين من يتعامل مع رمضان على أنه موسم روحي، وبين من يتعامل معه على أنه موسم لتنويع الطعام والشراب، فهذا الفرق في التصور ينعكس على مستوى تدبير وترشيد النفقات ، لذلك من الأشياء التي أؤكد عليها دائما هي أن رمضان فرصة للاقتصاد وليس لإنفاق المزيد من المال، فمثلا عوض استهلاك ثلاث أو أربع وجبات، نقتصر على وجبتين في شهر رمضان ، وإن كان لابد من ثلاث وجبات فلتكن وجبة العشاء خفيفة، فاكهة أو ما شابه ، فالصوم يقتضي التقليل من الطعام وفق أطباء وأخصائيي التغذية، لأنه لا معنى أن نمنع الطعام على الجسد طيلة ساعات طويلة من اليوم ثم فجأة وخلال ساعات قليلة، نقوم بعملية هجوم على المعدة وعلى الذات بكميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز ، هذا طبعا يرهق الجسم ويعرضه للكثير من المخاطر الصحية ، ولذلك تشهد المستشفيات والعيادات الطبية بعد رمضان توافد كثير من المرضى بسبب أخطاء في الاستهلاك.القاعدة الثانية: هو التخلص من العادات السيئة في التعامل مع الزمن والغذاء ، حيث إن بعض الناس يعكسون أوقاتهم، فينامون بالنهار ويسهرون بالليل، هذا الاختلال في التعامل مع الزمن ينتج عنه زيادة في الاستهلاك، لأن الناس عندما يسهرون يأكلون ويستهلكون كميات أكبر من الطعام والشراب، وهذا الأمر تعززه عادات عند بعض الأسر في التزاور والسمر والسهر إلى حدود الفجر وما يرافق ذلك من استغلال أكبر لموارد أخرى كالكهرباء والانترنيت والتعبئة..، كل ذلك يساهم في إلحاق الضرر بميزانية الأسرة. بينما عندما تنام الليل تماما كالعادة وتقضي النهار في العمل والمثابرة، فإن هذا يقلل من فرصة تناول كميات زائدة من الطعام ويوفر الطاقة أيضا.القاعدة الثالثة : وتتعلق بالغذاء، وهي أن نفكر بشكل جدي كيف نجعل من الإفطار وجبة للتغذية أي أن تحتوي على سعرات حرارية كافية لتعويض الجسم عما فقده من الطاقة خلال فترة صيامه بالنهار بشكل يضمن استعادة الجسم لحيويته، وطاقته دون تبذير. كثير من الطعام نتناوله بكميات كبيرة ولا يعطي الجسم ما يحتاجه حقيقة من الطاقة، بينما هناك طعام خفيف وأيضا في متناول الناس ويعطي الجسم طاقة هائلة وهذا مجال يتحدث فيه المتخصصون في التغذية، وله علاقة مباشرة بترشيد الاستهلاك، لأن الطعام المغذي عموما في متناول الجميع، وبأسعار مقبولة جدا.وأنصح في هذا الإطار باتخاذ خطوات عملية كالتالي :– إجعل من هذا الشهر فرصة استثنائية مقارنة بباقي أشهر السنة، وبرمضانات السنوات التي مضت، بمعنى آخر، ارفع تحديا في شهر رمضان الحالي واجعل له ميزانية معينة، إما في حدود ميزانية الشهور الماضية، وهذا هو أقل تقدير، وإلا فالأصل أن يكون استهلاكك في شهر رمضان أقل منه في بقية شهور السنة، وحتى نجمع بين الاقتراحين ، اجعل له ميزانية أقل وذلك الفرق اجعله احتياطا تلجأ إليه عند الحاجة او عند حدوث طارئ .– حاول أن تحافظ على الليل فرصة للراحة والنوم وجزء منه للقيام والتعبد، واجعل النهار للسعي والعمل. بهذه الطريقة، سوف تحافظ على توازن إيقاع برنامجك اليومي، وتقلل تماما من الاستهلاك الزائد ليلا وتوفر الطعام والطاقة.5 – ما هي ثمار الاستهلاك الرشيد وتجلياته في حياة المستهلك ؟تخيل أنك قد قمت بكل الخطوات الآنفة الذكر، وعزمت أن تجعل من رمضان هذا العام ، رمضانا استثنائيا، وأنك سوف تستهلك فيه أقل مما كنت تفعل خلال أشهر السنة، ستحصد بذلك مجموعة من الثمار وعلى رأسها:– المحافظة على إيقاعك خلال العام، وهذا مهم جدا ، لأنك لن ترهق جسدك ولن تستنزف قدرا هائلا من طاقتك، بسبب السهر وتناول كميات كبيرة من الطعام ، فذلك من شأنه أن يؤثر على صحتك وعلى إنتاجيتك.– توفير قدر من المال، مقارنة ببقية شهور السنة– الحفاظ على الموارد من الهدر والتبذير– اكتساب عادات إيجابية فيما يتعلق بالإنفاق والتدبير ، لأن رمضان هو فعلا مدرسة للتدرب على التدبير وترشيد الاستهلاك، وبالتالي سوف تخرج منه وقد تعلمت دروسا كثيرة في ترشيد الاستهلاك ، وفي معرفة ما هو ضروري وما هو حاجي وماهو كمالي ، وسوف تكتسب عادات جديدة في التعامل مع أولوياتك في الحياة، سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو الملبس …كلها أشياء ستعود بالفائدة عليك وعلى أفراد أسرتك جميعا، هذه بعض الثمرات وإلا فالكثيرون سوف يكتشفون ثمارا لم أذكرها بحسب نوعية تجربتهم وبحسب نوعية الحياة التي يعيشونها وأيضا بحسب حجم الأخطاء التي يرتكبونها ، وهكذا فخوضك لهذه التجربة وهذا التحدي ، سيجعلك تتبنى سياسة ترشيدية لكل ما تستهلك من موارد مختلفة ، وتكتسب أساليب وطرقا جديدة في الترشيد والاستهلاك تكون نافعة وذات جدوى ليس فقط خلال شهر رمضان، بل في جميع شهور السنة .



اقرأ أيضاً
بلحداد لكشـ24: الصحراء المغربية تتحول إلى مركز جذب استراتيجي للاستثمارات العالمية
تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة تطورا لافتا في جاذبيتها الاستثمارية، مدفوعة بالاستقرار السياسي والبنيات التحتية المتقدمة والرؤية الملكية الطموحة لتنمية الصحراء، ومؤخرا، عرفت مدينة العيون زيارة هامة لوفد فرنسي رفيع المستوى، تم خلالها الإعلان عن استثمار ضخم من شأته ان يساهم في تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي صاعد ومحط أنظار شركاء دوليين جدد. وفي هذا السياق، سلط نور الدين بلحداد، أستاذ باحث بمعهد الداراسات الافريقية التابع لجامعة محمد الخامس، خلال تصريح لكش24، الضوء على التداعيات السياسية والاقتصادية للزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية إلى مدينة العيون، والتي أعلن خلالها عن استثمار فرنسي ضخم بقيمة 150 مليون يورو في الأقاليم الجنوبية للمملكة. واعتبر بلحداد أن هذه الزيارة تحمل في طياتها دلالات استراتيجية، وتؤكد أن الرؤية الملكية السامية، التي بنيت على مبادئ التنمية والوحدة الترابية، قد بدأت تجني ثمارها، كما شدد على أن هذه الخطوة تعد محطة مفصلية في مسار التصالح الفرنسي مع التاريخ والجغرافيا. وفي هذا السياق، أشار المتحدث ذاته، إلى أن فرنسا، التي كانت فاعلا أساسيا في رسم حدود المنطقة خلال الحقبة الاستعمارية، تعود اليوم بثقل اقتصادي ملموس لتؤكد أنها باتت على قناعة راسخة بعدم جدوى تجاهل السيادة المغربية على الصحراء، كما اعتبر أن هذا الاستثمار الضخم سيمثل حافزا لباقي الدول الأوروبية والأجنبية من مختلف القارات، للانخراط في دينامية الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، خاصة في ظل الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة. وأضاف بلحداد أن هذه المبادرة الفرنسية تتكامل مع الرؤية الملكية الخاصة بالمبادرة الأطلسية، والتي ترمي إلى تحويل الصحراء المغربية إلى بوابة اقتصادية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار شراكات رابح-رابح تعزز مكانة المغرب كجسر للتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب. وأشار بلحداد، إلى أن حجم الاستثمارات العمومية التي ضخها المغرب في الصحراء على مدى خمسة عقود، إضافة إلى المشاريع المهيكلة والمبادرات الملكية، قد حولت الأقاليم الجنوبية إلى قطب تنموي متكامل يغري رؤوس الأموال الأجنبية بالاستقرار والاستثمار. واعتبر مصرحنا، أن ما يميز هذه الدينامية هو الانخراط الفعلي لأبناء المنطقة في تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية، من خلال المجالس المنتخبة والمؤسسات الدستورية، مما يعكس نضج النموذج الديمقراطي المحلي. وختم بلحداد، تصريحه بالتأكيد على أن هذه الخطوة الفرنسية ستفتح بابا واسعا أمام مبادرات مماثلة من دول أخرى مثل ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، الولايات المتحدة، وبريطانيا، داعيا إلى اعتبار هذا التحول لحظة مفصلية في مسار تأكيد مغربية الصحراء على المستويين السياسي والاقتصادي، ومناسبة لتأكيد وحدة المغرب الترابية والثقة الدولية في مناخه الاستثماري.
إقتصاد

تقرير: المغرب يسعى لجعل وقود الطيران المستدام أصلا صناعيا واستراتيجيا
قال تقرير لمجموعة بوسطن الاستشارية، أن المغرب يسعى لجعل وقود الطيران المستدام أصلا صناعيا واستراتيجيا على المستوى الإقليمي، وذلك بفضل إمكاناته الفريدة في مجال الطاقة ورؤيته الاستراتيجية القادرة على جعله رائدا إقليميا في مجال الطيران النظيف. وبحسب دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية، يهدف المغرب إلى ترسيخ نفسه كلاعب رئيسي في التحول البيئي للنقل الجوي في سياق تسعى فيه صناعة الطيران العالمية بشكل عاجل إلى تقليل البصمة الكربونية، نقلا عن مجلة أتالايار. وأضاف تقرير شركة الاستشارات الأمريكية، أن المغرب مؤهل للعب هذا الدور بالنظر إلى موارده المتجددة والوفيرة، والبنية التحتية المتقدمة للمطارات، والموقع الجغرافي المتميز القريب من أوروبا، بالإضافة إلى التزامه القوي بالهيدروجين الأخضر. ويقول إميل ديتري، المدير العام والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية، "الاستثمار في الوقود المستدام اليوم لن يساهم في إزالة الكربون من النقل الجوي فحسب، بل سيعزز أيضًا سيادة الدولة المغربية في مجال الطاقة، ويدفع النمو الأخضر المستدام، ويولد فرص العمل الماهرة في قطاعي التكنولوجيا والصناعة". ويسلط التقرير الضوء أيضًا على مفارقة مثيرة للقلق، فعلى الرغم من أن 80% من الشركات تقول إنها واثقة من قدرتها على تحقيق أهداف SAF بحلول عام 2030، فإن 14% فقط تعتبر نفسها مستعدة حقًا. وعلاوة على ذلك، فإن الاستثمارات الحالية غير متوازنة، ففي حين يلتزم المطورون والمصنعون، تظل شركات الطيران والمطارات مترددة. ويفتح هذا التفاوت نافذة من الفرص أمام الاقتصادات المرنة والمتطلعة إلى المستقبل . ومن خلال إنشاء نظام بيئي ملائم يرتكز على الحوافز الضريبية والتمويل الأخضر والشراكات الاستراتيجية، يمكن للمغرب أن يضع نفسه كوجهة مفضلة لاستثمارات مرافق الطاقة المستدامة والاستفادة من التأثير الصناعي. ولتحويل هذه الإمكانات إلى ميزة ملموسة، حددت مجموعة بوسطن الاستشارية ثلاثة روافع عمل أساسية : صياغة خارطة طريق مشتركة بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص، على غرار الالتزامات الأوروبية التي تلزم بدمج الوقود المستدام في مصفوفة الطاقة في القطاع؛ إطلاق مشاريع صناعية رائدة، والاستفادة من مراكز الخدمات اللوجستية في البلاد وبالتعاون مع شركاء التكنولوجيا الدوليين؛ وخلق بيئة استثمارية جذابة من خلال آليات مثل تسعير الكربون، وعقود الشراء طويلة الأجل، والوصول المرن إلى التمويل المناخي. على الرغم من أن إنتاج الوقود المستدام، وخاصة تلك الذي يعتمد على الهيدروجين الأخضر والكربون المعالج، لا يزال مكلفًا، فإن اعتماده سيصبح أمرًا لا مفر منه بمرور الوقت. وبهذا المعنى، فإن البلدان التي تتمكن من وضع نفسها في وقت مبكر سوف تحصل على امتيازات مهمة. وخلصت الدراسة إلى أن المغرب، من خلال وضعه كدولة رائدة في إنتاج وتبني الوقود الحيوي المستدام، يمكنه أيضًا تعزيز استقلاليته في مجال الطاقة في قطاع استراتيجي وإبراز صورة حديثة ملتزمة بمستقبل الكوكب.
إقتصاد

بيفركان لـ”كشـ24″: قطاع المقاهي يواجه الإفلاس بسبب غياب قانون منظم
انتقد أحمد بيفركان، المنسق الوطني للجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، بشدة طريقة تدبير ملف استغلال الملك العمومي بالمغرب، محملا المسؤولية في ذلك إلى غياب إطار قانوني واضح ينظم هذا القطاع الحيوي، وتسيب عدد من رؤساء الجماعات الذين يستغلون الصلاحيات الممنوحة لهم لتغذية صناديق جماعاتهم على حساب استقرار المهنيين.وفي تصريح خص به موقع كشـ24، اعتبر بيفركان أن أزمة استغلال الملك العمومي تعكس خللا عميقا في تدبير الشأن المحلي، قائلا إن غياب قانون منظم وواضح يفتح الباب أمام المنتخبين، الذين يفتقدون للخبرة والكفاءة في تدبير الشأن العام، لاتخاذ قرارات تعسفية تمس بشكل مباشر مصالح المهنيين وتدمر القطاع.وأوضح المتحدث ذاته، أن بعض رؤساء الجماعات، عوض العمل على خلق مشاريع تنموية أو البحث عن مستثمرين واستغلال الإمكانات المحلية لتنويع مصادر تمويل الجماعة، يلجؤون إلى الحل الأسهل وهو فرض رسوم مرتفعة على قطاع المقاهي والمطاعم، معتبرا هذا التوجه نوعا من الابتزاز المقنن الذي لا يعقل أن يمارس في دولة المؤسسات. وأشار بيفركان، إلى أن القانون رقم 47.06 يمنح رؤساء الجماعات صلاحيات لإصدار قرارات جبائية دون تسقيف، وهو ما أدى إلى ممارسات عشوائية، مستشهدا بحالة جماعة الهرهورة التي رفعت رسوم استغلال الملك العمومي من 280 درهما إلى 2400 درهم للمتر المربع سنويا، دون تقديم أي وثائق أو تبريرات موضوعية، واصفا هذا القرار بالمجنون الذي لا يستند إلى أي منطق اقتصادي أو اجتماعي.وأضاف المنسق الوطني للجامعة أن هذه الرسوم الباهظة، إضافة إلى الازدواج الضريبي وتعدد الرسوم الجبائية ورفع ضريبة المشروبات إلى 10% من رقم المعاملات، أصبحت تهدد بإفلاس آلاف الوحدات وإغلاق أبوابها، مما سينعكس سلبا على الشغيلة والاقتصاد المحلي.وانتقد بيفركان كذلك تصريحات بعض المسؤولين، وخصوصا نائبة رئيس جماعة أكادير، معتبرا أن تصريحاتها الأخيرة تنم عن احتقار واضح لأرباب المقاهي والمطاعم، الذين يساهمون بشكل كبير في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني. وشدد مصرحنا، على أن الطريقة الحالية في تدبير هذا الملف ستؤدي إلى نتائج كارثية، أولها فقدان الجماعات لموارد مالية مهمة، وثانيها إفلاس مستثمرين وطنيين، وثالثها تفاقم البطالة نتيجة فقدان آلاف مناصب الشغل التي يؤمنها القطاع.وختم بيفركان تصريحه بمناشدة والي الجهة للتدخل من أجل مراجعة هذه القرارات الجائرة، وإعادة الاعتبار للمهنيين الذين يساهمون في تنمية الاقتصاد الوطني، ويوفرون خدمات ومناصب شغل لفئات واسعة من المجتمع، بدل أن يعاملوا كأهداف للجباية العشوائية.
إقتصاد

المغرب يتصدر دول العالم في انخفاض تكلفة تصنيع السيارات
أظهر تقرير حديث صادر عن شركة "أوليفر وايمان" للاستشارات الصناعية أن المغرب يحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث انخفاض تكلفة تصنيع السيارات، إذ لا تتعدى تكلفة اليد العاملة لإنتاج سيارة واحدة حوالي 1000 درهم (ما يعادل 106 دولارات أمريكية). ووفقاً للتقرير، فقد تصدّر المغرب قائمة تضم أكثر من 250 مصنعاً تم تحليلها عالمياً، متقدماً على دول مثل رومانيا (273 دولاراً)، والمكسيك (305 دولارات)، وتركيا (414 دولاراً)، والصين (597 دولاراً).وأشار التقرير إلى أن اليد العاملة تمثل ما بين 65 و70% من إجمالي تكلفة التحويل الصناعي، ما يجعل التحكم فيها عاملاً أساسياً لتحقيق الربحية وتعزيز القدرة التنافسية. ويعود هذا التميز المغربي، حسب التقرير، إلى اجتماع عدة عوامل، من بينها انخفاض الأجور، وارتفاع الإنتاجية، وتحديث البنية التحتية الصناعية، مما جعل من المملكة وجهة بديلة ومفضلة لكبرى شركات صناعة السيارات، لا سيما الفرنسية، التي تواجه تحديات داخلية في بلدانها الأم. وسجل قطاع السيارات في المغرب نمواً ملحوظاً بنسبة 29% في الإنتاج بين عامي 2019 و2024، في وقت شهدت فيه دول أوروبية تراجعاً في هذا المجال. كما أرجع التقرير انخفاض التكلفة أيضاً إلى اعتماد المغرب على نماذج إنتاج بسيطة إلى متوسطة، ما يقلل الحاجة إلى عدد كبير من ساعات العمل الهندسي، ويساهم في تقليص الكلفة النهائية لكل مركبة، دون التأثير على الجودة أو التنافسية.
إقتصاد

مجلس المستشارين يناقش الحوار الاجتماعي والتشغيل ومستجدات أنبوب الغاز نيجيريا المغرب
يرتقب أن يعقد مجلس المستشارين يوم غد الثلاثاء جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، حيث تمت برمجة 12 سؤالا عاديا و12 سؤالا آخر آنيا. وستشهد الجلسة التي أسندت رئاستها لعبد القادر سلامة، النائب الأول للرئيس، مناقشة عدد من المواضيع، ومنها تدبير منازعات الدولة والوقاية منها، ومآل إصلاح المؤسسات والمقاولات العمومية، وإصلاح القطاع غير المهيكل وإدماجه في الدورة الاقتصادية. كما ستناقش موضوع حماية المستهلك وضبط الأسعار في ظل التقلبات الاقتصادية، والسياسة الضريبية والعدالة الجبائية. وفي مجال التشغيل، ستناقش الجلسة آليات وبرامج الحكومة لتنفيذ سياستها في هذا المجال، وذلك إلى جانب قضايا مرتبطة بالحوار الاجتماعي وسير تنفيذ مخرجات اتفاق أبريل 2024 ومستجدات جولة أبريل 2025، والحوار الاجتماعي القطاعي. وفي قطاع الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، من المرتقب أن تناقش الجلسة مستجدات أنبوب الغاز نيجيريا المغرب، والإطار التشريعي في المجال المعدني، وتقييم الاستراتيجية الوطنية الطاقية، وإصلاح المنظومة الطاقية، وتشجيع الاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة.  
مجتمع

محكمة إسبانية تبرئ مغربيًا بعد 15 عامًا من السجن ظلماً دون تعويض أو اعتذار
بعد 34 عامًا من وصوله إلى إسبانيا بحثًا عن مستقبل أفضل، طُويت أخيرًا صفحة مؤلمة من حياة المواطن المغربي أحمد توموهي، البالغ من العمر 74 عامًا، وذلك بعدما ألغت المحكمة العليا الإسبانية، خلال شهر مايو الجاري، إدانته الأخيرة في قضايا اغتصاب لم يرتكبها. ووفقًا لما أوردته صحيفة "فوزبوبولي"، تُعدّ قضية توموهي من أكثر القضايا التي شهدت ظلمًا في تاريخ إسبانيا، فقد انهارت أحلامه بعد ستة أشهر فقط من استقراره في كتالونيا عام 1991، حين تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن بعد اتهامه زورًا في سلسلة من جرائم الاغتصاب، فقط بسبب تشابهه الجسدي مع الجاني الحقيقي، أنطونيو كاربونيل غارسيا، الذي تم توقيفه لاحقًا. وقضى توموهي 15 عامًا خلف القضبان، تلتها 3 سنوات تحت الإفراج المشروط، رغم أن الأدلة الجنائية — خاصة تحليل الحمض النووي — كانت تُثبت براءته منذ البداية، إلا أن المحكمة الإقليمية في برشلونة تجاهلت هذا الدليل الحاسم، واعتمدت في إدانته على تعرف بعض الضحايا عليه أثناء عرض للتعرف، وهو ما اعتُبر لاحقًا غير كافٍ. ورغم إلغاء الإدانة وتأكيد براءته، لم تتلقَّ عائلته أي اعتذار رسمي أو تعويض من السلطات الإسبانية عن الظلم الذي تعرض له، وقد سلط الصحفي براوليو غارسيا جيان الضوء على هذه المأساة في كتابه "العدالة الشعرية: رجلان أدينا زورًا في بلد دون كيخوتي"، والذي وثّق فيه أيضًا قصة عبد الرزاق منيب، الذي اتُهم ظلمًا في القضية ذاتها وتوفي في السجن عام 2000. وكان لتحقيق غارسيا جيان دورٌ حاسم في إعادة فتح القضية، إذ التقى بتوموهي داخل السجن عام 2006 وبدأ رحلة طويلة لكشف زيف الأدلة. ووصف معاناة توموهي في السجن بأنها مزيج من الصبر واليأس، في ظل سنوات من الألم عاشها بريئًا خلف القضبان.
مجتمع

وزير في حكومة أخنوش يحمل المسؤولية للعمدة السابق في فاجعة انهيار بناية بفاس
حمل كاتب الدولة في الإسكان، المسؤولية في حادث الانهيار الذي حدث منتصف الأسبوع الماضي بمدينة فاس، لرئيس المجلس الجماعي السابق، ورئيس مجلس مقاطعة المرينيين. وقال الوزير أديب بن ابراهيم، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، إنه لم يتم إخلاء الأسر التي كانت تقطن بهذه البناية رغم صدور قرار إفراغ منذ سنة 2018. وخلف الحادث الذي وقع في الحي الحسني 10 وفيات، وست إصابات. وذكرت الوزيرة المنصوري إن عددا من الأسر التي كانت تقطن في هذه البناية قررت الإفراغ، في حين رفضت حوالي خمس أسر تنفيذ القرار. واعتبر كاتب الدولة في الإسكان بأن رئيس الجماعة ورئيس المقاطعة كان عليهما أن يتابعا تنفيذ قرار الإفراغ، طبقا للقانون. وكان ادرس الأزمي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، رئيسا للمجلس الجماعي في تلك الفترة، في حين كان عز الدين الشيخ، وهو من نفس الحزب، يترأس مجلس مقاطعة المرينيين. ومن جانبه، حمل حزب العدالة والتنمية المسؤولية للجهات المعنية بملف الدور الآيلة للسقوط، ودعاها إلى ضرورة إيجاد الحلول الناجعة لهذه المعضلة، بدل الحلول الترقيعية والمعقدة التي أثبتت عدم جدواها، بحسب تعبيره. وذكر أن الورش المفتوح لتأهيل مدينة فاس لاستضافة مختلف التظاهرات القارية والدولية لا يمكن أن يكتمل دون جعل ملف الدور الآيلة للسقوط من الأولويات. ودعا، في السياق ذاته، المجالس الترابية المعنية إلى عقد دورات استثنائية بحضور الإدارات والمؤسسات المعنية بملف التعمير، قصد اتخاذ المتعين، تفاديا لحدوث كوارث أخرى.
مجتمع

مندوبية السجون ترد على “مزاعم كاذبة” في قضية إخراج السجناء لزيارة أقاربهم
 أكدت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، اليوم الاثنين، أن إخراج السجناء لزيارة أقاربهم المرضى أو لحضور مراسم دفن أقاربهم المتوفين هو اختصاص حصري لها. وردت المندوبية، في بيان توضيحي، على “الادعاءات” الواردة في شريط فيديو لأحد السجناء السابقين على موقع “Youtube”، والتي يدعي فيها المعني بالأمر أنه “لا علاقة للمندوبية العامة بعملية إخراج السجين (ن.ز) لزيارة والده المريض بالمستشفى” وأن “جهات أخرى هي من اتخذت هذا القرار”. وقالت إن إخراج السجناء لزيارة أقاربهم المرضى أو لحضور مراسم دفن أقاربهم المتوفين هو اختصاص حصري للمندوبية العامة حسب ما جاء في المادة 218 من القانون 10.23 المتعلق بتنظيم وتدبير المؤسسات السجنية، مع ضرورة موافقة السلطات القضائية المختصة في حال تعلق الأمر بسجين احتياطي”. وذكرت في البيان أن رخص الخروج الاستثنائية هاته تندرج في إطار التعامل الإنساني مع النزلاء، وحفاظا على روابطهم الأسرية والاجتماعية، مشيرا إلى أنه “على سبيل المثال، ففي سنة 2023 استفاد 8 نزلاء من رخص لزيارة ذويهم المرضى سواء بالمنزل أو بالمستشفيات العمومية والمصحات الخاصة، كما استفاد 20 نزيلا من رخص لحضور مراسم الدفن الخاصة بذويهم المتوفين”. وفي ما يتعلق بالسجين (ن.ز) موضوع شريط الفيديو، أشارت المندوبية العامة إلى أنه سبق له أن استفاد من رخصتين استثنائيتين للخروج من السجن، حيث استفاد بتاريخ 30 يونيو 2021 من رخصة خروج لزيارة والده المريض بإحدى المصحات الخاصة بمدينة طنجة، كما تم نقله بتاريخ 14 يناير 2024 إلى مدينة الحسيمة لزيارة جدته الموجودة بإحدى المصحات الخاصة بالمدينة. وفي نفس السياق، أكدت المندوبية أن الاستفادة من رخص الخروج الاستثنائية ممكنة لكافة نزلاء المؤسسات السجنية، بمن فيهم المعتقلون على ذمة القضايا الخاصة، والذين سبق للعديد منهم الاستفادة من رخص مماثلة.  
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور
الأكثر قراءة

إقتصاد

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 13 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة