إقتصاد

التجارة الإلكترونية بالمغرب تخرج مرفوعة الرأس من جائحة كورونا


كشـ24 نشر في: 6 مارس 2021

خرجت التجارة الالكترونية في المغرب مرفوعة الرأس من جائحة كورونا، بل عززت من انتشارها وأصبحت جزءا لا يتجزأ من المشهد الاقتصادي للمملكة، مستفيدة من بقاء الملايين في المنازل خلال الموجة الأولى من الوباء، وتطبيق الإجراءات الاحترازية.واستغل عدد من الشباب فترة الحجر الصحي، لإنشاء متاجر الكترونية وبيع كل ما قد يحتاجه الزبائن في منازلهم، دون أن تطأ أقدامهم محلا للملابس أو متجرا للبقالة. وبكبسة زر أضحى العديد من المغاربة يقبلون على الشراء عبر الإنترنت، ويثقون في الأداء على مواقع التجارة الإلكترونية.واستفاد المهدي، وهو شاب في ربيعه السادس والعشرين، من الحجر الصحي لتحقيق أرباح كبيرة من متجره الإلكتروني. فبدءًا من البقالة وحتى لوازم المطبخ، يبيع هذا الشاب، الذي يقطن بمدينة الرباط، كل ما يخطر على البال، بما في ذلك أدوات صغيرة، قد لا تلاحظ وجودها في البيت، لكنه يجني ربحا مهما منها.بدأ التجارة على الإنترنت منذ أربع سنوات، لكنه لاحظ أن الطلبيات ارتفعت كثيرا خلال الحجر الصحي، إذ تضاعف عدد الزيارات لمتجره، وصار يبيع حوالى ثلاثة أضعاف المنتجات. وهذا النمو دفع المهدي إلى توسيع نشاطه والتعاقد مع شريكين، واحد في التوزيع وآخر في التعامل مع الزبائن.وقال الشاب في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، "لقد بلغت ثروتي الآن حوالى مليوني درهم (200 ألف دولار)، جنيتها من التجارة الإلكترونية. لم أشتر سيارة أو منزلا كما يفعل الكثيرون. سأستثمر هذه الأموال للانتقال إلى إسبانيا حيث سأواصل دراستي العليا. لقد أديت واجبات التسجيل لإحدى الجامعات، وسأستمر في نفس الوقت في ممارسة عملي الذي أحبه، التجارة الالكترونية".مثال ناجح آخر يقودنا إلى أكادير جنوبي المغرب.. حنان، شابة في بداية الثلاثينيات من عمرها، تشتغل مهندسة للمعلومات بإحدى الشركات. وجدت ضالتها في التجارة الالكترونية، تبيع الملابس النسائية والأكسسوارات، وأصبحت تحقق دخلا محترما إلى جانب راتبها الشهري.وقالت في حديث لسكاي نيوز عربية: "في البداية كان الأمر صعبا بعض الشيء، لأنني كنت لا أعرف من أين أشتري السلع بالجملة. أما الآن فقد أصبحت لدي قائمة من الباعة الذين أتعامل معهم وأصبحوا يثقون بي. بعضهم أصبح يعطيني السلعة بلا مقابل، ولا أؤدي ثمنها إلا بعد بيعها".وبشأن تسويق منتجاتها على الإنترنت، أكدت حنان، أنها اشتركت في دروس "أونلاين" لتعلم إطلاق الحملات الإعلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما أصبحت تتقنه بعد شهور من الممارسة.واسترسلت قائلة: "مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام تتيح لي استهداف شريحة واسعة من الزبائن والحصول على مبيعات جديدة. وقد تمكنت الآن بفضل الإعلانات، من الوصول إلى عدد مهم من الفتيات والنساء المهتمات بالمنتجات التي أعرضها، وأصبح البيع أسهل بالنسبة لي، بفضل قاعدة الزبائن التي أتوفر عليها. فالهدف الأول بالنسبة لي، هو اكتساب زبائن وفيّات لمتجري الرقمي".وتؤكد حنان أن هدفها تحقيق الحرية المالية، والاعتماد كليا على مداخيلها من التجارة الالكترونية للعيش، دون الحاجة للاشتغال في شركة، وتحمل ضغط الوظيفة.ولاحظ عدد من الخبراء أن تفشي الوباء كان عاملا مسرّعا لتطور مواقع التجارة الإلكترونية في المغرب، إذ أدى الحجر الصحي إلى زيادة إقبال المغاربة عليها، بعدما وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التسوق عبر الإنترنت، لا سيما أن المتاجر أغلقت أبوابها في إطار حالة الطوارئ الصحية التي فرضت على البلاد.وفي هذا السياق الجديد، أصبحت اقتناء سلة الخضار أمرا لا يتطلب سوى بضع نقرات على الهاتف، ليتوصل الزبون بطلبياته، دون تكبد عناء الخروج من المنزل والمخاطرة بدخول المتاجر، وزيادة احتمال الاصابة بالفيروس.الخوف من المرضويفسر الخبير في علم النفس عثمان زيمو، هذا الإقبال على الشراء من الإنترنت، بخوف الناس وقلقهم من المرض. وقال في تصريح لسكاي نيوز عربية: "الخوف دفع الناس إلى الشراء بطريقة اندفاعية، وجعلهم يفضلون القيام بمشترياتهم عن بعد، تجنبا للمرض. وقاموا بإسقاط خوفهم من الفيروس على عاداتهم الشرائية، كما جعلهم يراكمون الطعام والأشياء في بيوتهم قبل الحجر، واستمر الهلع أثناء الحجر، فاستمرت لهفة الناس وتهافتهم للشراء عبر الإنترنت".وأعطى الأستاذ زيمو مثال "ماكينات" قص الشعر التي لقيت إقبالا لافتا خلال فترة الحجر الصحي، فقد فضل عدد كبير من المغاربة قص شعرهم في المنازل، عوض الذهاب إلى الحلاق، "وهذا ما يعني أن هناك تحولا في العادات، جعل الناس أكثر ارتباطا بمنازلهم، وبالتالي أدخلوا عالمهم الخارجي إلى بيوتهم، بما في ذلك العمل والرياضة واقتناء المشتريات".كما انتعشت خلال الفترة نفسها تجارة الحواسيب والهواتف الذكية وباقي الوسائل التكنولوجية وكذلك أدوات الرياضة المنزلية، بعد فرض الاشتغال والدراسة عن بعد، وازداد تصفح مواقع التواصل الاجتماعي التي تتضمن العديد من المواقع والصفحات التجارية، مما ساهم في ارتفاع عمليات البيع والشراء عن بعد.واحتل المغرب المرتبة 95 عالمياً سنة 2020، في مؤشر يصدره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) سنوياً حول التجارة الإلكترونية، مرتقياً بذلك مرتبتين فقط مقارنة مع سنة 2019.وقامت المنظمة ذاتها خلال السنة الجارية بتصنيف 152 دولة عبر العالم في هذا المؤشر بناءً على سعي الدول إلى توفير التجارة الإلكترونية بين المقاولات والمستهلكين.وبهذا الخصوص، قال التهامي القباج، الخبير الاقتصادي والمالي، في تصريح لسكاي نيوز عربية : "أتوقع ازدهارا كبيرا للتجارة الإلكترونية في المغرب، لكن نظام الصرف لا يزال يفتقد للمرونة المطلوبة، حتى تتيسر العمليات التجارية".وأضاف في السياق ذاته: "يجب أيضا تحديث البنيات التحتية الرقمية ونظم الاتصال. لأنه من دونها سيكون طريق تطور التجارة الالكترونية طويلا".وكشفت آخر الإحصاءات أن النصف الأول من 2020 شهد إجراء 6 ملايين عملية عبر بطاقات بنكية مغربية وأجنبية على مواقع تجارية تابعة لمركز النقديات (CMI).وبلغ إجمالي قيمة هذه المعاملات 2.9 مليار درهم، القيمة الإجمالية لهذه العمليات 2.9 مليار درهم (319 مليون دولار).ووفق دراسة لمجموعة سونيرجيا "Sunergia" فإن البطاقات المصرفية المحلية هيمنت على 95.7 في المئة من المعاملات، وتمت 62 في المئة من المعاملات بالدرهم المغربي.كما انتعش الأداء بواسطة البطاقات المصرفية عبر الإنترنت، ليبلغ خلال الربع الأول من 2020 بنسبة 26 في المئة على أساس سنوي، لتصل إلى 130 مليون دولار، بحسب بيانات المركز المغربي للنقديات.ويقول تقرير لشركة "جوميا" المختص في التجارة الإلكترونية، إن مبيعات منتجات البقالة والسلع الأساسية ارتفعت أربعة أضعاف في الربع الأول من 2020 في دول شمال إفريقيا، مثل تونس والمغرب.وحسب إحصاءات بيزنس إنسايدر، تستعد سوق التجارة الإلكترونية لتحقيق قفزة قوية في حجم التعاملات على الصعيد العالمي حتى تصل إلى 5.8 تريليون دولار بحلول عام 2024، مقابل 3.1 تريليون دولار في 2018.المصدر: سكاي نيوز

خرجت التجارة الالكترونية في المغرب مرفوعة الرأس من جائحة كورونا، بل عززت من انتشارها وأصبحت جزءا لا يتجزأ من المشهد الاقتصادي للمملكة، مستفيدة من بقاء الملايين في المنازل خلال الموجة الأولى من الوباء، وتطبيق الإجراءات الاحترازية.واستغل عدد من الشباب فترة الحجر الصحي، لإنشاء متاجر الكترونية وبيع كل ما قد يحتاجه الزبائن في منازلهم، دون أن تطأ أقدامهم محلا للملابس أو متجرا للبقالة. وبكبسة زر أضحى العديد من المغاربة يقبلون على الشراء عبر الإنترنت، ويثقون في الأداء على مواقع التجارة الإلكترونية.واستفاد المهدي، وهو شاب في ربيعه السادس والعشرين، من الحجر الصحي لتحقيق أرباح كبيرة من متجره الإلكتروني. فبدءًا من البقالة وحتى لوازم المطبخ، يبيع هذا الشاب، الذي يقطن بمدينة الرباط، كل ما يخطر على البال، بما في ذلك أدوات صغيرة، قد لا تلاحظ وجودها في البيت، لكنه يجني ربحا مهما منها.بدأ التجارة على الإنترنت منذ أربع سنوات، لكنه لاحظ أن الطلبيات ارتفعت كثيرا خلال الحجر الصحي، إذ تضاعف عدد الزيارات لمتجره، وصار يبيع حوالى ثلاثة أضعاف المنتجات. وهذا النمو دفع المهدي إلى توسيع نشاطه والتعاقد مع شريكين، واحد في التوزيع وآخر في التعامل مع الزبائن.وقال الشاب في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، "لقد بلغت ثروتي الآن حوالى مليوني درهم (200 ألف دولار)، جنيتها من التجارة الإلكترونية. لم أشتر سيارة أو منزلا كما يفعل الكثيرون. سأستثمر هذه الأموال للانتقال إلى إسبانيا حيث سأواصل دراستي العليا. لقد أديت واجبات التسجيل لإحدى الجامعات، وسأستمر في نفس الوقت في ممارسة عملي الذي أحبه، التجارة الالكترونية".مثال ناجح آخر يقودنا إلى أكادير جنوبي المغرب.. حنان، شابة في بداية الثلاثينيات من عمرها، تشتغل مهندسة للمعلومات بإحدى الشركات. وجدت ضالتها في التجارة الالكترونية، تبيع الملابس النسائية والأكسسوارات، وأصبحت تحقق دخلا محترما إلى جانب راتبها الشهري.وقالت في حديث لسكاي نيوز عربية: "في البداية كان الأمر صعبا بعض الشيء، لأنني كنت لا أعرف من أين أشتري السلع بالجملة. أما الآن فقد أصبحت لدي قائمة من الباعة الذين أتعامل معهم وأصبحوا يثقون بي. بعضهم أصبح يعطيني السلعة بلا مقابل، ولا أؤدي ثمنها إلا بعد بيعها".وبشأن تسويق منتجاتها على الإنترنت، أكدت حنان، أنها اشتركت في دروس "أونلاين" لتعلم إطلاق الحملات الإعلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما أصبحت تتقنه بعد شهور من الممارسة.واسترسلت قائلة: "مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام تتيح لي استهداف شريحة واسعة من الزبائن والحصول على مبيعات جديدة. وقد تمكنت الآن بفضل الإعلانات، من الوصول إلى عدد مهم من الفتيات والنساء المهتمات بالمنتجات التي أعرضها، وأصبح البيع أسهل بالنسبة لي، بفضل قاعدة الزبائن التي أتوفر عليها. فالهدف الأول بالنسبة لي، هو اكتساب زبائن وفيّات لمتجري الرقمي".وتؤكد حنان أن هدفها تحقيق الحرية المالية، والاعتماد كليا على مداخيلها من التجارة الالكترونية للعيش، دون الحاجة للاشتغال في شركة، وتحمل ضغط الوظيفة.ولاحظ عدد من الخبراء أن تفشي الوباء كان عاملا مسرّعا لتطور مواقع التجارة الإلكترونية في المغرب، إذ أدى الحجر الصحي إلى زيادة إقبال المغاربة عليها، بعدما وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التسوق عبر الإنترنت، لا سيما أن المتاجر أغلقت أبوابها في إطار حالة الطوارئ الصحية التي فرضت على البلاد.وفي هذا السياق الجديد، أصبحت اقتناء سلة الخضار أمرا لا يتطلب سوى بضع نقرات على الهاتف، ليتوصل الزبون بطلبياته، دون تكبد عناء الخروج من المنزل والمخاطرة بدخول المتاجر، وزيادة احتمال الاصابة بالفيروس.الخوف من المرضويفسر الخبير في علم النفس عثمان زيمو، هذا الإقبال على الشراء من الإنترنت، بخوف الناس وقلقهم من المرض. وقال في تصريح لسكاي نيوز عربية: "الخوف دفع الناس إلى الشراء بطريقة اندفاعية، وجعلهم يفضلون القيام بمشترياتهم عن بعد، تجنبا للمرض. وقاموا بإسقاط خوفهم من الفيروس على عاداتهم الشرائية، كما جعلهم يراكمون الطعام والأشياء في بيوتهم قبل الحجر، واستمر الهلع أثناء الحجر، فاستمرت لهفة الناس وتهافتهم للشراء عبر الإنترنت".وأعطى الأستاذ زيمو مثال "ماكينات" قص الشعر التي لقيت إقبالا لافتا خلال فترة الحجر الصحي، فقد فضل عدد كبير من المغاربة قص شعرهم في المنازل، عوض الذهاب إلى الحلاق، "وهذا ما يعني أن هناك تحولا في العادات، جعل الناس أكثر ارتباطا بمنازلهم، وبالتالي أدخلوا عالمهم الخارجي إلى بيوتهم، بما في ذلك العمل والرياضة واقتناء المشتريات".كما انتعشت خلال الفترة نفسها تجارة الحواسيب والهواتف الذكية وباقي الوسائل التكنولوجية وكذلك أدوات الرياضة المنزلية، بعد فرض الاشتغال والدراسة عن بعد، وازداد تصفح مواقع التواصل الاجتماعي التي تتضمن العديد من المواقع والصفحات التجارية، مما ساهم في ارتفاع عمليات البيع والشراء عن بعد.واحتل المغرب المرتبة 95 عالمياً سنة 2020، في مؤشر يصدره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) سنوياً حول التجارة الإلكترونية، مرتقياً بذلك مرتبتين فقط مقارنة مع سنة 2019.وقامت المنظمة ذاتها خلال السنة الجارية بتصنيف 152 دولة عبر العالم في هذا المؤشر بناءً على سعي الدول إلى توفير التجارة الإلكترونية بين المقاولات والمستهلكين.وبهذا الخصوص، قال التهامي القباج، الخبير الاقتصادي والمالي، في تصريح لسكاي نيوز عربية : "أتوقع ازدهارا كبيرا للتجارة الإلكترونية في المغرب، لكن نظام الصرف لا يزال يفتقد للمرونة المطلوبة، حتى تتيسر العمليات التجارية".وأضاف في السياق ذاته: "يجب أيضا تحديث البنيات التحتية الرقمية ونظم الاتصال. لأنه من دونها سيكون طريق تطور التجارة الالكترونية طويلا".وكشفت آخر الإحصاءات أن النصف الأول من 2020 شهد إجراء 6 ملايين عملية عبر بطاقات بنكية مغربية وأجنبية على مواقع تجارية تابعة لمركز النقديات (CMI).وبلغ إجمالي قيمة هذه المعاملات 2.9 مليار درهم، القيمة الإجمالية لهذه العمليات 2.9 مليار درهم (319 مليون دولار).ووفق دراسة لمجموعة سونيرجيا "Sunergia" فإن البطاقات المصرفية المحلية هيمنت على 95.7 في المئة من المعاملات، وتمت 62 في المئة من المعاملات بالدرهم المغربي.كما انتعش الأداء بواسطة البطاقات المصرفية عبر الإنترنت، ليبلغ خلال الربع الأول من 2020 بنسبة 26 في المئة على أساس سنوي، لتصل إلى 130 مليون دولار، بحسب بيانات المركز المغربي للنقديات.ويقول تقرير لشركة "جوميا" المختص في التجارة الإلكترونية، إن مبيعات منتجات البقالة والسلع الأساسية ارتفعت أربعة أضعاف في الربع الأول من 2020 في دول شمال إفريقيا، مثل تونس والمغرب.وحسب إحصاءات بيزنس إنسايدر، تستعد سوق التجارة الإلكترونية لتحقيق قفزة قوية في حجم التعاملات على الصعيد العالمي حتى تصل إلى 5.8 تريليون دولار بحلول عام 2024، مقابل 3.1 تريليون دولار في 2018.المصدر: سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
تنصيب المديرة العامة الجديدة لصندوق محمد السادس للاستثمار
ترأست نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، يومه الخميس 15 ماي الجاري بالرباط، حفل تنصيب نزهة حياة، التي تفضل الملك محمد السادس، بتعيينها مديرة عامة لصندوق محمد السادس للاستثمار. وقد حضر هذا الحفل كذلك محمد بنشعبون، المدير العام السابق للصندوق إلى جانب بعض أعضاء الحكومة، وهم رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة ونزار بركة، وزير التجهيز والماء وفاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني وليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وكريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، وكذا عبد اللطيف زغنون، المدير العام للوكالة الوطنية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاولات العمومية.
إقتصاد

مزور: إزالة الكربون تمر عبر تقليص البصمة الطاقية
كشف رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، أمس الأربعاء بالرباط، أن إزالة الكربون، إضافة إلى الجانب الطاقي، تمر أيضا عبر تقليص البصمة غير الطاقية. وأوضح مزور، خلال الجلسة الافتتاحية للنسخة الثانية من منتدى "REACT – Sustainable Industry Forum Meeting: Rethink Carbon Impact"، أن "الأمر يتعلق خصوصا بدورة الموارد، والنجاعة المائية، وترشيد استعمال المواد الأولية، باعتبارها روافع أساسية لتعزيز التنافسية الصناعية". وأبرز أن المغرب يتوفر اليوم، ولأول مرة، على طاقة وفيرة وبأسعار مناسبة، مما يفتح المجال لتحول عميق لا يشمل فقط الصناعة، بل أيضا الأمن الغذائي وتدبير الموارد المائية. وذكر أن "الطلب واضح في الوقت الراهن، فجميع المقاولات الصناعية تبحث عن الولوج إلى طاقة منخفضة الكربون بأقل تكلفة، إلا أن العائق الأساسي يكمن اليوم في قدرة الشبكة على نقل هذه الطاقة، ما يجعل البنية التحتية القيد الأكبر الذي يستدعي تركيز الجهود الاستثمارية". ومن جهة أخرى، أكد الكاتب العام بالنيابة لقطاع الانتقال الطاقي بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، محمد أوحمد، أن إزالة الكربون من القطاع الصناعي تندرج ضمن سياسات الوزارة، بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة، مذكرا بالاتفاقية التي تم توقيعها تحت رئاسة رئيس الحكومة، والتي تجسد الالتزام بتوفير طاقة منخفضة الكربون وبأسعار تنافسية للمقاولات الصناعية. وأكد أوحمد أن الوزارة تحدد عدة روافع كبرى لإنجاح إزالة الكربون في القطاع الصناعي، من بينها توسيع الولوج إلى الطاقات المتجددة عبر الاستثمارات، وتحسين النجاعة الطاقية بهدف تقليص الاستهلاك بنسبة 20 في المائة في أفق 2030، إلى جانب الاعتماد على الغاز الطبيعي كمصدر طاقة مرن يواكب تطور الطاقات المتجددة. وأضاف أن الهيدروجين الأخضر، الذي يتم هيكلته حاليا عبر "عرض المغرب"، مدعو إلى أن يضطلع بدور محوري في إزالة الكربون العميقة للنسيج الصناعي. من جهتها، شددت مؤسسة "REACT" والرئيسة المديرة العامة لـ "H2O Hub"، حكمت الحضري، على أن الانتقال نحو الاستدامة يبنى من خلال الابتكار، إلا أنه يتجذر في الحوار، والثقة، والتعاون، والذكاء الجماعي، وهي كلها روافع أساسية لإيجاد حلول عملية ومشتركة. وقالت أنه في وقت يشهد فيه مسار الانتقال انطلاق عدة مشاريع مهمة وإزالة الكربون عن عدد من القطاعات، يظل التساؤل المطروح هو حول كيفية المضي قدما، وتحويل المزيد من الأفكار إلى أفعال، والحوار إلى حلول، والابتكار إلى أثر ملموس. وجدير بالذكر أن الجلسة عقدت تحت شعار "فتح الطريق: استراتيجيات والتزامات من أجل صناعة خالية من الكربون"، بمشاركة، على الخصوص، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، ورئيس مجلس إدارة القرض الفلاحي للمغرب، محمد فكرات. وقد بادرت "H2O Hub" إلى تنظيم هذا المنتدى، تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليشكل فضاء للحوار والالتزام، يضم مقاولات ومؤسسات وشركات ناشئة وباحثين وفاعلين ماليين للتفكير الجماعي، وتقاسم تجارب ميدانية، وابتكار حلول مستدامة، ودائرية، وتنافسية.
إقتصاد

مستجدات مشروع خط أنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي “نيجيريا-المغرب”
يشهد مشروع خط أنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي، الذي يربط نيجيريا والمغرب عبر العديد من الدول الساحلية في غرب إفريقيا، تطورات مهمة تقربه من حيز التنفيذ. فبعد الإنهاء من إنجاز دراسات الجدوى والدراسات الهندسية الأولية التي مكنت من تحديد المسار الأمثل للأنبوب، تتسارع الخطوات حاليًا نحو المرحلة الحاسمة المتمثلة في اتخاذ القرار الاستثماري النهائي، المتوقع صدوره بحلول نهاية العام الجاري. وتشير آخر المستجدات إلى أن العمل جاري لإحداث "شركة ذات غرض خاص" بين الجانبين المغربي والنيجيري. هذه الخطوة المؤسسية تعتبر حجر الزاوية في تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وستضطلع الشركة الجديدة بمهام الإشراف على مراحل الإنشاء والتشغيل المستقبلي لهذا المشروع الضخم، الذي تقدر كلفته الاستثمارية بنحو 25 مليار دولار. ويعتبر المشروع المذكور، حجر الزاوية في تعزيز التعاون الطاقي بين إفريقيا وأوروبا، حيث سيوفر مصدرًا مستدامًا وموثوقًا للطاقة إلى الأسواق الأوروبية. أما بالنسبة لإفريقيا، سيعزز المشروع من الأمن الطاقي في المنطقة، ويعزز القدرة على تصدير الغاز الطبيعي إلى أسواق جديدة، كما سيساهم في تنمية اقتصادات الدول التي سيمر عبرها الأنبوب، بالإضافة إلى توفير فرص عمل ضخمة في مختلف المجالات المرتبطة بالمشروع.
إقتصاد

المجلس الاقتصادي والاجتماعي: المخطط الأخضر أهمل الاستغلاليات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة
شدد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بأن السياسات العمومية في مجالات التنمية الفلاحية والقروية لم تستهدف بالقدر الكافي والناجع فاعلي الاستغلاليات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة، معتبرا أن الفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة تظل “الحلقة الضعيفة” في المقاربات المعتمدة سواء من حيث الدعم التقني أو التمويل أو المواكبة. وتمثل هذه الاستغلاليات نحو 70 بالمائة من مجموع الاستغلاليات الفلاحية بالمغرب. وقدم المجلس، اليوم الأربعاء بالرباط، مخرجات رأيه حول موضوع “الفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة : من أجل مقاربة أكثر ملاءمة، مبتكرة، دامجة، مستدامة، وذات بعد ترابي”. وأكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، عبد القادر اعمارة، أنه تم إعداد هذا الرأي وفق المقاربة التشاركية المعتمدة من قبل المجلس. وأكد اعمارة أن معطيات مخطط المغرب الأخضر تظهر أن حجم الاستثمارات الموجهة لمشاريع الفلاحة التضامنية، التي يمارسها في الغالب فلاحون عائليون، لم يتجاوز 14.5 مليار درهم، مقابل حوالي 99 مليار درهم خصصت للفلاحة ذات القيمة المضافة العالية. وأوصى المجلس بوضع خطة عمل خاصة بهذا النمط الفلاحي تأخذ في الاعتبار خصوصيات كل مجال ترابي، وينبغي أن تتضمن هذه الخطة إجراءات للدعم يتجاوز نطاقها الأنشطة الفلاحية لتشمل مواصلة تطوير البنيات التحتية الملائمة، وتنويع الأنشطة المدرة للدخل، وتحسين الولوج إلى الخدمات العمومية. كما أوصى بتشجيع الفلاحين العائليين الصغار والمتوسطين على اعتماد ممارسات فلاحية مستدامة، والعمل، مع مراعاة الخصوصيات الفلاحية-الإيكولوجية لكل منطقة، على تطوير زراعات مقاومة للتغيرات المناخية وذات قيمة مضافة عالية واستهلاك منخفض للمياه، وتعزيز انتظام الاستغلاليات الفلاحية العائلية الصغيرة والمتوسطة في إطار تعاونيات ومجموعات ذات نفع اقتصادي وجمعيات، وتهيئة فضاءات رعوية في إطار تعاوني مع الحرص على استغلالها وفق مبدأ التناوب، بما يكفل المحافظة على الموارد النباتية وتجنب الرعي الجائر مع ترصيد التجارب الناجحة في هذا المجال. ودعا، في السياق ذاته، إلى مواصلة وتعزيز دعم الكسابة الصغار والمتوسطين للمحافظة على السلالات المحلية من الماشية في مجالاتها الترابية، وتأطيرهم وتقوية قدراهم في عمليات التهجينِ مع سلالات مستوردة ذاتِ مردودية مرتفعة وملائمة للظروفِ المحلية، وذلك للإسهام بفعالية في إعادة تشكيل القطيع الوطني والارتقاء بجودته، وتعزيز تحويل المنتجات ذات الأصل النباتي والحيواني المتأتية، وكذا تعزيز آلية الاستشارة الفلاحية لفائدةِ الفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة، وتحسين ولوج الفلاحين العائليين الصغار والمتوسطين إلى التمويل، والاعتراف بالوظائف البيئية للفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة وتثمينها.  
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة