وطني

اختتام منتدى ميدايز بتبني إعلان طنجة الداعي إلى إرساء شراكة أوروبية إفريقية على قدم المساواة


كشـ24 نشر في: 12 نوفمبر 2017

اختتمت الدورة العاشرة من المنتدى الدولي ميدايز، مساء السبت بطنجة، بتبني إعلان طنجة الداعي إلى إرساء شراكة أوروبية إفريقية على قدم المساواة، تحترم مبادئ السيادة واستقلال الدول.
 
وأشار إعلان طنجة، الذي توج أربعة أيام من المناقشات المكثفة تحت شعار "من انعدام الثقة إلى التحديات.. عصر الاضطرابات الكبرى"، إلى أن إفريقيا، التي تقدمت بخطى حثيثة لتكون قارة سلمية ومندمجة ومزدهرة وقادرة على تطوير مشاركة وانخراط المواطنين في السياسات العمومية، مستعدة الآن لتحتل مكانتها التي تستحقها في المشهد الدولي.
 
وجاء في البيان الختامي أنه يتعين "ترسيخ الخطى ومواصلة المسير على هذا الطريق، مع الدعم اللامشروط والمساعدة من جانب القارة الأوروبية بشكل يحترم الشراكة المتوازنة والمتجددة".
 
ولهذا الغرض، دعا منتدى ميدايز منظمي قمة الاتحاد الأوروبي – إفريقيا، المرتقب انعقادها يومي 29 و 30 نونبر بأبيدجان، إلى الأخذ بعين الاعتبار صيغة القاهرة، أي مشاركة البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة فقط، بهدف ضمان مبدأ التناغم بين هذا الحوار المتعدد الأطراف والهيئات الدولية المكلفة بالأمن والتنمية.
 
كما دعا إعلان طنجة إلى إصلاح الاتحاد الإفريقي بما يشجع التعاون بين المؤسستين المتعددتي الأطراف، وتمديد مقترحات الرئاسة الرواندية المقبلة للاتحاد الإفريقي من أجل إطار متناسق للاستثمار يكون جذابا للمقاولات الخاصة، وقادرا على توليد مبادرات مؤسساتية قوية، لا سيما حول مواضيع التربية والصحة.
 
وأشارت الوثيقة إلى أهمية وضع سياسات أوروبية متناسقة تجاه إفريقيا، خاصة السياسة التجارية وسياسة التنمية الرامية إلى تقوية المؤسسات العمومية الاجتماعية بالقارة الإفريقية، والشبكات المجتمعية ذات الصلة بالتعليم والصحة والتضامن.
 
كما شددت على ضرورة تمتين التعاون الأمني الذي من شأنه تعزيز الاستعادة الدائمة للسلام بالمناطق التي تشهد أزمات، مبرزة أن هذا "التعاون يتعين أن يساعد مختلف الدول على تحقيق سلام وأمن مستدامين، وإرساء أسس دول قوية، وإقامة مؤسسات مسؤولة، وتشجيع تمكين النساء والشباب".
 
وفي هذا الإطار، أبرز إعلان طنجة ضرورة ضمان تواجد وحدات إفريقية عسكرية برية وجوية وبحرية تحت سلطة الاتحاد الإفريقي بالقارة، بالموازاة مع إحداث قوات سلام تتوفر على قدرات دائمة للوقاية وتدبير النزاعات، فضلا عن الالتزام برؤية مشتركة لإصلاح الهيئات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، ورفع مستوى دور إفريقيا في مختلف المؤسسات الدولية، خاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
 
كما سجل المنتدى ضرورة تحقيق التنمية الشاملة المتمحورة على السكان والمساواة بين النساء والرجال، ودعم مبدأ تعميم التعليم الأساسي بالقارة الإفريقية، والنهوض ببرامج البحث في التعليم العالي، وتشجيع العلوم والابتكار.
 
وعلى الصعيد الاقتصادي، دعا الإعلان إلى الاستفادة الكاملة من الثورة الرقمية القادرة على حفز الابتكار وريادة المقاولة في خدمة اقتصاد أكثر تضامنا، وأن تكون المرافق العمومية أكثر كفاءة، من خلال إطار تشريعي ضريبي جذاب لفائدة المقاولات الفتية المبتكرة، بالإضافة إلى دعم تبني ميثاق حول استثمار الشركات المتعددة الجنسيات بالقارة الإفريقية، يحث على المساءلة وشفافية المساهمات الضريبية بالنسبة لكل بلد.
 
وعلى المستوى الصحي، دعت الوثيقة إلى تعميم التغطية الصحية في أفق عام 2030 من خلال دعم شبكات الجمعيات والاتحادات الإقليمية للمهنيين في قطاع الصحة، وكذا وضع مخطط قاري لتكوين أطر الصحة في أفق وضع نموذج إفريقي في هذا المجال.
 
كما دافع عن إحداث وكالة إفريقية للأدوية تتولى التصديق على مختلف المنتجات الصيدلية بالقارة، ومحاربة التقليد وتطوير سوق للأدوية لمراقبة أسعار الدواء لفائدة المستهلك، بالإضافة إلى دعم مسار بلوغ البلدان الإفريقية إلى تخصيص 15 في المائة من الناتج الداخلي الخام لفائدة القطاع الصحي من خلال شراكة واسعة بين مختلف الفاعلين الخواص.
 
وخلص منتدى ميدايز إلى الإشارة إلى فشل عمليات تدبير تدفق المهاجرين العابرة للحدود بإفريقيا وبين أوروبا وإفريقيا، داعيا إلى التزام أقوى لدعم حركية الأشخاص وإقرار ضمانات لحقوقهم المدنية والسياسية بالدول، مجددا، في هذا الصدد، التأكيد على القيم الكونية. 
 
وفي هذا السياق، دعا المنتدى الاتحاد الأوروبي وإفريقيا إلى محاربة كل أشكال الجريمة المتعلقة بالاتجار في البشر.
 
وناقش منتدى ميدايز، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قضايا متصلة بالتنمية في إفريقيا، على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية، كما ركز على مكانة القارة في العالم وعلاقتها مع القوى الإقليمية بالشمال والجنوب؛ وذلك بمشاركة 150 متدخلا رفيع المستوى وأزيد من 3 آلاف مشارك.

اختتمت الدورة العاشرة من المنتدى الدولي ميدايز، مساء السبت بطنجة، بتبني إعلان طنجة الداعي إلى إرساء شراكة أوروبية إفريقية على قدم المساواة، تحترم مبادئ السيادة واستقلال الدول.
 
وأشار إعلان طنجة، الذي توج أربعة أيام من المناقشات المكثفة تحت شعار "من انعدام الثقة إلى التحديات.. عصر الاضطرابات الكبرى"، إلى أن إفريقيا، التي تقدمت بخطى حثيثة لتكون قارة سلمية ومندمجة ومزدهرة وقادرة على تطوير مشاركة وانخراط المواطنين في السياسات العمومية، مستعدة الآن لتحتل مكانتها التي تستحقها في المشهد الدولي.
 
وجاء في البيان الختامي أنه يتعين "ترسيخ الخطى ومواصلة المسير على هذا الطريق، مع الدعم اللامشروط والمساعدة من جانب القارة الأوروبية بشكل يحترم الشراكة المتوازنة والمتجددة".
 
ولهذا الغرض، دعا منتدى ميدايز منظمي قمة الاتحاد الأوروبي – إفريقيا، المرتقب انعقادها يومي 29 و 30 نونبر بأبيدجان، إلى الأخذ بعين الاعتبار صيغة القاهرة، أي مشاركة البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة فقط، بهدف ضمان مبدأ التناغم بين هذا الحوار المتعدد الأطراف والهيئات الدولية المكلفة بالأمن والتنمية.
 
كما دعا إعلان طنجة إلى إصلاح الاتحاد الإفريقي بما يشجع التعاون بين المؤسستين المتعددتي الأطراف، وتمديد مقترحات الرئاسة الرواندية المقبلة للاتحاد الإفريقي من أجل إطار متناسق للاستثمار يكون جذابا للمقاولات الخاصة، وقادرا على توليد مبادرات مؤسساتية قوية، لا سيما حول مواضيع التربية والصحة.
 
وأشارت الوثيقة إلى أهمية وضع سياسات أوروبية متناسقة تجاه إفريقيا، خاصة السياسة التجارية وسياسة التنمية الرامية إلى تقوية المؤسسات العمومية الاجتماعية بالقارة الإفريقية، والشبكات المجتمعية ذات الصلة بالتعليم والصحة والتضامن.
 
كما شددت على ضرورة تمتين التعاون الأمني الذي من شأنه تعزيز الاستعادة الدائمة للسلام بالمناطق التي تشهد أزمات، مبرزة أن هذا "التعاون يتعين أن يساعد مختلف الدول على تحقيق سلام وأمن مستدامين، وإرساء أسس دول قوية، وإقامة مؤسسات مسؤولة، وتشجيع تمكين النساء والشباب".
 
وفي هذا الإطار، أبرز إعلان طنجة ضرورة ضمان تواجد وحدات إفريقية عسكرية برية وجوية وبحرية تحت سلطة الاتحاد الإفريقي بالقارة، بالموازاة مع إحداث قوات سلام تتوفر على قدرات دائمة للوقاية وتدبير النزاعات، فضلا عن الالتزام برؤية مشتركة لإصلاح الهيئات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، ورفع مستوى دور إفريقيا في مختلف المؤسسات الدولية، خاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
 
كما سجل المنتدى ضرورة تحقيق التنمية الشاملة المتمحورة على السكان والمساواة بين النساء والرجال، ودعم مبدأ تعميم التعليم الأساسي بالقارة الإفريقية، والنهوض ببرامج البحث في التعليم العالي، وتشجيع العلوم والابتكار.
 
وعلى الصعيد الاقتصادي، دعا الإعلان إلى الاستفادة الكاملة من الثورة الرقمية القادرة على حفز الابتكار وريادة المقاولة في خدمة اقتصاد أكثر تضامنا، وأن تكون المرافق العمومية أكثر كفاءة، من خلال إطار تشريعي ضريبي جذاب لفائدة المقاولات الفتية المبتكرة، بالإضافة إلى دعم تبني ميثاق حول استثمار الشركات المتعددة الجنسيات بالقارة الإفريقية، يحث على المساءلة وشفافية المساهمات الضريبية بالنسبة لكل بلد.
 
وعلى المستوى الصحي، دعت الوثيقة إلى تعميم التغطية الصحية في أفق عام 2030 من خلال دعم شبكات الجمعيات والاتحادات الإقليمية للمهنيين في قطاع الصحة، وكذا وضع مخطط قاري لتكوين أطر الصحة في أفق وضع نموذج إفريقي في هذا المجال.
 
كما دافع عن إحداث وكالة إفريقية للأدوية تتولى التصديق على مختلف المنتجات الصيدلية بالقارة، ومحاربة التقليد وتطوير سوق للأدوية لمراقبة أسعار الدواء لفائدة المستهلك، بالإضافة إلى دعم مسار بلوغ البلدان الإفريقية إلى تخصيص 15 في المائة من الناتج الداخلي الخام لفائدة القطاع الصحي من خلال شراكة واسعة بين مختلف الفاعلين الخواص.
 
وخلص منتدى ميدايز إلى الإشارة إلى فشل عمليات تدبير تدفق المهاجرين العابرة للحدود بإفريقيا وبين أوروبا وإفريقيا، داعيا إلى التزام أقوى لدعم حركية الأشخاص وإقرار ضمانات لحقوقهم المدنية والسياسية بالدول، مجددا، في هذا الصدد، التأكيد على القيم الكونية. 
 
وفي هذا السياق، دعا المنتدى الاتحاد الأوروبي وإفريقيا إلى محاربة كل أشكال الجريمة المتعلقة بالاتجار في البشر.
 
وناقش منتدى ميدايز، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قضايا متصلة بالتنمية في إفريقيا، على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية، كما ركز على مكانة القارة في العالم وعلاقتها مع القوى الإقليمية بالشمال والجنوب؛ وذلك بمشاركة 150 متدخلا رفيع المستوى وأزيد من 3 آلاف مشارك.


ملصقات


اقرأ أيضاً
جلالة الملك يراسل رئيس جمهورية جزر القمر
بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى فخامة عثمان غزالي، رئيس جمهورية القمر الاتحادية، بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني. ومما جاء في برقية جلالة الملك "يسرني في غمرة إحياء جمهورية القمر الاتحادية لذكرى عيدها الوطني، أن أتوجه إلى فخامتكم، باسمي الخاص وباسم الشعب المغربي، بأحر التهاني مقرونة بأصدق المتمنيات للشعب القمري الشقيق بمزيد التقدم والازدهار". وأضاف جلالة الملك "ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أجدد تقديري للعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية القمر الاتحادية، مثمنا إرادتنا المشتركة والدائمة لتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات".  
وطني

قناة الرياضية توضح ملابسات نشر اعلان بخريطة المغرب مبتورة
كشفت قناة الرياضية المغربية عن توضيحاتها بشأن بث وصلة إشهارية اثناء بث مباراة افتتاح كاس افريقيا للسيدات مشيرة الى انها صادرة عن الكاف. وحسب توضيح نشر بالصفحة الرسمية للقناة على موقع فيسبوك فإن ‏الوصلة المعنية هي جزء من الإشارة الدولية الرسمية التي تبثها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ضمن التغطية المباشرة لمباريات كأس أمم أفريقيا سيدات، وقناة الرياضية لا تتدخل إطلاقًا في محتوى هذه الإشارة المباشرة باعتبارها مجرد ناقل للبث كما توفره الجهة المنظمة لكل المحطات التي تبث الحدث. ‏وفور رصد هذا الخطأ تضيف قناة الرياضية، قدّمت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم اعتذارًا رسميًا للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة معترفة بمسؤوليتها الكاملة عن هذا الحادث المؤسف، كما تعهدت بتصحيح الوصلة الإشهارية المعنية وضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً.
وطني

إصلاح التقاعد..الحكومة تراهن على “الحوار” ونقابات تشهر ورقة الرفض
تتجه الحكومة لعقد جلسات حوار مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية لإعادة فتح ملف إصلاح أنظمة التقاعد، فيما بدأت الأصوات ترتفع للتعبير عن رفض المساس بمكتسبات الطبقة العاملة وتدعو لما تسميه بإصلاح شامل. نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، جددت رفضها لمشروع قرار دمج الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS) مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، وقالت إنه يتضمن مقتضيات تشكل تهديدا واضحا لمكتسبات فئات واسعة من الموظفين والمستخدمين، ومساسا بمبدأ العدالة في التغطية الصحية، بما يمكن أن يحدثه من تراجع لسلة الخدمات الصحية المقدمة لموظفي القطاع العام، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على المكتسبات التي حققها المنخرطون بتمويل دام لسنوات من جيوب الموظفين. كما رفضت مقاربة الحكومة في تدبير ملف صناديق التقاعد، وعدم موافقتها على إجراءات ميكانيكية تروم الرفع الإجباري لسن التقاعد والزيادة في الاقتطاعات وتخفيض نسبة حساب قيمة المعاشات، واعتبرت ذلك مجرد تأجيل للإشكاليات الهيكلية لصناديق التقاعد لبضع سنوات أخرى، في مقابل المس بالقدرة الشرائية للأجراء وتحميلهم مسؤولية الخلل في حكامة وتوازن الصناديق لم يكونوا طرفا فيهما. وذهبت إلى أن أي إصلاح لأنظمة التقاعد يجب أن يكون في إطار شمولي ومنصف ومستدام، في اتجاه إقرار نظام تقاعد بثنائية قطبية، تشمل جميع المتقاعدين على أساس توحيد الأنظمة في قطبين عام وخاص، إضافة إلى نظامين تكميليين، انسجاما مع مبدأ التضامن الاجتماعي الوارد في الدستور، مع إمكانية إضافة صناديق تكميلية اختيارية. كما طالبت الحكومة باللجوء إلى حلول مبتكرة لإعادة التفكير في مصادر التمويل البديلة لسد العجز الهيكلي في تمويل أنظمة التقاعد، والرفع من مردودية الاستثمارات الخاصة باحتياطاتها واعتماد منهجية صارمة للتقييم والتتبع لضمان استدامة حقوق ومكتسبات المتقاعدين، بدل الاعتماد على الحلول الميكانيكية السهلة، والتي يمكن أن تمس بالاستقرار الاجتماعي. ويرتقب أن تعقد اللجنة الوطنية المكلفة بإصلاح أنظمة التقاعد يوم الخميس 17 يوليوز 2025، بمقر رئاسة الحكومة. ويتضمن العرض الحكومي مقترحات تشمل رفع سن الإحالة على التقاعد، ومراجعة شروط الاستحقاق. وترفض جل النقابات رفع سن التقاعد إلى 64 سنة أو زيادة المساهمات دون توافق اجتماعي شامل، وتؤكد على أنه لا يمكن تحميل الشغيلة تبعات الأخطاء التي ارتكبت في تدبير صناديق التقاعد.
وطني

خبير يكشف لـ”كشـ24″ أبعاد تكوين المغرب لـ200 جندي بوركينابي
في خطوة تعكس عمق الحضور المغربي في منطقة الساحل الإفريقي، أنهى 200 جندي بوركينابي تكوينهم الميداني في مجال القفز المظلي، بدعم وتنسيق ميداني من المغرب، ضمن برنامج عسكري موسع يندرج في إطار التعاون الأمني والدفاعي جنوب-جنوب، الذي تراكم المملكة خبرة طويلة فيه. وفي هذا السياق، اعتبر الأستاذ أحمد نور الدين، الخبير في شؤون الصحراء والعلاقات الدولية، أن هذا التكوين لا يندرج في خانة المبادرات العرضية أو الظرفية، بل يأتي في سياق استراتيجية مغربية شاملة تجاه القارة الإفريقية، تهدف إلى بناء شراكات متقدمة مع الدول الصديقة، ومواجهة التهديدات المشتركة، وفي مقدمتها التهديد الإرهابي المتصاعد. وأوضح نور الدين في تصريحه لموقع كشـ24، أن تكوين 200 جندي مظلي يعني إعداد قوات نخبة في الجيش البوركينابي، وهي وحدات ذات كفاءة عالية، تلعب دورا حاسما في مواجهة الهجمات المسلحة والعمليات الإرهابية، خصوصا في بلد مثل بوركينافاسو، الذي سجل خلال سنة 2023 فقط أزيد من ألفي قتيل بسبب أعمال إرهابية. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هذه الخطوة تسهم في دعم التحالف الثلاثي بين مالي، النيجر وبوركينافاسو، الذي أعلن عنه مؤخرا في إطار كونفدرالية لدول الساحل، تواجه تحديات أمنية وإنسانية واقتصادية جسيمة، في منطقة أصبحت ساحة لتقاطع النفوذ الدولي ومسرحا لعمليات الجماعات المسلحة. وأضاف نور الدين أن التعاون العسكري المغربي في هذه المنطقة يرتبط أيضا بأبعاد جيوسياسية مباشرة، حيث تعد منطقة الساحل عمقا استراتيجيا حيويا للمغرب، سواء على مستوى أمنه القومي أو في ما يتعلق بامتداداته الاقتصادية داخل القارة، وبالتالي فإن تقوية حلفاء الرباط هناك يعد جزءا من معادلة الحماية الاستباقية للمصالح المغربية. وفي تحليله للأبعاد الاستراتيجية الأعمق، شدد الخبير المغربي على أن بناء تحالفات قوية مع جيوش إفريقية وازنة، يعتبر استثمارا بعيد المدى في تهيئة شبكة دفاع إقليمية، قد تكون حاسمة في حالة وقوع نزاع مستقبلي يفرض على المملكة، مشيرا إلى أن الحدود الشاسعة لبعض خصوم المغرب قد تتحول، في مثل هذا السيناريو، إلى نقطة ضعف استراتيجية يمكن استثمارها لصالحه. وختم نور الدين تصريحه بالتأكيد على أن تكوين الضباط الأفارقة في المدارس والأكاديميات العسكرية المغربية ليس جديدا، بل يعود إلى فترة الستينيات، ويشمل إلى اليوم أكثر من ثلاثين دولة إفريقية، في تقليد يعكس رؤية المغرب القائمة على التضامن، وتبادل الخبرات، وتقوية الأمن الجماعي الإفريقي.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 07 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة