انطلقت من مدينة العيون، قلب الصحراء المغربية، أكبر قافلة للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى ساكنة المناطق المتضررة جراء الزلزال. وضمت القافلة أكثر من 50 شاحنة محملة بمختلف المواد الاستهلاكية الأساسية، وذلك إلى جانب الأغطية والأفرشة.

وتجمعت القافلة في ساحة المشور بوسط المدينة، قبل أن تنطلق في موكب كبير يؤكد على  التلاحم الوطني العميق بين مختلف مناطق المغرب، لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.

وانخرطت ساكنة المناطق الجنوبية بشكل واسع في الحملة التضامنية الكبيرة التي انخرطت فيها فعاليات فردية وجمعوية من مختلف الآفاق والمشارب والاهتمامات. كما انخرطت في هذه الحملة فعاليات اقتصادية ومهنية.

المبادرة التي انطلقت من العيون تحت شعار "الله الوطن الملك"، خلفت إشادة واسعة من قبل الفعاليات الجمعوية والإعلامية بالجهوية، والتي اعتبرت بأن الأمر يتعلق برسالة قوية أخرى تؤكد اللحمة الوطنية القوية بين مختلف مناطق المغرب، وتعتبر بمثابة درس مغربي بليغ موجه إلى أعداء الوحدة الترابية. كما أنها أيضا درس مغربي بليغ لكل العالم على أن المغرب دائما يستطيع ان يصنع نجاحاته، وأن يتجاوز كل المحن والكوارث بالتضامن والانخراط الشعبي والرسمي، وهو ما سبق أن أكده في سياق جائحة كورونا، والتي كان بقيم التضامن والتآخي والانخراط الكبير والواعي في عمليات المواجهة، نموذجا لتجاوز تداعيات الجائحة بأقل الأضرار الممكنة.

وتأتي هذه الملحمة التضامنية الواسعة مع ضحايا الزلزال لتؤكد فرادة النموذج المغربي في مواجهة الأزمات، وفي هذه الملحمة، كانت العيون، القلب النابض للصحراء المغربية، في الصدارة.