مراكش

أصدقاء “عمي خوان”بمراكش يتحدثون عن مواقفه الإنسانية -19-


كريم الوافي نشر في: 4 يونيو 2018

رحل عنا خوان غويتيسولو، الكاتب والمفكر الإنسان، الذي ظل يردد لازمته الأساسية "أنا ولد جامع الفنا"، يوم الأحد 5 يونيو 2017، تاركا فراغا كبيرا وسط محبيه وأصدقائه، وجيرانه بالقنارية، وزبناء مقهاه المعروف "كافي دو فرانس"، رحل "سي خوان"، أو "عمي خوان" اللقب المشهور به في مراكش. ويعد الراحل غويتيسولو حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية، فهو لا ينفك يعلن عن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، وقد أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه، من بينها "الإشارات"، و"مطالبات الكونت السيد خوليان"، و"لمحة بعد المعركة"، و"إصلاحات الطائر المنعزل"، إلى جانب العديد من المؤلفات التي عرفت طريقها نحو الترجمات بجل اللغات، لكن أشهر هذه الأعمال هو كتابه "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، الذي يدافع فيه بوضوح عن الثقافة العربية ودورها في الحياة والثقافة والتاريخ الإسباني.في هذه الزاوية تنفتح "كشـ24" على بعض أصدقاء الراحل غويتيسولو، للحديث عن الكاتب والروائي والمفكر، من خلال علاقته بجامع الفنا وصداقاته ومواقفه الإنسانية.الحلقة 19: غويتيسولو يعلن استقالته من جمعية ساحة جامع الفناء للتراث الشفوي ويتصدى ل"لوبيات" العقاربعد التهميش الذي احس به الكاتب والاديب الاسباني خوان غويتيسولو من طرف اعضاء جمعية ساحة جامع الفناء للتراث الشفوي للانسانية، التي تم تأسيسها بمبادرة منه رفقة بعض المتقفين المراكشيين، قرر تقديم استقالته من الجمعية.وفي هدا الاطار قال الاديب العالمي غويتيسولو في إحدى جلساته مع صديقه المترجم عبد الغفار السويرجي، كلما اتصلت بأعضاء الجمعية من أجل الاجتماع كانت لديهم دائما أعذار، قطعوا صلتهم بي نهائيا، ولأنني لا أومن بكون التدخلات السماوية يمكن أن توقف عملا، أعتقد أن ثمة أسبابا أو بالأحرى مصالح مادية في المسألة، على أية حال لقد تركوني وحيدا، ولأني لا أستطيع أن أدير جمعية بمفردي كانت رسالة استقالتي.كانت سنة 2003 آخر لقاء نظمته جمعية ساحة جامع الفناء للتراث الشفوي، بتاحناوت باقليم الحوز، بمشاركة العديد من الباحثين ضمنهم باحثة ألمانية تجيد العامية المغربية القت مداخلة عن دور النساء بالساحة، قبل ذلك تم تنظيم موسم الحلايقي من خلال جولات للرواة الشعبيين بالمدارس، ألقوا خلالها أمام الأطفال حكايات، كان الهدف من ذلك هو أن يعتاد الصغار على هذا الإرث، تلك أفضل طريقة لضمان الاستمرارية، يضيف الكاتب عبد الغفار السويرجي.في أواخر عام 1999، اخبرغويتيسولو صديقه عبد الغفار السويرجي بمشروع عمارة اللوكس وطلب منه تقصي الامر، كان عمدة مراكش آنذاك شرع في بناء أساسات "قيسارية اللوكس"بقلب ساحة جامع الفناء، بواجهة من الكريستال يبلغ ارتفاعها 15 مترا، وكذا مرآب للسيارات يمتد تحت ثلاث طبقات أرضية. كان يرغب في جعل الساحة مركزا تجاريا.توجه السويرجي لقصر بلدية مراكش مدعيا أن صديق عراقيين يرغبان في شراء محلين تجاريين بعمارة اللوكس التي كان مجسمها معروضا أمام الناظرين في بهو البلدية. يضيف السويرجي خلال حديثه ل"الصحراء المغربية" رحب بي مهندس المشروع وحدثني في تفاصيل تخص العمارة، عندما سألته ان كان ارتفاع العمارة هو 15 مترا أدرك المهندس هدفي من الاسئلة. جمعت أوراقي فكتبت مقالا تحت عنوان "جامع الفنا في خطر"، ترجمته للفرنسية فعرضته علي خوان غويتيسولو قرأه فقال لي يمنكنك الآن نشره.وأوضح السويرجي أنه بعد عدة أيام من صدور المقال بجريدة القدس العربي اخبره خوان غويتيسولو انه التقى حسن أوريد الناطق الرسمي باسم القصر الملكي في فندق المامونية، واخبره ان صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعد الاطلاع على مقال القدس العربي امر عمدة مراكش آنذاك عمرالجزولي بأن يوقف المشروع.

رحل عنا خوان غويتيسولو، الكاتب والمفكر الإنسان، الذي ظل يردد لازمته الأساسية "أنا ولد جامع الفنا"، يوم الأحد 5 يونيو 2017، تاركا فراغا كبيرا وسط محبيه وأصدقائه، وجيرانه بالقنارية، وزبناء مقهاه المعروف "كافي دو فرانس"، رحل "سي خوان"، أو "عمي خوان" اللقب المشهور به في مراكش. ويعد الراحل غويتيسولو حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية، فهو لا ينفك يعلن عن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، وقد أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه، من بينها "الإشارات"، و"مطالبات الكونت السيد خوليان"، و"لمحة بعد المعركة"، و"إصلاحات الطائر المنعزل"، إلى جانب العديد من المؤلفات التي عرفت طريقها نحو الترجمات بجل اللغات، لكن أشهر هذه الأعمال هو كتابه "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، الذي يدافع فيه بوضوح عن الثقافة العربية ودورها في الحياة والثقافة والتاريخ الإسباني.في هذه الزاوية تنفتح "كشـ24" على بعض أصدقاء الراحل غويتيسولو، للحديث عن الكاتب والروائي والمفكر، من خلال علاقته بجامع الفنا وصداقاته ومواقفه الإنسانية.الحلقة 19: غويتيسولو يعلن استقالته من جمعية ساحة جامع الفناء للتراث الشفوي ويتصدى ل"لوبيات" العقاربعد التهميش الذي احس به الكاتب والاديب الاسباني خوان غويتيسولو من طرف اعضاء جمعية ساحة جامع الفناء للتراث الشفوي للانسانية، التي تم تأسيسها بمبادرة منه رفقة بعض المتقفين المراكشيين، قرر تقديم استقالته من الجمعية.وفي هدا الاطار قال الاديب العالمي غويتيسولو في إحدى جلساته مع صديقه المترجم عبد الغفار السويرجي، كلما اتصلت بأعضاء الجمعية من أجل الاجتماع كانت لديهم دائما أعذار، قطعوا صلتهم بي نهائيا، ولأنني لا أومن بكون التدخلات السماوية يمكن أن توقف عملا، أعتقد أن ثمة أسبابا أو بالأحرى مصالح مادية في المسألة، على أية حال لقد تركوني وحيدا، ولأني لا أستطيع أن أدير جمعية بمفردي كانت رسالة استقالتي.كانت سنة 2003 آخر لقاء نظمته جمعية ساحة جامع الفناء للتراث الشفوي، بتاحناوت باقليم الحوز، بمشاركة العديد من الباحثين ضمنهم باحثة ألمانية تجيد العامية المغربية القت مداخلة عن دور النساء بالساحة، قبل ذلك تم تنظيم موسم الحلايقي من خلال جولات للرواة الشعبيين بالمدارس، ألقوا خلالها أمام الأطفال حكايات، كان الهدف من ذلك هو أن يعتاد الصغار على هذا الإرث، تلك أفضل طريقة لضمان الاستمرارية، يضيف الكاتب عبد الغفار السويرجي.في أواخر عام 1999، اخبرغويتيسولو صديقه عبد الغفار السويرجي بمشروع عمارة اللوكس وطلب منه تقصي الامر، كان عمدة مراكش آنذاك شرع في بناء أساسات "قيسارية اللوكس"بقلب ساحة جامع الفناء، بواجهة من الكريستال يبلغ ارتفاعها 15 مترا، وكذا مرآب للسيارات يمتد تحت ثلاث طبقات أرضية. كان يرغب في جعل الساحة مركزا تجاريا.توجه السويرجي لقصر بلدية مراكش مدعيا أن صديق عراقيين يرغبان في شراء محلين تجاريين بعمارة اللوكس التي كان مجسمها معروضا أمام الناظرين في بهو البلدية. يضيف السويرجي خلال حديثه ل"الصحراء المغربية" رحب بي مهندس المشروع وحدثني في تفاصيل تخص العمارة، عندما سألته ان كان ارتفاع العمارة هو 15 مترا أدرك المهندس هدفي من الاسئلة. جمعت أوراقي فكتبت مقالا تحت عنوان "جامع الفنا في خطر"، ترجمته للفرنسية فعرضته علي خوان غويتيسولو قرأه فقال لي يمنكنك الآن نشره.وأوضح السويرجي أنه بعد عدة أيام من صدور المقال بجريدة القدس العربي اخبره خوان غويتيسولو انه التقى حسن أوريد الناطق الرسمي باسم القصر الملكي في فندق المامونية، واخبره ان صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعد الاطلاع على مقال القدس العربي امر عمدة مراكش آنذاك عمرالجزولي بأن يوقف المشروع.



اقرأ أيضاً
حصيلة جديدة لحملات ردع مخالفات الدراجات النارية في ليلة عاشوراء بمراكش
شنت المصالح الأمنية بالمنطقة الأمنية الخامسة تحت إشراف رئيس المنطقة ورئيس الهيئة الحضرية ،ليلة امس السبت 5 يوليوز، الموافق لليلة عاشوراء، حملة أمنية ضد الدراجات النارية المخالفة لقوانون السير بالمدينة العتيقة لمراكش. وحسب مصادر "كشـ24"، فإن هذه الحملة التي قادها نائب رئيس الهيئة الحضرية بذات المنطقة، سجلت 60 مخالفة مرورية همت السير في الممنوع والوقوف فوق الرصيف، وعدم ارتداء الخودة، بينما أحيلت على المحجز 10 دراجات نارية لانعدام الوثائق. وقد شملت الحملة كل من رياض الزيتون القديم وساحة القزادية، وعرصة بوعشرين، بالإضافة لساحة الباهية، وعدة مناطق وشوارع مجاورة بالمدينة العتيقة لمراكش.
مراكش

محيط مقابر مراكش يتحول الى أسواق شعبية بمناسبة عاشوراء
تحول محيط مختلف المقابر بمدينة مراكش، صباح يومه الأحد 6 يوليوز ليوم عاشوراء، الى أسواق شعبية يعرض فيها كل ما يرتبط بهذه المناسبة, وشهد محيط المقابر انتشارا لبيع كل ما يتعلق بتزيين القبور من مياه معطرة وجريد النخيل واغصان وكذا التين المجفف (الشريحة)، والخبز، والحليب والماء، والفواكه الجافة المخصصة لاخرجها كزكاة بالموازاة مع زيارة الموتى، فضلا عن عدد كبير من السلع المختلفة كالملابس والعطور والاعشاب الطبية والاخرى المخصصة لطقوس الشعودة، وكل ما يمكن شرائه في هذه المناسبة. وتشهد مقبرة باب اغمات بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، أكبر تجمع للمواطنين الراغبين في زيارة ذويهم الراحلين عن الحياة، حيث تحولت المقبرة ومحيطها لمركز شعبي كبير وسوق ضخم تعرض فيه جميع انواع السلع في الشارع العام، ما يشكل مناسبة للتسوق لآلاف المواطنين.
مراكش

المختلون عقليا.. ثغرة في صورة مراكش + ڤيديو
في ظل سباق محموم نحو التجميل والمشاريع الكبرى استعدادًا لتظاهرات رياضية عالمية، وعلى رأسها كأس العالم 2030، تتواصل في مدينة مراكش، وبشكل مثير للقلق، ظاهرة انتشار المختلين عقليًا في الشوارع والأحياء، أمام غياب تام لأي استراتيجية واضحة المعالم من طرف الجهات المعنية. المدينة التي تُسوَّق للعالم كواجهة حضارية وسياحية، لا زالت عاجزة عن تأمين أبسط مقومات الكرامة لفئة من أكثر الفئات هشاشة؛ ألا وهي فئة المختلين عقليا التي يبدو أنها لم تجد بعد مكانا لها ضمن الأجندات الرسمية. ففي مشهد بات يتكرر يوميًا، تشهد مجموعة من الشوارع والأحياء بالمدينة الحمراء، من قبيل حي اطلس الشريفية على سبيل المثال لا الحصر، انتشارًا كبيرا للمختلين عقليًا، بشكل يبعث على القلق والخجل في آنٍ واحد؛ بعضهم يتجول عاريًا، وآخرون يعبّرون عن اضطراباتهم بسلوكيات عنيفة أو مزعجة، في صورة تمسّ كرامة الإنسان، وتخلق شعورًا بعدم الأمان بين السكان والزوار على حد سواء.ورغم أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة، إلا أنها في تفاقم مستمر، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر حل حقيقي؛ لا مراكز إيواء كافية، ولا برامج للعلاج أو الإدماج، ولا مقاربة شمولية تحفظ للإنسان كرامته وللمجتمع أمنه، وكل ما نراه على الأرض لا يتعدى بعض الحملات المحدودة التي لا تلبث أن تختفي نتائجها. وفي هذا الإطار، أكد مواطنون أن استمرار هذا الوضع يسيء إلى صورة مراكش كمدينة عالمية، ويطرح تساؤلات جدية حول أولويات المسؤولين، سيما وأن المدينة تستقبل سنويا ملايين السياح وتراهن على صورتها لاستقبال المزيد. وشدد مهتمون بالشأن المحلي، على أن إهمال "الرأس المال البشري"، وخاصة الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة، يُعد إحدى علامات الفشل لأي سياسات تنموية؛ فالاستثمار في المشاريع فقط دون تمكين الإنسان وتحسين ظروف حياته سواء من خلال التعليم، الصحة، أو الرعاية الاجتماعية، يفضي إلى نتائج عكسية، حيث تصبح المدن والمجتمعات مصابة بخلل في التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأكد مواطنون، أن المحافظة على صورة المدينة وسمعتها لا تقتصر على البنية التحتية أو الفعاليات الكبرى، بل تتطلب رعاية إنسانية حقيقية ترتكز على حماية حقوق أضعف الفئات وتعزيز كرامتهم، داعين الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها، من خلال تبني استراتيجيات شاملة ترمي إلى توفير الدعم والرعاية الطبية والاجتماعية لهذه الفئة.  
مراكش

هل تخلت مراكش عن ذاكرتها؟.. سور باب دكالة إرث تاريخي يئن تحت وطاة الإهمال
لا تزال الحالة الكارثية التي آل إليها السور التاريخي لمدينة مراكش، وخاصة الجزء المتواجد بمدخل باب دكالة، تتفاقم دون أي مؤشرات على تحرّك جاد، لإنقاذ هذه المعلمة التاريخية التي أصبحت رمزًا للإهمال والعبث بقيمة التراث. وحسب نشطاء من المنطقة، فإن هذا المكان الذي من المفترض أن يُجسّد هوية المدينة وتراثها العمراني، يعرف بشكل يومي مظاهر متعددة للفوضى، من بينها التبول والتغوط في العراء، وانتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى وجود أشخاص في وضعية الشارع وكلاب ضالة تستقر بالمكان، ما يتسبب في حالة من الانزعاج والقلق لدى المارة، خصوصًا القادمين من وإلى المحطة الطرقية لباب دكالة. المثير للانتباه، وفق هؤلاء، أن هذه المشاهد غير اللائقة تحيط بـ "رواق الفنون"، والذي يفترض أن يكون واجهة ثقافية تعرض أعمالًا فنية، لكن محيطه المتدهور يعيق بشكل كبير أي محاولة لتنشيط الفضاء ثقافيًا أو جذب الزوار إليه. ورغم محاولات تنظيف المكان أسبوعيًا، -يقول مواطنون- إلا أن غياب المرافق الصحية الأساسية، وانعدام المراقبة، وغياب ثقافة المواطنة، كلها عوامل تجعل من هذه الجهود مجرد ترقيع بلا أفق، مشددين على أن المشكل لا يُمكن حلّه بالخرطوم والمعقمات، بل يحتاج إلى قرارات حقيقية تبدأ بإنشاء مراحيض عمومية، تنظيم الفضاء، وتكثيف المراقبة بهذه المنطقة. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة، ومدى التزامها بالحفاظ على القيمة التاريخية والمعمارية لسور مراكش، الذي يُعد من أهم معالم المدينة، وإنقاذه من هذا الإهمال الذي يُفقده روحه التاريخية، ويشوه سمعة المدينة ككل.  
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة