وطني

آبار الموت وتجارة القنب.. كابوس يطارد ساكنة شفشاون التي ودعت الطفل ريان


كشـ24 - وكالات نشر في: 11 فبراير 2022

لا تزال تداعيات وفاة الطفل ريان، الذي فارق الحياة بعد معاناة دامت 5 أيام في جب ضيق عميق زلت فيه قدمه، تطغى على الجو العام بضواحي مدينة شفشاون، شمال المغرب، حيث أدت إلى تسليط الضوء على الظروف السيئة الذي يعيشها العالم القروي في المملكة.وعلى الرغم من الجهود المستمرة التي يقوم بها المغرب في تطوير البنية التحتية بهدف فك العزلة وتحسين الأوضاع المعيشية للساكنة في القرى، إلا أن ذلك كان غير كاف.والواقع أن وفاة ريان عرّت التمزق العميق في شرايين الاقتصاد في الريف المغربي وأبرزت مظاهر الفقر والإهمال وانعدام المرافق والخدمات الضرورية، مثل الصحة والتعليم وماء الشرب والكهرباء.فقد قام والد ريان بحفر بئر في محاولة عبثية للعثور على الماء دون جدوى، حاله كحال العديد من الأسر في المناطق الجبلية النائية في المملكة، وكما وصفته والدة الطفل وسيمة خرشيش قائلة إنه كان "حفرة من الغبار".حتى أن الطرق المؤدية إلى مكان الحادثة لم تساعد فرق الإنقاذ في الوصول بسرعة، بحسب ما ذكره أحد المهندسين الطبوغرافيين لوسائل إعلام محلية.ويذكر أن الآبار العميقة والضيقة تنتشر بشكل كبير في منطقة الريف الوعرة ذات التربة الهشة، والتي حفرها القرويون بأنفسهم للحصول على مياه السقي لنباتات القنب المنتشرة هناك.وتعتبر زراعة القنب أو "الكيف"، وهو محصول داعم لاقتصاد القرية وضواحيها، من أهم الأسباب التي تدفع السكان إلى حفر الآبار بعمق قد يصل إلى 90 مترا (حوالي 300 قدم)، أي ثلاثة أضعاف عمق البئر الذي ابتلع الطفل ريان، في قرية إيغران التي يسكنها ما يصل إلى 1000 شخص.وانتقد مرصد الشمال لحقوق الإنسان تقصير السلطات في التغاضي عن حفر الآبار من قبل تجار ومزارعي القنب، وهو ما اعتبره "خرقا واضحا للقانون" ولا يخدم ساكنة القرى.وقال محمد، أحد أقارب ريان، الذي عرف نفسه باسمه الأول فقط: "كما يقول المثل، يجب على من يطبخ السم أن يتذوقه". وأشار الكثيرون إلى قلقهم من زراعة الحشيش بشكل غير قانوني كما اعتبروا أنه يشكل وصمة عار على سمعتهم.من جهة أخرى، أوضح الساكنة إلى أن معظم العائلات لا تتوفر على بئر خاص بها لسقي محاصيل القنب فقط، بل لسقي الماشية وتلبية احتياجاتها اليومية.فيما أفاد تقرير لوزارة الداخلية، قُدِّم إلى لجنة برلمانية في أبريل 2021، أن ما يقدر بنحو 400 ألف شخص يزرعون المحصول غير القانوني، ما يساعد حوالي 60 ألف أسرة، ومن بين مراكز الإنتاج الرئيسية شفشاون، وفق تقارير إعلامية مغربية.وقد يعود هذا التساهل إلى عام 1959، أي بعد ثلاثة سنوات من استقلال المغرب، وعام 1984 حيث تعرض سكان الريف للقمع لكونهم ثاروا ضد حكومة قامت بتهميشهم، وردا على ذلك تم حرمان منطقتهم من الاستثمارات لمدة أربعة عقود، كما تم إهمال وسائل عيشهم.وخلقت نهاية ريان الحزينة جدلا وطنيا حيال قضية التنمية القروية في الشمال المغربي، وتعالت الأصوات المطالبة بضرورة ردم أو إغلاق الآبار المفتوحة تجنبا لوقوع حوادث جديدة داخل وخارج المملكة.وتشمل النصوص القانونية على عدد من الإجراءات المتعلقة بحفر الآبار والثقوب المائية إذ يتعين على كل من يشرع في الحفر قصد البحث عن الماء بـ"التصريح لدى وكالة الحوض المائي بموضوع وموقع وإحداثيات الأثقاب وكذلك بكل إشارة متعلقة بها"، وفق ما جاء في القانون رقم 10.95 المتعلق بالماء.اورونيوز

لا تزال تداعيات وفاة الطفل ريان، الذي فارق الحياة بعد معاناة دامت 5 أيام في جب ضيق عميق زلت فيه قدمه، تطغى على الجو العام بضواحي مدينة شفشاون، شمال المغرب، حيث أدت إلى تسليط الضوء على الظروف السيئة الذي يعيشها العالم القروي في المملكة.وعلى الرغم من الجهود المستمرة التي يقوم بها المغرب في تطوير البنية التحتية بهدف فك العزلة وتحسين الأوضاع المعيشية للساكنة في القرى، إلا أن ذلك كان غير كاف.والواقع أن وفاة ريان عرّت التمزق العميق في شرايين الاقتصاد في الريف المغربي وأبرزت مظاهر الفقر والإهمال وانعدام المرافق والخدمات الضرورية، مثل الصحة والتعليم وماء الشرب والكهرباء.فقد قام والد ريان بحفر بئر في محاولة عبثية للعثور على الماء دون جدوى، حاله كحال العديد من الأسر في المناطق الجبلية النائية في المملكة، وكما وصفته والدة الطفل وسيمة خرشيش قائلة إنه كان "حفرة من الغبار".حتى أن الطرق المؤدية إلى مكان الحادثة لم تساعد فرق الإنقاذ في الوصول بسرعة، بحسب ما ذكره أحد المهندسين الطبوغرافيين لوسائل إعلام محلية.ويذكر أن الآبار العميقة والضيقة تنتشر بشكل كبير في منطقة الريف الوعرة ذات التربة الهشة، والتي حفرها القرويون بأنفسهم للحصول على مياه السقي لنباتات القنب المنتشرة هناك.وتعتبر زراعة القنب أو "الكيف"، وهو محصول داعم لاقتصاد القرية وضواحيها، من أهم الأسباب التي تدفع السكان إلى حفر الآبار بعمق قد يصل إلى 90 مترا (حوالي 300 قدم)، أي ثلاثة أضعاف عمق البئر الذي ابتلع الطفل ريان، في قرية إيغران التي يسكنها ما يصل إلى 1000 شخص.وانتقد مرصد الشمال لحقوق الإنسان تقصير السلطات في التغاضي عن حفر الآبار من قبل تجار ومزارعي القنب، وهو ما اعتبره "خرقا واضحا للقانون" ولا يخدم ساكنة القرى.وقال محمد، أحد أقارب ريان، الذي عرف نفسه باسمه الأول فقط: "كما يقول المثل، يجب على من يطبخ السم أن يتذوقه". وأشار الكثيرون إلى قلقهم من زراعة الحشيش بشكل غير قانوني كما اعتبروا أنه يشكل وصمة عار على سمعتهم.من جهة أخرى، أوضح الساكنة إلى أن معظم العائلات لا تتوفر على بئر خاص بها لسقي محاصيل القنب فقط، بل لسقي الماشية وتلبية احتياجاتها اليومية.فيما أفاد تقرير لوزارة الداخلية، قُدِّم إلى لجنة برلمانية في أبريل 2021، أن ما يقدر بنحو 400 ألف شخص يزرعون المحصول غير القانوني، ما يساعد حوالي 60 ألف أسرة، ومن بين مراكز الإنتاج الرئيسية شفشاون، وفق تقارير إعلامية مغربية.وقد يعود هذا التساهل إلى عام 1959، أي بعد ثلاثة سنوات من استقلال المغرب، وعام 1984 حيث تعرض سكان الريف للقمع لكونهم ثاروا ضد حكومة قامت بتهميشهم، وردا على ذلك تم حرمان منطقتهم من الاستثمارات لمدة أربعة عقود، كما تم إهمال وسائل عيشهم.وخلقت نهاية ريان الحزينة جدلا وطنيا حيال قضية التنمية القروية في الشمال المغربي، وتعالت الأصوات المطالبة بضرورة ردم أو إغلاق الآبار المفتوحة تجنبا لوقوع حوادث جديدة داخل وخارج المملكة.وتشمل النصوص القانونية على عدد من الإجراءات المتعلقة بحفر الآبار والثقوب المائية إذ يتعين على كل من يشرع في الحفر قصد البحث عن الماء بـ"التصريح لدى وكالة الحوض المائي بموضوع وموقع وإحداثيات الأثقاب وكذلك بكل إشارة متعلقة بها"، وفق ما جاء في القانون رقم 10.95 المتعلق بالماء.اورونيوز



اقرأ أيضاً
مجلس النواب يعقد الاثنين جلسة للأسئلة الشفهية الموجهة لرئيس الحكومة
يعقد مجلس النواب، الاثنين المقبل، جلسة عمومية تخصص للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة حول السياسة العامة. وذكر بلاغ للمجلس أن هذه الجلسة، التي تعقد تطبيقا لأحكام الفقرة الثالثة من الفصل 100 من الدستور ومقتضيات النظام الداخلي، ستنطلق على الساعة الثالثة بعد الزوال، وستتناول “المقاربة الحكومية لتعزيز الحق في الصحة وترسيخ مبادئ الكرامة والعدالة الاجتماعية”.
وطني

التحقيقات في فضيحة سيردان تطال بنكا مغربيا
أرسلت المحكمة العليا في إسبانيا طلبًا إلى الأجهزة المركزية لمجموعة بنكية مغربية لإحالة جميع المعلومات المتعلقة بحساب مصرفي مرتبط بفضيحة خوسيه لويس أبالوس وسانتوس سيردان في أسرع وقت ممكن. وجاء قرار المحكمة العليا الإسبانية بناءا على طلب من وحدة العمليات المركزية للحرس المدني (UCO) التي تتعقب 479 حسابًا مصرفيًا في 35 جهة، منها 12 حسابًا في الخارج، حسب جريدة "ذا أوبجيكتيف" الإسبانية. وطالبت السلطات القضائية الإسبانية من إدارة البنك المغربي معلومات عن الحساب وتقديم جميع الوثائق والسجلات، بالإضافة إلى العمليات المصرفية والمالية الخاصة بالحساب الذي فُتح عام 2011 وأُغلق في مارس 2021 ، قبل بضعة أشهر من مغادرة أبالوس الحكومة. وحسب مسار التحقيقات، تم تقسيم مبالغ الرشاوى على 400 حساب مصرفي في 35 مؤسسة بنكية مختلفة مثل بنك "بانكو دو برازيل" وبنك "جي بي مورغان تشيس الوطني"، ومقره الولايات المتحدة، بالإضافة إلى حسابات أخرى في بنك إكوادوري يُدعى "Banco Pichinch"، ثم الفرع الأوروبي لمؤسسة بنكية مغربية. وقد أدان تقرير صادر عن الحرس المدني نُشر، مؤخرا، بعد تقديمه إلى المحكمة العليا، سانتوس سيردان، السكرتير التنظيمي لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، بعد رصد تسجيلات تنصت وسجلات مصرفية مشبوهة منذ عام 2020 على الأقل. ووفقًا للتقرير، كانت الشبكة المرتبطة بسيردان تُدير نظامًا مُهيكلًا لبيع وشراء الامتيازات وتزوير التعيينات في مختلف القطاعات العامة، لا سيما في قطاعات النقل والإمدادات الصحية وعقود البنية التحتية الإقليمية. وتكشف تسجيلات التنصت عن محادثات مُسيئة بين سيردان وكولدو غارسيا، المستشار السابق لوزير النقل خوسيه لويس أبالوس، الذي شارك أيضًا في الأشهر الأخيرة في تحقيق دقيق يتعلق بما يسمى "قضية كولدو". وحدد المحققون عمليات مالية غير قانونية تقدر بما بين 6,8 و 7,4 مليون يورو من خلال شركات وسيطة مرتبطة بشخصيات مقربة من سيردان. وتكشف المحادثات التي تم اعتراضها عن محاولات للتلاعب الداخلي في مؤتمرات الحزب والانتخابات التمهيدية.
وطني

مواجهة جزئية مع الأحرار.. حزب الاستقلال: إتاوات وابتزاز واستعمال أموال في أولاد الطيب
لا زالت تداعيات نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت في الدائرة رقم 10 في جماعة أولاد الطيب بنواحي فاس، تثير أزمة بين حزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار، وهما من مكونات التحالف الحكومي.فقد قال حزب الاستقلال بالمنطقة إنه يتابع ببالغ الغضب والرفض ما شهدته هذه الانتخابات الجزئية من "فضائح انتخابية وانحرافات خطيرة أهانت إرادة الناخبين وضربت عرض الحائط كل قواعد التنافس النزيه".وأعلن فوز التجمع الوطني للأحرار في هذا النزال الانتخابي الذي مر في أجواء فاترة، ولم يشهد تنافسا كبيرا، وتميز بضعف كبير في المشاركة. لكن الصادم أكثر بالنسبة لعدد من المتتبعين هو أن مرشحة حزب الاستقلال لم تحصل سوى على 6 أصوات.واعتبر حزب "الميزان" بأن هذه النتائج "غير العادلة" تكشف أن "معركة الشرف ما زالت طويلة، وأن مواجهة أباطرة الفساد ومهندسي التلاعب بصناديق الاقتراع صارت أولوية لا تقبل التراخي ولا المساومة".وتحدثت عن تجاوزات مرتبطة بإقصاء مواطنين من اللوائح بطرق ملتوية وغير قانونية، وتسخير وسائل النقل والأموال لاستمالة أصوات الفقراء والمحتاجين، وفرض إتاوات وابتزاز بعض الناخبين تحت التهديد والضغط.كما انتقد تدمير مبدأ تكافؤ الفرص أمام المنافسة الشريفة، وتسخير كتائب من الحسابات الوهمية والصفحات المأجورة لتشويه صورة الحزب ونشر الأكاذيب.
وطني

الاعلان عن موعد الدخول المدرسي المقبل
أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن الموسم الدراسي المقبل 2025-2026 سينطلق بشكل رسمي وإلزامي يوم الاثنين 8 شتنبر، على مستوى التعليم الأولي والابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي، وفق ما ورد في المقرر الوزاري رقم 051.25 الموقع من طرف الوزير محمد سعد برادة. ويشير المقرر إلى أن أطر التدريس والإدارة التربوية والأساتذة الباحثين في قطاع التربية والتكوين، سيلتحقون بمراكز عملهم ابتداء من فاتح شتنبر، حيث سيتم توقيع محاضر الدخول في اليوم ذاته. وأكدت الوزارة التزامها بمواصلة تعميم التعليم الأولي وتحسين مستواه التربوي، مع التوسع في تجربة "مؤسسات الريادة" بالسلك الابتدائي، وذلك بإضافة 2008 مؤسسة جديدة، ليصل مجموعها إلى 4634 مؤسسة على الصعيد الوطني. كما سيتم تعزيز الشبكة على مستوى التعليم الثانوي الإعدادي بإحداث 554 مؤسسة جديدة، رافعة عدد المؤسسات الريادية بهذا السلك إلى 786. وفي سياق دعم التنوع اللغوي، تعتزم الوزارة توسيع نطاق تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس الابتدائية، سعيًا لبلوغ نسبة تغطية تصل إلى 50% خلال الموسم المقبل. كما أعلنت عن خطط لتعميم تدريس اللغة الإنجليزية في المستويات الثلاثة من التعليم الثانوي الإعدادي. من جهة أخرى، ستواصل الوزارة رقمنة مسار امتحانات شهادة البكالوريا، إلى جانب تفعيل خلايا اليقظة التربوية وتحسين أدائها لضمان تدبير تربوي فعّال وسريع الاستجابة. وفي إطار مكافحة الهدر المدرسي، أكدت الوزارة عزمها تفعيل آليات المتابعة والمواكبة التربوية والمقاربة الاستباقية، بالتوازي مع توسيع شبكة مدارس الفرصة الثانية وربطها بالمؤسسات الإعدادية لتمكين المنقطعين من العودة إلى مقاعد الدراسة. وسيستفيد التلاميذ والأطر التربوية من عطلة مدرسية تمتد إلى حوالي 56 يومًا، تتوزع بين فترات بينية والعطل الدينية والوطنية المعتادة. وبخصوص نهاية الموسم الدراسي، فمن المرتقب أن تستمر الدراسة إلى غاية 30 ماي 2026 بالنسبة لتلاميذ السنة الثانية بكالوريا، في حين تنتهي السنة الدراسية للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي بتاريخ 30 يونيو 2026، مع مراعاة الخصوصيات الجهوية بالنسبة للتعليم الأولي. وسيجري توقيع محاضر الخروج بالنسبة للأطر الإدارية والتربوية وهيئة التفتيش والتأطير يوم 11 يوليوز 2026، بعد إتمام جميع المهام المرتبطة بإغلاق الموسم الدراسي. ولتعزيز التواصل مع الأسر، ستنظم الوزارة حملات تحسيسية لفائدة أولياء الأمور حول المستجدات البيداغوجية، مع التركيز على أهمية تسجيل التلاميذ الجدد، بما فيهم الأطفال في وضعية إعاقة. كما ستُطلق قافلة وطنية لإعادة إدماج المنقطعين عن الدراسة بشكل مباشر. وختمت الوزارة مقررها بإرفاق ملاحق تتضمن جدولة مفصلة لفروض المراقبة المستمرة، والامتحانات بجميع الأسلاك التعليمية، إضافة إلى تواريخ مباريات التميز والمسابقات الوطنية، وذلك سعياً لتأمين موسم دراسي منظم وفعّال.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة